المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء حول نبي الله أم موسى عليه السلام و زوجته



عبدالله الكعبي
31 Jan 2011, 02:50 PM
نساء حول نبي الله أم موسى عليه السلام و زوجته

إنها المرأة القدوة المرأة التي ضربت خير مثل في الإذعان لأمر الله سبحانه تعالى واليقين بأنه الواحد الأحد القادر على الأخذ والعطاء ومنح الفرج بعد الضيق وشدة البلاء، هي زوجة عمران المنحدر من نسل يعقوب، وأم نبي الله موسى عليهما السلام، فقد وفدت إلى مصر في عهد يوسف عليه السلام مع بقية من نزح إليها من اليهود، وقد ورد لها عدة أسماء أخذت من الإسرائيليات مثل: أيارخا، يوكابد، أياذخت، بادونا،أما الإسم الأكثر ورودا فهو: يوكابد، وقد رزقها الله تعالى بموسى وأخيه هارون وأخته مريم لكن ولادة موسى (الذي شاء الله أن يكون رسولا نبيا) اختلفت عن سائر ولاداتها فقد جاءت في ظروف غير عادية حيث كان فرعون يقتل أي صبي يولد في السنة التي ولد فيها موسى (بعد نبوءة المنجمين لفرعون بأنه سيولد صبي في مصر يستولي على ملكه ويبدل دين قومه ثم يخرجه هو وأهله من مصر).

وجاءنا القرآن الكريم ليقص علينا قصة أم موسى التي أودعها الله تعالى أمر رعاية نبي الله وبالتالي الحفاظ على الرسالة التي سيبلغها ابنها إلى البشر كافة، ولم يذكر في القرآن الكريم شيء عن والد موسى عليه السلام، وكأن الله تعالى أراد أن يدلل على مدى أهمية المرأة وأنها أهلا لتولي أهم الأمور... كيف لا وقد أعطاها شرف المحافظة على موسى ورسالته؟! أخفت أم موسى حملها إلى أن جاءها المخاض فولدته سرا، وكادت أن تنهار خوفا من أن يقتله الفرعون كما قتل من سبقوه وجاءوا إلى الحياة في تلك السنة، لكن الله تعالى ثبتها وطمأن قلبها موحيا إليها أن تلقيه في اليم ولا تخاف ووعدها بأنه راده إليها بقدرته وجلاله. يقول الله تعالى في سورة القصص: "وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" هنا تجلت ثقة أم موسى بالله ويقينها بقدرته وتصديقها لوعده ورحمته بها وابنها فهو خالق البشر وأحن منهم عليهم، فلم تتوان الأم المؤمنة بل استسلمت لأمر الله ونفذت ما أمرها به فأرضعت وليدها وأعدت له تابوتا ووضعته فيه ثم ألقته في اليم، وتهادى اليم بتابوت موسى عليه السلام حتى استقر أمام القصر الفرعوني.

ورغم تسليم أم موسى وإيمانها فإنها كادت تذوب خوفا - فهي بشر وأم، وكم هو ضعيف قلب الأم تجاه فلذات كبدها- فأصبح فؤادها وجلا وكاد يكون خاويا لولا أن الله تعالى قواها وصبرها موضحا لنا هذا في سورة القصص: "وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين" وهداها الله تعالى ان تبعث أخته لتتفقده وتطمئنها عليه، وفي هذا يقول لنا الرحمن الرحيم في السورة نفسها: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون" وراقبت أخت موسى الأمر من دون أن يدري بها أحد فوجدت جواري القصر يأخذن التابوت إلى السيدة آسيا زوجة فرعون التي ما إن رأت الوليد الصغير حتى تعلق به قلبها وشعرت بأنه وليدها رغم أنها كانت عاقرا لم يرد الله لها أن تستشعر بحلاوة الأمومة إلا عن طريق موسى عليه السلام، وكأن الله تعالى أراد لموسى أن تكون له أم ثانية وجعلها بقدرته سببا في حمايته من بطش فرعون، فألحت على فرعون ألا يقتله وأن يتركه يترعرع بينهما ليكون الابن الذي لم يحظيا به، وبعد إلحاح شديد تنازل فرعون وتركه حيا كي يكون قرة عين لزوجته.

لكن فرحة زوجة فرعون شابها كثير من الحيرة والحزن حيث ان الرضيع رفض أن يرضع من أي مرضعة حاولت إرضاعه - رغم كثرة المراضع اللاتي أحضروهن له - هنا ظهرت أخت موسى (وهي أيضا من النساء اللواتي سخرهن الله ليكن حول نبيه موسى عليه السلام)، وبحذر ولباقة حباها بهما الله سبحانه وتعالى قالت لهم انها تعرف مرضعة من بيت طيب وعرضت عليهم أن تحضرها فربما استجاب الرضيع لها وتنجح في إرضاعه، وكان وعد الله حقا فقد حضرت أم موسى وحملت رضيعها، وكانت دهشة الجميع ممتزجة بفرحة غامرة حين رأوا موسى قد التقم ثديها ورضع... رضع... رضع.. حتى ارتوى. عن هذه المعجزة يقول الله عز من قائل: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون، فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون" سورة القصص وصدقت أم موسى مع الله واستسلمت لأمره، فصدقها وعده ورد ابنها إلى حضنها وجعله رسولا نبيا، وأبقاها بيننا حتى يومنا هذا نلتقي معها في كتابه الكريم كلما رتلنا سورة القصص لتكون لنا مثلا في الاحتساب واليقين والقوة والأمانة في تحمل المسؤولية.

عبدالله الكعبي
31 Jan 2011, 02:53 PM
نســـــــاء حول نبي الله موسى زوجة موسى عليه السلام

مرة أخرى نلتقي في ضيافة نبي الله موسى عليه السلام حيث نتعرف معا إلى واحدة من النساء اللواتي أراد الله سبحانه وتعالى أن يكن في حياته قناديل مضيئة وتكون كل منهن سندا وعونا له منذ ولادته وعلى مدى طريق رسالته، ويكن لنا قدوة في كيف تكون المرأة أما، أختا، حاضنة، مربية، زوجة.

تلك هي السيدة التي ضربت لنا مثلا في الحياء والفطنة والقدرة على اتخاذ القرار الصائب والتعبير عن قناعاتها واختياراتها بطريقة مهذبة ومقنعة، إنها زوجة سيدنا موسى عليه السلام التي جاء في التاريخ أن اسمها صفوريا وأن الأوروبيين يسمونها صفورا بمعنى "العصفورة". ورغم اتفاق المصادر التاريخية على اسمها فإنها اختلفت في من هو أبوها رغم الاتفاق التام على طيب أصلها وعراقة منبتها، فقد اتفق كثير من العلماء على أنها ابنة نبي الله شعيب عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين، وقال بعضهم ان أباها هو ابن أخ النبي شعيب، أما في كتب بني إسرائيل فقد جاء أنها ابنة رجل صالح من أهل مدين كان اسمه ثيرون وهو من أهل شعيب، ورغم هذه الاختلافات فكلها يشير إلى أنها كانت من بيت نبوي وأن الله شاء أن تكون زوجة لنبي الله موسى وأن تنجب منه ولدين (قيل أن أولهما ولد في مدين والثاني ولد في مصر) هنا نقف وقفة تأمل لتك الزوجة الصالحة التي كانت بجوار زوجها في حله و ترحاله غير مبالية إلى أين تذهب أو بأي أرض تضع وليدها طالما هي في كنف زوجها، ضاربة مثلا لكل النساء يشجعهن على أن يتخذن أزواجهن وطنا وسكنا بل عالما لهن.

أما قصة لقاء سيدنا موسى عليه السلام وزواجه منها فقد كرمها الله تعالى بذكرها في قرآنه الكريم قائلا في سورة القصص: "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أُمّة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يُصدِر الرّعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير" (الآية 23-24).

كان هذا بعد أن فر سيدنا موسى من مصر بعد نصيحة رجل من الصالحين له حيث ان القوم قرروا الاقتصاص منه بعد أن وكز رجلا منهم وكزة أدت إلى وفاته (حين كان يدافع عن رجل من قومه استنجد به وهو يتشاجر مع الرجل الذي قتل)، فر موسى عليه السلام من مصر حتى وصل بلاد مدين فجلس يستريح قرب بئر يسقي منها الناس، وهناك حدث ما جاء في الآية الكريمة.

هنا نقف وقفة أخرى لنرى كيف أن زوجة موسى عليه السلام ضربت مثلا للابنة البارة التي تقوم على رعاية والدها وحمل أعبائه والقيام بمهامه التي تعجزه شيخوخته عن القيام بها مهما كانت تلك المهام شاقة ومضنية، ولكنها تقوم بهذا من دون أن تنسى كونها أنثى فلا تزاحم الرجال بل تنتظر هي وأختها حتى تقوما بالسقاية في ظروف مناسبة لا تتعرض فيها إلى خدش للكرامة أو الحياء، ويجيء دور موسى ليثبت مدى ما كان عليه من خلق كريم فنجده يسقي لهما ثم ينصرف عنهما دونما أي استغلال للموقف أو الخروج عما هو لائق.

وعادت الفتاتان إلى أبيهما وحدثتاه بما كان من أمر الرجل الذي سقى لهما: فقال الأب لابنته صفورا: اذهبي إليه وادعيه إليّ، فانطلقت لتدعو موسى كما أمرها أبوها، وفي هذا يقول الله تعالى في الآية 25 من سورة القصص: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء" ولننظر هنا إلى الصفة التي وصفها بها الله تعالى لنجد فيها قدوة حسنة لفتياتنا حيث قال عز من قائل: "تمشي على استحياء" وأبلغت موسى رسالة أبيها قائلة: "إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" الآية نفسها. ووصل موسى إلى والد الفتاة وقص عليه قصته، وقالت لنا الآية عينها: "فلما جاءه وقصّ عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين".

ويتضح هنا ذكاء صفوريا وكياستها وقدرتها على فهم حقيقة الرجل واختياره بطريقة وقور مقنعة حيث اقترحت على أبيها استئجار موسى ليسقي لهم ويرعى أغنامهم، واستجاب الرجل الصالح المحنك لرغبة ابنته فعرض على موسى البقاء، بل عرض عليه أن يزوجه ابنته كما جاء في الآيتين 26 و27 من سورة القصص: "قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القويلا الأمين - قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حِجَج، فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك - ستجدني إن شاء الله من الصالحين" وتزوج موسى من صفوريا ووفى للشيخ بما عاهده عليه ومكث يعمل عنده.

وغلب موسى الحنين إلى بلاده وأهله وصرح لزوجته برغبته في العودة فلم تتردد واستجابت لرغبته وخرجت معه إلى مصر في ليلة ممطرة شديدة البرد، وسار موسى باتجاه سيناء متجها نحو جانب الطور الأيمن. ثم توقف ونصب خيمة لأهله وخرج لعله يجد ناراً أو جذوة من قبس يخفف بها من حدة البرد والظلام. وهناك كلمه الله تعالى وأمره بتبليغ رسالته قائلا في سورة طه: "فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى" سورة طه آية 11ــ.12

وعاد موسى إلى مصر حاملا رسالته مصطحبا زوجته التي اختارته لخلقه وقيمه وفضائله غير عابئة بظروفه المادية، لقد تزوجته فارا ، فقيرا، لا يملك شيئا، وها هي تعود معه وهو أغنى خلق الله بما حمله من رسالة ربه الذي أمره بتبليغها وأراد أن تكون هي .

شوقي الى الله ابكاني
06 Feb 2011, 05:17 PM
جزاك الله خيرا

عبدالله الكعبي
11 Feb 2011, 11:47 PM
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك على المرور الطيب اختنا شوقي الى الله ابكاني و نبكي ايضا الى الشوق الى الله

و ان يرحمنا ان شاء الله

طيف المدينة
14 Feb 2011, 06:08 PM
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ولكن عُذراً أخي الفاضل يُنقل لملتقى الشقائق

الدكتور
14 Feb 2011, 07:59 PM
اليزيدي بارك الله فيكم ونفع بكم

للتأكد ما أعلمه أن إمرأة عمران هي أم مريم أم نبي الله عيسى عليه السلام ولا علاقة لها بموسى وهارون إلا إن كان من حيث النسب.

أرجو التأكد فبين نبي الله موسى وعيسى زمن طويل

وجزاكم الله خيرا

رضى الناس غاية لا تدرك
28 Feb 2011, 06:37 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

عبدالله الكعبي
16 Apr 2011, 08:13 PM
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ولكن عُذراً أخي الفاضل يُنقل لملتقى الشقائق


بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على النقل في المكان الصحيح

عبدالله الكعبي
16 Apr 2011, 08:19 PM
اليزيدي بارك الله فيكم ونفع بكم

للتأكد ما أعلمه أن إمرأة عمران هي أم مريم أم نبي الله عيسى عليه السلام ولا علاقة لها بموسى وهارون إلا إن كان من حيث النسب.

أرجو التأكد فبين نبي الله موسى وعيسى زمن طويل

وجزاكم الله خيرا


بارك الله فيك اخي الدكتور ذكر الطبري في تفسيره نسب موسى عليه السلام، فقال: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب إسرائيل.

فموسى عليه السلام هو ابن عمران، وأما عمران والد مريم عليها السلام، فقد ذكر نسبه ابن كثير في تفسيره نقلاً عن ابن إسحاق أنه قال: هو عمران ابن ياشم أمون ميسا بن حزقيا بن أحريق بن يويم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش، إلى أن قال ابن كثير: فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم عليه السلام.

فثبت بهذا أن عمران والد موسى عليه السلام هو غير عمران والد مريم عليها السلام، وقد ذكر علي بن أبي طلحة والسدي عند قول تعالى:يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ (مريم: من الآية28)

أنها كانت من نسل هارون أخي موسى عليهما السلام. وذكر كعب الأحبار أنه كان بين موسى وعيسى عليهما السلام ستمائة سنة.
والله أعلم.

عبدالله الكعبي
16 Apr 2011, 08:24 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم


اسعدني مرورك و جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

الدكتور
16 Apr 2011, 08:29 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك على التوضيح

عبدالله الكعبي
02 Jun 2011, 06:35 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك على التوضيح

مرة اخرى بارك الله فيك اخي الدكتور و اسعدني مرورك الطيب و جزاك الله خيرا