ام حفصه
23 Jan 2011, 11:57 AM
فتاة البئر ..ودموع الوحل ..!!
وسطَ جمهورٍ غفيرٍ تم إخراجُ الجثة ، ولقد كانتْ تُرتجى أن تخرجَ بعينينِ حانيتينِ على صغيرتها وإشراقةِ شبابِها مع زوجها وأهلها ..ولم يزلْ بالناسِ الأملُ كذلك حتى تطاولَ الزمنُ ليبني جدارَ اليأسِ في القلوبِ ، ويرسلَ شعاراتِ النهايةِ الأليمةِ لتتحدثَ عن يتمٍ.. وفقدٍ ليس له إلا الرضى بالقضاء.. والاعتبار بالنهايات على غير موعد ..!
أُخرجتْ جثتُها بعد أن ترك عليها الماءُ رسالةَ الصمتِ وتوشَّحَ حجُابُها وقفازاتُها برسالةٍ كتبها الوحلُ في قاعِ الأرض .
خرجتْ جامدةَ الأطرافِ غير أن تلك الأطراف تزلزلُ الحياةَ كلَّها رغمَ الهدوء.. وتبعثُ الدروسَ عبرَ جميعِ المواقعِ الإخباريةِ التي تتناقلُ عن تلك الأناملِ أنها كانتْ مستورةً بقفازات..
إنَّ جرسَ الموتِ حينَ يزلزلُ واقعَ امرأةٍ مسلمةٍ نحسبها والله حسيبها في الشهداء، وتقابل اللهَ تعالى بقفازينِ حيثُ كانت تسترُ بهما بَشَرَتَها عن الرجالِ الأجانبِ لهوَ درسٌ يتغلغلُ في أعماق كلِّ امرأةٍ آمنتْ باللهِ وزادتْها المواعظُ هدى .
قفازٌ أسودٌ وحجابٌ كذلك ..برهانانِ للمرأةِ المسلمةِ ومعلمانِ كبيرانِ يدلانِ على بيتٍ شامخٍ وأهلٍ كرامٍ حيثُ تربتْ أنْ تجعلَ سترها وكأنه هو بشرتُها الظاهرةُ للناسِ حتى في أعماقِ الأرض .
رحلتْ فتاةُ البئرِ والقفازاتُ ترسلُ همسةً لكلِ أُذُنٍ من بناتِ جنسها : أنَّ النهايةَ كذلكَ فما قيمةُ الوجناتِ المورَّدة مع النقاباتِ الموسعة ، والعيونِ الفاترةِ من النظراتِ الغائرة ؟
تركتْ الحياةَ يرحمها اللهُ و حالُ السَّوادِ الذي يغشاها كأنما هو ورقةٌ بيضاءُ خاليةٌ من كل حرفٍ ملوَّنٍ مغشوشٍ.. ولا يسمحُ إلا بالرسائلِ المضاءةِ بنور الوحي حيثُ يخيمُ الصَّمتُ وتتوقفُ جميعُ اللذاتِ.. ويبقى القفازُ والحجابُ يمخرانِ بها عُبابَ البرزخِ.. ثم يتوقفان في الجنةِ إن شاء الله ..
ولقد نقش القفاز نقشا على قبرها ليقول :
خلقتُ درةً مصونةً في الصَّدَفَةِ وبقيتُ كذلكَ حتى جاءَ فارسُ أحلامي كالغواصِ الماهرِ بالدينِ والخُلقِ لأنَّ الله سبحانه هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى..
وهو الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير..
وهو الذي قال لأحب خلقه إليه ليقول لنسائه:
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..
فعليكِ ـ وعلى كلِّ مؤمنةٍ وعتْ أن أنوثَتَها من أشدِّ ثغورِ الإسلامِ استهدافاً في هذا العصرِ ـ سلامٌ ..
سلامٌ تُشرقُ بهِ كلَّ شمسٍ فتُلقي على قبركِ تحيةَ الإكبارِ والإجلالِ والتدين..
وسلامٌ يبللُ قبرَكِ بدموع ( بنيتك كادي ).. حينَ تبكي ولا مجيب لها من أم ..الحنان ..
وسلامٌ يملأُ الدنيا من ( كادي ) حين تضحك حيث ملأتْ أمُّها الدنيا دروسا كمثالٍ للحياء والعفاف ..
وكم هم الذين يعبرون جسور الموت وتتوقف هممهم وتتهاوى هاماتهم ؟؟!
أسأل الله تعالى أن يغفر لها وأن يجمعها وذريتها وأهلها في الفردوس الأعلى ..
د- فهد بن إبراهيم الضالع
وسطَ جمهورٍ غفيرٍ تم إخراجُ الجثة ، ولقد كانتْ تُرتجى أن تخرجَ بعينينِ حانيتينِ على صغيرتها وإشراقةِ شبابِها مع زوجها وأهلها ..ولم يزلْ بالناسِ الأملُ كذلك حتى تطاولَ الزمنُ ليبني جدارَ اليأسِ في القلوبِ ، ويرسلَ شعاراتِ النهايةِ الأليمةِ لتتحدثَ عن يتمٍ.. وفقدٍ ليس له إلا الرضى بالقضاء.. والاعتبار بالنهايات على غير موعد ..!
أُخرجتْ جثتُها بعد أن ترك عليها الماءُ رسالةَ الصمتِ وتوشَّحَ حجُابُها وقفازاتُها برسالةٍ كتبها الوحلُ في قاعِ الأرض .
خرجتْ جامدةَ الأطرافِ غير أن تلك الأطراف تزلزلُ الحياةَ كلَّها رغمَ الهدوء.. وتبعثُ الدروسَ عبرَ جميعِ المواقعِ الإخباريةِ التي تتناقلُ عن تلك الأناملِ أنها كانتْ مستورةً بقفازات..
إنَّ جرسَ الموتِ حينَ يزلزلُ واقعَ امرأةٍ مسلمةٍ نحسبها والله حسيبها في الشهداء، وتقابل اللهَ تعالى بقفازينِ حيثُ كانت تسترُ بهما بَشَرَتَها عن الرجالِ الأجانبِ لهوَ درسٌ يتغلغلُ في أعماق كلِّ امرأةٍ آمنتْ باللهِ وزادتْها المواعظُ هدى .
قفازٌ أسودٌ وحجابٌ كذلك ..برهانانِ للمرأةِ المسلمةِ ومعلمانِ كبيرانِ يدلانِ على بيتٍ شامخٍ وأهلٍ كرامٍ حيثُ تربتْ أنْ تجعلَ سترها وكأنه هو بشرتُها الظاهرةُ للناسِ حتى في أعماقِ الأرض .
رحلتْ فتاةُ البئرِ والقفازاتُ ترسلُ همسةً لكلِ أُذُنٍ من بناتِ جنسها : أنَّ النهايةَ كذلكَ فما قيمةُ الوجناتِ المورَّدة مع النقاباتِ الموسعة ، والعيونِ الفاترةِ من النظراتِ الغائرة ؟
تركتْ الحياةَ يرحمها اللهُ و حالُ السَّوادِ الذي يغشاها كأنما هو ورقةٌ بيضاءُ خاليةٌ من كل حرفٍ ملوَّنٍ مغشوشٍ.. ولا يسمحُ إلا بالرسائلِ المضاءةِ بنور الوحي حيثُ يخيمُ الصَّمتُ وتتوقفُ جميعُ اللذاتِ.. ويبقى القفازُ والحجابُ يمخرانِ بها عُبابَ البرزخِ.. ثم يتوقفان في الجنةِ إن شاء الله ..
ولقد نقش القفاز نقشا على قبرها ليقول :
خلقتُ درةً مصونةً في الصَّدَفَةِ وبقيتُ كذلكَ حتى جاءَ فارسُ أحلامي كالغواصِ الماهرِ بالدينِ والخُلقِ لأنَّ الله سبحانه هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى..
وهو الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير..
وهو الذي قال لأحب خلقه إليه ليقول لنسائه:
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..
فعليكِ ـ وعلى كلِّ مؤمنةٍ وعتْ أن أنوثَتَها من أشدِّ ثغورِ الإسلامِ استهدافاً في هذا العصرِ ـ سلامٌ ..
سلامٌ تُشرقُ بهِ كلَّ شمسٍ فتُلقي على قبركِ تحيةَ الإكبارِ والإجلالِ والتدين..
وسلامٌ يبللُ قبرَكِ بدموع ( بنيتك كادي ).. حينَ تبكي ولا مجيب لها من أم ..الحنان ..
وسلامٌ يملأُ الدنيا من ( كادي ) حين تضحك حيث ملأتْ أمُّها الدنيا دروسا كمثالٍ للحياء والعفاف ..
وكم هم الذين يعبرون جسور الموت وتتوقف هممهم وتتهاوى هاماتهم ؟؟!
أسأل الله تعالى أن يغفر لها وأن يجمعها وذريتها وأهلها في الفردوس الأعلى ..
د- فهد بن إبراهيم الضالع