المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: مسلمات أسيرات عند أصحاب الأخدود :: اللهم ابن لهن عندك بيتا في الجنة ::



أختكم في الله مها
31 Aug 2010, 05:31 PM
:: مسلمات أسيرات عند أصحاب الأخدود :: اللهم ابن لهن عندك بيتا في الجنة ::



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .


أما بعد......،


إخوة الإسلام والعقيدة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لنا اليوم موعد مع طائفة آمنت بالله وصدقت الرسول ، فأوذيت في سبيل الله


من قومها ، كي ترتد عن الإسلام والإيمان ، وتعود إلى عبادة الأصنام


والأوثان والصلبان ، تعرض بعضهم للسجن ، وبعضهم للجلد ،


وبعضهم للقتل ولم يتزحزحوا عن دينهم ، قال فيهم رسول الله r :


﴿ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ


فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ


الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ﴾


أخرجه البخاري عن خباب بن الأرت


=====


امرأة فرعون آسية بنت مزاحم


قال:I ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ


رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ


الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ (التحريم:11)


وهذا من كمالها رحمة الله ورضوانه عليها إذ لم ترض أن تبقى في نعيم


قصر فرعون وخدمة الجميع لها ، فالكل لها عبد مطيع ، والجميع عندها


خاضع ذليل ، إن أشارت تسابقوا لإجابتها ، بأمر منها سلم الله موسى


من القتل ، وبموافقتها رده الله إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ، فلما


تبين لها الحق استبدلت بملكها مقامها في عذاب فرعون في الدنيا طلبا


لرضا الله I وطمعا في فضله ولطفه


فعن سلمان رضي الله عنه ، قال : ﴿ كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس ، فإذا


انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها ، وكانت ترى بيتها في الجنة ﴾ صححه


الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي


فمن كان هذا حالها فلا شك في كمالها وحسن عقلها ، وصحة الدلائل


على إيمانها ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : ﴿ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ


مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ


عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام ﴾ متفق عليه


فسلام الله ورحمته وبركاته على كل من اشترت ما عند الله ، وخلعت أوثان


قومها وأوذيت في ذلك ، وليست آسية امرأة فرعون وحيدة في مسيرة التضحية


والجود بنفسها في سبيل إسلامها ، فقد تابعها على ذلك كثير ممن تشربت قلوبهن


الإيمان


=====


سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر


عذبها ذلك الحي من بني المغيرة على الإسلام ، وهي تأبى رضي الله


عنها حتى قتلوها ، وكان النبي r يمر بعمار وأمه وأبيه ، وهم يعذبون


بالأبطح في رمضاء مكة فيقول : ﴿ صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم


الجنة ﴾رواه الحاكم والطبراني والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني في تحقيق فقه السيرة


=====


وكم امتلأت سجون الكافرين بأهل الإسلام ، وكم سال من دمائهم الطاهرة


على هذا الدرب العظيم ، درب الصبر على دين الله ، لا يفرق في هذا بين


رجل وامرأة وشيخ وصبي ، فكل من يقول لا إله إلا الله فهو مذنب عندهم ،


قال فرعون لعنه الله لموسى عليه السلام ومن آمن معه : ﴿ لَئِنِ اتَّخَذْتَ


إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ (الشعراء:29) ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ


أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ


أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (الشعراء:49)


======


عجيب أمر هذا الإيمان الذي ما دخل قلبا خاليا إلا تمكن منه ، حتى


يضحي صاحبه بروحه فداه ، قال رسول الله r : ﴿ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ


فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا


وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ


أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ﴾ متفق عليه


وقد أخرج البخاري بإسناده عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ


هِرَقْلَ قاُلْ لَهُ : " وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ


لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوب "


وهؤلاء السحرة الذين هم أكثر الناس فجورا وكفرا وإعانة لعدو الله فرعون ،


انظروا ما فعل بهم الإيمان عندما توعدهم فرعون عليه لعنة الله :


﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا


أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا


خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) .. ﴾ طه


وكل الرسل والأنبياء وأتباعهم واجهتهم عداوة أقوامهم لهم إذا أسلموا ،


ومحاولاتهم لردهم إياهم عن هذا الدين الذي دخلوا فيه وإعادتهم إلى الملل الباطلة


، فكان الإيمان يدفعهم إلى كره الكفر ورفض العودة له وتحمل الأذى في سبيل


الله فهذا شعيب عليه السلام :﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا


شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ


(88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا


يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ


تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) ...﴾ الأعراف


======


فإذا لم يقدروا على إعادتهم إلى دينهم الباطل فهم بين تعذيبهم أو قتلهم أو طردهم


لا يردعهم عن ذلك قرابة أو نسب بينهم ولا يدفعهم عن عدوانهم عهد ولا


ميثاق فلا تسل ساعتها عن دم مراق ، أو جسد ممزق ، أو عرض منتهك .


وصدق الله I إذ قال : ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ


إِلّاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)


اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا


يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ


(10) .. ﴾ (التوبة)


وروى الطبري بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما :


"الإل": القرابة، والذمة": العهد


وقد رأيتم ما فعل فرعون لعنه الله بأقرب أهله له وهي زوجه رحمة الله


ورضوانه عليها ، وقد رأيتم كيف كاد المشركون في مكة لذويهم الذين


أسلموا مع رسول الله صلى الله بل كيف كادت قرابة رسول الله r له


حتى نزل في عمه وزوج عمه قرآن يتلى إلي قيام الساعة من فرط


عداوتهم له قال I: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ...... ﴾ الآيات من سورة المسد


قال الحافظ أبو الفداء " فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلى


الله عليه وسلم واسمه: عبد العُزّى بن عبد المطلب، وكنيته أبو عُتبة.


وإنما سمي "أبا لهب" لإشراق وجهه، وكان كثير الأذية لرسول الله r


والبغضة له، والازدراء به، والتنقص له ولدينه "


======


ومن أعجب القصص في هذا قصة أصحاب الأخدود


قال I : ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ


وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ


عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا


مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ


وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ


وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ


(10) ... ﴾ (سورة البروج) .


أخرج الإمام مسلم في صحيحهعَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ : ﴿ كَانَ مَلِكٌ


فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ


فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ


إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ


مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ


فَقَالَ إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ


حَبَسَنِي السَّاحِرُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ


النَّاسَ فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ حَجَرًا


فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ


الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَتَى الرَّاهِبَ


فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ


مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ


الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ


كَانَ قَدْ عَمِيَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ


شَفَيْتَنِي فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ


دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا


كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّي قَالَ وَلَكَ


رَبٌّ غَيْرِي قَالَ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى


الْغُلَامِ فَجِيءَ بِالْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ


الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ


فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ


ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ


َفشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ


فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ


بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ


اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ


رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ اللَّهُمَّ


اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ


فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ


أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ


عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَانْكَفَأَتْ


بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ


أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَقَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ


مَا آمُرُكَ بِهِ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي


عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ


قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَجَمَعَ


النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ


وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ


السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فَقَالَ


النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فَأُتِيَ الْمَلِكُ


فَقِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ


فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وَقَالَ مَنْ لَمْ


يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ


وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ يَا أُمَّهْ اصْبِرِي


فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ﴾


قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقوله: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ ﴾ أي: لعن


أصحاب الأخدود، وجمعه: أخاديد، وهي الحفير في الأرض، وهذا خبر عن قوم


من الكفار عَمَدوا إلى من عندهم من المؤمنين بالله، عز وجل، فقهروهم وأرادوهم


أن يرجعوا عن دينهم، فأبوا عليهم، فحفروا لهم في الأرض أخدُودًا وأججوا فيه


نار، وأعدوا لها وقودًا يسعرونها به، ثم أرادوهم فلم يقبلوا منهم، فقذفوهم فيها؛


ولهذا قال تعالى: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ


وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴾ أي: مشاهدون لما يفعل بأولئك المؤمنين.


قال الله تعالى: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ أي: وما


كان لهم عندهم ذنب إلا إيمانهم بالله العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه، المنيع


الحميد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره، وإن كان قد قَدّر على عباده هؤلاء


هذا الذي وقع بهم بأيدي الكفار به، فهو العزيز الحميد، وإن خفي سبب ذلك


على كثير من الناس. ثم قال: ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ﴾ من تمام


الصفة أنه المالك لجميع السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى


كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ أي: لا يغيب عنه شيء في جميع السموات والأرض، ولا


تخفى عليه خافية. " انتهى.
يتبع,,,,

أختكم في الله مها
31 Aug 2010, 05:33 PM
وبعد كل هذا أقول


لم يكن غريبا أن نتصور كل هذا الأذى في بلاد الكفار مثل أمريكا أو بريطانيا أو


حتى في قلب إيطاليا أو بجوار الفاتيكان ، فإن تعرض من يسلم هناك للقتل أمر


غير مستغرب غير أن الذي يدعو للعجب هو أن يحدث هذا وسط المسلمين ،


وأين ؟! في مصر التي قهرت الحملات الصليبية الكافرة اللعينة ، والتي جاءت إلى


مصر وإلى الشام بحقدها وغلها وبطرها وخيلائها ، فكم سفك من دم وكم


هتك من عرض ! ، فهيجت نخوة مصر وكرامة أبنائها وأشعلت جذوة الإيمان في


قلوبهم وقلوب إخوانهم المسلمين في كل مكان ، وقادت مصر معارك التضحية


بالروح ، ورفعت راية التكبير والتوحيد ، ونكست رايات الصليب والتثليث ،


ورد الله بها هيبة الأمة ومجدها ، وخذل الله بها جبابرة الكنائس الغربية الحقودة


كلها ، وأرسلت مصر فروع أزهرها الشريف إلى تلك البلاد ترعى دخول


الآلاف من النصارى في دين الله يشهرون إسلامهم وتعلمهم أسس دينهم ، بل


وتمنحهم فرصة الدراسة في الأزهر الشريف في مصر ، وأمجاد عظيمة لهذا البلد


المسلم لا يزيدنا ترديدها إلا اعتصارا لقلوبنا مما صار الحال إليه .


واليوم عصفت بنا في مصر الغالية أحداث عصيبة ، وخطوب شديدة جسيمة ،


أدمت قلوب المؤمنين ، فضاق منها صدرهم ، ونفذ أمامها صبرهم ، عندما


تسلط الصليبيون داخلها وخارجها ، تعاونوا مع بلاد كافرة لا تضمر خيرا لهذا


البلد ولا لأهله ، حتى صارت لهم دولة داخل الدولة المصرية لها قراراتها السيادية


، حتى صرنا نسمع عن الكنيسة وشعب الكنيسة ، والتي لا يستطيع أن يمسها


أحد حتى القضاء المصري الذي يصدر قراراته في كثير من المسائل غير أن


الكنيسة ترفض الاعتراف بتلك الأحكام .


أليست هذه هي الفتنة التي تدع الحليم حيرانا ؟!


أفي مصر ! لا يقبل الإسلام ممن أتى إلينا فيه راغبا طالبا أن يشهر إسلامه بل


ويسعى من يسمى شيخ الأزهر ! يسعى إلى إقناع من أرادت الإسلام بالبقاء على


الكفر أو حتى كتمان إيمانها والبقاء بين الكفار


وايم الله إن هذا لا يحصل حتى في الفاتيكان ولا في بريطانيا ولا أمريكا ولا حتى


في الدنمارك دمرها الله ولا سمعنا بذلك في أصغر دويلات العرب حيث يسلم


الآلاف من عباد الصليب دون أن يحدث لهم شيء من ذلك .


أليست هذه هي الفتنة التي تدع الحليم حيرانا ؟!


======


هذه رسالة أقدمها للحكومة المصرية


قضية الذين يدخلون الإسلام من النصارى يمكن إنهاء حالة الابتزاز التي تحدث


فيها من جهة الصليبيين :


فعندما تقوم المرأة أو الرجل من النصارى بطلب لإشهار إسلامهم تقوم الدولة


بحماية من يسلم من هؤلاء لفترة معينة في موضع لائق تحت حمايتها وتجعلها


خاضعة لإشراف جمعيات حقوقية عالمية نزيهة تثبت عدم وجود الإكراه


ويكون الحكم بإسلامهم بعد إثبات صحته شرعا ثابتا بدعوى قضائية تثبت


ظروف الدعوى وملابساتها ويرفق بها شهادة تلك الجمعيات الحقوقية


ومن ثم يسمح لهم بممارسة حياتهم كبقية المسلمين وتشملهم حقوق الحماية


المفترضة لسائر المواطنين


====


ونتمنى أن تصدق الحكومة المصرية أننا نفكر معها لإيجاد حل يوقف ابتزاز


الصليبيين لنا ولها ، ونتمنى أن تعرف أنه لا يرضينا أن تتعرض الحكومة


المصرية للابتزاز من الصليبيين في الداخل أو في الخارج لكن في الوقت نفسه لا


يرضينا تجاهل الواجبات الشرعية ومشاعر المسلمين


ولتعلم الحكومة المصرية ثلاثة أمور :


الأول :: أنها مهما تنازلت للنصارى فإن ذلك لن يرضيهم بل سيقوي شوكتهم


ويزكي آمالهم وأطماعهم وقد رأينا هؤلاء الذي صنعوا لأنفسهم حكومة في


المهجر ويتوعدون مصر وأهلها شرا وهذا كله نتيجة حتمية لعدم استقراء أحكام


العليم الخبير بالقلوب سبحانه الذي يعلم السر وأخفى والذي


قال I : ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى


تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ (البقرة: من الآية120)


ثانيا :: أن تكرار هذه الأمور أسقط هيبة مصر ورجالها وكرامتها حكاما كانوا أو


محكومين بحيث صارت مصر التي كانت مثالا على الشهامة والمروءة والشرف


والنجدة أثرا بعد عين وصارت مصر هزيلة ضعيفة تسلم حكومتها مواطنيها


للعصابة الكنسية القاتلة التي تعد أقلية فيها وكل هذا من الإضرار بالصالح العام


ثالثا :: أن هذه الأحداث هي التي تصب الزيت على النار وتزكي الفتنة ولا


تردعها ، وأن أهل الشرف والغيرة في مصر لن ينتظروا طويلا إن لم يتوقف


مسلسل ابتزاز الصليبيين الذين صاروا يؤذون المسلمين ويهزؤون بدينهم بل


ويسعون لتنصير المسلمين في الشوارع والجامعات ومعارض الكتب فضلا عن


الفضائيات في حملات منظمة ومدعومة خارجيا وداخليا معلنة وخفية ،


فبالأمس القريب قامت الكنيسة المصرية برعاية مسرحيات تهزأ من الإسلام


وقامت الجماهير المسلمة وكان من الممكن في ساعة من نهار أن تفني كلاب


الكنيسة لكن شاء الله ألا يحدث ذلك ولا معقب لحكم الله ولا راد لقضائه


ويوما بعد يوم يزداد هؤلاء المجرمون أذية للمسلمين وقد سمعنا هنا من يدعو لقتل


النصارى واستهدافهم ، وسمعنا من يريد أن يخطف منهم طلبا لمبادلتهم بمن عندهم


من المسلمين ، ونحن لا نرضى أن تصير مصر إلى هذا الحال .


=====


رسالة إلى السادة المشايخ والعلماء في الأزهر وخارجه


لقد أنشأ عباد الصليب فضائيات كثيرة للنيل من الإسلام ، وهؤلاء لا تردهم


كلمة عابرة في قناة على استحياء بل لابد من إشاعة العلم بدين الصليبيين ،


وإن الدور المنوط بكم أكبر مما أنتم عليه ، إن مهمتكم هي دعوة هؤلاء


للإسلام وليس التوقف عند عتبة الرد على شبهاتهم


قال I : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ


بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾


(البقرة:159)وقال I : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ


بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ


لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ (آل عمران:110)


=====


رسالة إلى عامة المسلمين


تعلموا دينكم واعرفوا حقيقة هذا الدين واعرفوا بطلان دين عباد


الصليب وأن الله لا يقبل غير الإسلام قال I :﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ


الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (آل عمران:85)


واعلموا أن دين الصليبيين دين خرافات لا يستقيم معها عقل ، فالإله عندهم


واحد وهو في نفس الوقت ثلاثة ، وكيف يكون إلها وهو يقتل على صليب ،


وكيف يكون إلاها وهو لا يستطيع أن يغفر الخطايا حتى يضحي بنفسه


أو ولده هي كلمة قالها الله Iلنبيه r وأمره بقولها :


(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3)


وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) ..)) (الإخلاص)


=====


وهذه رسالة إلى عباد الصليب


نعلم جيدا أن ما أنتم فيه من الهياج سببه الهجرة الجماعية من أتباعكم


إلى الإسلام وأنكم جنس مهدد بالانقراض ، فما من بيت من بيوتكم


إلا وبعض أفراده في شك مما هم فيه ، فلترعدوا ولتزبدوا ولتكثروا من


إنفاق الأموال وأنا أبشركم فقط بآيتين الأولى قول الله I : ﴿ إِنَّ


الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ


تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾


(الأنفال:36)والثانية قوله I : ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ


وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ (التوبة:32)


فوفروا على أنفسكم الصراخ والعويل فلن ينفعكم فما لنا إذا كان الله يشرح


صدور أبنائكم للإسلام دون جهد منا فنحن بالجملة لا ندعو الصليبيين إلى


الإسلام ولا نتبعكم بحملات ننفق عليها الملايين كما تفعلون لكن والله ما هو


إلا قضاء الله يسمع الصليبي منكم كلمة لم توجه إليه أصلا ، يسمع صوت


أذان ، يسمع خطبة جمعة تشرح للمسلمين أصول دينهم ولا تتحدث عنكم ،


يرى جموع المسلمين في صلاتهم في المساجد ، ينظر في كنائسكم فيرى فيها دينا


متناقضا ، وكتابا إباحيا ، وقساوسة شذاذ جنسيا .


فيشرح الله صدره للإسلام ، ويتم نعمته على من أراد هدايته فيهجركم ،ووالله


ما تبعناكم ولا جرينا وراءكم ، لكنها قوة الله ووعده الذي أخبر به رسوله


r عندما قال : ﴿ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ


وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ


وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ﴾ وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ


بَيْتِي لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ


مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ.....انتهى رواه الإمام أحمد في المسند وابن حبان


فإلى الكنيسة المصرية هونوا على أنفسكم فالهجرة إلى الإسلام لن تتوقف بل إن


الكثيرين جدا منكم يكتمون إسلامهم ولكن سيأتي اليوم لن تجدوا فيه


سجانين منكم وهذا وعد بإذن الله


ومن هنا أدعوكم بآية واحدة من كتاب الله


قال الله I : ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى


اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا


إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً


لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ


وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ (النساء:171)


======


وإلى إخواننا وأخواتنا في سجون عباد الصليب وعند أصحاب الأخدود


قال I : ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ


لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)


وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ


وَعِيدِ (14)... ﴾ إبراهيم


فاصبروا إن موعدكم الجنة


وقد أخرج البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : قال r :


﴿ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ


إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾


نعم لقد خذلناكم ولكن الله لن يخذلكم فاصبروا


فأنتم والله خير منا ولعل الله اصطفاكم لخير لم نقوم به


فإن تضحيتكم دعوة للمفتونين في أمة النصارى إلى الإسلام ، والله عز وجل


سيهدي بثباتكم خلقا كثيرا من قومكم إلى الإسلام بعدما قصرنا نحن في دعوتكم


من قبل لا ندري ما نقول لكم لكن نعدكم أننا بعد اليوم لن نتوقف بإذن الله


فاصبروا واثبتوا فسيجعل الله بعد عسر يسرا


======


وأخيرا فهنالك أحكام يجب أن تستقر في قلوب المؤمنين


ويستفيض العلم بها عند العامة والخاصة


أولا : لا يقبل الله دينا غير دين الإسلام


قال I : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي


الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (آل عمران:85)


ثانيا : لا يجوز موالاة عباد الصليب ولا محبتهم بل يجب بغضهم وكرههم


قال I : ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ


قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا


بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ


إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ


تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ (الممتحنة:4)


ثالثا : براءة المسيح ابن مريم وأمه منهم قال I :


﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ


إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ


إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ


أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116)مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ


رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ


الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)﴾ المائدة


رابعا : يجب قبول إسلام من شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله


ويحرم بذلك دمه وماله وحسابه على الله ولا يجوز رده أودفعه عن الإيمان


قال I : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا


تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا


فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ


اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾ (النساء:94)


خامسا : يجب حماية من استجار واحتمى بنا وإن كان من المشركين


فكيف بمن استجار بنا وقد أتانا مسلما قال I : ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ


الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ


بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (التوبة:6)


سادسا : تجب نصرة من أتانا مسلما وعدم رده إلى الكافرين خاصة النساء


قال I : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ


فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ


إِلَى الْكُفَّارِ ..﴾ (الممتحنة:10)


سابعا : ليس هناك قانون في مصر يسمح بتسليم من أسلم للكنيسة فأي شيء


من ذلك يكون مخالفا للقانون


ثامنا : يجب على المسلمين التكاتف فيما بينهم وإنشاء مشروعات قائمة على


أسس الشركة والمضاربة الشرعية تقوم عليها لجان شرعية وتقوم بإنشاء


المصانع والاستيراد ومنع احتكار النصارى لهذه الأسواق فمن المعلوم أننا في زمن


التكتلات الاقتصادية العالمية والمحلية ولسنا خاضعين للنظم الاشتراكية ، والتي


للأسف لم يعد لها وجود إلا عند تأميم المساجد ، والجمعيات الإسلامية ،


ومشاريعها الخيرية نعلم جيدا ما تعانيه الدولة من ابتزاز من عباد الصليب في


الداخل والخارج ، ومن سيطرتهم على اقتصاديات البلاد ، ومن مساومتهم


ومطالبهم ، ولكن هذا الأمر طبيعي في ظل سياسات الحجر على الأنشطة


الإجتماعية والاقتصادية الإسلامية مما جعل الاقتصاد الإسلامي اقتصادا هشا


ضعيفا في مقابل الأنشطة الاقتصادية الصليبية ، التي تبدأ من الكنيسة وتدار من


الكنيسة ، وتوظف أرباحها دولة الكنيسة بلا رقيب عليها ولا حسيب ،


ولذلك لابد أن تعترف الدولة بأنها جزء من المشكلة وأنها على الأقل لم تحافظ


على هذا التوازن في المجتمع فضلا عن إسلامية اقتصاده .


تاسعا : يجب مقاطعة كل من يثبت أنه أساء للمسلمين أو طعن في دينهم


من الصليبيين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


=====



وفي نهاية هذا الموضوع


أسأل الله تبارك وتعالى


أن يرفع هذه الغمة عن أرض مصر المسلمة


وأن ينجيها مما يحاك لها من أعدائها


وأن يبرم لها أمر رشد يعز فيها أهل طاعته


ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر




كتبه أخوكم


الداعي لكم بالخيرات


أبو ضياء الدين المصري
منقول.......