انا بنت الاسلام
13 Dec 2010, 12:55 AM
كيف أغرس حب الصلاة بالمسجد لدى ولدي الصغير؟
أجاب عنها : همام عبدالمعبود
التاريخ 5/1/1432 هـ
السؤال:
عندي طفل عمره ثمان سنوات؛ وأريد أن أحبب له الصلاة في المسجد، لا أريده أن يذهب إلى المسجد خوفًا مني، أو إرضاءً ليّ، أريد أن يكون ذهابه للصلاة حبًا لها، وطلبًا لرضاء الله (عز وجل)، ورغبة في دخول جنته، دائمًا أحاول أن أحببه في الصلاة، بأن الله ينظر إليه، وأحدثه عن الأجر الذي سيناله؛ عندما يصلي في المسجد.
فهل أوقظه لصلاة الفجر أو الظهر إذا كان نائمًا؟، أم فقط الأوقات التي يكون مستيقظًا فيها، وإذا كان كذلك فهل أخبره بأن الصلاة فاتته وهو نائم وأطلب منه قضاءها؟
الجواب:
أخانا الحبيب:
جزاك الله خيرًا على اهتمامك بولدك؛ وسؤالك عما يصلح له دينه؛ منذ الصغر؛ وشكر الله لك هذا الصنيع في زمن يتغافل الكثير من الآباء والأمهات عن أولادهم، ولا يهتمون إلا بتوفير الطعام والشراب واللباس وكافة سبل الراحة الدنيوية، ويغضون الطرف عما يصلح حالهم مع الله.
وأكثر ما لفت انتباهي في سؤالك هو حرصك على غرس قيم "الإخلاص" و"الذاتية" في ولدك؛ وهو أمر محمود؛ له في ديننا أصل؛ فقد لفت النبي انتباهنا إليه عندما كان يركب دابته وخلفه ابن عمه عبد الله بن العباس وقد كان غلامًا؛ فعن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).
أما عن لب مشكلتك؛ فإنني ألخص ردي عليك في النقاط التالية:-
1- لا تقلق فمازال الوقت مناسبًا: حيث إن ولدك لا يزال في المرحلة العمرية التي يمكن السيطرة عليه فيها، ألا وهي مرحلة الطفولة (4- 10) سنوات، أو مرحلة تعليم الطهارة والوضوء، وبيان فضل الصلاة وعظم مكانتها، وأجر المحافظة عليها، وعقوبة تركها وإهمالها؛ والأمر بأدائها على أوقاتها؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع". (رواه أبو داود بإسناد حسن).
2- اعلم أن هذا حق لولدك عليك: وليس تفضلا منك؛ فقد روى مسلم في صحيحه في كتاب الصيام من رواية ابن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وإن لولدك عليك حقا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته". (رواه البخاري ومسلم). قال الشافعي في المختصر: "وعلى الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهارة والصلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا. وقال الرافعي قال الأئمة: يجب على الآباء والأمهات تعليم أولادهم الطهارة والصلاة والشرائع بعد سبع سنين وضربهم على تركها بعد عشر سنين.
3- احرص على أن تكون قدورة له: بأن تكون الأكثر محافظة على الصلاة في البيت، وأول من يصليها في وقتها، وفي الجماعة الأولى، وفي المسجد ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ فإن الأولاد في هذه السن المبكرة ينظرون إلى آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم الكبار، ويحاولون أن يلتمسوا عندهم القدوة، فانتبه لذلك رحمك الله وابدأ بنفسك.
4- اربط بين حبك وبغضك له وبين محافظته على الصلاة: فبقدر محافظة الولد على صلاته، تكون مكانته في قلبك، وليكن الأحب والأقرب لقلبكِ هو الأكثر محافظة على الصلاة، وبالعكس تقل المحبة بقدر التهاون في أداء الصلاة.
5- احرص على عقد جلسة تعليم خفيفة لأهل البيت: تعرفهم فيها على أحكام الطهارة، وأنواع المياة من حيث الطهارة، ثم تبين لهم فرضية الصلاة وأهميتها لحياة المسلم، وتكشف لهم عن عظم الأجر الذي أعده الله للمحافظين عليها، والعقوبة التي أعدها الله للمقصرين والمهملين في أدائها على وقتها، ولا بأس بأن تكتب لهم بعض الأحكام المتعلقة بتارك الصلاة في الدنيا والآخرة على ورقة، بخط جذاب وواضح، وتعلقها في مكان بارز بالمنزل.
6- جاهده على الصلاة كما تجاهده على المذاكرة: بل وأعظم من ذلك؛ من خلال متابعتك له، وسؤالك الدائم عن أدائه للصلاة، وذلك بعد أن تأمره بأدائها، وتحثه على المواظبة عليها في وقتها.
7- بين له فضل وأجر الصلاة في المسجد: وأخبره بأن "المشي الى الصلاة يرفع الدرجات ويحط الخطايا"، وأن "له بكل خطوه عشر حسنات"، وأنه "يكتب من المصلين من حين خروجه من البيت الى ان يرجع"، وأن "افضل الناس في الصلاة ابعدهم اليها ممشى"، وأن "كل خطوه يمشيها العبد الى الصلاة تحسب صدقه"
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه ما لم يحدث تقول اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة". (متفق عليه وهذا لفظ البخاري).
8- لا تنس الدعاء له واحذر الدعاء عليه: فلا شك أن لجوء العبد إلى الله، وتضرعه إليه، وسؤاله أن يرزق ولده حب الصلاة، والمحافظة عليها في وقتها، وأدائها في المسجد؛ من الأسباب التي أمرنا بالأخذ بها، فالدعاء بظهر الغيب وأمامه أحياناً يكون دافعًا للولد نحو المحافظة على الصلاة وحب أدائها في المسجد، واحذر من الدعاء عليه فقد نهينا شرعًا عن فعل ذلك.
وأما عن سؤالك: هل أوقظه لصلاة الفجر أو الظهر إذا كان نائمًا؟، أم فقط الأوقات التي يكون مستيقظًا فيها، وإذا كان كذلك فهل أخبره بأن الصلاة فاتته وهو نائم وأطلب منه قضاءها؟؛ فهذا الأمر يتوقف على عدة أمور منها: هل ينام مبكرًا؟، هل أخذ قسطًا وافرًا من النوم؟، فإن كانت الإجابة بـ"نعم" فلا بأس بأن توقظه للصلاة، أما إن كانت الإجابة بـ"لا"؛ فالأولى أن تعوده على النوم المبكر (التاسعة أو العاشرة مساءً)، وخطوة خطوة حتى يعلم فرضية الصلاة ومعناها ويحبها ومن ثم توقظه لها، وأنصحك وألا تعوده على السهر أمام التلفاز، تلك الآفة التي ابتليت بها غالب البيوت في العالم العربي، إلا من رحم ربي، والواجب عليك أن تذكره بالصلاة التي فاتته وهو نائم، وتطلب منه قضاءها، وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها"، أسأل الله لك ولولدك التوفيق والسداد والهداية.
أجاب عنها : همام عبدالمعبود
التاريخ 5/1/1432 هـ
السؤال:
عندي طفل عمره ثمان سنوات؛ وأريد أن أحبب له الصلاة في المسجد، لا أريده أن يذهب إلى المسجد خوفًا مني، أو إرضاءً ليّ، أريد أن يكون ذهابه للصلاة حبًا لها، وطلبًا لرضاء الله (عز وجل)، ورغبة في دخول جنته، دائمًا أحاول أن أحببه في الصلاة، بأن الله ينظر إليه، وأحدثه عن الأجر الذي سيناله؛ عندما يصلي في المسجد.
فهل أوقظه لصلاة الفجر أو الظهر إذا كان نائمًا؟، أم فقط الأوقات التي يكون مستيقظًا فيها، وإذا كان كذلك فهل أخبره بأن الصلاة فاتته وهو نائم وأطلب منه قضاءها؟
الجواب:
أخانا الحبيب:
جزاك الله خيرًا على اهتمامك بولدك؛ وسؤالك عما يصلح له دينه؛ منذ الصغر؛ وشكر الله لك هذا الصنيع في زمن يتغافل الكثير من الآباء والأمهات عن أولادهم، ولا يهتمون إلا بتوفير الطعام والشراب واللباس وكافة سبل الراحة الدنيوية، ويغضون الطرف عما يصلح حالهم مع الله.
وأكثر ما لفت انتباهي في سؤالك هو حرصك على غرس قيم "الإخلاص" و"الذاتية" في ولدك؛ وهو أمر محمود؛ له في ديننا أصل؛ فقد لفت النبي انتباهنا إليه عندما كان يركب دابته وخلفه ابن عمه عبد الله بن العباس وقد كان غلامًا؛ فعن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).
أما عن لب مشكلتك؛ فإنني ألخص ردي عليك في النقاط التالية:-
1- لا تقلق فمازال الوقت مناسبًا: حيث إن ولدك لا يزال في المرحلة العمرية التي يمكن السيطرة عليه فيها، ألا وهي مرحلة الطفولة (4- 10) سنوات، أو مرحلة تعليم الطهارة والوضوء، وبيان فضل الصلاة وعظم مكانتها، وأجر المحافظة عليها، وعقوبة تركها وإهمالها؛ والأمر بأدائها على أوقاتها؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع". (رواه أبو داود بإسناد حسن).
2- اعلم أن هذا حق لولدك عليك: وليس تفضلا منك؛ فقد روى مسلم في صحيحه في كتاب الصيام من رواية ابن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وإن لولدك عليك حقا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته". (رواه البخاري ومسلم). قال الشافعي في المختصر: "وعلى الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهارة والصلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا. وقال الرافعي قال الأئمة: يجب على الآباء والأمهات تعليم أولادهم الطهارة والصلاة والشرائع بعد سبع سنين وضربهم على تركها بعد عشر سنين.
3- احرص على أن تكون قدورة له: بأن تكون الأكثر محافظة على الصلاة في البيت، وأول من يصليها في وقتها، وفي الجماعة الأولى، وفي المسجد ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ فإن الأولاد في هذه السن المبكرة ينظرون إلى آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم الكبار، ويحاولون أن يلتمسوا عندهم القدوة، فانتبه لذلك رحمك الله وابدأ بنفسك.
4- اربط بين حبك وبغضك له وبين محافظته على الصلاة: فبقدر محافظة الولد على صلاته، تكون مكانته في قلبك، وليكن الأحب والأقرب لقلبكِ هو الأكثر محافظة على الصلاة، وبالعكس تقل المحبة بقدر التهاون في أداء الصلاة.
5- احرص على عقد جلسة تعليم خفيفة لأهل البيت: تعرفهم فيها على أحكام الطهارة، وأنواع المياة من حيث الطهارة، ثم تبين لهم فرضية الصلاة وأهميتها لحياة المسلم، وتكشف لهم عن عظم الأجر الذي أعده الله للمحافظين عليها، والعقوبة التي أعدها الله للمقصرين والمهملين في أدائها على وقتها، ولا بأس بأن تكتب لهم بعض الأحكام المتعلقة بتارك الصلاة في الدنيا والآخرة على ورقة، بخط جذاب وواضح، وتعلقها في مكان بارز بالمنزل.
6- جاهده على الصلاة كما تجاهده على المذاكرة: بل وأعظم من ذلك؛ من خلال متابعتك له، وسؤالك الدائم عن أدائه للصلاة، وذلك بعد أن تأمره بأدائها، وتحثه على المواظبة عليها في وقتها.
7- بين له فضل وأجر الصلاة في المسجد: وأخبره بأن "المشي الى الصلاة يرفع الدرجات ويحط الخطايا"، وأن "له بكل خطوه عشر حسنات"، وأنه "يكتب من المصلين من حين خروجه من البيت الى ان يرجع"، وأن "افضل الناس في الصلاة ابعدهم اليها ممشى"، وأن "كل خطوه يمشيها العبد الى الصلاة تحسب صدقه"
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه ما لم يحدث تقول اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة". (متفق عليه وهذا لفظ البخاري).
8- لا تنس الدعاء له واحذر الدعاء عليه: فلا شك أن لجوء العبد إلى الله، وتضرعه إليه، وسؤاله أن يرزق ولده حب الصلاة، والمحافظة عليها في وقتها، وأدائها في المسجد؛ من الأسباب التي أمرنا بالأخذ بها، فالدعاء بظهر الغيب وأمامه أحياناً يكون دافعًا للولد نحو المحافظة على الصلاة وحب أدائها في المسجد، واحذر من الدعاء عليه فقد نهينا شرعًا عن فعل ذلك.
وأما عن سؤالك: هل أوقظه لصلاة الفجر أو الظهر إذا كان نائمًا؟، أم فقط الأوقات التي يكون مستيقظًا فيها، وإذا كان كذلك فهل أخبره بأن الصلاة فاتته وهو نائم وأطلب منه قضاءها؟؛ فهذا الأمر يتوقف على عدة أمور منها: هل ينام مبكرًا؟، هل أخذ قسطًا وافرًا من النوم؟، فإن كانت الإجابة بـ"نعم" فلا بأس بأن توقظه للصلاة، أما إن كانت الإجابة بـ"لا"؛ فالأولى أن تعوده على النوم المبكر (التاسعة أو العاشرة مساءً)، وخطوة خطوة حتى يعلم فرضية الصلاة ومعناها ويحبها ومن ثم توقظه لها، وأنصحك وألا تعوده على السهر أمام التلفاز، تلك الآفة التي ابتليت بها غالب البيوت في العالم العربي، إلا من رحم ربي، والواجب عليك أن تذكره بالصلاة التي فاتته وهو نائم، وتطلب منه قضاءها، وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها"، أسأل الله لك ولولدك التوفيق والسداد والهداية.