المناضل..
02 Oct 2004, 10:42 AM
الضيف الكريم المنتظر
عن أبي هريرة وأرضاه أن رسول الله قال: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة)) [1].
فتحت أبواب الرحمات، فتحت أبواب الخيرات والبركات، فتحت أبواب المغفرات. فما أحوجنا إلى رحمة من ربنا، ما أحوجنا إلى رحمة من رحماته ومغفرة من واسع مغفراته.
وقفنا على أبواب رمضان، وكلنا أمل في عفو الحليم الرحمن. وقفنا وقد أثقلتنا ذنوبنا وعظمت علينا عيوبنا وإساءتنا، وفي الله رجاؤنا وأملنا، فبباب الله أنخنا، ولرحمته وحلمه وعفوه تعرضنا، فيا أرحم الراحمين لا تجعلنا عن بابك مطرودين، ولا من فضلك وإحسانك ـ بما كان منا من إساءة ـ محرومين، اللهم إنا نسألك من واسع رحمتك.
الأمل في الله كبير، الأمل في الله عظيم، فما منا إلا ومذنب ومسيء, وما منا إلا وهو مخطئ ولكن رجاؤنا فيمن يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ومن يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
((يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرتها لك ولا أبالي)) [2]. استغفروا الله؛ فإن الله غفور رحيم، واستفتحوا شهركم بتوبة نصوح يأمن العبد بها الخزي والفضوح، فكم لله جل وعلا في هذه الأيام من نفحات ورحمات.
ما أحوجنا أن نستفتح هذا الشهر الكريم وقد ألقيت عن ظهورنا الأحمال والأوزار، وما ذلك على الله بعزيز.
نقف اليوم على مشارف شهر رمضان ، شهر الرحمات والبركات والخيرات، ونحن أحوج ما نكون إلى أسباب رحمة الله.
ألا وإن من أسباب رحمته صفاء قلوبنا ونقاء صدورنا من الشحناء والبغضاء.
كفى أيها المتهاجرون، كفى أيها المتقاطعون، كفى أيها المتباعدون.
إلى متى ونحن متعادون؟ إلى متى ونحن مختلفون؟ إلى متى ونحن متباغضون؟ هل لنا أن نستفتح هذا الشهر الكريم وقد ملئت قلوبنا بالصفاء والمودة والإخاء؟
فيا أيها الأحبة في الله: دعوة أن تصوم قلوبنا عن الشحناء والبغضاء، كفى ما مضى فما قلتم ولا قلنا ولا كان بينكم بيننا. كفى، فلا كان منكم ولا كان منا، ولا فعلتم ولا فعلنا. فلتجتمع قلوبنا ولتلتحم صفوفنا ولنرض الله جل وعلا.
صفحًا عن الأبناء والبنات، صفحًا عن الإخوان والأخوات، صفحًا عن المؤمنين والمؤمنات.
ما أحوجنا أن نصوم صيام الصالحين فنستفتح هذا الشهر المبارك وقد زال ما بيننا وبين المؤمنين، ما أحوجنا في هذا الشهر المبارك أن ننظر إلى البائسين، وأن نرحم البائسين، وأن نحسن إلى المحتاجين، فالله يرحم من عباده الرحماء.
ألا عطفًا على البائسين والمحتاجين والمنكوبين, فمن رحم عباد الله رحمه الله، والصدقة تطفئ غضب الله، فكم من حسنة إلى منكوب، وكم من صدقة إلى مكروب غفر الله بها الذنوب، وستر بها العيوب، فاحتسبوا عند الله.
إن الصيام يذكركم بالجائع الذي لا يجد طعامه. إن الصيام يذكركم بإخوان لكم في الدين عاشوا بائسين منكوبين، يذكركم بتلك الأمعاء والأحشاء التي ظمئت وجاعت فاحتسبوا عند الله، فمن فرج كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، يسروا على المعسرين، وأحسنوا إلى المحتاجين. فكم غابت شمس رمضان فغابت معها ذنوب العباد من الله الرحمن. ارحموا عباد الله فإن الله يرحم من عباده الرحماء.
عباد الله ما أحوجنا ونحن نعيش هذه الأيام أن نلهج بالثناء والشكر لله فاطر الأرض والسماء. بلغنا رمضان وما كنا لنبلغه بحولنا وقوتنا. كم من قلوب تمنت, وكم من نفوس حنت أن تبلغ هذه الساعات واللحظات دهمهم هادم اللذات، فهم غرباء سفر لا ينتظرون، وسكان لحد وشق إلى الحشر يساقون. فيا عباد الله اشكروا نعمة الله عليكم بالحياة وبلوغ شهر رمضان, واسألوه التوفيق للطاعة؛ فإنه الموفق والمسدد لمن شاء من عباده، واحمدوا نعمة الله على عافية الأبدان، وأمن الأوطان، وما كان من الله من إحسان، فمن شكر نعمة الله آذنه بالمزيد. اللهم لك الحمد كالذي نقول ولك الحمد خيرًا مما نقول.
عباد الله: شهر الصيام صامت فيه الجوارح والأركان عن الآثام والعصيان، فطوبى لمن صامت أحشاؤه وأمعاؤه, وطوبى لمن صام بصره عن الحرام، وصام لسانه عن الفحش والآثام، طوبى لمن صام الشهر واستكمل الأجر، وأدرك ليلة القدر. أخذ رمضان كاملاً وسلمه للملائكة كاملاً، فلا غيبة ولا نميمة ولا أذية للمؤمنين صام فصامت جوارحه وأركانه قانتًا آناء الليل ساجدًا وقائمًا يرجو رحمة ربه ويخشى من عذابه.
الصيام إقبال على الله، مدرسة الصالحين ومنازل الأخيار والمتقين، فلمثل هذا فليعمل العاملون. جعلنا الله وإياكم منهم أجمعين.
عباد الله: إن قيام شهر رمضان حسنة من الحسنات وطاعة من أجلَّ الطاعات.
عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين, وخُلق عباد الله المتقين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون [الذاريات:17-18].
وأكثروا من تلاوة القرآن؛ فإنه يأتي شفيعًا لأهله يوم القيامة. أكثروا من قراءة القرآن في شهر رمضان؛ فإنه نعمة ورحمة وهداية وموعظة, وقفوا أمام الآيات وتدبروا تلك العظات البالغات، وأتبعوها العمل تحببًا إلى الله فاطر الأرض والسموات.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا وقائدنا إلى رضوانك وجناتك جنات النعيم.
عن أبي هريرة وأرضاه أن رسول الله قال: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة)) [1].
فتحت أبواب الرحمات، فتحت أبواب الخيرات والبركات، فتحت أبواب المغفرات. فما أحوجنا إلى رحمة من ربنا، ما أحوجنا إلى رحمة من رحماته ومغفرة من واسع مغفراته.
وقفنا على أبواب رمضان، وكلنا أمل في عفو الحليم الرحمن. وقفنا وقد أثقلتنا ذنوبنا وعظمت علينا عيوبنا وإساءتنا، وفي الله رجاؤنا وأملنا، فبباب الله أنخنا، ولرحمته وحلمه وعفوه تعرضنا، فيا أرحم الراحمين لا تجعلنا عن بابك مطرودين، ولا من فضلك وإحسانك ـ بما كان منا من إساءة ـ محرومين، اللهم إنا نسألك من واسع رحمتك.
الأمل في الله كبير، الأمل في الله عظيم، فما منا إلا ومذنب ومسيء, وما منا إلا وهو مخطئ ولكن رجاؤنا فيمن يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ومن يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
((يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرتها لك ولا أبالي)) [2]. استغفروا الله؛ فإن الله غفور رحيم، واستفتحوا شهركم بتوبة نصوح يأمن العبد بها الخزي والفضوح، فكم لله جل وعلا في هذه الأيام من نفحات ورحمات.
ما أحوجنا أن نستفتح هذا الشهر الكريم وقد ألقيت عن ظهورنا الأحمال والأوزار، وما ذلك على الله بعزيز.
نقف اليوم على مشارف شهر رمضان ، شهر الرحمات والبركات والخيرات، ونحن أحوج ما نكون إلى أسباب رحمة الله.
ألا وإن من أسباب رحمته صفاء قلوبنا ونقاء صدورنا من الشحناء والبغضاء.
كفى أيها المتهاجرون، كفى أيها المتقاطعون، كفى أيها المتباعدون.
إلى متى ونحن متعادون؟ إلى متى ونحن مختلفون؟ إلى متى ونحن متباغضون؟ هل لنا أن نستفتح هذا الشهر الكريم وقد ملئت قلوبنا بالصفاء والمودة والإخاء؟
فيا أيها الأحبة في الله: دعوة أن تصوم قلوبنا عن الشحناء والبغضاء، كفى ما مضى فما قلتم ولا قلنا ولا كان بينكم بيننا. كفى، فلا كان منكم ولا كان منا، ولا فعلتم ولا فعلنا. فلتجتمع قلوبنا ولتلتحم صفوفنا ولنرض الله جل وعلا.
صفحًا عن الأبناء والبنات، صفحًا عن الإخوان والأخوات، صفحًا عن المؤمنين والمؤمنات.
ما أحوجنا أن نصوم صيام الصالحين فنستفتح هذا الشهر المبارك وقد زال ما بيننا وبين المؤمنين، ما أحوجنا في هذا الشهر المبارك أن ننظر إلى البائسين، وأن نرحم البائسين، وأن نحسن إلى المحتاجين، فالله يرحم من عباده الرحماء.
ألا عطفًا على البائسين والمحتاجين والمنكوبين, فمن رحم عباد الله رحمه الله، والصدقة تطفئ غضب الله، فكم من حسنة إلى منكوب، وكم من صدقة إلى مكروب غفر الله بها الذنوب، وستر بها العيوب، فاحتسبوا عند الله.
إن الصيام يذكركم بالجائع الذي لا يجد طعامه. إن الصيام يذكركم بإخوان لكم في الدين عاشوا بائسين منكوبين، يذكركم بتلك الأمعاء والأحشاء التي ظمئت وجاعت فاحتسبوا عند الله، فمن فرج كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، يسروا على المعسرين، وأحسنوا إلى المحتاجين. فكم غابت شمس رمضان فغابت معها ذنوب العباد من الله الرحمن. ارحموا عباد الله فإن الله يرحم من عباده الرحماء.
عباد الله ما أحوجنا ونحن نعيش هذه الأيام أن نلهج بالثناء والشكر لله فاطر الأرض والسماء. بلغنا رمضان وما كنا لنبلغه بحولنا وقوتنا. كم من قلوب تمنت, وكم من نفوس حنت أن تبلغ هذه الساعات واللحظات دهمهم هادم اللذات، فهم غرباء سفر لا ينتظرون، وسكان لحد وشق إلى الحشر يساقون. فيا عباد الله اشكروا نعمة الله عليكم بالحياة وبلوغ شهر رمضان, واسألوه التوفيق للطاعة؛ فإنه الموفق والمسدد لمن شاء من عباده، واحمدوا نعمة الله على عافية الأبدان، وأمن الأوطان، وما كان من الله من إحسان، فمن شكر نعمة الله آذنه بالمزيد. اللهم لك الحمد كالذي نقول ولك الحمد خيرًا مما نقول.
عباد الله: شهر الصيام صامت فيه الجوارح والأركان عن الآثام والعصيان، فطوبى لمن صامت أحشاؤه وأمعاؤه, وطوبى لمن صام بصره عن الحرام، وصام لسانه عن الفحش والآثام، طوبى لمن صام الشهر واستكمل الأجر، وأدرك ليلة القدر. أخذ رمضان كاملاً وسلمه للملائكة كاملاً، فلا غيبة ولا نميمة ولا أذية للمؤمنين صام فصامت جوارحه وأركانه قانتًا آناء الليل ساجدًا وقائمًا يرجو رحمة ربه ويخشى من عذابه.
الصيام إقبال على الله، مدرسة الصالحين ومنازل الأخيار والمتقين، فلمثل هذا فليعمل العاملون. جعلنا الله وإياكم منهم أجمعين.
عباد الله: إن قيام شهر رمضان حسنة من الحسنات وطاعة من أجلَّ الطاعات.
عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين, وخُلق عباد الله المتقين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون [الذاريات:17-18].
وأكثروا من تلاوة القرآن؛ فإنه يأتي شفيعًا لأهله يوم القيامة. أكثروا من قراءة القرآن في شهر رمضان؛ فإنه نعمة ورحمة وهداية وموعظة, وقفوا أمام الآيات وتدبروا تلك العظات البالغات، وأتبعوها العمل تحببًا إلى الله فاطر الأرض والسموات.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا وقائدنا إلى رضوانك وجناتك جنات النعيم.