المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصر لنا



moneer83_4
23 Oct 2004, 12:11 PM
أما بعد ، أيها الإخوة المؤمنون :
في زمن يكثر فيه الاضطراب ، ويتماوج فيه القلق ، ويكاد الحزن يرتسم على كل حي وحارة وبلد ، يخجل الإنسان أن يكون متكلماً ، بل يحب في مثل هذا الزمن الذي وصفناه أن يكون متحركاً عاملاً فاعلاً . ألا ترون إلى ما يحدث في فلسطين ؟! كنت أقول لنفسي قبل أن أصعد المنبر : عن ماذا ستتحدث ؟ لكن أما وأن الخطبة فرض والكلام ضرورة شرعية لا بد منها ، والنصيحة قضية أساسية في ديننا ، دفعني ذلك من أجل أن أقول لنفسي ولأمتي وللعالم : إن العيش في مستنقع الذل لا يمكن أن يرضى به إنسان أوتي من العقل ما أوتي ، وإن العيش وأخوك الذي بجانبك يقتل ويشرد ويجرح لا يمكن أن يكون مقبولاً لدى إنسان لديه أدنى مِسْكَة من العقل . كلنا يفتح عينيه على القنوات الفضائية ليرى ما يحدث في فلسطين ، واسمحوا لي أن أقول : إن بعض قنواتنا الفضائية في عالمنا العربي تمر عليها هذه الأحداث وكأن شيئاً لم يكن ، فبرامجها الترفيهية والرياضية والتزيينية هي كما هي ، تقف أمام محطة تنقل لك حادثاً مروّعاً أوقع بإخوانٍ لك أكثر من خمسة وعشرين شهيداً ، وتأتي على أخرى لتريك كيف تتجمل المرأة ، وثالثة تحدثك عن بطولة كأس أوروبا أو إيطاليا ، والقناة هذه قناة عربية . لقد انعكس هذا علينا ، ولا أريد أن أحمِّل القنوات والدول العبء وحدهم ، لكنني أقول : انعكس هذا علينا ، فشبابنا وأسرنا أصبحوا حينما يستمعون إلى حديث أو إلى خبر عن أخ لنا في فلسطين قُتل ولده أو استشهدت امرأته ، أو بترت ساقه ، أو أصيب في رأسه ، أصبح هذا الخبر وكأنه تاريخ ، وكأن القضية لا تمت إليه بصلة ، وإنما هي قضية أناس يعيشون على كوكب آخر . لعلكم تقولون : وماذا عسانا نفعل ؟ لا أريد أن أسمع مثل هذا السؤال ، فمن توجه إلى ربه جلت قدرته ، وتوجه إلى الحي القيوم أن يدلَّه على ماذا يفعل استجاب له ربه . أريدك أيها الشاب أن لا تقول هذا الكلام وتعتبر نفسك بعد ذلك قد أسقطت التبعة عن كاهلك ، لتكون هذه التبعة على كتفي . أريد أن تسأل ربك قائلاً : اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأسألك علماً ينفعني . لو أنك سمعت عن ولد لك يعيش في بلد الغربة ، وسمعت أن في هذا البلد مشكلة ما ، ألا تتوجه إلى ربك من أجل أن يحفظ لك هذا الولد ؟! فما بالك لا تقوم بربع هذا العمل الذي تقوم به تجاه ولدك ، حيال إخوتك الذين تُقتل نساؤهم وأطفالهم ولا يجدون الطعام ولا المأوى . أنت تنام لكنهم لا ينامون . الليلة الماضية إخوتنا في فلسطين أُمطروا بوابلٍ من طائرات العدو ، إخوتنا في مخيمات خان يونس وطولكرم والدهيشة في الضفة وفي القطاع كانوا يعيشون قلقاً واضطراباً ، فالطائرات تمطرهم بوابل من القنابل ، وكذلك الدبابات ترميهم بأسلحتها ونيرانها وقذائفها ، كلنا سمع هذا ، ولكن ما الذي تحرك فينا ؟! أصبحنا نسمع الأخبار لنتكلم فيها . ولكن فإلى متى ؟! إنه نداء لكم وللقادة والمسؤولين وللعالَم والأمم ؟ لا يحمل كلامي هذا شيء من اليأس ، ولكن يحمل دعوة صريحة وسؤال إلى متى ؟ أنا لا أعرف اليأس لأن إسلامي حرم عليَّ اليأس ، قال لي : ( إن لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) لأن إخواننا في فلسطين علَّمونا من خلال أعمالهم البطولية والفدائية والاستشهادية أن اليأس محرم ، علمونا كيف نزرع الأمل بين ثنايا الألم . لقد سمعتم أنه منذ أربعة أيام وإلى اليوم قتل إخواننا في فلسطين أكثر من خمسين قتيلاً إسرائيلياً وجرحوا أكثر من مائة منهم ، وإنهم في ذلك ليسطرون بأنهم في هذا العصر أبطاله ورواده وعماله ، وإننا لنسطر أننا في هذا العصر من يتحدث ولا يزيد على الكلام شيئاً . فيا إخوتنا في فلسطين نبارك لكم ، ونُشهد الله بأن ندعو لكم على أقل تقدير في ليلنا ونهارنا ، فلقد أثبتم للعالم أنكم أصحاب قضية وأصحاب حق ، وأنكم جادون في طلب هذا الحق ، وجادون في نزع مخالب الصهيونية الآثمة من أجسادكم البريئة بقوة تستند إلى الإيمان بالله ، إن قوتكم المادية ضعيفة لكن إيمانكم بالله متين . إن شاباً لم يتجاوز عمره السابعة عشرة اليوم غدا هذا اليوم فقتل ما قتل من الإسرائيليين ، ضحى بزهرة شبابه وألقى بنفسه في أتون المعركة وجرح أكثر من عشرين إسرائيلياً ، نسأل الله أن يجعل هذا الشاب وأمثاله في الفردوس الأعلى ، وأن يجعل عملهم مقبولاً عنده .
في زمن الاضطراب لا بد من الحديث عن أساسيات ومسلمات ، وأساسياتنا ومسلماتنا هي : إيماننا بالله لا يتزعزع ، وعقيدتنا بالإسلام أساسية ، الجهاد طريقنا إلى النصر ، الوحدة بين المسلمين طريق هذا النصر ، المحبة بين المسلمين أساس الرفعة والسيادة ، وإذا لم يتحد المسلمون والعرب فلا سيادة ولا قيادة ، وإذا لم يجتمعوا على كتاب الله فلا رفعة ولا عِز ولا شان . هذه ثوابت يجب أن لا نحيد عنها .
وحدتنا طريق إلى النصر ، وإذا كنا ننتظر غير ذلك فإننا بلهاء ، وإننا سُذَّج نتجاوز درجة الغباء ، ولا يمكن للنصر أن يأتي على أيدينا ، ولذلك لا تستغربوا أن يأتي النصر على أناسٍ يتحرقون ويتحركون من أجل النصر تضامناً مع إخوانهم المقاتلين ، لأن النصر لا ينسب إلى الفئة المقاتلة فحسب وإنما ينسب إلى الأمة شريطة أن تكون متعاونة متضامنة مع الذين يقاتلون ، وإذا كنا لم نتعاون كأمة ولم نتضامن فلن يكون النصر . النصر لمن اتحد مع أخيه على الحق ومن أجل الحق ، النصر لمن أحب أخاه الذي يعتقد أنه مثله وأنه على الحق ومع الحق ، النصر لمن محَّص أساسياته وقواعده ، ونظر أوامر الله عز وجل إذ يقول له : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ) ففكر في ضرورة القيام بهذه الفريضة ، ونظر موقفه من فريضة الاعتصام ، هل اعتصم ليكون أهلاً لينسب النصر إليه ، هل اعتصمت مع أخيك كما قال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح مسلم : " وكونوا عباد الله إخواناً " هل أنت أخ لهذا الذي تعتقد أنه على دينك ، والأخوة تعني حباً وتعاوناً ونصحاً ، هل نظرت حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي يدعونا لنكون صفاً واحداً ، وهل امتثلت أمر الله تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنه بنيان مرصوص ) .
من لم يعي سنن التاريخ وقواعده فلا يمكن أن يفهم قواعد النصر ، وإن سنن التاريخ وقواعده أثبتت أن الأمة التي تتحد بأجسادها وبقلوبها تنتصر على كل من عداها ، إن أوروبا اتحدت بأجسامها وبمادياتها ، والواجب علينا أن نتحد بالأجسام والماديات والقلوب ، وإذا اتحدنا بالأجسام والماديات والقلوب يمكننا حينها أن ننتصر على الذين اتحدوا بالأجساد ، لكن إذا بقي هؤلاء متحدين بأجسادهم ومادياتهم وبقينا متفرقين بالأجساد والقلوب ، فالنصر عنوانهم والخذلان عنواننا .
في فلسطين اليوم وحدة ، وهذه الفصائل قد اتحدت ، ولذلك بدأت تباشير النصر ، ولعلكم سمعتم ما قالته بالأمس بعض القنوات الفضائية أنه في بداية الانتفاضة كان يُستشهد سبعة فلسطينيين مقابل واحد من الإسرائيليين يقتل ، أما في الأيام الأخيرة فقد غدا واحد مقابل ثلاثة ، ارتفعت النسبة وهذه قضية مقلقة لإسرائيل ومربكة لها ، لقد أربك إخواننا العدو إذ اتحدوا ، اتحدت حماس والجهاد والقسَّام والأقصى وفتح والجبهة ، وأصبحوا يظهرون بمظهر المتحد ، ويضعون أيديهم مع بعضهم البعض ، أثبتت هذه الوحدة المُعطَى المعرفي الذي يقول : بالوحدة وبالاجتماع على الله يكون النصر . يا أمة العرب ، يا أمة الإسلام : أما آن لنا أن نصرخ في وجوهنا ونحن ننظر المرآة إلى متى سنظل نَكْرَع كأس الذل ، ونجامل أعداءنا ، ونعتقد أن أمريكا حَلَّت محل الله ، ونعتقد أن أمريكا تفعل ما يفعل الله بل أكثر من ذلك ، وهذا ما عبر عنه بعضٌ منا غباء واستهتاراً بهذا الدين الحنيف . إن أمريكا دولة ظالمة وآثمة وهي مع الإسرائيليين ولن تكون في يوم من الأيام مع الفلسطينيين ، ولن تكون مع الحق ولا مع أصحابه ، فإلى متى سنظل ننظر إليها على أنها القوة المطلقة ؟!
علينا أن نعيد النظر في الثوابت في زمن الاضطراب ، ومن أهم الثوابت : الإيمان بالله ، المحبة من أجل نصرة دين الله الوحدة على الله من أجل الدفاع عن مقدسات الله ، لا نريد سفك الدماء لكننا نريد أن ندافع عن أرضنا وعن حقوقنا ، أن ندافع عن القرآن ، عن الأقصى ، عن القدس .
أين أموال الدول العربية التي بجب أن يذهب جزءٌ كبير منها لإخواننا في فلسطين الذين لا يجدون طعاماً ولا شراباً ، وإنما اكتفوا بالنار والبارود ، فقد حملوه على أكتافهم وضربوا به العدو ، فربما بقي الواحد منهم أكثر من أربع وعشرين ساعة من غير طعام ، ولكنه يتابع العدو ويتحَرَّاه ، ويتسقطه من أجل أن ينال منه وأن يقضي عليه ، ونحن ننظر إليهم على أن الواجب عليهم فحسب وليس واجباً علينا .
في مثل هذه الأزمنة يجب أن نتذكر الثوابت والأساسيات ، أن نزيل من بيننا التحسس والحساسيات ، فحين نتحدث عن الحكومات العربية لا نتحدث عنهم من باب التَشَفِّي ، ولكنهم إخوة ، ونحن نُذَكِّرهم بتبعاتهم ويجب أن ينهضوا بتبعاتهم ، وإذا كان مؤتمر القمة بعد أيام فيجب عليكم أن تتوجهوا لربكم قبل الذهاب إلى القمة ، لتسألوه ما الذي يجب أن تقولوه في هذه القمة ، وليقل الواحد منكم ما يرضي ربه وليس ما يرضي أمريكا ، ليقل الذي يرضي ربه ، وبعد ذلك فليكن ما يكون ، وطوبى لإنسان أعطاه الله مقاليد المسؤولية فقام بها حق القيام وقال خير الكلام ، وعمل خير العمل ، حتى إذا وجد نفسه عاجزاً عن أن يقول خير الكلام أعلن انسحابه ، وأعلن اعتزاله . نحن نريد أن نكون صفاً واحداً القيادات والشعوب ، أن نقاطع أمريكا ، أن نقاطع إسرائيل على أقل تقدير ، أخرجوا هؤلاء الذين يمثلون الدولة الخائنة من بلادكم ، لا تجعلوا لبلادكم سفارات لها ، قولوا لأمريكا : لا ، وقولوا لإسرائيل : لا . أنتم تقولون بأننا أصحاب حق ، وما دمتم تقولون ذلك فأعلنوا هذا القولة وقاطعوا إسرائيل ، وقاطعوا الداعمين لإسرائيل ، والداعمين لها في أي دولة كان ، قولوا لمن يريد منا أن نقيم علاقات مع إسرائيل : خسئت ، اصمت ، اعزلوه وارفضوه .
أيها الإخوة ، أخيراً : أعيد ما قلت ، ثوابتنا الاعتصام بحبل الله جميعاً ، والوحدة أساس وطريق للنصر ، المحبة بين المسلمين أساس الرفعة .
لسنا على الوجه الإيجابي الذي ذكرت وإنما أريد دعوتكم ودعوة نفسي قبلكم إلى أن نكون على الوجه الإيجابي ، لنكون مفكرين فيما يجب أن نفعله حيال هذه الأساسيات والقواعد والثوابت ، فلنتحد ولنعتصم ، ولنكن عباد الله إخواناً : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنون حتى تحابوا " الإيمان مرفوع من صدورنا إذا لم تكن المحبة وشيجة تربط بيننا ، وبساطاً يجمعنا ننسجه بكل صفات خيرة .
هذه هي الثوابت ، فسلوا الله عز وجل من أجل أن يوفقنا لنكون عليها وبها ، وإلا أرأيتم إلى هذا الذل الذي نعيشه ، وهذا الواقع المرير ، والفوضى التي نعيشها .
أسأل الله أن يوفقنا من أجل أن نكون إخوة متضامنين متعاونين معتصمين متحدين ، وأسأل الله لدولنا العربية والإسلامية أن يفكر المسؤولون والشعوب من جديد حيال هذه الثوابت ، وأن يتخذوها منطلقات لهم في مؤتمراتهم واجتماعاتهم ومنظماتهم ومجالسهم ، إن ربنا على كل شيء قدير ، اللهم لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ، نعم من يسأل أنت ونعم النصير أنت ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

أبو بدر 1
23 Oct 2004, 05:24 PM
<div align="center">- - <span style='color:green'>الأخ : منير - -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<img src='http://www.4-sms.com/f/04/09/212514504-50.gif' border='0' alt='user posted image' />
أشكرك على إختيارك للمواضيع المناسبة والتي تستحق الإهتمام والمتابعة
ونسأل الله أن أن يوحد كلمة المسلمين ويجمع شملهم وبارك الله فيك
<img src='http://www.hdrmut.net/vb/images/smilies/t004.gif' border='0' alt='user posted image' />
أخوكم في الله
أبـو بـدر
<img src='http://www.tawqe3.com/images/ramadan_9.gif' border='0' alt='user posted image' />
</span></div>

EBN 7JR
23 Oct 2004, 08:25 PM
<div align="center">حياك الله وبياك اخي منير في منتداك الاحبه في الله ,,

بدايه موفقه منك ايها الكريم ,,

موضوع اتى في اوانه بسبب تفرق المسلمين وبعدهم عن دينهم وعقيدتهم ,,

اخوك ومحبك – ابن حجـــــــر</div>