المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((الصلاح قبل الإصلاح)) ..خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان



صمت النبلاء
25 Jun 2011, 10:36 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102)}آل عمران
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)}الأحزاب

أما بعد..

فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هديّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

حياكم الله جميعاً

أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات طبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا
وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البلد الحبيب إلى قلبي في مدينة بنها على طاعته أسأله جل وعلا أن يحمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه

أحبتي في الله

((الصلاح قبل الإصلاح))






يتبع إن شاء الرحمن

صمت النبلاء
25 Jun 2011, 10:39 PM
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك الصلاح قبل الإصلاح وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث مع حضراتكم في هذا الموضوع الجليل في العناصر والمحاور المحددة التالية :

أولاً: الصلاح لغة وشرعا.

ثانياً: صلاح القلوب.

ثالثاً: صلاح النفوس.

رابعاً: صلاح الأخلاق.

وأخيراً بهذا الصلاح إصلاح ديننا ودنيانا فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب اللبيب والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ(18)}الزمر.

أولاً: الصلاح لغة وشرعاً :

الصلاح لغة أيها الأفاضل
مصدر صلح يصلح صلاحاً وهو ضد الفساد ؛
والصلاح شرعاً هو سلوك طريق الهدى والاستقامة على ما يدعوا إليه الشرع والعقل.

والعبد الصالح أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين ؛ والعبد الصالح هو العبد المستقيم على طاعة الله القائم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد.

هل تدبرتم هذا التأصيل المهم؟

اسمح لي أن أعيده عليك مرة ثانية فهو مفتاح موضوعنا حتى لا يتوهم البعض أن موضوع الصلاح أمر هين وأمر الصلاح أمر يسير؛ بل الصلاح غاية ينشدها رُسل الله وأنبياءُه والصالحون من بعدهم الذين ساروا على طريقهم ودربهم.

الصلاح لغة : مصدر صلح يصلح صلاحاً وهو ضد الفساد.

والصلاح شرعاً:هو سلوك طريق الهدى ، والاستقامة على ما يدعوا إليه الشرع والعقل ، والعبد الصالح هو العبد المستقيم على طاعة الله جل وعلا القائم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد.

يتصور البعض أن الصلاح أمر هين وأمر ميسور.

لكن الصلاح غاية للرُسل والأنبياء.

تدبروا معي قول خليل الله إبراهيم قدوة المحققين وأسوة سيد النبيين صلى الله عليه وسلم يتضرع إلى رب العالمين جل وعلا كما يقول الله حكاية عنه :{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78)وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(83)}الشعراء ، بالصالحين خليل الله إبراهيم يتضرع إلى الله أن يلحقه بالصالحين بل وتضرع إلى الله كذلك الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، قال الله حكاية عنه : {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(101)}يوسف.

بل لقد بين ربنا جل وتعالى أن الصلاح سبب النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(97)}النحل.

وسأكتفي بحديث واحد لأدخل مباشرة إلى موضوعنا الذي نريد ان نؤصله روى البخاري ومسلم من حديث ابن سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إذا وُضِعتْ الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة] اللهم اختم لنا بالإيمان [فإن كانت صالحة قالت] قالت؟ نعم تتكلم وهي على أعناق الرجال؟ نعم [قالت قدموني قدموني] اللهم اجعلنا من أهل هذا النداء [قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها لصُعق ]








يتبع بمشيئة الرحيم

صمت النبلاء
25 Jun 2011, 10:57 PM
الصلاح غاية من الغايات ومقصد من أهم المقاصد الكل ينادي الآن بالتغيير والإصلاح لكن ما حقيقة هذا الإصلاح ما حقيقة هذا التغيير الذي ينادي به الكل الآن

اعلموا يقيناً أيها الأفاضل أنه لن يقع إصلاح حقيقي في أمتنا عامة وفي مصرنا خاصة إلا إذا حققنا ابتداء هذا الصلاح ليكون سبيلاً لنا لتحقيق الإصلاح الذي ننشده والذي يسعدنا في دنيانا وأخرانا

أول خطوة عملية على طريق الصلاح صلاح القلوب والله الذي لا إله غيره لن ينصلح حالنا بتعديل الدستور ولن ينصلح حالنا بسن القوانين ولن ينصلح حالنا حتى بما ينادي به الآن ممن من يسمون بالنخبة أبداً طريق الإصلاح هاهنا أول خطوة عملية عليه أن نصلح جميعاً قلوبنا القلب رمز الحياة وحقيقة الإنسان فهو في الدنيا جماله وفخره وفي الآخرة عدته وذخره له في جسم الإنسان المكانة الأولى وله على الجميع الجوارح اليد الطولى فهو القائد والجوارح جند له وخدم وهو الملك والأعضاء تبع له وحشم إذا صح صح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله اتحد شكله في كل البشر واختلفت حقيقته بعدد البشر فقلب أصفى من الدرر وقلب أقسى من الحجر قلب يعلوا إلى عليين وقلب يهوي إلى درك الشياطين قلب يجول حول السماء وقلب يجول حول الخلاء قال إمام الأنبياء كما في الصحيحين من حديث النعمان وفيه : [آلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد آلا وهي القلب]

هل تعلم أن ربنا جل وعلا قد جعل النجاة في الدنيا والآخرة معلقة بهذا القلب بشرط أن يكون سليماً {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)}الشعراء.

فلا تعجب إذا علمت أن القلب محل الكفر والإيمان نعم القلب محل الإيمان والكفر القلب محل الهدى والضلال القلب محل الولاء والبراء القلب محل الحب والبغض القلب محل الطاعة والمعصية وكذلك القلب محل الطبع والران والزيف والقتل والعمى والصرف إلى غير ذلك من الأمراض لذا كان القلب محل نظر الرب كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال :[إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم]

فلا نجاة ولا إصلاح إلا بصلاح القلوب إلا بسلامة القلوب هذه هي الخطوة العملية الأولى على طريق التغيير والإصلاح الذي ننشده

ما قيمة الإصلاح بلا قلوب سليمة؟

سلمت من الشرك سلمت من البدع سلمت من الهوى سلمت من الغفلة سلمت من الحقد سلمت من الحسد سلمت من الضغائن سلمت من الشهوات سلمت من الشبهات سلمت من الهوى والله الذي لا إله غيره لو عُدل الدستور سنويا لن يتحقق إصلاح حقيقي على الأرض ما دامت قلوبنا لم تسلم بعد من هذه الأمراض الخطيرة التي تدمر القلوب والأبدان والمجتمعات معاً

لا يمكن أبدا أن تُكلف إنساناً بغض بصره عن الحرام أو بكف لسانه عن الغيبة والنميمة وشهادة الزور وترويج الإشاعات الباطلة

لا يمكن أن تكلف إنساناً بالامتناع عن الرشاوى والفساد والظلم والاستبداد والهوى

لا يمكن أن تكلف إنساناً بعدم البلطجة

لا يمكن أن تكلف إنساناً بعدم التعدي على حقوق الآخرين وعدم التعدي على أموالهم وانتهاك أعراضهم إلى غير ذلك

وهو يحمل قلباً مريضا فضلاً عن أن يكون قلبه ميتاً

فقد يموت القلب وصاحبه لا يدري وقد يمرض القلب وصاحبه لا يدري

فالقلب السليم هو الذي سلم من شرك يناقض التوحيد ومن بدعة تناقض السنة ومن غفلة تناقض الذكر ومن شهوة تناقض الأمر ومن هوى يناقض الإخلاص

هذه شروط سلامة القلبابحث عنها أيها الحبيب اللبيب ويا ترى كم حققت من هذه الشروط الآن؟

لا يسلم قلبك إلا إن حققتها كاملة

لا يسلم القلب حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد

أحبابي

التوحيد قضيتنا الأولى قضية المسلمين الأولى والإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم

أسألك بالله تدبر مني هذه الكلمات مرة ثانية

الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شئون الحياة ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم

فالتوحيد قضية الرسل الأولى وقضية الأنبياء الأولى ما من نبي ولا رسول إلا ودعا قومه أول ما دعاه إلى تحقيق التوحيد والتخلص من الشرك كله قال جل وعلا:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ(3)}نوح.

قال جل وعلا{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْاللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ..(50)}هود.

قال جل وعلا :{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ..(61)}هود.

قال جل وعلا :{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ(48)}هود.

بالجملة قال جل وعلا : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ(58)}الأنبياء.

الشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران وهو اتخاذ الند للرحمن أي كان من حجر ومن إنسان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان قال جل وعلا { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ(82)}فلا يسلم القلب إلا إذا سلم من الشرك الأكبر والأصغر .

واسمع مني هذه العبارة للحافظ ابن رجب قال طيب الله ثراه :((إذا استقام القلب على التوحيد استقامت الجوارح كلها على طاعة العزيز الحميد )) قلب لم يتذوق حلاوة التوحيد ولم يتذوق طعمه ولم يشرق فيه نور الإيمان قلب لا يمكن أن يسيطر على هذه الجوارح .

قال أبو هريرة : ((القلب ملك الأعضاء والجوارح جنوده ورعاياه فإن طاب الملك طابت الجنود والرعايا وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا)) فلا يمكن أن يستقيم البدن على طاعة الله إلا إذا استقام القلب على توحيد الله جل وعلا.

فحقق التوحيد حبيبي في الله واحرص على تجديد الإيمان في قلبك واعلم أن هذا هو أول واجباً عليك في هذا الوقت وفي أي وقت حتى تلقى الله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا(116)}النساء.

ولا يسلم القلب حتى يسلم من بدعة تناقض السنة لا يقبل الله عملاً منا إلا بهذين الشرطين ((بالإخلاص والإتباع)) {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..(5)}البينة.

وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عائشة [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد].

فلابد أن نحقق الإخلاص والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم

ولا يسلم القلب حتى يسلم من غفلة تناقض الذكر {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ..(152)}البقرة.

آلا ترى أن كثيراً من الخلق الآن في غفلة مطبقة؟

آلا تتفق معي أن كثيراً منا قد استغرقته الأحداث والأخبار الجارية إلى الحد الذي ترك فيه الأذكار الثابتة؟

آلا تتفق معي أن كثيراً منا قد فرط في الفروض قد فرط في الصلاة قد فرط في القرءان قد فرط في الأذكار قد فرط في الذكر والعبادة؟

آلا تتفق معي إن نظرت إلى الواقع نظرة متجردة.

أنا لا أقول لا تتابع الأخبار ولا أقول كن بعيداً عن الواقع وإنما أقول لا ينبغي أن يستغرقنا الواقع والأحداث المتلاحقة إلى الحد الذي نغفل فيه عن ربنا جل وعلا وعن عباداتنا فالعبادة الآن في هذا العصر أجرها كأجر هجرة من مكة إلى المدينة إلى النبي محمد كما في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار [العبادة في الهرج كهجرة إلي] لا تغفل عن الذكر فربنا جل وعلا يقول في الحديث القدسي (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني)) يا لها من معية معية النصر والمدد والحفظ والتأييد وهذا ما نريده في هذه الفتن الحالكة التي نعيشها

الآن لا تغفل عن الله فأهل الغفلة في ضلال {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(179)}الأعراف.

من هؤلاء يا رب؟ {أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} أسأل الله أن يحيي قلبي وقلوبكم بذكره {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ..(152)}البقرة ولا يسلم القلب حتى يسلم من شهوة تناقض الإخلاص من هوى يناقض الإخلاص لا يؤمن واحد منا إلا إذا كان هواه تبعاً لما جاء به ربنا وجاء به نبينا لا يؤمن أحدنا إلا إذا امتثل الأمر واجتنب النهي ووقف عند الحد إلا إذا حقق الإيمان بالله جل وعلا وحقق الأركان إلا إذا حقق الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا امتثل الأمر واجتنب النهي ووقف عند الحد ورددت مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ..(285)}البقرة.

أيها الأفاضل..

يجب علينا أن نتعهد قلوبنا وأن نجتهد ما استطعنا في إصلاح قلوبنا فلن يتحقق الإصلاح الذي ننشده على أرض الواقع إلا إذا صلحت قلوبنا وتطهرت من كل أمراضها من الشرك من النفاق من الرياء من الهوى من الشهوات من الشبهات من الأحقاد من الحسد من الضغائن إلى غير ذلك.










يتبع إن شاء الملك

صمت النبلاء
25 Jun 2011, 10:57 PM
والخطوة الثالثة: صلاح النفوس

النفس أمارة بالسوء تأزُك أزاً على المعصية وتحول بينك وبين طاعة الله قال جل وعلا : { إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ..(53)}يوسف

والناس صنفان صنف قهر نفسه وملكها وألهبها بسياط الخوف والمراقبة لله جل وعلا وحملها حملاً على الطاعة.
فالنفس أيها الشباب كالطفل الرضيع الطفل إن فطمته أمه في أول ليلة ملآ البيت ضجيجاً وصراخاً ثم يخف بكاءه في اليوم التالي فإذا أعطته أمه ثديها في اليوم الثالث رفض .

كذلك النفس إن فطمتها عن المعصية وألجمتها بلجام التقوى انفطمت صرخت في وجهك في أول الأمر وبينت لك أنك لا تستطيع السير على هذا الدرب فإن ألهبت ظهرها بسوط الخوف من الله وبسوط المراقبة لله انقادت لك وسكنت وملكتها أنت وقدَّها وقادتك إلى كل خير في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة.

النفس مهيأة لهذين الأمرين معاً تدبر معي قول الله { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)}الشمس.

هل تعلم أن من بين أهداف البعثة النبوية تزكية النفوس قال جل جلاله الملك القدوس {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ(2)}الجمعة.

تزكية النفوس أمر جلل أمر جليل أمر كبير تزكية النفوس بالطاعة التزكية النفوس بالبعد عن المعصية بالبعد الشهوات والشبهات وهذا الأمر يحتاج إلى مجاهدة { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}العنكبوت.

قال جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}الحشر.

يقول عمر رضي الله عنه: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر يوم لا تخفى منكم خافية فإنما يخف الحساب يوم القيامة عن من حاسب نفسه في الدنيا)).

قف مع نفسك وقفة صدق فالعمر يجري الأيام تمر والأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين وتجر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل وبعدها سيقف الجميع بين يد الملك الجليل للسؤال عن القليل وعن الكثير {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)}الزلزلة.

قف مع نفسك وخاطبها بصدق وحاسبها بأمانة وقل لها

ويحك يا نفس إن كنتِ تعتقدين أن الله لا يراكِ وأنت مقيمة على معاصيه فما أعظم كفرك به جل وعلا

تدبر ما أقوله مرة ثانية

قل لها ويحك يا نفس إن كنت تعتقدين أن الله لا يراك وأنتِ مقيمة على معاصيه فما أعظم كفرك به جل وعلا

وإن كنت تعلمين يقينا أنه يراكِ وأنتِ مقيمة على معاصيه فما أقل حياءك منه جل وعلا

ويحك يا نفس متى تستقيمين على التوحيد والسنة؟
متى تستقيمين على الطاعة والهدى؟
متى تستقيمين على العمل الصالح؟
ويحك يا نفس يا نفس قد أزف الرحيل وأضلك الخطب الجليل فتأهبي يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل الخليل وليركبن عليك فيه من الثرى ثقلا ثقيل قورن الفناء بنا جميعا فما يبقى العزيز ولا الذليل.

حاسب نفسك يا أخي واحرص على صلاح نفسك وعلى تزكيتها

كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يقفون لأنفسهم بالمرصاد لا ترى عجبا ولا كبراً ولا غرورا ولا استعلاءً ولا حباً لشهوة ولا حرصا على شبهة وإن زل أحدهم لضعفه البشري جدد الأوبة والتوبة للرب العلي سبحانه وتعالى


كان توبة ابن الصمّة من أشد الناس محاسبة لنفسه فجلس يوما فعد سنوات عمره فوجد أنها قد بلغت أو تجاوزت الستين فصرخ وقال يا ويلاه يا ويلاه ألقى ربي بآلاف الذنوب هذا إن ارتكبت كل يوماً ذنباً واحداً كيف وفي كل يوم واحد عشرات المعاصي والذنوب

كيف تقف بين يد الله جل وعلا ونفسك مثقلة بهذه الشهوات ونفسك مثقلة بهذه الشبهات

لابد من أن نحرص على صلاح نفوسنا فبغير صلاح النفوس لن ينصلح حالنا ولن تنصلح دنيانا ولن تنصلح شؤوننا وأمورنا

لابد من أن يجاهد كل واحد منا نفسه ما استطاع إلى ذلك سبيلا وذلك بتجديد الإيمان في قلبك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها بالمحافظة على الورد القرآني اليومي بالمحافظة على الذكر بالمحافظة على العمل الصالح بالمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة على الدعوة إلى الله جل وعلا بالمحافظة على الإحسان إلى اليتامى والفقراء والمساكين من إحسان إلى أهلك وأولادك وجيرانك ومرؤوسيك وزملائك في العمل لابد أن تحرص على أي عمل يجدد الله به إيمانك وأن تبتعد عن أي عمل يُقلل إيمانك فمعتقدنا معتقد أهل السنة [أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية]

فعرض نفسك لبيئة الإيمان ليزداد إيمانك ولتزكوا نفسك وابتعد ما استطعت عن بيئة المعصية لتسلم نفسك وأسأل الله جل وعلا أن يسلمنا وإياكم

صلاح النفوس حاسبها الآن بشدة لتقف بين يد الله جل وعلا في أمن وأمان {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}الدخان.

اللهم اجعلنا من المتقين

ولا يمكن أن تصلح النفس إلا بالتقوى لذا قدم الله الأمر بالتقوى على أمر محاسبة النفس فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ..(18)}الحشر.

فحقق التقوى يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث علي بن حاتم [ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة] أسألك بالله تدبر في هذه الجملة فقط وسأترك لك أنت التعايش معها [ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة]

هل تدبرت هل تفكرت أخي أنت لا تستطيع أن تجلس ساعة في قاعة محكمة من محاكم الدنيا أمام قاضي من قضاة الدنيا في قضية أنت متهم فيها والله لا تنام الليل ولا تنام النهار ولا تذوق طعم النوم ولا تستلذ بطعام ولا بشراب إن علمت أنك متهم في قضية ربما تتعرض فيها لحكم خطير

أنا أسألك الآن أنت يوم القيامة لن تقف أما قاضي من قضاة الدنيا ولا في قاعة محكمة هنا وإنما ستقف بين يد الملك الحق حافياً عارياً كما ولدتك أمك حفاة عراة غرلا [ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان] الله أكبر [ليس بينه وبينه ترجمان فينظر العبد أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم]هنا في الدنيا [فينظر العبد أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه فاتقوا النار ولو بشق تمرة].

واعلم أن الله إن ناقشك الحساب بين يديه عُذبت اعلم أن الله إن ناقشك الحساب عذبت كما في الصحيحين من حديث عائشة قال صلى الله عليه وسلم [من نوقش الحساب يوم القيامة عُذب؛ قالت أم المؤمنين يا رسول الله أوليس الله يقول : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7)فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) }الانشقاق

قال ليس ذلك الحساب يا عائشة إنما ذلك العرض أي عرض الكتب بما تحمله من أعمال على أصحابها إنما ذلك العرض فمن نوقش الحساب يوم القيامة عُذِب]

فحاسب نفسك ليخف حسابك بين يد الحق جل جلاله صلاح النفوس أمر لا يقل خطراً عن صلاح القلوب

وأنا أؤكد وأقسم بالله على ذلك على منبر النبي صلى الله عليه وسلم لن ينصلح حالنا ولن ينصلح بلادنا ولا تنصلح أمورنا إلا بصلاح نفوسنا

كيف تنصلح الأحوال والنفوس تحمل الأحقاد والأمراض والأدران كيف تنصلح الأحوال والنفوس تخطط لسفك الدماء ولانتهاك الأعراض ولتَّعدي على الحرمات ولتَّعدي على الحقوق كيف تنصلح الأحوال ونحن نرى هذا الانفلات المروع الذي لا نحتاج فيه ورب الكعبة إلى رجال الأمن وإنما نحتاج فيه إلى أن نحقق الإيمان بالملك ليرزقنا الملك الأمن {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) }الأنعام

المؤمن لا يحتاج إلى بشر يراقبه لأنه يراقب ربه سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى










يتبع إن شاء المنان

صمت النبلاء
25 Jun 2011, 11:00 PM
وكذلك أيها الأفاضل لا ينصلح حالنا إلا بصلاح أخلاقنا ..
هذا هو المحور الرابع : صلاح الأخلاق
أنا أعلم أن بلادنا تعاني من انفلات امني لكنني أؤكد في كل لقاء أن الانفلات الأخلاقي أخطر من الانفلات الأمني لو طهُرت قلوبنا لو صلُحت نفوسنا لو راقبنا ربنا وتخلقنا بأخلاق إسلامنا ونبينا والله ما رأينا هذا الانفلات الأمني أبداً
لن ترى إنساناً مسلماً يخشى الله ويخاف الوقوف بين يديه يخطط بل يفكر في قتل مسلم في سفك دمه في انتهاك عرض أخت من أخواته أو أم من أمهاته أو بنت من بناته لا يمكن أن يفكر فضلاً عن أن يُخطط لأكل أموال الناس بالباطل بالسرقة بالبلطجة بالإكراه.
هذا الذي صار وراء أم من أمهاتنا أو بنت من بناتنا في سواد الليل ليخطف ذهبها أو ليعتدي على عرضها أو ليؤذي مشاعرها بكلمة واحدة هذا لو راقب الله جل وعلا وفكر لحظة أنه مسئول بين يد الملك الحق والله ما فكر في ذلك فضلاً عن أن يُخطط له.
لا يحتاج إلى ضابط شرطة ليراقبه هذا الذي انفلت بسيارته في الطريق العام فصار عكس اتجاه السير
هذا الانفلات الأخلاقي لا يحتاج صاحبه إن تخلق بالأخلاق إلى ضابط أمن ليوجه سيره على الطريق العام
هذه الصور المؤلمة التي نسمع عنها صور حمل السلاح صور إسقاط هيبة الدولة صور إسقاط المؤسسات لتتحول بلدنا إلى بلد فوضوي لو انضبطت أخلاقنا ما احتجنا إلى جندي واحد والله ما احتجنا إلى ضابط شرطة أو مرور واحد
نريد أن نعلي شأن الأخلاق نريد أن نجدد الأخلاق الذي جعلها نبينا غاية من غايات بعثته النبوية [إنما بعثت] ليه يا رسول الله ؟ [لأتمم صالح الأخلاق] وفي لفظ حسن [لأتمم مكارم الأخلاق] كأن البعثة النبوية كلها أيها الأخيار تختزل في تحقيق الأخلاق .. نعم
هل تنظر إلى الخلق على أنه سلوك سلبي انطوائي يقولوا فلان منطوي عن الناس لا الخلق متداخل في البناء العقائدي متداخل في البناء التعبدي متداخل في البناء السلوكي متداخل في معاملاتنا مع غيرنا من غير المسلمين متداخل في السياسة الخارجية في الإعلام في التعليم في الاقتصاد
آلا تتفق معي والقلب يحترق ورب الكعبة أنك ترى انفلات أخلاقي مروعا في كل مؤسسة من مؤسساتنا وفي كل ميدان من مياديننا
أنظر إلى الانفلات الأخلاقي في الشارع انظر إلى الانفلات الأخلاقي في وسائل الإعلام انظر إلى الانفلات الأخلاقي في المعاملات الاقتصادية الربوية التي تعلن الحرب على رب البرية انظروا إلى الانفلات الأخلاقي على شواطئ البحار انظروا إلى الانفلات الأخلاقي في تبرج بناتنا ونساءنا وأخواتنا
أمر يدمي القلب والله يكاد القلب يبكي دماً على هذا الانفلات في عصر العلم في عصر الذرة في عصر الفضائيات في عصر تحول فيه العالم إلى حجرة واحدة
نرى انفلات أخلاقياً مروعاً
الخلق أيها الأفاضل سر بقاء الأمم فلو انفلتت أخلاق الأمم ذهبت الأمم لا قيمة لها ولا كرامة
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وأجمل من كل ذلك قول حبيبنا المصطفى تدبر يا من تريد هذه الدرجات العلا أصغ سمعك واحضر قلبك يا من تريد أن يحبك الملك يا من تريد أن تكون قريب من مجلس النبي يوم القيامة يا إلهي هل أستطيع أن أحقق ذلك؟ نعم . بماذا؟ بأمر يسير جداً .. ولم انظر من عند نفسي اسمع الصادق الذي لا ينطق عن الهوى كما في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني بسند صحيح من حديث أسامة ابن شريك رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : [أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا]

ما قيمة علمي بلا خُلُق ؟ لا قيمة له والله لا قيمة له ما قيمة علمي بلا أدب؟ لو كنت أعلم الناس وأنا لا أتأدب مع علمائي ولا مع شيوخي ولا مع آبائي ولا مع أبناءي من الصغار ولا مع المريض ولا مع الضعيف لا خير في علمي ولا بركة فيه فمن زاد عليك في الأدب زاد عليك في الدين


والله يا بني أخاطب طلبة العلم الأخيار

والله يا بني لو ملئت الأرض علماً بغير أدب فلن يبارك الله لك في علمك ولا فيك إن تحركت بكثير أدب مع قليل علم بارك الله فيك وفي علمك وفي دعوتك

الخلق أحب عباد الله إلى الله يا إلهي والله العظيم هذه مقدمة تجعل القلب ينتبه والعقل يستيقظ [أحب عباد الله إلى الله]من يا رسول الله؟ [أحسنهم خلقاً] يا من تريد قرب النبي محمد اسمع له صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي بسند حسن من حديث جابر بن عبد الله قال صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه : [إن من أحبكم إلي] اللهم اجعلنا منهم يا رب [إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً]
أسألك بالله أرجع اليوم وتفكر في هذه الأحاديث وأسمعها زوجتك وأسمعها بناتك وأسمعها أولادك وأسمعها غداً في الوظيفة زملاءك زملاء العمل [إن من أحبكم إلي] إلى محمد صلى الله عليه وسلم [وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً]
بل اعلم حبيبي في الله
أن أثقل شيء في ميزانك يوم القيامة حُسن الخُلق كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وغيره من حديث أبي الدرداء أنه صلى الله عليه وسلم قال : [ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلق].
بل وقال صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود من حديث أم المؤمنين عائشة بسند صحيح [إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم] بحسن الخلق لذا لا تعجب إن قلت لك لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فأجاب إجابة نبوية بليغة لا يجيبها إلا من أتاه الله جوامع الكلم سُئل النبي كما في رواية النواس ابن سمعان في صحيح مسلم عن البر والإثم فقال: [البر حسن الخلق] الله [البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس] وإذا علمت أن البر أمر جامع ووقفت على آية البر الجامعة عرفت قدر حسن الخلق.
اسمع لربك جل وعلا :{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْوُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(177)}البقرة.
هذا هو البر البر هذه هو حسن الخلق البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس
أيها الأفاضل
صلاح القلوب صلاح النفوس صلاح الأخلاق حقق هذا وأنا أقول لك بكل ثقة أبشر ثم أبشر بصلاح دينك ودنياك بصلاح دنياك وأخراك
أبشر بالبركة بسعة الرزق أبشر بالفلاح أبشر بالنجاة أبشر بالنجاح أبشر بالتوفيق والتسديد
فهذا المنهج منهج صلاح القلوب وصلاح النفوس وصلاح الأخلاق منهج أوحت لإصلاح الدنيا والآخرة
فمن حسن خلقه أتقن عمله من حسن خلقه رحم الضعيف ورحم الصغير وأحسن إلى الفقير وأحسن إلى المسكين من سلم قلبه حقق الإيمان وحقق العبودية الذي جعلها الله سبباً للتمكين وللعز وللاستخلاف إلى غير ذلك.
لا أريد أن أشق على حضراتكم أكثر من ذلك فأنا أرى إخواني وأحبابي وشبابنا يقفون خارج المسجد أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا الوقت الذي قضيتموه في ميزان حسناتكم وأن يحرم بهذه اللحظات التي قضيتموها في الشمس الخالصة أسأل الله أن يحرم بهذه اللحظات الخالصة الصادقة أجسادنا على النار إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم




يتبع إن شاء الوهاب

حفيد السلف
26 Jun 2011, 01:17 AM
جزاكم الله خيرا .. و بارك فيكم .. و نفع بكم .

صمت النبلاء
26 Jun 2011, 01:56 AM
آمين ولكم يالمثل جزاكم الله خيراً

صمت النبلاء
26 Jun 2011, 02:01 AM
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه آجمعين

وبعد..

فبهذا المنهج أيها الأفاضل إصلاح الدين والدنيا وإصلاح الدنيا والآخرة وهذا المحور الأخير

الكل الآن ينادي بالتغيير وينادي بالإصلاح

لكن انتبه معي أسألك بالله حتى لا تنسى كل ما حدث إلى الآن وأنا لا أقلل من قدر النعمة التي تفضل بها ربنا على مصر وأهلها لكن انتبه معي لما أقول ولا تنسى هذا

أقول كل ما حدث إلى الآن أن شجرة الفساد قطع مجموعها الخضري فقط وبقي الجذر متغلغلاً في أعمال التربة وقلب الصخور

لا زال الفساد معشعشا في القلوب لا زال الفساد متمكناً من النفوس لا زال الفساد مسيطراً على الأخلاق فكيف الأمر والجذر متغلغل في القلب جذور الفساد متأصلة في قلوب كثيرة

ما تغير شيء في قلوبنا ونفوسنا وأخلاقنا

تغير شيئاً عظيم نعم ..

لا أقلل من قدره هذا هو المجموع الخضري الأغصان والفروع لكن لا زال الجذر متغلغلاً لا زال جذر الفساد متمكناً من قلوب كثيرة فما قيمة التعديلات الدستورية إذن وهذا الفساد متغلغل في القلب والنفس والخُلُق؟

وما قيمة القوانين التي تُسن لو تحقق هذا المنهج الذي أصلت لن ترى هذه الفوضى في كل ميادين الحياة

بل ولن ترى هذا التسارع والتسابق حتى لانتخاب الرئاسة وكأن الأمر أمر هين فكثيرا ممن يطلب هذا الأمر الآن ربما ورب الكعبة لا يصلح أن يكون مديراً لشركة لا يزيد عمالها على مائة عامل

الولاية العامة أمانة ثقيلة الرئاسة لدولة بوزن مصر أمانة كبيرة جليلة والأمة الأمينة هي التي تُقدم الأكفاء لمثل هذه المناصب العامة والخاصة ولا تجامل أحد على حساب الدين

فلا يمكن على الإطلاق بغير هذا المنهج أن نرى الإصلاح المنشود وأن نرى الإصلاح المراد الكل ينتظر الآن سعة الرزق وزيادة الرواتب وتغير الأحوال بالكلية إلى غير ذلك.

أسأل الله أن يُنزل علينا من رحماته وبركاته لكن اعلم حبيبي في الله أن الله جل وعلا قد خلق الكون وأودعه سُنن ربانية ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابي ولا تجامل تلك السُنن أحد من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.. (105)}التوبة

بل لقد قرن الله العمل بالإيمان في عشرات من آيات القرءان {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا(107)}الكهف.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا(30)}الكهف.

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً..(97)}النحل.

بل لم يأمر ربنا جل وعلا بالعمل فقط وإنما أمر بإحسان العمل في ثلاث آيات من سور القرءان الكريم قال جل وعلا {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً..(7)}هود.

وقال جل وعلا: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا(7)}الكهف.

وقال جل وعلا : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا..(2)}الملك . سورة هود سورة الكهف سورة الملك

الله يأمرنا بإحسان العمل فلا بد أن نعمل وأن نحقق هذا المنهج وأن نحوله على أرض الواقع إلى عمل

فالقول إن خالف العمل بذرت بذور النفاق في القلوب قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ(2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ(3)}الصف

بصلاح القلوب وصلاح النفوس وصلاح الأخلاق والعمل والإبداع والإنتاج والإتقان يتحقق الإصلاح الذي ننشده جميعا {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)}فاطر.

أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينزل على مصر من بركاته ورحماته

اللهم انزل على بلدنا من بركاتك ورحماتك

اللهم انزل على بلدنا من بركاتك ورحماتك

اللهم لا تدع لواحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميت لنا إلا ورحمته ولا عاصياً بيننا إلا وهديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين

اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين

اللهم ارزق مصر الحكام المصلحين الذين يحكموننا بكتابك وبسنة رسولك يا أرحم الراحمين

اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا اللهم احقن دماء المسلمين في اليمن اللهم احقن دماء المسلمين في ليبيا اللهم احفظ بلاد المسلمين من كل مكروه وشر وسوء

اللهم وسع أرزاقنا .. اللهم وسع أرزاقنا .. اللهم وسع أرزاقنا

ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم اكتب لأولادنا النجاح والسداد والتوفيق .. اللهم اكتب لأولادنا النجاح والسداد والتوفيق .. اللهم اكتب لأولادنا النجاح والسداد والتوفيق

اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا

اللهم إن أردت بالناس فتنة فأقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ولا مفرطين ولا مضيعين ولا مغيرين ولا مبدلين برحمتك يا أرحم الراحمين

هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه




اللهم آمين

مرسى الإيمان
26 Jun 2011, 02:07 AM
بارك الله فيكم

صمت النبلاء
26 Jun 2011, 02:58 AM
وفيكِ أختي الفاضلة

شامخه بديني
26 Jun 2011, 04:59 PM
اسال الله ان لايحرمك الاجر غاليتي جزاك الله الجنه

عبدالله الكعبي
29 Jun 2011, 08:32 PM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الموضوع