المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان



أبولؤى
02 Dec 2010, 12:03 PM
http://up.ala7ebah.com/img/Lc380409.jpg



أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنه ما من شيء أنجح في القضاء على الثأر مثل قوة الإيمان بالله عز وجل، مشيرًا إلى ضرورة أن يوجه الثأر للخصوم والأعداء الذين هتكوا الأعراض وسلبوا الديار وظلموا وبخسوا واعتدوا، لافتًا إلى أنه ليس هناك نموذج في ذلك أوضح وأقوى من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة أمس الجمعة من برنامج "الحياة كلمة"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان " ثأر" ـ: إن الإسلام جاء يدعو إلى العفو والصفح ويعطي الأجر والثواب على كظم الغيظ، مشيرًا إلى ضرورة أن يتعلم الإنسان كيف يتغلب على دوافعه الذاتية، لافتًا إلى أنه من المؤكد علميًا وشرعيًا ـ وهو ما أثبتته الدراسات الحضارية ـ أنه بقدر ما يكون عند الإنسان والجماعة والقبيلة من الرقي الثقافي والمعرفي يكون عندها قدر كبير من التسامي الروحاني والإيماني.
وأوضح الدكتور العودة أن العرب عندما قوي إيمانهم فإنهم ـ وعلى الرغم من أن الثأر عندهم كان يجري مجرى الدم ـ استطاعوا أن يتمردوا على الثأر ويتغلبوا عليه ويتجرعوا هذا الأمر وينسوه، حتى كان القتيل يرى قاتل أبيه ولا يُهيجه ولا يتعرض له، وقصارى الأمر أن يكون هناك مطالبة ومحاكمة.


صبر.. وعفو

وفيما يتعلق بقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ)(النحل: من الآية126)، ومعالجة الإسلام للثأر، قال الشيخ سلمان: يقول تعالى أيضًا: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)(النحل: من الآية126)، ويقول عز وجل: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43)، ويقول -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)(الشورى: من الآية37)، مما يؤكد أن الإسلام جاء بالصفح: وعلى سبيل المثال، فإن الرسول عندما فتح مكة، قال لأهلها: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، وهذا عفو جماعي من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو عربي، كما أن الصحابة كانوا من العرب الذين وقع عليهم الضرر وقُتل منهم من قُتل، ومع ذلك أصدروا عفوًا عن من قتل منهم أو آذاهم.
وأضاف فضيلته أنه يوجد في القرآن الكريم في سورة كاملة قصة يوسف -عليه الصلاة والسلام-، وما فيها من اعتداء إخوته عليه وبيعه وإلقائه في الجب، ومع ذلك: (قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:92)، مشيرًا إلى أن هذا يعد مدرسةً لانتزاع العنصر القبلي عند الإنسان الذي يجعله يصر ويتمرد ويعاند ويطالب بالحق، ليس فقط عندما يكون الطرف الآخر من قبيلة أخرى مختلفة عنه، لكن -أحيانًا- ربما من داخل القبيلة الواحدة، بحيث يكون هذا من بطن وهذا من بطن آخر، ولذلك كان من العرب قليل ممن يفتخر بالعفو؛ ولذلك فإن أحدهم عندما قتل ابن عمه ولده فأحضروه له مقيدًا من أجل أن يقتله، قال:


أقولُ للنفس تأساءً وتعزيةً إحدى يديَّ أصابتني ولم تُرِدِ

أي: كأن يدي أصابتني من دون إرادة


كلاهما خلَف من فقد صاحبه هذا أخي حين أدعوه وذا ولَدي

أي: لن أطلب ثأر ولدي من أخي! مشيرًا إلى أن الإسلام جاء يدعو إلى العفو والصفح.

يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:06 PM
قدوة حسنة

وردًّا على سؤال، يقول: هل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله)، دليل على سيرة نقية من أي دافع للثأر الشخصي، قال الشيخ سلمان: إنه دليل على أن القدوة الحسنة من أهم ما يمكن به التأثير على الناس وإصلاحهم، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان عربيًا في الذؤابة من قريش من بني هاشم، وكان له المكانة الفضلى والسلطة في بلده، والناس كلهم ينظرون إليه، وقد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلغي الثأر ويقضي عليه، ويلغي التمايز بالدماء، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ»، أي: أنه ليس هناك مَن دمه بعشرة أو بمائة، أو أن هذا ديته أكثر من الآخر، فالناس سواسية حتى في شأن القصاص.
وأضاف فضيلته أنه عندما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي القدوة حتى من نفسه، فقد جاء رجل وقال: "أوجعتني يا رسول الله"، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اقتص مني"، كما كان صلى الله عليه وسلم يبين أن القصاص في الآخرة يكون في كل شيء في محكمة يوم القيامة، يقول تعالى: (لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)(الكهف: من الآية49)، ويأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعفو والصفح ويقيد من نفسه ومن أصحابه، مشيرًا إلى أن مثل هذه القدوة الحسنة التي قدمها النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت ذات أثر كبير عند القبيلة العربية، والتي كان الثأر عندها شيء يجري منهم مجرى الدم، فقد لا نستطيع أن نتصور البعد العربي إلا إذا رأينا الذي يحدث الآن في بعض قبائل العرب، وعلى سبيل المثال، فإنه في اليمن هناك ثأر بين القبائل وحماية، وإن كانوا قد أصدروا أو أعلنوا وثيقة ممتازة وتواطأ عليها رجال قبائل وشخصيات مهمة ووجهاء وأعيان وبرلمانيون وأكاديميون وعلماء مصلحون ورجال اجتماعيون وتم الاتفاق عليها وأدت دورًا جيدًا وعالجت العديد من الحالات.

يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:07 PM
الثأر.. الصعيد نموذجًا
وأردف الدكتور العودة: كذلك في مصر، حيث هناك الثأر في الصعيد، وعلى سبيل المثال، فإنه خلال السنوات الماضية قد سمعنا عن جريمة مروعة في الثأر أو ما يسمونه بـ"بيت علام"، وهو شيء يشيب له الرأس، حيث إن الأمر تعدى إلى أن أصبح جريمة منظمة، حيث تم التخطيط لقتل ما يقرب من 23 شخصًا في مقابل مقتل اثنين أو ثلاثة، كما أن من قام بالتخطيط لقتل هؤلاء المساكين هم المدرسون المثقفون والمتعلمون، والذين كانوا يمثلون الجناح السياسي -إن صح التعبير- للعملية، بينما الناس العاديون يمثلون الجناح العسكري والسلاح، في حين أن التجار كانوا يمولون هذا العمل، بل حتى الناس الذين هم من القبيلة خارج مصر في الخليج وغيرها يمثلون بعدًا إعلاميًا واستراتيجيًا لهذه القضية، حيث كان هناك توافق بحيث إن القبيلة التي قامت بأخذ الثأر كلها تقريبًا علمت بالأمر قبل حدوثه، ولذلك غادروا البلد وباعوا أمتعتهم وأملاكهم، وفي يوم من الأيام بعد وقت محدد قاموا بقتل أكثر من ثلاثة وعشرين شخصًا في مجزرة رهيبة؛ أطفال، ونساء، وشيوخ.
وتابع فضيلته أن هذا وإن كان مثالًا صارخًا كتبت عنه الصحف المصرية كثيرًا، حيث تحدثت عن أن هناك نوعًا من التعتيم على معاناة الصعيد في جنوب مصر وأنه يواجه معاناة صعبة ، من الفقر، والظروف المعيشية، وانتهاك النسيج الاجتماعي، في ظل نوع من الغفلة الإعلامية، حتى أن أحدهم قال: "إن ما كُتب عن الصعيد في الصحف المصرية خلال ربع قرن أقل مما كتب عن موضوع تحرير المرأة في الصحف المصرية خلال سنة واحدة"، مما يوحي بأنه ليس هناك تكافؤ في التنمية والتوعية؛ ولذلك فإن المرأة في الصعيد غالبًا تعيش أحزان سنة كاملة لا تتجمل ولا تفرح ولا تضحك ولا تبتسم، وكذلك الرجال والأطفال والصغار، حيث أصبح الحزن والألم من ثأر مضى أو الألم من ثأر قادم أيضًا أمر يثقل هؤلاء الناس ويؤثر على نفسياتهم وعقولهم، بحيث إن استعدادهم للتغيير يبدو محدودًا، في ظل عدم وجود جهود إعلامية، كما أن المعالجات الأمنية ربما يكون فيها نوع من التفاعل السريع مع حدث معين، وهذا التفاعل قد لا يُنصف المظلومين -أحيانًا- لأنه يريد أن يبتر القضية ويمنع ردة الفعل، وبالتالي فإنه ربما يتصرف بطريقة لا يكون فيها وعي وعدالة -أحيانًا-، وذلك بدلًا من أن يكون مستحضرًا للصورة من قبل ويتصرف بطريقة لبقة.

يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:09 PM
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
وأكد الدكتور العودة أن الدولة هي التي تقوم بعملية الثأر التي هي عبارة عن شرع إلهي رباني في القصاص، يقول تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)(البقرة: من الآية179)، وذلك لأن القصاص وإن كان قتلًا لفرد لكنه حياة للقبائل كلها، كما أنه بدلًا من أن يكون الأمر ثارات بين القبائل وتذهب فيه أرواح ضخمة ، فإن الإسلام شرع العفو ورغّب فيه، يقول تعالى: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)(البقرة: من الآية178)، وجعل هناك العقل وهي الدية للقتيل، وجعل هذا نوعًا من العز وليس الذل، «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»، فالإسلام غيّر مفهوم النصرة، حيث كانوا في الجاهلية يقولون: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، أي ما دام أنه من القبيلة، وكما يقول الشاعر:


وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشُد
لكن جاء الإسلام ليغير هذا الكلام، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ:«تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَذَلِكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ»، فالإسلام ضخ مفهومًا جديدًا في معنى النصرة، (فَذَلِكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ).
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:10 PM
الإسراف في القصاص والثأر مرفوض
وذكر الشيخ سلمان أن هذا مرتبط بقوله -سبحانه وتعالى-: )وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء: من الآية33)، وفي هذا إشارة إلى الدوافع النفسية لكثير من الناس أن يأخذ بثأره، وهو شعور بالقهر، وأن الآخرين غلبوه، فهو لابد أن ينتصر حتى لو مات هو أو مات الكثير من أبنائه، فالله -عز وجل- يقول: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا) أي سلطان الحق، وسلطان القصاص، والسلطان الإلهي بالعدل في نهاية المطاف، قال سبحانه وتعالى: (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء: من الآية33).
ولفت فضيلته الانتباه إلى أنه من الإسراف في القتل أن يقتل الإنسان غير القاتل، وهذا كان يحدث كثيرًا، مثل أن تذهب القبيلة كلها -أحيانًا-، وهذا من الإسراف في القتل، كما أنه من الإسراف في القتل -أحيانًا- القتل بطريقة بشعة أو شنيعة مثل التمثيل أو القتل بطريقة سيئة، أو القتل الذي فيه غدر وغيلة، مشيرًا إلى أن القتل أحيانًا يكون في المسجد، وهذا يحدث اليوم في عدد من البلاد الإسلامية أو عقب الصلاة!، مما يدعو إلى التعجب، والتساؤل: أين أثر السجود لرب العالمين والاستسلام لقانونه الإلهي ونظامه الشرعي وأوامره الصريحة؟ وأين أثر القرآن الكريم الذي قرؤوه في صلاتهم؟، يقول تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)(النساء: من الآية93)، مؤكدًا أن الإسلام وضع هذه الأنظمة حتى يحمي الناس من الاندفاع في الثأر.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:11 PM
هل القصاص متاح لكل أحد؟!!
وردًّا على سؤال يقول: هل يمكن أن نعتبر قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) (النحل: من الآية126) إذاناً بأن القصاص متاح لكل أحد؟، قال الشيخ سلمان: هو ليس للأفراد، فقد اتفق الفقهاء على أن تولي المهمات العامة مثل القصاص سواء كان قصاصًا في النفس أو في الأطراف أو غيرها ـ وهذا من القضايا العامة ـ لا يقوم بها ولا توكل إلى أفراد الناس ولا إلى آحادهم، وإنما يقوم بهذا السلطان، أو الحاكم، وتتم من خلال القضاء.
وأضاف فضيلته: وإلا فالناس ربما كل واحد منهم يرى أنه على صواب ويرى أن له الحق، كما أن بعض الناس ربما لا يرضيه ولا يقنعه شيء، وهذا شيء مجرّب، ومن عايش الناس عرف هذه الطبيعة، حيث تجد أن بعض الناس مبتلى بالإحساس المفرط بأنه على حق، وأن ما يقوله صواب، وليس لديه استعداد لأن يسمع أو يحس بمعاناة الآخرين.

يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:12 PM
يا لثارات فلسطين
وردًّا على سؤال من مشاركة في الموقع الإلكتروني للبرنامج، تقول: إن الاحتقان السياسي والاحتلال أو العدوان الذي تشهده كثير من المجتمعات الإسلامية في ظل انعدام مؤسسات دولية تنصر المظلوم دفعنا للهجوم على شعوب في الغرب في محاولة لثأر عاجل، فهل يمكن تصحيح المفاهيم قبل القضاء على الأسباب؟، قال الشيخ سلمان: إن هذا يعد نوعًا من الثأر، فهناك ما يسمى بالثأر الإيجابي، يقول صلى الله عليه وسلم: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا)، فالثأر من الظالمين والمعتدين، بل وحتى من نفوسنا الأمّارة بالسوء، أو من جهلنا وتخلفنا، هو معنى ينبغي أن نحييه، وأن نضخ هذا المعنى الجديد في الثأر بدلًا من الثأر من الآخرين، مشيرًا إلى أن الثأر في هذه الحالة سيرجع إلى إصلاح النفس وعدم الاستجابة لدوافعها ونوازعها المذمومة والشريرة.
وأضاف فضيلته: هناك ثارات التاريخ، ففي الماضي كان ينسب إلى حسان -رضي الله عنه-:


لَتَسمَعُنَّ وَشيكًا في دِيارِكُمُ اللَهُ أَكبَرُ يا ثاراتِ عُثمانا
وبالمقابل نسمع اليوم: "يا لثارات الحسين"، ولكن لا يجب أن يكون التاريخ سببًا في قتال الحاضر أو سببًا في الاستعداد والنهوض للتطاحن فيما بين الشركاء في البلد أو الوطن أو الشركاء في العيش أو في الحاضر والشركاء في المستقبل حتى مع وجود الاختلاف، ولكن ينبغي أن يوجّه الثأر إلى الخصوم وإلى الأعداء الذين هتكوا الأعراض وسلبوا الديار وظلموا وبخسوا واعتدوا، ولا أجد نموذجًا في ذلك أوضح وأقوى من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى أرض وأهل فلسطين، والقتل المستمر والاستخفاف بالدماء والأعراض والمواثيق والقيم الإنسانية، فدعونا نردد: "يا لثارات فلسطين، يا لثارات القدس والمسجد الأقصى الذي يرسف في القيود والأغلال!".
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:13 PM
مفهوم الثأر
وفيما يتعلق بالمعنى اللغوي للثأر، قال الشيخ سلمان: إن المعروف أن الثأر هو طلب الدم عند العرب، والثأر لفلان عند فلان، وثأر: أي أن له قتيلًا هو يطالب بدمه، وهذه ليست عادة عربية بل هي عادة إنسانية، وإن كان العرب بحكم الوضع القبلي أكثر تعاطيًا مع هذه العادة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية هذا اللفظ إلا في أحاديث قليلة ، منها الدعاء المشهور الذي نحن دائمًا نردده وهو: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا)، وهذا حديث رواه أحمد والحاكم والترمذي عن ابن عمر وعن أبي هريرة، وورد عن عائشة رضي الله عنها، وهو حديث حسن بمجموع طرقه.
وأضاف فضيلته: ولكن عندما فكرت في معنى الحديث: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا) وجدته نقضًا لفكرة الثأر في الجاهلية، وذلك لأن فكرة الثأر -أحيانًا- لا تستثني ولا تبقي ولا تذر، بينما في هذا الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا) أي: فقط على من ظلمنا، فلا نبغي أن نعتدي على غير الظالم، من جاره أو عمه أو قريبه أو نسيبه أو صهره، فنكون ظالمين بدلًا من أن نكون من قبل مظلومين، فيكون ثأرنا وانتصارنا هو ممن ظلمنا فقط، ولو بالدعاء أو بالكلام.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:14 PM
تقديس.. وطقوس
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن العرب هم أكثر من اشتهروا بتفشي ظاهرة الثأر عندهم حتى أصبحت من المقومات سعادة وتقليدا، قال الشيخ سلمان: بل إنني أظن أنها دين عندهم، وعلى سبيل المثال، فإنني أذكر أن امرؤ القيس في أبياته الشهيرة، وكان له ثأر عندما قُتل والده الملك ابن كنده ونذر أن يقتل مائة من بني أسد وأن يجز نواصي مائة، أي أنه يريد أن يقتل مائة بواحد لأنه ملك، وكذلك كان من العادات عند العرب أن الإنسان إذا كان له ثأر لا يشرب الخمر ولا يذبح، وبعضهم يحلق شعره ولا يستمتع بأي لون من ألوان الطعام ويتجنب النساء وغير ذلك حتى يدرك ثأره، وعندما أدرك امرؤ القيس ثأره قال:


حَلَّت لِيَ الخَمرُ وَكُنتُ اِمرًَا عَن شُربِها في شُغُلٍ شاغِلِ

فَاليَومَ أُسقى غَيرَ مُستَحقِبٍ إِثمًا مِنَ اللَهِ وَلا واغِلِ
وأضاف فضيلته: إنه قد يقرأ في نص امرئ القيس بعدًا تقديسيًا أو دينيًا لأنه أقحم كلمة "حَلَّت"، أي: أنها كانت حرامًا، مما يشير إلى أنهم كان عندهم حرام أو تحريم، وكذلك ذكر اسم الله "غَيرَ مُستَحقِبٍ إِثمًا مِنَ اللَهِ"، حيث يرى كأن الله قد عذره أن يشرب الخمر بعد أن حرمها بسبب أنه يريد أن يثأر لوالده المقتول، كما أنني أذكر أيضًا أبيات المهلهل في قصة كليب وجساس:


خُذِ العَهدَ الأَكيدَ عَلَيَّ عُمري بِتَركي كُلَّ ما حَوَتِ الدِيارُ

وَهَجري الغانِياتِ وَشُربَ كَأسٍ وَلُبسي جُبَّةً لا تُستَعارُ
حيث يلبس أيضًا جبة للحرب لا يخلعها
مما يشير إلى أن الثأر عند العرب في الجاهلية كأنه كان دينًا وله طقوس وأنظمة معينة، فالإنسان يثأر من القاتل، فإذا لم يستطع فإنه يثأر من أخيه، فإذا لم يستطع فمن عشيرته؛ ولذلك كانوا يقولون: "الجريرة تدرك العشيرة"، وهذه من آثار الجاهلية، حيث إن الأمر في بعض الأحيان كان لا يتوقف عند شخص معين، بينما جاء في الإسلام قول الله -سبحانه وتعالى-: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم:39،38)، مما يشير إلى أن كل شخص يحمل ذنبه وعيبه، كما أنه في سنن أبي داود حديث صحيح عَنْ أَبِى رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَبِى فَقَالَ «مَنْ هَذَا مَعَكَ». قَالَ ابْنِى أَشْهَدُ بِهِ. -وكان ابنه يشبه تمامًا في دقة الأوصاف- قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَا إِنَّكَ لاَ تَجْنِى عَلَيْهِ وَلاَ يَجْنِى عَلَيْكَ».
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:15 PM
من العادات جاهلية في الثأر
وذكر الدكتور العودة أنه من العادات الجاهلية في الثأر، أنه -أحيانًا- يمتد إلى القبيلة، كما أن الثأر لا يسقط بالتقادم، حيث تجد أنهم ولو بعد خمسين أو مائة سنة يخططون حتى يدركوا الثأر، إضافة إلى ذلك فإن الثأر عندهم لا يخضع لنظام ولا لقانون معين، فالعرب كانوا يستعيبون أن يأخذوا الفدية أو الدية، ويقولون: كيف يكون اللبن بدل الدم، حيث غالبًا ما تكون الدية إبلًا فيعبرون عنها باللبن بدل الدم، ويعتبرون هذا عارًا يجلل العربي، وإذا أخذ التمر فيعبرون "بأن التمر حلو في الشتاء"، وتعيّر به القبيلة إلى أبد الدهر لأنهم أخذوا تمرًا بدلًا من قتيلهم!، وهذا من عيوب القبيلة -أحيانًا-، مشيرًا إلى كثرة الثارات التي في الجاهلية، حيث تثور حروب تستمر لسنين طويلة وتذهب دماء، وأحيانًا يكون هؤلاء الأقارب، وعلى سبيل المثال، فقد يسطو أخو المرأة على زوجها، فتكون المرأة والأولاد في مشكلة ما بين الأب والأعمام وما بين الإخوة والأسرة الأخرى، وغالبًا المرأة تنحاز إلى طرف على حساب آخر.
وأردف فضيلته أن المرأة غالبًا يقع عليها الظلم، إلا أنها في مسألة الثأر تجد أنها جزء من الثأر، مشيرًا إلى أن الكثير من النساء عندهم في الجاهلية وإلى اليوم بعض الطقوس عندما يكون هناك ثأر، حيث تجد بعض النساء تحلق رأسها، وتحرض ولدها على القتل والأخذ بالثأر، فإذا وقع الثأر على زوجها وجاء إخوته ومعهم رجل، فالأم تقول لولدها: "اقتل هذا الرجل الذي هو قاتل أبيك وإلا سوف أتزوجه فيقال إنه قتل أباك ونكح أمك!"، فتحرض الولد، بل بعض النساء ربما تقوم بالأخذ وتدرك الثأر بنفسها.

يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:16 PM
هامة.. وتحريض
وفيما يتعلق بأن هناك من يرى أن المرأة في الجاهلية يقع عليها الشعار اللفظي والعاطفي على الثأر بينما يفعل الرجال فعل الثأر، وبالتالي فإن دورها هو الحماسة، قال الشيخ سلمان: يقول الشاعر:


لم أكن من جناتها علم الله وإني بحرها اليوم صالي
أي أنه قد يذهب بها من ليس طرفًا فيها، لكن المرأة هي جزء من القبيلة، وثقافتها ثقافة القبيلة، وهذا من عيوب القبيلة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِى الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِى الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ»، ولعل الإشارة للنياحة في الحديث بقدر ما هي نياحة على الميت، أي: شدة الحزن المفرط عليه، إلا أنه قد يُستلهم منها أيضًا استذكار الميت، لأنه كان من عادات العرب واعتقاداتهم أن الإنسان المقتول الذي له ثأر، له ما يسمونه "هامة"، وهو عبارة عن طير يقولون إنه يخرج في المقبرة ويظل يصيح وكأنها روح الميت تنادي بالثأر حتى يتم الأخذ بثأره فيتوقف هذا الطائر عن الصياح؛ ولذلك قال قائلهم:


عَبّاس إِن لَم تَدَع شَتمي وَمَنقَصَتي أَضرِبكَ حَيثُ تَقولُ الهامَةُ اسقوني
وأضاف فضيلته إنهم يقولون إن الهامة وهي تقريبًا البوم لها صوت، حيث تقول اسقوني اسقوني، ويفسرونه على أنه بمعنى أعطوني الدم، أو اسقوني الدم، ولذلك هي تحرضهم، مما يشير إلى أنه حتى روح الميت في قبره تحرضهم على طلب الثأر.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:17 PM
الثأر ثقافة مجتمع
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن الثأر عند العرب القدماء في الجاهلية لم يكن مقتصرًا على الدماء فقط، بل أصبح تنظيرًا وتقنينًا على كل خطأ، قال الشيخ سلمان: لقد كان العرب في الجاهلية حولوا حياتهم إلى حياة تكاد أن تكون كلها طلبًا للثأر، وعلى سبيل المثال، فإن أحدهم يقول:


ما زلت أنعي أبا ليلى وأندبه مذ كنت طفلًا إلى أن مسني الصلع
فهذا يعبر عن أنه من طفولته إلى أن صلع رأسه من الهرم والشيخوخة وهو ينعي أبا ليلى ويندبه ويطلب الثأر به، مما يشير إلى أن الثأر عندهم لم يكن شيئًا هامشيًا أو جانبيًا، مشيرًا إلى أنه ربما يكون جزء كبير من حياتنا اليوم في الواقع عبارةً عن ثارات، أو طلبًا للثأر الذي كان في الجاهلية، فالعقل العربي قد تلبّس بهذا الثأر، فيما يتعلق بالدم، كما يقول تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)(البقرة: من الآية30) , حيث جعل سفك الدماء مقارنًا للفساد، وكأنهما كفتان في ميزان واحد.
وأضاف فضيلته أن سفك الدماء هو أمر في غاية الخطورة، كما أن ضرره وأثره عظيم كما نشهده اليوم في كثير من بيئاتنا، خاصة البيئات القبلية، وفضلًا عن ذلك فإن القتال في الصومال أو في أفغانستان أو باكستان أو اليمن له علاقة وطيدة بالثأر والقبلية المتأصلة في النفوس، ورسوخ بعض الشعارات من أن القبيلة لا تُهزم، وأن القبيلة تدرك ثأرها، وأن القبيلة تحمي من يستجير بها، حتى لو كان على باطل أحيانًا، وأن الكلمة الأخيرة لابد أن تكون لي، سواء تجادلنا أو تقاولنا أو تكلمنا، ومهما تحدث الإنسان فإنه يجد هناك حالة من العناد وحالة من الإصرار عند كثير من الناس في تعاطيهم اليومي وتعاملهم مع الأشياء.
وقال الشيخ سلمان: إنه لا شك أن العربي كان متأثرًا بطبيعة البيئة الصحراوية، وأنه ليس هناك الكثير مما يُفتقد، ولكن الحرب جزء من كينونة العربي وغير العربي، وعلى سبيل المثال، فإن الحرب هي جزء من وجود الأفغان، كما أنهم رجال وتجار حرب، والبطولة عندهم هي البطولة في المعركة، ولذلك فالإنسان منهم يموت قعْصًا بأطراف الرماح ولا يشكل عندهم الموت، فإذا مات الواحد منهم وهم في معركة عندهم، فإن هذا لا يعني شيئًا.
وأضاف فضيلته أنه من العادات السائدة عند الأفغان أيضًا أن الشخص إذا قتل فإنه لا يعزى فيه، مما يشير إلى أن طلب الثأر قائم، وكذلك إذا كان يُقتل بمثل هذا المقام فإنهم لا يطلبون العزاء فيه لأنهم يعتبرون أنه قُتل في موقع شرف وحماية القبيلة والدفاع عن عرض وشرف القبيلة كما يسمونه.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:18 PM
عدالة مهترئة
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن عدالة القضاء المهترئة -أحيانًا- في كثير من المجتمعات تسبب استيقاظ نزعة الثأر في النفوس، قال الشيخ سلمان: إنها بدون شك توقظ نزعة الثأر، ولذلك فإنه كلما كان هناك وضوح في العدالة فإن ذلك من شأنه أن يقضي على الثأر.
وأضاف فضيلته أنه يجب التأكيد على أهمية العدالة، والمعالجة الأمنية المسبقة، إضافة إلى التوعية الإيمانية، لأنه لا شيء يحجز الإنسان مثل الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، فدائمًا الإنسان يتذكر أنه ليس في ذمته أو رقبته دم سفكه من حرام، مشيرًا إلى أن الكثير من الناس يشعر بالنعمة والفخر والاغتباط بأن الله تعالى نجّاه من مثل هذا الذنب الذي يُقرن بالشرك بالله -سبحانه وتعالى-، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ)(الفرقان: من الآية68)، وهذا يؤكد أهمية التوعية، وإيقاظ وتحريك الإيمان في النفوس، ورفع المستوى الروحاني، وفي الوقت ذاته فإن صاحب الحق يدرك أن من شأنه أن يحصل على حقه من خلال الوسائط والوسائل الرسمية والمطالبات بعيدًا عن المماطلة والتسويف؛ ولذلك فإنه من الأشياء الخطرة أن يمتد الانتماء القبلي للجانب الإداري، أو إلى مسؤولين في أجهزة مختصة، فيُصبح الواحد منهم، وذلك لأن الأمر يخص فردًا من قبيلة أخرى، وربما يتأخر أو يماطل، وهذا يوحي فعلًا بأن المجتمع كله بحاجة إلى معالجة وليس فقط أصحاب الثأر.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:19 PM
جرائم الشرف والثأر
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن هناك جانبًا آخر من الثأر يزخر في بعض المجتمعات العربية بمعدلات أكثر من بعض، وهو ما يسمى بالانتقام لدواعي الحفاظ على الشرف أو "جرائم الشرف"، قال الشيخ سلمان: إن عدد النساء اللاتي يقتلن في العالم العربي بدون شك أكبر نسبة في العالم، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأعراض هو معنى جاء به الدين، وجاءت به الشريعة، كما أنه معنى شريف وعظيم بحد ذاته، لافتًا إلى أن المرأة فيه والرجل على حد سواء، مسئولان عنه، فالحفاظ على الشرف ليس مهمة الرجل، ولكنه مهمة المرأة قبل أن يكون مهمة الرجل، فهو مهمة المرأة فيما يخصها هي، لأنها مسؤوليتها أولًا ومسؤولية الآخرين ثانيًا، فهناك خطأ في الفهم وفرض نوع من الوصاية المفرطة على المرأة.
وأضاف فضيلته أن أكثر من خمسة إلى ستة آلاف امرأة تقتل عربيًا فقط خلال سنة واحدة، حيث توجد في سوريا نسبة عالية، وكذلك في الأردن، وفي صعيد مصر، والآن في فلسطين، والسعودية، حيث نجد في عدد من المناطق أن هناك عدوانًا غير مبرر شرعًا على المرأة.
وأوضح الدكتور العودة أن عدم تبرير ذلك العدوان من الناحية الشرعية يرجع إلى عدة أمور، منها:
1 ـ عدم التثبت: ففي مصر صرّح المسؤولون بأنه ثبت عندهم علميًا وبالدليل القطعي أن نسبة كبيرة من النساء المقتولات بحجة جرائم الشرف أنهن مُتن عفيفات شريفات عذراوات لم يمسسهن أحد بسوء، ولعل هذا يدفعنا إلى التساؤل: كيف جاءت جريمة الشرف؟ مشيرًا إلى أن ذلك ربما يكون بسبب كونها خرجت مع شاب أو التقت به، أو تكلمت معه، أو واعدته، لكن لم يصل الأمر إلى الحد الذي يعتقده الأهل، كما أن الأمر أحيانًا ربما يكون فيه لبس، ففي بعض الأحيان نجد أن الزوج بمجرد أن يختلف مع المرأة يقول لأهلها إن الزوجة عندها كذا وإن لها صديقًا أو لها علاقات، أو أن الزوجة لأنها لا تريد الزوج -أحيانًا- أو تريد الخلاص منه تقول له أنا أعشق شخصًا آخر ولا أريدك. فهو ثأر لنفسه وليس للشرف، ويخبر أهلها، وبالتالي يأتون ويقومون بقتلها أو يغرقونها -مثلًا- في النهر أو يقتلونها قتلًا، أو إلى غير ذلك من الوسائل البشعة.
2 ـ عدم الالتزام بالعقوبة الشرعية: وذلك فإنه حتى لو أن المرأة ارتكبت جريمة الزنا، فإنها إذا كانت بكرًا، فإن عقوبتها الجلد، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ)(النور: من الآية2)، مشيرًا إلى أن الجلد في هذه الحالة يكون للرجل والمرأة، ولا يخص المرأة وحدها؛ ولذلك فإن الشرف لا يخص المرأة، بل الرجل مسؤول عن نفسه، لافتًا إلى أن التفريق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بهذا الأمر يعد نوعًا من التمييز والعدوان والظلم للمرأة بحكم كونها ضعيفة، والنبي -عليه السلام- يقول: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ»أي: بدعائهم واستنصارهم.
3 ـ الفوضى: فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: من الذي يتولى جرائم الشرف؟ حيث في كثير من الأحيان يصبح الأمر فوضى، فتجد أن هناك أطرافًا عديدة تحاول أن تتولى هذا الأمر، سواء: الأب، أو الأخ، أو شخص قريب، أو الزوج، وعلى سبيل المثال، فقد قرأت قبل عشرين سنة قصة للشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله-، وهي قصة محزنة، تحدث فيها عن بنت في الشام كانت تدرس في الجامعة، وفي مرة من المرات اختلف أحد طلاب الجامعة مع أخيها وصار بينهم مشاحنة فقال له: أنا أعرف أختك وقد فعلت معها كذا وكذا، ودليل ذلك أن في فخذها شامة، فالأخ بمجرد أن سمع هذا الكلام قام في الليل وقتل أخته، وبعد الأخذ والرد والتحقيق، جاءوا بالولد الثاني، وسألوه: فقال: إن كل ما في الأمر أن البنت في الجامعة وربما كان لباسها قصيرًا واستطاع بقوة بصرية أن يدرك وهي تمشي في الدور العلوي في الجامعة، ويلاحظ هذه الشامة فيها، والفتاة فعلًا تم الكشف عليها وتبين أنها فتاة عذراء، وأن هذا الولد ليس له بها علاقة، لا من قريب أو بعيد!
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:19 PM
عاطفة تحتاج إلى ترشيد
وردًّا على سؤال يقول: إن عاطفة الشرف قوية عند العربي لكنها للأسف في الكثير من الأحيان غير مرشدة، فبرأيكم إلى أين تتجه هذه العاطفة؟، قال الشيخ سلمان: إن المشكلة تكمن في أن الكثير من الناس عندهم إهمال لبناتهم وغفلة وعدم تربية، فهم لا يبذلون جهدًا في تربيتهم، كما أنه ليس هناك جوانب عاطفية تعطى للبنت ولا توجيه ولا رعاية أسرية، ولكن مع ذلك تكون العقوبات أحيانًا بطريقة لا ترضي الله -سبحانه وتعالى- ولا تخدم مصلحة الأمة، وهي عدوان وظلم حتى على البنت نفسها، وذلك على فرض أنها أخطأت، فما بالنا إذا عرفنا أن أكثر من 80% تبين أنه لم يصدر منهم هذا الشيء الذي نُسب إليهم.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:21 PM
الثأر الجماعي.. والغطاء الديني
وفيما يتعلق بالثأر المتدثر بالغطاء الديني، مثل سباق تفجير المساجد في باكستان ما بين طائفتين أو ثلاثة أو أربعة، أو ما يمتد إلى النواحي العرقية، تكون في أكثر من مجتمع من تفخيخ البشر في العراق، قال الشيخ سلمان: إن شر أنواع الثأر هو الثأر الجماعي، والذي يتجه في الغالب نحو الضحية والأبرياء، وذلك لأن الثأر الجماعي يرجع إلى الثأر العربي الأول الذي لا يختص بصاحب الذنب أو الجرم وإنما يختص بأن الجريرة تعمّ العشيرة ولا تخص أفرادًا، وهذا نقيض ما جاء به الإسلام، يقول تعالى: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (النجم:38)، كما أنه نقيض ما جاء به الإسلام من أن هناك نوعًا من الضبط الأمني في المجتمع، فالحقوق لا تؤخذ بالقوة وإنما تؤخذ من خلال النظام العام وحكم الشريعة، والذي سوف ينظر ويحكم ويسمع من الأطراف كلها ويصل إلى نتيجة.
وأضاف فضيلته: ولكننا على العكس من ذلك نجد أن مجتمعاتنا الإسلامية تضج بالثأر الطائفي والثأر القبلي والمناطقي في أحيان كثيرة، مشيرًا إلى أن هذا موجود في باكستان والصومال والعراق وأفغانستان وسيناء وفي عدد من البلاد، ولو تدثّر بدثار الدين، وذلك لأن الدين أصبح مجرد مظهر يتم التترس به أحيانًا أو حماية القبيلة من الاختلاف عليه، ولكن الدافع الحقيقي هو دافع النقمة والثأر، وإلا فهو عدوان على حدود الله -سبحانه وتعالى-، وفساد في الأرض، وسفك للدماء، ونصرة للظالم على المظلوم بغير حق، أو استجابة لنداء القبيلة أيضًا، ولذلك فإنني أشعر أحيانًا أن القبيلة تحتاج إلى إعادة نظر، وأن نؤكد على أن الانتماء للقبيلة هو انتماء شرعي، وكذلك تعلم النسب وصلة الرحم وإلى آخره، لكن لابد من الابتعاد عن الجوانب السلبية المفرطة في هذا الانتماء، وكيف يتحوّل بسبب الجهل أو الغفلة إلى أداة تدمير للقبيلة ذاتها.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:21 PM
ثأر إنترنتي؟!!
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إننا في عصر التقنية نجد نوعًا جديدًا من الثأر، وهو الثأر الإنترنتي، أو الثأر عن طريق الفضائحية الصحفية، قال الشيخ سلمان: إن هذا اللون من الثأر قد يكون للانتقام أو ثأرًا شخصيًا، وعلى سبيل المثال، ففي ذات مرة قام مدير شركة إلكترونية في أمريكا تم إعفاؤه من منصبه، باستخدام الرقم والاسم السريين ودخل على موقع الشركة، وألغى آلاف المواد الأساسية المهمة التي تخص هذه الشركة، ورفعت الشركة قضية، وحكمت المحاكم عليه، لافتًا إلى أن الإنترنت سهّل أخذ الثأر أحيانًا والانتقام، سواء بنشر فضيحة، أو بدبلجة صورة، ويحاول أن يقحم فيها اسم فلان أو علان، أو بالإشاعة الكاذبة المغرضة عن خصم أو عن طرف آخر.
وأضاف فضيلته: لكن ربما يدخل شخص ويشتمك، أو يشتم الصحابة -رضي الله عنهم- وأمهات المؤمنين، فقلت: حسبي أني أسأل الله أن يحشرنا معهم في الدار الآخرة، مشيرًا إلى أن الإنترنت فيه هذا وذاك، كما أن فيه أدوات الاختلاف والتفاوت وأحيانًا الحقد والجهل والتغرير، حيث يعطي الإنترنت فرصة لأولئك في أحيان كثيرة؛ ولذلك فإنه لابد من حجب مثل هذه الأشياء، ومراقبتها بشكل جيد، ومحاولة تغليب الصوت الإيجابي أو الصوت الحسن حتى في حديثنا، حيث يجب ألا نتحدث دائمًا عن الوجه السيئ في الإنترنت وكأنه هو الموجود، فهذا يوجد أحيانًا في مواقع قديمة أو معروفة لأنها مؤدلجة لاتجاه خاص، ولكن هناك منتجات جديدة مثل الفيس بوك وتويتر والشبكات الاجتماعية كما يسمونها، وهي أكثر تعبيرًا عن الشخص، كما أنها أكثر واقعية وأبعد عن مثل هذه الأدلجة القبلية أو الطائفية أو المناطقية.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:22 PM
الكرامة.. والثأر
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن الثأر إذا أسيء استخدامه فإنه في الغالب يساء التنفيس عنه، وهو جزء من مخلفات النفخ في كرامة لا ندري إلى متى تنفق في اتجاه سيء بدلًا من ترشيدها على النحو الإيجابي، قال الشيخ سلمان: إن كلمة الكرامة هي كلمة جميلة، وهذه مشكلتها، فالإنسان عندما يقول كرامتي فإنه يعتبر أن هذا قضية مقدسة لا أحد يمكن أن يناقشه أو يراجعه فيها، لكن أن يبحث، هل هذه الكلمة حقيقية؟ وهل الأمر متعلق بالكرامة أم هي نعرة شخصية أو أنانية أو اندفاع ذاتي أو غلو أو حتى نفخ من الشيطان؟، فإنه لا يقوم بذلك، وقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ»، فالشيطان ينفخ القربة أحيانًا، وربما يكون الإنسان العربي عنده استعداد كبير لتلقي مثل هذا المعنى.
وأضاف فضيلته: بينما الله -سبحانه وتعالى- أعطانا مشاريع جديدة فيما يتعلق بالأخلاق، مثل: مشروع التواضع، فـ (من تواضع لله رفعه)، وكذلك مشروع العبودية لله -سبحانه وتعالى- الذي يولّد عند الإنسان الذل والانكسار لربه وعدم البغي، مشيرًا إلى أن الكرامة قد تكون بغيًا على الآخرين أو عدوانًا، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83)،
وأردف الدكتور العودة: لكن، على سبيل المثال، فإن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان ذات مرة يستمع إلى خطبة على المنبر وسمع أحدًا يقول: من كان يعتقد أنه أحق منا بهذا الأمر فليقم فليتكلم. فيقول عبد الله بن عمر: هممت أن أقوم وأقول له أحق منك في هذا الأمر من قاتلك وأباك على الإسلام، ثم تذكرت ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الدار الآخرة فسكت، فلا يُفهم من هذا أبدًا أن "الدين أفيون الشعوب"، وذلك مثلما يقول الشيوعيون، ولكن الدين هو الذي يربي في الإنسان العزة والقوة والمنعة، كما يربيه على ألا ينكسر، حتى لو أُذل وأوذي وسجن وقهر، فإنه يكون عنده قوة ذاتية ونفسية.
واستطرد فضيلته: لكن الدين يحمي أيضًا من أن يتحول هذا المعنى من الكرامة إلى معنى يُحضّر لحروب أهلية أو داخلية أو معارك ذاتية أو إلى نوع من العناد والإصرار والاستكبار، فالإنسان يأخذ أكبر من حقه وحجمه، وتختلط عنده الصورة ما بين الحق والباطل وما بين حقه وحق الآخرين وما بين الحق والواجب، فالنفس لها حكم، كما أن النفس تطغى، يقول تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق:7،6)، مشيرًا إلى أن الكرامة تكون أحيانًا مقدمة أو فذلكة يقع لكثير من الناس أن يوظفوها في غير محلها.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:24 PM
ثأر الكلمات
وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة تقول: هناك ثأر من نوع آخر يسمى بـ"ثأر الكلمات" ولغة الحوار مع المخالف، فالحوار بدلًا من أن يكون راقيًا أصبح وسيلة للثأر من الآخر، قال الشيخ سلمان: إن الحوار يجب أن يكون للوصول إلى الحقيقة، وليس لتتريس وترسيم الذات، مشيرًا إلى أننا في كثير من الأحيان نحاور لنقنع الآخرين بما لدينا، ليس غير، أو إقناعهم بفكرة أن ما عندنا هو صواب قطعي، ولكننا لا نتحدث عن مسلمات الدين وحقائقه، بل نتحدث عن حوار ليس أكثر، وعلى سبيل المثال، فإننا إذا فرضنا أن الذي أمامك هو ملحد وأنت مؤمن بالله، فإنك لا تحاوره بناءً على أنه يمكن أن يداخلك شك، ولكن تحاوره في سبيل إقناعه، ومع ذلك فأنت مأمور بأن تحاوره بالصبر والحكمة وطول النفس، وقد تجلس معه طويلًا، والعلماء كتبوا كتبًا مطولة في هذا الخصوص، وكذلك الأمر، فإنه عندما تتحاور مع شخص في قضية هي محل للجدل أو لأنه ليس فيها نص قرآني، ولكنها مجرد وجهة نظر، وقد يكون فيها رأي ورأي آخر، وفيها شيء يناسب ظرف ولا يناسب ظرفًا آخر أو مجتمعًا ولا يناسب مجتمعًا آخر، فإن هذه القضية في المنتديات أو في المواقع الإلكترونية أو في الاستراحات أو في المجالس أو في الشوارع لا تخص الوعاء الذي نتحاور عبره في قناة فضائية أو منتدى، وإنما تخص العقليات أو الناس الذين يتحاورون، مما يشير إلى أهمية تهذيب النفوس، وهو أمر ليس بالسهل.
وأضاف فضيلته: إنني أقول ذلك من واقع التجربة، وعلى سبيل المثال، فقد أرسل لي شخص رسالة البارحة وعممها على عدد من الناس وهي رسالة كذب فيها عليّ، وليست هذه المرة الأولى، وآذاني، وجاءني رسائل بناءً على رسالته، وعندما قدمت لصلاة الجمعة تذكرت ودعوت الله عليه، ولكنني تذكرت قوله تعالى: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)(النحل: من الآية126)، فاستغفرت الله -سبحانه وتعالى- من دعائي عليه، وتذكرت أنه يجب أن نظل نحن دائمًا وأبدًا نترقّى بأنفسنا ولا نسمح لدوافع النفس أن تتغلب أو تنتصر، وقد لا نملك أنفسنا فيما يخطر ببالنا من خواطر، وإني سأقول لفلان كذا وسأرد على فلان بكذا، ولكن هذه الخواطر يجب أن نتعامل معها على أنها مجرد أحاديث نفس لا نستجيب ولا نستسلم لها، ولكن يجب أن نتفوق ونترقّى عليها ونجعل لغة الحوار والحب والصبر والاحسان حتى لهؤلاء الذين يخطئون أو يظلمون أو يصرون أو يعتقدون أنهم دائمًا يعبرون عن الحقيقة ويملونها على الناس هم أحوج الناس إلى من يصبر عليهم.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:25 PM
التنمية.. والثأر
وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة في الموقع الإلكتروني تقول: إن ضعف التنمية أعظم ذنب يرتكبه أهل السلطة يجدر الثأر منه لصناعة الحياة ودولة القانون والمؤسسة، قال الشيخ سلمان: إن هذا معنى صحيح، مشيرًا إلى أن التشريع ثلاثة أعمدة، فالتنمية لابد منها، خاصة لمناطق نائية يعم فيها الجهل، فالناس حينما يكون لديهم ما يخافون عليه تهدأ نفوسهم ويصبحون أكثر انصياعًا للنظام.
وأضاف فضيلته: لكن حينما يشعرون بأن هذه الخدمات لا تنفعهم ولا تخدمهم أو تخص غيرهم، فإنهم يكون ليس لديهم مشكلة أن يقوموا بهدم هذا البناء والقضاء عليه، لذلك فإنه من المهم أن تكون التنمية فيها قدر كبير من العدالة، وألا يشعر الناس بأن التنمية تخص فردًا أو أسرة أو منطقة دون أخرى أو شركة دون أخرى، وإنما أن تكون التنمية مشتركًا للناس كلهم على حد سواء، لافتًا إلى أن الوعي هو جزء من التنمية، لأنه لا يمكن أن أتصور تنمية بدون أن يكون هناك قدر من الوعي، في حين أن الجانب الثالث هو التشريع، وأن يستطيع أصحاب الحقوق أن يحصلوا على حقوقهم دون حاجة إلى أن يشهروا السلاح.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:26 PM
ثأر إيجابي
وردًّا على سؤال من مشارك يقول: هل هناك ثأر إيجابي؟، قال الشيخ سلمان: نعم، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا»، وذلك بأن لا يعتدي الإنسان، ولكن يقوم بالثأر من الأعداء في الدين أو من المقاتلين من المعتدين المحتلين، فهذا نوع من الثأر الإيجابي، وكذلك الثأر بمعناه المعنوي؛ الثأر من المقومات السلبية للنفس ومن الحزن.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:27 PM
الثأر ممن سب أمَّنا عائشة
وردًّا على سؤال من مشارك يقول: كيف يكون الثأر ممن سبّ أمَّنا عائشة رضي الله عنها، قال الشيخ سلمان: إن الثأر من هؤلاء يكون بالثناء على أمنا عائشة وإبراز محاسنها، وأن نعتبر هذا فرصة لأن نقدم بعض حقها علينا، ونُذكّر الناس بفضائلها ومكانتها عند رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وجعلها قدوة وأسوة للجيل من النساء والرجال على حد سواء.
يتبع...

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:28 PM
شكرًا أيها الأعداء
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن كتاب "شكرًا أيها الأعداء" يمثل رسالة بالبعد عن الثأر، قال الشيخ سلمان: هذا صحيح، فنحن إذا استطعنا أن نختصر المعارك والثارات والحروب التي في حياتنا، فإننا يمكن أن نشعر بفراغ، لأننا بحاجة إلى أن نُفعّل جانب البناء وليس فقط الهدم أو العراك، ولا نشعر بأننا مشغولون تمامًا إلا حينما يكون هناك معركة قائمة على قدم وساق، ونحن نوقد الحطب لهذه المعركة.

انتهى كلام الشيخ سلمان العودة

أبولؤى
02 Dec 2010, 12:29 PM
الخادمة التي تأتي من بلاد بعيدة جدا للحصول على ما تعيل به نفسها وأسرتها فتعامل كالعبيد في زمن الرق وتشتغل ليلا ونهارا دون راحة بين مربية وطباخة ومنظفة تثأر بإحضار مواد السحر والشعوذة من بلادها وهي حيلة الضعفاء وتدسها في طعام من ظلمها وتتفل فيه قبل تقديمه لأهل البيت فتبدأ أمور غريبة بالظهور في تلك الأسرة التي تسلسها الشياطين فينحرف الأبناء ويمرض رب البيت وتسئ حالة الأم وتصير عصبية فيتزوج عليها ثم تتكرر الحكاية وقد تقتل مشغلها إذا عاكسها وظنها من ملك اليمين وقد سمعنا عن مثل هذه الحكايات إنها مسؤولية العلماء والاعلام والسلطان .. هناك ثأر الأستاذ من الطالب في الامتحان وهو خطير ويحرم النجباء من الدرجات العليا هناك ثأر الضرة من ضرتها وهو أشد وأول من يدفع ديته هو الزوج بالتغيير الهادئ البطئ هناك ثأر الأبناء من بعضهم في البيت الواحد وأخزى الثأر هو ثأر بعض العلماء بعضهم البعض حيث يزرعون الحقد في صدور الناس تجاه فلان الذي لا علم له وفلان الذي صار فاسقا وذاك الذي صار مبتدعا بالرغم من أن جمهور عمرو خالد مثلا يفوق جمهورهم أضعاف أضعاف المرات و نجد هذا أكثر عند من يدعون أنهم على آثار السلف شكر الله للعودة هذه الكلمات التي أزالت غبار الحقد عن القلوب .