المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكـنَّ الله يَـرانـي-----



ام حفصه
07 Aug 2011, 02:34 PM
قبلَ سنة كان ابني الصَّغيرُ في الخامسة من العُمر، وكنا حديثي عهد بجيران في بنائنا، وكان لهم طفلٌ في نحو سنِّ ولدي، فطلبوا منه الدخولَ عندهم ليلعبَ مع ابنهم، استجبتُ لطلبهم، وسمحتُ لأحمدَ باللعب عندهم، وأوصيتُه ببعض الأمور؛ خشيةَ أن يسبِّبَ لهم إزعاجًا ما، وكان مما أوصيتُه به: أن يلعبَ بهدوء بلا ضَجيج، وألاَّ يطلبَ منهم شيئًا، ولا يأكلَ عندهم طعامًا.

وفي أحد الأيام كان أحمدُ يلعب في دارهم، وحانَ وقت الغداء، ووُضعت المائدة، ودُعي ليُشاركَهُم الطعام ، فاعتذرَ منهم بأدب، وحينما ألحُّوا عليه وأكثَروا، صارحَهُم بالأمر قائلاً: أمي لا تسمَحُ لي، فقال له جارُنا مازحًا: إن أمَّكَ لا تراك الآنَ ؟
فأجابه أحمـدُ بثقة ويقين: لكنَّ الله يَراني .

في صباح اليوم التالي قصَّت عليَّ جارتي الخبر، تملؤها السعادةُ والدهشةُ معًا من موقف رفيق طفلها الجديد!

أجل، إن الأطفالَ كالأرض الخِصْبَة، إذا أُلقيَت فيها البذورُ الصالحة أنبتت نباتًا حَسَنًا، وأخرجَت ثمرًا يانعًا، وإذا تُركَت وأُهملَت نبتت فيها الأشواكُ القبيحة المؤذية.

والتربيةُ السليمةُ تبدأ من لحظة قُدوم الطفل إلى الدنيا؛ فهو كالإسفَنجَة، يمتصُّ كل ما يمرُّ به، بلا تمييز بين غثٍّ وسَمين، ونافع وضار، وهو يتلقَّى ما يدورُ حوله، ولو كان في ظاهره مشغولاً بألعابه وعالمه الخاصِّ؛ لذلك كان أهمَّ وأَولى ما يجبُ أن يُزرعَ في نفس الطفل: محبةُ الله، ومراقبتُه في السرِّ والعَلَن.

ومن المواقف الطَّريفة التي تدلُّ على ذلك، أنني في بعض الأحيان كنت أتجاذبُ مع زوجي الحديثَ عن إخواننا المسلمينَ في فلسطين، وما يتعرَّضون له من إيذاء وظلم من اليهود أعداء الحقِّ والخير لعنَهُم الله، وبدعم من أعوانهم النصارى أخزاهُم الله، وفي أثناء هذه الأحاديث لم نكن نُعير انتباهَنا لغلامنا الصغير، نظنُّه مشغولاً عنا بألعابه وأشيائه.

وذاتَ يوم كنتُ أُصغي إلى تلاوة للقرآن الكريم من المذياع، وفرخي الصغيرُ يلعب بعيدًا عني، في أحد أركان الغُرفة، كان مُنهَمكًا بصُنع بيت من المكعَّبات، وكان حينها ابنَ ثلاث سنينَ ونصف ، وتلا القارئُ فيما تلا قولَه تعالى: { وقالت اليهودُ والنصارى نحنُ أبناءُ الله وأحبَّاؤُه } ،
فإذا بأحمدَ ينتفضُ ويصرخ بغضَب: كذبوا كذبوا !!
ثم التفتَ إليَّ وقال مُستنكرًا: سمعتِ يا أمي ؟! اليهودُ والنصارى يقولون: إنهم أبناءُ الله وأحبَّاؤُه، كذبوا، هم أعداءُ الله، أليس كذلك ؟!

لم أُجبه، فقد عقَدَت الدهشةُ لساني،
وأدرَكتُ أن أطفالنا يملكونَ من القُدُرات ويَعقلونَ من المعاني ما لا نتصوَّرُه،
وما علينا إلاَّ أن نقدِّرَ ذلك حقَّ التقدير، ونوليَه العنايةَ اللازمة،
وأن نكونَ حذرين في تربيتنا لهم، وسلوكنا معهم، فلا يسمعونَ منا ولا يرَونَ إلا ما يُرضي الله سبحانه.


مماراق لي فنقلته---

الدكتور
07 Aug 2011, 03:48 PM
فعلا الطفل على ما تمت تنشئته وتربيته

أذكر أنني مرة لما سمعت قصيدة قصة عمر بن الخطاب والمرأة أم الأطفال الذي وضعت لهم في القدر حجرا لتوهمهم بأنها تطبخ والقصة أشهر من أن أذكرها ولكن كم أثرت هذه القصيدة في أبنائي من حيث حبهم وتعلقهم بعمر بن الخطاب.

بل لدرجة أنني أخذت أكرر عليهم وأغرس فيهم أن أبا بكر الصديق أفضل من عمر خشية أن يعتقدوا أن عمر أفضل من أبو بكر رضي الله عنهم

شاهدُ الأمرِ الأطفال يتأثروا بما حولهم ولا تعتقد أن نصحك لهم لا يأت بثمار بل ستجد الثمرة ولو بعد حين.

وكم وجدت من ثمرة بعد سنوات من بذرها.

وكذلك تتنبه أن الغرس السيء قد يؤتي أكله ولو بعد حين أيضا فتنبه يا رعاك الله

بارك الله فيكم أختنا الكريمة ونفع بكم

مرسى الإيمان
02 Oct 2011, 01:11 PM
بوركتِ أم حفصة على طرحك

وردة امل
22 Dec 2011, 05:53 AM
بارك الله فيك ايتها الام ما اجمل تربيه ابنك

نربي ابنائنا واطفالنا تربية سليمة

لانعلهم الكذب ولا يسمعونا نكذب لاننا قدوتهم بالحياة

والاطفال اذكياء فلنستغل ذكائهم بحفظ القران بأشياء تفيدة اذا كبر

ولا نقول باقي اطفال صغار مايفهمون خصوصا هالجيل بسم الله عليهم

خزااامى
23 Dec 2011, 09:44 AM
راائع جداً ...

فعلاً التربية تبدأ من الصغر ...لكن هناك من يغفل عنها ..

بارك الله فيكِ ...

الدمعة اليتيمة
23 Dec 2011, 10:35 AM
http://up.ala7ebah.com/img/3pZ07235.gif

Angel
23 Dec 2011, 12:54 PM
جزاكم الله خيرا...فعلا تربية الأبناء مسؤولية كبيرة لكنها تؤتي أكلها بعد حين..

فله المميزة
25 Dec 2011, 09:22 AM
إن الأطفالَ كالأرض الخِصْبَة، إذا أُلقيَت فيها البذورُ الصالحة أنبتت نباتًا حَسَنًا، وأخرجَت ثمرًا يانعًا، وإذا تُركَت وأُهملَت نبتت فيها الأشواكُ القبيحة المؤذية.
صدقتي أخيه
منذ الصغر نقدر نربيهم التربيه السليمه فهي البداية
بارك الله فيكِ أختي الكريمة موضوعك جميل ويطرح موضوع مهم بل في غاية الأهمية بورك فيكِ