ابو ريتاج
26 Jul 2010, 02:59 PM
حينما يكون الظلم من الداخل
مبروك الصيعري
يحافظ الواحد منا على عمله قدر ما يستطيع ولا ينتظر ثناء من أحد لأن ذلك واجب عليه بينه وبين ربه وبينه وبين خلقه وحين الإخلال بتلك الأمانة التي استرعاه الله عليها أو التقصير فيها ينظر في حال المخل على قدر إخلاله بالأمانة.
ويكون المترتب على ذلك عقوبة مخففة أو مغلظة أو قد لا يترتب على ذلك عقوبة أصلا لأن الخطأ مما يجوز فيه التغافل والتجاوز أو أن الخطأ من السهل اليسير الغير مقصود .
ولكن أن يوصم المرء بما ليس فيه أو أن يحاسب المرء على قاعدة " خذوه فغلوه " دون تحقق أو ترو أو تريث فذلك الذي لا تقبله الضمائر الحية ولا النفوس الشريفة خصوصا وهي تمارس أعمالا هي من قبيل فروض الأعيان.
أما إذا كان ذلك الإنسان يعمل في دائرة المستحبات أو المباحات دون الإخلال بالواجبات فقد جمع إلى عمله نورا على نور لا يستحق معه إلا الدعاء بأن يبارك له في عمره وينسأ له في أجله.
كيف لا وهو الذي أمضى سنوات من عمره في البذل والتضحية من ماله ووقته وراحته واستبدل ديارا غير دياره حتى لا يبيع آخرته بعرض من الدنيا زائل حافظ على سمعته ورأس ماله الذي يملكه من معتقد وإيمان كي لا يتهم في دينه ودعوته فحفظ الأمانة قدر ما يستطيع وقام بها حق القيام.
سهر الليالي من أجل انجاز حوائج الناس ودعواتهم العطرة فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره وهو مع هذا كله يرى بركة أعماله تيسيرا وتسهيلا في أموره كلها فكان ذلك حافزا له للمزيد من المثابرة في عمله فجد واجتهد وبكر وابتكر سبلا شتى من شأنها رفع الحرج عن الناس وعن موظفيه.
وقبل هذا دائرته التي يرأسها , فماذا كان جزاؤه في الدنيا ممن ينتسب إليهم في المشرب والمأكل ؟ لا شيء . وهو لا يبحث عن شيء , سوى كف ألسنتهم عنه وغيبتهم له , كان يتمنى أن يكونون له في النوائب عونا فكانوا غير ذلك , يفت في عضديه الهمز واللمز والغيبة والغمز لأنها من اقرب الناس له :
وإخوان حسبتهم دروعا.. فكانوها ولكن للأعادي وخلتهم سهاما صائبات.. فكانوها ولكن في فؤادي وقالوا قد صفت منا قلوب.. لقد صدقوا ولكن من ودادي وقالوا قد سعينا كل سعي.. لقد صدقوا ولكن في فسادي.
ولأن الشمس لم تتوقف , وما زالت تجري لمستقر لها , تستمر مسيرة البذل والعطاء الذي لا ينضب والحركة التي لا يقابلها سوى النكران والخذلان فتزداد ضراوة المعركة وشراستها بين العامل المثابر والهادر المثرثر الذي يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه معترضا.
تثبت له الأيام أن فاتورة الجد والاجتهاد , كثرة المشاغبين من حوله والمزدرين لأعماله , المنتقصون لشخصه , المشككون في ولائه , القاروؤن لأسطره بعين ملؤها السخط والكراهية والصانعون من أخطائه قبة وجبالا , أفلسوا من كل شيء تجاهه فرموه بما ليس فيه وعيروه بما لم يفعل .
ثم واصل سيره مستعينا بالله عالما ومتيقنا أنه جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ياله من دين
مبروك الصيعري
يحافظ الواحد منا على عمله قدر ما يستطيع ولا ينتظر ثناء من أحد لأن ذلك واجب عليه بينه وبين ربه وبينه وبين خلقه وحين الإخلال بتلك الأمانة التي استرعاه الله عليها أو التقصير فيها ينظر في حال المخل على قدر إخلاله بالأمانة.
ويكون المترتب على ذلك عقوبة مخففة أو مغلظة أو قد لا يترتب على ذلك عقوبة أصلا لأن الخطأ مما يجوز فيه التغافل والتجاوز أو أن الخطأ من السهل اليسير الغير مقصود .
ولكن أن يوصم المرء بما ليس فيه أو أن يحاسب المرء على قاعدة " خذوه فغلوه " دون تحقق أو ترو أو تريث فذلك الذي لا تقبله الضمائر الحية ولا النفوس الشريفة خصوصا وهي تمارس أعمالا هي من قبيل فروض الأعيان.
أما إذا كان ذلك الإنسان يعمل في دائرة المستحبات أو المباحات دون الإخلال بالواجبات فقد جمع إلى عمله نورا على نور لا يستحق معه إلا الدعاء بأن يبارك له في عمره وينسأ له في أجله.
كيف لا وهو الذي أمضى سنوات من عمره في البذل والتضحية من ماله ووقته وراحته واستبدل ديارا غير دياره حتى لا يبيع آخرته بعرض من الدنيا زائل حافظ على سمعته ورأس ماله الذي يملكه من معتقد وإيمان كي لا يتهم في دينه ودعوته فحفظ الأمانة قدر ما يستطيع وقام بها حق القيام.
سهر الليالي من أجل انجاز حوائج الناس ودعواتهم العطرة فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره وهو مع هذا كله يرى بركة أعماله تيسيرا وتسهيلا في أموره كلها فكان ذلك حافزا له للمزيد من المثابرة في عمله فجد واجتهد وبكر وابتكر سبلا شتى من شأنها رفع الحرج عن الناس وعن موظفيه.
وقبل هذا دائرته التي يرأسها , فماذا كان جزاؤه في الدنيا ممن ينتسب إليهم في المشرب والمأكل ؟ لا شيء . وهو لا يبحث عن شيء , سوى كف ألسنتهم عنه وغيبتهم له , كان يتمنى أن يكونون له في النوائب عونا فكانوا غير ذلك , يفت في عضديه الهمز واللمز والغيبة والغمز لأنها من اقرب الناس له :
وإخوان حسبتهم دروعا.. فكانوها ولكن للأعادي وخلتهم سهاما صائبات.. فكانوها ولكن في فؤادي وقالوا قد صفت منا قلوب.. لقد صدقوا ولكن من ودادي وقالوا قد سعينا كل سعي.. لقد صدقوا ولكن في فسادي.
ولأن الشمس لم تتوقف , وما زالت تجري لمستقر لها , تستمر مسيرة البذل والعطاء الذي لا ينضب والحركة التي لا يقابلها سوى النكران والخذلان فتزداد ضراوة المعركة وشراستها بين العامل المثابر والهادر المثرثر الذي يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه معترضا.
تثبت له الأيام أن فاتورة الجد والاجتهاد , كثرة المشاغبين من حوله والمزدرين لأعماله , المنتقصون لشخصه , المشككون في ولائه , القاروؤن لأسطره بعين ملؤها السخط والكراهية والصانعون من أخطائه قبة وجبالا , أفلسوا من كل شيء تجاهه فرموه بما ليس فيه وعيروه بما لم يفعل .
ثم واصل سيره مستعينا بالله عالما ومتيقنا أنه جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ياله من دين