المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى في القات



القرني
27 Dec 2010, 07:18 PM
فتاوى في القات



سؤال: يدعي بعض من يأكل القات أن شجرة القات كانت موجودة في عهد الرسول r فسكت عنها، فدل ذالك علي إباحتها ، فما الرد عليهم بارك الله فيكم ؟

الجواب: إذا كانت موجودة هذه الشجرة فإنها علف للحمر و الخيل و نحوها ، و لم يكن أحد يمضغها كهؤلاء و لم يكونوا يعتنون بغرسها و أكلها و دفع المال الكثير فيها.

سؤال: هل يعد متعاطي نبتة القات مرتكب كبيرة أم صغيرة ؟ وهل يحق لولي الأمر أن يقيم عليه حداً شرعياً؟

الجواب : نعم ، نري أنه قد ارتكب كبيرة ، حيث أصر عليها و هي شر من الدخان ، و قريب من الخمر ، و يلزم ولاة الأمور أن يقيموا الحد أو التعزيز على من يأكلها .


سؤال: يقول بعض متعاطي نبتة القات إنه ليس مخدراً، بدليل أن عامل البناء يقف في رأس العمارة و هو يبني و لا يسقط من عليها رغم أنه يتعاطاها أثناء عمله؟

الجواب: إذا لم يكن مخدراً و لا مسكراً فإنه خسران مبين ، و لا يسمن و لا يغني من جوع ، يدفع فيه المال الكثير و لا يستفاد منه ، مع أنه يظهر فيه شيء من التخدير، ولو لم يكن ظاهراً.

سؤال : بعض من يتعاطى القات يدعي أن بعض المشايخ ببلده يتعاطونها مثلهم ، فهل يأثم العامي في تقليده لطلبة العلم الذين يبيحون تعاطي القات ؟

الجواب : لا عبرة بمن يتعاطاه من الذين نشأوا عليه تقليدا لآبائهم، و ننصح أولئك الكبار و الصغار و العلماء و العامة أن يبتعدوا عنه، فإنهم لا يجنون منه إلا خسراناً مبيناً.

سؤال: هل يجوز لطالب العلم أن يجلس في مجلس الجميع فيه يتعاطون القات ؟ وهل يجب عليه أن ينكر عليهم هذا الصنيع ؟

الجواب : إذا كان ينصحهم و يحذرهم و بين لهم فساده و أضراره ، فلا بأس و إلا فيجب عليه أن يفارقهم
سؤال:
والدي لديه مزرعة قات ، وجميع دخله من القات، فهل الطعام الذي نأكله محرم علينا ؟ حيث إن جميع إخواني صغار، وأنا طالب في الثانوية لا أستطيع أن أترك الدراسة للبحث عن عمل، فماذا تنصحوني بارك الله فكم ؟

الجواب : نقول إنها محرمة ، وعليك أن تنصحه ليستبدلها بزرع القمح والفواكه ، كبطيخ ونحوه من الطيبات ،وإذا لم تجدوا إلاما يطعمكم من ثمن القات ، فإنكم معذورون ، ولك أن تشتغل بالدراسة وتأكل مما يطعمكم أبوكم، والإثم على المكتسب،
سؤال: زوجتي تتعاطى القات وتشرب الشيشة ، ونصحتها ولم تستجب لذلك، ولدينا أطفال ، فماذا توجهونني
تجاهها؟ وهل يجب عليّ طلقها؟ أفيدوني بارك الله فيكم 0

الجواب: عليك أن تنصحها عن القات والشيشة، وإذا لم تستجب فتهددها بالطلاق وأخذ الأولاد، حتى تترك هذا الحرام0
سؤال:والدنا يجمع المال ثم ذهب ليشتري به القات، ولا يؤمن لنا المستلزمات الأساسية والضرورية،
فهل يجوز لنا أن نرفع دعوى ضده بالمحكمة للنفقة علينا؟

الجواب حرام عليه أن يضيع أولاده، انصحوه أن يجعل بدل القات شراء الطعام الحلال الضروري، كالبر والأرز ونحوه، وإذا لم يستجيب فارفعوا ضده دعوى أنه يضيعكم ولا يؤمن لكم القوت الضروري0
بعض أولياء الأمور يعلم أن أبناءه يتعاطون القات ولا يمنعهم من ذلك فهل يأثم لذلك؟
الجواب لاشك أن هذا خطأ كبير، فإنهم إذا تعاطوه وهم صغار لم يستطيعوا تركه، فعليه أن ينصحهم وأن يبين لهم أن هذا خطأ، وأنه يضر ولا ينفع وله أن يؤدبهم على تعاطيه0

سؤال: يزعم بعض الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعاطى القات بقوله: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، فقالوا يعني المقيل، أي المكان المعد لتناول القات، فنرجو التوضيح؟
الجواب :كذب هؤلاء على الله ورسوله، وهذا الحديث رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند ابن حبان والطبراني
وحسنه الألباني ، وهو ترغيب في نوم وسط النهار، الذي هو وقت القيلولة ، أي: أريحوا أنفسكم وقت القيلولة، وهو معنى قوله تعالى:( وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) النور:58، وليس فيه ذكر للقات ولا للمكان المعد لتناوله، ومن ادعى ذلك فقد كذب0

سؤال : يدعي بعض الناس أن الملائكة تحضر مجالس القات، ودليل ذلك أن الإنسان يجلس ما يقارب ثماني ساعات في مجلس واحد ولا يتعب،فقالوا إن الملائكة تصبره، فما قولكم بارك الله فيكم؟
الجواب: قد كذب هذا المدعي، وحاشى الملائكة أن تحضر هذه المجالس الخبيثة، فإن الملائكة تتأذى من رائحة البصل والثوم ، فكيف تحضر هذه المجالس الخبيثة ؟! وكونهم يطيلون المجلس ولا يتعبون، لأن الشياطين ترغبهم في ذلك0
سؤال:يقول بعض طلبة العلم: أنا أحضر مجالس القات لغرض دعوتهم إلى الله،وأجاملهم أحياناً بتعاطي القات حتى أتمكن من إصلاحهم،فهل يجوز دعوتهم بهذه الطريقة؟

الجواب :إذا كان لأجل الدعوة ولأجل التحذير فلا مانع،ولكن لا تجوز المجاملة ولا يجوز لك أن تفعل كفعلهم، ولكن أكثر من تحذيرهم وتنفيرهم من هذا الخبيث0

سؤال:بعض الناس يطلب قرضاً حسناً وأنا أعلم أنه يريد المال لشراء القات فهل يجوز لي أن أقرضه؟

الجواب: عليك أن تشتري له ما يريده إذا كان مباحاً، فإذا عرفت أنه يريده في شراء القات فلا تعطه، فأن القات حرام، من ساعد عليه فهو من الذين يتعاونون على الإثم والعدوان0

سؤال:والدي يطلب مني أن أشتري له القات، فهل يعد عقوقاً إذا رفضت الشراء له؟

الجواب: عليك أن تمتنع، ولا يعد ذلك عقوقاً، وتقنع أباك بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع، وأنه خسران مبين، ولا يكون ذلك عقوقاً، بل هو من النصيحة الواجبة0

سؤال: زوجي يطلب مني تعاطي القات معه ، فهل أطيعه؟

الجواب: لا تطيعيه، بل خالفي طلبه، ولا توافقيه، فإن هذا فعل محرم0

سؤال: هل تعتبر خاتمة سيئة لمن مات أثناء تعاطيه القات؟

الجواب: نعم، وهكذا كل من ختم له بعمل سيء، فإذا مات أثناء تعاطيه للقات،أو للخمر، أو للجراك أو الدخان أو للجيرو، أو للحشيش،
أو للشيشة، فانه ختم له بخاتمة سيئة،

سؤال:ما حكم من يصلي الفريضة وفمه مليء بالقات؟

الجواب:نرى أنه لا تقبل صلاته لأنها نجسة، وكل شيء محرم فأنه نجس.

سؤال : بعض من يتعاطى القات يجمعون الصلوات لغرض تعاطي القات , فهل يصح ذلك ؟ وهل تعد رخصة ؟
الجواب : لا يجوز ذلك , لأنه والحال هذه يجمعون الصلوات لغير عذر , بل لمعصية , فجمعوا بين أكل الحرام وتأخير الصلاة , فلا رخصة لهم في ذلك , بل يعاقبون عليه .

سؤال : بعض من يتعاطي القات لا يصلون الصلوات ( العصر والمغرب والعشاء ) بوقتها , ويجمعونها آخر الليل بسبب التعاطي , فما حكم ذلك ؟
الجواب : هذه من أضرار هذا القات ومن مفاسده , حيث يجمعون بلا عذر , ويؤخرون الصلوات حتى يخرج وقتها , فوقت العصر إلى غروب الشمس , ووقت المغرب إلى غروب الشفق , وهذه من مفاسد هذا القات الحرام , كما يقول حافظ الحكمي رحمه الله في قصيدته :

إن جاءه الظهر فالوسطى يضيعها * * * أو مغرب فعشاء قط لم يأتي

سؤال : بعض الناس يؤخر صلاة العشاء بسبب التعاطي , ويقول إن تأخيرها سنه , فما قولكم في ذلك ؟

الجواب : تأخيرها لهذا الفعل حرام , وتفويت الجماعة , وتفويت للوقت المحدد , والعذر غير سديد , فلذلك يأثم بهذا التأخير .

سؤال : في بلدنا يقدمون القات للضيف ويعتبر أساسياً في الضيافة , وإذا لم يتناول الضيف القات تعتبر إهانة لهم , فما قولكم في ذلك ؟
الجواب : نقول بئس ما فعلوا وبئس الكرامة فالضيف الذي يذم من لم يقدم له القات ويدعي أنه إهانة له لا خير في ضيافته , وإكرام الضيف إعطائه جائزته , كغداء أو عشاء , كما ذكر ذلك في السنة .

سؤال : بعض الناس لا يتعاطى القات , ولكن في المناسبات والأعياد يتعاطاه بحجة أن في ديننا فسحة , فهل هذا القول صحيح ؟

الجواب : نقول قد أخطأ , وعليه ألا يتعاطى ذلك أصلاً , لا في مناسبات ولا في غيرها . والله أعلم .

قاله وأملاه

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
27/2/1429هـ.

الدمعة اليتيمة
27 Dec 2010, 10:20 PM
http://up.ala7ebah.com/img/DjJ40155.gif

الى متى والأمل يلهينا
31 Dec 2010, 03:21 PM
جزاك الله كل خير..
لكن هل لي ان أسئل ماحكم (التومباق) وهو قطع صغيره لونها بني قاتم
يقال انها تؤخذ من شجره وهل هي القات؟؟
لأن حاليا انتشرت والعياذ بالله بين شباب المسلمين ويقال انها تعطي نفس مفعول الدخان
اجيبوني
رعاكم الله لمن يعرف الأجابه؟؟..حفظكم الرحمن وهدى الله جميع شباب المسلمين بحوله وقوته.

عبدالله الكعبي
13 Jan 2011, 05:29 PM
بارك الله فيكم جميعا عن موضوع القات

موقف العلماء منه:

منذ القرن العاشر الهجري - فيما أعلم - بدأ العلماء يبحثون أمر القات، ويُصدرون الفتاوى في حكمه بين محلِّل

ومحرِّم، كلٌّ بما أدَّاه إليه اجتهاده، سواء من جهة توصيف القات نفسه، أو من جهة تنزيل النصوص الشرعية عليه،

أو قياسه على ما ورد فيه من النصِّ مما يظن أنه يشابهه ويجتمع معه في العلَّة التي أُنيط بها حكمه.وكان دخول القات

إلى اليمن - على الأرجح - آخر القرن السابع، أو أول الثامن، في أيام الملك المؤيَّد الرسولي، غير أنه فيما يظهر لم

يُشكِّل ظاهرةً إلا بعد زمنٍ طويل، فمنهم مَنْ حرَّمه ومنعه وألَّف في ذلك الرسائل أو نظم القصائد، ومن هؤلاء القائلين

بتحريمه من المتقدِّمين:

1- الفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي، المتوفى سنه (96هـ)- له رسالة في تحريم القات، ذكرها

ابن حجر - رحمه الله - في رسالته "تحذير الثِّقات".

2- القفيه العلامة حمزة الناشري، المتوفَّى سنه (92 هـ) - له منظومة في تحريمه، جاء منها قوله:

ولاتأكلن القات رطبًا ويابسًا فذاك مضرٌّ داؤه فيه أعضلا

فقد قال أعلام من العلماء أن هذا حرامٌ للتضرر مأكلا

- العلامة ابن حجر الهيتمي، صاحب "تحفة المحتاج"، له رسالة بعنوان "تحذير الثقات عن استعماله الكفتة

والقات"، قاسه فيها على الحشيش وجوزة الطيب، وهي موجودة في كتابه "الفتاوى الكبرى الفقهية".

4- الإمام شرف الدين، أحد أئمة الزبيدية، له رسالة أسمها: "الرسالة المانعة، من استعمال المحرمات الجامعة، في

علَّة التحريم بين الحشيشة والقات، وغيرها من سائر المحرمات"، قال القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه "هجر

العلم": "وقد أفتى بتحريمه، بعد أن شاع استعماله في اليمن، وأمر بقلع أشجارها"، وهذا الإمام من أعيان القرنين

التاسع والعاشر، توفي سنة (965هـ)، رحمه الله.

5- ومنهم حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله - المتوفى سنه (1377هـ)، له قصيدة بعنوان "نصيحة الإخوان، عن

تعاطي القات والتبغ والدخان"، مطلعها:


يا باحثًا عن عفون القات ملتمسًا تبيانه مع إيجاز العبارات

ليس السماع كرأي العين متضحًا فاسأل خبيرًا ودع عنك الممارات

- مفتي المملكة العربية السعودية السابق؛ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - الذي توفي سنه (1389

هـ)، له فتوى مطوَّله، عبارة عن رسالة صغيرة في حكم القات، أفتى بتحريمه.

7- كما قرر تحريمه الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني، في كتابة "إصلاح المجتمع"، وله في ذلك قصيدة بليغة،

منها قوله:

إن رمت تعرف آفة الآفات فانظر إلى إدمان مضغ القات

القات قتل للمواهب والنهى ومولد للهمِّ والحسرات

ما القات إل فكرةً مسمومةً ترمي النفوس بأبشع النكبات

ينساب في الأحشاء داءً فاتكًا ويعرض الأعصاب للصدمات

يذر العقول تتيه في أوهامها ويذيقها كأس الشقاء العاتي

ويميت في روح الشباب طموحهلا ويذيب كل عزيمة وثبات

يغتال عمر المرء مع أمواله ويريه ألوانًا من النقمات

هو للإرادة والفتوة قاتلٌ هو ماحقٌ للأوجه النضرات

فإذا نظرت إلى وجوه هواته أبصرت فيها صفرة الأموات

8- كما اعتبره العلماء المجتمعون في (المؤتمر الإسلامي العالي لمكافحة المسكرات والمخدرات)، المنعقِد في

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في الفترة من ( 27 - 30/5/1402هـ) من المخدرات المحرمة، وجاء في

التوصية التاسعة عشر: "يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قُدِّم إليه من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية

والخلقية والاجتماعية والاقتصادية - أنه من المخدرات المحرَّمة شرعًا، ولذلك فإنه يوصي الدول الإسلامية بتطبيق

العقوبة الشرعية الرادعة على مَنْ يزرع أو يروِّج أو يتناول هذا النبات الخبيث.

9- وكذلك اعتبره (المؤتمر الدولي التخصصي الأول للقات في تنانا ريف بمدغشقر، في الفترة من 17 – 21 يناير

1983م)، اعتبره محرَّمًا شرعًا؛ حيث جاء في المقترح الرابع: "أنه يجب على الدول المعيَّنة اتخاذ اللازم نحو توعية

وتثقيف الجماهير بالمخاطر الصحية والعواقب الاقتصادية السيئة؛ لتعاطي القات بدرجه مفرِطة، وحيث كان ذلك

مناسبًا؛ يجب الاستفادة القصوى من المعاهد التعليمية والاجتماعية والدينية الموجودة"؛ وقد أحيط المجلس علمًا

بنتائج البحوث المقدمة إليه عن الآثار الضارة لتعاطي القات على المستويات الصحية والنفسية والأخلاقية

والاجتماعية والاقتصادية، وأشار المؤتمر إلى أن القات محرَّم بحكم الشريعة الإسلامية؛ نظرًا لأن آثاره الضارة تفوق

مزاياه. علمًا بأنه يمكن الإفادة من نباتات أخرى بديله، ليس لها خصائص ضاره، (وننبه أن هذا المؤتمر ضم وفدًا من اليمن).

القائلون بحِلِّ القات:

وإذا كان مَنْ ذكرنا من العلماء قد قال بتحريمه، سواء في تأليفٍ مستقلٍّ أو قصائد شعرية، وكذلك ما قرَّرَتْه المجامع

والمؤتمرات من تحريم القات؛ فإن الإنصاف يقضي أن نشير إلى أن هناك من العلماء مَنْ دافع عن القات، وصرَّح

بأنه حلالٌ، حيث لا يَثْبُتْ التحريم إلا بدليل، ولا دليل صحيح صريح في تحريم القات، وكذلك لا يصح قياسه على الخمر

والمخدِّرات؛ لعدم وجود العلَّة التي من أجلها حُرِّمَتِ الخمرُ في القات - حسب تعبيرهم.

وممَّن قال بحِلِّهِ منهم:

1- رسالة ذكرها ابن حجر في مقدمة "تحذير الثقات"؛ فذكر أنه وصلته ثلاث رسائل من صنعاء وزبيد، رسالتان في

تحريمه، وواحدةٌ في تحليله.

11- يحيى بن محمد المهدي، له قصيدةٌ ردَّ فيها على الشيخ حافظ الحكمي في منظومة "نصيحة الإخوان"، قال فيها:

أنى لك اليوم ذا التحريم جئت به لقد أسأت بقبح الاعتراضات

إن المعدات في المحظور قد حصرت في الذكر والنهى عن خير البريات

وجاء فيها هذا البيت:

يا حبذا القات ما أحلى مجالسه بالذكر شيدت وحفت بالعبادات

وكان الشيخ حافظ قد قال في قصيدته:

على العبادة قالوا نستعين به فقلت لا بل على ترك العبادات

* كتاب "القات"، للدكتور حمد المرزوقي والدكتور أحمد أبو خطوة، صفحة 319.

2- وغير أولئك ممَّن لا تحضرني الآن أسماؤهم وأسماء مؤلفاتهم؛ بل إن بعضهم ليمدحه ويتغزَّل به - كما قال الشيخ

البيحاني رحمه الله -: "ويزعم بعضهم أنه يستعين به على قيام الليل، وأنه قٌوتُ الصالحين، ويقولون: جاء به الخَضِر

من جبل قاف للملك ذي القرنين، ويروون فيه من الحكايات والأقاصيص شيئًا كثيرًا، وربما رفع عقيرته بقوله:

صَفَتْ وطَابَتْ بِأَكْلِ القاتِ أَوْقاتِي

وقوله:

كُلْهُ لما شِئْتَ من دنيا وآخِرَةٍ ودَفْعِ ضُرٍّ وجَلَبٍ لِلْمَسَرَّاتِ

لقد تكلم الإمام الشوكاني - رحمه الله - كلمةً عن القات في كتابه "البحث المُفسِّر، عن حكم ((كُلِّ مُسْكِرٍ ومُفَتِّر))"،

كلامًا قد يبدو - ومن أول وهلة - أنه يرى إباحته بإطلاق، غير إن الباحث المتأني إذا ردَّد النظر في كلامه؛ قد يخرج

بنظرة أخرى، والشيخ - رحمه الله - قد سئل عن "الزعفران، والجوز الهندي، ونوعٌ من القات، هل يحرم قياسًا على

الحشيشة بجامع التَّفْتير... "الخ.

فكان جوابه فيما يخص القات، أن قال: "وأما القات؛ فقد أكلتُ منه أنواعًا مختلفة، فلم أجد لذلك أثرًا في تفتيرٍ ولا

تخديرٍ ولا تغيير.

وقد وقعت فيه أبحاثٌ طويلة بين جماعة من علماء اليمن عند أول ظهوره، وبلغت تلك المذاكرة إلى علماء مكة، وكتب

ابن حجر الهيتمي في ذلك رسالةً طويلةً، سماها (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)، ووقفتُ عليها في أيامٍ سابقةٍ،

فوجدته تكلَّم فيها كلامَ مَنْ لا يعرف ماهيَّة القات، وبالجملة: إنه إذا كان بعض أنواعه يبلغ حدَّ السُّكْر أو التفتير من

الأنواع التي لا نعرفها؛ فتوجُّه الحكم بتحريم ذلك النوع بخصوصه.

وهكذا إذا كان يضر بعض الطباع من دون إسكار وتفتير؛ حَرُمَ لإضراره، وإلا فالأصل الحِلُّ، كما يدلُّ على ذلك

عمومات القرآن والسنَّه".

فهذا كلام الإمام شيخ الإسلام الشوكاني - رحمه الله - تضمَّن ثلاثة أمور:

الأمر الأول: انه أكل أنواعًا مختلفة منه؛ فلم يجد لذلك أثرًا في تفتير ولا تخدير ولا تغيير, ومن أجل ذلك حكم أنه على

الأصل، وهو الحِلُّ.

الأمر الثاني: أنه إذا كان بعض أنواعه يبلغ حدَّ السُّكْر أو التفتير؛ توجَّه الحكم بتحريم ذلك النوع بخصوصه.

الأمر الثالث: أنه إذا كان يضرٌّ بعض الطِّباع من دون إسكار وتفتير؛ حَرُمَ لإضراره.

فهو كما ترون بنى حِلَّهُ على الأصل، غير أنه احتاط لنفسه؛ فذكر أنه إذا وُجِدَ منه أنواعٌ مُسْكِرَة أو مفتِّرة أو مغيِّرة؛

حرم ذلك النوع, وكذلك إن وُجِدَ منه إضرارٌ؛ حَرُمَ لإضراره.

فهل يسلِّم الجميع أن جميع أنواع القات لا إسكار فيها؟

أقولُ: أما القات المعهود الذي (يخزِّنه الناس) - فما علمنا أنه مسكرٌ، ولكن هناك مَنْ يقول أن منه أنواع تُسْكِر، فإذا

ثبت هذا؛ فتلك الأنواع محرَّمة لا شك.

وأما مسالة التخدير أو التَّفْتير؛ فقد صنَّفَت (منظمة الصحة العالمية) القات مع المخدِّرات، وقالت إنه يُحدِث إدمانًا نفسيًّا

متوسطًا أو خفيف الشدة، وربما يُحدِث شيئًا بسيطًا من الإدمان الجسدي، وأضيف إلى جدول المخدرات رسميًّا عام 1973م.

ويقول الدكتور محمد عوض باجبير في كتابه "القات والطب": "إن قولنا إن القات مخدِّر، أو دواء له خاصية الإدمان

من الناحية العلمية - شيءٌ لا جدال فيه، إذا فهمنا المعنى العلمي للمخدِّر أو الإدمان". أ هـ.

فإذا ثبت ما ذُكِرَ من أن القات مُلْحَقٌ قطعًا بالمخدِّرات، وثبت تأثيره على متعاطيه كذلك، وعلمنا أن المخدرات محرَّمه

بالإجماع، لا إجماع المسلمين فقط، ولكن إجماع المسلمين والكافرين كذلك - نتج من ذلك أنَّ القات محرَّمٌ، حتى على

قول الشوكاني - رحمه الله.

وهكذا إذا ثبت ضرره، وقد ثبت فعلاً في جوانب مختلفة دينيه وصحية واجتماعية واقتصاديه، إذا ثبت ذلك؛ فإن

الشوكاني - رحمه الله - يحرِّمه بذلك، ومن هنا يقول العلامة الشيخ محمد بن سالم البيحاني - رحمه الله - بعد أن أورد

شيئأً مما يمكن أن يستدلَّ به المُبيحون للقات قال: "وصواب ما يقول هذا المُدافِع عن القات والتُّنباك، ولكنه مغالطٌ في

الأدلة، ومتغافلٌ عن العمومات الدالة على وجوب الاحتفاظ بالمصالح وحرمة الخبائث، والوقوع في شيءٍ من

المفاسد، ومعلومٌ من أمر القات أنه يؤثِّر على الصحة البدنية؛ فيحطم الأضراس، ويهيِّج الباسور، ويفسد المعِدَة،

ويُضعِف شهيَّة الآكل، ويُدِرُّ السلاس - وهو الوَدِيُّ - وربما أهلك الصُّلْبَ، وأضعف المَنِيَّ، وأظهر الهُزال، وسبَّب

القَبْض المزمِن ومرض الكُلَى.

وأولاد صاحب القات - غالبًا - يخرجون ضعاف البَدَنِيَّة، صغار القامة، قليلٌ دَمُهُم، مصابين بعدَّة إمراض خبيثة". انتهى

كلام العلامة البيحاني - رحمه الله، وقد يكون فيه شيءٌ من المبالَغة، غير إننا نفهم منه كيف يوجَّه كلام شيخ الإسلام

الشوكاني - رحمه الله.

وبعد كلِّ ما تقدَّم؛ فإن الذي يظهر لي - والله أعلم -: إن الاحتياط هو تجنُّب القات، والعمل على ما أفتى به المحرِّمون؛

لما ذكرنا فيه من الأضرار المتعدِّدة، وأن الذين لا يظهر لهم التحريم؛ فإن أقلَّ ما يحب عليهم اعتباره من المشتبِهات،

والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن الوقوع في المشتبِهات؛ حين قال فيما رواه البخاري ومسلم من حديث

النعمان بن بشير - رضي الله عنه -: ((إن الحلال بيِّنٌ، وإن الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشتبِهاتٌ، لا يعلمُهُنَّ كثيرٌ من

الناس؛ فمن اتقَّى الشُّبُهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضه، ومَنْ وقع في الشُّبُهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول

الحِمى، يوشِك إن يرتع فيه. إلا وإن لكل مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضْغَةً إذا صلحت

صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ إلا وهي القلب)).

واجب مؤسسات التوجيه والإرشاد:

إذا علمنا ما يترتب على تعاطي القات من مفاسد وأضرار، وما يترتَّب عليه من مآثم وأوزار، على قول المحرمِّين -

فإنه بذلك يعتبر منكرًا، يحب النهي عنه، وإزالته بالطرق الحكيمة والأساليب النافعة المؤثِّرة، والرسول - صلى الله

عليه وسلم - يقول: ((مَنْ رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف

الإيمان))؛ رواه مسلمٌ من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه.

ومَنْ لم يترجَّح له تحريمه؛ فإنه مُطالَبٌ بالتنبيه على ما فيه من إضرار مطلقًا، والرسول - صلى الله عليه وسلم -

يقول: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)). قالوا: لمَنْ يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله،

ولأئمه المسلمين وعامَّتهم)).

ومن النصيحة للمسلمين - عامَّتهم وخاصَّتهم - تحذيرهم مما يضرُّهم في دينهم ودنياهم، ومن أشدِّ ما يضرّهم في ذلك:

تعاطي هذه الشجرة الممقوتة.

فعلى مَنْ كان من أهل الكلمة المسموعة والتوجيه المؤثِّر أن يستعمل ذلك في توعيه الأمَّة بأضرار هذه العادة السيئة؛

حتى يُقلعوا عنها، وتسلم الأمة من أشرارها.

هذا هو واجب رجال الإعلام في أجهزتهم المختلفة؛ من إذاعة وتلفاز وصحف، وهو واجب مسؤولي الإرشاد والتثقيف

الصحي، وواجب أصحاب الإرشاد الزراعي، وقبل ذلك وبعده: مسؤولية الخطباء والمرشدين وأئمه المساجد وأهل

العلم، الذين يُقتدَى بهم، ويُسمَع قولهم - واجبهم جميعًا أن يوجِّهوا الناس إلى ما ينفعهم، ويحذرونهم مما يضرّهم؛ حتى

يؤدوا ما أوجبه الله عليهم من ذلك.

وأنا اقترح على مَنْ يهمه الأمر، إما في جمعيه علماء اليمن أو في وزارة الأوقاف والإرشاد، أو على الأقل إحدى

جمعيات محاربه القات والمؤسسات العاملة في ذلك المجال - أقترحُ أن تتبنى عقد مؤتمر رفيع المستوى، يُدعى إليه

علماء الدين، وخبراء المخدِّرات، والأطباء المتخصصون، ويحضَّر لذلك تحضيرًا جيدًا من كل المشاركين، ثم يدخل

المشاركون فيه بشكل حيادي؛ باحثين عن الحقيقة، واضعين نصب أعينهم المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم،

متجردين عن العواطف وضغط الواقع، وكذلك الحماس والغيرة الشرعية التي تجب تجاه المحرمات القطيعه؛ إذ

المفترض أننا لا زلنا نبحث عن الحكم الشرعي الصحيح، الذي لا يمكن الجزم به إلا بعد المداولات والنقاشات

والاطلاع على ما يطرحه المشاركون كلٌّ في مجاله؛ حيث لا يوجد نصٌّ قاطعٌ يخصُّ هذه الشجرة بعينها، وإنما هو

تحقيقٌ لمناط الحكم فيها.

فإذا توصَّل المشاركون إلى حكمٍ معيَّنٍ؛ وجب التسليم به، ووجب على الجهات الحكومية المسؤولة عنه اعتماده،

والإعداد لتنفيذه دون تعسف أو استعجال، باعتبار هذه عادة مستحكِمة، وقد ارتبط بها كثيرٌ من المصالح والملابسات

الأخرى؛ فيجب مراعاة ذلك في التنفيذ، لا في إصدار الحكم ذاته،، والله أعلم.
على العبادة قالوا نستعين به فقلت لا بل على ترك العبادات

حلاوة مكة
15 Jan 2011, 01:13 AM
جزاك الله خير وجعلها المولى في ميزان حسناتك

القرني
20 Feb 2011, 10:12 AM
http://up.ala7ebah.com/img/DjJ40155.gif




جزاك الله خيرا وبارك فيك