المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : : : قف عند عظاته و اعتبر و لا تنثره نثر الدقل : :



الدمعة اليتيمة
29 Aug 2010, 02:32 AM
استكثروا أيها الإخوة، استكثروا من قراءة القرآن، وتدبره وتلاوته وسماعه والاهتداء بنوره، فهـٰذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

ومن المحفوظ من هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يختم القرآن في رمضان كل عام مرة، وفي العام الذي قبض فيه ختمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين، ففي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: كان يعرض جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه([1] (http://www.ala7ebah.com/upload/newthread.php?do=newthread&f=36#_ftn1)).

ولكن انتبه أيها الأخ إياك وأن يكون همك في قراءتك أن تختم القرآن على أي وجه كان؛ لا تقف عند عظاته، ولا تعتبر بما فيه من العبر ولا تمتثل ما فيه من الأحكام.

جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يسأله مسألة من العلم، فقال له عبد الله كلاماً، فأراد هـٰذا الرجل أن يبين تقدمه وحفظه في القرآن وضبطه له، فقال: يا أبا عبد الرحمن إني لأقرأ المفصل في ركعة. المفصل أي من سورة الحجرات على مصحف عثمان رضي الله عنه إلىٰ آخر الناس، من سورة الحجرات أو من سورة ق إلىٰ آخر المصحف يقرؤه في ركعة.

فقال له عبد الله مؤدباً معلماً مربياً: أهـذًّا كهذِّ الشعر؟ أي تقرؤه هـذّاً كهذ الشعر، إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم؛ ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.

وهذا يدل على أن النافع في القراءة ليس كثرة الختمات ولا كثرة المقروء من الكتاب، إنما النافع هو أن تكون القراءة مؤثرة، قال رضي الله عنه كما في رواية الإمام أحمد: هـذّاً مثل هذّ الشعر أو نثراً مثل نثر الدقل؟ إنما فصل لتفصلوا. أي إن القرآن فصل وبين وجزئ لتفصلوا في قراءته وتقفوا عند عجائبه وتحركوا به القلوب.

دخل عبد الرحمـٰن بن أبي ليلى على امرأة من السلف وهو يقرأ سورة هود في طريقه، فدخل عليها وهو يقرأ سورة هود، فلما رأته وسمعته يقرأ سورة هود قالت له: يا عبد الرحمـٰن أهكذا تقرأ سورة هود؟ والله إني فيها لمن ستة أشهر، تقرأ سورة هود؟ أنكرت على أحد طلاب العلم هـٰذه القراءة التي خفّ بها لسانه ولم يقف عند ما فيها من المعاني، ويتدبر.

ولذلك قال ابن القيم رحمه الله: فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلىٰ حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن.

فالواجب علينا -أيها الإخوة- أن نهتم بفهم القرآن، بمعرفة معانيه، بما فيه من العظات والعبر، ولا أسهل على الإنسان في تحصيل هـٰذا من أن يقتني كتاباً يبين له معاني القرآن، ويجلّي له ما أشكل عليه فإنه شهر القرآن، إذا أقبل عليه الإنسان قراءة وفهماً فتح له فيه من الخير ما لا يجده في غيره؛ لأن الإنسان إذا وفّر نفسه على الشيء حصل منه ما لا يحصله في غيره.
مقتطفات من محاضرة للشيخ خالد المصلح نفع الله به


([1]) البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب ان جبريل يعرض القرآن على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم 4998.

خادمة الدعوة
29 Aug 2010, 02:41 AM
وهذا يدل على أن النافع في القراءة ليس كثرة الختمات ولا كثرة المقروء من الكتاب، إنما النافع هو أن تكون القراءة مؤثرة، قال رضي الله عنه كما في رواية الإمام أحمد: هـذّاً مثل هذّ الشعر أو نثراً مثل نثر الدقل؟ إنما فصل لتفصلوا. أي إن القرآن فصل وبين وجزئ لتفصلوا في قراءته وتقفوا عند عجائبه وتحركوا به القلوب.



جزاكِ الله خيراً
وجعلنا الله ممن يتأدب بآدابه ويلتزم أحكامه ويفهم معانيه

أبوسعود المكي
30 Aug 2010, 10:55 AM
نسأل الله أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن العظيم.
ويجعله لنا نورا وهدى وبرهانا إلى يوم الدين. اللهم آمين.

همس القلم
31 Aug 2010, 12:30 AM
اللهم آميين..
موفقه باذن الله..