الرحال99
16 Jul 2010, 06:37 PM
الكتاب
هو الجليس الذي لايطريك, والصديق الذي لا يغريك, والرفيق الذي لا يملك, والمستميح الذي لايستثريك,
والجار الذي لايستبطيك, والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق, ولا يعاملك بالمكر, ولا يخدعك بالنفاق,
ولا يحتال لك بالكذب.
والكتاب هو الذي إذا نظرت فيه أطال إمتاعك, وشحذ طباعك, وبسط لسانك, وجوّد بنانك, وفخّم ألفاظك, وبحبح نفسك, وعمّر صدرك, ومنحك تعظيم العوام, وصداقة الملوك, وعرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر,مع السلامة من الغُرم, ومن كد الطلب, ومن الوقوف بباب المكتسب بالتعليم, ومن الجلوس بين يدي من أنت افضل منه خُلقا, واكرم منه عِرقا, ومع السلامة من مجالسة البغضاء , ومقارنة الأغبياء.
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار, ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر,
ولا يعتل بنوم, ولا يعتريه كلل السهر, وهو المعلم الذي ان افتقرت إليه لم يخفرك, وان قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة, وإن عزلته لم يدع طاعتك , وان هبت ريح أعاديك لم ينقلب عليك , ومتى كنت معه متعلقا بسبب او معتصما بأدنى حبل كان لك فيه غنى من غيره , ولم تضرك معه وحشة الوحدة الى جليس السوء, ولم يكن من فضله عليك واحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك, والنظر الى المارة بك , مع مافي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم, ومن فضول النظر, ومن حاجة الخوض فيما لا يعنيك, ومن ملابسة صغار الناس, وحضور ألفاظهم الساقطة, ومعانيهم الفاسدة, واخلاقهم الرديئة, وجهالاتهم المذمومة.
لكان في ذلك السلامة ثم الغنيمة , وإحراز الأصل مع استفادة الفرع, ولو لم يكن في ذلك إلا انه يشغلك عن سخف المنى , وعن اعتياد الراحة وعن اللعب, وكل ما أشبه اللعب, لقد كان على صاحبه اسبغ النعمة واعظم المنّه..
هو الجليس الذي لايطريك, والصديق الذي لا يغريك, والرفيق الذي لا يملك, والمستميح الذي لايستثريك,
والجار الذي لايستبطيك, والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق, ولا يعاملك بالمكر, ولا يخدعك بالنفاق,
ولا يحتال لك بالكذب.
والكتاب هو الذي إذا نظرت فيه أطال إمتاعك, وشحذ طباعك, وبسط لسانك, وجوّد بنانك, وفخّم ألفاظك, وبحبح نفسك, وعمّر صدرك, ومنحك تعظيم العوام, وصداقة الملوك, وعرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر,مع السلامة من الغُرم, ومن كد الطلب, ومن الوقوف بباب المكتسب بالتعليم, ومن الجلوس بين يدي من أنت افضل منه خُلقا, واكرم منه عِرقا, ومع السلامة من مجالسة البغضاء , ومقارنة الأغبياء.
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار, ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر,
ولا يعتل بنوم, ولا يعتريه كلل السهر, وهو المعلم الذي ان افتقرت إليه لم يخفرك, وان قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة, وإن عزلته لم يدع طاعتك , وان هبت ريح أعاديك لم ينقلب عليك , ومتى كنت معه متعلقا بسبب او معتصما بأدنى حبل كان لك فيه غنى من غيره , ولم تضرك معه وحشة الوحدة الى جليس السوء, ولم يكن من فضله عليك واحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك, والنظر الى المارة بك , مع مافي ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم, ومن فضول النظر, ومن حاجة الخوض فيما لا يعنيك, ومن ملابسة صغار الناس, وحضور ألفاظهم الساقطة, ومعانيهم الفاسدة, واخلاقهم الرديئة, وجهالاتهم المذمومة.
لكان في ذلك السلامة ثم الغنيمة , وإحراز الأصل مع استفادة الفرع, ولو لم يكن في ذلك إلا انه يشغلك عن سخف المنى , وعن اعتياد الراحة وعن اللعب, وكل ما أشبه اللعب, لقد كان على صاحبه اسبغ النعمة واعظم المنّه..