المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرق ما بيننا و بينهم ...



أبو الفداء
01 Dec 2004, 12:13 PM
قلت لأستاذي في ألم و حسرة : كلنا نتمنى أن يسود دين الله تعالى الإسلام الأرض لتسود الأخوة و ليسود العدل و السلام و...
قاطعني : و ما نيل المطالب بالتمني..
قلت : كلا.. ا يا شيخ،أنا لم أقصد التمني بمعناه دون عمل،و أقول : إن الدعاة لا يفترون عن الدعوة،و المطابع لا تكف عن طبع الكتب التي من المفترض أن تكون سبباً في إسلام أهل الأرض جميعاً ، الدعوة تخترق كل مكان،الشريط،المجلة،الجريدة،الفضائية،الانترنت،و مع ذلك نرى قلة الاستجابة مع كثرة الانحراف ..
قال الشيخ في هدوء متناه : هكذا جرت سنة الله يا ولدي (و قليل من عبادي الشكور) و (و ما آمن معه إلا قليل) و (و قليل ماهم) ..
ظننتُ أن الشيخ لم يفهم ما أريد فقلت له : يا شيخ..حتى هذا (القليل) لم يعد له وجود..
قال متبسماً : (إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون)
قلت : يا شيخ..!!!
قال : (و من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
قلت في انفعال : لقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يبعث من أصحابه رجلاً واحداً إلى بلدة فيغيرها و يحولها من الكفر إلى الإسلام و هو فرد واحد،فقد بعث مصعب ابن عمير إلى المدينة فتغير حال المدينة و صارت دار إسلام بعد أن كانت دار كفر،و بعث معاذ ابن جبل إلى اليمن فغير الله به حال اليمن،و بعث الطفيل ابن عمرو إلى دوس فغير الله به القبيلة حتى أسلمت جميعاً،بينما تعج ساحتنا اليوم بآلاف الدعاة و من مختلف التوجهات دون أن يكون لهم أثر يذكر..
قال و قد تغير وجهه : يا بُني..إني أعظك أن تُشبِّهَ أحداً بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أولئك اللذين زكاهم الله تعالى و زكاهم رسوله صلى الله عليه و سلم ، إنها نماذج لن تتكرر أبداً يا بُني.
قلت : ألسنا نقتدي بهم يا شيخ في كلامنا و تصرفاتنا و حتى في هيئاتنا و ملابسنا ؟
ضحك الشيخ و قال : بلى.
فواصلتُ : ألسنا نسير على منهجهم و ..
قاطعني الشيخ : أما أنا نقتدي بهم في كلامنا و تصرفاتنا و حتى في هيئاتنا و ملابسنا فنعم
و أما أنا نسير على منهجهم فلا و ألف لا..
لقد كان كل واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أمة لوحده
لقد كانوا رجالاً
قلتُ : ألسنا رجالاً يا شيخ !!
قال : بل قل ذكور..
أنتم ذكور.
أما هم فكانوا رجالاً
قلت : ذكور !!!
قال الشيخ : لم يكن لأحد من أصحاب النبي عليه السلام من هَمّ سوى الإسلام أما نحن فهمومنا كثيرة أعظمها العمل و المال و الكسب،و ليس أقلها الأغاني و الكرة و الفضائيات
أرأيت يا بُني لو مرض طفلك الصغير الحبيب إلى قلبك كيف يكون حالك
لقد كان هم الدين في قلوب أصحاب محمد هكذا
فهل هم الدين في قلبك كهم ابنك الصغير الحبيب إلى قلبك إن مرض ؟
قلت : ...
قال الشيخ : يا بُني .. لم يكن أحد من أولئك يحمل في قلبه ذرة حقد لأي واحد من البشر باستثناء أهل الكفر و أهل النفاق
لم يكن يحمل في قلبه ذرة حقد حتى لأعدائه
و لم يكن الواحد منهم يدعو الناس إلى الإسلام إلا حباً لهم و حرصاً و إشفاقاً عليهم من عذاب الله
كان كل واحد منهم يتمثل قول الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
أما نحن يا بُني فقلوبنا مملوءة حقداً و حنقاً على الكثيرين من إخواننا في الدين فضلاً عن غيرهم
و لماذا ؟
لكلمة قالها أخي و أثرت في نفسي
لنظرة لم تعجبني من أخي
لأنني زرته عدة مرات و لم يرد لي الزيارة
لرأي رآه أخي مخالفاً به ما أراه أنا
أنا
أنا
لموقف وقفه أخي لم أرضَ عنه
أراه فلا أسلم عليه
أتجنب الطرق التي يسلكها
أتأفف إذا ذُكر أخي بخير
أفرح و أسعد حينما أسمع ما يسوء أخي
أليست هذه حالنا يا بُني ؟
قلتُ : بببببببببـ...بلى يا شيخ
قال : ثم إن لهم ميزة لا أرى أحداً يبلغها بعدهم
الإخلاص
الإخلاص يا بُني
لقد كان يستوي عند أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو سعد أو خالد أو عبد الله كان يستوي عند الواحد منهم أن يعلم الناس ما عمل لله أو لم يعلموا..
بل كان الواحد منهم يبكي إذا اكتُشفت صدقته أو صلاته بالليل
فهل نحنُ كذلك يا بُني ؟
سكتُ و لم أستطع جواباً سوى : لا حول و لا قوة إلا بالله

سنا البرق
01 Dec 2004, 01:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو الفداء

أشكرك على نقل الحوار الذي ينقل نقاط الضعف الملموسة

في حياتنا , أسأل الله أن يرحمنا برحمته , ومايحدث

ماهو إلا مصداق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم

غثاء كغثاء السيل !

الله المستعان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أبو الفداء
01 Dec 2004, 01:13 PM
جزاك الله الجنة سنا البرق.

ben_ba6ah545
01 Dec 2004, 08:29 PM
تاملوا فول الله عز وجل(وان تصبروا ةتتقوا لايضركم كيدهم شيئا والله بما يعملون محيط ) وماذا قال المفسرون في معناها وستجدون امنا وسكنا يأذن الله .
ثم لك الشكر اخي الفاضل واسال الله ان لايحرمك الاجر