فله المميزة
16 Jun 2011, 06:12 PM
السلام عليكم
الـــعِـلاقــاتْ الــزوجـية فـي الــمنهج الإســـلامي
إن من نعم الله - تعالى - على عباده أن شرع لهم الزواج ليكون سنة محكمة من سنن الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه
السلام إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم –وجعله سنة لأتباعهم إلى يوم القيامة ،
قال - تعالى - " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً " الرعد 38.
وفي القرآن الكريم ما يدل على أن نعمة الزواج نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ،
كما قال – تعالى – : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "النساء1.
و قال –تعالى- : " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " الفرقان54 ،
وقال –جل شأنه- : " وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ " النحل72 ،
إلى غير ذلك من الآيات التي تلفت النظر إلى هذه النعمة.
كما حثّ النبي على الزواج بأحاديث كثيرة منها قوله – عليه الصلاة و السلام – : " يا معشر الشباب من استطاع منكم
الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري ومسلم ،
و عن أبي أيوب أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : " أربع من سنن المرسلين؛الحياء والتعطر، والنكاح،
والسواك " رواه الترمذي وأحمد والبيهقي
و عن أنس –رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر
دينه ، فليتق الله في الشطر الباقي " رواه الحاكم في المستدرك ، .. حسن لغيره ، الألباني ، صحيح الترغيب ، 1916 ..
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً .
قال ابن عثيمين –رحمه الله- : النكاح باعتبار ذاته مشروع ، مؤكد في حق كل ذي شهوة قادر عليه ، وهو من سنن المرسلين .
وأضاف قائلاً : وقد تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم - وقال : " أني أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه ،
ولذلك قال بعض العلماء : إن التزوج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة والآثار
الحميدة ، وقد يكون النكاح واجباً في بعض الأحيان كما إذا كان الرجل قوي الشهوة ويخاف على نفسه من المحرم إن
لم يتزوج ، فهنا يجب عليه أن يتزوج لإعفاف نفسه وكفها عن الحرام .
من حِكم الزواج :
للزواج حكم وفوائد شتى منها :
1. تطبيق السنة ، قال – عليه الصلاة والسلام : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه .
2. حفظ كل من الزوجين وصيانته ، قال – عليه الصلاة والسلام – " فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج " متفق عليه .
3. أنه ملائم للفطرة الإنسانية ويوافقها وينسجم معها .
4. حفظ المجتمع من الشرور وتحلل الأخلاق وانتشار الرذائل .
5. بقاء النوع الإنساني على وجه سليم .
6. استمتاع كل من الزوجين بالآخر بما يجب له من حقوق وعشرة ، الرجل يكفل المرأة ويقوم بنفقاتها ، والمرأة تكفل
الرجل بالقيام بما يلزمها في البيت من رعاية وإصلاح .
7. طلب الولد وتكثير سواد المسلمين .
8. تدريب الذات على تحمل المسؤولية والقيام بشؤون الطرف الآخر وشؤون الأولاد والرحم.
9. إتاحة الفرصة للزوج أو الزوجة أن يشعر أنه محبوب كما يُّحبُ في الوقت نفسه .
10. الشعور بالنوع فالزواج يحقق إشباعاً اجتماعياً يورث توازناً في الشخصية ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش في عزلة عن الآخرين .
11. النمو النفسي السليم بإشباع الدافع الجنسي في مجال ما أباحه الله، مما يعود على الذات بالطمأنينة والراحة النفسية .
12. يخلص الإنسان من التصرفات الرعناء والانحرافات السلوكية والانفعالية .
13. إشباع دافع الأمومة والابوة لكل الزوجين .
14. تحقيق اثبات الذات من خلال الحياة الزوجية السعيدة .
15. ما يثمره الزواج من ترابط الاسرة والعائلات والقبائل وتوطيد أواصر المحبة .
الكفاءة في الزواج :
يقصد بالكفاءة : المساواة والمماثلة ، والكفء المثيل والنظير ، والمقصود أن يكون الزوج كفؤاً لزوجته ، أي مساوياً لها
في المنزلة والمركز الاجتماعي وغيره ، وكلما كانت منزلة الرجل مساوية لمنزلة المرأة ، ربما كان ذلك أدعى لنجاح
الحياة الزوجية.
الحقوق الزوجية :
هناك حقوق مشتركة بين الزوجين ، و هناك حقوق للرجل وهناك حقوق للمرأة ،
فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين :
1. استمتاع كل من الزوجين بالآخر .
2. ثبوت التوارث بينهما بمجرد العقد.
3. المعاشرة بالمعروف كي يسودهما الوئام ويطلهما السلام.
أما حقوق الزوجة فمنها :
1. حقوق مالية كالمهر والنفقة .
2. حقوق غير مالية كالعدل بين الزوجات إن كان متزوجاً بأكثر من واحدة وعدم الإضرار بالزوجة .
3. إكرامها واحترامها ومعاملتها بالمعروف وحسن الخلق معها .
4. التزين لها وإظهار جانب اللين والرقة والتواد.
5. القيام على شؤونها .
أما حقوق الزوج فمنها :
1. طاعة الزوج في المعروف .
2. حسن التبعل للزوج .
3. خدمة الزوج .
4. حفظه في نفسه وبيته وماله وولده .
5. التزين للزوج وإظهار المودة والمحبة .
6. القرار بالبيت.
عندما يعرف كل من الزوجين حقوق كل منهما على الآخر ، فهذه علاقة صحيحة في سبيل السعادة الزوجية ، ولكن ليس
الأمر بالمقايضة ، فإذا وصلت الحال إلى هذا المستوى فهو نذير ببدء المشكلات الأسرية ، ولكن الأمر يحتاج إلى تنازل
من الطرفين لكي تدوم العشرة ، أما إذا تمسك كل من الطرفين بحقه فستحصل المشكلات ويتكدر العيش
قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – لزوجه :
إذا رأيتني غضبت فرضني ، وإذا رضيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب .
وقال الشاعر في هذا المعنى :
خذي العفو مني تستديمي مودتي .:. و لا تنطقي في سورتي حين أغضبُ ،
و لا تنقريني نقركِ الدف مرة .:. فإنكِ لا تدرين كيف المغيبُ ،
و لا تكثري الشكوي فتذهب بالقوي .:. و يأباكِ قلبي و القلوب تقلبُ ،
فإني رأيت الحب في القلب و الأذي .:. إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبُ !
أمور تـُراعى عند الزواج وبعده :
1. الدين :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " رواه مسلم
وقال – عليه الصلاة والسلام - : " تـُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت
يداك " رواه البخاري ومسلم .
2. الحسب والنسب:
وقد عدّه بعض الفقهاء من الكفاءة لكن الإسلام لا يعوّل على ذلك فقد زوج النبي –صلى الله عليه وسلم – ابنة عمه زينب
بنت جحش مولاه زيداً ، وغيره من الصحابة فعل ذلك ، والإسلام يفاضل بالتقوى فقط
3. الجمال وحسن الخلقة :
الجمال عنصر لم يغفله الإسلام والإنسان بطبعه يعشق الجمال وهو نسبي يختلف في معاييره من فرد لآخر
وقد قال – عليه السلام - : " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ... " رواه النسائي ،
4. السن:
التقارب في السن مما يعين على دوام العشرة وبقاء الألفة ، فليس من المستحسن أن يكون الفارق السني كبيراً بين
الزوجين ، ولا يعني ذلك فشل الزواج ، بل هناك حالات كثيرة ناجحة ،رغم التفاوت الكبير في ذلك لكن التقارب العمري
يجعل التفاهم والانسجام أحرى ، ولنا في زواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوة فقد كان بينه وبين أم
المؤمنين خديجة خمس عشرة سنة وكانت من أحب نسائه إليه.
5. المستوى الاجتماعي والاقتصادي :
إن التقارب في هذا مما يدعم العشرة الحسنة بين الزوجين وبين أسرتيهما ، ولكن حين يكون أحدهم أعلى مرتبة من
الآخر في الجانب المادي فقد يؤدي ذلك إلى تفاوت في الاهتمامات والتصرفات ويؤدي إلى تباعد بين أسرتي الزوجين
وخاصة من جانب النساء ، فتحدث القطيعة مما قد ينعكس سلباً على الزوجين
6. المستوى الثقافي :
يفضل أن يكون مستوى الخاطبين متقارباً كي تسير عجلة الحياة الزوجية في تفاهم وتقدير ، ومشاركة الطرف الآخر
للطرف الآخر في الاهتمامات والميول والاطلاع وحسن النقاش والحوار
يـــــــــــــــتــــــــــــبع ..
الـــعِـلاقــاتْ الــزوجـية فـي الــمنهج الإســـلامي
إن من نعم الله - تعالى - على عباده أن شرع لهم الزواج ليكون سنة محكمة من سنن الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه
السلام إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم –وجعله سنة لأتباعهم إلى يوم القيامة ،
قال - تعالى - " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً " الرعد 38.
وفي القرآن الكريم ما يدل على أن نعمة الزواج نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ،
كما قال – تعالى – : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "النساء1.
و قال –تعالى- : " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " الفرقان54 ،
وقال –جل شأنه- : " وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ " النحل72 ،
إلى غير ذلك من الآيات التي تلفت النظر إلى هذه النعمة.
كما حثّ النبي على الزواج بأحاديث كثيرة منها قوله – عليه الصلاة و السلام – : " يا معشر الشباب من استطاع منكم
الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري ومسلم ،
و عن أبي أيوب أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : " أربع من سنن المرسلين؛الحياء والتعطر، والنكاح،
والسواك " رواه الترمذي وأحمد والبيهقي
و عن أنس –رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر
دينه ، فليتق الله في الشطر الباقي " رواه الحاكم في المستدرك ، .. حسن لغيره ، الألباني ، صحيح الترغيب ، 1916 ..
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً .
قال ابن عثيمين –رحمه الله- : النكاح باعتبار ذاته مشروع ، مؤكد في حق كل ذي شهوة قادر عليه ، وهو من سنن المرسلين .
وأضاف قائلاً : وقد تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم - وقال : " أني أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه ،
ولذلك قال بعض العلماء : إن التزوج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة والآثار
الحميدة ، وقد يكون النكاح واجباً في بعض الأحيان كما إذا كان الرجل قوي الشهوة ويخاف على نفسه من المحرم إن
لم يتزوج ، فهنا يجب عليه أن يتزوج لإعفاف نفسه وكفها عن الحرام .
من حِكم الزواج :
للزواج حكم وفوائد شتى منها :
1. تطبيق السنة ، قال – عليه الصلاة والسلام : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه .
2. حفظ كل من الزوجين وصيانته ، قال – عليه الصلاة والسلام – " فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج " متفق عليه .
3. أنه ملائم للفطرة الإنسانية ويوافقها وينسجم معها .
4. حفظ المجتمع من الشرور وتحلل الأخلاق وانتشار الرذائل .
5. بقاء النوع الإنساني على وجه سليم .
6. استمتاع كل من الزوجين بالآخر بما يجب له من حقوق وعشرة ، الرجل يكفل المرأة ويقوم بنفقاتها ، والمرأة تكفل
الرجل بالقيام بما يلزمها في البيت من رعاية وإصلاح .
7. طلب الولد وتكثير سواد المسلمين .
8. تدريب الذات على تحمل المسؤولية والقيام بشؤون الطرف الآخر وشؤون الأولاد والرحم.
9. إتاحة الفرصة للزوج أو الزوجة أن يشعر أنه محبوب كما يُّحبُ في الوقت نفسه .
10. الشعور بالنوع فالزواج يحقق إشباعاً اجتماعياً يورث توازناً في الشخصية ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش في عزلة عن الآخرين .
11. النمو النفسي السليم بإشباع الدافع الجنسي في مجال ما أباحه الله، مما يعود على الذات بالطمأنينة والراحة النفسية .
12. يخلص الإنسان من التصرفات الرعناء والانحرافات السلوكية والانفعالية .
13. إشباع دافع الأمومة والابوة لكل الزوجين .
14. تحقيق اثبات الذات من خلال الحياة الزوجية السعيدة .
15. ما يثمره الزواج من ترابط الاسرة والعائلات والقبائل وتوطيد أواصر المحبة .
الكفاءة في الزواج :
يقصد بالكفاءة : المساواة والمماثلة ، والكفء المثيل والنظير ، والمقصود أن يكون الزوج كفؤاً لزوجته ، أي مساوياً لها
في المنزلة والمركز الاجتماعي وغيره ، وكلما كانت منزلة الرجل مساوية لمنزلة المرأة ، ربما كان ذلك أدعى لنجاح
الحياة الزوجية.
الحقوق الزوجية :
هناك حقوق مشتركة بين الزوجين ، و هناك حقوق للرجل وهناك حقوق للمرأة ،
فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين :
1. استمتاع كل من الزوجين بالآخر .
2. ثبوت التوارث بينهما بمجرد العقد.
3. المعاشرة بالمعروف كي يسودهما الوئام ويطلهما السلام.
أما حقوق الزوجة فمنها :
1. حقوق مالية كالمهر والنفقة .
2. حقوق غير مالية كالعدل بين الزوجات إن كان متزوجاً بأكثر من واحدة وعدم الإضرار بالزوجة .
3. إكرامها واحترامها ومعاملتها بالمعروف وحسن الخلق معها .
4. التزين لها وإظهار جانب اللين والرقة والتواد.
5. القيام على شؤونها .
أما حقوق الزوج فمنها :
1. طاعة الزوج في المعروف .
2. حسن التبعل للزوج .
3. خدمة الزوج .
4. حفظه في نفسه وبيته وماله وولده .
5. التزين للزوج وإظهار المودة والمحبة .
6. القرار بالبيت.
عندما يعرف كل من الزوجين حقوق كل منهما على الآخر ، فهذه علاقة صحيحة في سبيل السعادة الزوجية ، ولكن ليس
الأمر بالمقايضة ، فإذا وصلت الحال إلى هذا المستوى فهو نذير ببدء المشكلات الأسرية ، ولكن الأمر يحتاج إلى تنازل
من الطرفين لكي تدوم العشرة ، أما إذا تمسك كل من الطرفين بحقه فستحصل المشكلات ويتكدر العيش
قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – لزوجه :
إذا رأيتني غضبت فرضني ، وإذا رضيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب .
وقال الشاعر في هذا المعنى :
خذي العفو مني تستديمي مودتي .:. و لا تنطقي في سورتي حين أغضبُ ،
و لا تنقريني نقركِ الدف مرة .:. فإنكِ لا تدرين كيف المغيبُ ،
و لا تكثري الشكوي فتذهب بالقوي .:. و يأباكِ قلبي و القلوب تقلبُ ،
فإني رأيت الحب في القلب و الأذي .:. إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبُ !
أمور تـُراعى عند الزواج وبعده :
1. الدين :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " رواه مسلم
وقال – عليه الصلاة والسلام - : " تـُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت
يداك " رواه البخاري ومسلم .
2. الحسب والنسب:
وقد عدّه بعض الفقهاء من الكفاءة لكن الإسلام لا يعوّل على ذلك فقد زوج النبي –صلى الله عليه وسلم – ابنة عمه زينب
بنت جحش مولاه زيداً ، وغيره من الصحابة فعل ذلك ، والإسلام يفاضل بالتقوى فقط
3. الجمال وحسن الخلقة :
الجمال عنصر لم يغفله الإسلام والإنسان بطبعه يعشق الجمال وهو نسبي يختلف في معاييره من فرد لآخر
وقد قال – عليه السلام - : " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ... " رواه النسائي ،
4. السن:
التقارب في السن مما يعين على دوام العشرة وبقاء الألفة ، فليس من المستحسن أن يكون الفارق السني كبيراً بين
الزوجين ، ولا يعني ذلك فشل الزواج ، بل هناك حالات كثيرة ناجحة ،رغم التفاوت الكبير في ذلك لكن التقارب العمري
يجعل التفاهم والانسجام أحرى ، ولنا في زواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوة فقد كان بينه وبين أم
المؤمنين خديجة خمس عشرة سنة وكانت من أحب نسائه إليه.
5. المستوى الاجتماعي والاقتصادي :
إن التقارب في هذا مما يدعم العشرة الحسنة بين الزوجين وبين أسرتيهما ، ولكن حين يكون أحدهم أعلى مرتبة من
الآخر في الجانب المادي فقد يؤدي ذلك إلى تفاوت في الاهتمامات والتصرفات ويؤدي إلى تباعد بين أسرتي الزوجين
وخاصة من جانب النساء ، فتحدث القطيعة مما قد ينعكس سلباً على الزوجين
6. المستوى الثقافي :
يفضل أن يكون مستوى الخاطبين متقارباً كي تسير عجلة الحياة الزوجية في تفاهم وتقدير ، ومشاركة الطرف الآخر
للطرف الآخر في الاهتمامات والميول والاطلاع وحسن النقاش والحوار
يـــــــــــــــتــــــــــــبع ..