المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بانتظار مساء لا يأتي ..!!



رحيق الحياة
06 Oct 2004, 09:36 PM
[<div align="center">color=chocolate]رحلة قد تكون طويلة .. لكنك لن تخسر شيئاً إن لم تقرأ ..
هي كلمات كثيرة .. وبقلمي هذا .. سأكتب لكم كلمات قلبي .. و أنين صدري .. حبري قد جمعته خمسون عاما .. فتمنيت بأن أكون قد استخدمته في فائدة .. حبري هذا سينفذ .. جمعته خمسون عاما .. هي دماء ..
دماء قلبي .. هي كلمات فؤادي ..
تأمل .. انظر .. إخلع جميع الأفكار .. تأمل و أنت صامت .. ظلام يسود المكان .. صمت يلف الأجواء .. ليل صامت .. رحلة قصيرة .. إلــــــــــــــــــــــــــــى .. إلى مكان ما........ إلى فلسطين ..
إلى الأقصى ...
كلماتي لا تكفي .. فلقد عجز القلم عن التعبير .. آهات .. كلمات .. عبارات .. رسالة تائهة ..
الأقصى تنادي .. فهل ممن سيلبي النداء ؟؟
نلعب هنا وهناك .. نتأمل .. نضيع وقتنا .. لا نبالي بالأخرين .. &#33;&#33;
سماء .. رمادية &#33;&#33; بانتظار مساء لا يأتي .. وماتت .. ماتت المعاني في قلبي ..
لا أستطيع إخفاء مشاعري ..
لا تظن أنني أضيع وقتك في تصفح ..........................................
خذ راحتك و أنت تقرأ .. صمت .. هدوء .. خوف .. رعد .. حرب .. فلسطين تنادي ..
نداء .. نداء يتردد في ذهني .. كلمات .. عبارات .. ألم .. حزن .. آسى ..
هي أرض الطاهرة .. التي اغتصبها اليهود ..
هي القبلة الأولى للمسلين ..
هي أرض يوم الحشر ..
هـــــــــــــي ..........
هل تخيلت يوماً .. منظرهم .. موتهم .. ندائهم .. شجاعتهم .. شهدائهم .. حربهم .. مصيرهم &#33;&#33;
تزاحمت سطور كلماتي أمامي .. كجيش نمل لم ينتظم .. طرقت باب فكري بصخب .. لجت في طرقها .. للمرة الرابعة .. بلا فائدة ؟&#33; وكما في كل مرة تتراجع منكسة الراية .. يشبع فلولها المنهزمة ألمي وشجني ..&#33;&#33;
خمسون عاماً قد مضى ، ونحن نرى أيتامى ، ونشاهد أيامى ، ونصبر آلامى , ثم نتعامى ، ولا يحرك فينا هذا كله إبها .
من أراد أن يطلق القدس من الأسر و أن يفكه ، فليأخذ دستوره من مكة ، القدس إسلامية ما ترطن ، ولا تنتظر النصر من واشنطن ، القدس تقلق ، إذا جئنا بجيش فيه ميشيل عفلق . يحرر الأرض ، ويحمي العرض ، من أدى الفرض ، وخاف يوم العرض .
خمسون عاماً ما أخبرتنا هيئة الأمم ، بمن ظلم ، وهدم الحرم ، وخان القسم .
يا معشر العرب : من أصابته مصيبة ، فلم يأخذ الحل من طيبة ، عاد بالخيبة ، وكان الفشل نصيبه ، فلسطين لاتعود بالكلام ، ولا بحفلات السلام ، ولكنها تعود بالحسام ، وبضرب الهام ، وتمريغ الباطل بالرغام .
لا تعود فلسطين عن طريق الملحدين ، ولا عن طريق الوحوديين ، وإنما تعود تحت رايات الموحدين .
هل تظن أن اليهودي العنيد ، و الإسرائيلي المريد ، سوف يطرد بمؤتمر مدريد ، كلا وعزة الحميد المجيد ، لا يزول إلا بكتائب التوحيد ، و أحفاد خالد بن الوليد .
يا فلسطين انتظري كنائبنا مع الصباح ، تنادي حي على الفلاح ، ليعود الحق إلى أصحابه ، والسيف إلى نصابه ، ولتعود الوديعة إلى واليها ، و الطفلة إلى أبيها ، والدار إلى راعيها ، ويومئذ يفرح المؤمن بنصر الله القريب ، إنه السميع مجيب .
فلسطين غاب سلاطينها ، فأفلس طينها ، لا يطرد الغزاة من غزة إلا أهل العزة ، أطفال حيفا حفاة ، و اليهود جفاة ، فهل من يلبي النداء ؟؟
ويقدم روحه فداء ، يامن أراد الجنة ، لا تتبع ما أنفقت بالأذى و المنة ، وماذا عليك لو قتلتك اليهود فأنت شهيد ، البيع قد جرى ، والله اشترى ، ما هبط سوق القتال ، وقل هيا إلى النزال

حين جفت ينابيع الروح .. أوكادت ..
وأطبقت "المادة" على ثنايا الوجدان .. أوكادت ..
وازدحمت الدنيا بالمباني .. وانسدت الآفاق .. أوكادت ..
وتحولت الحياة إلى مسألة حسابية مجردة .. أوكادت ..

حينها يضاف حزن إلى رصيد الحزن ،،
وتعانق أهداب العيون ضيق الفراغ ،،
ويقرأ الأميون "الغربة" على كل الوجوه ,,
ويشاهد العالم كيف يصنع النفوس "التمرد" ،،
وترسم حلم فضاءاتها بالطبشور على جدران الأمل الغائب ،،
في حدود الحلم .. و الحلم فقط ...

كلمات كثيرة .. لا أستطيع تعبيرها ..
عجز قلمي عن الكتابة ..[/color]

فما أصعب البكاء بلا دموع ..

خيوط لثام نسجت قصة الغدر واللا انسانية في زمن الافتيات على الفتات الساقط مهما عانت ومهما قاست ستبقى الأبية الصامدة امام طود الباطل .
ستبقى بمداد الشموخ ..
أطفال يحملون من البراءة أسمى معانيها ..
وعلى وجوههم بقية من غبار الأمس ..
أي تمتد إلى الطعام دون أي حديث ..
و الصمت المطبق يقطعه دوي قصف متقطع
لتهتز تلك الأجساد الضعيفة صارخة أمي ..
أمي والحزن يغلف المكان ..
- أين أمي ؟؟
صوت هزيل قد أعياه الألم ..
يتحشرج : اللفظ بنفس أحمد ..
فيربت على كتف الصغير ..
"فلنصبر يا عمرو فالطريق طويلة .. هيا أكمل إفطارك" ..
من يراهما يسظنهما أب وابنه ..
لا بل أب باسل وابنه .. لن يدور في خلد أحد أن رب هذه الأسرة لم يكمل الخامسة عشر من عمره بعد &#33;&#33;
ورقة مرمية على الأرض ملونة بألوان الطفولة البريئة ..
رفعها – أحمد – أدار فيها عينيه ..
وشبه مر ابتسامة تسللت إلى وجهه .. خفية .. لله ما أجملك يا ضيء ..
- نعم يا أحمد ..
- ضيء من أنت يا حبيبتي ؟ ليطل وجه الجمال
- سأذهب يا حيبيتي إلى العمل ولتعودي إلى فراشك ولا تخرجي خارج المنزل ..
- وماذا ستخضر لي ؟
- حسنا سأحضر لك حشو قطن لنصنع به دمية ..
- آووه هل أنت صادق ؟؟
- بالطبع يا صغيرتي ..
- احلف لي بالله
- والله يا حبيتي ..
شكرا أحمد ولكن عد أرجوك قبل الظلام فأنا أخاف من الظلام يا أخي .. و الكهرباء كما تعلم قد قطعت عن منزلنا ..
حسنا سأعود في أول المساء إن شاء الله ..
هوت عليه تقبله
أبعده عنه قليلا قائلا
سأتأخر يا ضيء عن عملي دعيني أذهب هيا يا حلوة .. لا تخرجي من المنزل ..
خرج مغلقاَ وراءه الباب ..
ودروب القرية الضيقة تزداد ضيقاَ وكأنها خيوط تمتد إلى عنقه لتخنقه ..
إلى أين سأذهب ؟؟
ومن سيجعلني أعمل في هذي الظروف ؟؟
امتد به تفكيره حتى الساعة الأخيرة من نهار اليوم ..
لا أحد فتح دكانه سوى بعض من المتاجر هنا وهناك و الكل قد رفض أن يعمل لديه ..
رآه محدوباَ يحمل كراتين ثقيلة
- يا حاج ... يا حاج ...
- رفع رأسه بثقل ..
- نعم يابني
- هل لي أن أحمل لك هذه إلى حيث تريد بعشرين قرشاُ ؟؟
- إلى حيث أريد &#33;&#33; فكر قليلاً ثم قال : نعم إنه عرض جيد هيا إلى قصر الرشيد .
باستغراب قال أحمد : قصر الرشيد ؟ إنه بعيد
نعم أعلم أنه بعيد .. حسناً سأعطيك خمس وعشرين قرشاً هاه ماذا قلت ؟
- حسناً قبلت ..
لم يجد أحمد بداً من القبول بهذا العرض الشحيح
ماذا يفعل والقرية تغلق أبوابها انتظاراً لليل بائس حزين ؟؟
سار أحمد مسافات لا تقاس بأمياله البسيطة
يتعب فترة ليرتاح تحت بقايا حائط كاد أن ينهد
ثم يسير مرة أخرى
و الشمس تخنق ضوءها شيئاً فشيئاً ..
معلنة نهاية النهار ..
تلفت أحمد من حوله يمنة ويسرة
نظر هنا وهناك .. ستغلق المحال أبوابها وأنا لم أشتر القطن لشيء .. &#33;&#33;
ماذا أفعل ؟؟
وهذا الرجل لم يعطيني أجري بعد &#33;&#33;
نظر من حوله هل من شيء يباع ؟
لم يجد أثمن من حذائه البالي
خلعه و أتى أول مشتر دفع به مستسلماً ثمنه خمسة قروش
حسناً إنها تكفي لشراء قطن , ما أسعد حظي هذا اليوم
التفت إلى رجل يسير بجواره وقال له :
- لوسمحت هل لك أن تخبرني أين بائع القطن ؟؟
- هناك إلى حيث ينتهي الممر توجه بعدها يمنة " ستجده يدعى على ما أظن .. محمد كاظم" .
- اشكرك .. كثيراً ...
بدا الفرحة بعد أن عثر على البائع ابتاع قطناً كثيراً ليصنع منه دمى لأخواته الخمس جميعا ..
أعطاه الخمسة قروش ..
وانطلق مسروراً يكمل مشواره مستعيناً بالمارة , فالقرية قد أظلمت ..
وصل أخيراً .. سلم البضاعة وقبض الثمن ..
أراد العودة إلى منزله , إلى أخواته الصغيرات , وصوت ضيء يقطع عليه سكون الليل ووحشة الطريق .. وكأنما هو شريط يتكرر بذهنه ..
" عد أرجوك قبل الليل إني أخاف من الظلام يا أخي " ..
رفع صوته و و كأنه سيحادثها أو كانها ستسمعه ..
" يا ضيء إني قادم أحمل بيدي القطن , سأصنع لك دمية أجمل من دمى بنات القرية جميعاً "
قصف متوالٍ على القرية إنه الليل حان موعد اللئام ..
وضع يده على قلبه الخافق بقوة ..
إنه خائف على نفسه منهم وعلى أخواته في المنزل ..
حاول أن يعجل بالمسير .. أن يسابق الزمان ..
تمثلت له أخواته أمام ناظريه يرتجفن من شدة الخوف مطيعات لأمره بعدم الخروج ..
آه ليتني أستطيع ان أقول لهن أن يذهبن لمنزل الجارة ام عطاء وأنّى لي ذلك ..
يزداد القصف ويزداد الارتجاف و الخوف ..
وجنود الحرب يظهرون له مرة أخرى
يفتشونه يبحثون في جيوبه
أحدهم يناديه
- هيه أنت أيها العربي ؟
- نعم ؟
- تعال هنا ..
ذهب إليه . أخذ ذلك الجندي من عنقه وقد امسك بتلابيبه ودفع به إلى السيارة .. أرجوك .. ماذا فعلت ؟&#33; .. إني بريء ....
كفّ عن النباح أيها الــ .... &#33;&#33;
اتركني
إن أخواتي ينتظرنني في المنزل لوحدهن ..
إنهن خائفات .. لقد وعدت ضيء أن آتي لها بالقطن لنصنع الدمى الجميلة .. أرجوك . لا أريدها أن تحرم مثلما حرمت أنا ..
لا أريدها أن تعايش اليتم مرة آخرى ..
وانخرط في بكاء عميق
قيدت يداه
وقدماه
وشريط لاصق اعتلا فاه
وغيب في متاهات السجون ..
و مازالت ضيء
تنتظر مساء لا يأتي ...&#33;&#33;.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

وما أصعب الابتسامة مع الجروح ..


(1)

كان يمشي رافعاً رأسه إلى أعلى يتأمل ما في السماء , اعترضت طريقه حصى .. كادت توقعه .. فركلها بعصبية ..
ثم نفخ بقهرٍ ..
وأخذ يتمتم بحيرة : زرقاء &#33;&#33; هل هي زرقاء ؟؟ رفع رأسه مرة أخرى إلى السماء .. ثم صاح .. لقد وبختني المعلمة , ورفضت أن تأخذ رسمتي .. تقول أني لا أرى جيداً ..&#33;&#33;
أنزل حقيبته من على ظهره ثم أخرج رسمته و أخذ يقارن , يرفع رأسه إلى السماء تارة .. وينزلها إلى رسمته تارة .. ويصيح مستنكراً .. إذا كانت زرقاء .. فلماذا آراها في شارعنا رمادية تميل إلى السواد .. في حين أن المعلمة تراها زرقاء &#33;&#33;
(2)
شدت المعلمة أذنه ثم بكى من الألم , ثم تركته وقالت مهدده : إذا لم تجب بشكلٍ جيد سوف أشد أذنك اليمنى .
وضع يده على أذنه وباليد الأخرى أخذ يمسح دموعه .. ويقول بصوت قطعه البكاء :
ولكن هذه هي أحد ... الأصوات التي أســــ...أسمعها عنـــ......عندما أستيقظ ..... من النـــ......وم .
قالت المعلمة بحدة : عندما أشد أذنك الأخرى سوف تسمع جيداً .
خرج من الفصل بعد انتهاء الوقت متوجهاً إلى بيته , يقف بين الفينة و الفينة يصيخ السمع إلى – ما تقوله المعلمة – شدو العصافير , فلا يسمع إلا أصواتاً تشبه صوت الرعد و صياحاً وبكاءً .
مازالت أذنه اليسرى تؤلمه فبكى , تذكر كلمات معلمته " عندما أشد أذنك الأخرى سوف تسمع جيداً " ..
وتبادرت فكرة إلى ذهنه , مسح دموعه بسرعة ثم ركض عائداً إلى المدرسة لعله يسمع شدو العصافير عندما تشد معلمته أذنه الأخرى .
(3)
صرخت المعلمة في وجهه : ماهي مهنة والدك ؟؟
سألته مرة أخرى بخنق ...
فقال بصوت يكاد أن يكون همساً : ..
يجمع الحجارة .
ألا يوجد لديه مهنة غيرها ؟؟ .
- ما معنى يجمع الحجارة ؟&#33; هل هو بناء ؟؟
هزّ رأسه نفياً ..
- إذن ما هو ؟؟ ماذا يفعل بالحجارة ؟؟
قال بصوت ملغم بالبكاء , يرميها .
حاول أن يعتصر ذهنه ويستنجد به لعله يتذكر مهنة كان أبوه يزاولها , وبعد جهد جهيد , تذكر شيئاً فصفق فرحاً وهتف عالياً وقال : بلى , إنه يصرخ ,,
اتسعت عينا المعلمة باستنكار وقالت : يصرخ &#33;&#33;
أجاب مفتخراً بمهنة أبيه : نعم يصرخ يقول الله أكبر .. الله أكبر .. لعنة الله على اليهود ..
(4)
قال لابنة جيرانه التي لم تدخل المدرسة بعد :
أنا
أكره المدرسة ..
سألته مندهشة : لماذا ؟&#33;
أجاب مستنكراً : إنها تعلمنا أشياء غريبة .
ثم أخذ يعد على أصابعه , السماء زرقاء &#33; نستيقظ على شدو العصافير , لا تعتبر أن لأبي مهنة &#33;
كانت جارته تنظر إليه بعد اقتناع وعندما أحس بذلك .. ضخم صوته , ورفع سبابته محذراً : المدرسة مكان مخيف , لا تذهبي إليه .
سألته بخوف : لماذا ؟؟
أجاب بحماس ليدعم كلامه ..
لأن أمي و إخواتي يبكون كل صباح عندما أستعد للذهاب إليها , ويقبلونني ويعانقونني كأني لن أرجع إليهم ثانية .
صمت برهة , ثم فكر .. ثم أجاب بشرود : لا أدري كل الذي أعرفه أنها مكان مخيف و أنه سوف يأتي يوم لن أعود منها إلى البيت .
(5)
كاد الطير فرحاً عندما قال له والده : سوف آخذك معي غذاً نصلي صلاة العيد في الأقصى .
أسرع إلى أمه يستعجلها في رتق بنطاله حتى يلبسه صباح العيد ..
خرج من البيت فرأى ابنة جيرانه تجمع الجحارة ..
سألها : ماذا تفعلين ؟؟
أجابت بسعادة غداً العيد ..
نعم , ولكن لماذا تجمعين الحجارة &#33;&#33;
وقفت رافعة رأسها بشموخ وقالت : يجب أن أفعل شيئاً عظيماً في يوم العيد , قال لي أبي أني إذا جمعت أكبر عدد من الحجارة له ولأخواني فإني إذا جمعت أكبر عدد من الحجارة له ولإخواني فإني بذلك قمت بعمل عظيم .
قال قد نهشت الغيرة قلبه : سوف أقوم بعمل أعظم من عملك , غداً سأصلي في الأقصى .
لم تلتفت إليه فقد كانت مشغولة بجمع الحجارة فانحنى على الأرض يجمع معها .
(6)
أسرعت إليه قبل أن يمشي مع الرجال إلى المسجد ودست في جيبه حصى ,
قال متعجباً : أنا ذاهب .
قالت وهي تشير إلى الرجال : كلهم فعلوا ذلك .
ابتسم لها ثم جرى ليلحق بأبيه ..
سمع أحدهم يهمس في أذن والده وقال : لماذا تأخذه معك إنه صغير .
فاستشاط غضباً وقال : أنا لست صغيراً .. انظر ..
أخرج من جيبه الحصى ثم ردها مرة أخرى ..
فضحك والده وقال : نعم أنت لست صغيراً ..
(7)
تفرق الناس بعد خروجهم من المسجد وعلت الصيحات و الهتـافات " الله أكبر" .. " الله أكبر" ..
نظر حوله فلم يجد والده وعرف بغريزته أنه قد ضاع في هذه الجموع وأنه لا وقت ليبحث عن والده ..
رأى فتية يركضون , ركض معهم , عزم على ألا يفارقهم , رآهم يختبئون وراء براميل معدنية ويلقون الحجارة من ورائها فتصيب ما شاء الله أن يصاب ,,
اقترب منهم وأخرج من جيبه الحصى ووضعها بقربهم ثم التفت يجمع لهم ما يتسنى له جمعه من الحجارة و الحديد ...
تذكر في هذه اللحظة ابنة جيرانه فشعر بزهو , لقد قام بعملين عظيمين في يوم العيد ..
(8)
خلع قميصه وفرشه على الأرض , و أخذ يجمع الحجارة فيه , ثم جمع أطرافه حتى جعله كالصرة , أخذ يركض إلى الفتية ويلقي بين أيديهم ما جمعه , ثم يعود مرة أخرى يتنقل من مكان لآخر , يجمع ما يجده من الحجارة , وعندما عاد إليهم في المرة الأخيرة , لم يجد أحداً منهم , استغرب .. التفت حوله يبحث عنهم بين تلك الجموع الكبيرة ..
تقدم من البراميل لعله يجد أثراً عليهم , رأى دماءً على الأرض , رفع نظره إلى الراميل فوجد فيها ثقوباً عديدة وكبيرة , رفع نظره أكثر فوجد أمامه يهودي يصوب رصاصة تجاهه وفي غمضة عين .. اندفع إلى الوراء بقوة وسقط على ظهره . أحس بألم شديد وشعر بأنه مبتل .. نظر إلى صدره .. ودماء تسيل حتى وصلت إلى بنطاله المرتق فعرف ما معنى الموت , رفع عينيه إلى السماء يتحاشى منظر الدماء و الموت فابتسم و أخذ يصرخ بوهن ويشير إلى الأعلى .. : أيتها المعلمة .. أيتها المعلمة .. تعالي انظري إلى السماء أليست رمادية ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

أطفالنا يافا فلسطين ومالهم
عمرو ولا سعد ولا خطاب
يارب يارحمن فانصر أمة
قد أغلقت من دونها أبواب
زارنا رجل من فلسطين ، فجلس على الطين .. قلنا اجلس على السرير .
قال : كيف أجلس على السرير ، و القدس أسير ، بأيدي إخوان القردة و الخنازير ؟؟
قلنا: فهل عندك من القدس خطاب ؟؟
قال : معي من القدس سؤال يريد الجواب .
قلنا : ماهو السؤال ؟
قال : ينادي أين الرجال ، أين أحفاد خالد وسعد وبلال ؟ يا حفاظ سورة الأنفال ، أين أبطال القتال ؟ أين أسود النزال ؟
قلنا : هؤلاء ماتوا من زمان ، وخًلًتً منهم الأوطان ، وخلف من بعدهم خلف لهم همم ضعيفة ، واهتمامات سخيفة , وأحلام خفيفة .
ثم سألنا حامل الرسالة , أين أهل البسالة ؟ أين الإباء ؟ لماذا تغير الأبناء عن الآباء ؟
قلنا : الآباء كانت بيوتهم المساجد ، ما بين راكع وساجد ، وخاشع وعابد ، وصائم ومجاهد .
والأبناء بيوتهم المقاهي , مابين معن ولاهٍ ، ومن بماله يباهي ، ومن وقع في الدواهي ، إلا من رحمه إلهي .
كنا أسوداً ملوك الأرض ترهبنا
و الآن أصبح فأر الدار نخشاه
ثم قلنا للرجل في عجل : سلم على القدس ، وقل : نفديك بالنفس ، متى العودة إلينا ؟ و السلام علينا ..
قال : إذا عدتم إلى الله عدنا ، وإن بعدتم عنه بعدنا .
نساء فلسطين تكحلن بالآسى
وفي بيت لحمٍ قاصرات وقصر
وليمون يافا يابس في حقوله
وهل شجر في قبضة الظلم يثمر
قلنا : لماذا عدت لعمر ؟
قال :لأنه صاحب أثر , صادق في الخبر , عادل في السير .
قلنا : ولماذا جئت مع صلاح الدين ؟
قال : لأته بطل الحطين ، وولي لرب العالمين ، وأحد العالبدين المجاهدين .
قلنا : ياقدس هل من لقاء ؟؟
قال : في هموم و أحزان , وغموم و أشجان ، وسجين في زنزانة الطغيان ، بعد ما فارقت أهل الإيمان ، وحملة القرآن ..
من حاله وهي في حبس تزلزله
مصائب البين لا يرثى له أحد
ثم فال : أما ترون خدي شوه بالنجمة السداسية &#33; وداست على جبيني الدولة الإبليسية &#33; أين أحفاد مصعب بن عمير ، ينقذونا من أبناء جولدا مائير ؟ أين أمثال عمر بن عبد العزيز ؟ يطلقونا من قبضة بيريز؟ أين عباد الديان ؟ يسمحون عن جبيني وشم ديان ؟ أين طلاب عبد الله بن مسعود ؟ يطردون إخوان القرود ، ويفكون عن قدمي القيود ؟؟
أيا فلسطين قد أهديتنا عتبا
متى اللقاء عسى ميعادنا اقتربا
نعم أتينا وفي إيماننا قضب
مسلولة تمطر الأهوال و الغضبا
ثم قالت : أنا القدس السليبة ، كنت إلى الرسول حبيبة ، ومن قلب كل مؤمن قريبة ، وأنا الآن في بلاء ومصيبة ، و أحوال عجيبة .
مررت بالمسجد المحزون أسأله
هل في المصلى أو المحراب مروان
تغير المسجد المحزون و اختلفت
على المنابر أحرار و عبــــــــــــدان
فلا الأذان أذان في منائره
من حيث يتلى ولا الآذان آذان
فلسطين في قلوب المسلمين ، تناديهم من سنين ، وليس فيهم من قال : لبيك جئنا فاتحين ، لكنا تعبنا من محبة أهل الإرجاء ، تمدح وادعاء ، وفلسطين تصرخ صباح مساء .
إذا لم تكن هنا حمية إسلامية ، فأين النخوة العربية ؟ .
لو سمع عمر سمع صرخة طفل مجهود ، أبوه مفقود ، وأخوه في القيود ، لجنّد الجنود ، ولداس اليهود ، لوطرقت سمع المعتصم واأماه ، لضاقت أرضه وسماه ، ولقاد الكماة ، ولأخرج فلسطين من زنزانة الطغاة البغاة .
فلسطين تنادي حطين : هل عندك من صلاح الدين ؟ فإنا يا أختاه في الحبس مرتهنين ، ولنا أنين .
من أراد أن يطلق القدس من الأسر و أن يفكه ، فليأخذ دستوره من مكة ، القدس إسلامية ما ترطن ، ولا تنتظر النصر من واشنطن ، القدس تقلق ، إذا جئنا بجيش فيه ميشيل عفلق . يحرر الأرض ، ويحمي العرض ، من أدى الفرض ، وخاف يوم العرض .


فيا قارئ رسالتي .. هل وصلت كلماتي إلى هدفها ..

لن أطول عليكم في الكلام ..
فقلمي عجز عن التعبير .. ولازال لي كلمات .. ولكن حبري نفذ .. وحروفي ضاعت في مكان ما ..
هل من من اتعظ ؟؟ هل من من لبّ نداء القدس ؟؟&#33;&#33;

بقلم الأخت .. الفقيرة لربها .. رحيق الحياة ..</div>

صقر الأحبة
06 Oct 2004, 09:58 PM
<div align="center">رحيق الحياة

بارك الله فيك على هذه الكلمات التي أقل ما يقال فيها أنها رائعة

ومرحباً بعودتك مره أخرى لمنتداك

صقر الأحبة</div>

أبو بدر 1
06 Oct 2004, 10:47 PM
<div align="center">رحيق الحياة

مشاركة رنانة .. وخاصة أنها بقلم .. الأخت رحيق الحياة

نتمنى المزيد من المواضيع والمشاركات الخاصة بقلمكم أنتم

مع خالص الدعاء لكم بالتوفيق والسداد

وجزاكم الله خيرا</div>

سهام الليل
07 Oct 2004, 12:26 AM
لك الله ياقدس .
وسلام عليكم اهل فلسطين من المؤمنين .
صبرا ال ياسر صبرا ـ ان موعدكم الجنة ـ

ـ لعل مايطيب النفوس في بلائها ـ ان تخالطه ببشاشة الايمان فيصبح العلقما عسلا .

ـ عبرتي اختنا الفاضلة ـ رحيق الحياة ـ عن مشاعر ـ كل مضطهد من اهل الاسلام .
من الكفرة اعداء الدين .

لكن يروق لي اختي :
ان اسجل مع المعلمة واؤكد لهذا الصبي . ان السماء زرقاء صافية بل هي اجمل ...
في عين كل مؤمن ولو كان في حميم النار يعذب ...
بل ان ضاقت بك الدنيا وجاشت نفسك بالاحزان فارفع عينك للسماء تناجي رب السماء
وتستمد منه العون والسكينة .

ــــــــــــــــــــــ

وهي فعلا سماء رمادية دخانية مغبرة في نظر كل يهودي .. فهم في عذاب النفس .
وظلم الاعتداء بل سخط الرب سبحانه وتعالى ...

ـــ اعتقد ان الميزان في ذلك الايمان ..
فالمؤمن ابدا هو مطمئن ـ بوعد الله ــ لايعلق القلب لافي زيد ولافي عبيد ...
يكفي لي ان انتظر نصر الله لانصر عرب ولاغرب .
والموعد قريب .

ـــــــــ
ولتبتهجي اختي فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ,
ـ فالله مولانا والكافرين لامولى لهم .

ــــ
ولترتلي ايات السكينة ـ ( هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين )
وقرات ان ابن تيمية كان يقراها في محنته ..
ـــــ
حفظكم الله اختي رحيق الحياة :huh:
ـ اليس الصبح بقريب ـ

د.الشبكة
07 Oct 2004, 12:42 AM
<div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيت خيرا على هذه الكلمات ولو لم أقرأها لطولها ...

ولكن ما أقول الا نفع الله بك وجزاك الجنة</div>

رحيق الحياة
07 Oct 2004, 09:56 AM
جزاكم الله كل خير على الكلمات الطيبة ..

وعلى التشجيع ..

اللهم انصر اخواننا في فلسطين ..
اللهم ثبت أقدامهم واحفظهم من اسرائيل ..

آمين .

EBN 7JR
07 Oct 2004, 03:29 PM
<div align="center">خواطر ومقالات ,,

جرائم وصراعات ,,

هزائم وجرعات ,,

اختنا رحيق الحياه خواطر نابعه من قلوب ,,

لاحرمتم الاجر ,, ولكن مانحتاجه هو اناس وعباد وعلماء ودعاة يجتمعون تحت مسمى ,,

<span style='color:red'>انــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ربانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــون</div></span>

رحيق الحياة
07 Oct 2004, 06:10 PM
جزاك الله خيراً أخي " EBN 7JR "

مشاركة طيبة وكلمات قوية ..

لا حرمت اجره ..

وجزاك الله خيرا ..