المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ في مرقص ..



القلب المتفطر
20 Nov 2004, 08:15 PM
هذه قصه قرأتها وأذهلتني وفي نفس الوقت أعجبتني جدا جدا.. فأحببت أن أشارك بها
شيخ في مرقص ..
قال لي :
كان في حارتنا مسجد صغير يؤم الناس فيه شيخ كبير .. قضى حياته في الصلاة والتعليم .. >لاحظ أن عدد المصلين يتناقص .. كان مهتماً بهم .. يشعر أنهم أولاده ..
>ذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم : ما بال أكثر الناس .. خاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه ..
>فأجابه المصلون : إنهم في المراقص والملاهي ..
>قال الشيخ : مراقص !! وما المراقص ؟
>فقال أحد المصلين : المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة .. تصعد عليها الفتيات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن ..
>قال الشيخ : أعوذ بالله .. والذين ينظرون إليهن مسلمون ..
>قالوا : نعم ..
>فقال بكل براءة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يجب أن ننصح الناس ..
>قالوا : يا شيخ .. أتعظ الناس وتنصحهم في المرقص ..؟
>فقال نعم .. ثم نهض خارجاً من المسجد .. وهو يقول : هيا بنا إلى المرقص ..
>حاولوا أن يثنوه عن عزمه .. أخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء .. وسينالهم الأذى ..
>فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم !!
>ثم أمسك الشيخ بيد أحد المصلين .. وقال : دلني على المرقص ..
>مضى الشيخ يمشي .. بكل صدق وثبات ..
>وصلوا إلى المرقص ..
>رآهم صاحب المرقص من بعيد .. ظن أنهم ذاهبين لدرس أو محاضرة ..
>فلما أقبلوا عليه .. تعجب .. فلما توجهوا إلى باب المرقص ..
>سألهم : ماذا تريدون ؟
>قال الشيخ : نريد أن ننصح من في المرقص ..
>تعجب صاحب المرقص .. وأخذ ينظر إليهم .. واعتذر عن قبولهم ..
>أخذ الشيخ يساومه .. ويذكره بالثواب العظيم .. لكنه أبى ..
>فأخذ يساومه بالمال ليأذن لهم .. حتى دفعوا له مبلغاً من المال يعادل دخله اليومي ..
>فوافق صاحب المرقص .. وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي !
>فلما كان الغد والناس في المرقص ..
>وخشبة المسرح تعج بالمنكرات .. والشياطين تحف الناس وتصفق لهم ..
>وفجأة أسدل الستار ..
>ثم فُتح .. فإذا شيخ وقور يجلس على كرسي ..
>دُهش الناس .. وتعجبوا .. ظن بعضهم أنها فقرة فكاهية ..
>بدأ الشيخ بالبسملة .. والحمد لله .. والثناء عليه .. وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام ..
>ثم بدأ في وعظ الناس ..
>نظر الناس بعضهم إلى بعض .. منهم من يضحك .. ومنهم من ينتقد .. ومنهم من يعلق بسخرية .. والشيخ ماض في موعظته لا يلتفت إليهم ..
>حتى قام أحد الحضور .. وأسكت الناس ..
>وطلب منهم الإنصات ..
>بدأ الهدوء يحيط بالناس .. والسكينة تنزل على القلوب ..
>حتى هدأت الأصوات .. فلا تسمع إلا صوت الشيخ ..
>قال كلاماً ما سمعوه من قبل ..
>آيات تهز الجبال .. وأحاديث وأمثال .. وقصص لتوبة بعض العصاة ..
>وأخذ يدافع عبراته ويقول ..
>يا أيها الناس .. إنكم عشتم طويلاً .. وعصيتم الله كثيراً ..
>فأين ذهبت لذة المعصية .. لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ..
>ستسألون عنها يوم القيامة ..
>سيأتي يوم يفنى فيه كل شيء إلا الله الواحد القهار ..
>أيها الناس .. هل نظرتم إلى أعمالكم .. والى أين ستؤدّي بكم ..
>إنكم لا تتحملون النار في الدنيا .. وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ..
>فبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان ..
>وبدا الشيخ متأثراً وهو يعظ .. كانت كلماته قد خرجت من القلب .. فوصلت إلى القلب ..
>بكى الناس .. فزاد في موعظته .. ثم دعا لهم بالرحمة والمغفرة .. وهم يرددون : آمين .. آمين ..
>ثم قام من على كرسيه .. تجلله المهابة والوقار ..
>وخرج الجميع وراءه .. - نعم الجميع - ..
>وكانت توبتهم على يده .. عرفوا سرَّ وجودهم في الحياة .. وما تغني عنهم الرقصات واللذات .. إذا تطايرت الصحف وكبرت السيئات ..
>حتى صاحب المرقص .. تاب وندم على ما كان منه ..

صقر الأحبة
22 Nov 2004, 08:34 AM
القلب المتفطر

بارك الله فيك على هذه القصة الرائعة

بالفعل الدعوة إلى الله لا تحدد لا بزمن ولا بمكان ...

صقر الأحبة

الزاد
23 Nov 2004, 02:33 AM
جزاك الله خير ولا حرمك الله الاجر

اسأل الله ان يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك