المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تختار زوجتك؟؟!



عبدالله الكعبي
03 Oct 2011, 05:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

نص الســــؤال

ماهي المعايير والمقاييس في اختيار الزوجة او الزوج الصالح للمقبل على الزواج ؟

وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " فظفر بذات الدين تربت يداك" ؟ هل الخُلق او الدين هما الركزان الأساسيان فقط في اختيار الزوج او الزوجة ام هناك امر اخر؟

وهل البنت المسلمة مكرهة ام لها الحرية المطلقة في اختيار الزوج الصالح وكذا أيضا ً في حرية فسخ العقد؟

فهل تتزوج برجل لا يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي ولا يريد ان تلتزم زوجته بالحجاب الشرعي بهدف انه سيلتزم بعد الزواج كما يتوهم بعض الناس " ؟

وما هي نصيحتكم في مثل هذا الرجل إذا كـان حاله كمــا ذكـر؟.

أفتونا مأجورين وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح وجزاكم الله خيرًا ،،،،

اسأل الله علي القدير ان يوفقكم ويسدد خطاكم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والـــسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد بن أحمد الجبرتي................

بسم الله

الحمد لله .اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد .

قال الله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ).

1

منطلق الجواب يكمن في أمر مهم متعلق بأصل ماهية الإنسان فالإنسان روح وجسد والروح هي الإنسان حقيقة والجسد ماهو إلا نطاق لهذه الروح فهو قابل للفناء بخلاف الروح وكما قال بعضهم ( فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ) ومناط السعادة متعلق بالروح وليس بالجسد فالروح مصدرها علوي والجسد مصدره أرضي وشتان بين الأثنين وجاء الإسلام ليقف موقفا متوازنا بين الروح ومطالب الجسد مع الوقوف الى جانب الروح لأن قوة الروح تقوي الجسد وقوة الجسد لاتقوي الروح والسعادة الدنيوية والأخروية منوطة بتحقيق مطالب الروح العلوية والشقاء منوط بتحقيق جميع رغبات الجسد السفلية فلذا كان إمام الروح هو العقل وحاكم العقل الشرع والوحي وإمام الجسد الهوى وحكام الهوى الغرائز والشهوات .

فلا يمكن أن نقف من الجسد موقفا عدائيا رافضا لكل متطلباته بالكلية وإنما موقفا وسطا يحقق الحكمة التي من أجلها جعل الله تعالى في هذا الجسد هذه الغرائز وهي إعمار الأرض وبقاء الناس والشعور بنعم الله تعالى وتحقيق العبودية له سبحانه .

ولكن الناس بطبعهم ولكثرةالهوى فيهم يميلون الى الجانب الجسدي والوقتي كما قال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) فقوله تعالى ( متاع الحياة الدنيا ) إشارة إلى أن متع الجسد منقرضة منتهية ,بخلاف الفضائل التي تتحلى بها الروح فهي باقية وهي سبب السعادة في الدارين .

2

لذا نقول :إن مطالب الجسد ينظر لها كوسائل وليس أهدافا وغايات ,ومطالب الروح ينظر لها أهداف
وغايات ,فالطعام الذي نأكله هو وسيلة للبقاء على قيد الحياة وليس هو غاية نسعى لنيلها ومن أجلها نعيش ونعمل ونكد ,ولكن السعادة والطمأنينة والأمن في الدنيا والآخرة غاية تسعى لنيلها الأرواح فأنت
عندما تأكل -مثلا-تتقوى على العبادة فإن صليت أو تصدقت أو صمت حصلت لك السعادة والطمأنينة في الدنيا والثوب الجزيل في الآخرة وهذا أمر يجعل الروح محلا قابلا لتنزل رحمة الله تعالى ومحلا قابلا
لنيل السعادة الأخروية -ايضا-.

بينما لو أن إنسان ليس همه الا الطعام والشراب -مثلا-وقد ترك مطالب الروح واستسلم لرغبات الجسد
فإن سلوكه هذا سيقوده الى الشقاء وعدم الطمأنينة والشعور بالعبث ولا يمكن أن تكون روحه محلا لتنزل الرحمة بل هي الى نفوس الشياطين أقرب بل يجعلها محلا للعذاب .

3

فإذا فهمنا هذه الفكرة وكيفية العلاقة بين الروح والجسد فإننا سنستطيع أن نحدد الكيفية التي بها نستطيع أن نختار الزوج أو الزوجة المناسبة .

أولا

إختيار الزوج

لو أردنا أن نحدد ما هو الزوج ؟

فأقول ( الزوج صديق دائم تربطه مع المرأة مصالح عظيمة )

وما هو الزواج ؟ أقول ( الزواج سفينة تنقلك من الدنيا إلى الآخرة ).

فإذا أردت الإبحار فلا بد من اختيار السفينة المناسبة لأن الطريق الى بر الأمان مصحوب بعواصف وأمواج عاتية وبحار ومحيطات وجزر ولا بد من ترتيب العمل على هذه السفينة حتى لا يحصل انشقاق
وتصدع في هذه السفينة قد يفضي إلى الهلاك بجميع من في هذه السفينة .

قلنا أن الزوج صديق ودائم ,فما هي شروط الصديق العادي الذي لا يكون دائما ؟

الشرط الأول

أن يكون عاقلا يعرف ما يضر وما ينفع فالأحمق لا يمكن أن تثبت المودة والمحبة معه فصحبة الأحمق شؤم ,بل قيل (عداوة العاقل أخف ضررا من مودة الأحمق ) ومادة العقل ومصدره:مجالسةالعقلاء .كما أن مصدر العلم :مجالسة العلماء .

الشرط الثاني

أن يكون دينا والمتدين هو من جمع أربعة شروط لاغير

(1)

صحة الاعتقاد بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه.

(2)

اداء ما افترضه الله تعالى كالصلاة والصيام والزكاة والحج .

(3)

البعد عن كبائر الذنوب كالقتل وشرب الخمر والزنا وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وأذية المسلمين ونحوها من الكبائر .

(4)

كرم الأخلاق وجمال الكلام وطيبه وحسن التعامل واصطناع المعروف والإغضاء عن الهفوات .

الشرط الثالث

أن يكون محبا للخير وأهله كارها للشر وأهله .(وقد أفردناها لأهميتها).

الشرط الرابع

أن يكون بين الصديق وصديقه ميلانا أي أن كل واحد يميل الى الآخر -هكذا-بدافع لايدري ما هو إلا المحبة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ).

4

ولننظر الآن الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
وحتى نفهم الحديث بالشكل المطلوب :هل المراد من الحديث هو أنه يجب أن يكون الزوج على الصفات
التي ذكرتها آنفا ؟وهل هناك حد أدنى أو أعلى .


الجواب

هذه الصفات التي ذكرناها لاشك مطلوبة ولكن الناس في تحصيلها يتفاضلون فأرشدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحد الأدنى بقوله (من ترضون) كأنه يريد أن يقول :إذا أتاكم شخص مقبول في عقيدته وعبادته وسلوكه حتى لو كان فيه معائب ومثالب لاتخرجه عن الحد العرفي للتدين عندكم فزوجوه ولا تردوه ,فقد يكون هنالك شخص مرضي الدين والخلق في مجتمع إلا أنه ليس بمرضي الدين والخلق في مجتمع آخر فالحكم سيتغير تبعا لتغير نظرة المجتمعات لكن هذه النظرة العرفية لا تخرج عن الإطار العام ,مثال ذلك :لو أراد شخص الزواج بامرأة وكانت عقيدته فاسدة فلا يصح أن يزوج في أي مجتمع كان أو كان تاركا للصلاة فلا يصح أن يزوج في أي مجتمع كان بناء على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ,لكن لو كان شاربا للدخان مثلا فقد يكون في مجتمع غير مرضي الدين وفي مجتمعات أخرى لا يؤثر ذلك في كونه مرضي الدين والخلق أو ليس بمرضي .

وإنما أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق مع أن الخلق من الدين ليشير إلى أمر مهم وهو أن
الخلق به دوام العشرة فقد تجد شخصا متدينا يقوم الليل ويصوم النهار إلا أنه شخص ملول قطوب غضوب حقود مع حمق وسفه ,فهذه الصفات مؤثرة في دوام العشرة ,فإن المرأة يهمها في الرجل خلقه
معها ومع أهلها أكثر من صلاته وصيامه فإننا نعلم زوجات سعيدات مع أزواجهن مع تقصيرهم الشديد في الأمور العبادية ,وزوجات يعشن في جحيم لايطاق وأزواجهن أئمة مساجد .

فلذا قال عليه السلام (دينه وخلقه ),فالمرأة إذا اختارت الرجل صاحب الدين والخلق فقد اختارت الطمأنينة والسعادة الروحية واختارت السفينة التي بها ستصل آمنة مطمئنة الى الجنة .

ويبقى بعد ذلك مطالب الجسد وهي كما أسلفت ننظر إليها على أساس أنها وسائل وليست غايات ,بمعنى
أنها لا يمكن أن تكون على حساب مطالب الروح في الدين والخلق .

ومن هذه المطالب :المال,فالزوج الغني أو المستكفي مرغوب لأن المال يحقق الاستقرار الأسري ويعالج كثيرا من المشاكل التي سببها قلة المال ,لكن لا يعني ذلك أن الفقير صاحب الدين والخلق مرفوض ,والفاجر صاحب العمارات والأملاك مقبول ,هذا لايمكن لأن الشقاء في الدنيا والآخرة يكون باختيارك الفاجر ,وإذا اختارت المرأة الفقير الصالح الصابر لله تعالى أخلف الله عليها وكان ذلك سببا
في غناه ورزقه فتكون هذه المرأة بركة عليه وهو بركة عليها بلا ريب .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة ( لا تنكحي معاوية فإنه رجل ترب -يعني فقير -لامال له ) و
من هذه المطالب :الجمال :ولن أخوض في هذا الأمر لأن النساء يعجبهن من الرجال ما يعجب الرجال
فيهن إلا أن الفرق أن المرأة تميل الى جمال الحديث أي أنها (سمعية)والرجل (بصري).

والجمال أمر نسبي ,والأسود صاحب الدين والخلق أفضل من أبيض غير مرضي الدين والخلق وقد تزوج بلال الأسود الحبشي هالة بنت عوف القرشية أخت عبد الرحمن بن عوف .

وكثير من ألأخوات المتدينات يحصل لهن جانب من الغلو في هذا الأمر فقد تجد امراة ذات جمال ونسب
تتعمد أن تتزوج شخصا وضيعا-في عرف الناس طبعا-وفقيرا وقبيحا ,مع كمال ديانته وخلقه بحجة أنه أفضل من الشريف النسيب الذي هو دونه في الدين والخلق ,مع أنها في مندوحة عن الاختيار ,بمعنى أنه لامزاحمة في الأمر إما هذا وإما هذا وهذا تغليب للجانب الروحي وإلغاء كلي لمطالب الجسد وعدم الموازنة فنقع في الإشكالات والاضطرابات ,وبالمقابل يوجد تفريط في مقابلة الغلو فتجد امرأة لا يهمها
الدين بحال همها شخص شكله كذا وماله كذا وكذا فغلبت مطالب الجسد على الروح فتقع ايضا في إشكالات ,فعلى المرأة أن تبحث عن الأفضل والأكمل بالموازنة بين المصالح والمبادئ .

فقد تتزوج المرأة شخصا يختلف عن جنسية بلدها فيقع الأولاد مستقبلا في ضياع وعدم ثبات الهوية خصوصا في الدول الطاردة والمشردة للسكان بخلاف الدول الماصة والمستقبلة للسكان فالأمر سيان
فعليها أن تجعل هذا الأمر في حسبانها إذا كانت تعيش في المجتمع الأول ,ولايضرها شئ إذا كانت تعيش في المجتمع الآخر .

ومن مطالب الجسد أيضا :النسب والمستوى التعليمي والمهنة وغيرها .

وهذه امور تكميلية لا ينبغي للمرأة أو اهل المرأة ان يغفلوا عنها أو يتجاهلوها لكنها لا تؤثر في الكفاءة من الناحية الشرعية الفقهية ,وتؤثر في الكفاءة من الناحية العرفية .

قال عليه السلام ( يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه وكان ابو هند حجاما ) فهنا يشير عليه السلام إلى أن المهنة لا تؤثر في الكفاءة من حيث الفقه والشرع .

وقال عليه السلام ( تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم ) والتخير لا يكون إلا من ألأطايب ورغبة في الكمالات ,فكأنه يشير إلى الكفاءة من الناحية العرفية أيضا فقوله ( أنكحوا الأكفاء ) وفي مقام التخير والانتقاء ,لايعني ذلك في الدين والخلق بل ما هو أبعد من ذلك مما يتعلق بمطالب الجسد من النسب والعلم والشرف والمال والحسب ونحو ذلك .

وبعض الأسر يتقدم إليهم شاب غير مرضي الدين والخلق فيقولون لابأس به (والله سيهديه وكلهم يكونون على هذه الشاكلة وبعدين يصلحوا) وهذا الكلام على إطلاقه خطأ كبير ,فما يدريكم أنه سيصلح
(أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا) فهذا توقع وخرص يصيب ويخطئ وكم من العوائل قالت هذه العبارة فماذا حصل بعد ذلك ؟!!

لم يزدد هذا الزوج إلا طغيانا كبيرا ,بسبب جملة وعبارة ألقاها الشيطان على السنة العوام ( وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم ) إن الإسلام دين واقعي يعلم المسلم الواقعية وكيف يرتب
قراراته لا أن يرمي بأولاده وبناته إلى المجهول بسبب تخرصات وتوقعات لا تصيب إلا في النادر اليسير
بل أن بعض الشباب يتقدم لخطبة امرأة ويقول لعائلة هذه المرأة ( أنا لا أحب أن تلبس حجابا ) وأحيانا
( يستهزأ بعلماء الدين -رضي الله عنهم ) فمثل هذا الشاب لا ينبغي أن يقابل بمودة وترحاب والله يهديه من نحو هذا الكلام المائع ,بل مثله يزجر ولا يعطى وجها بل يقال له ( أنت غير مأمون على الدين فكيف تكون مأمونا على مايطلبه منك الدين من التزام بالأحكام وعفة واحتشام وخلق نبيل ومروءة ) و نحوها.

فإذا عرف الشباب أن الأسر والعوائل ارتفع مستوى وعيها وأصبحت تجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب عينيها ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلق فزوجوه ) صلح المجتمع وبدأ الشباب يسعون لإصلاح أنفسهم حتى يكونوا أهلا لتحمل المسؤلية فالحديث يرغب صاحب الدين والخلق في الزواج ويرهب من لا يتصف بالدين والخلق بالإبعاد وعدم القبول وهذا هو منطق الإسلام في استصلاح الناس وأنا شخصيا أعلم شبابا ليسوا على قدر من الاستقامة وكانوا يطمعون في الزواج من عوائل و أسر كريمة فاضطروا الى الاستقامة ومن الله عليهم بالهداية وتزوجوا ولا يزالون على ديدنهم من الاستقامة ثم ننتقل إلى جانب آخر وهو كيفية إختيار الزوجة :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) رواه البخاري.

المراد بذات الدين :أي ذات العقل الذي يرشدها عقلها إلى الدين والأخلاق وحسن التدبير والتصرف
وليس المراد المتدينة أي المستكثرة من نوافل الطاعات كالقرآن والذكر والصلاة ونحوها فقد تكون المرأة حافظة للقرآن متفقهة في الدين إلا أنها لاتحسن التصرف مع زوجها بسبب رداءة في الأخلاق وغلظ في الطبع والزوج يريد في بيته زوجة ولا يريد في بيته شيئا آخر يطغى على الحياة الزوجية لذالك المرأة العاقلة المتعلمة تمارس دورها في مدرستها كمعلمة وفي بيتها كزوجة ومع اولادها فهي أم مفضالة ومع أمها بنت مطيعة بارة .

وأستطيع أن أقول أن المرأة المقصودة في الحديث هي التي تجمع الصفات التالية :

1

التي تحترم مشاعر الزوج .

2

التي تتزين له وحده .

3

الوفاء وعدم التطاول على الزوج .

4

الحفاظ على ماله وسمعته .

فإن وجدت امرأة بهذه الصفات الأربع فاعلم أنها هي المرأة المقصودة بقوله صلوات الله عليه ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ).

فعلى أولياء الأمور أن يربوا بناتهم على هذه الخلال الأربع فإن فيها السعادة في الدارين .

وهنا أمر لابد أن يضعه الشاب في حسبانه وهو مفهوم الجمال لدينا نحن المسلمون:

فبعض الشباب يغلو في طلب الجمال وبعضهم لا يلقي له بالا وكلا النظرتين خطأ كبير فالجمال مطلوب
ولكنه مبني على هذه القاعدة:

نظرة الإسلام الى جمال المرأة ليست نظرة غبية غربية وانما نظرة تكاملية كيف يحكم الإسلام على المرأ ة بالجمال؟؟؟؟؟؟؟؟

العفة + الخلق الحسن + الدين + حسن التصرف + النظافة +الشرف + الجسد = الجمال

كيف يحكم الغرب على المرأة بالجمال؟؟؟؟؟؟؟؟

الجسد ( بتفصيلاته ) = الجمال

فشتان بين المعادلتين فإذا كان جمال المرأة الجسدي رائعا من غير عفة مثلا فهي اقبح مخلوق وجد على وجه البسيطة الجسد يتغير مهما تعاهده الإنسان بالكريمات والزيوت, والعفة والعلم وحسن الخلق لايتغيران ابدابمعاهدة بسيطة نأخذ مثالا توضيحيا:

امرأة: عفيفة ودينة وحسن التصرف والخلق ونظيف وشريفة لكن جمالها الجسدي عادي,وأخرى فيها جميع الصفات السابقة الا انها سيئة الخلق وجسدها رائع فتكون المرأة الأولى في المحصلة النهائية = جميلة جدا والمرأة الثانية بالمحصلة النهائية =عادية اودون ذلك.

لماذا اختلفت النظرتان :

لأن النظرة الغربية لا تعرف من المرأة إلى المتعة الوقتية فينظر الغرب للمرأة كما ينظرون إلى السيجارة التي استهلكها صاحبها ثم ألقاها في الأرض ودهسها بقدمه بل بحذاءه .

فلا بد أن يكون نظرته الى الجسد فقط لأنه لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ويعرف أنه ليس له حظ إلا في الدنيا وأن جنته في دنياه ,وهذا ما يروج له الغرب ويزينون النساء في الصباح والمساء لتغيير نظرة المسلم في جمال المرأة وقد انجر كثير من المسلمين لهذه الإغراءات الكاذبة والمساحيق المزيفة -بكسر الياء- فأصبح مفهوم الجمال لدى الشباب ممسوخا .

فعلى الشاب المقبل على الزواج أن يفرق بين جمال العاهرات والفسقة الذي يقصده أهل الأخواء لذاته
لأن هذا النوع من الجمال هو يعتبر بالنسبة لهم غاية وهو جمال مؤقت قد تكون مدته خمس دقائق أو أقل أو أكثر ,وبين جمال الزوجات وأهل الصلاح الذي يقصده اهل الاستقامة لغيره أي أنه وسيلة لتحقيق
قوله عليه السلام ( فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) وهو جمال أبدي غير مؤقت لإنه يعتبر لدى الأزواج من جملة ما يستعان به في الوصول إلى السعادة في الدارين .

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وكانت متميزة بالجمال في خلقها وخلقها وعلمها وبلاغتها ومكان أبيها ومكانته من رسول الله صلوات الله عليه لذا كانت -رضي الله عنها- من أحب ازواجه إليه بل أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لها ( إنه ليهون علي أن أموت إني أريتك زوجتي في الجنة ) صححه الألباني.

وتزوج خديجة قبلها وهي اول ازواجه وكانت حسيبة نسيبة صاحبة مال كثير .

فعلى الشاب بعد أن يظفر بذات الدين ألا يغفل عن الأمور الكمالية لكن لا يجعلها سببا في الإعراض
عن ذات الدين التي وصفناها قبل قليل والأمور الكمالية مثل النسب والعلم ونحوها من الأمور التي
يشرف بها الأبناء عندما ينظر إلى أخوالهم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إبن أخت القوم منهم ) وقال في سعد ( هذا خالي فليرني امرؤ خاله ).

فكما أن الإنسان يبحث وينتقي الأماكن الطيبة التي يضع فيها زرعه فهذا أولى من الأراضي الزراعية
فعليه أن ينتقي المكان المناسب والأرضية المناسبة ,وكذا عليه أن ينكح في الأباعد وأن يجتنب القرابة
القريبة حتى لاتظهر الأمراض الوراثية ,قال عمر رضي الله عنه (إغتربوا ولا تضووا)يعني تزوجوا في ألأغراب دون الأقارب حتى لاتضعف الخلقة ,وهذه الصفة في الزوجة أشار إليها فقهاء الشافعية كما في مغني المحتاج وجعلوها من ألأمور المستحبة لمن أراد النكاح وفرعوا عليها فروعا .

وختاما أقول على الرجال والنساء أن يقرؤا هذه البصيرة بتمعن حتى تظهر لهم وفيهم الثمار التالية:

1

أن يبدأ الجميع في إصلاح نفسه حتى يكون (مرضي الدين والخلق)وحتى تكون المرأة (فاظفربذات الدين).

2

أن تعرف الأسر والعوائل ضوابط الاختيار للزوج والزوجة ,فلا يقعون في الاختلاف والتنازع.

3

أن يسعى الرجال والنساء الى تحصيل الكمالات والتي توجد لديهم التميز وبالتالي تولد الرغبة في الزواج -من الطرفين- .

4

لابد للرجل والمرأة أن يفهموا الجمال فهما صحيحا فما يريده منا الغرب بإعلامه الفاسد -طبعاليس كل إعلامه-وما يريده منا الإسلام ,فالجمال الغربي هو جمال العاهرات وجمال الإسلام جمال الصالحات
فلا يبهركم التزييف الذي قد ترونه في الممثلين والممثلات والمذيعين والمذيعات فإنما هو ( كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ).

5

علينا أن نتخذ موقفا وسطا في قراراتنا لا إفراط ولا تفريط لإن الإسلام يراعي الروح ولا يغفل مطالب الجسد .

6

وكذلك نتخذ موقفا وسطا فلا نتجاوز الظروف الموضوعية والقانونية والعرفية التي تحيط بنا ونثور ضدها بالكلية وفي نفس الوقت لا نقدسها حتى تعود بنا إلى الجاهلية الجهلاء وننجر الى العنصرية البغيضة والانغلاق الجاهلي والانتهازية والمادية أيضا .

7

فإذا عمل الشخص بهذه الأسباب وكان قبل ذلك مفوضا أمره إلى الله تعالى متوكلا عليه لم يبق
عليه إلا أن يصلي ركعتين وبعدها يرفع يديه الى مولاه قائلا(اللهم خر لي واختر لي) ومن سعادة الإنسان أن يستخير الله في أموره كلها وأما المساحة التي تتمتع بها الزوجة في القبول والرفض فهي مبنية على الأحكام التالية التي بينها المحققون من الفقهاء وهي :

(1)

لا يصح تزويج الصبي الصغير إلا بعد أن يبلغ خمسة عشر عاما هجرية حتى لو قبل وليه ذلك .

(2)

ويشترط رضا المرأة ورضا البكر سكوتها ورضا الثيب نطقها ولا ينفذ عقد الولي إلا برضاها ,فلو قال رجل لآخر زوجتك ابنتي فقال الآخر قبلت فإن وافقت المرأة صح العقد وإن لم توافق لم يصح العقد أصلا .

(3)

ويصح عقد النكاح للصغيرة أي مجرد العقد للأب خاصة لكن لا يزفها وليها إلى زوجها إلا بشروط:

الأول:ألا يزفها إلا إذا بلغت ستة عشر عاما هجري قمري .

الثاني:أن توافق عليه عند الزفاف فإن رفضت فسخ العقد من رأسه .

الثالث:لا يجوز الخلوة بها ولا الدخول بها ولا زفافها إلا بعد بلوغها السن المذكورة .

الرابع: يشترط أن تكون صالحة للوطء متهيئة له عند بلوغها الست عشرة سنة .

مثال للتوضيح:

قال زيد لعمرو أزوجك ابنتي التي عمرها سبع سنين فقال عمرو :قبلت .

الجواب:العقد صحيح ,لكن لا يجوز لوليها أن يزفها إلا بعد تسع سنين يعني بعد أن يصبح عمرها ستة عشر ربيعا وتكون صالحة للوطء متهيئة له ,وقبل زفافها يقول لها زيد ( ما رأيك أترضين بعمرو زوجا لك ؟) فإن قالت .نعم .فالعقد نافذ .وإن قالت :لا .بطل العقد من رأسه .

ولا يجوز في أثناء المدة أن يخلو بها عمرو أو يباشرها أو يدخل بها .فإن فعل ذلك عوقب المتسبب منهما بالحبس وإن ترتب جماع فعليه أرش جناية ,ويثبت الخيار للبنت بعد بلوغها .

وقد خير النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي قالت:إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته ,فأجازت ما صنع أبوها ولكنها أرادت أن تعلم ألآباء أن الأمر والخيار بيد المرأة ..والله ولي الهداية والتوفيق .

فله المميزة
03 Oct 2011, 06:51 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الدكتور
03 Oct 2011, 07:12 AM
دستور لكل خاطب أو مقبل على الزواج

بارك الله فيكم أخي اليزيدي ونفع بكم

صمت الدموع
04 Oct 2011, 06:07 PM
جزاكم الله كل خير ..