المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفع سيدنا عيسى ابن مريم



هزيم
29 Oct 2004, 12:29 AM
<div align="center">السلام عليكم

شيخنا الغالي منبع الخير إن شاء الله

مهبطنا وقت الحيرة اثابك الله على تفعلة لنا يا غالي

بالله يا شيخ ممكن تفسر لنا الايتين (158- 159)

( بل رفعة الله اليه وكان الله عزيزا حكيما .158. وإن من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا )

رجاءا فهمت قصدي يا شيخ فمن واقع الايات الواضح انها تحتوي على قوة البلاغة في المضمون فرجاء التوضيح اثابكم الله

للرد على من يعارض او يشكك في ذلك ( الرفع لسيدنا عيسى عليه السلام والاية 159 ليؤمنن به قبل موته ) وهل رفع ميتا ام حيا عليه السلام

أخيك في الله هزيم</div>

سنا البرق
23 Nov 2004, 08:17 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



ما هو اعتقاد المسلمين في المسيح عيسى ابن مريم ؟.

الجواب:

الحمد لله

اعتقادنا في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام هو ما دل عليه كتاب الله وسنة رسولنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

فنؤمن بأن عيسى عليه السلام عبد من عباد الله ، ورسول من رسله الكرام ، أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته .

قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) الصف /6. وقال : ( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) المائدة /72 .

فليس عيسى عليه السلام إلهاً ، ولا ابن الله كما يزعم ذلك النصارى .

قال الله عز وجل : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة /72.

وقال جل شأنه : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبة /30 .

وأول كلمة قالها عيسى عليه السلام لما أنطقه الله وهو في المهد : ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم /30 .

ونؤمن بأن الله تعالى أيده بالآيات الدالة على صدقه .

قال تعالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ) المائدة /110 .

ونؤمن بأن عيسى عليه السلام وُلد من مريم العذراء البتول بلا أب ، وليس ذلك ممتنعاً على قدرة الله الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون .

قال الله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران /59 .

وقال تعالى : ( إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران /45-47 .

ونؤمن بأنه عليه السلام أحل لليهود بعض ما كان محرماً عليهم .

قال الله عز وجل عن عيسى عليه السلام أنه قال لبني إسرائيل : ( وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) آل عمران /50 .

ونؤمن بأنه لم يمت ولم يقتله أعداؤه اليهود ، بل نجاه الله تعالى منهم ، ورفعه إلى السماء حياً .

قال عز وجل عن اليهود : ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء /156-158 .

ونؤمن بأنه بَشَّر أتباعه بنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) الصف /6 .

ونؤمن بأنه سينزل في آخر الزمان ، فيكذب أعداءه اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، ويكذب النصارى في دعواهم أنه الله أو ابن الله ، ولا يقبل منهم إلا الإسلام .

روى البخاري ومسلم (2222) ومسلم (155) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ ( وفي رواية : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ ) حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) .

(لَيُوشِكَن) أَيْ لَيَقْرَبَن أَيْ لا بُدّ مِنْ ذَلِكَ سَرِيعًا .

(أَنْ يَنْزِل فِيكُمْ) أَيْ فِي هَذِهِ الأُمَّة .

(حَكَمًا مُقْسِطًا) أَيْ حَاكِمًا عَادِلاً , وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَنْزِل حَاكِمًا بِهَذِهِ الشَّرِيعَة فَإِنَّ هَذِهِ الشَّرِيعَة بَاقِيَة لا تُنْسَخ , بَلْ يَكُون عِيسَى حَاكِمًا مِنْ حُكَّام هَذِهِ الْأُمَّة .

( فَيَكْسِر الصَّلِيب ، وَيَقْتُل الْخِنْزِير) أَيْ يُبْطِل دِين النَّصْرَانِيَّة بِأَنْ يَكْسِر الصَّلِيب حَقِيقَة وَيُبْطِل مَا تَزْعُمهُ النَّصَارَى مِنْ تَعْظِيمه .

(وَيَضَع الْجِزْيَة)

قال النووي :

الصَّوَاب فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لا يَقْبَلهَا ، وَلا يَقْبَل مِنْ الْكُفَّار إِلا الإِسْلام ، وَمَنْ بَذَلَ مِنْهُمْ الْجِزْيَة لَمْ يَكُفّ عَنْهُ بِهَا ، بَلْ لا يَقْبَل إِلا الإِسْلام أَوْ الْقَتْل . هَكَذَا قَالَهُ الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره مِنْ الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه تَعَالَى اهـ .

( َيَفِيض الْمَال ) أَيْ : يَكْثُر , وَسَبَب كَثْرَته نُزُول الْبَرَكَات ، وَتَوَالِي الْخَيْرَات ، بِسَبَبِ الْعَدْل وَعَدَم الظُّلْم، وَحِينَئِذٍ تُخْرِج الأَرْض كُنُوزهَا ، وَتَقِلّ الرَّغَبَات فِي اِقْتِنَاء الْمَال لِعِلْمِهِمْ بِقُرْبِ السَّاعَة .

ثم يموت عليه السلام ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه .

روى أحمد (9349) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ . . . ثم ذكر نزوله عليه السلام في آخر الزمان . ثم قال : فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2182) .

ونؤمن بأنه عليه السلام سيتبرأ يوم القيامة ممن زعموا أنه إله .

قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة /116-117.

( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة / 117

فهذا اعتقاد المسلمين في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .

وقد روى البخاري (3435) ومسلم (28) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) .

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان ويتوفانا عليه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد .



الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

عبيد المبين
23 Nov 2004, 05:02 PM
أخي هزيم حفظك الله مررت فرأيت سؤالك ، وتقبل الله منا ومنك ، وجعلنا وإياك من عتقائه من النار ..
أخي الكريم بالنسبة لما أردت في ظني إليك ما يلي ، مع ما أتحفنا به حبيبنا سنا البرق ، إلى أن نرى مشاركات لفضيلة الشيخ ؛ فعسى أن يكون بخير وعافية :
سأختصر لك الجواب ، وإن شئت مزيدا ، فلتبشر إن شاء الله تعالى :

ورد في سورة آل عمران قول الله عز وجل : { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55 .
وهذه الآية قد يتوهم بعض الناس من ظاهرها وفاة عيسى صلى الله عليه وسلم ؛ ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم لم يقتل ولم يصلب كما في آية النساء التي ذكرتها حفظك الله : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157؛ وكما في قوله عز وج لفي الآية الأخرى من السورة ذاتها : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً }النساء159 .
فمعنى : قبل موته ، أي قبل موت عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، كما في الأحاديث الصحيحة المتواترة .
إذا ما معنى ( متوفيك ) ؟
أجاب العلماء على ذلك بثلاثة أجوبة :
الجواب الأول :
أن الآية ليس فيها ما يدل على تحديد وقت التوفي ؛ و الواو لمطلق التشريك كما هو معروف في لغة العرب ، لغة القرآن ؛ فالواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع في اللغة . وعل هذا تكون وفاة حقيقية في الوقت الذي لا يلي نزوله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان .
الجواب الثاني :
أن معنى ( متوفيك ) : منيمك ، أي أسلط النوم عليك فتنام ؛ وأرفعك إلي وأنت في حال النوم . ويدل لهذا أن الوفاة تطلق على النوم ؛ كما في قول الله عز وجل : { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42 ؛ وكما في قول دعاء الاستيقاظ المعروف : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) .
الجواب الثالث :
أن متوفيك : اسم فاعل توفاه ، إذا قبضه وحازه إليه ، ومنه قول العرب : توفى فلان دينه من فلان ، يعني أخذه وقبضه إليه وحازه واستوفاه منه ؛ فيكون المعنى : إني قابضك منهم إلي حيا .
وهذه الأجوبة كلها ممكنة يحتملها المعنى العربي ؛ ولكن الذي اختاره أكثر المفسرين ، الجواب الثاني .
واختار ابن جرير القول الأخير .

هذه خلاصة مختصرة فيها رد على كل مشكك ، ففيها دليل على جهل من يحاول التشكيك ، كما أشرت حفظك الله ، ولا سيما من النصارى الأعاجم الذين لا يعرفون لغة القرآن ، لغة العرب المتينة القوية المعجزة ؛ التي تحدى الله بها فطاحلة اللغة من مشركي العرب ؛ ولذلك لم تشكل هذه الآية على أعداء الدين والقرآن في العهد النبوي وعهد الخلافة الراشدة . والله تعالى أعلم .

أخي هزيم ، هذه ملحوظة : تمنيت لو عبرت في احترامك لفضيلة الشيخ ، بغير قولك : " مهبطنا وقت الحيرةمهبطنا وقت الحيرة " ؛ ففيها ما فيها ، فلعلها زلة قلم ، ليس إلا . وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى . وشكري لك على إثارة هذا الموضوع .

jalal_2005
05 Jan 2005, 04:26 PM
:teeth: :cup: :email: بارك الله فيكم على هذه المعلومات المفيذة والقيمة

وجزاكم الله عنا الف خير

ومع المزيد من هذه المعلومات القيمة

اللهم اغفر للمومنين والمومينات والمسلمبن والمسلمات الاحياء منهم والاموات

ماجده
28 Feb 2005, 11:47 AM
اللهم اغفر للمومنين والمومينات والمسلمبن والمسلمات الاحياء منهم والاموات