المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختاه ايتها الامل ---



ام حفصه
07 Aug 2010, 06:03 PM
http://up.ala7ebah.com/img/3Eo51422.jpg



أختاه أيتها الأمل

الإسلام - يا فتاة - دين الوسطية والقصد في كل الأمور فهو لم يمنع البسمة ولم يحرم المزحة ولم يحظر التجمل والتزين بل جعل الإسلام ابتسامتك في وجوه أخواتك صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» والمزحة إذا كانت بحق لا محذور فيها وإنما المحذور هو الكذب ولو كان بهدف إضحاك الآخرين قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له» [ رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني ].

ولكن الفتاة الرشيدة ألا تكثر من المزاح لئلا يستخف بها ويحمل حديثها كله على وجه المزاح.
وعرف الإسلام حب المرأة للزينة والجمال فأباح لها أن تتزين وتتجمل بما أحله الله عز وجل بعيدا عن الإسراف والمخيلة والتشبه بالكافرات أو بغير جنسها من الرجال وبعيدا كذلك عن إظهار زينتها للرجال الأجانب حتى يسلم قلبها وقلوب غيرها ولا تكون سببا في الفتنة والفساد.

لا تكوني من هؤلاء

هناك صنف من الفتيات يتسمن بالعجلة والاندفاع والطيش قد تحكمت بهن غرائزهن وقيدتهن شهواتهن فأبين إلا سلوك طريق الخطأ والخطيئة وفرطن في أحكام الإسلام وتعاليم الشريعة وسرن كالأسيرات نحو المستقبل المظلم والغد الأسود فتجد الواحدة من هؤلاء تتبرج في ملابسها ومشيتها وفي كلامها وفي نظراتها لتستمع إلى كلمات الغزل والمداعبة والمعاكسة ثم إنها بعد ذلك تنتظر أي ذئب خبيث يلقي إليها برقم هاتفه لتبدأ معه رحلة الآلام والأحزان التي تبدأ بنظرة خائنة وتنتهي بمحنة قاتلة فإذا ما حصلت الفاجعة ووقعت الكارثة عضت أنامل الندم وذرفت دموع الحسرة ولكن الندم حينئذ لا يفيد والحسرة يومذاك لا تنفع فقد ضاع الشرف وترحل العفاف وذهبت الكرامة بلا رجعة لذة لم تدم إلا دقائق بل لحظات فقدت على إثرها تلك الفتاة أعز ماتملك فقدت دينها وخلقها وعفافها وأصبحت عارا على نفسها وأهلها ومجتمعها فإذا ما كتب لها العيش ذليلة حقيرة لا حقوق لها ولا قيمة لحياتها.

وإذا قدر عليها الموت لم يترحم عليها أحد وذهبت تلاحقها اللعنات والشتائم حتى في قبرها
وياليت الأمر ينتهي عند ذلك بل إن الموت هو بداية الرحلة وليس نهايتها فالقبر إما روضة من رياض الجنة للطائعين المخبتين وإما حفرة من حفر النار للعصاة المذنبين ثم يكون بعد ذلك الحساب على كل صغيرة وكبيرة : {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}

الشيــــــــــــطان

فالسعيد من تعاهد بالتربية والتزكية والتطهير والشقي من تركها على حالها من الظلم والجهل والشقاء أو عمل على تقوية جانب الشر فيها فزادها ظلما إلى ظلمها وجهلا إلى جهلها قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) }

فأفضل الناس أخيتي المؤمنة هم الذين ظفروا بأنفسهم وملكوها في طريق الحق وزكوها بأنواع التزكية وهؤلاء هم أهل الجنة والنعيم كما قال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) }.

قال بعض السلف : انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم فمن ظفر بنفسه فقد أفلح وأنجح ومن ظفرت به نفسه فقد خسر وهلك.

الهوى والشهوات

إن اتباع الهوى والشهوات من أعظم مفسدات القلب والبدن في هذا العصر فأكثر الناس يسيرون في طريق الشهوات غير مبالين بحلال أو حرام قد فتنتهم الدنيا وغرهم الأمل وسخر منهم الشيطان قال تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم : شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى»

فيا أختي المسلمة :

اعلمي أن الهوى يدعو إلأى نبيل اللذة الحاضرة من غير فكر في عاقبة ويحث على نيل الشهوات عاجلا وإن كان ذلك سببا للألم والندم في العاجل والآجل فلا تستسلمي أختاه لهذا الهوى وتلك الشهوات واستمري في مجاهدة نفسك وأطرها على الحق أطرا واعلمي أن الإنسان لم يخلق كالبهيمة يفعل ماتمليه عليه غرائزه وإنما خلق للعبادة والعمل للآخرة وتفكري أختاه في عواقب الهوى والشهوات كم هدمت من بيت وكم فككت من أسرة وكم نكست من رؤوس كانت شامخة وكم أضاعت من فتيات في عمر الزهور.

أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق لجميع المسلمين والمسلمات.



مقتطفات من كتيب
أختاه أيتها الأمل
أمل بنت محمد
منقول---