المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقيدة والإعجاز ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ----



ام حفصه
13 Jan 2011, 08:34 PM
العقيدة والإعجاز لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس




اللذة والسعادة






بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا




محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ،




إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .








أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس التاسع عشر من دروس العقيدة



والإعجاز، لكن قبل أن نبدأ بموضوع الدرس سنذكركم بهيكلية هذه الموضوعات .






في أول درس أكدت لكم أن علة وجود الإنسان أن يعبد الله ،




والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة




يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، إذاً : علة وجودنا أن نعبده ،




وما أمرنا أن نعبده إلا بعد أن أعطانا مقومات هذه العبادة ، وأول




مقوم من مقومات العبادة هذا الكون الذي ينطق بوجود الله ووحدانيته




وكماله ، وهو الثابت الأول ، هو قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ،




والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي .




وقد وقفنا وقفات متأنية عند الكون ، والمقوم الثاني هو العقل ،




وهو مناط التكليف ، وكيف أن في العقل مبادئ ثلاثة ، مبدأ السببية




، مبدأ الغائية ، مبدأ عدم التناقض ، وأن العقل مهمته قبل النقل




التأكد من صحة النقل ، ومهمته بعد النقل فهم النقل ، ولا يمكن أن




يكون العقل حَكماً على النقل ، وأمضينا دروساً عدة في موضوع العقل .




ثم انتقلنا إلى الفطرة ، وكيف أن الإنسان فطر فطرة سليمة ، هذه الفطرة




متطابقة تطابقاً تاماً مع منهج الله ، فالعقل مقياس علمي ، والفطرة




مقياس نفسي ، والكون دليل حسي .




ثم انتقلنا إلى الشهوة ، وبينت لكم أنها القوة المحركة ، وهي




حيادية ، يمكن أن تكون سُلّماً نرقى بها ، أو دركات نهوي بها ،




وبينت في دروس عدة الفرق بين الفطرة والصبغة ، وكيف أن الإنسان




المؤمن يتمتع بالعدالة والضبط ، وكيف أن الإنسان إذا سلك طريق شهوته




يتعرض لمراحل علاجية من الله عز وجل ، أولها الهدى البياني ،




ثم التأديب التربوي ، ثم الإكرام الاستدراجي ، ثم القصم ، ولازلنا في موضوع الشهوة .




اليوم أريد أن أبين لكم فرقاً دقيقاً بين اللذة والسعادة ، والبون شاسع بينهما .





1 – طابعُ اللذة حسيٌّ :




أيها الأخوة ، اللذة حسية طابعها حسي تحتاج إلى مادة ، اللذة تحتاج




إلى طعام تأكله ، تحتاج إلى منظر جميل تمتع عينيك به ، تحتاج




إلى مأوى واسع دافئ ، تحتاج إلى مركبة تركبها ، تحتاج إلى




زوجة تتزوجها ، تحتاج إلى مال تنفقه ، فاللذائذ طبيعتها حسية ،




لا تأتي من الداخل ، بل تأتي من الخارج ، تحتاج إلى بيت ، إلى مال ،




إلى أثاث في البيت ، إلى طعام ، إلى شراب ، إلى زوجة ، إلى شراب ...




والزوجة تحتاج إلى زوج فهناك تكافؤ .





2 – اللذة إمدادُها منقطع :




لكن سبحان الله ! لحكمة بالغة أرادها الله لم يشأ ربنا جل جلاله




أن تمدك اللذة بإمداد مستمر ، بل إمداد متناقص ، فكل لذة لها فورة




، وبعدئذٍ تصبح شيئاً مألوفاً تفقد بريقها ، لذلك هؤلاء الذين نجحوا




في الحياة بعد أن نجحوا شعروا بالفراغ ، لأن في النفس فراغاً لا يملؤه




المال ، ولا المرأة ، ولا المنصب ، ولا مباهج الحياة .




لا بد من توضيح هذه الحقيقة ، أنت أيها الإنسان ، أنت مهيأ لمعرفة




الله ، فطبيعة نفسك لا نهائية ، الخطر الكبير أن تختار هدفاً محدوداً




، قبل أن تصل إليه أنت تحلم به ، فإذا وصلت إليه ، وأحطتَ به شعرت




بفراغ لا يوصف ، لأنك اخترت المحدود ، وأنت مهيأ للامحدود ، اخترت




شيئاً يموت ، وأنت مهيأ للإله عظيم حي باق على الدوام .




أنا أقول للشباب : الشيء الذي لم تصلوا إليه يبدو لكم كبيرا جداً ،




ويبدو متألقاً ، فإذا وصلتم إليه خبا بريقه ، وصغر حجمه ، ويمكن




في مرحلة ما أن تقول : هو لا شيء ، فاللذائذ لا يمكن أن تمدك بمتعة




مستمرة ، بل بمتعة متناقصة ، هذا إذا كانت في الحلال ، فإذا كانت في




الحرام فبعد المتعة كآبة ، وشعور بالذنب ، واختلال توازن ، واحتقار للذات .




أنا أتحدث عن لذة بحثت عنها ضمن الحلال فتملّ ، الدنيا تغر ،




ومعنى تغر أنها قد تبدو لك بحجم أكبر من حجمها بكثير .




كنت أروي هذه القصة كثيرا : شاب يعمل في محل تجاري ، وهو




ذو دعابة ، فكان يكنس المحل ، ويضع المخلّفات في علبة فخمة ،




ويغلف هذه العلبة بورق هدايا غالٍ ، ويضع شريطا أحمر ، وكأن




هذه العلبة فيها قطعة ألماس غالية جداً ، يضعها على طرف المحل




التجاري ، يمر إنسان فيظنها ألماسا ، يأخذها ، ويمضي سريعاً ، فيتبعه




صاحب المحل ، بعد مئتي متر يفك الشريط أولاً ، وبعد مئتي متر أخر




يفك الورق ، وفي مئتي متر الثالثة يفتح العلبة ، فإذا فيها قمامة المحل ،




فيلعن ، ويسب ، وما إلى ذلك ، هذه خيبة الأمل التي حصلت له والله




سوف تحصل لكل إنسان أحب الدنيا ، وجاءه ملَكُ الموت .




 يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ




(25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) 




( سورة الفجر )





﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾




( سورة المؤمنون)




الدنيا تغر ، وتضر ، وتمر ، الدنيا زائلة ، وقد جاء في كلام سيدنا علي :




<< يا دنيا غُرّي غيري ، طلقتك بالثلاث ، غرّي غيري >> ،




ليس معنى كلامي أن تدع الدنيا ، ادرس ، أسس عملا ، تزوج ،




الزواج سنة ، معنى كلامي ألا تغتر بها ، ألا تظنها نهاية الآمال ،




ألا تظنها محطة الرحال ، هي عارية مستردة .




والله هناك حديث أيها الإخوة يقصم الظهر : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ




أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا ، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ؟ أَوْ غِنًى





مُطْغِيًا ؟ أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ؟ أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ؟ أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ؟




أَوْ الدَّجَّالَ ؟ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ ، أَوْ السَّاعَةَ ؟ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )) .




[ أخرجه الترمذي ]




هذا كلام علمي ، فهل من واحد منا وأنا معكم يمكن أن يستيقظ




كل يوم كاليوم السابق ؟ مستحيل ، هناك بوابة خروج في




المطارات ، أنت تخرج من هذه البوابة ، الله عز وجل عنده بوابات ،




فالورم بوابة ، الجلطة بوابة ، الاحتشاء بوابة ، خثرة بالدماغ بوابة




، فشل كلوي بوابة ، تشمع كبد بوابة ، حادث سير بوابة الخروج .





(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا ، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ـ كاد الفقر




أن يكون كفراً ـ أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ؟ أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ؟ أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ؟




أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ؟ أَوْ الدَّجَّالَ ـ الذي يأتي إلى بلاد المسلمين من أجل




الحرية والديمقراطية ، وينهب الثروات ، ويقتل الناس ـ فَشَرُّ




غَائِبٍ يُنْتَظَرُ ، أَوْ السَّاعَةَ ؟ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )) .




هذه هي الدنيا فدقق فيها ، ربما بلغت أعلى منصب في العالم ، ثم ماذا ؟




موت ، الموت ينهي كل شيء ، ربما جمعت أكبر ثروة في الأرض ، ثم ماذا ؟




الموت ، ربما استمتعت بكل مباهج الحياة ، ثم ماذا ؟ الموت ،




ربما طفتَ أركان الدنيا ، ثم ماذا ؟ الموت ، لذلك الموت ينهي قوة




القوي ، وضعف الضعيف ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، وغنى




الغني ، وفقر الفقير ، ووسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، الموت ينهي كل شيء .





هناك طرفة ثانية أرويها دائماً عن رجل من أهل البادية له أرض




شمالي جدة ، فلما توسعت جدة كثيراً اقتربت من أرضه ، فارتفع سعرها ،




نزل صاحب هذه الأرض ، وباع الأرض لمكتب عقاري خبيث جداً ، اشتراها




بربع قيمتها ، وأنشأ على هذه الأرض بناء من اثني عشر طابقاً ، أصحاب




المكتب العقاري شركاء ثلاثة ، الأول وقع من أعلى البناء فدقت عنقه ، والثاني




دهسته سيارة ، فانتبه الثالث ، وبحث عن صاحب الأرض ستة أشهر ، وعثر




عليه ، ونقده ثلاثة أضعاف حصته ، فقال له هذا البدوي : أنت أدركت أمرَ نفسِك .




أيها الإخوة الكرام ، (( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا ، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا




مُنْسِيًا ؟ أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ؟ أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ؟ أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ؟ أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ؟




أَوْ الدَّجَّالَ ؟ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ ، أَوْ السَّاعَةَ ؟ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )) .




[ أخرجه الترمذي عن أبي هريرة ] .




إذاً : اللذائذ لا يمكن أن تمدك بمتعة مستمرة ، بل بمتعة




متناقصة ، فإن كانت هذه المتعة في معصية يعقبها كآبة ومرض نفسي :




 أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) 

( سورة الزمر)
محبوس بالشقاء النفسي ، محبوس بالكآبة ، محبوس بالضيق ،





محبوس بالإحباط ، محبوس بالتفاهة ، أما المؤمنون :




 أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ (5) 




( سورة البقرة)




الهدى يرفعهم ، المهتدون على ، والضالون في ، في كآبة




، أو في سجن ، ارتكب جريمة ، إما في كآبة ، أو في مرض




نفسي ، أو في سجن ، أما المؤمنون :





 أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ (5) 

( سورة البقرة)
الهدى رفعهم إلى أعلى عليين .






أيها الإخوة ، هناك شيء دقيق جداً ، أن الله يعطي




الصحة والذكاء والمال والجمال للكثيرين من خلقه ، و لكنه يعطي




السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، هذه السكينة صلة بالله ، الشعور




بالأمن الشعور وبالرضى ، والتوفيق والتأييد والنصر ، فاللذة إن




كانت في مباح كانت متناقصة ، وتمل منها ، وإن كانت في




معصية أعقبتها كآبة ، وتحتاج إلى شيء خارجي ، إلى مال .






بالمناسبة ، قال بعض علماء النفس : تحتاج اللذة إلى شروط ثلاثة ،




تحتاج إلى وقت ، وإلى مال ، وإلى صحة ، سبحان الله ! في بدايات




الحياة الوقت موجود ، والصحة متوافرة ، لكن المال غير متوفر ، يقول




لك : شاب منتوف ما عنده شيء ، وفي وسط الحياة استلم عملا وصار




عنده مال ، وصحة ، لكن ليسس عنده وقت ، كل يوم دوامه في المحل حتى يضبط أمره .





أقسم لي بالله رجلٌ عنده معمل نسيج ، قال : والله ثلاثين سنة ما غادرت




دمشق إلا إلى اللاذقية لتسلم سيارة ، مرة واحدة في حياتي ، الأيام




كلها قابعٌ في المحل التجاري ، فهناك مال وصحة ، لكن الوقت مفقود ،




ثم تقدم في السن فسلّم التجارة لأولاده ، الآن هناك مال ووقت ، لكن الصحة




مفقودة ، في جسمه خمسون علة ، أسيد أوريك ، وشحوم ثلاثية ، والتهاب




مفاصل ، وديسك في الظهر ، شيء لا يحتمل ، ترى كل واحد الآن معه




من الأدوية الشيء الكثير ، قبل الأكل ، وبعد الأكل ، على الريق ، هذه




يسبقها شيء ، هذه بعد شيء ، بعد ذلك يأتي النعي .





أيها الإخوة الكرام ، هكذا هذه اللذة ، تحتاج إلى مال ، وإلى صحة ،




وإلى وقت ، وهي خارجية ، وطابعها حسي ، ومتناقصة ، وإن كانت




في معصية تعقبها كآبة .




3 – السعادة تنبع من الداخل :




أما السعادة فتنبع من الداخل ، فلستَ بحاجة إلى شيء ، بحاجة إلى




أن تستقيم على أمر الله ، بحاجة أن تتصل بالله ، بحاجة أن تذكر الله




، بحاجة أن تصلي ، بحاجة أن تقوم الليل ، بحاجة أن تقرأ القرآن




الكريم ، بحاجة أن تغض بصرك عن محارم الله ، بحاجة أن تضبط




لسانك ، لا تحتاج إلى مال ، ولا إلى صحة ، ولا إلى وقت ، تحتاج إلى إنابة .




والله أيها الإخوة ، إن لم تقل : أنا أسعد من كل الناس إلا أن يكون




أحد أتقى مني ، ففي الإيمان خلل ، أنت متصل مع الله ، وتقلق ،




متصل مع الله ، وتخاف ، متصل مع الله ، وتذل ، متصل مع الله ،




وتيأس ، متصل مع الله ، وتشعر بالضعف ، هذا مستحيل .




السعادة تنبع من الداخل ، وهي متاحة لنا جميعاً ، ليس متاحا لنا




جميعاً أن نسكن في بيت فخم جداً ، بيت بأربعمئة متر ، ثمنه ثمانون




مليونًا ، هذا ليس متاحا ، والمركبة الفارهة ليست متاحة ، لكن




متاح لنا جميعاً أن نكون في قمة السعادة .






والله الذي لا إله إلا هو يمكن أن تصل إلى قمة السعادة وأنت




في السجن ، وأغني ما أقول ، ولا أبالغ .




إذا كنت في كل حال معـــي فعن حملي زادي أنا في غنى

***
فليتك تحلو والـحيــاة مريرة و ليتك ترضى و الأنام غضاب





وليـت الذي بيني و بينك عامر و بـيني و بين العالمين خراب




***

فلو شاهدت عيناك مـن حسننـا الذي رأوه لمـا وليت عنا لغيرنا





ولـو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا




ولـو ذقت من طعم المحبة ذرة عذرت الذي أضـحى قتيلاً بحبنا




و لـو نسمت من قربنا لك نسمة لمتّ غـريباً واشتيــاقاً لأجلنا




***

سعادة سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو في النار :






السكينة والسعادة والتألق وجدها إبراهيم في النار :





﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ .




( سورة الأنبياء ) .




سعادة أهل الكهف في كهفهم :





السعادة والسكينة والتألق وجدها أهل الكهف في الكهف .




سعادة النبي عليه الصلاة والسلام وهو في غار ثور :





السعادة والسكينة والتألق وجدها النبي عليه الصلاة




والسلام في غار ثور ، يا رسول الله لقد رأونا قال :




(( يَا أَبا بَكْرٍ مَا ظَنّكَ بِاثْنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا ؟ )) .




[ متفق عليه ]




والله أيها الإخوة الكرام ، لو أذاقنا الله طعم القرب منه لنسينا




الدنيا وما فيها ، من عرف الله زهد فيما سواه .




السعادة عند ماشطة بنت فرعون :




ماشطة بنت فرعون ، (( و هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ




سَقَطَتْ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا ، فَقَالَتْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ :




أَبِي ؟ قَالَتْ : لَا ، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ ، قَالَتْ : أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ ، قَالَتْ :




نَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْهُ ، فَدَعَاهَا ، فَقَالَ : يَا فُلَانَةُ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَتْ :




نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ




بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلَادُهَا فِيهَا ، قَالَتْ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، قَالَ :




وَمَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ




وَتَدْفِنَنَا ، قَالَ : ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ ، قَالَ : فَأَمَرَ بِأَوْلَادِهَا فَأُلْقُوا




بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا ، إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ ، وَكَأَنَّهَا




تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ ، قَالَ : يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِي ، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ




مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ، فَاقْتَحَمَتْ )) .




[ أحمد ]




النبي عليه الصلاة والسلام في أثناء العروج :





(( لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ )) قال يا جبريل ما هذه الرائحة ؟




قال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون .




أيها الإخوة الكرام ، ابحث عن الأبد ، هذه الدنيا تضر وتغر




وتمر ، ألا ترى جنازة في الطريق ؟ انتهت جميع المتع ، والرجل




يُحمَل إلى القبر ، فإما أن يكون القبر روضة من رياض الجنة أو




حفرة من حفر النيران ، هذه السعادة معك ، ما تحتاج إلى مال ،




لا تحتاج إلى مركبة فارهة ، لا تحتاج إلى بيت ، لا تحتاج إلى




مركز مرموق ، لا تحتاج إلى امرأة جميلة ، تحتاج إلى اتصال بالله.




لذلك أيها الإخوة ، السعادة تنبع من الداخل .




4 – السعادة متنامية تعقبها راحة نفسية :




السعادة متنامية لا متناقصة ، السعادة تعقبها راحة نفسية ، وتوازن ،




واستقرار ، وثقة ، وتفاؤل ، ويقين ، ونفس متألقة ، لأنها اتصلت




بالله ، لذلك الآية الدقيقة ، دققوا معي :





﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ﴾




( سورة البقرة الآية : 165 )




أية قوة ؟ لماذا أكل المال الحرام ؟ من أجل أن يتزوج امرأة




جميلة جداً ، مهرها كبير ، طلباتها كبيرة ، تريد بيتا فخما ، إذاً :




أكل المال الحرام من أجلها .





﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ﴾




( سورة البقرة الآية : 165 )




قوة الجمال التي سبَتْك هي مسحة من جمال الله ، شهوتك




للمال الذي أغراك هو عطاء من الله ، الله عز وجل عنده الجمال ،




وعنده الكمال ، وعنده النوال ، ونحن جميعاً نحب الجمال والكمال والنوال .




إذاً : أيها الإخوة ، السعادة متنامية ، والله الذي لا إله إلا




هو خط المؤمن البياني خط صاعد صعوداً مستمراً ، والموت




نقطة على هذا الخط ، والصعود مستمر ، فإذا عرفت فأنت في




سعادة متنامية ، وكلما كشف لك من كمال الله شيء تقول :




الله أكبر ، أكبر مما كنت أظن ، أكبر مما كنت أعرف ، هذه هي




السعادة ، السعادة قد تكون في كوخ صغير ، قد تكون مع مرض عضال .





والله أيها الإخوة ، حدثني طبيب عن قصة من أندر القصص ، قال :




جاءنا مريض مصاب بمرض خبيث منتشر في أحشائه ، هذا الورم




الخبيث في الأحشاء له آلام لا يحتملها بشر ، قال : كلما دخل عليه




إنسان عائد يراه مبتسماً ، يقول : اشهد أنني راض عن الله ، يا رب ،




لك الحمد ، تماسكه عجيب .

الحقيقة أنني قرأت مرة بحثا حلت عندي مشكلة ، لماذا المرض





نفسه يؤلم إنسانًا إلى درجة أنه يتكلم كلام الكفر من شدة الألم ،




وإنسان آخر ألمه واحد بالمئة والمرض نفسه ؟ العلماء قالوا كلاما




غير مقنع ، قالوا : هناك عتبة للألم ، أنت غرفتك لها عتبة ، أمام




الباب قطعة مرتفعة من الرخام ، فهناك عتبة مرتفعة تعني آلاما كثيرة




، لكن لا ألم في عتبة منخفضة ، هذا كلام الأطباء ، لكن بعد هذا ثبت




أن طريق الآلام عليه بوابات ، طريق الآلام يبدأ من الأعصاب المحيطة




للنخاع الشوكي للمخيخ إلى المخ إلى القشرة ، هذا الطريق عليه بوابات




، هذه البوابات إذا فتحت كانت الآلام مئة ضعف ، وإذا أغلقت كانت




الآلام واحدا في المئة ، المقال مترجم ، ويغلب على ظني أن كاتب




المقال لا يعرف الله ، قال : تتحكم في هذه البوابات الحالة النفسية




للمريض ، فإذا كان المريضُ مؤمنا بالله فالبوابات مغلقة ، فيصل الألم بسيطا جداً معقولا .




هذا المريض كلما دخل عليه عائد يعوده يقول : اشهد أنني راض




عن الله ، يا رب لك الحمد ، يقول لي الطبيب : إذا قرع الجرس




يتهافت الممرضون على خدمته ، والأطباء يأتون فوراً ، وفي بهذه




الغرفة نور ، وجذب ، وروحانية ، إنسان معه ورم خبيث منتشر




ولا يصيح ، بل يقول : يا رب ، لك الحمد ، قال لي : جلس سبعة أيام




، ثم توفي ، لكن مات بحالة حلوة جميلة ، مات بحالة راقية جداً ، قال لي :




لحكمة بالغة جاء إلى هذا الغرفة إنسان مريض بالمرض نفسه ،




ورم خبيث في الأحشاء ، قال لي : ما من نبي إلا سبّه ، يا لطيف ، يكفر




كفرا ، يصيح ، يشتم ، يقذف بالسباب كل من رآه ، فإذا قرع الجرس




لا يأتيه أحد ، الغرفة مظلمة مخيفة ، غرفة كفر ، غرفة سخط ، مع أن المرض نفسه .




أيها الإخوة ، السعادة تنبع من الداخل ، ولا تحتاج إلى شيء مادي ،




قد تكون أسعد الناس في كوخ .




والله مرة كنت في مؤتمر إسلامي في المغرب في أكبر فندق




في الدار البيضاء ، عند الفجر سمعت قرآناً يُتلى ، والله أبكاني ، نظرت




من الشرفة فإذا عامل الحدائق يصلي الفجر في وقته ، وله صوت




حسن ، قلت : يا رب ، لعل هذا العامل أقرب إليك من كل أعضاء




المؤتمر ، المؤتمر إسلامي ، الصلة بالله لها ثمن ، ثمنها أن تكون




محباً لله ، أن تكون مستقيماً على أمره .





تعلقوا بالسعادة أيها الإخوة ، هناك فيلسوف من مصر يقول :




مبدأ اللذة إذا كان هدفاً أصبح مبدأ ألم .




أنت تتصور إنسانا دخله مليون في الشهر ، ومعه كآبة ، وينتحر




بعد ذلك ، أعلى نسب الانتحار في العالم في أغنى البلاد في العالم ،




الذي صمم ثاني أطول جسر في العالم يعبره ثلاثمئة ألف سيارة مهندس




ياباني ، في أثناء قص الشريط ألقى بنفسه في البوسفور ، ذهبوا إ




لى غرفته ، فكتب على ورقة : " ذقتُ كل شيء في الحياة فلم أجد




لها طعماً ، فأردت أن أذوق طعم الموت " .

الحياة ليس فيها شيء ، أكاد أقول لكم : سافرت كثيراً شرقاً وغرباً ،





وجدت صفة مشتركة في العالم الشرقي والغربي ، إنسان بلا هدف ،




هو غني ما عنده مشكلة ، ولأن ما عنده مشكلة فهذه أكبر مشكلة ،




حياة مملة ، ألِف كل شيء ، أكل ، شرب ، شاهد أفلام ، وبعد هذا ؟




والله أيها الإخوة ، هؤلاء الذي ينجحون في حياتهم المادية يأتي وقت




لا يحتمِلون ولا يُحتمَلون ، فهم في مللٍ ، وضجرٍ ، وسأمٍ .




أيها الإخوة ، الحقيقة أن الإنسان إذا لم يعرف الله عز وجل يصبح مبدأ




الشهوة عنده مبدأ ألمٍ ، لماذا ؟ لأنه بلا منهج ، وسوف يعتدي ، وحينما




تعتدي ، عندك زوجة ، وإذا لم تكن لك زوجة كانت لك عشيقة ، هذه




العشيقة فتاة كان من الممكن أن تكون أمًّا عندها أولاد ، عندها أصهار ،




هي أمٌّ محترمة ، زوجة محترمة ، أفسدها هذا الشاب ، فنقلها من امرأة




شريفة إلى امرأة ساقطة ، عنده ضمير ، عنده فطرة سليمة ، هذه الفطرة




تعذبه ، فلذلك أي إنسان يتفلت من منهج الله يعاني من أمراض نفسية ،




أولها الكآبة ، ثانيها اختلال التوازن .




 وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) 

( سورة المؤمنون)





﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾

( سورة طه )






ذكرت شيئًا : المصائب في الدنيا ليست عقاباً ، وليست




انتقاماً ، وليست تشفياً ، بل هي نتائج علمية للمعاصي والآثام ، وكما




أن المركبة علة صنعها السير ، فلا بد لها من مكبح يتناقض مع علة




سيرها ، والمكبح ضروري ، هو أخطر ما في المركبة ، مع أنها صنعت




من أجل أن تسير ، والمكبح يتناقض مع علة سيرها ، لهذا لما يختار الإنسان




الشهوة المحرمة فأمامه سلسلة معالجات تحدثنا عنها في درس سابق ، منها




الهدى البياني ، والتأديب التربوي ، والإكرام الاستدراجي ، والقصم .





5 – متعة الشهوة زائلة والمسؤولية باقيةٌ ، والمجاهدة في الطاعة زائلة والتكريم باقٍ :





أيها الإخوة الكرام ، المتع في المعاصي زائلة والمسؤولية باقية ، ألا




يا رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً .




الآن المجاهدة في الطاعات زائلة لا تستمر ، بل تنتهي ، والتكريم




باق ، المتعة آنية وزائلة والمسؤولية باقية ، والمجاهدة في الطاعة




زائلة ومنقضية والتكريم هو الباقي .

لكن أدق كلام أن في أنفسنا جميعاً فراغا لا يمكن أن يملأ إلا بمعرفة





الله ، المال لا يملؤه ، ولا المنصب ، ولا اللذة ، ولا المتعة ، هذا الذي




نسعى إليه كي نملأ فراغ الإيمان .




مرة كنت في بلد في أمريكا ، وفي مدينة إلى جانب مدينة إقامتي




اسمها توليدوا اتصلوا بي وطلبوا زيارة ، أول سنة اعتذرت ، والثانية




اعتذرت ، والثالثة اعتذرت ، الرابعة ذهبت ، بعد أن انتهت المحاضرة




والله الذي لا إله إلا هو قال لي أخ : أنا أخو فلان ، وفلان صديقي ، قال :




تعرف كم مسافة قطعتُ وقدتُ مركبتي كي أستمع لهذه المحاضرة ؟




قلت له : كم ؟ قال ستمئة ميلا ، أي ألف كيلو متر ، هناك تصحر ، إنسان




يقود مركبته ألف كيلو متر ليستمع إلى محاضرة ، نحن في الشام




دروس ، خطب ، ندوات من فضل الله ، العلم ثمين جداً ، أنت حينما تعرف




الله فقد وصلت إلى كل شيء ، وإذا غابت عنك حقيقة الإيمان فما وصلت إلى شيء .





مرة أخيرة ، يا رب ، ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟




وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟






1 – خلايا الدماغ :




وننتقل أيها الأخوة إلى موضوع علمي جديد ، كلكم يعلم أن جسمك




يتبدل تبدلاً كلياً كل خمس سنوات ، لأن أطول عمر خلية الخلية




العظيمة ، خمس سنوات ، وأقصر عمر خليةٍ خليةُ زغابة الأمعاء ،




عمرها ثمان وأربعون ساعة ، زغابات الأمعاء تتبدل كل ثمانٍ وأربعين




ساعة ، والخلايا العظمية تتبدل كل خمس سنوات ، أما أنت أيها




الإنسان فبمجملك تتبدل كلياً كل خمس سنوات ، لا الجلد هو هوَ ، ولا




الشعر هو هوَ ، ولا شيء بجسمك هو هوَ ، كل شيء يتبدل إلا خلايا الدماغ وخلايا القلب .




في الدماغ ذاكرتك ، خبراتك ، مهاراتك ، معلوماتك ، كل شيء حصلته




في حياتك مودع في الدماغ ، معارفك ، أولادك ، أصدقاءك ،




أقرباءك ، اختصاصك ، أنت طبيب ، كل المعلومات في الدماغ




، لو تبدل الدماغ ماذا كنت تعمل ؟ أنا كنت طبيبا ، الآن أنا أميٌّ ،




شيء لا يحتمل ، ضاعت ذاكرتك ، ما عرفت أولادك ، نسيت معلوماتك ،




فقدت اختصاصك ، فقدت الدكتوراه .




جاء رجلٌ من أمريكا أصيب بفقد الذاكرة ، دخل عليه ابنه ، قال له : من أنت ؟




أحد إخواننا الكرام توفاه الله ، قبل أن يموت خرج من معمله




باتجاه بيته في المهاجرين ، نسي بيته ، بقي ساعتين ، لكنه




يعلم بيت ابنه في الجسر ، ذهب إليه ، قال : يا بني ، أين بيتي ؟ فقَد ذاكرته .





لو أن إنسانا يتبدل دماغه لخسر كل شيء ، خسر دراسة ثلاثٍ وثلاثين




سنة ، فالدماغ لا يتبدل ، والحكمة واضحة جداً وضوح الشمس ، هذا شيء قديم ذكرتُه لكم .




2 – خلايا القلب :




أما الشيء الجديد أن القلب أيضاً لا يتبدل ، لماذا ؟




ما كنت أعلم ، لكن الآن ثبت أن القلب مكان المشاعر والأذواق




والميول ، كيف عرفوا هذا ؟ بعد أن استطاع الإنسان أن يزرع




قلب إنسان في إنسان آخر ، رجل في الثمانين قلبه معطوب ، شاب




مات بحادث ، أخذوا قلب الشاب إلى هذا المتقدم بالسن ، هذا المتقدم




بالسن عاش بالأربعينات ، حيث كانت الموسيقى الكلاسيكية ، وجد




نفسه يحب موسيقى الجاز ، ليس معقولا ، تبدل في الميول عجيب ،




وجد نفسه يحب أكلات معينة ، ما كان يحبها سابقاً .




في العالم الآن ثلاثة وسبعون حالة زرع قلب ، القصص التي تروى




عن أحوال هؤلاء الذين أخذوا قلوب الآخرين شيء ممتع جداً :




إنسان زرع له قلب إنسان يتكلم كلاما ليس له معنى ، كلمة ليس




لها معنى ، من شدة قلقه اتصل بزوجة الذي أخذ قلبه ، قالت له :




هذه كلمة سر بيننا ، تعني أن كل شيء على ما يرام ، وبعض الأشخاص




يحب أغاني ما كان يحبها من قبل ، طبعاً القصص طويلة وممتعة ،




هذه كلها نجدها في مراجعها .




صار القلب مركز الأحاسيس والمشاعر والأذواق ، لو تبدل يكون




الإنسان الذي كان يحب أن يسمع القرآن الكريم فرضاً يصبح يحب




أن يسمع شيئا ثانيا ، أما الله عز وجل فثبت القلب في خلاياه .




أنا كنت أظن أن هذا القلب الصنوبري لا علاقة له بموضوع القلب




في القرآن الكريم ، والله أنا كنت أقول : إن هذا القلب الصنوبري




مضخة ، أما القلب الذي ورد في القرآن الكريم فهو قلب النفس ، الآن




ثبت أن القلب الذي ورد في القرآن الكريم هو هذا القلب نفسه ، هذا




مكان المشاعر والأحاسيس والأذواق ، والحديث طبعاً طويل ، ويمكن




أن أروي لكم ثلاثاً وسبعين قصة عن أشخاص زرعت قلوب لهم ، وانتقلت




أحاسيس الآخرين إليهم وأذواقهم ورغباتهم وميولهم .




أخطر شيء في هذا الموضوع أن الله ثبت أن حول القلب خلايا




عصبية إدراكية ، قدراتها تفوق خمسمئة ضعف ، وأن هذه الخلايا




تأمر الدماغ ، وأن الدماغ محكوم بالقلب ، هذا بحث يمكن أن تراه




في الإنترنت ، والذين اكتشفوه لا علاقة لهم بالدين إطلاقاً .




﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ﴾ .( سورة فصلت الآية : 53 ) .




هناك خلايا عصبية محيطة بالقلب ، وقدرتها أضعاف مضاعفة




عن خلايا الدماغ ، بل هي تحكم معظم خلايا الدماغ .




زارنا عالم من علماء الدين والدنيا ، وذكر هذه المعلومات ، أنا




تابعتها في الإنترنت فوجدتها صحيحة كما قال .




أيها الإخوة الكرام ، كلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة




هذا القرآن الكريم ، كلما تقدم العلم تبين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن .




﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ .( سورة الواقعة ) .






الآن هناك نجوم تبعد عنا أربعة وعشرين ألف مليون سنة ضوئية ،




أو أربعة وعشرين مليار سنة ، والضوء يقطع في الثانية الواحدة




ثلاثمئة ألف كيلو متر ، بالدقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ،




باليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ،




بأربعة وعشرين ألف مليون سنة .




﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ .

( سورة الواقعة ) .





جواب القسم :




إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77)

( سورة الواقعة ) .





الإعجاز العلمي محوره أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن .

عبدالله الكعبي
13 Jan 2011, 09:47 PM
جَزَاكُ اللّه خيراً ام حفصة ان شاء الله في ميزان أعمالك إن شاء الله