المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفريط في جنب الله ((هجركلام الله وضعف التفكر في آياته ))



عبق الزيزفون
23 Nov 2004, 08:50 PM
بسـم الله الرحمن الرحيم

التفريط في جنب الله

1- هجر كلام الله، وضعف التفكر في آيات الله.

هجر كلام الله
قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ قَالَ: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَابْتَغُوا بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ) رواه أحمد.

قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:190

قال الحسن بن عبد العزيز الجروي شيخ البخاري: (من لم يردعه القرآن والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع)

عن الضحاك بن مزاحم قال: (ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه إلا بذنب، ثم قرأ: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير ) قال الضحاك: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن).

قرأ مالك بن دينار هذه الآية: ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) ، فبكى وقال: (أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه)
قال مالك بن دينار: (يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحش فيه الحبة ولا يمنعه نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ أين أصحاب سورة ؟ أين (أصحاب) سورتين ؟ ماذا عملتم فيها ؟)

عن بشير قال: (بت عند الربيع ذات ليلة، فقام يصلي فمر بهذه الآية: ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) قال: فمكث ليلته حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد)
عن الربيع بن خثيم: (لا خير في الكلام إلا في تسع التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسؤالك الخير وتعوذك من الشر)

مسيح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان: يجمع إليه أصحابه، فيصلي بهم، ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة يقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة.

وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يقرأ القرآن في كل أسبوع ختمتين، إحداهما بالليل، والأخرى بالنهار.
قال أبو عمر رحمه الله: كيف يؤتمن على سر أو يوثق به في أمر، من دفع القرآن وكذب النبي عليه السلام

عن عبد الله بن مسعود قال: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً، محزوناً، حليماً، سكتيتاً، ليناً، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً، ولا غافلاً، ولا سخاباً، ولا صياحاً، ولا حديداً).

سنا البرق
23 Nov 2004, 09:15 PM
السلام عليكم


أحسن الله إليك , أسأل الله أن يلهمنا الصواب في القول والعمل .



( التفكر في آيات الله ) العبادة المهجورة



إن من العبادات التي هجرها الكثيرون في هذا الزمان عبادة التفكر في آيات الله تعالى الكونية التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية والسلف الصالح .

وهذا الهجر سبّب خللا في الوعي الإسلامي، إذ أصبحنا نهتم بأمور هي دون عبادة التفكر في الاعتبار الشرعي والفائدة المرجوة ، وهي من أولى العبادات الموصلة إلى الارتقاء بالمستوى الإيماني للمسلم المعاصر .

هل التفكر عبادة ؟
والجواب بلا شك : نعم . وتعليل ذلك من وجوه:

التعليل الأول : لأن الله تعالى مدح المتفكرين في كتابه بقوله { إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ ,الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ}[آل عمران:190، 191].

وختم الله تعالى ثلاث عشرة آية من كتابة بلفظ {تتفكرون} أو{يتفكرون} مما يصور أهمية الأمر .

وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَتَفَكّرُواْ}[الأعراف 184] وفال عز وجل:{وَفِيَ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [سورة الذاريات 21] والبصر هنا بمعنى التفكر .

وقال سبحانه {قُلْ إِنّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلّهِ مَثْنَىَ وَفُرَادَىَ ثُمّ تَتَفَكّرُواْ }[سورة سبأ 46] فأمرهم بالقيام من أجل التهيؤ للتفكر، فالتفكر هو الموعظة المقصودة هنا بالرغم من وجود مواعظ أخرى.

والتعليل الثاني : لأن الله ذكر في أكثر من 250 آية من القرآن الكريم صورا مختلفة للكون الذي يحيط بنا في سماواته وأرضه وفي جباله وبحاره وأنهاره وفي مخلوقاته من الجن والإنس والطير والدواب وفي هوائه وسحابه وأمطاره وفي أحداثه وتغيراته وفي حاضره وماضيه وفي مشاعره وتسبيحاته . أترى هذا الكم الكبير من الآيات – التي تفوق الآيات المتحدثة عن الأحكام الفقهية – ذكرت عرضا أو للقراءة المجردة فحسب؟!

والتعليل الثالث : إن الله تعالى ذم معطلي العقول والأفكار، وشن عليهم حملة في آيات عدة من كتابه العزيز؛فقال سبحانه : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا } ( لقمان 21 ) ، وقال عز وجل : {وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مّن نّذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىَ أُمّةٍ وَإِنّا عَلَىَ آثَارِهِم مّقْتَدُونَ , قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىَ مِمّا وَجَدتّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوَاْ إِنّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ , فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ}[الزخرف 23 - 25].

فجعل تعطيل العقل – التقليد الأعمى – سببا للتكذيب والكفر ثم سوء العاقبة.

والتعليل الرابع : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتفكر في آيات الله عز وجل ، فيقلب وجهه في السماء، وقد قال مرة لأصحابه:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته" [البخاري ومسلم] . وكان يأمر أصحابه بالتـفكر فيقول:" تـفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله" أخرجه أبو الشيخ في العظمة 1/210 والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وحسنه السخاوي , وله طرق أخرى . وكان أصحابه رضي الله عنهم كذلك ، قيل لأم الدرداء : ما كان افضل عمل أبي الدرداء؟ قالت التفكر.

وكان التابعون كذلك . قال بن القيم رحمه الله: قال بعض السلف : تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة [البخاري ومسلم].

وقال الحسن : إن من أفضل العمل الورع والتفكير.

وقال مولى سعيد بن المسيب : ما رأيت احسن مما يصنع هؤلاء، قال : وما يصنعون؟، قال : يصلي أحدهم الظهر ثم لا يزال صافا رجليه حتى يصلي العصر، قال : ويحك! أما والله ما هي العبادة ؛ إنما العبادة التفكر في أمر الله ، والكف عن محارم الله . أخرجه أبو الشيخ في العظمة 1/210 والطبراني، والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وحسنه السخاوي، وله طرق أخرى.



فوائد التفكر :

للتفكر الشرعي الذي أمر الله به فوائد عدة ، فمن فوائده :

1) يجدد الإيمان ويزيده : قال ابن القيم رحمه الله: التفكر يكشف حقائق الأمور ويميز مراتبها في الخير والشر ومعرفة المفضول من الفاضل ، والتفكر يزيد الإيمان أكثر مما يزيده العمل.

2) التفكر من أعمال القلب ، وأعمال القلب أفضل من أعمال الجوارح باتفاق العلماء.

3) يبعث على التواضع أمام عظمة الله تبارك وتعالى ، ويبعث على حسن الظن بالله عز وجل.

4) يؤدي إلى العمل بآيات كثيرة من كتاب الله تعالي والعمل بسبة النبي صلى الله عليه وسلم.

5) يفتح آفاق العلم والإيمان مما لم يكن معلوما قبل ذلك ؛ لأن الفكرة تجر الفكرة.

ضوابط التفكر :

ينبغي ألا يصل التفكر إلى حد الخروج عما لم يحط الإنسان بعلمه ، أو الخروج عما ينبني تحته عمل ، أو تصور أمور لا يمكن تصورها لأنها لا تخضع لمقاييسنا كالقبر وما فيه والآخرة ما فيها والملأ الأعلى وما يخصه ، فان ذلك قد يؤدي إلى الوسوسة والشك ، وهذا ما حذر النبي صلى الله عليه و سلم منه في قوله : " تـفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله".

وقال عليه السلام:" إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول : من خلق السموات؟ فيقول : الله ، فيقول: من خلق الأرض ؟ فيقول : ال له، فيقول : من خلق ال له؟ فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئا فليقل : آمنت بالله ورسوله" [أخرجه أبو الشيخ في العظمة 1/303 والإمام احمد في الزهد بسند صحيح].

وإذا كنا في حياتنا لا نفهم أشياء كثيرة نعايشها كالروح ، والحواس وحدودها ، والعقل وماهيته ، والمشاعر والنفسيات، وكثيرا مما يحتويه الجسم من وظائف وأعضاء دقيقة ، وبعض مراحل التخلق الجنيني ، والرسالة النبوية وطبيعتها ، والتخاطب عن بعد ، والأقدار الإلهية ، والرؤيا والأحلام .. وغيرها، فان هذا مما يمنعنا من التطاول فوق حدود المعقول ، وقد احسن من قال:

قل لمن يفهم عني ما أقول قصرِّ القول فذا شرح يطول

ثَمَّ سر غامض من دونه قصرت والله أعناق الفحول

أين منك الروح في جوهرها هل تراها أم ترى كيف تجول

وكذا الأنفاس هل تحصرها؟ لا ولا تدري متى عنك تزول؟

أين منك العقل والفهم إذا غلب النوم فقل لي يا جهول

أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف يجري منك أم كيف يجول

فإذا كانت طواياك التي بين جنبيك كذا فيها ضلول

كيف تدري من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النزول

كيف يحكي الرب أم كيف يرى؟ فلعمري ليس ذا إلا الفضول

جل ذاتا وصفاتا وسما وتعالى قدره عما تقول

رواه أبو هريرة مرفوعا ، انظر العظمة1/300

إن لكل غاية وسائل ، إذا تعاطاها الإنسان وصل إلى تلك الغاية التي يريدها ، ومن جملة ذرائع التفكر ما يأتي :

1) الممارسة والتعود ، ولا ينبغي أن يكون كر الأيام وتتابع الأحداث المتشابهة عائقا لنا عن التفكر ، فان في خلق الله عز وجل من العجائب ما لو وقف عليه المرء لأدرك عظمة خالقه واكتشف قدرته وإبداعه ، إلا أنه يحتاج إلى فكر ثاقب واجتهاد وخشية لله تعالى.

2) مخالطة العلماء الربانيين الذين أدركوا حقيقة التفكر المشروع ، أو الاطلاع على أبحاثهم وكتبهم.

3) التخلص من الذنوب ، والإقلال منها بقدر المستطاع ؛ فان المعصية تحجب الفكرة.

4) الاجتهاد في الطاعة واستحضار الخشوع والبكاء من خشية الله.

5) ترك ما لا ينبغي من الأقوال والأحوال والأعمال.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه،،،
.

صقر الأحبة
24 Nov 2004, 08:59 AM
عيق الزيزفون

بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيراً

والشكر موصول لسنا البرق على إضافته الكريمة

صقر الأحبة

أبو عقبة
24 Nov 2004, 05:13 PM
جزاك الله خيراً
أخونا عبق الزيزفون ورزقك الله الجنان

أبو عمر
25 Nov 2004, 12:54 PM
جزاكم الله خيرا جميعا وكتب اجركم زنفع بكم الاسلام والمسلمين