المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هؤلاء هم من اشتروا سلعة الرحمن



ام حفصه
18 Jan 2011, 03:17 PM
عليه نتوكل وبه نستعين

الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أُولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع .الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله إلا هو إليه المصير .الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة دونما عدٍ ولا إحصاء .والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد :

إن الناظر في واقع أمة الإسلام اليوم يرى في حالها البؤس والذل ويرى التشرذم والتشتت ويرى أمةً نام رجالها وتاهت نسائها وضاع شبابها وغلبت عليها الدنيا بزينتها وزخرفها ، يرى ديناً قد ضُيع وأحكاماً قد دُثرت وشرائع قد لُغيت ،يرى بلاد الإسلام قد احتلها أعداء الدين وثروات المسلمين قد تقاسمتها أياديهم الآثمة ،يرى أنيابهم تنهش ومخالبهم تخدش في كل ناحية من نواحي هذه الأمة كي تقطّع أوصالها وتمنعها من الالتقاء والتواصل .
يسمع أناتٍ وصرخاتٍ وشهقات من نساء قد سُلب حيائهن وزرعت في أحشائهن أجنّة لا تلبث أن تكون أطفالاً حاملةً وصمة عارٍ على أمهاتهن .
يرى دمعات أطفال المسلمين قد تاهت على وجوههم تبحث عن تلك اليد الحنونة التي طالما مسحت دمعتهم وأسكنت لمستها خوفهم وروعهم .
يرى أحلام شبابٍ ضاعت مثلما ضاعوا في عالم الرذيلة والفواحش فلم يستطيعوا أن يجدوا طريقهم الذي رسموه لأنفسهم .
ومن بين هذه الصور القاتمة شديدة الحلكة والسواد ينبعث النور .. نورٌ بدأ ضعيفاً بعيداً قد لا تستطيع أن تراه .. تتسائل من يحاول أن يضيء هذا الظلام ويبعث نوره في هذه الظلمة الحالكة ؟ وهل هذا النور الضعيف سوف ينير هذا الظلام الحالك في هذه المساحة المتسعة الأطراف ؟ تستبعد النفس هذا الخاطر كيف وقد أطبق الظلام على البشرية أنى لتلك المساحة الصغيرة من الضوء أن تنير هذا الظلام .
تنظر ثانيةً لترى النور قد بدأ يشتد ويقوى ويزداد حجمه ، وكلما أمعنت النظر تشعر أن الرؤية أصبحت أوضح وأقوى والمعالم تتغير والدخان ينخمد والألوان تتبدل والظلمة تندثر ، ثم تمعن النظر محاولاً أن تعرف مصدر هذا النور وهذا الضياء مع اقترابه ، وتتشوق نفسك لرؤية هذا الذي يسعى لتغيير ملامح هذه الصور وتتلهف روحك وتكاد تسمع دقات قلبك فرحاً بما تراه من تبدل في هذه الصور وهذه المشاهد .. تُرى من الفاعل ؟من الذي تجرأ وسولت له نفسه على أن يمد يده ليغير كل هذا الألم والذل والضياع والهوان ؟ .
تنظر فترى فرسان النور متوشحين بالفرحة أقبلوا ليعيدوا البشرى والأمل باعوا الدنيا وزهدوا فيها وطلقوها واستبدلوها ووقفوا على ثغور الحق مرابطين يدفعون جيوش الظلام ليعيدوا النور والبهجة إلى الأرض ، أرواحهم الأبية تسرح في رياض الإيمان , تنعم في ظلالها , وتسعى في رحابها مستسلمة لأمر خالقها تسعى في مرضاته تحن إلى الشهادة كما يحن الحبيب إلى حبيبه يسعى إلى جنة عرضها السموات والأرض . فيها يلتقي برؤية قرة عينه حبيبه ومولاه رب العالمين .
باعوا أنفسهم لله عز وجل واشتروا سلعة الرحمن فربح البيع لبوا نداء الله حين ، تعالوا عن مفاتن الدنيا وسمت نفوسهم وأرواحهم لتتعلق برب العرش سبحانه أحبوا الله فأحبهم وأخلصوا له نفوسهم وحياتهم فنالوا محبته ورضاه ورغبوا عن دنياهم فعوضهم جنته .
فكوا أغلال الخيل وأطلقوا نواصيها في سبيل الله فعادت للجهاد وأحيوا الفريضة الغائبة .
يبكيهم ما وصل إليه حال أمتهم بكاء المسلمات ونحيبهن يبكيهم ويدمي قلوبهم صوت الحديد في أيدي إخوانهم الأسرى ، ويُأرق جفونهم دمعة طفل فقد من كان يواسيه .
حملوا هم المسلمين حتى أقض مضاجعهم ومعاشهم فسعوا إلى كل ميدان يواجهون به أعداء دينهم .
هم أهل الثغور الذين يذودون عن أعراض المسلمين وحرمات الإسلام .
تجدهم رهباناً في الليل فرسانا بالنهار لا يرضون رباً ومعبوداً سواه , أسوداًُ في النهار الواحد منهم بألف رجلٍ حين يضرب في سبيل الله عز وجل وكأني بأحدهم كالهزبر يتربص بالشهادة أن تأتيه ويتحينها في كل وقت وفي كل فرصة .يقول الله عز وجل فيهم : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }الأنفال74 .
وقال سبحانه : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }التوبة20
وقال : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
وقال عز شأنه : { .. فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195.
هم أملنا بعد الله عز وجل فبهم رُفعت راية الجهاد وبسببهم أصبح للمسلمين هيبةً في قلوب أعدائهم وأصبح لهم صولةًً وجولة.. وبات طواغيت الأرض وأعوانهم يحسبون لهم ألف حساب .
ويسعون للقضاء عليهم بكل وسيلة ولكنهم واهمون فحجب نور الشمس عن الأرض أقرب لهم من ذلك فما هؤلاء القوم الأستار لقدر الله في الأرض يفعل بهم ما يريد فمن ذا يقف أمام قدر الله ووعده ، رجال يسعون لتحكيم كتابه وإقامة دولته التي وعدنا بها سبحانه فقال : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 .
وقال سبحانه {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 .
لهم حق النصرة والذود عنهم فهم من مضوا على طريق الأوائل أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي .
يجب أن نكون سنداً لهم في كل ما نستطيعه من كشف لثام الحقيقة التي يسعى أعداء الدين لتشويهها وتزييفها ،علينا أن نسعى لكف الألسنة عنهم بكل سبيل ممكن ومساندتهم بنشر منهاجهم وكلماتهم وخطاباتهم وسيرتهم العطرة فهم ممن اصطفاهم الله لحمل رسالة الأنبياء ليظل الطريق موصولا والعمل بالكتاب محفوظا قال تعالى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء95 .
يكفيهم فضلا أن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي عنهم : "‏ ‏المجاهد في سبيل الله هو علي ضامن إن قبضته أورثته الجنة وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة ‏" رواه الترمذي .
فلا بد لنا أن نخذل عنهم ما استطعنا بألسنتنا وأقلامنا وأن نجّهز من استطعنا منهم ونخلفهم في أهليهم فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول"من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره ومن خلف غازيا في أهله بخير أو أنفق على أهله فله مثل أجره"
وعلينا رعاية أهل المجاهد وعدم الغدر فيهم فلقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مشدداً على ذلك " حرمة نساء المجاهدين على القاعدين ، كحرمة أمهاتهم . وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله ، فيخونه فيهم ، إلا وقف له يوم القيامة ،فيأخذ من عمله ما شاء . فما ظنكم ؟ . وفي رواية : فقال : فخذ من حسناته ما شئت . فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فما ظنكم ؟" .
ولهم علينا حق الدعاء فالله عز وجل يقول : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } فالدعاء يرفع البلاء ويستجلب النصر وتهون به المصاعب بإذن الله تعالى فلا نستهين بأمر الدعاء أبداً فأثره كبير في حياة الأمم والبشر وهو سلاحٌ نافذٌ وفعَّال في حياة المسلم كلها وهو سبب من أسباب الثبات ينتصر به المسلم في مواقف القتال وينتصر به على الكربات بإذن الله عز وجل .
نسأل الله عز وجل للمجاهدين التمكين والثبات والسداد والنصر والجنة وأن يهيئ لنا سبيل اللحاق بهم إنه ولي ذلك والقادر عليه

أختكم أم الزهراء

الدنيا فناء
18 Jan 2011, 07:17 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الفردوس

عبدالله الكعبي
01 Feb 2011, 07:13 PM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع