المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بك استجير



شوقي الى الله ابكاني
23 May 2011, 06:51 PM
مع الله)



الأستاذ إبراهيم بديوي







من أروع القصائد التفكرية الإيمانية قيلت قبل أكثر من ثلث قرن وحققتها شبه لجنة متطوعة خدمة للإيمان واليقين وهذا القسم الأول من القصيدة ثم يتلوه بعون الله القسم الثاني وهي كنز من الكنوز العظيمة بارك الله ورحم قائلها وأهله وذويه وكذلك قارئها وناشرها ..






بِكَ أسْتَجيرُ وَمَنْ يُجيرُ سِواكا *** فَأَجِرْ ضَعيفاً يَحتَمي بِحِماكا

إنّي ضَعيفٌ أَستَعينُ على قِوى *** ذَنْبي وَمَعْصيَتي بِبَعْضِ قِواكا
أَذْنَبْتُ يا رَبّي وآذَتْني ذُنوب *** مَالَها مِنْ غافرٍ ألاّكا
دُنْيايَ غَرَتْني وَعَفْوكَ غَرَّني *** ما حِيلَتي في هذهِ أوْ ذاكا



لَوْ أَنَّ قّلْبي شَكَّ لَمْ يَكُ مُؤْمِناً *** بِكَريمِ عَفوِكَ مَا غوى وَعَصاكا
يَا مُدرِكَ الأَبْصارَ ، والأَبْصارُ لا *** تَدْري لَهُ وَلِكُنْهِهِ إِدْراكا
أَتَراكَ عَيْنٌ وَالعُيونُ لَها مَدى *** مَا جاوَزَتْهُ ، وَلا مَدى لِمَداكا
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيني تَراكَ فَإِنَّني *** في كُلِّ شَيءٍ أَسْتَبينُ عُلاكا



يا مُنْبِتَ الأَزهارِ عَاطِرَةَ الشَذا *** هذا الشَذا الفَوّاحُ نَفْحُ شَذاكا
يا مُجْرِيَ الأَنْهارِ ما جَرَيانُها *** إلا انفِعالةُ قَطرةٍ لِنَداكا
رَبَّاهُ هاأَنَذا خَلَصْتُ مِنَ الهوى *** واسْتقبَلَ القَلبُ الخَليُّ هَواكا
وَتَرَكْتُ أُنْسي بِالحَياةِ وَلَهوِها *** وَلَقيتُ كُلَّ الأُنْسِ في نَجْواكا



وَنَسيتُ حُبّي وَاعْتَزَلْتُ أَحِبَّتي *** وَنَسيتُ نَفْسي خَوفَ أَنْ أَنْساكا
ذُقْتُ الهَوى مُرّاً وَلَمْ أَذُقْ الهَوى *** يا رَبُّ حُلْواً قَبْلَ أَنْ أَهواكا
أَنا كُنْتُ يا رَبّي أَسيرَ غِشاوةٍ *** رَانَتْ على قَلْبي فَشَعَّ سَنَاكا
وَاليَومُ يا رَبّي مَسَحْتُ غِشَاوَتي *** وَبَدأتُ بالقَلْبِ البَصيرُ أَراكا



يا غافرَ الذَنْبِ العَظيمِ وَقابِلاً *** لِلتَوْبِ قَلبٌ تَائبٌ نَاجاكا
أَتَرُدُهُ وَتَرُدُ صَادِقَ تَوْبَتي *** حَاشَاكَ تَرْفُضُ تَائباً حَاشَاكَ
يا رَبُّ جِئْتُكَ نَادماً أَبْكي على *** ما قَدَمتْهُ يَدايَ لا أَتَباكى
أَخْشى مِنَ العَرْضِ الرَهيبِ عَلَيْكَ يا *** رَبّي وَأخْشى مِنْكَ إِذْ أَلْقاكا

شوقي الى الله ابكاني
23 May 2011, 06:51 PM
للهِ في الآفاقِ آياتٌ



إبراهيم بديوي




للهِ في الآفاقِ آياتٌ لعلَّ **** أَقَلَها هوَ ما إِليهِ هَداكا
وَلعلَّ ما في النَفسِ مِن آياتِهِ **** عَجَبٌ عِجابٌ لَو تَرى عَيناكا
وَالكونُ مَشحونٌ بأسرارٍ إذا **** حَاوَلْتَ تَفسيراً لَها أَعياكا
قُلْ لِلطبيبِ تَخَطَّفَتْهُ يَدُ الرَدى **** يا شَافيَ الأَمراضِ مَن أَرْداكا



قُلْ للمريضِ نَجا وَعوفيَ بَعدَما **** عَجَزَتْ فُنونُ الطِبِّ مَنْ عافاكا؟
قُلْ للصحيحِ يَموتُ لا مِنْ عِلَّةٍ **** مَنْ بِالمَنايا يا صَحيحُ دَهاكا ؟
قُلْ للبَصيرِ وَكانَ يَحذَرُ حُفرَةً **** فَهَوى بِها مَنْ ذا الذي أَهواكا ؟
بَلْ سَائلَ الأَعمى خَطا بَيْنَ الزِحامِ **** بِلا اصطِدامٍ مَنْ يَقودُ خُطاكا ؟



قُلْ للجنينِ يَعيشُ مَعزولاً بِلا **** راعٍ وَمَرعى ما الذي يَرْعاكا ؟
قُلْ للوليدِ بَكى وَأَجهَشَ بالبُكاءِ **** لَدَى الولادَةِ مَا الذي أَبْكاكا ؟
وَإذا تَرى الثُعبانَ يَنفُثُ سُمَّهُ **** فاسْأَلْهُ مَنْ ذا بالسُمومِ حَشاكا ؟
وَاسأَلْهُ كَيفَ تَعيشُ يا ثُعبانُ أو **** تَحيا وهذا السُمُّ يَملأُ فَاكا ؟



وَاسْألْ بُطونَ النَحلِ كَيفَ تَقاطَرَتْ **** شَهْداً وَقُلْ للشَهْدِ مَن حَلاّكا ؟
بَلْ سَائلَ اللبَنَ المُصفّى كَانَ ﺒَيْنَ **** دَمٍ وَفَرثٍ مَا الذي صَفّاكا ؟
وَإذا رَأَيْتَ الحَيَّ يَخرُجُ مِن حَنايا **** مَيّتٍ فاسأَلْهُ مَنْ أَحياكا ؟
قٌْل لِلهواءِ تَحُسّهُ الأَيْدي وَيُخْفى **** عَنْ عُيونِ النّاسِ مَن أَخفاكا ؟



قُلْ للنباتِ يَجُفُّ بَعدَ تَعَهُدٍ **** وَرَعايةٍ مَن بالجَفافِ رَماكا ؟
وَإذا رَأيْتَ النَبْتَ في الصَحراءِ يَربو **** وَحدَهُ فاسْأَلْهُ مَنْ أَرْباكا ؟
وَإذا رَأَيتَ البَدْرَ يَسْري نَاشِراً **** أَنوارَهُ فاسأَلْهُ مَنْ أَسْراكا ؟
وَاسأَلْ شُعاعَ الشَمسِ يَدنو وَهيَ أَبْعَدُ **** كُلَّ شَيءٍ ما الذي أَدناكا ؟



قُلْ للمَريرِ مِنَ الثمارِ مَنْ الذي **** بِالمُرِّ مَنْ دونَ الثِمارِ غَذَاكا ؟
وَإذا رَأَيتَ النَخْلَ مَشقوقَ النَوى **** فَاسألْهُ مَنْ يا نَخْلُ شَقَّ نَوَاكا ؟
وَإذا رَأَيتَ النّارَ شَبَّ لَهيبُها **** فاسأَلْ لَهيبَ النّارِ مَنْ أَوْراكا ؟
وَإذا تَرى الجَبلَ الأَشَمَّ مُناطحاً **** قِمَمَ السَحابِ فَسَلهُ مَن أَرْساكا؟



وَإذا تَرى صَخْراً تَفَجَّرَ بالمياهِ **** فَسَلهُ مَنْ بالماءِ شَقَّ صَفاكا ؟
وَإذا رَأيتَ النَهرَ بِالعَذْبِ الزُلالِ **** جَرى فَسَلْهُ مَن الذي أَجْراكا ؟
وَإذا رَأيتَ البَحرَ بالملحِ الأُجاجِ **** طَغى ، فَسَلهُ مَن الذي أَطْغاكا ؟
وَإذا رَأيتَ الليلَ يَغَْشى داجياً **** فاسْأَلهُ منْ يا ليلُ حاكَ دُجاكا ؟



وَإذا رَأيتَ الصُبحَ يُسفرُ ضاحياً **** فاسأَلهُ مَن يا صُبحُ صَاغَ ضُحاكا ؟
هذي عَجائبٌ طَالما أَخَذَتْ بِها **** عَيناكَ وانْفَتحَت بِها أُذُناكا !!
وَاللهُ في كُلِّ العجائبِ ماثلٌ **** إِنْ لَمْ تَكُنْ لِتَراهُ فَهو يَراكا ؟
يا أَيّها الإنسانُ مَهلاً ما الذي **** باللهِ جَلَّ جَلالُهُ أَغْراكا ؟

شوقي الى الله ابكاني
23 May 2011, 06:52 PM
يا رَبُّ عُدْتُ إلى رِحابِكَ تائِباً



إبراهيم بديوي



يا رَبُّ عُدْتُ إلى رِحابِكَ تائِباً *** مُسْتَسْلماً مُسْتَمْسكاً بِعُراكا
ما لي وَما للأَغنياءِ وَأنتَ ياربي *** الغَنيُّ وَلا يَحَدُّ غِناكا
مَا لي وَما للأقوياءِ وَأنتَ ياربي *** وَرَبُّ النّاسِ مَا أَقواكا
إِنّي أَوَيتُ لِكلِّ مَأْوى في الحَياةِ *** فَما رَأيْتُ أَعَزُّ مِن مَأْواكا

وَتَلَمَّسَتْ نَفسي السَبيلَ إلى النَجاة *** فَلَمْ تَجِدْ مَنجى سِوى مَنْجاكا
وَبَحَثَتْ عَنْ سِرِّ السَعادةِ جاهداً *** فَوَجدْتُ هذا السِرَّ في تَقواكا
فَلْيَرضَ عَنّي النّاسُ أو فَليَسخَطوا *** أَنا لَمْ أَعُدْ أَسعى لِغَيرِ رِضاكا
أَدْعوكَ يا رَبّي لِتَغفرَ حَوْبَتي *** وَتُعينَنَي وَتمُدَني بِهُداكا

فَاقْبَل دُعائي واسْتَجِبْ لِرَجاوَتي *** مَا خَابَ يوماً مَن دَعا وَرَجاكا
يا رَبُّ هذا العَصْرُ أَلْحَدَ عِندَما *** سَخَّرْتَ يا رَبّي لَهُ دُنياكا
عَلَّمْتَهُ مِن عِلمِكَ (النَوَوي) ما *** علْمتَهُ فإذا به عاداكا
ما كَادَ يُطْلِقُ لِلعُلا صاروخَهُ *** حَتّى أَشاحَ بِوَجهِهِ وَقَلاكا

وَاغْتَرَّ حَتّى ظَنَّ أَنَّ الكَونَ في *** يُمنَى بَني الإنسانِ لا يُمْناكا
أَوْ ما دَرى الإنسانُ أَنَّ جَميعَ ما *** وَصَلَتْ إليهِ يَداهُ مِنْ نُعماكا ؟
أَوَ مَا دَرى الإنسانُ أَنَّكَ لَو أَرَدْت *** لَظَلَّتْ الذرّاتُ في مَخْباكا
لَو شِئْتَ يا رَبّي هوى صارُوخَه *** أوْ لَو أَرَدْتَ لَما استطاعَ حَرَاكا

يا أَيّها الإنسانُ مَهلاً واتْئِدْ *** واشكُرْ لِرَبّكَ فَضْلَ ما أَولاكا
واسْجُدْ لمَولاكَ القديرُ فَإنّما *** مُستحدَثاتِ العلمِ مِن مَولاكا
أَفَإِنْ هَداكَ بِعِلْمِهِ لَعَجيبةٌ *** تَزَوّرُ عَنْهُ وَيَنثَني عِطفاكا
إنَّ النَواةَ ولكتروناتِ الّتي *** تَجري يَراها اللهُ حينَ يَراكا

مَا كُنْتَ تَقوى أَنَّ تَفتيتَ ذَرَّةٍ *** مِنهُنَّ لَولا اللهُ قَدْ قَوَّاكا
كُلَّ العَجائبِ صَنْعَةَ العَقلِ الذي *** هُوَ صَُنْعَةُ اللهِ الذي سَوّاكا
وَالعقلَ لَيسَ بِمُدركٍ شيئاً إذا *** ما اللهُ لَمْ يَكتُبْ لَهُ الإدْراكا