المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا كيف نعبدهم لله؟ -----



ام حفصه
25 Dec 2010, 04:56 PM
فاطمة عبد الرؤوف
http://www.awda-dawa.com/photos/image/from-11-2-www.islammessage.com.jpg
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56) هذه هي خلاصة الحياة وغايتها الكبرى التي من أجلها خلق الإنسان والعبادة في الإسلام هي مصطلح لكل فعل يحبه الله ويرضاه فالصلاة عبادة والصيام عبادة وبر الوالدين عبادة ورفع الأذى من الطريق عبادة وبهذا المفهوم الواسع للعبادة نتوجه للطفل ونربطه بالله عز وجل الذي عرفه وآمن به وأحبه فالعبادة هي التطبيق العملي للإيمان وبالتالي فهي تحتاج أن يكون الطفل مميزا وهذا يكون في مرحلة الطفولة الوسطى التي تبدأ من ست إلى سبع سنوات وتنتهي في التاسعة أو العشرة.
وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: "علموا الصبي الصلاة لسبع سنين واضربوه عليها ابن عشر سنين".. وهذه هي مرحلة الطفولة الوسطى التي تتسم بوضوح فكرة الضمير عند الطفل ويبدو الطفل في هذه المرحلة أكثر هدوءا ولديه استعداد كبير للاستماع للتوجيهات وهي المرحلة التي يطلق عليها في الفقه الإسلامي مرحلة التمييز وهي الفترة الذهبية لتعليم الطفل مفهوم العبودية وكيف أنه عبد لله وحده وأن الجميع الأب والأم والمعلم هم أيضا عباد لله فالطفل يشعر أنه يدخل إلى عالم الكبار وهذا يشعره بالسعادة لأنه بدأ يتفاعل اجتماعيا فإذا اجتمع إلى ذلك تعليم حسن بالكيفية التي سنوضحها اجتاز الطفل هذه المرحلة بنجاح وصقلت شخصيته بصورة يصعب بعد ذلك التراجع عنها.
القدوة أولا:
إن وجود الطفل في بيئة متدينة تحترم العبادات المختلفة وتؤديها بإخلاص هي أيسر وأنجح الوسائل من أجل تكوين طفل متدين مشبع بروح العبادة إذ ليس من المتصور أن نجد أبا يأمر طفله بالصلاة بينما هو متكئ على أريكته يتابع التلفاز أو أما تحث ابنتها على الكلام بصوت هادئ خفيض ينما هي لا تكف عن الصراخ فالطفل قد لا يبدو منتبها لكل ما نقول ولكنه شديد الانتباه لكل مانفعل إنه يملك مايشبه الكاميرا الرقمية يرصد بها سلوكنا ويمتلك مشاعر شديدة الحساسية يستشعر بها عواطفنا وانفعالتنا ونحن نؤدي الأعمال المختلفة فيشعر بدرجة خشوع الأب في الصلاة وعاطفة الأم نحو الضيف الذي جاء والكثير والكثير مما لا يتصور الكثيرون أن الطفل يدركه ويشعربه فإذا كنا نريد تربية أطفالنا فلنبدأ بأنفسنا أولا نتفقدها ونصلحها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..} (التحريم:6) فالآية تحث الإنسان أن يبدأ بنفسه أولا ثم يسعى لإصلاح أهله فإذا كنا نسعى بجدية لتعبيد أطفالنا لربهم فلا مناص من المراقبة الذاتية لفعل النفس فمحاسبتنا لأنفسنا هي أولى خطوات التربية.
التعليم بالحب:
الرفق.. اللين.. الحب.. الهدوء.. الصبر.. الرحمة.. تنوع الأساليب..استغلال المناسبات كانت هذه هي الأدوات التي اعتمد عليها نبي الرحمة في تعليم الناس العبادات المختلفة وغرس القيم في نفوسهم ولا شك أن حظ الأطفال كان منها أوفي وأعظم فنفس الناشئة وإن كانت على الفطرة إلا أنها جاهلة غريرة تميل إلى اللهو والعبث ففي صحيحي البخاري ومسلم إن عائشة قالت: والله! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي انصرف. فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو.
فالطفل فتى أو فتاة يحبون اللهو فلابد من إشباع هذه الفطرة فيه وعدم مقاطعته وهو مندمج في لعبه إلا لضرورة قصوى وما أجمل مشاركته في لهوه فالطفل يحب أن يشاركه الكبار عالمه وعندما يفتح الطفل قلبه للراشد يستطيع الراشد المربي أن يوجهه بسهولة ويصبح تقبل الطفل لما يقال له عملية في غاية البساطة ربما يبدأ الطفل العبادة والصلاة كي يرضي المربي أو لئلا يغضب منه وتدريجيا مع الاعتياد والنضج تصبح هذه العبادة جزء من تكوينه النفسي.
ولو تخيلنا الصورة العكسية لأدركنا الفارق في التربية صورة أب مقطب الجبين دائم الانفعال إذا جاء وقت الصلاة قال لابنه: ياغبي ! ياحيوان ! أما تسمع الأذان وربما ألقى لعبته أرضا وهزه بعنف وشده للذهاب معه إلى المسجد وشكاه لكل من يلقاه ووبخه سنجد أن الطفل في هذه الصورة المشوهة والموجودة للأسف كثيرا في واقعنا يتم تعليمه العبادات بصورة خاطئة تماما فهو وإن امتثل ظاهريا فهو يرفض العبادة من داخله ويتمنى أن يتملص منها وتبذر بذور الشك في قلبه الصغير ويكون المربي أفسد من حيث أراد الإصلاح.
قصة واقعية:
يحكي أحد الدعاة الربانيين عن تجربة مميزة له مع ولده تصلح أن تكون نبراسا لكل الآباء والأمهات فيقول: أن ولده كان كثير الحركة كثير الشغب قليل الانتباه لما يقول له الوالد وكان إذا خرج معه إلى المسجد سبقه فذهب لرفاقه يلعب معهم فما يكون من الداعية إلا أن يذهب إليه ويأخذه برفق إلى المسجد دون توبيخ أو تقريع ويكتفي بقوله هيا يا بني هداك الله وبارك فيك بل إن هذا الداعية لم يترك لمشاعر الضيق والإحراج أن تسيطر على نفسه عندما يقول له بعضهم تصريحا أو تلميحا أن هذا الطفل لا يشبهه كمن يقول له سبحان الله هذا ابنك ! قاصدا الاستنكار وعندما يشكو له الشيخ محفظ القرآن من سوء حفظ الطفل مقارنة بأنداده من أبناء الناس العاديين ممن لا يحملون هم الدعوة فكان لا يزيد على أن يبتسم ويسأل الله هداية الابن فمن غير الله عز وجل يملك مفاتيح القلوب المغلقة ومن غير الله يشكو له الإنسان همه وحزنه: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} (يوسف:86) فماذا كانت نتيجة الصبر والدعاء والتعامل بالحسنى وبذل الجهد من هذا الداعية؟
هدى الله قلب الابن فلم يعد يصلي إلا في الصف الأول وأتقن حفظ القرآن بالقراءات العشر بل وحمل مشعل الدعوة مع والده أليست هذه تجربة كفيلة أن يتدبرها كل أب حريص على والده وكل أم تشكو من سوء طباع طفلها.
http://up.ala7ebah.com/img/kYy92427.gif

رضى الناس غاية لا تدرك
28 Dec 2010, 08:57 AM
http://up.ala7ebah.com/img/dxb58397.jpg

الدمعة اليتيمة
28 Dec 2010, 02:10 PM
حقيقة لها ثمرة مباركة

إن وجود الطفل في بيئة متدينة
تحترم العبادات المختلفة وتؤديها بإخلاص
هي أيسر وأنجح الوسائل
من أجل تكوين طفل متدين مشبع بروح العبادة

http://up.ala7ebah.com/img/DjJ40155.gif