المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة (رحلتي إلى تنزانيا ) للشيخ محمد العريفي



رونق الامل
21 Jul 2011, 07:11 AM
خطبة الجمعة
رحلتي إلى تنزانيا
14/8/1432 هـ




الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جلّ عن الشبيه والمثيل والكفؤ و النظير وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله تعالى به من الضلالة وبصر به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة . و تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا

أما بعد أيها الإخوة الكرام جعل الله تعالى الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام في أشرف المنازل وأعلى المقامات و أمرهم الله تبارك وتعالى أن يبلغوا دينه للناس أجمعين { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } فكانوا بشرا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق لكنهم كانوا يحملون هم الدين في الدعوة إلى الله تعالى وتعبيد الخلق لرب العالمين وبين الله جل وعلا في كتابه طريق الأنبياء فقال سبحانه وتعالى { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } وبين النبي صلى الله على اله وسلم فضل الدعوة إلى الله تعالى وقال عليه الصلاة والسلام (( إن الله وملائكته والنملة في جحرها و والحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير )) وقال عليه الصلاة والسلام (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا )) وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس جميعا بأن يكونوا دعاة فقال عليه الصلاة والسلام (( بلغوا عني ولو آية )) إن لم تحفظ آيتين ولم تحفظ سورة ولم تحفظ القرآن وإنما حفظت أقل ذلك ، حفظت آية فبلغها فإن المبلغ ربما كان أوعى من السامع فيكون بعد ذلك حافظا لأكثر من آية وأمر الله تعالى الناس جميعا بالدعوة إلى الله تعالى فقال الله جل وعلا { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } ومدح الله تعالى الدعاة إليه فقال جل في علاه { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } فهو يدعو الناس إلى الله وهو في نفسه أيضا يعمل الصالحات فلا يأمرهم بالمعروف ويتركه ولا ينهاهم عن المنكر ويأتيه وإنما إذا أمرهم بالمعروف كان هو أسبق الناس إلى عمله وإذا نهاهم عن المنكر كان هو أبعد الناس عن الوقوع فيه أدعوا { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين }
أيها الإخوة الكرام نحن اليوم في رحلة مع الدعوة إلى الله تعالى في رحلة إلى قارة من القارات عدد سكانها يفوق 800 مليون . فيهم أقوام متعددون في دياناتهم مختلفون في طبائعهم متنوعون في عاداتهم وتقاليدهم ، منهم من يعبد الأحجار ومنهم من يعبد الأشجار ومنهم من يعبد البقر ومنهم من يعبد حليب البقر ومنهم من يعبد الدم ومنهم من يعبد القمر والشمس والسماء ومنهم من يعبد لا شيئا وإنما يعيش هكذا دون أن يفكر في خالق ولا مخلوق ومنهم نصارى ومنهم مسلمون في أديان متعددة متفرقة في هذه القارة التي سنتحدث عن الدعوة إلى الله فيها , فيها من المجاعة والبؤس والحاجة إلى كل شيء فيها من الحاجة ما ليس في غيرها من القارات سواء الحاجة إلى العلاج الحاجة الطعام والحاجة إلى التعليم والحاجة إلى الدين والحاجة إلى الإسلام و الحاجة العلم والحاجة إلى كل شيء ما ليس في غيرها من القارات فيها يموت سنويا أكثر من مليون طفل بسبب المجاعة ويموت فيها سنوياً أكثر من مليوني طفل بسبب مرض الملاريا مع أن جرعة تطعيم الملاريا لا يكلف أكثر من أحد عشر هللة يعني الريال يمكن أن تنقذ به عشرة أطفال من أن يموتوا بالملاريا وذلك لضعف حالهم فهم لا يستطيعون أن يوفروه في كثير من الأحيان .
هذه القارة أعني قارة أفريقيا سبق إليها المنصّرون منذ أعوام عديدة مع كثرة عملهم واجتهادهم وملكهم لكثير من الوسائل التي يستطيعون أن يخدموا بها دعوتهم إلى أن سعيهم في تباب وهم في شتات { إن الله لا يصلح عمل المفسدين } , { وما كيد الكافرون إلا في ضلال } , { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة } , لأنهم ما رأوا نتيجة أن تكون أموالهم عليهم حسرة ينفقون في هذه القرية مئات الآلاف وربما أنفقوا عشرات الملايين ومع ذلك لا يجدون نتيجة سواء في إقبال الناس على النصرانية أو في ثباتهم عليها أو في قناعتهم بها { فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون }

أيها الأحبة الكرام كنت في الأسبوع الماضي في أفريقيا وكانت تصلني منذ سنوات عدد من الدعوات لزيارة هذا البلد تصل من نيجيريا تصل من كينيا تصل من النيجر ومن تنزانيا و كنت أظن بناء على ما نرى من صور أنني إن ذهبت سيكون عملي إغاثيا في إطعام الجوعى أو مساعدة في العلاج فكنا نكتفي بمساعدتهم ماديا أو كفالة بعض الأطباء أو ما شابه ذلك فكان الإخوة يصرون على أن آتي وكنت أقول يكفي أن أرى الصور أو أرى مقاطع الفيديو فأعلم الحال دون أن آتي بنفسي وما الفرق بين أن أجيئكم أو أن أدعمكم بالمال فأصروا علي في فترة قريبة أن أزور تنزانيا وكنت أرى أنهم ربما لا يحضرون المحاضرات وذلك لما ينتشر عندنا من مفهوم أنهم أهل فقر وأهل مجاعة وأنهم لا يتفرغون لحضور المحاضرات في المساجد وكنت أرى أيضا أنهم لا يحضرون عند العرب وإنما يحضرون عند أقوامهم وأن مشايخ العرب غير معروفين عندهم وكنت أوازن أحيانا بين الذهاب إلى تنزانيا مثلا أو الذهاب إلى غيرها من البلدان العربية التي يعرفنا الناس هناك ويحضرون عندنا في المساجد والجامعات وأن الذهاب إلى من يعرفك هو أنفع في الدعوة في اجتماع الناس وإقبالهم من الذهاب إلى بلد ربما يحضر عشرة أو خمسة عشر بينما يحضر الآلاف في غيره من البلدان لكن الإخوة أصروا علي وأكثروا فذهبت في الأسبوع الماضي في الثاني من شهر شعبان من هذا العام 1432 هـ الموافق للشر السابع من 2011 م ذهبت إلى تنزانيا فرأيت والله أيها الإخوة الكرام من شدة إقبال الناس إلى الخير واحتفائهم بمن يأتيهم وامتلاء المساجد بهم والله إنها مساجد تتكون من طابقين وكلا الطابقين مملوء والناس يقفون عند الأبواب وعدد كبير آخر يطل من خلال النوافذ لم يبقى له مكان في المسجد ويقدر عدد من يشهد الصلاة في هذا المسجد عند امتلائه بقرابة العشرة آلاف ومع ذلك امتلأت الطوابق وتراص الناس في سبيل حضور المحاضرات الشرعية منذ أن علموا أن شخصا عربيا أقبل عليهم . هم لا يعرفون اسمي ولم يشاهدوني من قبل لكن عرفوا أن شخصا عربيا قد أقبل إليهم فلهم تقدير للعرب باعتبار أنهم أحفاد للصحابة وما شابه ذلك فتمتلئ المساجد بهذا وكان هناك مترجم موفق فكان يترجم الكلام تتكلم لمدة ساعة وإن شئت زدتها إلى ساعتين والناس ينصتون إليك بغاية الأدب وغاية الاحترام ثم أخرج من المسجد وكنت أظن أنه سيجتمع بعض الناس ربما يسألونني من المال أو المساعدة فوالله لا يقبل إلي أحد أبدا وإنما يقبلون مصافحين ومن استطاع أن ينحني على اليد ليقبلها أو على الرأس ليقبله احتفاء بالدعاة الذين يأتون إليهم هذا وهم لا يعرفون اسمي ولا رسمي إنما رأوا شخصا عربيا أقبل إليهم فأقبلت قلوبهم إليه واجتمعوا بين يديه كل المساجد سواء في دار السلام أو في موروقورو أو في كلانجارو أو في غيرها أو حتى في زنجبار ذهبنا إليها عبر الباخرة مسافة ساعتين وامتلأ المسجد امتلاء عظيما والله لم أره في كثير من البلدان سواء في المملكة العربية السعودية أو في دول الخليج أو في غيرها لا أكاد أراه إلا في خطب الجمعة التي يحضر لها عموم الناس تعبدا وتقربا ولأنها واجبة فيحضرون أما أن أشاهد هذا الازدحام العظيم في غيرها من المحاضرات فهذا قلما نراه . وأخرج والله من المحاضرة فأرى الذين جاءوا على الدراجات والذين جاءوا على أقدامهم وتجد السيارة التي لها حوض في خلفها يجتمع فيها الأطفال والنساء وجاءوا لأجل حضور المحاضرة فإذا خرجت فإذا الجميع يدعوا لك ويشكرك على زيارتهم في كل المساجد التي جئنا إليها هم متعطشون إلى الدعوة متعطشون إلى من يُلقي عليهم المحاضرات إلى من يبين لهم أحكام هذا الدين من يشرح لهم عقيدة السلف من يشرح لهم التوحيد والشرك من يربطهم بخالقهم جل وعلا بأسلوب حسن هين لين يسير هذا كله يكون نافع لهم بإذن الله .

أيها الإخوة الكرام وكان خلال سفرنا ما بين منطقة و منطقة نمر على بعض المساجد التي بناها بعض أقوام أخيار سواء من هذه البلاد أو غيرها مساجد يزدحم فيها المصلون وفيها مدرس لتحفيظ القرآن يتقاضى راتبا لا يزيد عن 200 ريال ومع ذلك تجد عنده ما لا يقل عن 40 طالبا يحفظهم القرآن حتى إني وقفت عند مسجد جميل حسن قد بنته إحدى الأخوات من هذا البلد رأيت اسمها على باب المسجد وإذا المسجد مع جماله وحسنه وكبره لم يكلف أكثر من 200 ألف ريال وهذا المسجد يخدم القرية فرأيت مجموعة من الأطفال عند المسجد عددهم قرابة التسعة لما رأونا مقبلين لنصلي أقبلوا إلينا وأخذوا ينظرون إلينا وأخذت هؤلاء الأطفال وأكبرهم عمره تسع سنوات قلت هل تحفظون الفاتحة ؟ فإذا الجميع يحفظها وبدأ هؤلاء الصغار يقرأونها واحدا واحدا فقلت لهم من علمكم ؟ والأخ المترجم يترج لي بلغتهم السواحلية وبالمناسبة أهل هذا البلد بل أهل أفريقيا عموما كثير منهم أصولهم إسلامية كما سأبين بعد قليل فكان يترجم للغة السواحلية فقال لهم من حفظكم الفاتحة ؟ قالوا الشيخ جمعة فسألته قلت من الشيخ جمعة ؟ فسألهم من هو الشيخ جمعة ؟ قالوا هذا مدرس القرآن طيب أين مدرس القرآن ؟ قالوا الآن غير موجود ونحن فعلا جئنا ما بين صلاة الظهر والعصر لنصلي جمعا ما بين الصلاتين ولم يكن المسجد فيه أحد قالوا هو يعطينا الدروس في هذا المسجد فهذا البلد أصلا سواء تنزانيا أو غيرها من البلدان الدول الأفريقية عموما كثير منها أو الناس الذين يعيشون فيها هم أصولهم إسلامية لذلك من الطبيعي أن تجد اللغة السواحلية التي يتحدث بها أكثر من 200 مليون في أفريقيا وفي تنزانيا وفي كينيا وفي عدد كبير من الدول حولها يتحدثون بهذه اللغة فيها كثير من العبارات الإسلامية فإذا ازدحموا في المسجد وأراد المترجم أن يقول لهم تقاربوا قال لهم قريب كو فهي لغة عربية ولكن فيها نوع من التغيير وإذا أراد أن يقول لهم أشكركم قال لهم ناكو اشكروني وإذا قارنت بينها وبين اللغة العربية وجدت أن ليس عندهم كلمات اسبانية أو كلمات فرنسية أو إنجليزية في لغتهم السواحلية البلدية وإنما تجد اللغة العربية هي الداخلة فيهم تمر على بعض الوثنيين في بعض البراري والغابات وإذا قرية اسمها مكة وإذ بعضهم يستعمل المسبحة وإن كان وثنيا يعبد الشمس لكنه يستعمل المسبحة بقايا من بقايا الدين الإسلامي الذي جاءوا عليه أصلا من ابائهم الذين جاءوا إلى هذا البلد يقول الشيخ عبدالرحمن السميط وفقه الله وهو من أقوى من يعمل في هذا البلد في هذه القارة وقد ترك الكويت الآن واستقر في مدغشقر لأجل أن يموت في هذا البلد الطيب والقارة التي أفنى عمره في الدعوة إلى الله تعالى فيها يقول أقبلنا على إحدى القرى ندعوهم إلى الإسلام ولما دخلت القرية إذا القرية فيها بعض المعالم التي تدل على أنهم كانوا مسلمين فعندهم أسماء مثل حميدو وهم وثنيون ومع ذلك يسمون حميدو وهي مشتقة من أحمد ومحمد معناه أن عندهم لا تزال بقايا وقال لا يربون الكلاب ويأنفون من الكلاب ولا يأكلون الخنزير ومع ذلك هم وثنيون يعبدون أحجارا ويعبدون أشجارا قال فجئت إلى رئيس القرية يسمونه ملك القبيلة وقد مررت على إحدى هذه القبائل وهي قبيلة الماساي وهم وثنيون لا يعبدون شيئا و وقابلت ملكهم وسأذكر لكم شيئا من ذلك قال فلما جئت إليه قلت له أنا أصلا من أهلكم الذين في مكة وأنتم أصلا أجدادكم جاءوا من هناك فأنا جئت إليكم أنقل إليكم شيئا من سلام أهلكم الذين في مكة وأبناء عمكم وأقاربكم الذين في مكة قال جئته بهذا الأسلوب ثم قدمت له ثوبا وقلت له هذا الثوب هدية من أهلك في مكة أرسلوه إليك فقد كان يلبسه أجدادك أيضا قال وأعطيته الثوب وهو لم يكلف خمسة عشر ريالا قيمة الثوب قال ثم أعطيته تمرا وقلت له هذا أيضا من طعام أهل مكة الذي كان يأكله أجدادكم وقد بعثوا به إليك وأهل مكة يسلمون عليك ونحن في مكة نعبد الله وحده لا شريك له ونصلي الصلوات الخمس قال وجعلت أشرح له وأحاول أن أربطه بدين أجداده الذين جاءوا أصلا من جزيرة العرب وكانوا مسلمين قال فوالله ما قمت من عنده إلا وقد دخل في الإسلام و دخلت قبيلته كلها في الإسلام قال فعينا عندهم داعية لأجل أن يعلمهم هذا الدين وهذا واقع إذا مررت بعدد من هؤلاء وجدتهم فعلا لا يفقهون شيئا . قد ذهبت في منطقة قريبة من بلدة اسمها موروقورو ذهبت إلى الغابة وكان فيها مجموعة من القبائل الوثنية الذين يعيشون في البر ويعتمدون على تربية الأبقار وربما أحيانا يصل إليهم بعض الدعاة وبعض المنصرين فلما اقتربنا من هذه القبيلة قال لي الإخوة هذا العدد قليل وكانوا قرابة المائة فقط إنما الأعداد الأكبر لما تتوغل في الصحراء أكثر ستجد الأعداد التي هي بعشرات الآلاف فأقبلنا إلى هذه القبيلة وإذا قوم فعلا ظاهر عليهم الجَهد وإذا بعضهم قد صبغ وجهه باللون الأبيض كأنه جبس وإذا هم ظاهر عليهم الجَهد وليس فيهم سمن في أجسادهم ولا شحم ولا لحم فأثناء نزولي وإقبالي إليهم جعلوا ينظرون إلينا من بعيد وإذا برجل ظاهر عليه النعمة وشيء من الترفه يقبل علينا فقالوا هذا الملك ملك القرية وإذا شاب عمره قرابة الثلاثين وهو ابن الملك السابق فرحبت به وتلطفت معه ومعنا المترجم وإذا هم لا يتكلمون السواحلية إنما يتكلمون لغة ثالثة لكن الملك كان يفهم السواحلية وشيئا من الإنجليزية فتحدثنا معهم وجرت عادتهم أن السياح الأوربين إذا مروا بهم يطلبون منهم أن يرقصوا الرقصة الشعبية الخاصة بهم وهم يأخذون الحراب ويدورون ويصدرون أصواتا ويقفزون مرارا رقصة أفريقية كان السياح يطلبون منهم هذه الرقصة ويعطونهم ما يقارب خمسين ألف شلن يعني قرابة الـ 15 دولارا أو 20 دولارا فلما أقبلوا ظنوا أننا كذلك نريد يرقصوا ويأخذوا المال فقال لهم المترجم لا هذه الربع ساعة التي سترقصون فيها نحن سنعطيكم قيمتها الآن هذه 20 دولارا لكن نحن الذين سنتحدث معكم نريدكم أن تنصتوا إلينا فوافق الملك قال نعم تفضل ثم طلب مني أن أتكلم فكان في الحقيقة محرجا أن أختصر الإسلام كله خلال ربع ساعة لا ليس ربع ساعة بل هذه الربع ساعة مقسومة بيني وبين المترجم الثالث المترجم الأول يترجم من اللغة العربية إلى السواحلية ثم ملكهم يترجم لهم من السواحلية إلى لغتهم الخاصة معناه لم يبق لي إلا قرابة الأربع أو خمس دقائق وأنت مطالب أن تختصر الكلام عن الإسلام كله في خلال الخمس دقائق فيسر الله تعالى أن تكلمت عن إجابة الأسئلة الثلاثة التي تحير العالم من هو الخالق؟ ولماذا خلقنا؟ وإلى أين نذهب بعد الموت ؟ تكلمت عن ذلك ولم أدخل في تفصيلات تتعلق بالرد على شبهات للنصارى أو وثنيين إنما ربطتهم بالله تعالى وحده لا شريك له وكانوا أحيانا يفهمون السواحلية مباشرة فإذا فهموها صفقوا فإذا صفقوا لم يترجم الملك وفهم أنهم فهموا مباشرة فلما قاربنا على الانتهاء جعلوا يتلفتون فإذا سيارات الأوربيين أقبلت، سيارات لمجموعة من السياح الأوربيين أقبلوا ورأوني أتحدث معهم وكنت لابساً عمامة فأقبلوا يصوروننا
وأخذ هؤلاء يلتفتون إلي أولئك رغبة في أنهم يرقصون ويأخذوا مالاً فلما شعرت أنهم لم يعودوا معي قلت: طيب ، نختم كلامنا، أنا أدعوكم الآن إلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وبين لهم المترجم ما معنى هذا الكلام، ما معنى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ومن هو محمد؟ بينها لهم بشكل سريع. ثم قال لهم: هل أنتم موافقون على أن تُقروا بذلك وأن تشهدوا به وأن تدخلوا في دين الإسلام؟ فأشار لهم ملكهم : نعم ، موافقون. عندها رفعوا جميعاً أيديهم ورددوا وراءنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أم محمد رسول الله ثم رددوها بعد ذلك باللغة السواحلية وبلغتهم الخاصة ثم لما انتهينا وتفرقوا وذهبوا ليرقصوا لهؤلاء السياح أخذني ملكهم لأرى بعض بيوتهم من الداخل وكان هناك أساور يصنعونها من الخرز فأهداني إحداها فلم يكن معي شيء فأهديته قلماً كان معي وفرح به ثم أقبل سائق لأحد أولئك الأوربيين ، أقبل وقال: أنا سمعتك تتكلم عن الإسلام، حدثني عن الإسلام – وهو سائق شاب ويتكلم الإنجليزية بطلاقة – فتكلمت معه عن الإسلام فإذا به ينطق الشهادتين وأنا واقف أمامه ثم لما توجهت إلى السيارة ركب ورائي وقال: أريدك أن تدعو الله لي ، ثم دعوت الله تعالى له وأخذ يؤمن على دعائي، علموه أن يقول آمين آمين فأخذ يردد كلمة آمين آمين ثم أخذ الإخوة رقم هاتفه لعلهم أن يتواصلوا معه بعد ذلك بالدعوة. وتلك القبيلة تم الاتفاق مع الإخوة على أن يُعينوا عندهم داعية وأن يتابعوا أمرهم ، فهؤلاء الذين هم لهم أصلاً أصول إسلامية كما قال الله تعالى:{ بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه } إذا جاء الإسلام ،إذا جاء الإسلام لم يثبت أي دين أخر باطل أمامه، بل هناك بلدة اسمها "جاب الله" هذه البلدة مليئة بالأفارقة وهذه البلدة ليست في تنزانيا بل هي في بلد أخر وحدثني بعض الدعاة بها يقول: هذه البلدة عمل المنصّرون فيها ثلاث وأربعين سنة وكان القساوسة الأوربيون بأنفسهم يتتابعون عليها رغبة في تنصير أهلها ويُعينون المنصرين من أهل البلد حتى إذا ظنوا أن البلد تكامل فيه التنصير وبنوا الكنائس غادروا البلد وتركوا بعض قساوسة البلد فيها غادروها من عام 2001 م فأقبل إليها مجموعة من الدعاة وصل إليها دعاة إلي الإسلام ووالله والله لم يمض سنة واحدة إلا ورجع 98 % من سكان البلد إلى الإسلام وبُنيت فيها المساجد وعُين فيها الدعاة وكان الأمر كما قال تعالى سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } ليُظهره الله ، لا أُظهره أنا ولا تُظهره أنت ، إنما تكفل الله تعالى بإظهاره وقال الله جل وعلا { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } فدين الله تعالى هو الذي أنزله، هو الذي يجذبهم إليه بفطرته وسلامة منهجه وطيب القلوب التي تدعو إليه ، فهم يلتزمون به إذا تعلموه . لكن من الذي يدعوهم إليه؟!! بل أن أحد الدعاة حدثوني عنه يقولون ذهب إلى إحدى القرى وكان ملكهم نصرانياً فدخل عليه وتحدث معه فقال له ذلك الملك: أنا لست مقتنعاً بدين النصارى أصلاً لكن هم درسوني لي في مدارسهم وأعطوني الطعام والشراب واللباس وأغروني وأعطوني راتباً وتريدني أن أترك النصرانية ، فأنا عندي نوع من الوفاء لهم لأنهم درسوني وعندي أيضاً خوف على هذا المال الذي يأتيني فأنا أُظهر النصرانية لأجل ذلك فوعظه صاحبنا وهو أحد الإخوة الكرام ، وعظه وذكره بالله و دعاه إلى الإسلام وقال له: لا تبِع آخرتك بدنياك واحذر بأن تلقى الله تعالى وأنت كافر به وتلقى الله وأنت مشرك تقول أن الله ثالث ثلاثة بل قل "لا إله إلا الله " وأخذ يدعوه فقال: حسناً ، مر علي غداً ، أعطني فترة لأفكر . فيقول صاحبي لي وهو ابن هذا البلد الطيب يقول: فلما وصلت إلى سيارتي وأنا أقول لنفسي سأرجع إليه غداً لإتمام الحوار والنقاش فإذا هو يخرج من بيته ويُقبل علي ويقول "أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله" قال: ففرحت وضممته إلى صدري ثم قال فبحثت في السيارة عن هدية لأعطيها له ، بحثت في الدرج .. فلم أجد شيئاً لأعطيه له، ليس معي ساعة وليس معي أي شيء أستطيع أن أعطيه إياه قال فنزعت ثوبي وأعطيته له هدية . قلت له: وبقيت بماذا؟!! قال: والله بقيت بالفانيلة والسروال الطويل. وأعطيت له الثوب هدية ففرح به فرحاً عظيماً .
فهؤلاء يحتاجون إلى كلمة ، يحتاجون إلي شيء من التأثير فيهم ، يحتاجون إلى من يذهب إليهم فعلاً للدعوة إلى الله .
مررنا أثناء ذهابنا ما بين دار السلام وبلد أخر مررنا أثناء الطريق وخرجنا بعد صلاة الفجر فتوقفنا في مطعم للطعام ، كان بجانب المطعم عدد من المحلات فمررت على هذه المحلات وفيها أشياء أثرية قديمة يبيعونها ووجدت شاباً اسمه "شعبان" فقلت له: ما اسمك؟ قال: شعبان ، فعرفت أنه مسلم، قلت: يا شعبان ، فأصر علي أن أشتري قلت سأشتري لكن قبل أن اشتري منك أريدك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن تسمعني سورة الفاتحة . فشهد الشهادتين لأنه مسلم ثم قلت بقي الفاتحة قال: الفاتحة.. قلت: نعم { الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿2﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿3﴾...} فقرأها مكسرة مخلخلة، لا يكاد يحفظ من السبع آيات إلا آيتين أو ثلاثة. قلت له: كيف يا شعبان أنت شاب وتتحدث الانجليزية ويبدو عليك أنك مثقف وتتعامل الآن مع السياح سواء العرب أو الأوربيين، كيف ما تحفظ سورة الفاتحة وأنت مسلم؟! ثم سكت قليلاً ثم قلت: كيف لم تحفظها يا شعبان؟ فرفع بصره إلي وقال: يا أخي أنا ماذا أفعل ، ليس عندي مصحف، كل قريتي ليس فيها مصحف. يقول: ما عندي مصحف ، كل قريتي ما فيها مصحف!! قلت له: في المسجد ألا يوجد مصحف؟ قال: لا ، كان في مصحف واحد وتمزق ولا يوجد الآن مصحف. ليس عندنا مصحف نقرأ منه ونحفظ سورة الفاتحة . إي والله وكل هذا مصور ومن شاء أن يدخل على موقعي وفي غيره يجد هذا صريحاً . يقول: ليس عندي مصحف. فلما ركبنا السيارة اتصلت ببعض الإخوة الأفاضل في الرياض وذهب إلى مكتب الدعوة ليُحضر لهم – طبعاً شراء المصحف كاملا مكلف يشتري المصحف بـ 27 ريالاً باللغة السواحلية فهذا مكلف جدا- فأردت أن يشتري العُشر الأخير وهو أخر ثلاثة أجزاء من القرآن ومعها بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بحالة المسلم وصلاته وعبادته وبعض الأحكام في العقائد فاشترى منها كمية قرابة الخمسة عشر ألف نسخة وتم شحنها إليهم قبل يومين وتُوزع عليهم واحدا واحداً وهنيئاً بالأجر والثواب لمن تبرع فعلاً بهذه الكتب التي تدخل البيوت عندهم ويحفظها الأطفال وغيرهم .

ومررنا أيضاً بقرية من القرى فلما وقفنا عند المسجد فإذا طفل عمره لم يتجاوز أظن اثنتا عشرة سنة، أقبل لما رآنا نلبس الأبيض وكنت بثوبي طيلة الفترة وكنت قد جعلت الغترة عمامة حتى يكون أسهل في الذهاب والمجيء والمشي فكانوا إذا رأوا الثوب والبياض عرفوا أني اختلف عن أهل البلد فأقبل هذا الطفل يتعلق بثوبي وظننت أنه يريد صدقة وإذا هو لما تحدث معه الإخوة ماذا تريد؟ قال: أريد أن أتعلم القرآن ، إي والله يقول: أريد أن أتعلم القرآن فسألته قلت له: أين أبوك؟ قال: أبي مات. قلت: أين أمك؟ قال: أمي ماتت. قلت: طيب أنت تعيش عند من؟؟ وإذا بأبوه وأمه قد ماتا بمرض الإيدز وبقي وحيداً. قلت له: تعيش عند من؟ قال: أنا أعيش عند جدي وجدتي ، فكان الإخوة عندهم مركز للأيتام فيد تعليم وفيه قرآن وتدريس وعندهم عدد لا بأس به من الأيتام فذهب أحدهم إلى جده أو أظن إلى جدته لأني لم أذهب معه وحاول أن يأخذه منهم ليأخذه في مركز الأيتام ويأتي لهم آخر الأسبوع وربما كل شهر مرة حسب المواصلات وتيسرها فأبو ذلك وقالوا: لا والله لا نستطيع أن نعطيكم إياه ونحن نخاف عليه وهو الذي يملأ علينا البيت والصغير ينظر إلينا ويتألم قلت للإخوة ما دام أن هؤلاء يريدون أن يتعلموا القرآن فلماذا لا تحرصوا على أن تُعينوا عندهم أحدا وإذا بإمام المسجد عندهم رجل كبير في السن هو لا يكاد يحفظ إلا ما يقيم به الصلاة ولو أراد أن يُحفظ مثل هؤلاء الأطفال لشق عليه ذلك لكبر سنه وضعفه، قلت لماذا لا تُعينون عندهم أحدا يحفظهم ويعلمهم فإذا الأمر أصعب من ذلك وقالوا نحتاج يا شيخ إلى تكاليف وإلى كذاو كذا إلى غير ذلك.


أيها الأحبة الكرام إن الكلام عن الدعوة إلى الله تعالى في تلك البلد وفي غيره بل إنني التقيت بعدد من الإخوة جاءوا من كينيا لما علموا بحضوري تنزانيا ، والله سافروا من كينيا وجاءوا إلينا وقالوا يا شيخ الوضع عندنا لا يختلف عن الوضع في تنزانيا نرجوكم تعالوا لإلقاء محاضرات ، المساجد تمتلئ والإذاعات يمكن من خلالها أن تتكلموا ، هل تصدقوا أيها الإخوة الأفاضل كل المحاضرات التي ألقيتها في المساجد تُنقل على الهواء مباشرة عبر إذاعة الإيمان و في زنجبار أيضاً عبر إذاعة الخير تُنقل على الهواء مباشرة يسمعها أكثر من 27 محافظة أي قرابة العشرة ملايين يسمعون المحاضرة في لحظة واحدة إضافة إلى أنها تُسجل ثم تنشر في عدد من الطرق التي يبذلونها ، بل إنني خرجت من صلاة الجمعة وإذا بمجموعة من الباعة وأنا لم أكمل أربعة أيام جئتهم يوم الأحد وإذا بمجموعة من الباعة عندهم وهؤلاء يبيعون عددا من الأشياء رأيت سيديهات عليها صورتي وصورة المترجم وإذا هي محاضراتي قد نُسخت وجُهزت وهي تُباع على ما يقارب الريالين أو الثلاثة ريالات ، نشاط في الدعوة ونشاط في نسخ هذه السيديهات بشكل سريع ونشرها بين الناس ودعوتهم إليها فهل يحل لأحد بعد ذلك إنسان عنده وقت فراغ ربما بعض إخواننا من طلبة العلم من الشباب هل يحل له أن يقعد عن خدمة الدين حتى في مثل هذا البلد .

اسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا ، اسأل الله أن يستعملنا جميعاً في طاعته وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص لله تعالى في أقوالنا وأعمالنا أقول ما تسمعون أستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه غفور رحيم.


الخطبة الثانيه


الحمد له على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفي أثره واستن بسنته إلي يوم الدين. . .

أما بعد أيها الإخوة الكرام كان الإخوة هناك أثناء دعوتي إلى زيارة تنزانيا يقولون نريد دورات للدعاة فيما يتعلق بفن الدعوة و فن الإلقاء وفن الحوار وما شابه ذلك وكنت أظن أني إن جئت سيستمع ما لا يزيد عن خمسة عشرة داعية لأجل الكلام معهم فلما وصلت فإذا الدورة يفوق الحضور فيها خمسمائة داعية كلهم خطباء وأئمة مساجد حضروا في اليوم الأول في فن الإلقاء والخطابة وحضروا في اليوم الثاني في فن دعوة غير المسلمين والتعامل معهم والحوار وما شابه ذلك، خمسمائة حضروا في اليوم الأول ومثلهم حضروا في اليوم الثاني ، بل إنني لما التقيت بعدد من الإخوة رؤساء الجمعيات الإسلامية فإذا قرابة المائة كلهم رؤساء لجمعيات إسلامية منهم المتخصصون في الدعوة ومنهم المتخصصون في تعليم القرآن ومنهم المتخصصون في الأيتام وفي الإغاثة وفي غير ذلك، كلهم يعملون لهذا الدين . وسبحان الله مع أن هذا الدين وربما هذه الأعمال التي يعملونها نحن لا نعمل لها بهرجة كبيرة كما يعمل النصارى ، لما يعملون أعمالاً في دعوتهم وفي تنصيرهم يبهرجونها ويُظهرونها إعلامياً حتى تظن أن البلد كله الذي ذهبوا إليه تنصر هم يعملون ذلك لكن المسلمين لا يبهرجون أعمالهم إعلامياً لكن هناك عمل قوي للمسلمين ولله الحمد في كل موقف ، وتأتي إلى بعض القرى وتجد امرأة تجمع النساء في بيتها وتعلمهم القرآن وتحفظهم إياه وتنفق عليهم من الطعام والشراب إذا جاءوا قُربة إلى الله تعالى وتعبداً له ولا يزال الله تعالى يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته ، قرى وهجر وأماكن نائية وتجد فيها دعاة يعملون في صمت والله ما طلع في تلفزيون ولا نُشرت صورته في جريدة ولا طلع اسمه في الانترنت ولا يهمه أن يعرفه الناس أو لا يعرفه أهم شيء عنده أن يعرفه رب العالمين وهو الذي يعمل ويتعبد له ما دام أن الله عرفني فلا ينفعني عرفني الناس أم لم يعرفوني ، هذا الدين ظاهر وقوي ومنتشر والناس الذين يتمسكون به قل أن تجد أحد يرتد عنه. وحتى لو أظهروا الردة عنه بسبب ما يعطيهم النصارى هناك إلا أنك تجد أنه بمجرد أن ينتهي كيس الأرز الذي أعطاه له المنصر النصراني يعود بعد ذلك إلى دينه وإسلامه فطرة وقربة إلى رب العالمين.

وفي إحدى المحاضرات وأثناء كلامي فإذا بإخوة يُقبلون وهم يضعون العمامة الفلسطينية ثم اكتشفت أنها حملة لإغاثة غزة خرجت مشياً برياً ليس على أقدامهم وإنما على سيارات ومعهم ثلاث شاحنات فيها مؤن وسبع سيارات إسعاف وسبع سيارات جيوب وإذا هم أطباء وإخوة فضلاء خرجوا من جنوب أفريقيا براً يقطعون الفيافي والقفار والدول ليصلوا إلى إخوانهم في غزة بهذه الإغاثة فلما دخلوا واحتضنتهم والله واحدا واحدا قلت لهم: كم قطعتم الآن؟ فقال لي رئيسهم الشيخ وليد قال: يا شيخ قطعنا الآن حتى نصل إلى تنزانيا عشرة آلاف كيلو وبقي لنا الآن قرابة الخمسة عشر ألف كيلو لا تزال أمامنا ثم قال يا شيخ والنفقة التي نُنفقها والله لم نأخذ من التبرعات دولاراً واحدا وإنما لما أردنا أن نأتي كل واحد منا جاء ودفع ثلاثة ألاف دولار وجمعناها ننفق على أنفسنا طعاماً وشراباً وسكناً وإذا احتجنا إلى علاج أو لباس أثناء الطريق ننفق منها ، والله يا شيخ ما أخذنا ولا دولاراً واحدا من التبرعات ، إنما التبرعات كلها وضعناها في مواتير كهرباء وفي آلات وفي أشياء نحملها إلى إخواننا في غزة عبأنا بها هذه الشاحنات ، فقلت في نفسي أين القنوات الفضائية عنكم ، قال خاطبنا بعضهم ولكن ما تحمسوا لتصوير هذه المسيرة فنحن نتعبد لله تعالى بذلك. فأقبلت إلى الشاحنات وإذا هم قد
وضعوا عليها أعلاماً ووضعوا عليها عبارات عن نصرة فلسطين وعبارات الدعوة إلى الإسلام فأيقنت أن الله تعالى حافظ دينه لا محالة { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم } الذي يخدم الدين فالفضل من الدين عليه وليس الفضل منه على الدين والله تعالى ناصر دينه وناصر كتابه ومظهر شعيرته ومعلن رايته إن بذلنا أوإن لم نبذل فالدين منتصر منتصر وإن قعدنا أو مشينا فالدين منتصر منتصر وإن نمنا أو صحونا ، أكلنا أو شربنا فالدين منتصر يمشي مثل الطوفان الإسلام ظاهر لكن الشرف كل الشرف والرفعة كل الرفعة لمن يكون له ولو قشة يضعها في نصرة الإسلام وفي رفع جبل الإسلام و برج الإسلام وفي بناءه وارتفاعه ، من استطاع أن يذهب بنفسه والمسألة غير مكلفة أبداً ليست مثل الدعوة في أوروبا المطارات تأخذ منك مالاً، الفيزا تأخذ منك مالاً، والقطارات غالية والطائرات والفنادق ربما يقعد الإنسان أسبوعا كاملاً ربما لا ينفق أكثر من مائة دولار أو مائتين ، لا ينفق أكثر من ألف ريال على كل شيء.. طعام وشراب وسكن وكل شيء أضف إليها قيمة التذاكر التي لا تتجاوز الثلاثة ألاف ريال ويذهب على هناك ويتيسر له أن يشحن من هنا شيئاً من كتب أو تمور أو ما شابه ذلك عبر وسائل متعددة يمكن أن يصل إليها وهو بإذن الله تعالى سيكون نافعاً هناك .

اسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، اسأل الله تعالى أن يستعملنا جميعا في طاعته، اسأل الله تعالى أن يستعملنا جميعا في طاعته، اسأل الله تعالى أن يستعملنا جميعا في طاعته ، اللهم أكرمنا بطاعتك ولا تُهنا بمعصيتك يا رب العالمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان ، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك علي محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


قام بالتفريغ:
نفح الطيب
طيبه

مراجعة:
غايتنا الجنة

مسك الختام
21 Jul 2011, 12:01 PM
كتب الله جهودك اخية وجهود الاخوات حفظهن الله

رونق الامل
21 Jul 2011, 12:21 PM
اللهم آمين و إياكم
بارك الله فيكِ أخيتي

حفيد السلف
21 Jul 2011, 01:25 PM
جزاكم الله خيرا .. و بارك فيكم .

رونق الامل
21 Jul 2011, 02:59 PM
بارك الله فيك أخي

مرسى الإيمان
22 Jul 2011, 10:34 PM
بارك الله فيكم

عبدالله الكعبي
23 Jul 2011, 12:50 PM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الموضوع

رونق الامل
25 Jul 2011, 10:29 AM
و بارك الله فيكم