تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عجائب القلوب ................. عجائب القلوب



طير المحبة
09 Jul 2011, 01:16 PM
عجــائب القلـــوب


إن شرف الإنسان وفضيلته فى استعداده لمعرفة الله سبحانه وتعالى ، حيث فيه جماله وكماله ومصدر فخره . وفى الآخرة ذخره وعدته ، واشرف ما في الإنسان قلبه ، والمعرفة لله بالقلب لا بالجوارح . فالقلب هو العالم بالله ، والمتقرب إلى الله ، والعامل لله ، وهو الساعي إلى الله ، والجوارح في ذلك تبع وخدام له ، وهى الآلات التي يستعملها استعمال الملك لعبيده والراعي لرعيته . فالقلب هو المقبول عند الله إذا سلم من غير الله ( اى من الشرك) وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقا بغير الله . فهو المطيع بالحقيقة لله تعالى ، وما يظهر على الجوارح إنما هو أنوار هذه الطاعة ، وهو العاصي بالحقيقة لله تعالى ، وما يظهر على الجوارح إنما هو من أثار تلك المعصية . فإذا أنار ظهرت المحاسن ، وإذا اظلم ظهرت المساوئ ، وكل إناء ينضح بما فيه ، قالوا : إذا عرف الإنسان قلبه فقد عرف نفسه وإذا عرف نفسه فقد عرف ربه وإذا جهل الإنسان قلبه فقد جهل نفسه وإذا جهل نفسه فقد جهل ربه ولهذا يحال بين الجاهل وبين نفسه ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ ) .

فيمنعه سبحانه من أن يشاهد أو يراقب أو يعرف صفات قلبه أو كيف يتقلب فيقع تحت قول الله تعالى (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) . فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه هي اصل الدين وأساس طريق الصالحين ، وللقلب جنود تساعده على جلب المنافع كالشهوات المختلفة فى الجسد ، وجنود أخرى تساعده على دفع الضرر كالغضب او هى الإرادة ، وجنود تساعده على تحريك الأعضاء لمقاصدها وهى القدرة كالعضلات والأوتار ، وجنود يدرك بها الأشياء ويتعلم بها فيحصل على العلم والإدراك وهى الحواس ، والإنسان في رتبته بين الحيوان والملائكة فالذي يميز الإنسان هو العلم والإرادة ، والبهائم عندها إدراك وحواس وعندها القدرة كذلك .
فقلب الإنسان اختص بالعلم والإرادة واشرف أنواع العلم هو العلم بالله وصفاته وأفعاله فهو كمال الإنسان وفى كماله سعادته وصلاحه لجوار حضرة الجلال والكمال . والبدن مركب النفس والنفس محل العلم والعلم هو مقصود الإنسان وخاصيته التي لأجلها خلق ، وسعادة الإنسان في أن يجعل لقاء الله مقصده والدار الآخرة مستقره والدنيا منزله والبدن مركبه والأعضاء جنوده وخدمه ، وإذا أطاع الإنسان شهوته صدرت عنه صفة الوقاحة والخبث والتبذير والتقتير والرياء وهتك الأسرار والمجون والعبث والحرص والجشع والتملق والحسد والحقد والشماتة ، وإذا أطاع الإنسان غضبه صدرت منه التهور والبذاءة والبذخ والصلف والاستشاطة من الآخرين والتكبر والعجب والاستهزاء والاستخفاف وتحقير الخلق وإرادة الشر وشهوة الظلم ، وإذا أطاع الشيطان بالشهوة والغضب مجتمعين استعمل صفات المكر والخديعة والحيلة والدهاء والجراءة والتلبيس والغش والخداع ، أما إذا أطاع الملائكية فيه لتقدم على الخلق بكمال علمه وجلاله فاستغنى عن عبودية الشهوة والغضب بالاعتدال في الصفات الشريفة مثل العفة والزهد والورع والتقوى والانبساط وحسن الهيئة والحياء والظرف ومساعدة الآخرين ، وإذا ضبط قوة الغضب وقهرها فردها إلى حد الواجب فظهرت فى النفس الشجاعة والكرم النجدة وضبط النفس والصبر والحلم والاحتمال والعفو والثبات والنبل والشهامة

شوقي الى الله ابكاني
09 Jul 2011, 01:35 PM
بارك الله فيك ونفع بك

زمرد
09 Jul 2011, 07:36 PM
ما شا الله
بارك الله فيكي اختي الكريمه
دمتي بخير :) :)**

حفيد السلف
12 Jul 2011, 02:54 PM
جزاك الله خيرا .. و بارك فيك .