المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيانة العظمى في الاتصالات السرية بين قادة الوفاق والسفارة الأمريكي



عبدالله الكعبي
30 May 2011, 10:12 PM
تقرأ البرقيات السرية للسفارة وتكشف
الاتصالات السرية بين قادة الوفاق والسفارة الأمريكية


أما الجماعة، فمقصود بها جماعة جمعية الوفاق.

وأما السفارة، فمقصود بها السفارة الامريكية في البحرين.

والحكاية، كما قد تعلم ، ان موقع ( ويكيليكس ) قام في الفترة القليلة الماضية بنشر عشرات من البرقيات السرية المرسلة من السفارة الامريكية في المنامة، الى الخارجية الامريكية ومختلف دوائر الادارة الامريكية.

الموقع نشر هذه البرقيات في اطار ما ينشره منذ فترة من وثائق سرية للخارجية الامريكية.

وقد قضيت وقتا طويلا جدا في قراءة كل هذه البرقيات الصادرة عن السفارة الامريكية في البحرين.

الأمر الذي لفت نظري ان أغلب البرقيات السرية التي نشرت، تتعلق بأمرين:


الأول

الاتصالات واللقاءات السرية التي تجريها قيادات جمعيات الوفاق، وشخصيات معارضة أخرى، مع السفير والمسئولين في السفارة عموما، وما قيل وجرى فيها.


الثاني

يتعلق بتقييم السفارة نفسها للأوضاع المختلفة في البحرين فيما يتعلق بمختلف التطورات والقضايا، ورؤية المسئولين في السفارة لهذه الأوضاع.

كان في نيتي ان أكتب مقالا واحدا، أسجل فيه ملاحظاتي العامة حول هذه اللقاءات السرية التي أجرتها الوفاق مع السفارة وما قيل فيها وما يعنيه ذلك بالضبط.

لكنني فكرت ان من المهم قبل هذا، ان أضعك عزيزي القارئ في صورة هذه الاتصالات واللقاءات السرية، كي تكون على بينة من طبيعة هذه اللقاءات، وطبيعة ما يدور فيها.

لهذا، اخترت نماذج من البرقيات السرية للسفارة الامريكية، واوردت باختصار ما سجلته هذه البرقيات عما دار وما قيل.

بعبارة أخرى، هذا ليس حصرا لكل ما تضمنته البرقيات السرية التي نشرت، وليس تسجيلا لكل ما تضمنته هذه البرقيات التي اخترتها كنماذج.

هذه مجرد نماذج فقط للبرقيات السرية عن اتصالات الوفاق مع السفارة، وسأقدم ملخصا شديد الاختصار لما جاء في هذه البرقيات، بحسب ترتيبها الزمني بين عامي 2007، و.2009


على سلمان: إلى متى سننتظر؟
البرقية رقم:
522 Manama 70
بتاريخ 8 مارس 2007

البرقية تسجل ما جرى في لقاء بين الشيخ علي سلمان والسفير الأمريكي وليام تي مونرو. في اللقاء قدم الشيخ علي سلمان للسفير رؤيته لمستقبل البحرين.

وتسجل البرقية ان علي سلمان، بحسب رؤيته للمستقبل أكد بقاء الملك في منصبه، في مقابل انتخاب رئيس الوزراء من الشعب.

وقال سلمان إنه وفقاً لرؤية الوفاق لمستقبل البحرين، سيبقى الملك في منصبه خلال 10 إلى 20 سنة المقبلة، لكن رئيس الوزراء ( سيأتي من الشعب )، وتساءل: ( كم سنة يجب الانتظار بعد حتى نحصل على ملكية دستورية )؟

وتسجل البرقية ان علي سلمان أقر بأن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أجرى بعض الإصلاحات، لكنه قال ان البحرين من وجهة نظره ليست ديمقراطية، واثار عددا من المشاكل التي تعاني منها الطائفة الشيعية في البحرين.

وأشار إلى مسألة التجنيس في البحرين، موضحاً أن «تطرق تقرير البندر إلى التجنيس أعطى صدقية لأولئك الذين يعتقدون أن الحكومة تسعى لتغيير التركيبة السكانية الطويلة المدى للسكان»، وهو ( احتمال وصفه بأنه مخيف ).

وتحدّث عن التمييز ضد الشيعة في التوظيف، وتحديداً في وزارتي الداخلية والدفاع، والتعليم والترقيات.
كذلك أكّد سلمان أن ( الاثنين، السنة والشيعة، يجب أن تكون لهما حقوق لأنهما يعيشان هنا، وينتميان إلى هنا )، متهماً الحكومة البحرينية بأنها لا تريد علاقات جيدة بين السنة والشيعة. وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة تشعر بأن دورها ( حماية مصالح السنة من الأغلبية الشيعية).

ووفقاً للوثيقة، قال سلمان ( يعتقدون أن السنة عرب، والشيعة ينتمون إلى إيران، السنة لديهم الثروة ويريدون الاحتفاظ بها ).


رضي وجواد فيروز وحسين في السفارة
البرقية رقم:
956 Manama 70
بتاريخ 16-7-2007

هذه البرقية عبارة عن تقييم مطول لأداء جمعية الوفاق في مجلس النواب، بناء على ما قاله نواب للوفاق في لقاءاتهم السرية في السفارة.

البرقية تتحدث عن وقائع لقاء تم بين جاسم رضي، المسئول عن الحملة الانتخابية للوفاق في انتخابات 2006 والسفير في 19 يونيو .2007

في اللقاء، قال جاسم رضي انه غير راض عن الذين رشحتهم الجمعية للانتخابات لان كثيرين منهم شخصيات دينية بلا أي خبرة سياسية. وفسر ذلك بأن الناخبين في الدوائر هم الذين كانوا يقترحون المرشحين، وان المسئولين في الجمعية لم يكونوا يستطيعون رفض هذه الاختيارات كي لا يخسروا الناخبين. وبالعكس تحمس المسئولون في الجمعية لاختيار هذه الشخصيات الدينية لانهم كانوا يريدون حصد اكبر عدد ممكن من الاصوات.

وقال ان النتيجة كانت ان خمسة او ستة فقط من نواب الوفاق مؤهلون وقادرون على ان يؤدوا اداء جيدا بينما الباقون تم انتخابهم لاسباب دينية وحسب.

البرقية نفسها، تسجل ما جرى في لقاء بين دكتور جاسم حسين، نائب الوفاق مع مسئول في السفارة في 15 يوليو .2007

في اللقاء، اعرب عن رضائه عن علاقات نواب الوفاق بالوزراء واستعداد الوزراء للاستماع الى آرائهم وملاحظاتهم.

وقال جاسم حسين: ( الوزراء يخافون مني. انهم يردون علي ويستجيبون لي بسرعة. هم يعلمون انني استطيع ان اسبب لهم المتاعب ).

كما تسجل البرقية ان جواد فيروز، نائب الوفاق حكى لمسئولي السفارة بأشد ما يكون التفصيل كل ما يتعلق بالاداء البرلماني للوفاق، والمشاكل التي تواجهها.

مثلا، قال لهم ان الوفاق فضلت، كي تبني قاعدة من الثقة مع الكتل الاخرى ان تبدأ بالتركيز على القضايا المشتركة فيما يتعلق بالاجور والاسكان والبطالة والتعليم وبناء مراكز صحية جديدة، وأجلت طرح اجندتها السياسية المتعلقة بالحريات السياسية والتعديلات الدستورية.

وقال ان الوفاق تعتبر ان التحول الى الملكية الدستورية هو امر حاسم بالنسبة لمستقبل الدولة، ولكن ليست هناك كتلة سياسية اخرى في البرلمان تشاطر الوفاق هذا الرأي والاهتمام.

وشكا من تدخل الديوان الملكي في عمل البرلمان واعطاء تعليمات لبعض الكتل بالتصويت مع او ضد.


علي سلمان يطلب
مساعدة أمريكا
البرقية رقم:
276 Manama 70
بتاريخ 19 يوليو 2007

تنقل البرقية عن علي سلمان اعرابه عن عدم رضاه عن البرلمان، وانه طلب مساعدة الولايات المتحدة لحثّ الحكومة البحرينية على تسريع مسار الإصلاح الديمقراطي. وقال سلمان ( لا يمكننا إنجاز شيء من خلال البرلمان )، واشتكى سلمان من عدم اتخاذ أي خطوات صلبة لبناء الثقة بين الطائفة الشيعية والحكومة، مؤكداً أنه ( يجب أن نأخذ خطوات جدية لبناء الثقة، والمضي قدماً معاً ).



ايضا، البرقية رقم:
2 Mnama 80
بتاريخ 2 يناير 2008

تسجل البرقية ما جرى في لقاء عقده السفير الامريكي مع علي سلمان في 29 ديسمبر .2007
في اللقاء، قال علي سلمان ان البحرين حققت تقدما ملحوظا على طريق الديمقراطية منذ 2002، وارجع هذا التقدم في جانب منه الى تركيز الولايات المتحدة على الاصلاح الديمقراطي في المنطقة. وحث الحكومة الامريكية على استمرار الدعوة الى الاصلاح الديمقراطي.


طاولة حوار في السفارة
البرقية رقم
041 Manama 80
بتاريخ 9 مارس 2008

تسجل البرقية ان سعيد الماجد المسئول بالوفاق ابلغ المسئول السياسي في السفارة في 2 مارس 2008 ان قيادة الوفاق مصممة على الاستمرار في ضغوطها من اجل استجواب عطية الله، لكنها حريصة على تجنب تصعيد التوترات الطائفية.

وأبلغه ان الوفاق ليست لديها النية للانسحاب من العملية السياسية.


والبرقية رقم:
861 Manama 80
بتاريخ 16 مارس 2008

تسجل البرقية انه بمناسبة زيارة مساعد وزير الخارجية كنت باتون للبحرين، تم تنظيم طاولة حوار للمعارضة، شارك فيها نواب من الوفاق، وممثلون لجمعيات معارضة فشلوا في الانتخابات البرلمانية، ومعهم الدكتور منصور الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط.

تسجل البرقية ان منصور الجمري اشتكى من ان بعض رجال النظام الذين يعارضون الاصلاح السياسي وراء دفع المتطرفين السلفيين الى دخول البرلمان والحكومة كي يواجهوا الاصلاحيين الشيعة من امثاله هو شخصيا، أي من امثال الجمري.

وقال الجمري ان العناصر المعارضة للاصلاح وحلفاءهم السلفيين نجحوا في تهميش بعض من كانوا مستشارين للملك.

وذكر ان قائد ( الغزوة السلفية ) تم تعيينه رئيسا للخدمة المدنية، وهو احمد الزايد.
وتذكر البرقية ان الشخصيات المعارضة الاخرى التي حضرت الحوار ايدت الجمري في الشكوى من التمييز الاقتصادي والاجتماعي ضد الشيعة.

وتسجل البرقية ان باتون طلب من المعارضين المشاركين في طاولة الحوار ان يقدموا افكارهم و
خططهم لتطوير الوضع وتحسينه، لكنه لم يسمع منهم الا تكرارا فارغا للحديث عن المظالم.

أيضا، تسجل البرقية ان السفير استضاف طاولة حوار للناشطين في منظمات المجتمع المدني.
في الحوار، ابدى المشاركون رغبتهم في التعاون والتنسيق، مع السفارة، واشتكوا لباتون من انه على الرغم من الجهود السابقة لاقامة شبكة من التعاون، فإن شيئا لم يحدث.

وقال هؤلاء لباتون انهم يحتاجون الى دعم مالي وتقني من السفارة الامريكية (من هؤلاء عبدالله الدرازي من جمعية البحرين لحقوق الانسان).


أسرار الوفاق في السفارة
البرقية رقم
313 Manama 80
بتاريخ 19 مايو 2008

من بين ما تسجله البرقية ان علي سلمان ابلغ السفير في 30 ابريل 2008 ان الحكومة استشارته في مسألة اللقاء مع احد المعارضين المعروفين في لندن، وانه ابدى ترحيبه بهذه الخطوة.

وفي نفس البرقية، شرح علي سلمان للسفير تفصيلا تفاصيل الصفقة التي توصلت اليها الوفاق مع الكتل السنية فيما يتعلق باستجواب عطية الله، وبن رجب. والتي بمقتضاها وافقت الوفاق على عدم الاصرار على استجواب عطية الله في مقابل ان يجيب عن اسئلة تتعلق بالاحصائيات السكانية.

وفي نفس الوقت، فإن الوفاق لن تعترض على استجواب بن رجب.

وذكر نواب آخرون للوفاق للمسئول السياسي في السفارة ان الصفقة تضمنت ايضا ان يمثل كل من الوزيرين امام لجنة متعاطفة معه اغلب اعضائها من طائفته.



والبرقية رقم:
633 Manama 80
بتاريخ 29 مايو 2008

تتحدث البرقية عن ان الوفاق سوف تجري انتخابات داخلية في 31 مايو وان علي سلمان يريد ان يتفرغ للجمعية والا يقود كتلة الوفاق في البرلمان.

وتحدد البرقية اربعة مرشحين لقيادة الكتلة البرلمانية، وهم، خليل ابراهيم المرزوق، وعبدالجليل خليل، وجواد فيروز، وشقيقه جلال.

وتقدم البرقية تعريفا تفصيليا بالمرشحين الاربعة.
ثم تذكر التالي: ( المرشحون الاربعة يتحدثون بشكل منتظم وصريح مع السفير ).

وتقول انه من المستبعد ان يتولى أي من الاخوين فيروز قيادة الكتلة لأنهما من ( الشيعة العجم )، وان صعودهما سوف يجعل من الصعب على الوفاق التعاون مع الكتل السنية، وسوف يجعل من السهل اتهام الوفاق بأنها اداة لايران.


البرقية رقم:
05 Manama 90
بتاريخ 26 يناير 2009


تتحدث البرقية عن اعتقال قادة حركة حق، بمن فيهم الأمين العام حسن مشيمع، وتقول ان الاعتقال سبّب إرباكاً لجمعية الوفاق، وان قيادتها فشلت في التوصل إلى توافق على كيفية التصرف حيال الاعتقالات.

وتذكر البرقية ان اتصالات السفارة (مع الوفاق) تبين أنّ الوفاق لا تريد أن تكون متخلّفة، إذا ما قررت الطائفة الشيعية أن تقف خلف مشيمع، لكن الوفاق لا تريد في الوقت نفسه، من دون قصد، تعزيز مكانته في الطائفة، من خلال الظهور بأنها داعمة له بقوّة.


نواب الوفاق للسفارة:
سئمنا من الناخبين
البرقية رقم
834 Manama 90
بتاريخ 22 يوليو 2009

البرقية تتعلق في اغلبها باستعدادات الوفاق للانتخابات البرلمانية.

تسجل البرقية ان حامد خلف، رئيس اللجنة الداخلية في الوفاق المكلفة باختيار قائمة مرشحي الوفاق للانتخابات .2010

أبلغ المسئول السياسي في السفارة في 8 يونيو 2009 ان كثيرين من نواب الوفاق الحاليين لن يتم اختيارهم لخوض الانتخابات القادمة. وقال ان القائمة القادمة من المرشحين سوف تضم عددا اكبر من التكنوقراط وعددا أقل من رجال الدين.

وابلغه ان لجنته تراجع أداء كل النواب الحاليين وانها تعرف بالضبط من سيبقى ومن سيذهب.

وتسجل نفس البرقية، ان عددا من نواب الوفاق الحاليين ابلغوا السفارة انهم سئموا من الادوار التي عليهم القيام بها.

هؤلاء النواب اشتكوا للسفارة من الناخبين في دوائرهم، وكيف ان هؤلاء الناخبين لا يكفون عن الاتصال بهم نهارا وليلا، يطلبون قروضا ووظائف ومساعدات اسكانية، ومساعدتهم للزواج وطلبات شخصية أخرى كثيرة.

وتذكر البرقية ان المدرب الاقليمي التابع لمعهد ان دي اي، المعهد الديمقراطي الامريكي، ركز معظم برامجه التدريبية لهؤلاء النواب، على تعليمهم كيفية التهرب من مثل هذه الشكاوى والمطالب للناخبين والالتفاف حولها.

وتسجل نفس البرقية ايضا ان سعيد الماجد، المستشار المقرب لعلي سلمان كما وصفته البرقية، اكد للسفارة انه، أي علي سلمان لن يترشح للانتخابات القادمة.


البرقية رقم:
345 Manama 90
بتاريخ 9 سبتمبر 2009

البرقية تتعلق بما اثير حول علاقات بين الوفاق والحوثيين في اليمن.

جاسم حسين، نائب الوفاق ابلغ السفارة ان المسئولين في الوفاق اجتمعوا في أواخر اغسطس مع وفد برلماني يمني يضم واحدا على الاقل من النواب الزيديين، لكنه اكد ان الوفاق لا تفكر في اجراء أي اتصالات مع المتمردين الحوثيين.

سعيد الماجد، المتخصص في الوفاق في الشئون الخارجية، ابلغ المسئول السياسي في السفارة في لقاء منفصل، ان جاسم السعيدي كذاب وانه يريد اثارة قاعدته السنية بقصص عن المؤامرات الشيعية.

وابلغ السفارة ان الوفاق تجري اتصالات ولها علاقات مع ( الاحزاب السياسية الشرعية ) والحكومات في مختلف أنحاء العالم، لكنها لا تعتبر ان العلاقات مع الحوثيين يمكن ان تخدم مصالح الوفاق او البحرين.


أسرار زيارة وفد
الوفاق للعراق
البرقية رقم
755 Manama 90
بتاريخ14 سبتمبر 2009

البرقية تتعلق بتفاصيل زيارة وفد الوفاق للعراق.

فقد قام سبعة من قيادات الوفاق خلال الفترة من 3 الى 8 سبتمبر بزيارة للعراق لتقديم العزاء في وفاة السيد عبدالعزيز الحكيم وعقد لقاءات مع القادة السياسيين والدينيين العراقيين.

ترأس الوفد الشيخ علي سلمان، وعقد لقاءات مع نوري المالكي رئيس الوزراء، وطارق الهاشمي نائب الرئيس، واياد السامرائي رئيس البرلمان، وخالد عطية نائب رئيس البرلمان، وآية الله السيستاني، وعبدالعزيز الحكيم.

تسجل البرقية انه بعد عودة الوفد الى البحرين، اجتمع جاسم حسين، نائب الوفاق وعضو الوفد مع السفير، وقدم له تقريرا تفصيليا اشد ما يكون التفصيل عما فعله الوفد في العراق وعما جرى في لقاءات الوفد مع العراقيين بالضبط.

تقرير جاسم حسين تناول ما قاله القادة العراقيون عن اوضاع العراق نفسها. وكان حريصا على ان يبلغ السفير ان المالكي يعتزم تصعيد الحملة على سوريا، وانه منزعج جدا من سوريا ومن السعودية اكثر من انزعاجه من ايران.

أما فيما يتعلق بما دار حول البحرين في لقاءات الوفد مع المسئولين ورجال الدين العراقيين، فقد كان حسين حريصا على ان يبلغ السفير ان عددا من العراقيين الذين التقاهم الوفد أكدوا التشابه بين أوضاع العراق وأوضاع البحرين. وقال هنا ان المالكي قال لهم ان الوفاق يمكن ان تتعلم الكثير من بغداد، وان التحديات متماثلة. كما ان الهاشمي لاحظ ان المشاكل في البلدين متشابهة، من زاوية ان الحكم والسيطرة في البلدين في أيد طائفية.

كما ابلغ جاسم حسين السفير بتفاصيل ما دار في اللقاء مع السيستاني ونجله محمد رضا. وقال ان السيستاني اعطى توجيهاته للوفد بأن تستمر الوفاق في المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقال لهم ان المشاركة السياسية يجب ان تكون القاعدة بشرط ان يعتبر القادة الدينيون واغلبية الشيعة ان المناخ ( سليم ).

وبحسب تفسير حسين، فإن السيستاني أراد ان يعطي الوفاق حرية الحركة في مواجهة حركة حق والوفاء الرافضتين المشاركة في الانتخابات.


يتبرأون من قرار حظر
الاتصالات مع إسرائيل
البرقية رقم
826 Manama 90
بتاريخ 28 اكتوبر 2009

هذه البرقية تتعلق بالقرار الذي اتخذه مجلس النواب بمنع وتجريم اقامة أي اتصالات مع اسرائيل.
لنلاحظ هنا ان هذا القرار شاركت جمعية الوفاق في تقديمه الى البرلمان.

البرقية تسجل ان محمد المزعل، نائب الوفاق، قال للمسئول السياسي في السفارة، ان المسودة الاصلية للقرار كانت تتضمن استثناء يتيح اجراء اتصالات معينة مع اسرائيل في اطار الالتزامات الدولية.
ولكن في اعقاب تقرير جولدستون، لم يكن النواب في مزاج يتيح قبول هذا الاستثناء.

وطمأن المزعل السفارة، اذ اكد للمسئول السياسي، بحسب ما تسجل البرقية، انه ليست هناك أي فرصة لاقرار القرار في مجلس الشورى وقال بمقدورهم ببساطة تأجيله او تعديله وسوف يكون الوقت قد نفد، في اشارة الى قرب انتهاء الفصل التشريعي.

أيضا تسجل البرقية ان نائب الوفاق جاسم حسين ابلغ المسئول السياسي في السفارة انه كان يعتزم طلب الكلمة للدفاع عن الاستثناءات التي يريدون ادخالها على القرار، لكنه تراجع عندما اصبح واضحا انه ليس هناك تأييد لادخال هذه الاستثناءات.

وقال ان الحكومة على حق عندما تقول ان القرار غير دستوري لأنه يتعدى على حق السلطة التنفيذية في رسم السياسة الخارجية.


البرقية رقم:
936 Manama 90
بتاريخ 2 نوفمبر 2009

تسجل البرقية ان جاسم حسين، نائب الوفاق، ابلغ السفير في 28 اكتوبر 2009، ان قضية ( التجنيس السياسي ) سوف تكون على رأس اولويات اجندة الجمعية في الاشهر القادمة خلال فترة الانتخابات البرلمانية.


لقاء مطول جدا
مع منصور الجمري
البرقية رقم
229 Manama 50
بتاريخ 29 يونيو 2005

البرقية تورد نص لقاء مطول جدا بين السفير مونرو ومنصور الجمري رئيس تحرير الوسط.
في اللقاء، قدم الجمري للسفير، بحسب البرقية، شرحا تفصيليا للمشاكل والتحديات التي تواجه الاصلاح في البحرين.

في اللقاء تحدث الجمرى مطولا جدا عن قادة البلاد، جلالة الملك وولي العهد ورئيس الوزراء، ولم يتورع عن ان يروي للسفير كل ما يتصور انها اسرار يعرفها.

للأسف ما قاله من المعيب ان انشره هنا.

وشن الجمري هجوما عنيفا على عبدالهادي الخواجة، ووصفه للسفير بـ ( الانتهازي الساعي فقط الى الشهرة ولا يعنيه الاصلاح )؟.

وقال ان الخواجة ليس معنيا على الاطلاق بالاصلاح الديمقراطي وقال: ( اذا ما تسلم الحكم ذات يوم فسيترحم الناس على ايام آل خليفة معتبرين انها كانت كالجنة ).

وقال الجمري ان الخواجة ( لا يمكن المساس به ) لانه مدعوم من ( الولايات المتحدة والاوروبيين ومجموعات حقوق الانسان الغربية ).

كما ذكرت في البداية، هذه التي قدمتها هي عزيزي القارئ مجرد نماذج للاتصالات واللقاءات السرية التي اجرتها قيادات جمعية الوفاق مع السفارة الامريكية في البحرين والمسئولين فيها، على النحو الذي سجلته البرقيات السرية للسفارة.

لك ايها الأخوه القراء ان تقرأ هذه الاتصالات السرية بالكيفية التي تشاء، ويكون لك تقييمك لها.

لكن اسمحوا لي ان اقدم لكم في الموضوع القادم قراءة الخاصة لهذه الاتصالات واللقاءات السرية وما دار وقيل فيها، وما الذي تعنيه بالضبط بالنسبة للعمل الوطني في البحرين، وبالنسبة للدور الذي تلعبه السفارة الامريكية.

خزااامى
31 May 2011, 02:46 AM
بوركت أخي اليزيدي ...

بانتظار قرائتك لهذه البرقيات ....

راجيه رضا الرحمن
31 May 2011, 04:22 PM
بارك الله فيك يا اخي

عبدالله الكعبي
02 Jun 2011, 05:41 PM
بوركت أخي اليزيدي ...




بانتظار قرائتك لهذه البرقيات ....



بارك الله على مرورك الطيب في قراءة الموضوع و جزاك الله خيرا نعم يوف نتحدث قراءة الخاصة لهذه الاتصالات واللقاءات السرية وما دار وقيل فيها، وما الذي تعنيه بالضبط بالنسبة للعمل الوطني في البحرين، وبالنسبة للدور الذي تلعبه السفارة الامريكية.

عبدالله الكعبي
02 Jun 2011, 05:42 PM
بارك الله فيك يا اخي

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على مرورك الطيب و نتابع ان شاء الله

عبدالله الكعبي
02 Jun 2011, 06:07 PM
قبل أيام، قدمت نماذج من اللقاءات والاتصالات السرية التي اجراها قادة جمعية الوفاق مع السفارة الامريكية في البحرين في السنوات الماضية، بناء على ما جاء في البرقيات السرية للسفارة التي نشرت مؤخرا عبر موقع ويكيليكس.

الآن.. كيف نقرأ هذه الاتصالات بين الوفاق والسفارة الامريكية؟

كيف نقيمها ونحكم عليها؟.. ما الذي تعنيه؟.. في أي اطار بالضبط نضعها، سياسيا ووطنيا؟.. ما الذي تكشف عنه فيما يتعلق بمواقف الجمعية والتزاماتها الوطنية المفترضة؟

بداية، أعلم ان البعض سوف يبادر على الفور ويقول انه، في أي بلد وليس البحرين فقط، ليس من الغريب ان يجري أي حزب أو جمعية سياسية رسمية، اتصالات مع مسئولين في سفارات دول أجنبية، وأن يناقشوا معهم القضايا العامة.

وهذا صحيح بشكل عام، لكن الأمر يتوقف على طبيعة هذه الاتصالات وهذه العلاقة بالضبط، وأي نوع من المعلومات مثلا يقوم هؤلاء بنقلها الى السفارة الاجنبية.. وهكذا.

وعموما، نحن هنا فيما يتعلق باتصالات الوفاق مع السفارة الامريكية على النحو الذي أبرزت ملامحه العامة في المقال السابق، ازاء ظاهرة مختلفة عن هذا تماما.. ازاء ظاهرة تتعدى بكثير جدا مسألة الصلات العادية التي يمكن ان تكون مقبولة بين أي جماعة أو حزب أو جمعية سياسية مع سفارة اجنبية.

على أية حال، بعد ان تأملت مطولا النماذج التي قدمتها للقاءات واتصالات الوفاق مع السفارة، وما دار فيها.

وبعد ان تأملت التفاصيل الكثيرة الأخرى عن هذه اللقاءات وغيرها التي قرأتها ولم اشأ لأسباب كثيرة ان أنشرها أو أشير إليها، رصدت مجموعة من الحقائق التي تقدم في مجموعها صورة لطبيعة علاقة الوفاق مع السفارة، من المهم ان أسجلها.

هذه الحقائق في مجموعها ترسم صورة لعلاقة لا يمكن ان تكون سوية، ولا يمكن ان تكون مقبولة أبدا بحسب أي معايير وطنية.

سوف أحاول في نهاية المقال ان أحدد طبيعة هذه العلاقة بناء على هذه الحقائق من وجهة نظري بالطبع.

لكن دعونا نتابع أولا، هذه الحقائق.

علاقة تعاون وثيق ودائم

أول ما يمكن تسجيله عن علاقة الوفاق واتصالات ولقاءات قادة الجمعية بالمسئولين في السفارة، ان الأمر لا يتعلق باتصالات أو لقاءات عابرة أو في مناسبات معينة، وانما بما هو أبعد من هذا بكثير.

1 - الأمر يتعلق باتصالات ولقاءات دائمة ومنتظمة لا تنقطع أبدا. على الأقل هذا ما تؤكده البرقيات المنشورة التي تغطي الفترة من 2004 حتى .2010
في البرقيات السرية للسفارة، نجد كثيرا تعبيرات من قبيل ان قادة الوفاق (على اتصال دائم معنا ) أو من قبيل ان كل المرشحين لخلافة علي سلمان في قيادة الكتلة البرلمانية للوفاق ( هم يتحدثون معنا بشكل منتظم وبصراحة تامة ).. وهكذا.

2 - ان الأمر لا يقتصر على اتصالات ولقاءات يتم فيها فقط تبادل الرأي، أو يكتفي فيها قادة الوفاق بابلاغ المسئولين في السفارة بالمعلومات التي لديهم أو بآرائهم أو طلباتهم.

البرقيات السرية ترسم في حقيقة الأمر صورة لعلاقات تنسيق وتعاون مشترك له صور ومظاهر شتى.

لا سر للوفاق يخفى عن السفارة

ثاني ما يمكن تسجيله على هذه اللقاءات والاتصالات، ان قادة الوفاق حريصون أشد ما يكون الحرص على ان تكون كل وأدق المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالجمعية ومن جميع الأوجه، في حوزة السفارة، وأولا بأول.

وبشكل أكثر تفصيلا، فإن البرقيات السرية للسفارة تظهر حرص قادة الوفاق الشديد على احاطة المسئولين الامريكيين أولا بأول، بالجوانب التالية:

1 - المشاكل والصعوبات التي تواجهها الجمعية في ممارسة عملها، بما في ذلك مثلا مشاكل النواب مع الناخبين في دوائرهم، والشكوى للسفارة من ان النواب ملوا من شكاوى ومطالب الناخبين.

ومن ذلك مثلا، مشاكل الحركة في منافستها مع حركتي ( حق ) و ( الوفاء ) في الشارع الشيعي، وكيف يفكر قادة الجمعية في التعامل مع هذه المشكلة.

2 - أدق التفاصيل المتعلقة بالأداء البرلماني لجمعية الوفاق.
هنا، نجد، وعبر أحاديث مطولة جدا حرص قادة الوفاق على ان يحكوا وبشكل تفصيلي جدا كل أسرار ما يجري في البرلمان، وسواء في ذلك التفاصيل التي يعرفها الناس علنا، أو ما لا يعرفه الناس، ويتعلق مثلا بعلاقات نواب الوفاق مع النواب الآخرين واتفاقاتهم غير المعلنة معهم، أو يتعلق بعلاقات نواب الوفاق مع المسئولين والوزراء في الدولة.. وهكذا.

ومن أكثر الامور الملفتة التي تكشفها البرقيات، حرص قادة الوفاق على ان يبلغوا السفارة وبشكل مسبق عن كل خططهم في البرلمان، وما هي أولوياتهم، وما هي القضايا التي يعتزمون اثارتها مستقبلا، والمشاريع التي يعتزمون ان يتقدموا بها، وما هي المواقف التي يعتزمون اتخاذها.

وهكذا، وعلى نحو ما تكشف البرقيات السرية للسفارة، وصل الأمر الى ان أمورا كثيرة جدا تتعلق بأداء الوفاق في البرلمان، وأنشطة الجمعية عموما، يعلم بها المسئولون في السفارة الامريكية قبل ان يعلم بها أي احد في البحرين، وفي بعض الأحيان لم يعلم بها أي احد على الاطلاق.

على سبيل المثال فقط، قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة بنحو ستة أشهر كاملة، كان قادة الوفاق قد أبلغوا السفارة بأن الجمعية لن ترشح أغلب النواب السابقين للجمعية.

وعلى سبيل المثال، في نفس اليوم الذي اتخذ فيه البرلمان القرار المتعلق بحظر اجراء أي اتصالات مع اسرائيل، كان نواب من الجمعية قد أبلغوا السفارة بموقفهم وتحفظاتهم على القرار على النحو الذي أوضحناه في الموضوع السابق.

وعلى سبيل المثال أيضا، عندما زار وفد الوفاق العراق، كان ملفتا انه في اليوم التالي مباشرة لعودة الوفد الى البحرين، كان نائب الوفاق جاسم حسين في السفارة كي يقدم للسفير التفاصيل الكاملة لما جرى في الزيارة.

هذا مع العلم ان تفاصيل ما جرى في هذه الزيارة بالشكل الذي حكاه النائب للسفير لم يعرف بها في أي وقت أي احد في البحرين.

وبالنسبة لي شخصيا مثلا، كانت هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها هذه التفاصيل.

3 - بالطبع، وبالإضافة الى كل ما سبق، فإن قادة الوفاق، كما تكشف البرقيات، حريصون على ان يبلغوا السفارة، بكل تفاصيل أفكارهم السياسية، ومواقفهم التفصيلية المتعلقة بكل صغيرة وكبيرة في البحرين، وبأي تطور يجري في البلاد.

وهنا أيضا، فإن من الملفت ان الأفكار والمواقف التي يحرص قادة الوفاق على ابلاغها مسئولي السفارة هي من الصراحة والوضوح بشكل لا يعرفه المجتمع، ولا يعرفه حتى جمهورهم من الشيعة.

حقيقة الأمر اننا إذا تأملنا كل هذا مجتمعا، وتأملنا هذا الحرص الشديد من جانب قادة الوفاق على ابلاغ كل شيء لمسئولي السفارة الامريكية وأدق ما يفكرون فيه يقودنا إلى أمر مؤسف جدا.

جمعية الوفاق تتصرف كما لو كانت مسئولة سياسيا وأخلاقيا أمام السفارة الامريكية وليس أمام شعب البحرين.

تتصرف كما لو كانت ملزمة بتقديم ( كشف حساب ) دوري ومنتظم إلى السفارة عن كل ما يتعلق بالبحرين.

يسوقون أنفسهم

احد الجوانب التي توقفت امامها مطولا، والتي تكشف عنها هذه البرقيات السرية، حرص كثيرين من قادة الوفاق، وشخصيات أخرى، على تسويق أنفسهم في السفارة الامريكية.

نعني حرص هؤلاء على المبالغة في قدراتهم السياسية وأدوارهم التي يلعبونها، بهدف افهام المسئولين في السفارة انهم القادة الكبار، وانهم بالتالي الأحق بأن يحظوا بعناية السفارة وثقتها.

أمثلة هؤلاء كثيرة كما كشفت البرقيات.

من هؤلاء مثلا، ذلك النائب الذي كان حريصا على ان يبلغ السفارة بأن كل الوزراء يخافون منه.

ومن ذلك، حرص بعضهم على ان يبلغوا السفارة ان قادة البلاد يستشيرونهم في كثير من الأمور.

ومن ذلك مثلا، النائب الذي كان حريصا على أن يبلغ السفارة انه شخصيا كان يريد تعديل قرار اسرائيل بما يسمح باجراء اتصالات معها.

ومن ذلك أيضا، حديث منصور الجمري مع السفير عن انه رمز كبير للاعتدال، وان بعض السياسات والمواقف تستهدف المعتدلين من أمثاله.

وفي احد لقاءاته مع السفير، شكا له من الأوضاع وكيف انه يفكر في ان ( يعود الى الحياة المريحة في لندن ).

وعلق السفير على ذلك بالقول إن هذا لو حدث، فسوف تكون خسارة البحرين كبيرة!

المهم ان وراء حرص هؤلاء على تسويق أنفسهم على هذا النحو في السفارة، فكرة لا يمكن ان تكون وطنية.

وراء ذلك اعتقاد من هؤلاء بأن مكانتهم السياسية مرتبطة في جانب أساسي منها برضا الامريكيين عنهم، وباحتضان السفارة لهم، وتقديم الدعم لهم.

ولا سر للدولة

من أكثر الجوانب مدعاة للأسف فيما تكشف عنه هذه البرقيات السرية، ان قادة الوفاق وهؤلاء الذين يقدمون أنفسهم كمعارضين، لا يتورعون أبدا عن ان يكشفوا للمسئولين في السفارة أي سر من أسرار الدولة يعرفونه.

والأمثلة على ذلك كثيرة.

للأسف الشديد، كثير من البرقيات السرية للسفارة، التي لم أنشرها، تكشف عن ان كثيرا من هؤلاء لا يتورعون عن ان يحكوا للسفارة أي أمر يعرفونه عن قادة البلاد، وبالتفصيل، وبغض النظر هنا عما إذا كان ما يقولونه حقيقيا أم لا.

ومثلا، كل ما يجري بينهم وبين الوزراء أو أي مسئولين في الدولة يبلغون تفاصيله فورا الى المسئولين في السفارة.

وحتى في المرات التي يستشيرهم احد من المسئولين الكبار في أمر من الأمور، والمفروض انه أمر سري، يسارعون فورا بابلاغه الى السفارة.

وقس على هذا.

باختصار، هم على استعداد لإعلام السفارة عن أي شيء وأي سر يعرفونه أيا كان.

في حماية السفارة

من أكثر الجوانب، التي تكشف عنها البرقيات السرية للسفارة، مدعاة للفزع حقا ان قادة الوفاق وهؤلاء المعارضين، وأيضا ممثلي الجمعيات الأهلية وحقوق الإنسان، يتصرفون بروح انهم في حماية السفارة الامريكية.. وان السفارة مسئولة عن حمايتهم.

يتجسد هذا فيما تسجله البرقيات من عدم تردد قادة جماعة الوفاق في طلب الدعم والمساعدة من السفارة، سياسيا وعمليا.

والأمثلة على ذلك، كما رأينا، كثيرة.

رأينا كيف لم يتردد علي سلمان في ان يطلب تدخل الولايات المتحدة من أجل دفع العملية الديمقراطية في البحرين.

ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يطلبون فيها من السفارة التدخل.

في الحقيقة، لا يكاد يخلو اجتماع بين قادة الوفاق والسفارة من هذا الطلب.

على سبيل المثال، عقد السفير الامريكي آدم ايرلي اجتماعا في 22 فبراير 2009، مع علي سلمان، ونائبي الوفاق خليل مرزوق وجواد فيروز.

في الاجتماع انتقد علي سلمان ما أسماه اتباع ( الحل الأمني ) باعتقال حسن مشيمع وحبيب المقداد، وقال للسفير إنه يعتزم الدعوة الى (حوار وطني )، تشارك فيه الحكومة والسنة والشيعة، وأيضا مشيمع.

وطلب من السفير مساعدته ودعمه في الدعوة الى هذا الحوار.

ورأينا كيف ان قادة الوفاق لم يترددوا في طلب تدخل السفارة لمساعدتهم حتى في مشاكلهم الداخلية مع ناخبيهم.

كما رأينا كيف ان منظمات مدنية وحقوقية لم تتردد في طلب الدعم المالي والتقني من السفارة.

هذه الطلبات من السفارة، وعدم التردد في دعوتها الى التدخل في أمور هي بداهة أمور داخلية صميمة، يعكس كما قلت، انهم يتعاملون مع السفارة كما لو كانت مسئولة عنهم، وكما لو كانوا في حمايتها.

ظلم فادح للبحرين وتجربتها

ومن أكثر الجوانب المؤسفة التي تكشف عنها البرقيات السرية للسفارة، تجني قادة الوفاق على تجربة البحرين الإصلاحية الديمقراطية، وظلمهم الفادح للتجربة، وما حققته من انجازات في مختلف المجالات.

لسنا هنا بصدد الحديث عن الانجازت الهائلة التي حققها مشروع الإصلاح والديمقراطية منذ أطلقه جلالة الملك، فهذا أمر يعرفه الجميع.

بالطبع، الإصلاح مطروح في كل وقت، ومن المشروع المطالبة في أي وقت بمزيد من الإصلاحات.

لكن من الظلم الفادح انكار انجازات التجربة الديمقراطية الإصلاحية في البحرين، أو تصويرها كما لو كانت لم تحقق شيئا يعتد به.

وجود جماعة الوفاق أصلا كجماعة سياسية هو احد ثمار وانجازات هذه التجربة، وهم جزء منها.

صحيح انه في بعض لقاءات السفارة مع قادة الوفاق، نجد اشارات إلى إصلاحات تحققت، وعن خطوات تحققت على طريق الديمقراطية.

لكن القضية هنا ان الصورة العامة التي قدمها قادة الوفاق إلى السفارة عن التجربة هي في مجملها صورة سلبية وظالمة إلى حد بعيد.

بداية، من الظلم الفادح، والتزييف السافر في الحقيقة، ان يعتبر علي سلمان ان جانبا مهما من الفضل في تجربة البحرين الديمقراطية يعود إلى امريكا، وإلى الرئيس الامريكي بضغوطه من أجل الديمقراطية في المنطقة.

هذا ظلم فادح وتزييف سافر لأن الكل يعلم ان جلالة الملك أطلق المشروع الإصلاحي الديمقراطي، قبل ان يتحدث الرئيس الامريكي عن الديمقراطية بسنين، وكمبادرة وطنية بحرينية رائدة.

فأي فضل لأمريكا الذي يتحدث عنه علي سلمان؟!

وأي ظلم لتجربة البحرين أكبر من ان يعتبر علي سلمان انه في التقييم النهائي وفي المحصلة النهائية، فإن البحرين لا تعتبر ديمقراطية؟

وغير هذا، في كل لقاءات قادة الوفاق والمعارضين الآخرين، مع مسئولي السفارة، فإن الحديث المفضل لهم، هو الحديث عن الظلم الواقع على الشيعة، والمظالم التي يتعرضون لها، والتمييز الواقع عليهم، وكيف ان سياسات الحكومة تستهدفهم.. إلى آخر هذا الحديث المعروف كأنه لم يتحقق للشيعة أي مكسب في ظل مشروع جلالة الملك.

هذا من دون ان نتحدث عن آرائهم غير الكريمة أبدا عن قادة البلاد.

صورة قاتمة

إذن، هذه هي طبيعة العلاقة بين جماعة الوفاق والسفارة الامريكية كما تجسدها الجوانب التي تحدثنا عنها.

إلى ماذا يقود كل هذا؟

ما الذي يكشف عنه كل هذا فيما يتعلق بطبيعة الوفاق وموقعها في العمل الوطني في البحرين؟

الأمر في تقديرنا يمكن تلخيصه على النحو التالي:

.. نحن ازاء جماعة طائفية قلبا وقالبا لا علاقة لها بأي رؤية أو مشروع للتوحيد الوطني، أو القضايا الوطنية الجامعة.

في كل لقاءات هؤلاء مع السفارة، لا شيء يشغلهم اطلاقا، ولا حديث لهم إلا عن كل ما هو طائفي.

لا تجد أي اهتمام بأي قضية وطنية جامعة، ولا تجد أي حديث عما يجب ان يوحد الوطن ولا يفرقه.

.. نحن ازاء جماعة ناكرة لجميل الوطن، وجاحدة.
كما رأينا، لا يتورعون عن التجني على التجربة الوطنية الاصلاحية الديمقراطية وانكار أي فضل لها.

.. نحن ازاء جماعة لا تتورع عن الكشف عن أي سر يعلمونه من أسرار الوطن أيا كان.

ولا تتورع عن ابلاغ سفارة أجنبية بكل خطوة يخطونها، وأي شيء يعتزمون الاقدام عليه.

.. نحن ازاء جماعة لا تجد أي حرج في ان تطلب المساعدة والنجدة من السفارة.. لا تجد حرجا في طلب تدخل قوة أجنبية مثل امريكا في أدق الشئون الداخلية للبحرين.

هناك قضية في غاية الاهمية هنا لا بد من التنبيه إليها.

نحن نعرف ان علاقة هؤلاء بالسفارة البريطانية اقوى بكثير من علاقتهم بالسفارة الامريكية.

ونعرف ان علاقتهم بالايرانيين أقوى من الاثنين بكثير.

فماذا يمكن ان نكتشف لو ان تفاصيل اتصالاتهم ولقاءاتهم مع البريطانيين والايرانيين تكشفت أيضا؟

باختصار شديد، نحن ازاء جماعة لديها - وبأخف التعبيرات - استعداد طبيعي للتبعية للقوى الأجنبية.

نحن ازاء صورة قاتمة لجماعة لا تؤتمن على الوطن.

بقي سؤالان طلب مني كثير في الأيام الماضية الإجابة عنهما:

السؤال الأول: إذا كان هذا هو حال مواقف الوفاق وما تفعله في اتصالاتها مع السفارة الامريكية، فماذا عن موقف السفارة بالمقابل؟.. كيف ينظر المسئولون في السفارة أنفسهم الى ما يقوله قادة الوفاق؟

والسؤال الثاني: ما هو الموقف المفترض اتخاذه ازاء هذه الظاهرة في العمل الوطني؟.. أي ازاء مسألة هذا الارتماء في أحضان قوة أجنبية؟

في الموضوع القادم والأخير سنحاول الإجابة عن السؤالين بإذن الله.