المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العشر الأواخر



سهام الليل
02 Nov 2004, 02:30 AM
هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان ، و تاج رمضان قد قدمت .
فيا ترى كيف نستقبلها ؟

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر الأواخر بعدة أعمال .
ففي الصحيحين من حديث عائشة : « كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله » و لفظ لمسلم : « أحيا ليله و أيقظ أهله » و لها عند مسلم : « كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها »
و لها في الصحيحين : « أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله » .
و في الصحيحين من حديث أبي هريرة نهى رسول الله عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين : إنك تواصل يا رسول الله ؟
قال : « و أيكم مثلي ؟ إني أبيت عند ربي يطعمني و يسقيني » .

فمن هذه الأحاديث نرى أن النبي كان يجتهد بالأعمال التالية :
1- أيقاظ أهله : و ما ذاك إلا شفقة و رحمة بهم حتى لا يفوتهم هذا الخير في هذه الليالي العشر .
2- إحياء الليل : فإنه إذا كان رمضان كان يقوم و ينام ، حتى إذا ما دخلت العشر الأواخر أحيا الليل كله أو جله ، فقد أخرج أصحاب السنن بإسناد صحيح من حديث أبي ذر رضي الله عنه : « صمنا مع رسول الله في رمضان فلم يقم بنا شيئا منه حتى بقي سبع ليال ، فقام بنا السابعة حتى مضى نحو من ثلث الليل ، ثم كانت التي تليها ... حتى كانت الثالثة فجمع أهله و اجتمع الناس فقام حتى خشينا الفلاح . فقلت : و ما الفلاح ؟ قال : السحور . »
3- شد المئزر : و المراد به اعتزال النساء كما فسره سفيان الثوري و غيره .
4- الاعتكاف : و هو لزوم المسجد للعبادة و تفريغ القلب للتفكر و الاعتبار .
5- الوصال : وهو أنه صلى الله عليه و سلم كان لا يأكل شيئا أبدا لمدة أيام وهذا من خصائصه .ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن رسول الله واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم ، فقيل : إنك تواصل ، فقال : « إني لست مثلكم إني أُطعم و أُسقى » ، ولهما من حديث أبي هريرة « و أيكم مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني » و عند مسلم من حديث أنس ( أن النبي نهاهم عن الوصال فأبوا أن ينتهوا ، واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال : « لو تأخر لزدتكم » كالمنكل لهم .وفي لفظ عند مسلم « لو مد الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم .. » فمن هذه الأحاديث نعلم أن الرسول كان يواصل الصيام في العشر الأواخر بدليل أنهم رأوا الهلال و هذا لا يكون إلا في آخر الشهر . وأيضا شدة حرص الصحابة على الإقتداء به . وأيضا أن المراد بالإطعام و السقاء ليس هو طعام وسقاء حقيقي ( بل المراد ما يغذيه الله لنبيه من معارف و ما يفيض على قلبه من لذة مناجاته و قرة عينه بقربه و تنعمه بحبه و الشوق إليه و توابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلب و نعيم الروح و قرة العين و بهجة النفوس و الروح و القلب بما هو أعظم غذاء و أجوده و أنفعه حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمن ، و كما قيل


لها أحاديث من ذكرك تشغلها
عن الشراب و تلهيها عن الزاد

لها بوجهك نور تستضيء به
و من حديثك في أعقابها حادي

إذا شكت من كلال السير أوعدها
روح القدوم فتحيا عند ميعاد




و من له أدنى تجربة و شوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب و الروح عن كثير من الغذاء الحيواني ، و لا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قرت عينه بمحبوبه ، و تنعم بقربه ، و الرضى عنه ، و ألطاف محبوبه و هداياه و تحفه تصل إليه كل وقت ، ومحبوبه حفي به ، معتنٍ بأمره ، مكرم له غاية الإكرام مع المحبة التامة له ، أفليس في هذا أعظم غذاء لهذا المحب ؟ فكيف بالحبيب الذي لا أجل منه و أعظم ، و لا أجمل و لا أكمل و لا أعظم إحسانا إذا امتلأ قلب المحب بحبه ، و ملك حبه جميع أجزاء قلبه و جوارحه و تمكن حبه منه أعظم تمكن ، وهذا حاله مع حبيبه ، أفليس هذا المحب عند حبيبه يطعمه و يسقيه ليلا و نهارا ؟ و لهذا قال « إني أظل عند ربي يطعمني و يسقيني » و لو كان ذلك طعاما و شرابا للفم ، لما كان صائما فضلا عن كونه مواصلا ) اهـ . كلام ابن القيم من الزاد

ترى أيه الأحبة : لماذا يفعل رسول الله كل هذا ؟
إنه يطلب تلك الليلة الزاهية ، تلك الليلة البهية ، ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، ليلة خير من ألف شهر .
نعم إنها ليلة القدر : التي من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (كما في البخاري من حديث أبي هريرة ).
إنها ليلة القدر التي إن وفقت لقيامها كتب لك كأنك عبدت الله أكثر من ( 83 ) عاما .
إنها ليلة القدر : ليلة عتق و مباهاة ، وخدم و مناجاة ، و قربة و مصافاة .

وآه لنا إن فاتتنا هذه الليلة .
وا حسرتاه إن فاتتنا ليلة القدر . و كيف لا يتحسر من قد فاتته المغفرة ،من فاته عبادة أكثر من ثلاث و ثمانين عاما ، إن من تفوته فهو المحروم ، وهو المطرود .
عند ابن ماجة ( قال في صحيح الترغيب و الترهيب : حسن ) ( إن هذا الشهر قد حضركم فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم )

إنها ليلة القدر التي كان رسولنا يحث الصحابة على التماسها حثا شديدا .

أيه الأحبة :
إن إدراك ليلة القدر- و الله - لهو أمر سهل – على من سهل الله عليه – و ما ذاك ألا بأن نقوم العشر الأواخر كلها و بهذا نضمن إدراك ليلة القدر بإذن الله . أيه الأحبة :
أن قيام الليل هو دأب الصالحين و شعار المتقين و تاج الزاهدين ، كم وردت فيه من آيات و أحاديث ، وكم ذكرت فيه من فضائل ، فكيف إذا كان في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر .
ماذا فاته من فاته قيام الليل ، أما لكم همة تنافسون الحسن و الفضيل و سفيان .
أما لكم همة كهمة التابعي أبي إدريس الخولاني حيث كان يقوم حتى تتورم قدماها و يقول : و الله لننافسن أصحاب محمد على محمد صلى الله عليه وسلم و حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا .


يا أيها الراقد كم ترقد
قم يا حبيبا قد دنا الموعد

و خذ من الليل و ساعاته
حظا إذا هجع الرقد

من نام حتى ينقي ليله
لم يبلغ المنزل أو يجهد

قل لذوي الألباب أهل التقى
قنطرة العرض لكم موعد



آه يا مسكين لو رأيت أقواما تركوا لذيذ النوم ففازوا بليلة القدر فهم في قبورهم منعمين ، وغدا بين الحور العين جذلين ، وفي الجنان مخلدين .
آه لو رأيت من ترك قيام الليل ، فهو في قبره ما بين حسرة و لوعة .
يا عبد الله اهجر فراشك ، فإن الفرش غدا أمامك


اهجر فراشك جوف الليل و ارم به
ففي القبور إذا فوافيتها فرش

ما شئت إن شئتها فرشا مرقشة
أو رمضة فوقها السمومة الرقُشُ*

هذا ينام قرير العين نائما
و ذا عليه سخين العين ينتهش

شتان بينهما وبين حالهما
هل يستوي الري في الأحشاء و العطش

قاموا و نمنا و كل في تقلبه
لنفسه جاهدا يسعى و يجتوش

أولئك الناس إن عد الكرام فهم
و إن ترد دبشا فنحن ذا دبش



* (الأفاعي)

فيا عبد الله
إن أردت لحاق السادة ، فاترك مخاللة الوسادة .

يا ثقيل النوم : أما تنبهت ، الجنة فوقك تزخرف ، و النار تحتك توقد ، و القبر إلى جنبك يحفر ، و لربما يكون الكفن قد جهز .

يا عبد الله :
أمامك الجواهر و الدرر، أمامك ليلة القدر ، فعلاما تضيع الأعمار في الطين و المدر .

يا طويل النوم :
بادر قبل أن يفوتك { تتجافى جنوبهم } فتأتي يوم القيامة فلا تجد { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } .

فيا أخي : و الله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال .
آلا تستحق ليلة القدر أن نضحي من أجلها بعشر ليال فقط .
غدا يا عبد الله عندما يوفى الناس أعمالهم تحمد قيامك و صيامك .
غدا يا عبد الله تفرح بتهجدك و صلاتك ، حين يتحسر أهل الغفلة .
اللهم إنا نسأل أن تجعلنا من من يوفق قيام لليلة القدر و أنت أكرم الأكرم .

و كتبه
محمد الجابري

سنا البرق
02 Nov 2004, 04:08 AM
<div align="center">

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سهام الليل

بارك الله فيك أختي الكريمة , تذكير جيـد لاحرمك ربي الأجر , ولنكثر اللهم إنك عفو كريم

تحب العفو فأعفوعنا في هذه الليالي الفضيلة , وقد ورد في التفاسير إن النبي صلى الله

عليه وسلم تقاصر أعمار أمته في أن يبلغوا من الأعمال ما بلغت الأمم السابقة , فأنزل

الله السورة .. فأقرأ مايلي لتعرف كل شيء عن تلك الليلة العظيمة ..




<span style='color:red'>فضائل ليلة القدر


1 ـ أنها ليلة أنزل فيها القرآن، فقد قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} (البقرة /185) وقال سبحانه: {إنَّا أنزلناه في ليلة القدر} (القدر/1).

2 ـ فيها يفرق كل أمر حكيم، كما جاء بذلك التنزيل، أي أنه يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها.

3 ـ أنَّ من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه" (متفق عليه). قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح: قوله: "إيماناً" أي: تصديقاً بوعد الله بالثواب، و"احتساباً" أي طلباً للأجر لقصد آخر من رياء أو نحوه" اهـ. (فتح الباري4/251).

4 ـ أنه أنزل في فضل سورة ألا وهي سورة القدر، وقد روي في سبب نزولها عدَّة روايات، منها ما رواه مالك أنَّه بلغه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِي أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك، فكأنَّه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر.

ومنها ما رواه ابن جرير بسنده عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي. ففعل ذلك ألف شهر فأنزل الله هذه الآية {ليلة القدر خير من ألف شهر} قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل. اهـ. (الطبري 15/260).

5 ـ أنَّها خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر، وهو اختيار ابن جرير وابن كثير، قال الطبري ـ رحمه الله ـ :"وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عمل في ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر، وأمَّا الأقوال الأخر فدعاوى باطلة لا ادلة عليها من خبر ولا عقل ولا هي موجودة في التنزيل (الطبري15/260).

6 ـ تنزيل الملائكة والروح فيها. قال ابن كثير رحمه الله: "أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة؛ لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزيل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيماً له، وأمَّا الروح فقد قيل المراد به ههنا جبريل عليه السلام، فيكون من باب عطف الخاص على العام، وقيل: هم ضرب من الملائكة" (ابن كثير 8/255).

7 ـ أنها سلام، قال تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر} قال مجاهد: "هي ساعة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل أذى" (ابن كثير) وقال الشعبي: "تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر" (ابن كثير).

هذا ممَّا ورد في فضائل هذه الليلة في هذه السورة، ومن فضائلها:

8 ـ أنَّها ليلة مباركة، قال تعالى: {إنَّا أنزلناه في ليلة مباركة} قال القاسمي ـ رحمه الله: "والبركة واليمن لا ريب أنها كانت أبرك ليلة وأيمنها على العالمين بتنزيل ما فيه الحكمة والهدى، والهداية من الضلال والردى، قال القاشاني: ووصفها بالمباركة لظهور الرحمة والبركة والهداية والعدالة في العالم بسببها وازدياد رتبته صلى الله عليه وسلم وكماله بها" ( محاسن التأويل 3/361).

9 ـ أنها خاصة بالأمة كما نقل ذلك جمع من أهل المذاهب (حاشية ابن قاسم 3/469) إذ هو قول الجمهور؛ لما روي مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى ليلة القدر لمَّا تقاصر أعمار أمته، ومن العلماء من يرى أنَّها كانت في الأمم الماضية كذلك، والله أعلم.

10 ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف التماساً لهذه الليلة؛ لما في الحديث الذي رواه أبوسعيد الخدري قال إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول في رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلَّم الناس فدنوا منه فقال: "إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم أعتكف العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر فمن أحبّ منكم أن يعتكف فليعتكف".







وقتها






لقد أخفى الله سبحانه وقت هذه الليلة لحكمة عظيمة، قال ابن قدامة ـ رحمه الله: قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجدوا في العبادة طعماً في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا في الدعاء في اليوم كله وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء ورضاه في الطاعات ليجتهدوا في جمعها وأخفى الأجل وقيام الساعة ليجد الناس في العمل حذراً منها.

فهذه الليلة باقية لم ترفع، قال ابن عثيمين: "الصحيح بلا شك أنَّها باقية وما ورد في الحديث "أنَّها رفعت" فالمراد: رفع علم عينها في تلك السنة؛ لأنَّ النبي صلى الله "رآها ثم خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت" هكذا جاء الحديث" (الشرح الممتع 6/491).

وهي في رمضان لقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} فالقرآن أنزل في شهر رمضان، وقال: {إنَّا أنزلناه في ليلة القدر} فإذا ضممت هذه الآية إلى تلك تعين أن تكون ليلة القدر في رمضان؛ لأنَّها لو كانت في غير رمضان ما صحَّ أن يُقال "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" {الشرح الممتع).

وأمَّا وقتها فنقل ما قاله شيخ الإسلام ـ رحمه الله، قال: "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "هي في العشر الأواخر من رمضان" وتكون في الوتر منها، لكن الوتر باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدي وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "التاسعة تبقى، السابعة تبقى، الخامسة تبقى، الثالثة تبقى" فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنتين وعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسَّره أبوسعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر.

وإذا كان الشهر تسعاً وعشرين، كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحرَّاها المؤمن في العشر الأواخر جميعه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروها في العشر الأواخر" وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون في ليلة سبع وعشرين، كما كان أبي بن كعب يحلف أنَّها ليلة سبع وعشرين. اهـ. (الفتاوى25/284).




وهذه الليلة العظيمة لها علامات تُعرف بها

منها: ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي صلى الله "أخبر أنَّ من علاماتها أنَّ الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها".

ومنها: ما ثبت من حديث ابن عباس بسند صحيح عند ابن خزيمة والطيالسي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة".

ومنها ما ثبت عند الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر بلجة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله :"فهذه العلامة التي رواها أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث، وقد روي في علاماتها "أنَّها ليلة بلجة منيرة" وهي ساكنة لا قوية البرد ولا قوية الحر، وقد يكشفها الله لبعض النَّاس في المنام أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له: هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبيَّن به الأمر، والله تعالى أعلم" (الفتاوى).

ويحصل للإنسان أجرها إذا قامها وإن لم يعلم بها على أصح قولي أهل العلم، قال ابن عثيمين ـ رحمه الله: "وأما قول بعض العلماء: إنَّه لا ينال أجرها إلا من شعر بها، فقول ضعيف جداً؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً" ولم يقل: عالماً بها، ولو كان العلم بها شرطاً في حصول الثواب لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم" ((الشرح الممتع 6/498).

ويسنُّ أن يكثر فيها من الدعاء وأن يدعو فيها بقوله "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لما روت عائشة رضي الله عنها ـ قالت: "قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحبُّ العفو فاعف عني" قال الترمذي: "هذا حديث صحيح".

وهنا مسألة نبه إليها الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وهو تخصيص ليلة القدر بعمرة، فقال: "ونقول تخصيص تلك الليلة بدعة؛ لأنَّه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع، والذي يخصص في ليلة القدر القيام الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه" ولم يقل: من اعتمر، بينما قال "عمرة في رمضان تعدل حجَّاً" فتخصيص العمرة بليلة القدر أو تخصيص ليلة القدر بعمرة هذا من البدع، وانظر كيف يزين الشيطان للإنسان العمل حتى يستحسن البدعة&#33; (الشرح الممتع).


مقتبس من مقال : خير من ألف شهر, لياسر عبدالعزيز المسند.





</span></div>

السراب
02 Nov 2004, 04:58 AM
الله يكتب لنا الأجر إن شاء الله



والله الظاهر ليتنا بس نحافظ على الصلاة في وقتها :( الله يحفظنا




تحياتي اخي الكريم وجزيت خيراً على نقلك الجميل

nooory3
02 Nov 2004, 06:16 AM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


بارك الله فيك أختي نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن قام العشر الأواخر ( ما تبقى من هذا الشهر المبارك والذي مر علينا بسرعة والله المستعان )

إيمانا واحتسابا وأن يغفر لنا ويرحمنا وألا يحرمنا من الجمع الذين سيعتقهم الرحمن من نار جهنم ( اللهم آمين )

رفقا بالقوارير
02 Nov 2004, 06:41 AM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


بارك الله فيك
أختي / سهام
اسأل الله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر وان يجعلنا من عتقائه من النار>>>اللهم آآآمين.




أختكم في الله