المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم التعامل بالخطاب أو الكتاب بين الذكور والإناث في المنتدياتٍ عبر الشبكة العنكبوتية



عبد الله مسلم
13 Dec 2011, 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




إلى كل الإخوة و الأخوات الذين يريدون التعامل عبر الشبكة العنكبوتية



هذا سؤال طرح على فضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله





السؤال:





ما حكم المدارسات والمذاكرات العلمية الكتابية التي تجمع بين

الذكور والإناث في المنتدياتٍ عبر الشبكة؟ وبارك الله فيكم.




الجواب:




الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين،

وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:




فالتعامل بالخطاب أو الكتاب أو بهما معًا مع امرأةٍ أجنبيةٍ -إنْ لم تقترن

به ضوابطُ أمنِ الفتنة واتَّصف التعامل بالتعاقب والاستمرار-

كان خطرًا ظاهرًا على دين الرجل وعرضه، وقد جاء في الحديث:

«مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»(١).




والمعلوم من خطاب المرأة مع الرجل الأجنبي أنه ينبغي أن يتَّسمَ

بالأدب الرصين قدْرَ الحاجة، لئلاَّ يُحْدِثَ في قلب السامع علاقةً

تنمو عند مَن في قلبه مرضٌ.




لذلك، فكلُّ تعاملٍ بالخطاب أو الكتاب تضمَّن الخضوعَ واللين واللحن،

والهَذَرَ والهَزْلَ والدُّعابة والملاطفة والمزاح وغيرَها من المثيراتِ للشهوة

والمحرِّكاتِ للغريزة فهو ممنوعٌ سدًّا لذريعة الحرام،

وهذا الأسلوب في التعامل خارجٌ عن الكلام المؤدَّب والقول المعروف،

بل إنَّ النبرة الليِّنة واللهجةَ الخاضعة تسمح -بلا شكٍّ-

للغرائز والشهوات بالتململ والارتقاء والظهور على مدًى قريبٍ أو بعيدٍ،

قال تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ

بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32].




ولمَّا كان جملةٌ من الأخوات قد لا يلتزمن بهذه الضوابط ولا يحترمن

الحدود الشرعية في كلامهنَّ وخطابهنَّ ومراسلاتهنَّ؛

فإنَّ الأسلمَ للعرض والدين تركُ التعامل معهنَّ إلاَّ في حدودٍ ضيِّقةٍ

مع الانضباط بشروطِ أمنِ الفتنة، وفي نطاق الحاجة الشرعية،

قال صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: « .. فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ،

فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»(٢).




والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

وصلَّى اللهعلى محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.




الجزائر في: 10 شوال 1432 ﻫ




الموافق ﻟ: 08 سبتمبر 2011 م



١- أخرجه البخاري في «النكاح» باب ما يُتَّقَى من شؤم المرأة (5096)، ومسلم في «الرقاق» (2740)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

٢- أخرجه مسلم في «الرقاق» (2742)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

حفيد السلف
13 Dec 2011, 03:18 PM
جعله الله في ميزان حسناتكم .. بارك الله فيكم .. و نفع بكم .

خزااامى
14 Dec 2011, 01:38 AM
جزاك الله خيرا ...

كتب الله أجرك ...

صمت الدموع
14 Dec 2011, 09:02 AM
جزاكم الله كل خير وكتب الله اجركم ..

رونق الامل
14 Dec 2011, 10:15 AM
جزاك الله خير الجزاء أخي
و بارك الله فيك
و جعل ما قدمته في ميزان حسناتك

فله المميزة
14 Dec 2011, 10:25 AM
بارك الله فيك
وجعله في موازين حسناتك

الصحبة الصالحة
14 Dec 2011, 12:46 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عبدالله الكعبي
18 Dec 2011, 12:55 PM
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى وحفظ الله شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس وسدد خطاه، وجزاه عنا خير الجزاء ووفقه لكل خير وابعد عنه كل مكروه

سابقا و مازلنا الى الان نحاور مع المرأة الكتابيه أو الرجل الكتابي هذا الحوار يدور بيننا وفق الضوابط الشرعية فلا حرج فيه شرعاً وهي: يكون الحوار دائراً حول إظهار حق، أو إبطال باطل.

يكون من باب تعليم العلم وتعلمه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [الأنبياء: 7] وقال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" [صححه الألباني عن أنس وعلي وأبي سعيد رضي الله عنهم].

أن لا يخرج عن دائرة آداب الإسلام في استعمال الألفاظ واختيار التعابير غير المريبة أو المستكرهة الممقوتة كما هو شأن كثير من أهل الأهواء والشهوات.

أن لا يكون الحوار مضراً بالإسلام والمسلمين، بل عوناً لهم، ليتعلموا دينهم عن طريق القنوات الجديدة فكما أن الكفار يصرفون أوقاتهم لنشر الباطل فإن المسلم يصرف كل جهوده في سبيل نشر الفضيلة والخير والصلاح.

أن يكون بيننا ثقة بالنفس للوقوف عند ثبوت الحق لا يتجاوزه أحدهما انتصارا للنفس، فإن ذلك يؤدي إلى طمس الحقائق وركوب الهوى والعياذ بالله من شرور النفس الأمارة بالسوء.

أن يكون الحوار عبر ساحات عامة يشارك فيها جمع من الناس، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما، فإن هذا باب من أبواب الفتنة، فإذا توافر في الحوار هذه الأصول وهناك عدم الرؤية والخطاب المباشر، فلا حرج فيه، والأولى ترك ذلك وسد هذا الباب، لأنه قد يجر الإنسان إلى المحرم، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. والله أعلم.

عبد الله مسلم
19 Dec 2011, 01:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا جميعا

شامخه بديني
20 Dec 2011, 09:57 PM
جزاكم الله خير لاحرمتم الاجر