قائد_الكتائب
24 Sep 2011, 01:37 AM
رئيس "وحدة بن لادن" سابقا في دراسة عن التنظيم
تحذير أمريكي:
القاعدة بقيادة الظواهري في طريقها للانتصار
إسلام أون لاين -
هل يعني موت مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأمريكية في مايو الماضي نهاية القاعدة وزوال تهديداتها؟ إشكالية كبيرة تسعى مجلة The National Interest الأمريكية في عددها الأخير الصادر في سبتمبر وأكتوبر أن تقترب من تفاصيلها عبر مقالة تحليلية بعنوان The Zawahiri Era، لـ"مايكل شوير"، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والذي ترأس لفترة غير قليلة وحدة بن لادن، والمحاضر الحالي في برنامج السلام وشؤون الأمن بجامعة جورج تاون الأمريكية.
وخلص شوير في مقالته إلى أن الظرف العالمي الذي تبوأ فيه الظواهري قيادة القاعدة، برغم ما فيه من ضبابية وتشابك، يحمل في طياته فرصة مواتية للنجاح والانتصار لم تشهدها القاعدة منذ تأسيسها، وربما لا يجود الزمان بمثلها على المدى القريب أوالبعيد.
وقد وصف "شوير" في مستهل مقالته بن لادن بأنه
"شخصية فريدة جمعت بين الراديكالية الدينية للقرن السابع والعبقرية الإدارية والقيادية للقرن الحادي والعشرين"؛
تلك العبقرية التي تجلت في بناء
"تنظيم إسلامي فريد يتسم بالتعددية الإثنية والتعددية اللغوية ويتمتع بالمرونة التنظيمية والسماحة الدينية والفعالية العملياتية".
( الحق ما شهدت به الأعداء ! )
ستبقى القاعدة!
ولكن السؤال هل تُختزل القاعدة في شخص مؤسسها وقائدها فتموت بموته، أم أنها عبر خمسة وعشرون عاما صارت تمتلك من المؤسساتية الإدارية والهيكلية القيادية ما يكفل لها البقاء والتقدم؟
والحقيقة أن "شوير"، على غير المعتاد، لا يبدأ بسرد الحيثيات التحليلية ليصل منها، في نهاية المطاف والمقال، إلى الخلاصة التي تشكل الإجابة على سؤال البحث، بل يبتدرنا بإجابة جازمة يؤكد فيها: "أراهن على بقاء التنظيم .. لقد فعل ذلك بعد انهيار الاقتصاد السوداني عام 1994- 1996، وبعد ما تعرض له من سحق على يد ثالوث أمريكا وقوات الناتو وباكستان عام 2001- 2002، وبعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق، عام 2006."
ويؤكد شوير أن إجابة هذا التساؤل قد سبقت طرحه البحثي بما يربو عن عقد ونصف من الزمان عندما أعلن بن لادن، قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أن الحرب التي أعلنها ضد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996 سوف تستمر على مدى عقود من الزمان، وأن رايتها سوف تنتقل من جيل إلى جيل، وأنه لن يعيش حتى يرى نهايتها، إنما غاية أمانيه أن يقضي في ساحات المعركة وتحت قرع المدافع في حربه ضد أمريكا.
اختار الزعيم القاعدي، منذ البداية، إستراتيجية الحرب طويلة الأمد، لأنها الحرب التي، يؤكد شوير "يكسبها الإسلاميون دائما، ويخسرها الأمريكيون دائما"، ومن ثم، عمد منذ الأيام الأولى إلى بناء تنظيم متماسك، على تمدده الجغرافي وتعدد شبكاته، يقوم على العمل المؤسسي، ويسمح بتغيير البنية القيادية والهيكلية التنظيمية بحسب تطورات البعدين الزماني والمكاني.
وعملا على هذه الأجندة، بادر بن لادن بالعمل على إعادة مركزة قواته بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة، وتم ذلك عبر آليات متعددة يمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: إعادة الكثير من العناصر القاعدية إلى بلدانهم مرة ثانية، وذلك لعدم الحاجة الآنية إليهم، على الأقل في المراحل الأولى من القتال ضد التحالف الأمريكي الشمال أطلسي، واحتماء البقية الباقية بجبال أفغانستان وباكستان.
ثانيا: التمدد الأفقي بالتنظيم، وذلك بتأسيس شبكة عالمية تضم حركات وتنظيمات تتبع التنظيم الرئيسي في أماكن متفرقة من العالم، شملت العراق وباكستان واليمن والصومال وبلاد الشام وفلسطين وشمال إفريقيا؛ حتى صارت القاعدة عند موت بن لادن شبكة تتمدد أفقيا عبر سبعة مواقع تقيم فيها مراكز للتخطيط والتدريب وتدشين العمليات، في مقابل مركز واحد قبيل عملية سبتمبر.
ثالثا: تجنيد العديد من العناصر الجهادية لإثراء التنظيم في حربه طويلة الأمد وامتدت عمليات التجنيد بنجاح بطول وعرض الخريطة الإسلامية من نيجيريا إلى نيودلهي إلى شمال القوقاز.
رابعا: لم تكتف القاعدة بتجنيد متطوعين من العالم الإسلامي فحسب بل امتد النشاط التجنيدي عميقا إلى قلب أوروبا وأمريكا حيث تم استقطاب عناصر من المسلمين الأمريكيين الذين شكلوا كوادر هامة في قيادة التنظيم ولعبوا دورا بارزا في نجاحاته، لا سيما الإعلامية، والترويج لأيديولوجيته وعملياته في قلب العالم الغربي، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وأستراليا، وغيرها من الدول المتحدثة بالإنجليزية مثل جنوب إفريقيا والهند، من شاكلة سمير خان، رئيس تحرير مجلة "إنسباير" القاعدية، وعزام الأمريكي، المستشار الإعلامي للتنظيم، وأنور العولقي، الخطيب المفوه والتجنيدي النشط عبر مواقع الانترنت.
بن لادن والظواهري: قراءة مقارنة
ورث الظواهري إذا تنظيما أكثر تميزا من حيث تمدده وتموقعه، ومن حيث مستوى الوعي والفعالية لعناصره من الذي انضم إليه عام 1998. إلا أن "المحللين المتعجلين"، كما يؤكد شوير، لا يزالون لا يرون إلا "ظواهري ما قبل القاعدة"، لتقدم لهم هذه القراءة العَجِلة قائدا غير خبير، يعوزه الكثير من أوراق الاعتماد التي كان يمتلكها بن لادن مثل الخبرة القتالية والقدرة البلاغية والإمكانات المادية والعلاقات الوثيقة بالعائلات الخليجية، المالكة وغير المالكة، التي لطالما دعمت التنظيم ومولت عملياته. ويضيف هؤلاء إلى هذه القائمة السوداء من الصفات الشخصية للظواهري، والتي من شأنها أن ترسم مشهد النهاية الدامي للتنظيم القوي، أنه شخصية تنزع إلى التسلط والشمولية، والعنف والوحشية، متمركزة حول مصر والعالم العربي.
إلا أن ثمة قراءة أخرى يجنح إليها شوير، ويؤكد من خلالها أن هذه الملامح قد تصدق على الظواهري في حقبة ما قبل القاعدة، في نهاية الألفية الماضية، ومعايشة بن لادن والتتلمذ على يديه والنهل من معينه القيادي ، كان له أعمق الأثر على مسيرته الجهادية، حيث حولته من الجهادية المحلية المتمركزة حول المشهد السياسي المصري إلى الجهادية العالمية ضد الولايات المتحدة، ومن شخص عزوف إعلاميا، إلى آخر يتسم بالحضور ويجيد التعاطي مع الآلة الإعلامية.
كذلك طبع بن لادن على "الميول العدوانية والجنوح الدموي" لدى الظواهري، وليس أدل على ذلك من "رسالة التوبيخ" التي بعث بها الأخير إلى أبو مصعب الزرقاوي في يوليو 2005 بسبب عملياته غير الانتقائية والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المسلمين وعدم اكتراثه بالرأي العام الإسلامي. أما عن نزوعه للتسلط والأحادية، فقد أكد الظواهري في كتاباته :" إن أي شرخ في القيادة قد يؤدي إلى كارثة تاريخية تدفع ثمنها الأمة بأكملها" مما يؤكد على التحول الدراماتيكي الذي لحق بنزوعه السلطوي بعد أن انضم للقاعدة.
ويؤكد شوير أن الطبيعة المؤسسية للقيادة القاعدية، والتي تضم مجلسا للشورى، فضلا عن وجود رموز تربت داخل التنظيم وأشربت أدبياته وخبراته العسكرية قلبا وعقلا، من شاكلة عطية عبد الرحمن، والذي يرشحه شوير لأن يكون الرجل الثاني بالتنظيم، وأبو يحيى الليبي، وناصر الوحيشي سوف تترك بصماتها، جنبا إلى جنب مع الزعيم الجديد، على المسير القاعدي.
ويبقى، بعد ذلك، جملة الالتزامات الإستراتيجية في العمل القاعدي، والتي لا يقل إيمان واستمساك الظواهري بها عن سلفه، مثل السعي الحثيث للحصول على سلاح نووي لاستخدامه ضد الولايات المتحدة، ودعم عمليات إعادة تأسيس إمارة طالبان الإسلامية، واستعادة نفوذ وسيطرة القاعدة في العراق لتهريب المقاتلين إلى بلاد الشام والإعداد للمعركة الطائفية المحتومة على أرض الرافدين، وتفعيل وسائل الإعلام الجهادية لنشر الخطاب القاعدي، لا سيما في الدول التي تتحدث الإنجليزية، للانضمام إلى قافلة المجاهدين.
تطوير العمليات
إن التغير الوحيد الذي سيطرأ على القاعدة، بحسب شوير، مرده أن "الخطط طويلة المدى قد بلغت حالة من النضج، لم تعرفها الحركة قبلا"، مما سيدفع بها، تحت قيادتها الجديدة، إلى إجراء بعض التعديلات في إستراتيجيتها العملياتية، لا سيما على المسرح الغربي، بتكثيف الكم وتضييق الدائرة لتقليل عدد الضحايا، فيما يُعرف بالعمليات الانتقائية.
فبرغم نزوع بن لادن نحو "الإرهاب واسع المدى" في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنه كان يريد أن تكون العملية التالية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أكبر حجما وأبلغ ضررا، بحسب ما كشفت عنه الوثائق التي وجدت بمنزله بأبوت أباد بعد قتله، إلا أن هذه الوثائق قد عبرت أيضا عن توجه جديد لديه للتحول من العمليات واسعة المدى إلى إستراتيجية عملياتية جديدة تستهدف البنية التحتية ووسائل النقل البري وبعض المسؤولين البارزين.
إن الحركة التي باتت تمتلك قائمة محددة وواضحة من الأهداف، فضلا عما حظيت به مؤخرا من تعزيزات بشرية جددت بها شبابها، قد بدأت بالفعل في التحرك نحو التدريب وتنفيذ النموذج العملياتي الجديد؛ فالقاعدة في العراق قد تمكنت في الفترة الأخيرة من تنفيذ "مذبحة" ضد خطوط الأنابيب والخزانات النفطية ومحطات توزيع الطاقة الكهربائية، كما نجحت في توجيه ضربات قاصمة ضد المراكز والقواعد الشرطية والأمنية والعسكرية ومقار الوزارات الحكومية، فضلا عن أن عمليات اغتيال المسؤولين والموظفين والضباط رفيعي المستوى، وزعماء القبائل المتعاونين مع النظام الحاكم في بغداد، قد صارت فيما يشبه "الروتين اليومي".
ولقد "سمحت العراق" كما يؤكد شوير، "للقاعدة بممارسة وتطوير وتدريس (عبر الإنترنت) فنونها القتالية التي خضعت للعديد من عمليات التعديل والتنقيح." كذلك، فإن مزية تعدد جنسيات مقاتلي القاعدة في العراق سوف تسمح لهم بالانتشار حول العالم للترويج للأساليب والفنون القتالية الجديدة، أو ما أسماه شوير بـ "تجارة الموت".
الغرب يدعم القاعدة!
في هذا الجزء من التحليل يتناول شوير مبحثا هاما يتعاطى مع واقع ما وراء القيادة القاعدية وتطوير أساليبها القتالية والتحول في استراتيجياتها العملياتية، ليلقي الضوء على حقيقة أساسية وراسخة، هي أن الحليف القوي والأساسي والاستراتيجي للقاعدة لا يزال موجودا، ولا يزال يشكل مركز الثقل في الحركة بشكل عام: هذا الحليف هو الكراهية الجمعية التي تحظى بها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في الوعي والضمير الإسلامي.
لقد تولى الظواهري القيادة في ظروف تتشابه وتتشابك في كل تفصيلاتها مع تلك التي سادت عام 1996، عندما أعلن سلفه بن لادن الحرب على الشيطان الأمريكي الأكبر: إسرائيل والنفط والسياسة التدخلية في شؤون الشرق الأوسط عامة، والدول العربية خاصة، والاحتلال، ودعم الأنظمة الديكتاتورية الجاثمة على العروش العربية.
واليوم تنتهج السياسة الخارجية الأمريكية النهج ذاته، فتحتفظ بقواتها العسكرية في الخليج العربي والعراق وأفغانستان وباكستان، وتمول إسرائيل وتدافع عنها سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
كذلك يستمر الرئيس أوباما، بحسب شوير، على غرار سلفيه كلينتون وبوش الابن، في ترويج الأكاذيب ونشر المغالطات بين الأمريكيين لإقناعهم أن الحرب القاعدية ضد الولايات المتحدة إنما مردها كراهية القاعدة للحرية والديمقراطية والمساواة والانتخابات، وغيرها من القيم التي تشكل المنظومة القيمية للمجتمع الغربي، بدلا من المجاهرة بالحقيقة والصدع بحقيقة أن الكراهية القاعدية، ومن ثم الحرب، موجهة بقضها وقضيضها ضد الحكومة الأمريكية، وليس الشعب الأمريكي، بحسب الكاتب.
ويمضي شوير أبعد من ذلك، فيؤكد أن الهزيمة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية هي من قبيل الحتميات، فالذاكرة الغربية تميل إلى نسيان، أو بالأحرى تناسي، أن هزيمة السوفييت في أفغانستان كانت الباعث الرئيس للاستبراء من روح الانهزامية ومشاعر الدونية في جيل أسامة بن لادن.
ويؤكد شوير أن هزيمة الجيش الأحمر لم تكن كافية لعلاج الأمة ككل من هذا الداء، لكنها، على أقل تقدير، غذت الاعتقاد بأن قوى الكفر والإلحاد لن تنتصر في كل مرة في معركتها ضد الإسلام.
وعلى مدى ما يربو على عقد من الزمان، قاد بن لادن والظواهري حملة لاجتثاث مشاعر الدونية الحضارية من الضمير المسلم، والتي اعتبروها الخطر المحدق الذي يتهدد الوجود الإسلامي ذاته. فكان السبب الأساس، كما يؤكد الكاتب، وراء النضال الذي خاضه بن لادن باقتدار بالغ في بداياته، وبنجاح ساحق في نهاياته، للإيقاع بالولايات المتحدة الأمريكية في الشراك الأفغاني هو قناعته التامة بأن هزيمة الولايات المتحدة أسهل من هزيمة الروس (الأمر الذي يعتبره شوير موضوعيا)، مما سيساعد على القضاء النهائي على أزمة الانهزامية التي يعاني منها اللاوعي المسلم، (الأمر الذي يعتبره شوير حتميا).
وفي هذا السياق يقدم شوير قراءة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق، بدون تحقيق الأهداف التي من أجلها غادرت قواتها واشنطن، على أنه إرهاصات نجاح لنظرية بن لادن، ويحذر بأن إلحاق سلسلة من الهزائم ضد الولايات المتحدة الأمريكية على أيدي إسلاميين لا يصلب عودهم إلا سلاح من حقبة الحرب الكورية، سوف يقضي بغير رجعة على روح الانهزامية التي سيطرت على العقل المسلم منذ قرون خلت، وسوف يجعل الطريق معبدة أمام الظواهري لتحقيق انتصارات كبرى، في فترة لن تتجاوز العامين.
صدام الحضارات.. نصر قاعدي جديد
ويتساوق مع ما تتجرعه الولايات المتحدة من هزيمة عسكرية، بحسب شوير، الحرب الثقافية التي تدشن لها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي يدعمها قلبا وقالبا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كرد فعل للربيع الثوري العربي الذي نجح في الإطاحة بالأنظمة العربية التي لطالما كرست سلطويتها لخدمة المشروع الغربي.
وإذا كان شوير ينتقد هذه الحرب الثقافية باعتبارها تضميدا ناجعا للجرح القاعدي الغائر الذي خلفه مقتل بن لادن قبل أشهر قليلة، فإن مفردات الخطاب السياسي الغربي تؤكد أن مستقبل الولايات المتحدة يرتبط بالمنطقة العربية وهو ما يتلقاه العقل المسلم على أنه إعلان لاستمرار سياسات التدخل الغربي في شؤونه، وبحسب شوير، يعتبر ذلك الهدية الأثمن التي يقدمها الغرب للظواهري في مناسبة توليه القيادة القاعدية، والتي لا يعلوها قدرا أو يفوقها قيمة إلا غزو واحتلال بوش الابن للعراق قبل سنوات لا تحصى كثرة.
ويخلص الكاتب إلى أن الظرف العالمي الذي تبوأ فيه الظواهري قيادة القاعدة، برغم ما فيه من ضبابية وتشابك، إلا أنه يحمل في طياته فرصة مواتية لم تشهدها القاعدة منذ تأسيسها، وربما لا يجود الزمان بمثلها على المدى القريب والبعيد.
ـــــــــــــــ
مقال هام جداً !!
برغم أن به بعض السم وسط العسل
الْلَّهُم انّي اسْالُك شَهَادَة فِي سَبِيِلِك تَغْسِل بِهَا حَوْبَتِي
وَتُطَهِّر بِهَا دَنِسِي وَتُصَفَّى بِهَا جَسَدِي
تحذير أمريكي:
القاعدة بقيادة الظواهري في طريقها للانتصار
إسلام أون لاين -
هل يعني موت مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأمريكية في مايو الماضي نهاية القاعدة وزوال تهديداتها؟ إشكالية كبيرة تسعى مجلة The National Interest الأمريكية في عددها الأخير الصادر في سبتمبر وأكتوبر أن تقترب من تفاصيلها عبر مقالة تحليلية بعنوان The Zawahiri Era، لـ"مايكل شوير"، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، والذي ترأس لفترة غير قليلة وحدة بن لادن، والمحاضر الحالي في برنامج السلام وشؤون الأمن بجامعة جورج تاون الأمريكية.
وخلص شوير في مقالته إلى أن الظرف العالمي الذي تبوأ فيه الظواهري قيادة القاعدة، برغم ما فيه من ضبابية وتشابك، يحمل في طياته فرصة مواتية للنجاح والانتصار لم تشهدها القاعدة منذ تأسيسها، وربما لا يجود الزمان بمثلها على المدى القريب أوالبعيد.
وقد وصف "شوير" في مستهل مقالته بن لادن بأنه
"شخصية فريدة جمعت بين الراديكالية الدينية للقرن السابع والعبقرية الإدارية والقيادية للقرن الحادي والعشرين"؛
تلك العبقرية التي تجلت في بناء
"تنظيم إسلامي فريد يتسم بالتعددية الإثنية والتعددية اللغوية ويتمتع بالمرونة التنظيمية والسماحة الدينية والفعالية العملياتية".
( الحق ما شهدت به الأعداء ! )
ستبقى القاعدة!
ولكن السؤال هل تُختزل القاعدة في شخص مؤسسها وقائدها فتموت بموته، أم أنها عبر خمسة وعشرون عاما صارت تمتلك من المؤسساتية الإدارية والهيكلية القيادية ما يكفل لها البقاء والتقدم؟
والحقيقة أن "شوير"، على غير المعتاد، لا يبدأ بسرد الحيثيات التحليلية ليصل منها، في نهاية المطاف والمقال، إلى الخلاصة التي تشكل الإجابة على سؤال البحث، بل يبتدرنا بإجابة جازمة يؤكد فيها: "أراهن على بقاء التنظيم .. لقد فعل ذلك بعد انهيار الاقتصاد السوداني عام 1994- 1996، وبعد ما تعرض له من سحق على يد ثالوث أمريكا وقوات الناتو وباكستان عام 2001- 2002، وبعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق، عام 2006."
ويؤكد شوير أن إجابة هذا التساؤل قد سبقت طرحه البحثي بما يربو عن عقد ونصف من الزمان عندما أعلن بن لادن، قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أن الحرب التي أعلنها ضد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996 سوف تستمر على مدى عقود من الزمان، وأن رايتها سوف تنتقل من جيل إلى جيل، وأنه لن يعيش حتى يرى نهايتها، إنما غاية أمانيه أن يقضي في ساحات المعركة وتحت قرع المدافع في حربه ضد أمريكا.
اختار الزعيم القاعدي، منذ البداية، إستراتيجية الحرب طويلة الأمد، لأنها الحرب التي، يؤكد شوير "يكسبها الإسلاميون دائما، ويخسرها الأمريكيون دائما"، ومن ثم، عمد منذ الأيام الأولى إلى بناء تنظيم متماسك، على تمدده الجغرافي وتعدد شبكاته، يقوم على العمل المؤسسي، ويسمح بتغيير البنية القيادية والهيكلية التنظيمية بحسب تطورات البعدين الزماني والمكاني.
وعملا على هذه الأجندة، بادر بن لادن بالعمل على إعادة مركزة قواته بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة، وتم ذلك عبر آليات متعددة يمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: إعادة الكثير من العناصر القاعدية إلى بلدانهم مرة ثانية، وذلك لعدم الحاجة الآنية إليهم، على الأقل في المراحل الأولى من القتال ضد التحالف الأمريكي الشمال أطلسي، واحتماء البقية الباقية بجبال أفغانستان وباكستان.
ثانيا: التمدد الأفقي بالتنظيم، وذلك بتأسيس شبكة عالمية تضم حركات وتنظيمات تتبع التنظيم الرئيسي في أماكن متفرقة من العالم، شملت العراق وباكستان واليمن والصومال وبلاد الشام وفلسطين وشمال إفريقيا؛ حتى صارت القاعدة عند موت بن لادن شبكة تتمدد أفقيا عبر سبعة مواقع تقيم فيها مراكز للتخطيط والتدريب وتدشين العمليات، في مقابل مركز واحد قبيل عملية سبتمبر.
ثالثا: تجنيد العديد من العناصر الجهادية لإثراء التنظيم في حربه طويلة الأمد وامتدت عمليات التجنيد بنجاح بطول وعرض الخريطة الإسلامية من نيجيريا إلى نيودلهي إلى شمال القوقاز.
رابعا: لم تكتف القاعدة بتجنيد متطوعين من العالم الإسلامي فحسب بل امتد النشاط التجنيدي عميقا إلى قلب أوروبا وأمريكا حيث تم استقطاب عناصر من المسلمين الأمريكيين الذين شكلوا كوادر هامة في قيادة التنظيم ولعبوا دورا بارزا في نجاحاته، لا سيما الإعلامية، والترويج لأيديولوجيته وعملياته في قلب العالم الغربي، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وأستراليا، وغيرها من الدول المتحدثة بالإنجليزية مثل جنوب إفريقيا والهند، من شاكلة سمير خان، رئيس تحرير مجلة "إنسباير" القاعدية، وعزام الأمريكي، المستشار الإعلامي للتنظيم، وأنور العولقي، الخطيب المفوه والتجنيدي النشط عبر مواقع الانترنت.
بن لادن والظواهري: قراءة مقارنة
ورث الظواهري إذا تنظيما أكثر تميزا من حيث تمدده وتموقعه، ومن حيث مستوى الوعي والفعالية لعناصره من الذي انضم إليه عام 1998. إلا أن "المحللين المتعجلين"، كما يؤكد شوير، لا يزالون لا يرون إلا "ظواهري ما قبل القاعدة"، لتقدم لهم هذه القراءة العَجِلة قائدا غير خبير، يعوزه الكثير من أوراق الاعتماد التي كان يمتلكها بن لادن مثل الخبرة القتالية والقدرة البلاغية والإمكانات المادية والعلاقات الوثيقة بالعائلات الخليجية، المالكة وغير المالكة، التي لطالما دعمت التنظيم ومولت عملياته. ويضيف هؤلاء إلى هذه القائمة السوداء من الصفات الشخصية للظواهري، والتي من شأنها أن ترسم مشهد النهاية الدامي للتنظيم القوي، أنه شخصية تنزع إلى التسلط والشمولية، والعنف والوحشية، متمركزة حول مصر والعالم العربي.
إلا أن ثمة قراءة أخرى يجنح إليها شوير، ويؤكد من خلالها أن هذه الملامح قد تصدق على الظواهري في حقبة ما قبل القاعدة، في نهاية الألفية الماضية، ومعايشة بن لادن والتتلمذ على يديه والنهل من معينه القيادي ، كان له أعمق الأثر على مسيرته الجهادية، حيث حولته من الجهادية المحلية المتمركزة حول المشهد السياسي المصري إلى الجهادية العالمية ضد الولايات المتحدة، ومن شخص عزوف إعلاميا، إلى آخر يتسم بالحضور ويجيد التعاطي مع الآلة الإعلامية.
كذلك طبع بن لادن على "الميول العدوانية والجنوح الدموي" لدى الظواهري، وليس أدل على ذلك من "رسالة التوبيخ" التي بعث بها الأخير إلى أبو مصعب الزرقاوي في يوليو 2005 بسبب عملياته غير الانتقائية والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المسلمين وعدم اكتراثه بالرأي العام الإسلامي. أما عن نزوعه للتسلط والأحادية، فقد أكد الظواهري في كتاباته :" إن أي شرخ في القيادة قد يؤدي إلى كارثة تاريخية تدفع ثمنها الأمة بأكملها" مما يؤكد على التحول الدراماتيكي الذي لحق بنزوعه السلطوي بعد أن انضم للقاعدة.
ويؤكد شوير أن الطبيعة المؤسسية للقيادة القاعدية، والتي تضم مجلسا للشورى، فضلا عن وجود رموز تربت داخل التنظيم وأشربت أدبياته وخبراته العسكرية قلبا وعقلا، من شاكلة عطية عبد الرحمن، والذي يرشحه شوير لأن يكون الرجل الثاني بالتنظيم، وأبو يحيى الليبي، وناصر الوحيشي سوف تترك بصماتها، جنبا إلى جنب مع الزعيم الجديد، على المسير القاعدي.
ويبقى، بعد ذلك، جملة الالتزامات الإستراتيجية في العمل القاعدي، والتي لا يقل إيمان واستمساك الظواهري بها عن سلفه، مثل السعي الحثيث للحصول على سلاح نووي لاستخدامه ضد الولايات المتحدة، ودعم عمليات إعادة تأسيس إمارة طالبان الإسلامية، واستعادة نفوذ وسيطرة القاعدة في العراق لتهريب المقاتلين إلى بلاد الشام والإعداد للمعركة الطائفية المحتومة على أرض الرافدين، وتفعيل وسائل الإعلام الجهادية لنشر الخطاب القاعدي، لا سيما في الدول التي تتحدث الإنجليزية، للانضمام إلى قافلة المجاهدين.
تطوير العمليات
إن التغير الوحيد الذي سيطرأ على القاعدة، بحسب شوير، مرده أن "الخطط طويلة المدى قد بلغت حالة من النضج، لم تعرفها الحركة قبلا"، مما سيدفع بها، تحت قيادتها الجديدة، إلى إجراء بعض التعديلات في إستراتيجيتها العملياتية، لا سيما على المسرح الغربي، بتكثيف الكم وتضييق الدائرة لتقليل عدد الضحايا، فيما يُعرف بالعمليات الانتقائية.
فبرغم نزوع بن لادن نحو "الإرهاب واسع المدى" في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنه كان يريد أن تكون العملية التالية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أكبر حجما وأبلغ ضررا، بحسب ما كشفت عنه الوثائق التي وجدت بمنزله بأبوت أباد بعد قتله، إلا أن هذه الوثائق قد عبرت أيضا عن توجه جديد لديه للتحول من العمليات واسعة المدى إلى إستراتيجية عملياتية جديدة تستهدف البنية التحتية ووسائل النقل البري وبعض المسؤولين البارزين.
إن الحركة التي باتت تمتلك قائمة محددة وواضحة من الأهداف، فضلا عما حظيت به مؤخرا من تعزيزات بشرية جددت بها شبابها، قد بدأت بالفعل في التحرك نحو التدريب وتنفيذ النموذج العملياتي الجديد؛ فالقاعدة في العراق قد تمكنت في الفترة الأخيرة من تنفيذ "مذبحة" ضد خطوط الأنابيب والخزانات النفطية ومحطات توزيع الطاقة الكهربائية، كما نجحت في توجيه ضربات قاصمة ضد المراكز والقواعد الشرطية والأمنية والعسكرية ومقار الوزارات الحكومية، فضلا عن أن عمليات اغتيال المسؤولين والموظفين والضباط رفيعي المستوى، وزعماء القبائل المتعاونين مع النظام الحاكم في بغداد، قد صارت فيما يشبه "الروتين اليومي".
ولقد "سمحت العراق" كما يؤكد شوير، "للقاعدة بممارسة وتطوير وتدريس (عبر الإنترنت) فنونها القتالية التي خضعت للعديد من عمليات التعديل والتنقيح." كذلك، فإن مزية تعدد جنسيات مقاتلي القاعدة في العراق سوف تسمح لهم بالانتشار حول العالم للترويج للأساليب والفنون القتالية الجديدة، أو ما أسماه شوير بـ "تجارة الموت".
الغرب يدعم القاعدة!
في هذا الجزء من التحليل يتناول شوير مبحثا هاما يتعاطى مع واقع ما وراء القيادة القاعدية وتطوير أساليبها القتالية والتحول في استراتيجياتها العملياتية، ليلقي الضوء على حقيقة أساسية وراسخة، هي أن الحليف القوي والأساسي والاستراتيجي للقاعدة لا يزال موجودا، ولا يزال يشكل مركز الثقل في الحركة بشكل عام: هذا الحليف هو الكراهية الجمعية التي تحظى بها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في الوعي والضمير الإسلامي.
لقد تولى الظواهري القيادة في ظروف تتشابه وتتشابك في كل تفصيلاتها مع تلك التي سادت عام 1996، عندما أعلن سلفه بن لادن الحرب على الشيطان الأمريكي الأكبر: إسرائيل والنفط والسياسة التدخلية في شؤون الشرق الأوسط عامة، والدول العربية خاصة، والاحتلال، ودعم الأنظمة الديكتاتورية الجاثمة على العروش العربية.
واليوم تنتهج السياسة الخارجية الأمريكية النهج ذاته، فتحتفظ بقواتها العسكرية في الخليج العربي والعراق وأفغانستان وباكستان، وتمول إسرائيل وتدافع عنها سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
كذلك يستمر الرئيس أوباما، بحسب شوير، على غرار سلفيه كلينتون وبوش الابن، في ترويج الأكاذيب ونشر المغالطات بين الأمريكيين لإقناعهم أن الحرب القاعدية ضد الولايات المتحدة إنما مردها كراهية القاعدة للحرية والديمقراطية والمساواة والانتخابات، وغيرها من القيم التي تشكل المنظومة القيمية للمجتمع الغربي، بدلا من المجاهرة بالحقيقة والصدع بحقيقة أن الكراهية القاعدية، ومن ثم الحرب، موجهة بقضها وقضيضها ضد الحكومة الأمريكية، وليس الشعب الأمريكي، بحسب الكاتب.
ويمضي شوير أبعد من ذلك، فيؤكد أن الهزيمة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية هي من قبيل الحتميات، فالذاكرة الغربية تميل إلى نسيان، أو بالأحرى تناسي، أن هزيمة السوفييت في أفغانستان كانت الباعث الرئيس للاستبراء من روح الانهزامية ومشاعر الدونية في جيل أسامة بن لادن.
ويؤكد شوير أن هزيمة الجيش الأحمر لم تكن كافية لعلاج الأمة ككل من هذا الداء، لكنها، على أقل تقدير، غذت الاعتقاد بأن قوى الكفر والإلحاد لن تنتصر في كل مرة في معركتها ضد الإسلام.
وعلى مدى ما يربو على عقد من الزمان، قاد بن لادن والظواهري حملة لاجتثاث مشاعر الدونية الحضارية من الضمير المسلم، والتي اعتبروها الخطر المحدق الذي يتهدد الوجود الإسلامي ذاته. فكان السبب الأساس، كما يؤكد الكاتب، وراء النضال الذي خاضه بن لادن باقتدار بالغ في بداياته، وبنجاح ساحق في نهاياته، للإيقاع بالولايات المتحدة الأمريكية في الشراك الأفغاني هو قناعته التامة بأن هزيمة الولايات المتحدة أسهل من هزيمة الروس (الأمر الذي يعتبره شوير موضوعيا)، مما سيساعد على القضاء النهائي على أزمة الانهزامية التي يعاني منها اللاوعي المسلم، (الأمر الذي يعتبره شوير حتميا).
وفي هذا السياق يقدم شوير قراءة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق، بدون تحقيق الأهداف التي من أجلها غادرت قواتها واشنطن، على أنه إرهاصات نجاح لنظرية بن لادن، ويحذر بأن إلحاق سلسلة من الهزائم ضد الولايات المتحدة الأمريكية على أيدي إسلاميين لا يصلب عودهم إلا سلاح من حقبة الحرب الكورية، سوف يقضي بغير رجعة على روح الانهزامية التي سيطرت على العقل المسلم منذ قرون خلت، وسوف يجعل الطريق معبدة أمام الظواهري لتحقيق انتصارات كبرى، في فترة لن تتجاوز العامين.
صدام الحضارات.. نصر قاعدي جديد
ويتساوق مع ما تتجرعه الولايات المتحدة من هزيمة عسكرية، بحسب شوير، الحرب الثقافية التي تدشن لها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي يدعمها قلبا وقالبا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كرد فعل للربيع الثوري العربي الذي نجح في الإطاحة بالأنظمة العربية التي لطالما كرست سلطويتها لخدمة المشروع الغربي.
وإذا كان شوير ينتقد هذه الحرب الثقافية باعتبارها تضميدا ناجعا للجرح القاعدي الغائر الذي خلفه مقتل بن لادن قبل أشهر قليلة، فإن مفردات الخطاب السياسي الغربي تؤكد أن مستقبل الولايات المتحدة يرتبط بالمنطقة العربية وهو ما يتلقاه العقل المسلم على أنه إعلان لاستمرار سياسات التدخل الغربي في شؤونه، وبحسب شوير، يعتبر ذلك الهدية الأثمن التي يقدمها الغرب للظواهري في مناسبة توليه القيادة القاعدية، والتي لا يعلوها قدرا أو يفوقها قيمة إلا غزو واحتلال بوش الابن للعراق قبل سنوات لا تحصى كثرة.
ويخلص الكاتب إلى أن الظرف العالمي الذي تبوأ فيه الظواهري قيادة القاعدة، برغم ما فيه من ضبابية وتشابك، إلا أنه يحمل في طياته فرصة مواتية لم تشهدها القاعدة منذ تأسيسها، وربما لا يجود الزمان بمثلها على المدى القريب والبعيد.
ـــــــــــــــ
مقال هام جداً !!
برغم أن به بعض السم وسط العسل
الْلَّهُم انّي اسْالُك شَهَادَة فِي سَبِيِلِك تَغْسِل بِهَا حَوْبَتِي
وَتُطَهِّر بِهَا دَنِسِي وَتُصَفَّى بِهَا جَسَدِي