الداعية هبه الحمزاوى
06 Nov 2011, 03:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف عيدكم اليوم؟ أفى طاعة الله أم فى طاعة النفس؟
إن شاء الله فيما يحبه ويرضاه
إليكم درس اليوم:
ليس فى الدنيا والآخرة هم وداء إلا وسببه المعاصى والذنوب، وكان للسلف الصالح أقوال عدة فى ذلك.
فقال بعضهم: المعاصى سلسلة فى عنق العاصى لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة.
وقال بعضهم: الذنوب جراحات ورُبَّ جرح جاء فى مقتل.
وقال بعضهم: أرقهم قلوباً أقلهم ذنوباً.
وقال بعضهم: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.
وقال بعضهم: إذا أجمع العبد على ترك الذنوب أتته الأمداد من الله عز وجل من كل جانب.
وقال بعضهم: من علامة من غرق فى الذنوب أن لا ينشرح صدره لقيام الليل وصيام النهار.
وقيل لبعضهم: لا نستطيع قيام الليل، قال: أبعدتكم الذنوب. وفى رواية: كبّلتكم خطاياكم.
قال ابن القيم رحمه الله: فمما ينبغى أن يُعلم أن الذنوب والمعاصى تضر ولا شك، وأن ضررها فى القلوب كضرر السموم فى الأبدان على اختلاف درجاتها فى الضرر، وهل فى الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه المعاصى والذنوب؟ فما الذى أخرج الوالدين من الجنة، دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور، الى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ وما الذى أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبُدّل بالقرب بعداً والرحمة لعنة وبالجنة ناراً تلظى وبالإيمان كفراً وبموالاة الغنى الحميد أعظم عداوة ومشاقة، وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش، وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيان، فهان على الله غاية الهوان وسقط من رحمته غاية السقوط، وحل عليه غضب الرب تعالى فأهواه، ومقته أكبر المقت فأرداه، فصار قواداً لكل فاسق وجرم، رضى لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة، فعياذاً بالله من مخالفة أمره وارتكاب نهيه.
وما الذى أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رأس الجبال؟
وما الذى سلّط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض وكأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم الى يوم القيامة؟
وما الذى أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم فى أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟
وما الذى رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جمعاً ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها وما هى من الظالمين ببعيد؟
وما الذى أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رءوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟
وما الذى أغرق فرعون وقومه فى البحر، ثم نقلت أرواحهم الى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق.
وما الذى خسف بقارون وداره وماله وأهله؟
وما الذى أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميراً؟
وما الذى بعث على بنى إسرائيل قوماً أولى بأس شديداً فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرارى والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيراً؟
وما الذى سلط عليهم بأنواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل والسبى وخراب البلاد ومرة بمسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الله تبارك وتعالى: {لَيَبعَثَنَّ عَلَيهِم إِلَى يَومِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُم سُوءَ العَذَابِ} [الأعراف:167].
وقال رحمه الله فى الفوائد:
نتائج المعصية: قلة التوفيق، وفساد الرأى، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة فى الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال.
انتهى الدرس اليوم.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم وحمة الله وبركاته
كيف عيدكم اليوم؟ أفى طاعة الله أم فى طاعة النفس؟
إن شاء الله فيما يحبه ويرضاه
إليكم درس اليوم:
ليس فى الدنيا والآخرة هم وداء إلا وسببه المعاصى والذنوب، وكان للسلف الصالح أقوال عدة فى ذلك.
فقال بعضهم: المعاصى سلسلة فى عنق العاصى لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة.
وقال بعضهم: الذنوب جراحات ورُبَّ جرح جاء فى مقتل.
وقال بعضهم: أرقهم قلوباً أقلهم ذنوباً.
وقال بعضهم: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.
وقال بعضهم: إذا أجمع العبد على ترك الذنوب أتته الأمداد من الله عز وجل من كل جانب.
وقال بعضهم: من علامة من غرق فى الذنوب أن لا ينشرح صدره لقيام الليل وصيام النهار.
وقيل لبعضهم: لا نستطيع قيام الليل، قال: أبعدتكم الذنوب. وفى رواية: كبّلتكم خطاياكم.
قال ابن القيم رحمه الله: فمما ينبغى أن يُعلم أن الذنوب والمعاصى تضر ولا شك، وأن ضررها فى القلوب كضرر السموم فى الأبدان على اختلاف درجاتها فى الضرر، وهل فى الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه المعاصى والذنوب؟ فما الذى أخرج الوالدين من الجنة، دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور، الى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ وما الذى أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبُدّل بالقرب بعداً والرحمة لعنة وبالجنة ناراً تلظى وبالإيمان كفراً وبموالاة الغنى الحميد أعظم عداوة ومشاقة، وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش، وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيان، فهان على الله غاية الهوان وسقط من رحمته غاية السقوط، وحل عليه غضب الرب تعالى فأهواه، ومقته أكبر المقت فأرداه، فصار قواداً لكل فاسق وجرم، رضى لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة، فعياذاً بالله من مخالفة أمره وارتكاب نهيه.
وما الذى أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رأس الجبال؟
وما الذى سلّط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض وكأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم الى يوم القيامة؟
وما الذى أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم فى أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟
وما الذى رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جمعاً ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها وما هى من الظالمين ببعيد؟
وما الذى أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رءوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟
وما الذى أغرق فرعون وقومه فى البحر، ثم نقلت أرواحهم الى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق.
وما الذى خسف بقارون وداره وماله وأهله؟
وما الذى أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميراً؟
وما الذى بعث على بنى إسرائيل قوماً أولى بأس شديداً فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرارى والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيراً؟
وما الذى سلط عليهم بأنواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل والسبى وخراب البلاد ومرة بمسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الله تبارك وتعالى: {لَيَبعَثَنَّ عَلَيهِم إِلَى يَومِ القِيَامَةِ مَن يَسُومُهُم سُوءَ العَذَابِ} [الأعراف:167].
وقال رحمه الله فى الفوائد:
نتائج المعصية: قلة التوفيق، وفساد الرأى، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة فى الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال.
انتهى الدرس اليوم.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم وحمة الله وبركاته