نفسي تتوق للجنه
04 Jun 2011, 11:45 AM
رأيت من البلاء العجاب
أن المؤمن يدعو فلا يجاب
فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثراً
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب.
ولقد عرض لي من هذا الجنس.
فإنه نزلت بي نازلة.
فدعوت وبالغت فلم أر الإجابة فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده.
فتارة يقول:
الكرم واسع والبخل معدوم فما فائدة تأخير الجواب.
فقلت: إخسأ
فما أحتاج إلى تقاضي ولا أرضاك وكيلاً.
ثم عدت إلى نفسي فقلت:
إياك ومساكنة وسوسته فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة.
قالت: فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة.
فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك وللمالك التصرف بالمنع والعطاء فلا وجه للاعتراض عليه.<<<سبحانه ما اعظمه
والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر بقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك.
والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة وقد قال النبي صلى الله عليه والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة أو قلبك وقت الدعاء في غفلة أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه.
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقنين بالمقصود
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أسرت
والاخر: أنه ربما كان فقد ما تفقدينه سبباً للوقوف على الباب واللجأ وحصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول.
وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ.
فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به فهذا من النعم في طي البلاء.
وإنما البلاء المحض ما يشغلك عنه فأما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك.
.
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار من زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب.
من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
http://i1.makcdn.com/m002/alfrasha/imagesNew/smilies/0153.gifمنقولhttp://i1.makcdn.com/m002/alfrasha/imagesNew/smilies/0153.gif
أن المؤمن يدعو فلا يجاب
فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثراً
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب.
ولقد عرض لي من هذا الجنس.
فإنه نزلت بي نازلة.
فدعوت وبالغت فلم أر الإجابة فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده.
فتارة يقول:
الكرم واسع والبخل معدوم فما فائدة تأخير الجواب.
فقلت: إخسأ
فما أحتاج إلى تقاضي ولا أرضاك وكيلاً.
ثم عدت إلى نفسي فقلت:
إياك ومساكنة وسوسته فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة.
قالت: فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة.
فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك وللمالك التصرف بالمنع والعطاء فلا وجه للاعتراض عليه.<<<سبحانه ما اعظمه
والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر بقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك.
والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة وقد قال النبي صلى الله عليه والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة أو قلبك وقت الدعاء في غفلة أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه.
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقنين بالمقصود
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أسرت
والاخر: أنه ربما كان فقد ما تفقدينه سبباً للوقوف على الباب واللجأ وحصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول.
وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ.
فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به فهذا من النعم في طي البلاء.
وإنما البلاء المحض ما يشغلك عنه فأما ما يقيمك بين يديه ففيه جمالك.
.
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار من زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب.
من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
http://i1.makcdn.com/m002/alfrasha/imagesNew/smilies/0153.gifمنقولhttp://i1.makcdn.com/m002/alfrasha/imagesNew/smilies/0153.gif