أبو القعقاع القيرواني
23 Oct 2004, 02:11 PM
بسم الله الرّحمان الرّحيم
<div align="center">إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمـالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا. </div>
أما بعد:
كثر الحديث و الطعن اليوم في أهل السنة و الجماعة من السلفيين و اتهموها و علماءها الربانيين بالإرجاء و غيرها من الشنشنات التي نعرفها من أخزم. و قد ردّ أهل العلم على هذه الإفتراءات التي لا تصدر إلا من السفهاء أو الحاقدين الظالمين، و من المصنفات التي دحرت افتراءات هؤلاء رسالة بعنوان: " ماذا ينقمون عن السلفية " و قد أجاز و أبدع مصنّفها الدكتور محمّد موسى آل نصر في الردّ على المخالفين و سأتناول نقل افتراءاتهم واحدة تلو الأخرى و الردّ عليه مستعينا بالله جلّ و علا و أبدأ بافتراءهم الذي نسمعه كثيرا في هذه الأيام و في بعض المنتديات الإسلامية و هي تهمة " الإرجاء" و يليها إن شاء الله الردّ على من قال أن السلفية لا تهتم بالجهاد.
يقول المصنّف:
أما الإتهام بالإرجاء فهي شنشنة نعرفها من أخزم، و نحن نبرأ إلى الله من المرجئة و الإرجاء، كما نبرأ إلى الله من الخوارج و المكفرة قدماء و معاصرين، و حسبنا في براءتنا و براءة شيخنا من الإرجاء كتبناه في " تنوير الأرجاء" عددين خاصين حول مسائل الإيمان و تحقيقه و الردّ على من حادة الجادة في ذلك ، و حسبنا كتابنا الذي كتبناه في كتابنا الذي أصدرناه مجتمعين و أقرّه جلة من طلاب العلم و علمائه" مجمل مسائل الإيمان العلمية في أصول العقيدة السلفية" ( وهو من اصدارات مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية و الأبحاث العلمية ) و قلنا في هذه الرسالة القيمة التي تلقاها أهل العلم بالقبول و الرضا إلا من كان في قلبه مرض و كبر و جحود و علوّ في الأرض ، فلا يرجعون للحقّ – مع أن الرجوع إلى الحقّ فضيلة- هداهم الله –
1 - المرجئة:
فرقة ضـلالة و مذهبها ردئ باطب – ليس على نهج أهل السنة و الجماعـة – لكن لا نخرجهم من الملة كما نصّ على ذلك الإمـام أحمد ، و نقل ذلك عنه شيخ الإسلام – مقرا له – في مواضع.
2 – المرجئة ثلاثة أصناف:
أ.جهمية المرجئة، و هم الذين يقولون: إن الإيمان معرفة - فحسب – ( و قد كفرهم بعض أئمة السـلف)
ب.الكرامية ، و هم الذين يقصرون الإيمان على قول اللسان دون القلب.
ت.مرجئة الفقهاء ، و هم الذين قالوا: إن الإيمان اعتقاد القلب و قول اللسان، و أخرجوا العمل من مسمى الإيمان.
و هم – جميعًا – على ضلال ، و إن تفاوتــوا في قدره على ما فصله شيخ الإسلام – رحمه الله - .
3- و من مستشنع أقوالهم المترتبة على ما سبق و على تنوّع فرقهم:
أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص، و أما من قال: إن الإيمان يزيد و ينقص؛ يزيد بالطاعة، و ينقص يالمعصية،و أنّه قول ، و عمل ، و اعتقاد ، فقد برئ من الإرجاء – كله – أوله و آخره، كما قال الإمام أحمد بن حنبل، و الإمام البربهاري... و غيرهما، و هذا عين ما يقول به السلفيون شيوخا و تلاميذ قديمًا و حديثًا.
4- أصحاب المعاصي – صغائر و كبائر – من أهل الملة، و هم تحت طائلة الذمّ و الوعيد، كما قال الله تعالى:
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) [النساء: 48].
و قد أجاب العلامة محمد بن صالح العثيميين – رحمه الله رحمة واسعة – حول اتهام شيخنا الإمام الألباني بالإرجاء، فقال ذابًا عنه رحمه الله: " أقول كما قال الأول:
أقلوا عليه لا أبًا لأبيكم ****** من اللوم أو سدُّوا المكان الذي سدّا
الألباني – رحمه الله – عالم محدث فقيه، و إن كان محدثا أقوى منه فقيهًا، و لا أعلم له كلاما يدل على الإرجاء أبدًا، لكن الذين يريدون أن يكفّروا الناس يقولون عنه و عن أمثاله: إنهم مرجئة، فهو من باب التلقيب بألقاب السوء، و أنا أشهد للشيخ الألباني – رحمه الله – بالاستقامة و سلامة المعتقد و حسن القصد، و لكن مع ذلك لا نقول أنه لا يخطئ؛ لأنه لا أحد معصوم إلا الرسول عليه الصلاة و السلام " ( مجلة الأصالة: العدد 28 ص 73- 74 ).
قال شيخنا رحمه الله في الردّ على من اتهمه بالإرجاء:
" أقول: هذا ما كنت كتبته منذ أكثر من عشرين عامًا مقررًا مذهب السـلف و عقيدة أهل السنة – و لله الحمد – في مسائل الإيمان، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار و الناشئة الصغتر، فيرموننا بالإرجاء!! فإلى الله المُشتكـى من سوء ما هم عليه من جهالة و ضلالة و غثاء" ( انظر:"التعريف و التنبئه بتأصيلات العلامة الألباني في مسائل الإيمان و الرد على المرجئة" لأخينا الشيخ علي الحلبي / ص 89 – 90 ).
و قد لا يعجبُ الغيور على هذه الدعوة المباركة حينما يسمع إطلاق تهمة الإرجاء على السلفيين من أناس مغرضين حزبيين و غير حزبيين، و لكن يشتد عجبه حينما يسمع هذه التهمة من شيوخ و دعاة كنا نجلهم و نعظمهم و نحسبهم من أئمة الدعوة ، فالله المستعـان، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..
(( و تبقى الدعــوة هي السـلفـية ، و يبقى دعاتها : أشياخها و أعلامها هم طائفة الغربـاء بفرقتهم الناجية، و طائفتهم المنصورة، يصلحون عند فساد الناس ، و يصلحون ما أفسد الناس، و لو كان من يعصهم أكثر ممن يطيعهم، و لا يستعزهم الذين لا يعلمون، و يدركون أنه لا مناص من التقدم للأخذ بقيادة قومٍ أكثرهم نيـام، و الباقي في أحلام ، و يعلمون أنهم يعالجون أمرًا لا يعين عليه إلا الله، قد فنى فيه الكبير، و كبر عليه الصغير، و فصح عليه الأعجمي، و هاجر عليه الأعرابي، ربنا لا تجعلنا فتنة للقومِ الظالمين )) [ من مسك الختام، العدد 22 ، من مجلتنا " الأصالة " ص 80 ]
*********************
الردّ على القائلين بعدم اهتمام السلفية بالجهاد:
قال المصنّف:
الجهاد ذروة سنام الإسلام لا يختلف فيه اثنان و لا يتنطح فيه عنزان، و آيات الحث على الجهاد كثيرة جدًا، و الأحاديثة الصحيحة و الصريحة في الحض على الجهاد مشتهرة مستفيضة.
لكن الجهاد له قواعد و شروط و آداب، فالسلفيون لا يقاتلون تحت راية عمية جاهلية؛ لأن الجهاد لم يشرع إلا لإقامة شرع الله (( حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله ))، فلابد من إمام للجهاد ، و لابد من راية إسلامية، و لابد من تربية ربانية جهادية، و لابد من إعداد و استعداد، فالجهاد عند السلفيين جهاد علم و بصيرة و هدف واضح، ومتى بانت لهم الرايـة و اتضح لهم الهدف، فإنهم لا يتخلفون، و أرض فلسطين و الشيشان و الأفغان و البلقان و كشميرتشهد لهم عند الله تعالى ، فهم يجاهدون على ظهور الخيل و لا يمتطون الخنازير ليجاهدوا عليها وصولا على النصر أو على الشهادة، أو الكرسي مهما كان شكله او نوعه، فالغاية عندهم لا تبرر الوسـيلة، و هم يحرضون على القتال بهذا المفهوم و لا يثبطون عنه أبدًا.
أخوكم في الله:
أبو القعقاع القيرواني السلفي
<div align="center">إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمـالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا. </div>
أما بعد:
كثر الحديث و الطعن اليوم في أهل السنة و الجماعة من السلفيين و اتهموها و علماءها الربانيين بالإرجاء و غيرها من الشنشنات التي نعرفها من أخزم. و قد ردّ أهل العلم على هذه الإفتراءات التي لا تصدر إلا من السفهاء أو الحاقدين الظالمين، و من المصنفات التي دحرت افتراءات هؤلاء رسالة بعنوان: " ماذا ينقمون عن السلفية " و قد أجاز و أبدع مصنّفها الدكتور محمّد موسى آل نصر في الردّ على المخالفين و سأتناول نقل افتراءاتهم واحدة تلو الأخرى و الردّ عليه مستعينا بالله جلّ و علا و أبدأ بافتراءهم الذي نسمعه كثيرا في هذه الأيام و في بعض المنتديات الإسلامية و هي تهمة " الإرجاء" و يليها إن شاء الله الردّ على من قال أن السلفية لا تهتم بالجهاد.
يقول المصنّف:
أما الإتهام بالإرجاء فهي شنشنة نعرفها من أخزم، و نحن نبرأ إلى الله من المرجئة و الإرجاء، كما نبرأ إلى الله من الخوارج و المكفرة قدماء و معاصرين، و حسبنا في براءتنا و براءة شيخنا من الإرجاء كتبناه في " تنوير الأرجاء" عددين خاصين حول مسائل الإيمان و تحقيقه و الردّ على من حادة الجادة في ذلك ، و حسبنا كتابنا الذي كتبناه في كتابنا الذي أصدرناه مجتمعين و أقرّه جلة من طلاب العلم و علمائه" مجمل مسائل الإيمان العلمية في أصول العقيدة السلفية" ( وهو من اصدارات مركز الإمام الألباني للدراسات المنهجية و الأبحاث العلمية ) و قلنا في هذه الرسالة القيمة التي تلقاها أهل العلم بالقبول و الرضا إلا من كان في قلبه مرض و كبر و جحود و علوّ في الأرض ، فلا يرجعون للحقّ – مع أن الرجوع إلى الحقّ فضيلة- هداهم الله –
1 - المرجئة:
فرقة ضـلالة و مذهبها ردئ باطب – ليس على نهج أهل السنة و الجماعـة – لكن لا نخرجهم من الملة كما نصّ على ذلك الإمـام أحمد ، و نقل ذلك عنه شيخ الإسلام – مقرا له – في مواضع.
2 – المرجئة ثلاثة أصناف:
أ.جهمية المرجئة، و هم الذين يقولون: إن الإيمان معرفة - فحسب – ( و قد كفرهم بعض أئمة السـلف)
ب.الكرامية ، و هم الذين يقصرون الإيمان على قول اللسان دون القلب.
ت.مرجئة الفقهاء ، و هم الذين قالوا: إن الإيمان اعتقاد القلب و قول اللسان، و أخرجوا العمل من مسمى الإيمان.
و هم – جميعًا – على ضلال ، و إن تفاوتــوا في قدره على ما فصله شيخ الإسلام – رحمه الله - .
3- و من مستشنع أقوالهم المترتبة على ما سبق و على تنوّع فرقهم:
أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص، و أما من قال: إن الإيمان يزيد و ينقص؛ يزيد بالطاعة، و ينقص يالمعصية،و أنّه قول ، و عمل ، و اعتقاد ، فقد برئ من الإرجاء – كله – أوله و آخره، كما قال الإمام أحمد بن حنبل، و الإمام البربهاري... و غيرهما، و هذا عين ما يقول به السلفيون شيوخا و تلاميذ قديمًا و حديثًا.
4- أصحاب المعاصي – صغائر و كبائر – من أهل الملة، و هم تحت طائلة الذمّ و الوعيد، كما قال الله تعالى:
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) [النساء: 48].
و قد أجاب العلامة محمد بن صالح العثيميين – رحمه الله رحمة واسعة – حول اتهام شيخنا الإمام الألباني بالإرجاء، فقال ذابًا عنه رحمه الله: " أقول كما قال الأول:
أقلوا عليه لا أبًا لأبيكم ****** من اللوم أو سدُّوا المكان الذي سدّا
الألباني – رحمه الله – عالم محدث فقيه، و إن كان محدثا أقوى منه فقيهًا، و لا أعلم له كلاما يدل على الإرجاء أبدًا، لكن الذين يريدون أن يكفّروا الناس يقولون عنه و عن أمثاله: إنهم مرجئة، فهو من باب التلقيب بألقاب السوء، و أنا أشهد للشيخ الألباني – رحمه الله – بالاستقامة و سلامة المعتقد و حسن القصد، و لكن مع ذلك لا نقول أنه لا يخطئ؛ لأنه لا أحد معصوم إلا الرسول عليه الصلاة و السلام " ( مجلة الأصالة: العدد 28 ص 73- 74 ).
قال شيخنا رحمه الله في الردّ على من اتهمه بالإرجاء:
" أقول: هذا ما كنت كتبته منذ أكثر من عشرين عامًا مقررًا مذهب السـلف و عقيدة أهل السنة – و لله الحمد – في مسائل الإيمان، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار و الناشئة الصغتر، فيرموننا بالإرجاء!! فإلى الله المُشتكـى من سوء ما هم عليه من جهالة و ضلالة و غثاء" ( انظر:"التعريف و التنبئه بتأصيلات العلامة الألباني في مسائل الإيمان و الرد على المرجئة" لأخينا الشيخ علي الحلبي / ص 89 – 90 ).
و قد لا يعجبُ الغيور على هذه الدعوة المباركة حينما يسمع إطلاق تهمة الإرجاء على السلفيين من أناس مغرضين حزبيين و غير حزبيين، و لكن يشتد عجبه حينما يسمع هذه التهمة من شيوخ و دعاة كنا نجلهم و نعظمهم و نحسبهم من أئمة الدعوة ، فالله المستعـان، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..
(( و تبقى الدعــوة هي السـلفـية ، و يبقى دعاتها : أشياخها و أعلامها هم طائفة الغربـاء بفرقتهم الناجية، و طائفتهم المنصورة، يصلحون عند فساد الناس ، و يصلحون ما أفسد الناس، و لو كان من يعصهم أكثر ممن يطيعهم، و لا يستعزهم الذين لا يعلمون، و يدركون أنه لا مناص من التقدم للأخذ بقيادة قومٍ أكثرهم نيـام، و الباقي في أحلام ، و يعلمون أنهم يعالجون أمرًا لا يعين عليه إلا الله، قد فنى فيه الكبير، و كبر عليه الصغير، و فصح عليه الأعجمي، و هاجر عليه الأعرابي، ربنا لا تجعلنا فتنة للقومِ الظالمين )) [ من مسك الختام، العدد 22 ، من مجلتنا " الأصالة " ص 80 ]
*********************
الردّ على القائلين بعدم اهتمام السلفية بالجهاد:
قال المصنّف:
الجهاد ذروة سنام الإسلام لا يختلف فيه اثنان و لا يتنطح فيه عنزان، و آيات الحث على الجهاد كثيرة جدًا، و الأحاديثة الصحيحة و الصريحة في الحض على الجهاد مشتهرة مستفيضة.
لكن الجهاد له قواعد و شروط و آداب، فالسلفيون لا يقاتلون تحت راية عمية جاهلية؛ لأن الجهاد لم يشرع إلا لإقامة شرع الله (( حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله ))، فلابد من إمام للجهاد ، و لابد من راية إسلامية، و لابد من تربية ربانية جهادية، و لابد من إعداد و استعداد، فالجهاد عند السلفيين جهاد علم و بصيرة و هدف واضح، ومتى بانت لهم الرايـة و اتضح لهم الهدف، فإنهم لا يتخلفون، و أرض فلسطين و الشيشان و الأفغان و البلقان و كشميرتشهد لهم عند الله تعالى ، فهم يجاهدون على ظهور الخيل و لا يمتطون الخنازير ليجاهدوا عليها وصولا على النصر أو على الشهادة، أو الكرسي مهما كان شكله او نوعه، فالغاية عندهم لا تبرر الوسـيلة، و هم يحرضون على القتال بهذا المفهوم و لا يثبطون عنه أبدًا.
أخوكم في الله:
أبو القعقاع القيرواني السلفي