المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراعاة الفروق الفردية



عبدالله الكعبي
29 Jul 2011, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

من القواعد المعروفة في التعليم اليوم قاعدة مفادها أنه : يجب على المعلم ان يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين حتى تؤتي العملية التعليمية أكلها، وتثمر ثمارها، واذا تتبعنا أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لوجدنا ذلك واضحا جليا، فعلى سبيل المثال لا الحصر:سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - في اوقات مختلفة عن افضل الأعمال وخيرها، وتحدث عن بعضها بغير سؤال، وكانت اجابات مختلفة باختلاف المتلقين لها:ففي الصحيحين عن ابي هريرة - رضى الله عنه - سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم اي؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم اي؟ قال: حج مبرور.

وفي الصحيحين أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل اي الاعمال افضل؟ قال: الصلاة في أوقاتها، وقيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.

وفي النسائي عن أبي امامة - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: مرني بأمر آخذه عنك قال: عليك بالصيام فانه لا مثل له.

وفي الترمذي: أي الأعمال أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.

ولاختلاف اجوبته - صلى الله عليه وسلم - قد يتصور البعض أن فيها شيئا من التناقض، والواقع أنه لا تناقض بين هذه الروايات في بيان الأفضل من الأعمال إنما هو لظروف السائل وحاجته فلربما كان العمل الأفضل بالنسبة إلى شخص ما هو طلب العلم، ولآخر الجهاد في سبيل الله، ولآخر العبادة.

قال الشوكاني في ذلك: وأحق ما قيل في الجمع بين الأحاديث أن بيان الأفضلية يختلف باختلاف المخاطب فاذا كان المخاطب ممن له تأثير في القتال وقوة مصارعة الأبطال قيل له: افضل الأعمال الجهاد، واذا كان كثير المال قيل له: أفضل الاعمال الصدقة، ثم كذلك يكون الاختلاف على حسب اختلاف المخاطبين.

ويقول النووي: اجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد من السائلين بما رآه أنفع له وأخص به فربما يكون قد ظهر من احدهم كبر وانقباض عن الناس فأجابه باطعام الطعام وإفشاء السلام، وظهر من آخر قلة مراعاة يده ولسانه فأجابه بالجواب الآخر، أو كانت الحاجة ووقت السؤال كل منهما أخص به فأجابه به فاختلاف الأجوبة يتم حسب سؤال الأشخاص والأحوال والأعراف.

أبو محمد ..
30 Jul 2011, 12:27 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك لفتة جميلة

مرسى الإيمان
30 Jul 2011, 09:15 PM
بارك الله فيكم

حفيد السلف
31 Jul 2011, 05:40 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع .. بارك الله فيك .. و نفع بك .

الدكتور
31 Jul 2011, 08:02 PM
بارك الله فيك أخي اليزيدي ونفع بك