المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا :: شعر :: صبري الصبري ---



ام حفصه
22 Apr 2011, 09:40 PM
سوريْا العروس تهيأت لزفافِ
وتزينت بحضارة الأسلافِ

وتضوعت بالمسك طيَّب ثغرها
وردائها بحريره الهفهافِ

وتمخرَّت ريح الأوائل يممت
وجها لهم بمحاسن الإتحافِ

واستنشقت من روضهم بجمالها
ما بالنسيم من الأريج الضافي

وتمخترت بقوامها وبقدها
سحرٌ تحدَّر من جبين تعافي

غسلت بشط فراتها وجها لها
وتظللت بالتينِ والصفصافِ

وبنهر بردى أمعنت في نزهة
سوريِّة الملاَّح والمجدافِ

وتطلعت للنور يغمر أرضها
منذ انبلاج مشارق الإرهافِ

فهي الجميلة أينعت بزهورها
ما واجهت جدب الثرى بجفافِ

فمنابت الأشجار ينبت بالحيا
يهمي عليها من خلال مصافي

في خضرة الأوراق أفنان بها
إسعافنا بمباهج الإسعافِ

ومراتع الترحال في أرجائها
يسري بنا في سعينا الطوَّافِ

بدمشق (جِلَّق) كم تناهى ذكرها
بالدهر واسأل غوطة بعفافِ

تحوي البساتين النضيرة حولها
وتبث فحوى أنسها المضيافِ

وتنير ذكرى ما تقادم جهرة
للفكر فيها أوضح الكشَّافِ

فدمشق تاريخ الحضارة أضرمت
فينا اشتياق القلب والأعطافِ

نهفو إليها نستريح بحضنها
ونقيم فيها منتدى الآلافِ

هبوا إليها مغرمين بأهلها
أهل المكارم مكرمي الأضيافِ

والجامع الأموي يبدو شامخا
بتناسق الردهات والأكتافِ

إيهٍ .. إليها الفاتحون تدفقوا
من كل صوب بانطلاق وافي

في يوم يرموك المفاخر كبروا
بـ(النصر) كانت جانب (الأعرافِ)

و(أبو عبيدة) والجنود و(خالد)
كانوا رجال الحق والإنصافِ

وتقهقر الرومان جروا خزيهم
جرا ونالوا خيبة الإضعافِ

واستشرفت سورْيْا الأبية عزها
من نور ربك واهب الألطافِ

وتبوأت أعلى المعالي قدرها
يسمو بذروة قمة الأشرافِ

تأبى المظالم كلها لا ترتضي
ضيما لها من عصبة الأجلافِ

تمضي تثور على العتاة بعزمها
من قلبها وبمجمل الأطرافِ

تنقض كالشهب السريعة فجأة
نحو الغزاة بصعقة الإرجافِ

عبر الزمان رجالها ونساؤها
فخر العروبة في أتم تعافي

واقرأ تواريخا لديك عديدة
عنهم توافي أحسن الأصدافِ

كاللؤلؤ المكنون في نهر جرى
للفكر يهدي سلسبيل مشافي

جودي بوصلك يا حبيبة إنني
أشتاق فيك رقائق استلطافِ

وأود حسنك هل أَبَحْتِ لعاشقٍ
قبلي هواكِ المستكين الخافي ؟!

أنا عازف الألحان جئت مغردا
شطر الجمال بفكري الوقَّافِ

عند الجمال مُقَدِّرا أوصافه
ومعبّرا عن ومضهِ الخَطَّافِ

أنت العروس تعطرت بعطورها
بالجيد والأهداب بالإسرافِ

بالتبر تلبس بالشذا خلخالها
تختار أجمل لمسة لخِفافِ

لتدوس كل مكابر ومعاند
ومجاهر بالسوء والإجحافِ

فيها مكامن قوة وإرادة
في مستطاع الفعل والإشرافِ

ولها حماةٌ مخلصون تدفقوا
طول الزمان بصولة لخِفافِ

ما نال منها معتدٍ أطماعه
أو قام فيها هانئ الأوقافِ

يرتد بالخذلان يهوي حاسرا
يلقى الهوان بخيبة وكفافِ

فهم الأشاوس أهل سنة (أحمد)
طه (محمد) كامل الأوصافِ

لا يأبهون بغاصبٍ أو سالبٍ
أو ضارب بمعاول الإتلافِ

مهما تطاولت السنون وأمعنت
زمر العدو بسوءة الإسفافِ

هم أهل شام والشوام بحكمة
وبضاعة من أجود الأصنافِ !

وهم الأباة الصامدون وخصمهم
يحيا بجبن المارق الخوَّافِ

وهم التقاة الصابرون علومهم
فاضت كشهد عبقري صافي

لازلت أرجو من لدنهم نهضة
بكياسة بتضاعف الأضعافِ

لتحرر الجولان .. تطرد عصبة
تحيا برجفة لعنة لضعافِ

وتقاوم الطغيان في بهتانه
ظن المكانَ حظيرة لخرافِ

أعني العروبة أرضها وديارها
وانساب بين اللحم والأصوافِ

إني لآمل في العروبة ثورة
عظمى تقض مضاجع الأحلافِ

وتكون في صفو بألفتها كما
كانت وتنهي نكبة لخلافِ

وتعيد جولانا وقدسا مثلما
كانا بماضي العز والإيلافِ

ويعود زيتون الطهارة صادحا
للتين في عصر له شفَّافِ

يا عرس شام والعروس هي التي
كانت لديَّ بألطف استظرافِ !

حتما أحبك والشواهد كلها
تحكي محبة مغرم بـ(عفافِ) !

فعروسنا بالشام آن أوانها
لتنال فرحة بهجة بزفافِ !

منقول--

شوقي الى الله ابكاني
23 Apr 2011, 08:42 PM
http://media.learn4arab.com/thanks/417-wonderfull.gif