المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أثر القرآن الكريم في تهذيب النفوس "



طيف المدينة
18 Nov 2011, 09:07 PM
" أثر القرآن الكريم في تهذيب النفوس "


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن القرآن الكريم يهدي للتي أقوم في كل شيء سواء كان في الأخلاق أو الصفات أو السلوك، بل في الأمور كلها، والله تعالى يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(9) سورة الإسراء، وقد وردت الآيات الكثيرة التي تدل المؤمنين على الاتصاف بأحسن الأخلاق وأعلاها وتحثهم على التمسك بها، ولا شك أن تزكية النفوس وتهذيب أخلاق الناس من مهام الرسل، عليهم الصلاة والسلام. قال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة،

وسوف نستعرض فيما يأتي آيات وردت في كتاب الله تعالى تدعو إلى تهذيب النفوس والتخلق بالأخلاق الحسنة، ومن ذلك ما يلي:


1) قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (164) سورة آل عمران.
قال ابن كثير رحمه الله (يُذكّر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم عليهم من بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتلو عليهم آيات الله المبينات ويزكيهم أي يطهرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية) تفسير القرآن العظيم 1-201، وقال ابن سعدي رحمه الله (ويزكيكم) أي يطهر أخلاقكم ونفوسكم بتربيتها على الأخلاق الجميلة وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة، وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الكذب إلى الصدق ومن الخيانة إلى الأمانة ومن الكبر إلى التواضع ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التحاب والتواصل والتوادد، وغير ذلك من أنواع التزكية) تيسير الكريم الرحمن 1-115 .


2) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ {5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ {6}.
وقد قيل في تفسير الآية أن معناها ألزم مكارم الأخلاق وأعلاها، وابتعد عن قبيح الأخلاق التي يتصف بها المشركون، ثم أمره رب العالمين بعدم المن حين العطاء وذلك بأن يستكثر ما يدفعه في سبيل الله، حيث إن الكريم يستقل ما يعطي ولو كان كثيراً ولا ينتظر العوض إلا من الله تعالى.


3) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس،
فالقرآن الكريم موعظة وتذكير وبشارة للمؤمنين ونذارة للكافرين وهو شفاء للصدور من مرض الشك والغرور والرياء والنفاق والحسد والحقد والغل وغيرها من رذائل الأخلاق، وسيد الثقلين عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن الكريم، فعن سعد بن هشام رحمه الله قال: سألت عائشة رضي الله عنها أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (كان خلقه القرآن) رواه مسلم 746، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) رواه أحمد 381، قال ابن عبدالبر: يدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل، فبذلك بُعث ليتممه صلى الله عليه وسلم، وقد قال العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عزّ وجلّ: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل.


4) وفي سورة الإسراء جملة من الآيات الكريمة التي تحث على التخلق بالأخلاق الحسنة التي لها علاقة مباشرة بتهذيب النفوس وطهارتها، ومنها بر الوالدين، والإحسان إلى ذوي القربى والمساكين وابن السبيل والنهي عن التبذير، وعدم قتل الأولاد والبعد عن قربان الفاحشة وقتل النفس وقربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، وفيها المحافظة على العدل، وأن يراقب الإنسان ربه فيما يسمع ويبصر وأن يوثق الإنسان علاقته بربه، وأن يحذر من الكبر والتعدي على عباد الله، وغير ذلك مما له أبلغ الأثر في تهذيب النفوس وإصلاحها.

والمسلم إذا تدبر الأوامر والنواهي الواردة في القرآن الكريم وعمل بمقتضاها فإن نفسه تسمو ويحظى بمحبة الله تعالى ومحبة عباد الله الصالحين، وتلك درجة طيبة ينال بها صاحبها خيرات كثيرة ومناقب جمة.
فندعو إخواننا وأبناءنا وبناتنا إلى بذل المزيد من العناية بالقرآن الكريم والمحافظة على فرائض الله وبر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلى الناس والعفو عمن أساء والبعد عن الأخلاق السيئة التي حذر القرآن الكريم منها، ومن أشدها التهاون بالصلاة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وارتكاب المظالم والحقد والحسد والسخرية والبعد عن سفاسف الأمور وغيرها.
وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.





كاتب المقال /
الشيخ د. عبدالله بن محمد المطلق

صمت الدموع
18 Nov 2011, 09:09 PM
جزاك الله كل خير.. وكتب الله اجرك .. ونفع بك ..

jamal mohammed
20 Nov 2011, 12:48 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا

رياض أبو عادل
20 Nov 2011, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزآكم الله خيرا على الموضوع




http://www.riadeljanna.com/vb/images/smilies/012.gif

عبدالله الكعبي
28 Nov 2011, 12:03 AM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و نسال الله الثبات على العمل الصالح والنجاة من النار

شامخه بديني
03 Dec 2011, 04:27 PM
جزاكم الله خيرآ لاحرمتم الاجر والثواب

قلم وقف لله
11 Dec 2011, 02:13 AM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

فله المميزة
18 Dec 2011, 08:42 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

روَاسي *
04 Jan 2012, 08:28 AM
اللهُم اجعلِ القرآن الكِريم رِبيع قِلبي ،
كلمَات جَميلة ، جِزاكِ الله خيرٍا وَنفعَ بكٍ ...

الدمعة اليتيمة
05 Jan 2012, 12:30 PM
اللهم هذب بالقرآن قلوبنا و سلوكنا
نفع الله بك ِ اختي الفاضلة
http://up.ala7ebah.com/img/3pZ07235.gif

طيف المدينة
20 Jan 2012, 03:51 PM
اللهم آمين وإياكم ..

شكراً لكم على حسن تواجدكم ودعائكم الطيب

شوقي الى الله ابكاني
21 Mar 2013, 08:56 PM
جزاك الله خيرا

ام حفصه
31 Mar 2013, 07:26 PM
http://up.ala7ebah.com/img/3pZ07235.gif