المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا كنت ممن يخاف على نفسه الحزن فلا تدخل -------



ام حفصه
23 Jul 2010, 08:09 AM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ... وبعد :
أيها الأخ الكريم / الأخت الكريمة ...
إذا كنت ممن يخاف على نفسه الحزن فلا تكمل القراءة ... إذا كنت ممن لاتهمه إلا نفسه ، ويخاف عليها أشد الخوف فارجع الآن ولاتكمل المسير ...
وإن كنت مع هذا تود أن تقرأ فدعني الآن آخذ منك طرفًا من قلبك ، وأرجو أن تكون يقظًا معي ، وأرجو أن تنير لي قلبك ووعيك وفكرك ...


...........
في مكانٍ ما في مدينة مكة المكرمة تشمخ بناية كبيرة ... يلفت النظر إليها حجمها ، وجمال هيئتها ، وارتفاع قامتها ، وهندستها المعمارية الجيدة .. ويقبع في سطحها صحن دائري يشبه الطبلة الكبيرة ، تستخدمه شركة الاتصالات في تدعيم الشبكة الهاتفية ..
قد تستوقفك هذه البناية فتريد أن تدخل من دون أن تقرأ اللوحة الخارجية أحيانًا ، وتعبر البوابة الرئيسية الفخمة ، وتظن أنها بناية عادية ...
فإذا وصلت إلى الباب المؤدي إلى الداخل استوقفك أحد رجال الأمن مسائلاً إياك : ماذا تريد !؟ وماالذي تحتاج !؟
لاشك إذن أن هذه البناية لها مكانتها الأمنية بحيث لايمكن ـ بحال ـ أن يدخلها أي شخص دون أن تكون له صلة بمن هم في الداخل ... وبالتأكيد أنها عالم آخر يقبع في داخل هذه البناية ... ياترى !! ماهو هذا الصرح !؟ ولماذا كل هذه الاحتياطات !؟
في يوم من الأيام قدر لي أن أدخل هذا المبنى من بابه دون منعي مطلقًا من الدخول ، دخلت فاستقبلني أحدهم وأصعدنا إلى الدور الرابع ، وقد كان بصحبتي أحد الإخوة أيضًا .. وما إن فتح الباب المؤدي إلى الدور وإذا بأطفال في زهر الطفولة ... أطفال كنسمات الربيع ... أطفال لهم حس العصافير ، وإنشاد البلابل ، وتحليق الحمام ... أطفال تعلو وجوههم البسمة الكاتمة ... وترتسم على شفاههم الضحكات البالية .. كل واحد منهم له لبسه المحبب إلى نفسه .. يمشي بمفرده أو مع صديق له آخر ... يهيم على وجهه في الردهات والأسياب .. لايدري أين يذهب ، وكيف يسير ، ولماذا يسير .. كل همه أن يسير والسلام ... ولاتكاد تسمع الصياح المعتاد من قبل الأطفال .. هو صياح لكنه صياح يغشاه سكون وحزن ...
ذهبنا إلى المصلى الرئيسي لهم فصلينا معهم .. وبعد الصلاة .. جاء أحدهم فوقف أمامي ووضع يده على رأسي حتى يرفعه .. فنظرت إليه باستغراب .. فسألني عن اسمي ، فقلت له : ( اجلس ) .. فقال : ( بل أنت فقم !! ) فقلت له : ( لن أقف بل اجلس أنت ) .. فتركني وانتقل إلى صاحبي ، وفعل معه مثل الذي فعل معي .. فقلت له : ( لاتخبره باسمك حتى يجلس ) .. وحينها جلس مضطرا .. فأخبرناه بأسماءنا فقلت له : ( فلان بن فلان الفلاني ) ...
فقال : ( ماهو لقبك ) قلت له : ( لقبي كذا ) .. فسألني : ( من أين تأتون بهذه الألقاب !؟؟ ) فعلتني سحابة غشيتني .. لاأدري ما أقول .. فقلت له : ( عندما تكبر سيعطونك لقبا ) .. فقال : ( هل يعطونك إياه الحكومة ؟ ) فماكان مني إلا أن قلت له : ( نعم ) !!!
وبينما كنت أسير بمفردي في ( السيب ) قابلت أحدهم فقال لي : ( مااسمك ؟ ) فقلت : ( فلان الفلاني ) .. وسألته عن اسمه فأخبرني .. وفجأة إذا به يسقط بين يدي كالطفل المولود يريدني أن أحمله !! ـ وهو في الثانية عشرة من عمره ـ !!
عندما أسأل الواحد عن اسمه يقول لي مثلاً : ( أحمد محمد علي ) وهكذا من دون ألقاب .. وببساطة شديدة لأنه لايحمل لقبًا .. لأنه وببساطة أكثر لايدري من سماه بهذا الاسم .. وأيضًا لايدري مامعنى أن يكون له اسم آخر يلي الاسم الذي يطلقه على نفسه ، بل يظن أن اسمه هو ( أحمد محمد علي ) ولكن اختصارًا يقوم بالتلفظ بالاسم الأول فقط .. وبأقل عبارة فإنه حتى لم ير أباه ... والأدهى من ذلك أنه لم ير أمه أيضًا .. إنه لايعرف شيئًا من حياته سوى أنه فتح عينيه على الدنيا وهو في هذا العالم الآخر ...
لاشك أنك الآن قد عرفت من هذا الطفل .. نعم .. إنَّه ابن الخطيئة ... !!؟؟ إنَّه ولد من زنا ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ ..
ماهو ذنب هذا الطفل الآن !؟ ماذنبه أن يعيش حياته بهذا الشكل ، بعيدًا عن المجتمع ، بعيدًا عن الأخوة ، بعيدًا عن حنان الأم ، بعيدًا عن لمسة الأب ، بعيدًا عن كل شيء سوى هذا العالم الآخر ...
فكرت أحيانًا كيف أن الواحد منا إذا خرج إلى رحلة شبابية ، كيف أنه يشتاق إلى الأهل والولد والوالد .. فسرعان مايتمنى العودة .. فما بالك بهذا الطفل البائس وهو في هذا المبنى لايخرج منه إلا في أوقات محددة للتعلم في المدارس ،، وأحيانًا للتنزه ...!!!؟
لقد كثرت أسئلتهم .. وذهب بهم الخيال إلى مكان بعيد جدا ..
إن الواحد منهم قد بلغ من العمر الثانية عشرة أو تزيد شهورا ..
إنه بدأ يتساءل ويقول :
( قضية أن أبي وأمي قد ماتا ـ وهذا مايلقنه المربون في هذه الدار لهؤلاء الأبناء ـ هذه القضية نسلم بها ، ونرضى بها ...
ولكن !!!
إن أصدقائي في المدرسة .. والمدرسين في المدرسة .. والموظفين ، والعمال .. بل أنتم يا أساتذة لديكم أعمام وعمات وأخوال وخالات ، وإخوة و وووووو ... فلماذا نحن ليس لدينا إخوة ولا أعمام ولا عمات ولا ولا ولا ...!؟ أماتوا كلهم !؟؟)
ويتساءل الآخر ..
( إني أعلم علم اليقين أن هذا الاسم الذي أتسمى به الآن ليس اسمي .. وأعلم أن اسم والدي ليس هو اسم أبي الحقيقي .. فاسم والدي ليس عبدالحفيظ .. قد يكون ( عبدالله ) أو غير ذلك .. أذكر يومًا كنت أجلس فيه مع [ المربية ] ، فكانت تقول لي أنت اسمك كذا كذا كذا كذا ( أربع أسماء متتالية لا تمت إلى الحقيقة بصلة ) فتحفظني إياها وتأمرني أن أرددها مرارا حتى حفظت الاسم عن ظهر قلب ... وأعلم أنه ليس اسمي .. )
ويتساءل البعض ، ويفكر في المستقبل :
( الآن إذا كبرت وترعرعت فمن أين سآكل ومن أين سأشرب ، وأين سأذهب !!؟؟ )
أسئلة محيرة فعلا ..
ويقول الآخر وهو ينظر إلى دولابه :
( ليت لي بيتا صغيرا أفضل من هذا الدولاب !! )
إن البعض منهم أخذت به هذه الأسئلة شوطا بعيدا ، فهو حائر ، معذب ، يظل يسأل نفسه في اليوم مرات ومرات .. ولكن بدون جدوى ...
وأن يقال له أنك ولدت من ز ... ( الله المستعان ) أمر صعب أيضًا في هذه السن ، وقد يحدث له صدمة قد لاينجو منها بعد ذلك ..
والبعض الآخر أخذ يتهرب من الواقع . فهو يقضي جل وقته في اللهو واللعب والجري والذهاب يمنة ويسرة والصراخ بصوت عال ، والقيام بحركات غريبة ... وإذا حاول مجرد محاولة أن ينزل إلى الواقع اكتأب ، وتمزق شر ممزق !!
كل ذلك من الواقع الذي يعايشه هؤلاء الأطفال ... ولم آت بشيء من عندي ولم أبالغ ..
فالأمر ليس سهلا كما يظن البعض .. والله ليس سهلا ..
أيمكن أن تتصور أن بعضًا منهم لا تقر له عين ، ولايسكن له بال .. إنه حتى لايستطيع النوم إذا لم يضع بجانبه جهاز تسجيل يستمع منه حتى يغرق في السماع وترديد كلمات النشيد ، ويأتيه النوم بعد ذلك !!
( تفاؤل ) :
وهذا أحد الأطفال يحدث فيقول :
( يوم القيامة إذا دخلت الجنة فسألعب فيها ، وأتزوج من الحور العين ، وألعب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـ براءة الطفولة ـ .. ولكن إذا أمرني الله أن أدخل النار فسأطيعه وأدخلها .. )
قيل له : ( إن شاء الله لاتدخل النار .. ) والدمع يملأ القلب ..
أيا لله .. ماقسوة قلوبنا !!!
ألم يفكر أبوه ـ بالحرام ـ حين أقدم على هذه الخطيئة الفاحشة ماسيجنيه على هذا الطفل التائه البائس .!؟!
ألم تفكر أمه ـ بالحرام ـ حين أقدمت عليها ماذا ستخلف وراء ظهرها ، وماذا ستجني على المجتمع ، وماذا ستجني على نفسها !؟ ألم يفكران جيدًا حين أقدما على طرحه بين النفايات أو في الطرقات أو عند باب من الأبواب أو في حضانات المستشفى من سيعوله ؟ ومن سيقوم برعايته ؟ ومن سيعوضه الحنان والدفء ؟ .. ألا يعلمان أن الابن يعرف أمه ويعرف أباه وهو مايزال طفلاً رضيعًا !؟ وإلا لماذا تراه يفز ويقوم ويضحك حين يسمع صوت أبيه ، ولماذا تراه لايقبل ـ في الغالب ـ ثديًا سوى ثدي أمه ، ولايطمئن لصدر سوى صدر أمه ، ولايقبل حنانًا من أحد سوى أبيه وأمه ...
ألا ماذا سيقولان غدًا أمام الله حين يقفان أمامه !؟
ألا فاتقوا الله عباد الله فإن عقوبة الله شديدة .. يقول الله جل وعلا : { ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتًا وساء سبيلا }
اللهم احفظنا بحفظك ، واكلأنا برعايتك ، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك .. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ..

وأترك التعليق لمن أحب أن يعلق على الموضوع ... وقطعًا أرجو ألا يفهم من كلامي تعريضًا لهؤلاء الأطفال ، فهم مثلهم مثل غيرهم ..
منقول --وانا لدي تعليق كيف حال البنات ---فلا بد انه اشد قسوة فمن يقدم على تزويج ولده بفتاة هذا حالها بل كيف نظرت المجتمع لها ونحن الذين تعودنا استباق الاحكام ان الكلمه التي سوف تقال عند اي خطاء انها مثل امها ----اللهم كن مع هذه الفئه التي لاذنب لها اللهم الن قلوب العباد لهم والن نظرت المجتمع القاتمه لهم واهدي عبادك الى الخير وحفظ عرضنا والمسلمين من كل مستهتر ومستهتره لا بارك الله في شهوه تولد طفل او طفله المعانات والمعانات لوحدها هي رفيقة دربهم ان الهجمه على بلادنا وخاصه السعوديه قويه من قنوات هابطه وزياده الماده التي تعطى بدون حسيب او رقيب مع تخلي الاهل عن دورهم الحقيقي في التربيه لابد ان تولد هذه الفئه فهل نصحو ونتدارك امرنا اين انتم يا مشايخنا بل اين انتم يا ولاة امرنا بل اين انتم يا امهات ويا اباء اما ان ان نعود الى دروب الهدى والنور المحمدي فنتكاتف ونقف وقفه واحده في وجه الظلم والظلام القدم علينا كالليل اسود بهيمي مخيف يلتهم اعراضنا وحين تقع المصيبه يتنصل الجميع منها ويلقي بتبعاتها كل واحد على الاخر --كفى
هل فكرت بزيارة لدور الايتام هل حركة ضميرك بان تفتح عيون صغارك وخاصه بناتك اللواتي في مقتبل العمر على هذي الشريحه البريئه ربي لا تاخذنا بما فعل السفهاء منا ربي لا تاخذنا بجريرة من لم يخافك ربي كنا معنا في مصابنا هذا ولا تكن علينا ربي كلنا مسؤولون نعم عنهن او عنهم هل احسنا لهم هل خففنا معاناتهم ربي ليس لي وسيله الا التبليغ وقد بلغت ان شهر الخير قادم ولكل منا اسره تحضنه ولكن هؤلاء لا اسره لهم هل فكرت بان تبرهم بيوم يقضونه بين اطفالك ويشعرون بعطفك كاب وام بل عم وعمه وخال وخاله رباه انهم ليسوا لهم سواك فاجعل القلوب الرحيمه مسكن لهم تاويهم من جنوح العاصفه فتودي بهم الى المهالك رباه انني قد بلغت بعد ان نقلت فاجعل كلماتي التي امتدحبرها من نياط قلب مشفق وخائف من عقوبتك لتاثر بمن كان له قلب فنكون كاسره كبيره حاضنه لهم فينبغ منهم العالم وحافظ وحافظه لكتاب الله اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد ----

أبوسعود المكي
23 Jul 2010, 11:47 AM
الله المستعان.

نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء.