المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسس البوح - في المديح النبوي



jamila
08 Aug 2011, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


مَضاميرُ بوْحِ الشعْرِ تَسْعىَ بهـا نفْسـيِ
إلى مَوْطنِ الأحْـلاَمِ بالموْكبِ القُدْسـيِ



صَعدْتُ جِبـالَ القَـوْل حتَّـى تتابَعَتْ
حَشاشاتُها تهْـوِي على مِعْزفـيِ المنْسـيِ



فهل ظمـأُ الأعْصابِ إِذْ تركبُ الهـوَى
يَرى أَنجُمـا تَعلو لهـا يَرْتَقـى حسّـيِ؟



على خُلُـق الْمحْمُـودِ حَمّلْتُ مَشْربـيِ
وفرَّقتُ طيرَ السعـدِ عن طائِـرِ النحْسِ



أَجُرُّ سُطُورَ الذنْبِ فـي طـيِّ سِفْرِهـاَ
تُنادي رَفيعَ الصيتِ مِنْ مَوْقِـعِ الهمْـسِ



وإنْ رَسَـمَ المكتـوبُ أوتـارَ لوعـتي
شُتُولاً من الأزهارِ فـي بـادئِ الغـرْسِ



يَهُـزُّ لـه التغريـدُ أركـانَ أحـرُفٍ
تراعي سمينَ اللفظِ فـي معْرضِ الْجَـسِّ



يداي بحـدِّ الحِـبْرِ تجلـو لـه النـدَى
ذكاةً لنـار الشوق فـي سُنْدُسِ الرأْسِ



تَضيقُ عن الإجْـلاَلِ ساحـاتُ دَمعـتي
وقد يضعُفُ التأْسيسُ من صَوْلـةِ الأُسِّ



أَمَـا كَتب الإشـراقُ إعـلاءَ قَـدْرهِ
فلاذَتْ بـه العِلاَّتُ من غابـةِ اليَـأْسِ!؟



وعِطْـرُ وُرود الرسـلِ في رَعْشةِ الصدى
تتوقُ لـه الأرواحُ بالجـنِّ والإنْـسِ



كطيـرِ تحدِّي الجـدْبِ يَنْسـَاقُ لحْنُهـَا
فَتَبْدُو بِـهِ الْغَابَـاتِ مُزْدانـةَ العُـرْسِ



سِهـامُ أريجِ الْهَـدْي يَخْضَـرُّ فِعْلُهَـاَ
وتقْوى فِعالِ السهم من جـودة التُّـرْسِ



على حُجُبِ الساعـاتِ نلْقـى بفوحِـهِ
صَفـاءً يقـودُ القلْبَ فـي مرْتَع الأُنْسِ



وتحضُنُنـا الأنهــارُ حتـى تَعُمَّنــَا
بَلاسـمُ فَيْـضِ الله بالأنْهُـرِ الخمْـسِ



عُقولُ رِكابِ الشمس سـارت بنهجِـهِ
وَأُخْرَى ترى في السيرِ مِقْلاعَـةَ الضِّـرْسِ



أرى نَفَـسَ الإصبـاحِ يَنْسـاقُ بَعـده
وأنَّ بقـاءَ النـومِ ضـرْبٌ مـن المـسِّ



تخـالُ رحـابَ الكـونِ درْساً بهدْيِـهِ
يَفرُّ إلـى الإفْصاحِ من منطـقِ اللّبْـسِ



فهل مُقْرئُ الأوهامِ فـي عَتْمـةِ الأنـا
يُغطِّى صفاءَ الروح عن رَوْعـةِ الدرْسِ؟



تُريـقُ جِرارَ الصمْتِ أنخـاب عِطْرهـَا
بحضْرَةِ ذَكْرِ النورِ من فائِـق الشمْـسِ



كأنَّ مقــامَ الروحِ فـي ظِلِّ حَرفِـه
حَمـامٌ يصوغُ اليومَ من جنـة الأمْـسِ



ففضْـلُ عُباب الختـمِ غطَّـي حضورَنـاَ
مُزِيحـاً عـنِ التاريـخِ أغطيَّـةَ البُـؤْسِ



يَصُـدُّ رُجُـوعَ الليـلِ بعـد انجِلائـه
ويحمي دُروبَ الكونِ من موحلِ الرجْسِ



ستمْدحُـه الـذرَّاتُ مِنـِّي وتنْتَشـي
علـى صَهْوةِ الزرْقاءِ أو مَكْمَنِ الرمْـسِ


للشاعر القاضي ولد محمد عينين

الصحبة الصالحة
05 Sep 2011, 12:11 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .