المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( على مائدة الإفطار ))



أذان السحر
16 Oct 2004, 07:18 PM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>

بإذن الله سوف يكون موعدي معكم وخلال 15 عشر يروماً ..

لأمتعكم بأجمل الخواطر الرمضانية ..


..... وهي سلسة بعنوان (( على مائدة الإفطار ))



<marquee>فكونوا معنا</marquee>

أذان السحر
16 Oct 2004, 07:20 PM
<div align="center"><img src='http://www.mnaber.net/jmal_ramadan.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>

سلام الله عليكم أجمعين ..
حمداً لك اللهم وصلاة على نبيك وبعد ..
أهلاً بك يا رمضان .. مرحباً بك يا شهر القرآن .. قدمت خير مقدم .. وجئت خير مجيء .. فأهلاً وسهلاً بك ..
يا شهراً .. يرفل في ثياب السكينة .. يا شهراً .. يعوم في بحار الرحمة .. يا شهراً .. يلبس تاج المغفرة ..
رمضان .. يا سجل انتصاراتنا عبر التاريخ .. ويا رمز عزتنا وقوتنا عبر الأزمان .. يا شهر الخير والبركات ..
رمضان .. بساطك أخضر .. مليء بالزهور .. يجتمع عليه المسلمون .. فيؤدون الصلاة .. ويصومون .. ويقومون .. يبتهلون إلى الله بالدعاء .. فتنسكب دموع مليار مسلم .. لتروي أرضك يا رمضان .. فيعلوا في الجو صوت القرآن .. صوت الحق ..
رمضان .. فيك النور والعطر .. فيك الخير والطهر .. فيك الذكريات الكثر .. فيك نزل الذكر .. وفيك ليلة القدر .. وفيك انتصرنا في بدر ..
رمضان .. أنت نور على المآذن .. أنت نور على القلوب .. أنت شهر الحب والوئام .. وشهر الأخوة يا رمضان ..
هذا هو رمضان يا أمة .. قرأت أبجدياته في كتاب الماضي .. وافتقدت بعضاً من أحرفه في صفحة المستقبل ..
كان رمضان .. روحاً عجيبة .. تحس به أينما سرت .. تراه في المساجد الممتلئة بالمصلين والقارئين .. والمتحلقين حول كراسي المدرسين .. تراه في الأسواق .. فلا تجد منكراً ظاهراً .. وتراه في البيت .. فترى السلام والوئام .. ولا ترى القنوات ولا الشاشات ..
أما رمضان اليوم .. فقد خانه الأحباب .. وتركه الأصحاب .. ولم يبق إلا الأوفياء .. على سجادة التقوى .. يصومون ويقومون ويقرأون ويصلون وينفقون ويحسنون .. ويتقون ..
يا أمة .. رمضان .. في آخر الليل .. عالم آخر .. لا عالم القنوات والمسلسلات والمسابقات .. حين يقوم الناس في الأسحار ساعة يتجلى الله على الوجود تجلي الرحمة والغفران .. وينادي .. ألا من سائل فأعطيه .. ألا من مستغفر فأغفر له .. فيهتفون من أعماق قلوبهم : يا أرحم الراحمين .. ويسألون الله ويستغفرونه .. فيحسون أن قد صعدوا بأرواحهم إلى حيث يرون الأرض كلها ومن عليها " ذرّة " .. تجول في هذا الفضاء .. الدنيا كلها بأطماعها وأحقادها ومغرياتها .. ويتذوقون أعظم اللذاذات .. اللذة التي لا تقاربها لذة .. لذة الاتصال بالله .. ومناجاته في سكنات الليل .. وهدآت الأسحار .. فتسطع أنوار الإيمان في كل قلب .. ويمتلئ بالرضا والاطمئنان والحب ..
هذا هو رمضان .. فحلوا القيود عن قلوبكم .. واغسلوها من آثار المعصية .. وتوجهوا إلى بارئكم .. لتتطلعوا على جمال الوجود .. ولترون من هذا المرقب العالي .. جمال رمضان .

أبو عبدالرحمن
16 Oct 2004, 09:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب أذان السحر على هذه الجهود المباركة

بارك الله فيكم وكتب أجركم

تقبل تحياتي وأشواقي ..

محبك في الله .. سردوبي

أبو إبراهيم
17 Oct 2004, 12:26 AM
<div align="center">بارك الله فيك ( أذان السحر ) ونفع بك ..</div>

المؤمن_بالله
17 Oct 2004, 12:13 PM
بوركت يا أخي

وغفر الله لك ذنبك ...

سبحان الله بحمده ........ سبحان الله العظيم

أبو بدر 1
17 Oct 2004, 02:55 PM
<div align="center">
أذان السحر
رفع الله قدرك
فكرة وسلسلة مباركة منك أخي الحبيب
ونترقب الجديد</div>

أذان السحر
17 Oct 2004, 06:26 PM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_1385.gif' border='0' alt='user posted image' />
وأقبل رمضان ..
فأقبل أكثرهم للخير .. في حين أن البعض .. صدح مردداً .. ( رمضان أقبل ها تها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق ) &#33; ..
.. في كل رمضان .. يبدأ أهل الخير بالتنافس لتقديم الخير .. لكل المسلمين .. في الإذاعات .. وعلى القنوات .. وبالمساجد .. في حين أن أهل الشر لهم استعدادهم الخاص .. فهم يملكون من الأموال - وبعضها أموال صهيوعربية - .. ويملكون من الطاقات .. ومن التقنيات .. ما يجعلهم يفسدون علينا ليالي رمضان ..
يعمد الواحد منا .. إلى الصيام وتلاوة القرآن .. فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب .. أفطر على الطعام وعلى الحرام .. أفسد صيامه .. بالمعاصي .. نظراً إلى الشاشات .. واستهزاءاً بالمسلمين والمسلمات .. ومشاركة في اليانصيب .. وتقلب بين أحضان القنوات .. ويلهم .. لا إيمان يردع .. ولا ورع يمنع ..
.. رمضان يا أمة .. إمساك عن الطعام وعن الحرام .. ترويض للنفس .. وكبح لجماح شهواتها .. ليس .. إسرافاً في المأكولات والمشروبات .. وتفنن في الأطعمة .. وفي المساء .. مسلسلات وتمثيليات ..
بدلاً من أن يكون رمضان محطة إيمانية .. ووقفة للمحاسبة والمراجعة .. أصبح أندية ليلية .. ينحر فيها العفاف .. تحت مسمى السهرات الرمضانية .. والخيام الرمضانية .. ولسان الحال يقول .. " يا باغي الشر أقبل .. ويا باغي الخير أقصر ..&#33;" ..
وللأسف .. أن يتم ذلك في بلادنا المسلمة .. وباموال رجال مسلمين .. وبعمل رجال مسلمين ..&#33;&#33; ..
يا أمة .. إن واجبنا تجاه المد الإعلامي الجائر .. أن نحمي صيامنا وقيامنا من قراصنة الأجر والثواب .. في تلك القنوات الفضائية .. الذين يترصدون للأسرة المسلم ..ة في كل ليلة من ليال رمضان ..
وليكن شعارنا جميعاً ..
حييت يا شهر العبادة والتقى
حييت يا شهر البطولة والفدى
حييت يا شهر المكارم والندى
.. عصمنا الله وإياكم .. من كل شر وبلاء .

أذان السحر
19 Oct 2004, 01:06 AM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_4425.gif' border='0' alt='user posted image' />
.. ( إننا لا نكتب بالمداد ، ولكن بدم القلب ، فعذراً إن ظهرت آثار الجراح في سطورنا ) .. " عصام العطار " ..
بهذه الكلمات .. أستطيع أن اختصر صفحات .. وصفحات &#33; ..
.. في بيوتنا .. نعيش فترة أمان واستقرار .. وهدوء وطمأنينة .. نوم بالنهار .. وسهر بالليل .. شبع بعد شبع .. وهناء بعد هناء .. تقلب على الموائد .. وتردد على المأكولات .. مسامرة مع الأهالي .. وسهرات مع الأصدقاء .. وجلوس على الشاشات .. ومتابعة لأجمل المسلسلات ..
كل ذلك يحدث .. في نفس الوقت الذي تتلوى فيه أمهاتنا وأخواتنا في فلسطين من ألم الجوع .. بل تحت أنقاض المنازل .. التي لم تبق لهم الجرافات الإسرائيلية لا داراً ولا طعاماً ..
كل ذلك يحدث .. في نفس الوقت الذي يهرب فيه إخواننا في العراق من القصف المرعب .. ومن الصواريخ المدمرة .. لا أمان ولا استقرار .. ولا شبع ولا هناء ..
كل ذلك يحدث .. في نفس الوقت الذي يموت الكثير الكثير من إخواننا في الصومال وفي دارفور وفي تشاد وفي غينيا وفي أنحاء إفريقيا .. كل ذلك بسبب فقدانهم كسرة خبز .. نلقي بها بعد إفطارنا في سلال المهملات ..
كل ذلك يحدث يا أمة .. وفي نفس الوقت الذي يعيش فيه إخواننا الأسرى .. تحت سياط التعذيب .. وبين قيود المحنة .. فلا النهار يعرفون .. ولا الصيام يقدرون ..
.. كل ذلك يحدث .. وجسد الأمة الإسلامية ممزق .. وجراحه مثخنة .. ففي كل بقعة من الأرض هناك من يضطهد المسلمين ويهينهم .. ففي الفلبين تتكالب عليهم الحكومة النصرانية وأعوانها .. وفي العراق توجهت القوى الغربية والشرقية بأسلحتها الفتاكة .. وبدأت بقتل الأبرياء .. وتدمير الأخلاق والمنازل والقرى ونشر الرذيلة والأفكار الهدامة .. وفي الشيشان يواجه المسلمون ألد أعداء العقيدة- الروس الملحدين- وليس للشيشانيين ذنب .. إلا أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وفي كشمير .. يتداعى الهندوس الهمجيون على المسلمين هناك .. ويحرقونهم ويقتلونهم ويشردونهم من ديارهم ويعيثون فسادا في البلاد .. أما فلسطين .. قلب المسلمين الجريح وجسدهم الدامي .. فقد مضى على احتلالها أكثر من خمسين سنة .. ولا يملك العرب والمسلمون إلا الشجب والاستنكار والتنديد .. ولا يزداد اليهود الصهاينة إلا حقدا وتعذيبا وتقتيلا .. وما يقومون به من مجازر .. مجزرة تلو الأخرى .. خير دليل وشاهد على ذلك ..
ليس هذا فقط .. بل ما يواجهه المسلمون في كل دول العالم وخاصة الدول الغربية من سلب للحريات وإهانة .. أوضح دليل على العداء المتفق عليه من قِبل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والهندوس والشيوعيين للإسلام وأهله ..وأنهم لا يودون أن تقوم لهذا الدين قائمة ..
تلك هي الصفحة التي نستطيع قراءتها .. في كتاب الكون المفتوح .. من خلال نافذة الصيام .. تلك النافذة التي لا تطل اليوم إلا على جراحنا .. أسأله تعالى أن يجعلها تطل على عزة للإسلام والمسلمين .. اللهم آمين ..

أذان السحر
20 Oct 2004, 05:15 PM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_1789.jpg' border='0' alt='user posted image' />

إن النصر قرين الجهاد .. ولا جهاد إلا بصبر .. ولا نصر إلا بثبات وتضحية..
قال المولى عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..
وعلى الرغم من أن المسلمين الأوائل .. كانوا يبذلون غاية جهدهم في العبادات خلال شهر رمضان .. إلا أن هذا لم يمنعهم من أن يجاهدوا في سبيل الله .. ويخوضوا معارك فاصلة .. ويكون النصر حليفهم في معظمها .. بل ربما كلها .. على مدار التاريخ ..
يا أمة .. في العام الثاني من الهجرة وفي شهر رمضان .. وقعت معركة فاصلة بين الحق والباطل .. بين الخير والشر .. وقعت غزوة بدر الكبرى .. فكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى .. فكان النصر .. ولو لم يكن .. لاندثر الإسلام .. كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( اللهم إن تهلك هذه العصابة .. فلن تعبد في الأرض ... ) ..
وفي رمضان يا أمة .. فتحت مكة .. وطهرت من الرجس والأوثان .. وعلت كلمة لا إله إلا الله ..
وفي رمضان يا أمة .. في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. كانت موقعة "البويب" .. على ضفاف نهر الفرات .. في بلاد فارس .. بوصية من أبو بكر الصديق رضي الله عنه .. وانتصر المسلمون على الفرس .. وارتفع فيها لواء الإسلام ..
وفي رمضان يا أمة .. فتحت الأندلس على يد طارق بن زياد .. بعد أن انتصر المسلمون على جيوش القوط .. وكان يوماً من أيام الله المباركة ..
في رمضان يا أمة .. فتحت عمورية ..إحدى أقوى وأمتن الحصون الرومية آنذاك .. كانت الجحافل الإسلامية في هذا الفتح تحت قيادة الخليفة العباسي المعتصم بالله .. وسبب هذا الفتح العظيم .. أن الروم أغاروا على المسلمين .. وأسروا منهم أعدادا كبيرة .. ووصل إلى المعتصم خبر استنجاد امرأة مسلمة به .. بقولها .. وامعتصماه .. ولم يكد يسمع هذه الاستغاثة .. حتى جهز جيشا جرارا .. وأعده بعدة وعتاد لم يسمع له مثيل من قبل على مر التاريخ .. وسار على رأس الجيش إلى عمورية ملبيا النداء .. وهزم الروم ..
وفي رمضان .. دارت رحى معركة عين جالوت .. على أرض المسرى فلسطين الحبيبة .. وكانت هذه المعركة بين المسلمين المماليك بقيادة القائد المملوكي الفذ المظفر قطز .. وبين المغول الهمجيين .. الذين عاثوا فسادا في أرض المسلمين .. وزرعوا الخوف والرعب في نفوسهم .. وكان النصر حليف المسلمين ..
وفي شهر رمضان .. كان فتح إمارة إنطاكية .. عاصمة الصليبيين في بلاد الشام .. وكان قائد المسلمين في هذا الفتح العظيم .. القائد المملوكي السلطان الظاهر بيبرس .. الذي كتب على يديه هزيمة الصليبيين والمغول من قبلهم .. ورفعة الإسلام والمسلمين ..
بل في هذا الشهر الكريم أيضا .. كانت معركة "شقحب" .. على مشارف مدينة دمشق .. بين المسلمين بإيعاز وتحريض من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .. وبين المغول .. وأقسم شيخ الإسلام على الله أن يكون النصر للمسلمين .. ثم أمر المسلمين بالإفطار ليتقووا على عدوهم .. وفعلا أبر الله بقسم ذلك العالم العابد المجاهد .. ونصر جند الحق وخذل المغول .. فتحقق نصر أخر للمسلمين في هذا الشهر الكريم ..
وفي رمضان يا أمة .. قبل أكثر من ثلاثين سنة .. التقى المسلمون المصريون والعرب مع اليهود الخونة قتلة الأنبياء والأبرياء .. وعلى أرض سيناء .. هزم المصريون اليهود .. واستردوا شبه جزرة سيناء .. بعد أن بقيت تحت وطأة الاحتلال والاغتصاب الصهيوني بضع سنوات ..
هكذا يا أمة .. كانت انتصارات المسلمين تتوالى في رمضان .. بفضل التمسك بدين الله والحرص على تطبيق شعائره وشرائعه .. أو على الأقل ترك المعاصي وعدم المجاهرة بها .. وبفضل الاعتصام بحبله ..
واليوم .. لعل الرجاء يحدونا يوماً ما .. فنجد هناك من يستجيب للصرخات القائلة .. ( وامعتصماه ) ..
.. يا أمة ..
.. اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر ------- ضل قوم ليس يدرون الخبر

EBN 7JR
20 Oct 2004, 10:35 PM
<div align="center">اخي المبارك اذان السحر ,,

سلسله جميله مباركه ,,

لاحرمت اجر كتابتها ,,

اخوك – ابن حجــــــــر</div>

Simply Different
21 Oct 2004, 07:11 PM
اخي المبدع آذان السحر

نفحات طيبة وتعبير رائع حفظك الله بانتظار جديدك

أذان السحر
22 Oct 2004, 07:07 PM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_4370.jpg' border='0' alt='user posted image' />

المسلم في سيره إلى الله عز وجل .. لابد له من وقفات مع نفسه .. يحاول من خلالها أن يصلحها .. ويقوم اعوجاجها .. ويربيها بالإسلام ويزكيها بالقرآن ..حتى تصبح خالصة صافية .. سهلة منقادة .. تعينه على فعل الخير .. وتدفعه إلى المبادرة بالأعمال الصالحة .. والاستزادة من الطاعات والعبادات ..
والمسلم الداعية يا أمة .. العابد العامل .. هو أولى الناس بأن يمارس هذه التربية الإيمانية .. ويعكف على نفسه محاولا إصلاحها وتطهيرها من كل ما يدنسها .. هذه التربية هي التي تجعل نفس الداعية تزخر بالحب والعطاء والبذل .. تجعله يرفرف بروحه المعطاءة .. باذلا للناس من الخير الذي بين جوانحه .. وتزرع فيه الاستشعار بالمسؤولية الموكلة إليه .. وهي القيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل ..
وإذا لم تقم هذه التربية الإيمانية بإخراج المسلم الداعية من ذاتية النفس .. وأنانية الفكر .. إلى عالمية الروح .. واتساع الأفق .. فلن يستطيع الداعية أن يكون جنديا مسافرا في قطار الدعوة إلى الله عز وجل ..
نعم .. فالداعية شمعة تحترق .. لتضيء الطريق لغيرها .. ونواة تجتمع حولها الالكترونات ..
يا أمة .. إن إصلاح النفس يقود الداعية إلى إصلاح غيره وعدم الانغلاق على ذاته ونفسه .. ولذا فلابد للداعية أن يمارس نوعا من إصلاح النفس خاصا ومهما ومكملا .. ومدعما لإصلاح النفس الديني والإيماني ..
ولعل شهر رمضان المبارك .. يتيح هذه الفرصة لكل داعية يحرص على أن يعمل بقول المولى جل وعلا ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة .. أنا ومن اتبعني ) ..
والداعية .. أحوج ما يكون إلى حسن الاجتهاد في هذا الشهر .. حتى يصلح ذاته ويقوم عوجها .. وهذا النوع من الإصلاح يتطلب من الداعية أن يعيش الحياة بكل جوانبها .. تلك هي التربية الميدانية .. التي يعايش الداعية من خلالها المجتمع من حوله ويشعر بالمعاناة اليومية والتحديات المحيطة .. ومن ثم تكسبه هذه المعايشة الشعور بالآخرين .. في محيط العالم الإسلامي بأسره .. وهنا يقف الداعية من التحديات التي تواجهه موقف الحذر الفطن المتسلح بالصلابة وحسن المواجهة .. حتى لا ينصهر ويذوب معها وفيها .. وبهذه المعايشة والمفاصلة في آن واحد .. يشعر الداعية بواجبه الحقيقي .. وتتسم حياته دائما بالإيجابية والمبادرة والتفاعل والتأثير والنجاح .. فهؤلاء هم الدعاة الذين نريد .. ونريد تحديداًُ .. وذلك هو الإصلاح الذي نبغي .. ونبغي تحديداً .. دعاة يحملون هم أمتهم .. دعاة يعايشون واقعهم ولا ينعزلون مخلفين انطباعا سيئا عن الإسلام ..
المطلوب يا أمة .. هو إصلاح شامل بصنع شخصية إسلامية متكاملة ومتعددة المهارات .. تكون مضرب المثل للشمولية التي يدعو إليها الإسلام ..

اسير الشوق
22 Oct 2004, 08:00 PM
<div align="center">
أخي الكريم أذان السحر

<img src='http://www.4-sms.com/f/04/09/212514504-50.gif' border='0' alt='user posted image' />

جزاك الله خيرا ً على هذا المجهود والتقديم المميز

وجعلها الله في موازين حسناتك .. اللهم آمين

تقبل تحياتي وتقديري

أســ الشوق ــسر </div>

أذان السحر
24 Oct 2004, 10:59 PM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_4977.jpg' border='0' alt='user posted image' />

.. روت كتب السير .. أن الفرنجة أعدوا جيشاً عظيماً للاستيلاء على الأندلس .. ولكن قبل أن يتحرك هذا الجيش تنكر أحد جواسيسهم في صورة تاجر .. ودخل البلاد لكي يتعرف على أحوال المسلمين .. وفي أول خطوة داخل أرض الأندلس الإسلامية .. التقى هذا الجاسوس المتنكر بصبي مسلم يبكي تحت ظل شجرة .. قال الجاسوس للصبي .. لماذا تبكي؟..
فقال الصبي .. أبكي لأني رأيت طائرين فوق هذه الشجرة فأردت أن أصيدهما بضربة واحدة غير أن طائراً واحداً سقط بينا طار الآخر ونجا ..&#33;&#33;
فرجع الجاسوس من لحظته إلى قومه .. ونصحهم بالتريث والانتظار .. حتى تتبدل أفكار هؤلاء الأطفال .. لأن قوماً هؤلاء أطفالهم لن يهزموا مهما بلغت قوة أعدائهم .. لهذا .. لا بد من استعمال سلاح أشد فتكاً من سلاح السيوف والرماح .. ألا وهو سلاح النساء .. والغناء .. والملذات .. والشهوات .. ويا للأسف فلقد حدث هذا فعلاً .. وبعد سنوات قليلة .. أصبح الأندلس .. فردوساً مفقوداً .. وتحوّل إلى قصيدة يترنم بها المسلمون .. وأغنية ينشدها المنشدون ..
يا أمة .. إننا دائماً ما نتساءل الآن .. لماذا انهزم المسلمون .. لماذا انهزم ألف مليون مسلم .. أمام شرذمة من أحفاد القردة والخنازير ..
يا أمة .. والله ما انهزمنا إلا عندما حدنا عن الصراط المستقيم .. والطريق القويم .. الذي أنزله رب العالمين ..
والله ما تداعت علينا الأمم .. وتكالبت علينا الشعوب .. وتطاول علينا السفهاء .. إلا عندما غيرنا ما بأنفسنا فغير الله حالنا ..
فانتكست قيمنا .. وانعكست مفاهيمنا .. فأصبح إعفاء اللحى تزمتاً .. وتقصير الثياب تطرفاً .. وتستر النساء تخلفاً .. والإقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام .. رجعية &#33;..
والله ما ذللنا .. إلا عندما حلت المجلات الخليعة والأغاني الماجنة .. محل المصحف ..
والله ما هنّا .. إلا عندما غابت شمس خديجة وعائشة وحفصة عن سماء دنيا نسائنا وفتياتنا .. وعلت وجوه تلك الهابطات السافلات من الممثلات والفنانات ..
والله ما تقهقرنا وتخلفنا .. إلا عندما أصبح قدوة الواحد منا مغنٍ ماجن .. أو لاعب فاشل .. أو ممثل جاهل .. ونسينا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي الذين رفعوا شأن هذه الأمة .. وفجروا بركان التوحيد في أرجاء المعمورة .. حتى رفرفت راية الإسلام على الشواطئ .. وقمم الجبال ..
فعودة صادقة .. إلى المنبع الصافي .. إلى كتاب الله وسنة نبيه .. لينصرنا الله ويغير حالنا .. من هزيمة وذلة .. إلى نصر وعزة .. مصداقاً لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) ..

أذان السحر
26 Oct 2004, 05:14 PM
<img src='http://www.mnaber.net/ramadan_2994.jpg' border='0' alt='user posted image' />

من تأمل في حياة الأئمة الصالحين .. والقدوات الكبار .. وجد أنهم يشتركون في حياة متشابهة وهي .. "الروحانية" ..
وفي روحانية المحراب .. شعاع ينير لهم قلوبهم .. ويدلهم على المسار الصحيح ..
وفي مناجاة المحراب .. سكينة .. وتلاوة القرآن فيه رحمة ونور ..
وفي المحراب يحلو النداء .. ويطيب الدعاء ..
وفي المحراب .. تُطمئن الملائكة المناجي ( فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ وهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ ) ..
وفي المحراب .. تُسلُّ الأكدار .. وتطرح الأوجاع .. وتصلح النفوس .. وتضمّد الجراح .. وتجمل الحياة بعدئد ..
"فإن أحد الأسباب القوية لوجوب قيام دعوة إسلامية تأمر بالمعروف وتتصدى لفضيلة البشارة والنذارة: أن يجعلنا الله تعالى سبباً في هداية مئات ألوف في كل قطر، بل ملايين، ليؤدوا الصلاة، ويستغفروا لنا" ..
قال ابن حجر: "قال القفّال في فتاويه: ترك الصلاة يضر المسلمين؛ لأن المصلي يقول: اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات، ولا بد أن يقول في التشهّد: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فيكون مقصّراً بخدمة الله، وفي حق رسوله، وفي حق نفسه، وفي حق كافة المسلمين .. " .
فلذلك انتدبنا أنفسنا لهذا الواجب الاحتسابي .. وصار لنا ولع في حمل الناس على الصلاة .. وهي مدخل حديثنا معهم وتعارفنا .. لأننا نحمي حقاً لنا عند الناس فهدروه .. وأضروا بنا من حيث لا يعلمون .. فإن لنا في صلاتهم نصيباً .. ولن ندع كسولاً أن يفتات علينا ويفوّت علينا مصالحنا .. بل نحاصره بالوعظ والمنطق والحجج .. وحديث الجنّة والحماسة .. حتى يلين ويستسلم ويسلم أكمل الإسلام .. ثم نبرح حتى نربيه ونضع في قلبه بذور التقوى والخوف والرجاء .. ليستزيد من الصلاة ويتنفّل .. فيزيد من استغفاره لنا وسلامه في كل ركعتين علينا وعلى عباد الله الصالحين عبر التاريخ كله الذين يعدون بالمليارات .. الأنبياء وأممهم .. ومحمد صلى الله عليه وسلم وصحابته .. والسلف الصالح من عالم ومجاهد وباذل .. وأجيال الدعاة وأهل القلب السليم .. والرجال منهم .. والصالحات القانتات ذوات العفاف والوفاء ..
أفيحسب شهواني واهم .. يترك الصلاة .. أننا نتركه ؟&#33;
كلا&#33; .. بل نحن خلفه .. نطارده حتى يذعن .. لأن متاعنا عنده .. وهو موثق ممهور مسجل باسمنا ملكاً صرفاً حرا .. ورثناه عن الجداد .. ولن نفرّط فيه .. ومن الخير للهارب أن يسلم نفسه للعدالة .. ولسنا شرطة نتوكل .. بل نحن وكل أمة الإسلام أصحاب دعوى بالأصالة .. ولن نتنازل عن حقنا .. ومن متممات حقنا هذا .. أن نعيش في وسط متدين على مثل شاكلتنا .. وأن نعيش بين متعبّدين .. لا بين شهوانيين عصاة .. ليزول عنا القلق .. وتطمئن قلوبنا .. فإن العيش بين المماثلين والأشكال يريح الروح .. ويمنع انفصام الشخصية في التعامل .. ويجعل السلوك الإسلامي سهلاً منساباً برفق .. وكل ذلك مما نحرص عليه ونطلبه لأنفسنا .. ولذلك فإننا ننطلق في دعوتنا من هذا المنطق التديني المحض قبل كل شيء .. نريد به إنشاء بيئة مساعدة لنا ننسجم معها .. قبل أن يكون منطلقنا سياسياً أو تطويرياً .. فنحن نصلح الناس لتزداد بصلاحهم صلاحاً ..

( منقول بتصرف يسير من مقال للشيخ علي العُمري )