المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشباه الرجال وثورة حنين الناعمة ..؟؟



لحظة سـرور
24 May 2011, 03:08 PM
أشباه الرجال وثورة حنين الناعمة ..؟؟

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فلا يخفى على مطلع أن الله تعالى قد وقى بفضله المسلمين من ثورة حنين , التي أزمع القيام بها بعض مريدي الفتنة , وانساق خلفهم بعض الأغرار , أو بعض من يشتكي مظلمة أو عوزاً , غير مقدِّرين للعواقب , ولا للمصالح والمفاسد , ولا مستشعرين أن الفتنة إن استيقظت فستُكلف الأمة أكثر مما ترهبه , وتفوت عليها أعظم مما ترغبه , لكن هذا الفشل لتلك الثورة مما أغاظ أعداء هذه البلاد , ومن آكَدِ ما زاد حنقهم , وأرغم آنافهم , ما أعقب تلك الفترة من أوامر ملكية , جاءت لتؤكد أن هذه البلاد تحمل رسالة الإسلام , وأنها تستشعر به عزها , وتستقي من مصادره قوتها , وأنها مرتهنة به , وأنها لن تتخلى عنه , وأنه سر حفظ الله لها , وهي الأوامر التي خرست عندها أفواه المنافقين , وجفَّت أقلامهم , وكيف لاتجِفُّ وهم كانوا يتمنون نجاح تلك الثورة , ويستشرفون طلائع الثوار , وقد وجموا طيلة الأيام السابقة لها ينتظرون , وحبسوا أنفاسهم يترقبون , حتى إذا مُنِيَت الثورة بالفشل , وعلموا أنه أسقط في أيديهم , انقلبوا يبحثون عن عذر ينتشلهم من وحل الفضيحة والعار , ولكن هيهات هيهات وقد سقطت ورقة التوت , وأبدى الكير عن خبث الحديد .

حين فاتت عليهم تلك الفرصة , وأظهر الله خزيهم , وحديثي هنا ليس عن الأغرار , ولا عن بعض ذوي الحاجات ممن يستغل الخونة ظروفهم , ولا عن ذوي التفكير المحدود , ولا عن أصحاب النظرات القاصرة , ولا عن بعض المتخاذلين من المحسوبين على العلم والفكر , لأن هؤلاء قلة ولله الحمد , وليس لهم تأثير كبير , بل هم وقود تلك التخطيطات الماكرة , وإنما حديثي عن المنافقين , الذين يجمعهم العداء للدين ورجاله ودولته , ممن يسعون جهدهم , ويعقدون حبالهم , وينفثون فيها سحرهم , هؤلاء حين فاتت عليهم الفرصة , وأظهر الله خزيهم , انقلبوا يبحثون عن فتنة أخرى , أو قضية يُشغلون بها الرأي , ويدقون فيها أسفين البلبلة , كما هي عادتهم في كل فترة تكون الأمة أحوج فيها إلى اللحمة والتكاتف , أكثر منها من ذي قبل , ولعل التأريخ بحوادثه يشهد بذلك ويؤكده .

هاهي محاولات التشغيب تعود من جديد , وهاهم الجبناء يتوارون خلف النساء ثانية , ويعزفون على وتر حقوقهن المزعومة , وهاهو الاستقواء بالأجنبي يتكرر ومحافله ومؤسساته يُطِلُّ برأسه وبشكل فجٍّ , وهاهي حنين الثانية تقرع جرس انطلاقها , وتدق ناقوس فوضاها , لكنها بحيلة خبيثة , وبصوت ناعم , وباستغفال للدولة رهيب , لأنهم فيما يبدو أخذوا درساً من محاولتهم أيام أزمة الخليج , ورأوا أن فعلهم قد أعاد مشروعهم للوراء خطوات ومراحل , لذلك انطلقت مؤامرتهم هذه بعد تفكير عميق , وتخطيط مدروس , لكنها للباطل وفيه , ومابني على باطل فسد , ومهما حاول أصحابه تزويره فإت زيفه سريعاً ينكشف بحمدالله , ولعل هذا يظهر جلياً في تلك الحملة الخبيثة , التي يتنادى لها كثير ممن لاخلاق له , ومن معهم من ضعاف التفكير , أو بعض المخدوعين , أو السذج , أو من يقدر المصالح والمفاسد العامة , والمتمثلة بالدعوة لقيادة المرأة للسيارة في هذه البلاد , ومحاولة تجاوز حدود الضغط على الدولة داخلياً , والاستعانة بالقنوات والمؤسسات الأجنبية الخارجية , ولسان حال أرباب تلك الحملة يقول للدولة : سنحقق هذا الأمر رغماً عن أنف كل مسؤول , وأن الظروف الخارجية , والتلويحات الدولية , في دعم الحرية والديمقراطية , أضحت تصب في مصلحتنا , وتحقق رغبتنا , ولكن لأنهم أجبن من أن يتحدثوا بهذه اللغة , وإن كانت هي التي تتلجلج في حناجرهم , إلا أنهم عمدوا إلى أسلوب التقية , وزعموا أنهم ينطلقون بضوابط , ووفق أهداف , وأنهم لا يهدفون للتظاهر , ولالكسر القانون , وغير ذلك من الهراء الذي تضمنته وثيقة التآمر , ولعل من المضحك كثيراً , أن تلك الوثيقة المخادعة تحدثت عن عدم كسر القانون , ومعلوم أن القانون يشترط على كل سائق سعودي مقيم في السعودية حمل رخصة قيادة صادرة من السعودية , ولا أعلم أن المرور قد سبق له أن أصدر رخصة لامرأة , فلا أدري عن أي قانون يتحدثون !! , أم إن ذلك من قبيل الضوابط الشرعية , التي يتحدث عنها كل من يريد تمرير شيء يهدم الشريعة , أو يفسد البلاد والعباد .

لقد فات على هؤلاء أن يتحدثوا ويطالبوا بالعناية بالطرقات , وفض الازدحام والاختناقات المرورية , ومنع التجاوزات الصبيانية , والممارسات العبثية , التي يقوم بها كثير من الشباب , وغير ذلك مما لم نعد قادرين على تحمل أكثر منه , لأنه لو تحسن الوضع في مامضت الإشارة إليه , لربما كان لهم مندوحة في المطالبة ببغيتهم شكلاً , لكن لفرط حمقهم , ولعظيم جهلهم , ولكونهم لايريدون حقيقة ما يعلنون , وإنما تنطوي مطالبتهم على أحلام لو تحققت , لتغير بسببها وجه هذه البلاد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي , لذلك فقد أعمى الله بصائرهم عن المطالبة بالضروريات , وانحصرت مطالبتهم بالثانويات والتفاهات , والأغرب أن بعض من تحدثن عن نيتهن , وإن كان الغالب ممن كتب بأسماء نسائية هم من ذوي الأشنتب المنتوفة , من أشباه الرجال , ممن أرادوا توريط بعض المخدوعات , وجعلهن وقوداً للفتنة , وقد تحدثوا أو تحدَّثن عن مشاركة محارمهن معهن , وهذا غاية السخف والسفه , إذْ كيف يقبع محرمها معها ثم يتقاعس عن خدمتها , ويقبل بتعريضها للامتهان , أو يقبل أن تكون تحت طائلة الملاحقة والمساءلة ؟ .

إنني لو أقسمت لربما أيقنت أن قسمي بارٌّ , أن القيادة في هذه البلاد لن تتحقق , وذلك لما تحمله من مخاطر أمنية وسلوكية واجتماعية , وليس لأحد أن يعتذر ويتحجج بكون ذلك لم يقع في دول أذنت بقيادة المرأة للسيارة , لأن تفنيد تلك الشبهة مبسوط في مواضعه , وقد سبق أن فندت تسع شبه يعلق بها دعاة القيادة في مقال مستقل , ولعل من أدرك حجم المؤامرة على هذه البلاد , والرغبة في استهدافها , ورأى في المقابل أنها قلعة الإسلام الكبرى , وأنها إن أصيبت فقد أصيب عمود الأمة الفقري , ونخاعها الشوكي , وأدرك كذلك أن هذه الدولة لا عز لها بغير رفع راية هذه الدين , ولامنعة لها إلا به , وأنها إن تخلت عنه فقد تخلت عن قوتها وعزتها , لعلم أن الخصوصية التي نتحدث عنها ليس مجرد دعوى للهروب من المواجهة , بل هي حقيقة لامناص عنها , حتى لو تنكَّب لها بعض أبناء قومنا , أو من هم على مقربة من صناع القرار نسباً أو وظيفة , وظنوا أن التقدم بتتبُّع سنن الآخرين , واقتفاء أثر غيرنا فيما يضرُّ ولا ينفع , وأننا بحاجة إلى مواكبة الزمن , وهي فكرة لو تحققت لكان أول المصطلين بنارها , فهي لاتقف عند حدِّ مظاهر التغريب للمجتمع , بل ستتجاوز ذلك إلى التدخل في الشأن السياسي , وقد تتطور إلى منازعة الأمر أهله , ولكن هؤلاء المخدوعين , أو الذين يُدفعُون للمواجهة , ربما لايدركون خطر ما يُقدمون عليه على أنفسهم , ولا على أمتهم , ولا على دولتهم .

إن المتأمل بتلك الدعوة , وملمسها الناعم , ولسانها العذب , ومنطقها الذي يشعرك بالغيرة على الشريعة من أول وهلة , يظن أن وراءها من هو هو في تقواه وصلاحه , وهذا ليس اتهاماً لكل من انخدع بها , أو أزمع المشاركة فيها , لكننا من واقع معرفة واطلاع , وسبر لغور كثير ممن ينشطون لمثل هذه الفتن , نجد أنهم من أضعف الناس إيماناً , وأقلهم غيرة , وأكثرهم تبعية للغرب , وسجلهم في تشويه سمعة المجتمع في الخارج , وتصويره بأنه مجتمع بهيمي شهواني , بل إنك لترى في كثير منهم من مظاهر الانحلال من لحظة صعوده الطائرة , وحتى عودته للبلاد , ما يجعلك لاتشك لحظة أنه يريد مجتمعاً منسلخاً من قيمه , مغايراً لما عليه أهل هذه البلاد من المحافظة والالتزام , ولولا ضيق المقام , لحكيت من القصص التي شاهدت كثيرا منها بعيني , بله مانقله لي الثقات , عن حال من يريدون أن نميل ميلا عظيما , مما يندى له الجبين , وتتفطر له القلوب حسرات , مما يتمنونه هنا بلاكلفة مادية , ولاعناء وحجوزات , فضلاً عما يمارسه كثير من عليتهم , أو أهل الجِدة منهم , من ممارسات مرذولة , لاتنم عن مروءة وخلق , بل هي أكبر دليل على فساد الباطن , وانسلاخ الغيرة من القلوب , ووالله إني أعلم عن هذا شيئاً كثيراً , ولأناس منهم بأعيانهم , وهذا مايجعلني اقسم برب الكعبة أنهم أكذب الناس في دعوى المطالبة بالحقوق , أو تأذيهم من السائق الأجنبي , ومن المضحكات في هذا الباب , أن واحدة من ناشطات تلك الحقوق المزعومة , كانت أثناء حملها تراجع عند طبيب ذكر , وحين حانت ولادتها , رفضت أن يولدها غيره , وهي في سفراتها خارج البلاد , لاتكاد تجلس إلا مع الرجال الأجانب , فهل يُتصور أن مثل هذه تكره الخلوة بالسائق ؟ , وهل يتصور ممن تطلب لعلاج أسنانها الرجال دون غيرهم , ولا ترى غضاضة في أن تجلس مع إخوان زوجها منفردين أو مجتمعين , وتسافر بلامحرم , وتجلس مع الرجال الأجانب في بلاد الفرنجة منفردة , أنها كانت تطالب بالقيادة تحرُّجا من إثم الخلوة بالسائق ؟ , وعلى هذا الافتراض فلماذا تتجزَّأ الغيرة , ولاتكون هناك مطالبة بمنع الخادمات في البيوت , لأن الخلوة بهن أشد وأعظم ؟ .

إنني يساورني شعور أشبه باليقين , أن هذه المطالبة جزء من ثورة حنين , وهي كالمقدمة لها , وهي شرارة إن لم تعمل الدولة على إخمادها , وقطع دابرها , فستكون ذريعة لغيرهم بالمطالبة فيما يزعمونه حقوقاً , حينها سينفرط العقد , وتحلَّ الكارثة , وبعدها فلن يُسمَع لصوت ناصح , ولافتوى عالم , وكيف سيسمع الناس لهؤلاء وهم يرون أن التفلت على فتاويهم قد أصبح واقعاً , وسيعمدون إلى ماهو أسوأ من ذلك كضرب فتاوي بعض أهل العلم ببعض , وهذا يفتح باب سوء على الناس , ويمنح كل راغب في المخالفة فرصة للاحتجاج بأي رأي يراه , مما يخدم نزعته وهواه , وإذا لم يؤخذ الناس في هذا بالحزم , الذي هو من السياسة الشرعية , فإنهم حينها سيكونون في حل من كثير مما كان يحجزهم من قبل , وسيصعب عليهم حينها لجمهم بالفتوى الشرعية , لأنهم لن يستجيبوا لها وهم يعلمون أنها لم تحظ بالمكانة اللائقة بها في مواطن أخرى .

إن هذه الدعوة امتحان لقدرة الدولة على ضبط الأمور , وفيها من ألغام الوقيعة بين الدولة ومن وقف ويقف معها في محنتها مالايخفى , فالمنافقون يعلمون أن المجتمع لن يقبل بهذا التمرد , وفي المجتمع من لايقدر على ضبط تصرفاته وانفعالاته , والدولة من واجبها حفظ الأمن , ومنع التجاوزات بأنواعها , وهي في المقابل لن تقبل أن يفتات أحد على سلطتها , أو أن يمارس دوراً لم يُنط به , وهنا تقع الخطورة , فالشاب المتحمس يظن أن تلك التجاوزات بمباركة الدولة , والدولة ستحول دون وقوعها , وهذا ما يتمناه المنافقون , ولكن هذا بفضل الله لن يغيب عن إدراك من صقلتهم المحن والتجارب , وعركتهم الأحداث والشدائد , وجمع الله لهم بين الحكمة والحنكة , وسيقطعون على أهل النفاق بحول الله الطريق , ويقفون لهم بالمرصاد , لاسيما وهم يدركون أن أي بادرة للتمرد تعني أن الباب أضحى مفتوحاً للفتنة .

كما إني أستحث في هذه الفرصة أهل المسؤولية والشأن , من أمراء المناطق ونوابهم , أن يقوموا بحراسة الفضيلة , وأن يعلموا أنهم على ثغر من ثغور الإسلام , فليحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلهم , أو أن يُسجل التأريخ أن بداية الفتنة كانت في زمنهم , فإنها وربي فتنة نائمة , ملعون من أيقظها , آثم من تراخى عن وأدها وهو قادر على ذلك , وكما قيل التأريخ لايرحم , والموعد بين يدي الله تعالى .

اللهم أعذنا من الفتن , ماظهر منها وما بطن , واعصمنا بالكتاب والسنة , واجعلنا من أنصار دينك , وحملة لواء شريعتك , والذابين عن حياضها .

اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين , والرافضة المفسدين .

اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .

اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .

اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .

اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .

اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .

اللهم أصلح الراعي والرعية .

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .

هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش

أبومالك

http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=60084 (http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=60084)

//
خالص احترامي وتقديري
AQHAAN

مرسى الإيمان
25 May 2011, 07:13 PM
بارك الله فيكم

خزااامى
26 May 2011, 06:56 AM
يعطيك العافية أقحوان ...

والله لا تخفى الأهداف الجبانة التي تقف خلف هذه الثوره ... لكن بإذن الله سيرد الله كيدهم في نحورهم ...

وأتمنى أتمنى من قيادتنا الحكيمة ردع مثل هذه التجاوزات بحزم ... وحقيقة لا فرق بينها وبين ثورة حنين

لذا أتمنى أن يكون التعامل معها بجدية وقوة كما فعلوا في ثورة حنين المزعومة ....