ابو الهيثم
06 Nov 2004, 01:43 AM
القضية المصيرية للمسلمينundefined
ان واقع المسلمين اليوم يلمسه كل مسلم فلا يحتاج الى شرح , ولا يتطلب أي بيان . فبلادهم تحكم بانظمة الكفر , فهي دار كفر قطعا لا كلام . فهي مجزأة الى اكثر من اربعين كيانا , بين دولة وامارة. وسلطنة ومشيخة , فهي اضعف من ان تقف في وجه الكفار , لذلك كانت قضية أي قطر من اقطار المسلمين هي تحويله الى دار اسلام , وتوحيده مع غيره من بلاد الاسلام , وهذه القضية مصيرية , بل هي جماع القضايا المصيرية كلها .
فكان لا بد من ان يكون الاجراء الذي يتخذه اتجاهها اجراء حياة او موت . غير ان هذه القضية المصيرية , قضية تحويل البلاد الى دار اسلام , وتوحيدها مع غيرها من بلاد الاسلام , هي هدف يسعى لتحقيقه . والطريقة التي تتخذ لتحقيق هذا الهدف انما هي اقامة الخلافة نظاما للحكم , ليتحقق باقامتها تحويل البلاد الى دار اسلام . وبالتالي توحيدها مع غيرها من بلاد الاسلام .
غير انه ينبغي ان يكون واضحا ان ما يواجه المسلمين الان ليس نصب خليفة حتى يقال انه فرض كفاية على المسلمين لما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (( ومن مات وليس عليه امام جماعة فان ميتته ميتة جاهلية (( فلا يكون قضية مصيرية , بل الذي يواجه المسلمين الان هو اقامة الخلافة , أي ايجاد نظام الخلافة نظام حكم وهذه واقعها غير واقع نصب خليفة , وان كانت اقامتها تحتم نصب خليفة واقامة الخلافة قضية مصيرية قطعا , لانها فوق كونها طريقة لتحويل بلادنا من دار كفر الى دار اسلام , فان اقامتها انما تكون لهدم انظمة الكفر , اي لازالة الكفر البواح , وهي قضية مصيرية , لقوله عليه السلام : (( إلا أن كفرا بواحا )) ولما جاء الحديث (( قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال : لا , ما أقاموا فيكم الصلاة )) .
ومن هنا كانت الطريقة لتحقيق قضية المسلمين قضية مصيرية لأنها تحقيق لقضية مصيرية , ولان الدليل الشرعي من السنة يدل على انها قضية مصيرية , فلا بد من ان يكون الاجراء الذي يتخذ تجاهها اجراء حياة او موت . غير ان المسلمين منذ اناخ عليهم حكم الكفر بكلكلة , وصارت الى الكفار والمنافقين والمرتدين أمورهم , وهم ما ينفكونويحاولون ان يتحرروا من هذه القضية التي يكافحون في سبيلها هي قضية مصيرية ليس لها من اجراء الا اجراء الموت والحياة , فكان فقدان هذا الادراك من جماعة المسلمين هو الذي سلبهم ـ وصفهم جماعة أو امة ـ الاستعداد لتحمل الاذي والسجن والتعذيب , فضلا عن تحمل الفقر والدمار والموت , مما لا ينفصل ابدا عن معارك الكفاح التي تدور حول القضايا المصيرية . لذلك سطرت هذه المحاولات على نفسها الفشل المحقق ولم تستطع ان تتقدم خطوة واحدة نحو القضية التي تناضل من اجلها .
ولم يكن المسلمون بحاجة الى تفكر وتأمل زائدين حتى يدركوا ان قضيتهم هي قضية مصيرية. فقد كان واضحا منذ اللحظة الاولى , كما هو واضح اليوم لكل ذي عينين , أنه يستحيل على الكفار عادة وعقلا أن يمكنوا الإسلام من العودة الى الحياة السياسية- أي الى الحكم – ما كان في أيديهم ذرة من قدرة على بطش بمن هم لهذا عاملون . وشأن المرتدين والمنافقين في هذه القضية ليس بأقل بطشا وإجراما . فهم سيلقون بكل ما تطاله أيديهم من قوة في ساحة المعركة ليقفوا حربا على المؤمنين الذين يريدون أن ينتزعوا منهم الحكم انتزاعا ليقيموا أحكام الله ، وليصونوا حرمات الله .
وعليه فانه يستحيل على أية محاولة يقوم بها المسلمين في سبيل هذه القضية أن تثمر ما لم يعتبروا القضية قضية مصيرية ، إجراء الحياة أو الموت عليه مرهون تحققها. والمسلمون لما لم يعوا طبيعة المعركة ، ولما لم يدركوا حقيقة حكم الله فيها ، راحوا ينشدون تحرير أنفسهم بطريقة ليست على مستوى القضايا المصيرية ، بل هي القضايا العادية. فكانت إجراءاتهم ذلك دون إجراء الحياة أو الموت.
مع أن الحقيقة أن القضايا التي طبيعتها مصيرية كإزالة نظام كفر وإقامة نظام الإسلام ، سواء أدركت على هذا الأساس أم لم تدرك ، يستحيل أن يصل أحد الى تحقيقها مهما كانت قوته، ومهما بذل من جهود، إلا إذا اعتبرها في سيره وتصوره واتخذ تجاهها الإجراء التي تحتمه طبيعتها، وهو إجراء الحياة أو الموت. ومن هنا كان لا بد من أن يصارع المسلمون أفرادا وجماعات ، وإنه لا مناص لهم أن يجعلوا أعمالهم في كفاح الكفر على أساس إجراء الحياة أو الموت، لأن طبيعة قضيتهم تحتم هذا الإجراء، ولأن الشرع في الكتاب والسنة قد جاء بهذا الإجراء .
على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا أن نحدد قضايانا ، وعلمنا أن نتخذ إجراء الحياة أو الموت في كل قضية مصيرية . فإنه صلى الله عليه وسلم حين أرسله الله بالإسلام ، وبدأ يبلغ الدعوة بالصراع الفكري ، قد حدد قضيته بانها إظهار للإسلام ، واتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت. فقد روي عنه عليه السلام أنه حين قص عليه عمه أبو طالب ما طلبته قريش منه أن يجعل محمدا أن يكف عنهم ، وقال له فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق) قال له رسول الله (( يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته)) . وحين أقام الدولة وقام بالجهاد بالسيف قد حدد قضيته كذلك بانها إظهار الإسلام ، واتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت فقد روي عنه عليه السلام أنه حين كان بعسفان على محلتين من مكة وهو ذاهب في حادث الحديبية، لقيه رجل من بني كعب، فسأله النبي عما قد يكون لديه من أخبار قريش ، فكان جوابه ( قد سمعت- أي قريش- بمسيرك فخرجوا وقد لبسوا جلود النمور ونزلوا بذي طوى، يعاهدون الله لا تدخل عليهم أبدا . وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموها الى كراع الغميم فقال الرسول : (( يا ويح قريش ! لقد أهلكتهم الحرب. ماذا عليهم لو خلو بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة. فما تظن قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة)) والسالفة صفحة العنق وكنى بانفرادها عن الموت، ثم مضى في سيره حتى نزل بالحديبية .
ففي هاتين الحالتين حالة حمل الدعوة بالصراع الفكري، وحالة حملها بالجهاد والسيف، حدد الرسول قضيته بأنها لإظهار الإسلام ، وجعلها قضية مصيرية . واتخذ تجاهها الإجراء الذي تتطلبه وتحتمه في الحالتين ، وهو إجراء الحياة أو الموت. ولذلك قال في الحالة الأولى (( حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته )) وقال في الحالة الثانية (( حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة )) . ولو لم يجعل الرسول تلك القضية قضية مصيرية ، ويتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت ما ظهر الإسلام ، لا بتبليغ الدعوة عن طريق الصراع الفكري ، ولا بتبليغها عن طريق الجهاد بالسيف .
وكذلك ما عليه المسلمون اليوم في واقعهم ، وهو تحكم أنظمة الكفر فيهم وسيطرة الكفار والمنافقين عليهم ، فإنهم إذا لم يجعلوا قضيتهم قضية مصيرية ، ويتخذوا تجاهها إجراء الحياة أو الموت ، لا يمكن أن يخصل لسعيهم أي انتاج ، ولا يمكن أن يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام .
لهذا فإننا ندعو كل مسلم في وسط هذا الكفر المتحكم في بلاد الإسلام ، لأن يعمل لإقامة الخلافة طريقة لتحويل بلاده إلى دار الإسلام ، وتوحيدها مع غيرها من بلاد المسلمين ، وأن يحمل الدعوة إلى العالم ابتغاء إظهار الإسلام ، وأن يردد بإيمان صادق ، واستنارة ووعي ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته )) وقوله عليه السلام (( فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة )) .
ان واقع المسلمين اليوم يلمسه كل مسلم فلا يحتاج الى شرح , ولا يتطلب أي بيان . فبلادهم تحكم بانظمة الكفر , فهي دار كفر قطعا لا كلام . فهي مجزأة الى اكثر من اربعين كيانا , بين دولة وامارة. وسلطنة ومشيخة , فهي اضعف من ان تقف في وجه الكفار , لذلك كانت قضية أي قطر من اقطار المسلمين هي تحويله الى دار اسلام , وتوحيده مع غيره من بلاد الاسلام , وهذه القضية مصيرية , بل هي جماع القضايا المصيرية كلها .
فكان لا بد من ان يكون الاجراء الذي يتخذه اتجاهها اجراء حياة او موت . غير ان هذه القضية المصيرية , قضية تحويل البلاد الى دار اسلام , وتوحيدها مع غيرها من بلاد الاسلام , هي هدف يسعى لتحقيقه . والطريقة التي تتخذ لتحقيق هذا الهدف انما هي اقامة الخلافة نظاما للحكم , ليتحقق باقامتها تحويل البلاد الى دار اسلام . وبالتالي توحيدها مع غيرها من بلاد الاسلام .
غير انه ينبغي ان يكون واضحا ان ما يواجه المسلمين الان ليس نصب خليفة حتى يقال انه فرض كفاية على المسلمين لما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (( ومن مات وليس عليه امام جماعة فان ميتته ميتة جاهلية (( فلا يكون قضية مصيرية , بل الذي يواجه المسلمين الان هو اقامة الخلافة , أي ايجاد نظام الخلافة نظام حكم وهذه واقعها غير واقع نصب خليفة , وان كانت اقامتها تحتم نصب خليفة واقامة الخلافة قضية مصيرية قطعا , لانها فوق كونها طريقة لتحويل بلادنا من دار كفر الى دار اسلام , فان اقامتها انما تكون لهدم انظمة الكفر , اي لازالة الكفر البواح , وهي قضية مصيرية , لقوله عليه السلام : (( إلا أن كفرا بواحا )) ولما جاء الحديث (( قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال : لا , ما أقاموا فيكم الصلاة )) .
ومن هنا كانت الطريقة لتحقيق قضية المسلمين قضية مصيرية لأنها تحقيق لقضية مصيرية , ولان الدليل الشرعي من السنة يدل على انها قضية مصيرية , فلا بد من ان يكون الاجراء الذي يتخذ تجاهها اجراء حياة او موت . غير ان المسلمين منذ اناخ عليهم حكم الكفر بكلكلة , وصارت الى الكفار والمنافقين والمرتدين أمورهم , وهم ما ينفكونويحاولون ان يتحرروا من هذه القضية التي يكافحون في سبيلها هي قضية مصيرية ليس لها من اجراء الا اجراء الموت والحياة , فكان فقدان هذا الادراك من جماعة المسلمين هو الذي سلبهم ـ وصفهم جماعة أو امة ـ الاستعداد لتحمل الاذي والسجن والتعذيب , فضلا عن تحمل الفقر والدمار والموت , مما لا ينفصل ابدا عن معارك الكفاح التي تدور حول القضايا المصيرية . لذلك سطرت هذه المحاولات على نفسها الفشل المحقق ولم تستطع ان تتقدم خطوة واحدة نحو القضية التي تناضل من اجلها .
ولم يكن المسلمون بحاجة الى تفكر وتأمل زائدين حتى يدركوا ان قضيتهم هي قضية مصيرية. فقد كان واضحا منذ اللحظة الاولى , كما هو واضح اليوم لكل ذي عينين , أنه يستحيل على الكفار عادة وعقلا أن يمكنوا الإسلام من العودة الى الحياة السياسية- أي الى الحكم – ما كان في أيديهم ذرة من قدرة على بطش بمن هم لهذا عاملون . وشأن المرتدين والمنافقين في هذه القضية ليس بأقل بطشا وإجراما . فهم سيلقون بكل ما تطاله أيديهم من قوة في ساحة المعركة ليقفوا حربا على المؤمنين الذين يريدون أن ينتزعوا منهم الحكم انتزاعا ليقيموا أحكام الله ، وليصونوا حرمات الله .
وعليه فانه يستحيل على أية محاولة يقوم بها المسلمين في سبيل هذه القضية أن تثمر ما لم يعتبروا القضية قضية مصيرية ، إجراء الحياة أو الموت عليه مرهون تحققها. والمسلمون لما لم يعوا طبيعة المعركة ، ولما لم يدركوا حقيقة حكم الله فيها ، راحوا ينشدون تحرير أنفسهم بطريقة ليست على مستوى القضايا المصيرية ، بل هي القضايا العادية. فكانت إجراءاتهم ذلك دون إجراء الحياة أو الموت.
مع أن الحقيقة أن القضايا التي طبيعتها مصيرية كإزالة نظام كفر وإقامة نظام الإسلام ، سواء أدركت على هذا الأساس أم لم تدرك ، يستحيل أن يصل أحد الى تحقيقها مهما كانت قوته، ومهما بذل من جهود، إلا إذا اعتبرها في سيره وتصوره واتخذ تجاهها الإجراء التي تحتمه طبيعتها، وهو إجراء الحياة أو الموت. ومن هنا كان لا بد من أن يصارع المسلمون أفرادا وجماعات ، وإنه لا مناص لهم أن يجعلوا أعمالهم في كفاح الكفر على أساس إجراء الحياة أو الموت، لأن طبيعة قضيتهم تحتم هذا الإجراء، ولأن الشرع في الكتاب والسنة قد جاء بهذا الإجراء .
على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا أن نحدد قضايانا ، وعلمنا أن نتخذ إجراء الحياة أو الموت في كل قضية مصيرية . فإنه صلى الله عليه وسلم حين أرسله الله بالإسلام ، وبدأ يبلغ الدعوة بالصراع الفكري ، قد حدد قضيته بانها إظهار للإسلام ، واتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت. فقد روي عنه عليه السلام أنه حين قص عليه عمه أبو طالب ما طلبته قريش منه أن يجعل محمدا أن يكف عنهم ، وقال له فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق) قال له رسول الله (( يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته)) . وحين أقام الدولة وقام بالجهاد بالسيف قد حدد قضيته كذلك بانها إظهار الإسلام ، واتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت فقد روي عنه عليه السلام أنه حين كان بعسفان على محلتين من مكة وهو ذاهب في حادث الحديبية، لقيه رجل من بني كعب، فسأله النبي عما قد يكون لديه من أخبار قريش ، فكان جوابه ( قد سمعت- أي قريش- بمسيرك فخرجوا وقد لبسوا جلود النمور ونزلوا بذي طوى، يعاهدون الله لا تدخل عليهم أبدا . وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموها الى كراع الغميم فقال الرسول : (( يا ويح قريش ! لقد أهلكتهم الحرب. ماذا عليهم لو خلو بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة. فما تظن قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة)) والسالفة صفحة العنق وكنى بانفرادها عن الموت، ثم مضى في سيره حتى نزل بالحديبية .
ففي هاتين الحالتين حالة حمل الدعوة بالصراع الفكري، وحالة حملها بالجهاد والسيف، حدد الرسول قضيته بأنها لإظهار الإسلام ، وجعلها قضية مصيرية . واتخذ تجاهها الإجراء الذي تتطلبه وتحتمه في الحالتين ، وهو إجراء الحياة أو الموت. ولذلك قال في الحالة الأولى (( حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته )) وقال في الحالة الثانية (( حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة )) . ولو لم يجعل الرسول تلك القضية قضية مصيرية ، ويتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت ما ظهر الإسلام ، لا بتبليغ الدعوة عن طريق الصراع الفكري ، ولا بتبليغها عن طريق الجهاد بالسيف .
وكذلك ما عليه المسلمون اليوم في واقعهم ، وهو تحكم أنظمة الكفر فيهم وسيطرة الكفار والمنافقين عليهم ، فإنهم إذا لم يجعلوا قضيتهم قضية مصيرية ، ويتخذوا تجاهها إجراء الحياة أو الموت ، لا يمكن أن يخصل لسعيهم أي انتاج ، ولا يمكن أن يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام .
لهذا فإننا ندعو كل مسلم في وسط هذا الكفر المتحكم في بلاد الإسلام ، لأن يعمل لإقامة الخلافة طريقة لتحويل بلاده إلى دار الإسلام ، وتوحيدها مع غيرها من بلاد المسلمين ، وأن يحمل الدعوة إلى العالم ابتغاء إظهار الإسلام ، وأن يردد بإيمان صادق ، واستنارة ووعي ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته )) وقوله عليه السلام (( فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة )) .