المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان بالرسل !!



Albayaan
31 Jan 2011, 09:15 PM
الإيمان بالرسل هو التصديق الجازم بأن لله رسلاً أرسلهم لإِرشاد الخلق في معاشهم ومعادهم .
اقتضت حكمة اللطيف الخبير أن لا يهمل خلقه ، بل أرسل إليهم رسلاً مبشرين ومنذرين .
فيجب الإيمان بمن سمى الله منهم في كتابه على التفصيل ، والإِيمان جملة بأن لله رسلاً غيرهم ، وأنبياء لا يحصى عددهم إلا الله ولا يعلم أسماءهم إلا هو جل وعلا .
قال الله تعالى : { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ } وعَدَدُ المذكورين في القرآن خمسة وعشرون وهم : آدم ، نوح ، إدريس ، صالح ، إبراهيم ، هود ، لوط ، يونس ، إسماعيل ، إسحق ، يعقوب ، يوسف ، أيوب ، شعيب ، موسى ، هارون ، اليسع ، ذو الكفل ، داود ، زكريا ، سليمان ، إلياس ، يحيى ، عيسى ، محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


اللَّهُمَّ أَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ الوَافِيَةَ وَارْزُقْنَا الإخْلاصَ فِي أَعْمَالِنَا وَالصِّدْقَ في أَقْوَالِنَا
وَعُدْ عَلَيْنَا بِإصْلاحِ قُلُوبِنَا ،
وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِديْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ ،
وَصَلى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِه .

مرسى الإيمان
31 Jan 2011, 11:50 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب

جعلها الله في ميزان حسناتكم

احترامي

دمعه

عبدالله الكعبي
01 Feb 2011, 05:01 PM
بارك الله فيك اخي البيان و جزاك الله خيرا في الموضوع

رُبَّما يَسأل سائلٌ: لماذا لَم يسمِّهم الله - تعالى - باسمٍ واحد، وإنَّما أطْلقَ على مَن يَبعثهم ويَصْطفيهم هذين الاسمين؟ فهل هناك فَرْقٌ بين النبيِّ والرسول؟


الجواب: إنَّ بعضَ العلماء قالوا بوجود الفَرْق بين النبيِّ والرسول، فقالوا: إنَّ الرسول هو مَن أُوحِي إليه بشرْعٍ وأُمِر بتبليغه، وأمَّا النبيُّ، فهو مَن أُوحِي إليه ولم يُؤْمَر بالبَلاغ.

وهذا ما اشْتُهر على ألْسِنة الكثير من الناس، والكثير من طَلبة العلم، والكثير من الخُطباء والعلماء.

والحقيقة التي تَظهر لنا أنَّه لا اختلاف بالتبليغ بين الأنبياء والرُّسل، وإنما الاختلاف بينهما هو بالشَّرْع المرْسَل به؛ وذلك للأدلة التالية:

1- قول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحج: 52].

فهذا نصٌّ على أنَّ الله أرسلَ الرُّسلَ كما أرسلَ الأنبياء، فقد عَطَف النبي على الرسول، والإرسال يقتضي التبليغ.

2- إنَّ كِتمان العِلم الموْحَى به من الله هو كتمان للعلم المحرَّم شرعًا وعَقْلاً.

3- قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن ابن عباس - رضي الله عنه -: ((عُرِضَتْ عليَّ الأُمم، فجَعَل يمرُّ النبيُّ معه الرجل، والنبيُّ معه الرجلان، والنبي معه الرَّهْط، والنبي ليس معه أحدٌ)).

فهذا الحديث الصحيح يدلُّ على أنَّ الأنبياء مأمورون بالتبليغ، وإلا فَلِمَ يطَالبون باستصحاب أتْبَاعهم؟


وهذا من أقوى الأدلة على ما نقول - والله أعلم - وهو الذي اختارَه البعضُ من أهْل العلم انظر: "العقيدة في ضوء الكتاب والسُّنة"، لعمر بن سليمان الأشقر، و"تفسير الآلوسي"، (7/ 157) .

قال الآلوسي في تفسيره: "إنَّ الرسول مَن أُوحِي إليه بشَرْعٍ جديد، والنبيَّ هو المبعوث لتقرير شَرْع مَن قَبله".

وهذا الذي يظهر بقوَّته؛ لأنك لو تأمَّلْتَ حديثَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عددِ الأنبياء - عليهم السلام - قال أبو ذر: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ((ثلاثمائة وبضعةَ عَشَرَ جَمًّا غفيرًا))، وقال مَرَّة: ((خَمْسَةَ عَشَرَ))، وفي رواية أبي أُمَامة، قال: ((مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، الرُّسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا)) أخرجه الإمام أحمد، وصحَّحه الألباني في سلسلته.

فلو كانوا قد أتوا جميعُهم بشَرْعٍ جديد، لوصَلَتْ أعدادُ الشرائع إلى الآلاف؟ وهذا يُضَعِّفه في أنَّ أنبياءَ بَنِي إسرائيل لَم يأتِ الكثيرُ منهم بشريعة جديدة، وإنَّما أغلبهم أتوا بشريعة موسى، وحكمهم بالتوراة.

نعم أيُّها الأحبَّة الكرام، فالواجب على المؤمن الإيمان بهم جميعًا ممن ذُكِرتْ أسماؤهم في القرآن وسُنَّة النبيِّ، وممن لَم تُذْكَر لنا أسماؤهم، وليس للمؤمن أن يؤمن ببعضهم، ويَكْفُر ببعضٍ، فيكون كمَن قِيل فيهم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ﴾ [النساء: 150].

كلاَّ، الإيمان بهم جميعًا هو الواجبُ، وكمال الإيمان قوله - تعالى -: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].

وإنَّ الإيمان بالرُّسل يُشْعِر بالطُّمأنينة في القلب، ويَبْعَثُ على التوازُن بين الدين والدنيا، ومآلُ ذلك خَيريَّة الدَّارين، وصلاح الأمرين: أمر الدنيا، وأمر الآخرة، وفساد الإيمان بهم فسادٌ للرُّوح ولَعْنة للجَسد.

أمَا رأيتُم حال مَن كفروا بالرُّسل؟ كيف انحدروا إلى أسفل سافلين؟! نعم، لقد وصَلَ "العقلانيُّون" الذين كفروا بمنهج الوَحْي "الرُّسل"، وآمنوا بمنهج العقْلِ في دُنياهم وتطورهم إلى ما وصلوا إليه، لكنَّهم أصلحوا ظاهرهم، فبَقِي باطنُهم من قِبَلِه العذاب: تفكُّك وتَمزُّق عائلي، انحدار وانتحار أخلاقي، تهالُك وتهاوٍ مجتمعي، وترى مَرض الإيدز ينخرهم، واللواط يأكلهم، والفساد يؤرِّقهم، فهم أجساد من دون أرواح.

فالهموم النفسيَّة هي سِمة العالم المتحضِّر، ولكَ أن تفتِّش بنفسك، كل هذا؛ لأنَّ الوحْي فارَقَهم، فالعقلُ أغواهم، وهذا حال مَن يَستغني عن الرُّسل.

ماذا يعبدُ البراهمة، وهي فِرقة من المجوس تَزْعُم أنَّ العقْلَ يُغنِي عن الوحْي؟! يعبدون البقرة، بل يقول أحدُ زعمائهم "غاندي": "إنها أفضل مِن أُمِّي، فالأمُّ الحقيقيَّة تُرضعُنا مُدَّة عامٍ أو عامين، ولكنَّ أُمَّنا البقرة تمنحُنا اللبنَ دائمًا".

فالحاجة إلى الأنبياء والرُّسل عظيمة؛ يقول شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: "... والدنيا مُظلمة مَلعونة، إلاَّ ما طلعتْ عليه شمسُ الرسالة، وكذلك العبدُ ما لم تُشْرِقْ في قلبه شمسُ الرسالة".

قال الملك - عز وجل -: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

فوُصِفَ الوحْي هنا بوصْفين جَميلين: ﴿ رُوحًا ﴾ و﴿ نورًا ﴾، فكأنَّه يريد أنْ يقولَ: الرُّوح تُحيي الأبدان والقلوب، والنور يُضيءُ الطريق والعقول، فلا يُمكن للعقل أن يَحيا إلا مع الرُّوح، ولا يُمكن للرُّوح أن تَرْقَى إلا مع العقل، وإن الرُّوح هي الوحْي الإلهي ليس غيره.

Albayaan
01 Feb 2011, 08:27 PM
الرسالة : التبشير والتنذير ، قال تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
والحكمة في ذلك دعوة أممهم إلى عبادة الله وحده . قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }
وأفضل المرسلين أولو العزم ، وهم المذكورون في سورة الشورى .
قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى } الآية ، وقال : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } .
وأفضل أولياء الله أنبياؤه ، وأفضل أنبيائه المرسلون ، وأفضل المرسلين أولوا العزم ، وأفضل أولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المتقين وسيد ولد آدم ، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا ، وخطيبهم إذا وفدوا .
صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون ، وصاحب لواء الحمد والحوض المورود ، وشفيع الخلائق يوم القيامة ، وصاحب الوسيلة الذي بعثه الله بأفضل كتبه ، وشرع له أفضل شرائع دينه ، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس .
وجمع له ولأمته من الفضائل والمحاسن ما فرق فيمن قبلهم وهم آخر الأمم خلقا وأولهم بعثا ، ومن حين بعثه الله جعله الفاروق بين أوليائه وبين أعدائه .
فلا يكون وليا لله إلا من آمن به وبما جاء وابتعه ظاهرا وباطنا ، ومن ادعى محبة الله وولايته وهو لم يتبعه فليس من أوليائه ، بل من خالفه كان من أعدائه وأولياء الشيطان .
والله أعلم ، وصلى الله على محمد وصحبه وسلم .

Albayaan
07 Feb 2011, 10:45 PM
قال تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل }