المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات من حياة العلامة ابن العثيمين رحمه الله .



قائد_الكتائب
12 Jul 2010, 03:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني الاحبة احببت ان اضع بين ايديكم مقتطفات يسيرة من حياة الشيخ العلامة الفقيه الاصولي العابد الزاهد ابن عثيمين ، وهذة المقتطفات مأخوذة من كتاب " الدّر الثمين في ترجمة فقيه الامة العلامة ابن عثيمين " لتلميذه عصام عبد المنعم المرى ، حيث وجدت هذا الكتاب افضل ما ترجم عن حياة الشيخ رحمه الله واحببت هنا ان اتطرق الى زهد هذا الشيخ العالم رحمه الله ، حيث وقفت حائراً متحسراً على نفسي متعجباً لحال هذا الشيخ في علمه وورعه وزهده ، ففه درّه وعلى الله اجره ، وفي الايام القريبة سأضع الكتاب كاملاً بين ايديكم بإذن الله لما فيه من فائدة .





4 – زهـده .




اشتهر الشيخ بزهده في الحطام الفاني ، وقد زرته في بيته القديم بعنيزة عندما دعاني لطعام الإفطار في رمضان ، وقد كان من الطين ، وكان بيتاً بسيطاً جدّاً يذكر ببيوت الأوائل وزهدهم .
وكان الشيخ يؤثر أن يمشي من بيته إلى الجامع على قدميه غالب الأحيان، ويعتذر لمن يريد أن ينقله في السيارة ، ويحب أن يمشي هذه المسافة التي تتراوح ما بين عشر دقائق وربع ساعة على رجليه ، وقد كان يقرأ ورده من القرآن أو الأذكار .
وذلك في شدة الحر أو شدة البرد ، فهذا ديدنه الذي أدركته عليه في بيته القديم ، وقد حصل أن زارني الشيخ في مكة سنة 1407هـ عندما رزقت بابنتي الكبرى، وعند انصرافه قلت له : يا شيخ ألا ترغب أن يقوم أحد بتوصيلك إلى الحرم بالسيارة – حيث كان المنزل في مكان جبلي في منطقة أجياد - فقال : لا ، والحمد لله أنني لا أحسن قيادة السيارة .
وقد سألته في هذا المجلس عما يدعيه بعض العلماء من الاستدلال لجماعة التبليغ على توقيت الخروج ، بقوله تعالى : ] قُلْ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ [ . وقوله تعالى : ] وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ [. إلى آخر ما استُدِل به .
فكان جواب الشيخ بعد أن تبسم : هذا لا يصدر من عالم .
ومن زهد الشيخ : أنه كان يلبس نعلاً معروفاً لها أصبع ، لا تتجاوز قيمتها خَمسَة عشر ريالاً ، ويلبسها دوماً .
وقال الشيخ محمد صالح المنجّد :
( كان – رحمه الله تعالى – زاهداً في الدنيا ، ليس من أهل العقارات والأموال ، وما يأتيه من الرواتب ينفقه على أهله ، وقد أُعطي سيارة جديدة فلم يستعملها ، فلمّا علاها الغبار سحبت من أمام البيت .
وأُعطى بيتاً كبيراً فوهبه لطلبة العلم .
وسيارته قديمة ( مازدا ) في الثمانينات ( يعني الموديل ) ، ومن تأمّل غترته وبشته ، ونعاله عرف أنه رجلٌ زاهد غير متعلّقٍ بالدنيا ) . (1)
قال الشيخ فهد بن عبد الله السنيد : ( وأما زهده فيكفي أن تعلم أن ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية ، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه ، وتوزيعه مجاناً ) . (2)
وقال سليمان السالم الحناكي : ( وقد ذكر لي من أثق به موقفين للشيخ يعبّران عن صفة الزّهد لديه :
ففي أحد الأيام كان الشيخ يقف بجوار مسجده مع بعض طلبته يسألونه ويناقشونه في بعض المسائل الشّرعية ، فأتت سيارة فارهة ونزل منها السائق ، وأعطاه مفاتيح السيارة قائلاً : إن هذه السيارة هدية من فلان الفلاني ( أحد أعيان البلد ) وأبى الشيخ إلا أن الشّخص ألحّ عليه ، فأخذ
الشيخ المفاتيح ، وركب ذلك الشّخص السيارة الأخرى وذهب .
ـــــــــــــــ
(1) محاضرة للمنجد بعنوان ( 100فائدة من العلامة ابن عثيمين ) ، وجاء في الاقتصادية بعدد : 2652 أن السيارة من نوع ( كريسيدا ) .
(2) مجلة الدّعوة ، العدد 1781 .
فيقول محدّثي :
أن الشيخ تابع حديثه مع طلبته وهو يقلّب المفاتيح بيده، ولم يلتفت مطلقاً ، وفجأة أتى شاب وسلّم على الشيخ ، وقال : يا شيخ الليلة زواجي، وإني أرجو أن تحضره ، ولـكنّ الشيخ تعذّر لبعض الارتباطات، ولكنّ الشّاب ألح عليه بالحضور ، فلاطفه الشّيخ وقال إن ظروفه لا تساعده ، ولكن خذ مفاتيح هذه السيارة فهي هديّة مني لك ، وأخذ الشّاب السيارة وذهب ، وعاد الشّيخ لحديثه وكأن شيئاً لم يكن .
وموقف آخر :
وهو أن الملك خالد رحمه الله تعالى زار الشيخ في بيته كعادة ولاة الأمر في تقدير العلماء وإجلالهم ، ولمّا رأى الملك منزل الشيخ المتواضع عرض عليه أن يبني له داراً جديدة ، فشكره الشيخ وقال : إنني أبني لي داراً في الصالحية ( حيّ في عنيزة ) ولكن المسجد والوقف التّابع لـه تنقصهما بعض الحاجيات والمستلزمات ، وبعد أن ذهب الملك قال لـه بعض جلسائه يا شيخ ما علمنا أنّك تبني داراً في الصالحية ، فقال الشيخ : أليست المقبرة في الصالحية !!! .(1)
وقال الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي :
أذكر لفضيلته موقفين نادرين في عصرنا الحاضر :
أحدهما : أنه بعد صدور نظام الجامعة أجرت الجامعة تصنيفاً لأعضاء هيئة التدريس فيها حسب ( الكادر ) الجامعي، وكانت الإجراءات لبعض
ـــــــــــــــ
(1) جريدة الجزيرة ، العدد 10336 .
الدرجات تتطلب تقديم أبحاث ودراسات في مجال الاختصاص ، فلم يتقدّم بأي بحث ، وحينما فوتح برّر ذلك بأن العالِم لا ينبغي أن يستشرف للرتب والترقيات ، وأن أهل العلم الشرعي يحسن بهم الاحتساب والعمل لوجه الله ، وما يأتي تبعاً لذلك فلا بأس به . (1)
وقال الشيخ محمد العبد الله الحميدي : ( عينت مديراً للمعهد العلمي بعنيزة عام 1391هـ في الوقت الذي كان فيه الشيخ محمد بن عثيمين لا يزال في موقعه كمدرّس ولاحظت بأنه رحمه الله كان يتحرج من دخول المسابقات في الوظائف ( نظام المراتب القديم ) لاقتناعه الكامل فيما جاء بالأثر ( ما جاءك من هذه الدنيا فخذه ، وما لم يأتك فلا تتطلع إليه ) ولزهده في الدنيا وقدراته العلمية والرغبة في الاستفادة منها في مجال التعليم ) . (2)
وقال الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع :
( ومما تحلى به الشيخ ذلك الزهد الذي يذكرك بزهد السلف الصالح وورعهم ، وكان ذلك في لباس الشيخ المتواضع ، وفي بعده عن كثير من مظاهر الأبهة التي يتعاطاها كثير من النّاس ، وجملة القول أن الشيخ قد زانه الله بخلق كريم ، في بيته ومع أهله وطلابه وعموم الناس ) . (3)
وقال محمد إبراهيم السبيعي :
( أما عن زهده فحدّث ولا حرج ، وأذكر أنه حينما زاره الملك خالد بن
ـــــــــــــــ
(1) مجلة الفيصل ، العدد 294 . (2) الجندي المسلم ، العدد 102 .
(3) جريدة الرياض ، العدد 11891 .
عبد العزيز يرحمه الله في منزله الطّيني البسيط في عنيزة ، عرض عليه أن ينتقل إلى سكنٍ آخر ، أو قبول أي مبلغ لبناء سكن مناسب .
لكن الشيخ دعا للملك خالد الذي ألح على الشيخ لقبول هذا الأمر ، فآثر أن يوجه هذا التّبرع لشراء العمارة القريبة من الجامع ، لتكون مكتبة
لطلبة العلم ، فاشتراها الملك بسبعة ملايين مع مبالغ نقدية للطلبة ) .( 1) وقال الشيخ راشد الزهراني :
يقول أحد الإخوة وكان مرافقاً للشيخ : ( رافقت الشيخ إلى زيارة أحد المسؤولين ، فلما دخلنا قصره هالني ما رأيته من أنواع الأشجار والورود وجمال الطبيعة ، فقلت وتذكرت نعمة الجنة : نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الجنة ، فقال رحمه الله : سبحان الله ، سبحان الله ، أو يحرك ذلك ما في قلبك عن الجنة ؟ إن الجنة أعظم بكثير من أن تقارنها بهذه الدنيا الفانية .
يقول : ولمّا دخلنا المسجد لأداء الصّلاة ، خرج الشيخ فلم يجد حذاءه ، فبدأنا بالبحث عنها ، فأُمر له بحذاء ، فأبى ، فرأيت جندِياًّ يبكي ، فقلت: ما يبكيك رحمك الله ؟ فقال : أبكي لما أرى ، هذا ابن عثيمين الذي ملأ اسمه الآفاق ، وهو بهذه الثّياب ، ويبحث عن حذائه ! ) . (2)
ـــــــــــــــ
(1) الاقتصادية ، العدد 2650 ، وذكرتها للزيادة عما سبق .
(2) شريط معالم في حياة فقيد المسلمين ابن عثيمين ، بواسطة ( صفحات مشرقة من حياة الإمام محمد بن صالح العثيمين ) لحمود المطر .



وقال الشيخ أحمد القاضي: ( وحتّى حين عيّن على المرتبة الممتازة التي من خصائصها تعيين سائق وسيارة لصاحبها ظَلّ لا يستعملها إلا في التنقلاّت
المتعلّقة بالعمل ، حتّى لربّما تمرّ الأيام دون أن تتحرّك ) . (1)





` ` `










ـــــــــــــــ
(1) المجلة الإسلامية ، إذاعة القرآن الكريم .

ماء زمزم
12 Jul 2010, 05:41 AM
رحم الله الشيخ الصالح بن عثيمين وغفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

نعم الشيخ المربي الفاضل والعالم الرباني الزاهد إن موت أمثال هولاء من العلماء ثلمه في المجتمع

جزاك الله خيرا حبيبنا أبو البراء وزادك الله من فضله

ابو ريتاج
12 Jul 2010, 11:28 AM
ما شاء الله ... لا قوة إلا بالله
تميز وإبداع
رحم الله الشيخ ابن عثيمين واسكنه فسيح جناته ...

الرحال99
12 Jul 2010, 08:23 PM
جزاك الله خيراً وبارك فيك

قائد_الكتائب
28 Jul 2010, 01:35 AM
رحم الله الشيخ الصالح بن عثيمين وغفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

نعم الشيخ المربي الفاضل والعالم الرباني الزاهد إن موت أمثال هولاء من العلماء ثلمه في المجتمع

جزاك الله خيرا حبيبنا أبو البراء وزادك الله من فضله

بارك الله فيك اخانا ابو الوليد على مرورك الطيب

قائد_الكتائب
28 Jul 2010, 01:40 AM
ما شاء الله ... لا قوة إلا بالله
تميز وإبداع
رحم الله الشيخ ابن عثيمين واسكنه فسيح جناته ...



بوركت اخي ابو ريتاج على مرورك الطيب

قائد_الكتائب
28 Jul 2010, 01:41 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وفيك بارك

قائد_الكتائب
28 Jul 2010, 01:53 AM
ننتقل اخواني الأحبة الى ورع هذا العالم الزاهد رحمه الله ، فكان رحمه الله زاهد ورع متواضع ، فلله درّه من عالم .


5-ورعه .


الزهد والورع صفتان نبيلتان يتحلى بهما كرائم الرّجال ، والزهد كما عرفه أهل العلم : هو ترك ما لا ينفع في الآخرة ، والورع: ترك ما يخشى ضرره في الآخرة .
والشيخ رحمه الله تعالى قد تحلّى بكلا الصفتين الكريمتين ، وقد سبق الحديث عن زهده ، وهذه نماذج من ورعه .
قال الشيخ الدّكتور يوسف بن عبد الله الزامل :
( جئته مع وفدٍ اقتصاديٍّ في أمسية عصرٍ جميلة في منزله القديم ، وتحدّثنا في بعض الأمور ، وشكونا إليه شخصاً مسيئاً ، فكأنّ الشيخ تكلم فيه بضع كلمات تبين أذاه ، ثم تحدثنا في موضوعات أخرى وقضينا بعد مدةٍ مجلسنا ، وكان المجلس مسجّلاً في شريط ، وعندما أردنا أن نخرج قال لي: انتظر ، أعطني الشريط ، أريده ثم أرجعه لك ، ثم بدا له فقال : أتعرف تلك الكلمة التي في الشريط عن فلان ، امسحها ) . (1)
وقال الشيخ عائض الردادي :
( وما زلت أذكر موقفَ الشيخ من اسم برنامج ( مِنْ أحكام القرآن ) في إذاعة القرآن الكريم ، فقد أقرتـه الإذاعة باسم ( أحكام القرآن ) فأصرّ
ـــــــــــــــ
(1) مجلة الأسرة ، العدد 92 .



الشيخ على أن يكون الاسم ( من أحكام القرآن ) التزاماً منه بخلق العلماء ، وتواضعهم وورعهم ، فهو لم يرد أن يوصف ما استنبطه من آيات الذكر الحكيم بأنه كلّ ما في الآيات من أحكام، بل أدخلَ (مِن) ليكون ما يقوله شيئاً مما استُنْبِطَ من الآية ) . (1)
وقال الدّكتور عبد الله بن عبد المحسن التويجري :
( إنه عرض لمسألة في المسح على الخفّين ، وذكر أنّ فهمه للدليل كذا ، ولولا أنه لا يعرف من قال بها من السلف لأفتى بها ) . (2)
وقال الشيخ محمد صالح المنجّد :
( وكان متحرّياً للدقة ، وحتى في تصحيح درجات الطلاب فربما يعطي واحداً من خمسٍ وأربعين ، وواحداً من ثمانين ، فيقول له بعض من حوله من المدرّسين : إلى هذه الدرجة الدّقة ! فقال : لا أستطيع أن أزيده فأظلم غيره ، ولا أن أنقصه فأظلمه ) . (3)
وقال الشيخ الدّكتور إبراهيم بن عبد الله المطلق :
( في عام 1417هـ وفي شهر شوّال ، استضافته جامعة الإمام في دورة المبتعثين في المعهد العلمي بجدّة في محاضرة علميّة للمبتعثين ، ليجيب على أسئلتهم الشّرعية ، وقد تزامن ذلك مع اجتماع هيئة كبار العلماء في مدينة الرياض ، فاعتذر الشيخ عن المحاضرة إلاّ أن يأذن له سماحة الشّيخ ـــــــــــــــ
(1) الجزيرة ، (2) مجلة الدّعوة ، العدد 1776 .
(3) الدعوة ، العدد 1777 .


عبد العزيز بن باز ، فأذن له ، فحضر وقد شرفت بمرافقته وقراءة الأسئلة على فضيلته ، وفي نهاية المحاضرة طلبت منه توقيع أنموذج يتم من واقعه صرف مكافأة لصاحب المحاضرة، فلمّا صلى الشيخ رحمه الله تعالى المغرب وجلست بجواره لاستكمال الإجابة على الأسئلة ، قال لي : أين الورقة التي قبل قليلٍ ؟ فأعطيتها إيّاه ، فمزّقها ، فقلت له : لما فعلت هذا يا شيخ أحسن الله إليك ؟
قال : نحن محسوبون الآن على هيئة كبار العلماء بالرياض .
فأكبرت هذا الورع العظيم في شخصه رحمه الله تعالى حيث رفض مكافأة الجامعة على هذه المحاضرة رغم تكلفة مشقّة السفر إلى جدّة معلّلاً ذلك بأنه في حال انتداب إلى الرّياض لحضور اجتماع الهيئة ، فرحمه الله رحمة واسعة ) . (1)
وقال الشيخ عبد الرحمن العشماوي :
( ومما رواه لي بعض الأخوة الثّقات عن أمانة الشيخ : أحد الإخوة كان ينقله معه من عنيزة إلى بريدة للعمل في الجامعة ، ويقول : أنا في نقل الشيخ معي كنت أستفيد فائدة كبيرة ؛ علم ، وأسئلة ، والشيخ يجيبني ، وأفاجأ به في آخر كلّ شهر عندما يستلم راتبه يأخذ المبلغ المقتطع للنقل ويسلمه لي ، وأنا أحاول ردّ المبلغ ، فيقول : لا يمكن لأن هذا المبلغ مخصص للنقل ، وأنت نقلتني فيجب أن تأخذه ) . (2)
ـــــــــــــــ
(1) مجلة الدعوة ، العدد 1776 .
(2) مجلة الدّعوة ، العدد 1776 .
وقال أيضاً :
( ومن الأشياء العجيبة عنه أنه كان إذا استخدم قلمه في الجامعة واضطر أن يملأ قلمه بالحبر من ( الدواة ) من مكتبة الجامعة ، بعد أن ينتهي من العمل ، وقبل أن يخرج يفرغ ما بقي من الحبرفي قلمه في ( الدواة ) بالمكتب ، ثم ينطلق ) . (1)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن علي النّهابي إمام وخطيب جامع الصالحية ، وعضو الجمعية الخيرية الصالحية :
( وفي مجالس الجمْعية لاحظت الورع في تعامله رحمه الله ، فلا يمكن أن يدخل على الجمعيّة ما لا يصحّ أن يدخل فيها أو يخرج منها ، ما ليس فيه مصلحة ظاهرة ، أو منفعة تعود على الجمعية .
ومن ذلك :
أنه وصلنا تبرع من آل الإبراهيم وفقهم الله بمبلغ مائة ألف ريال ، وكان مزيل في الشيك أنّه زكاة ، فعرضنا ذلك على فضيلته ، فقد كان أفتى بعدم صرف الزكاة لجمعيّات تحفيظ القرآن الكريم ، وقلنا سنضعه في الطّلاب الفقراء والمعلمين المحتاجين ، فقال : ليُرد عليهم المبلغ ، أو يراجعون في تحويله لصرفه لغرض الزكاة .
وكان يقول : نحن مسؤولون عن هذا المال الذي بين أيدينا فلا نستهين ولا بريالٍ واحد ) . (2)
ـــــــــــــــ
(1) المصدر السابق .
(2) جريدة الجزيرة ، العدد 10346 .
وقال الدّكتور عبد الله بن علي الجعيثن :
( ومن أمثلة ذلك : أنه كان رحمه الله يميل إلى قوة القول بأن لابس الخفّ لو نزعه وهو على طهارة مسحاً أنه له إعادته والمسح عليه ، لكنه أوقف القول به على وجود قائلٍ به ممن سبقه ، حيث قال – رحمه الله تعالى – فالذي يمنعني من القول به هو أنني لم أطلع على أحدٍ قال به ، فإن كان قال به أحد من أهل العلم فهو الصواب عندي ) . (1)
ومن ذلك أن الشيخ أفتى بفتيا اتهمه الناس على إثرها بتهم شتّى تتعلّق باعتقاده ، وذات مرّة سأله أحد طلبة العلم عن تلك الفتوى وما أثارته ، فأجابه الشيخ ، وقال ضمن إجابته : ( إن النّاس إذا رأوا إنساناً مشهوراً تكلموا عليه ، وطعنوا فيه حسداً من عند أنفسهم ) وفي المساء طلب الشيخ شريط التسجيل الذي تضمّن هذا الكلام ، وطلب حذفه ، وقال: ( قَوْلي : إنساناً مشهوراً ما كان ينبغي لي قولها ، فهذه فيـها تزكية للنفس ) . (2)
وقال في شرح زاد المستقنع في أحد الدّروس :
( قضيّة الأوامر والنواهي لم أصل إلى ضوابط محددة في هذه المسألة ، لأننا لوقلنا بوجوب كل أمرٍ لكلفنا الناس ، وإلى سـاعتي هذه ما وجدت ضابطاً تنضبط به جميع الأوامر وجميع النواهي ، لأنه يخـرج من الوجوب
ـــــــــــــــ
(1) الدعوة ، العدد 1777 .
(2) الأسرة ، العدد 92 .


كثير من الأوامر بالاتفاق ، وأما ما خالف الإجماع فالأمر فيه واضح). (1)



يتبع بإذن الله

صادق الحديث
28 Jul 2010, 10:23 PM
لك جزيل الشكر على الموضوع الممتعة قراءته.

قائد_الكتائب
29 Jul 2010, 02:05 AM
لك جزيل الشكر على الموضوع الممتعة قراءته.

بوركت اخي وللموضوع بقية بإذن الله

توآآق
29 Jul 2010, 07:14 AM
رحم الله الشيخ الفقيد العلامة ابن عثيمين رحمه واسعه وأسكنه الله فسيح جناته ..،

وجزاك الله خير وبارك الله فيك ..،

قائد_الكتائب
01 Aug 2010, 03:13 AM
كثير من الأوامر بالاتفاق ، وأما ما خالف الإجماع فالأمر فيه واضح). (1)
وقال الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي :
( وكان رحمه الله يرفض أن يتسلّم رواتب الدروس التي يتخلّف عن تدريسها في الجامعة ، نظراً لبعض انشغالاته ) . (2)
وقال الشيخ محمد بن صالح المنجّد :
( خرج الشيخ مرّة مع شخصٍ في سيارته من عنيزة إلى بريدة في مهمة في مشروعٍ خيري ، فأسرع السائق المرافق للشيخ ، وكان في الطريق نقطة تفتيش على السرعة الزائدة ، فأوقفوا السيارة لإعطائه المخالفة ، فنظر العسكريّ في السيارة ، فإذا فيها الشيخ محمد بن صالح العثيمين، فاستحيا وقال : تفضّلوا امشوا ، فمشت السيارة ، وبعد برهة يسيرة ، قال الشيخ للذي معه : لماذا أوقفونا ؟ قال : لأجل السرعة الزائدة ، قال : ارجع إلى هذه النقطة ، فاستدار ورجع إلى أمر الشيخ ، فلمّا وصل إلى المكان قال لهذا العسكريّ : لماذا أوقفتنا قبل قليل ؟ قال : يا شيخ كان فيه سرعة زائدة ، قال ولماذا تركتنا نمضي ؟ قال : قلت لعلّكم مستعجلين وعندكم مسألة مهمّة ، قال : لا ، كم هي مخالفة السّرعة ؟ قال : يا شيخ ما فيه داعي ؟ قال :كم مخالفة السّرعة ؟ ثلاثمائة ، هذه مائة وخمسون منّي ومائة وخمسون تأخذها من هذا لأنه خالف ولأني ما نصحته، وأصرّ على دفـع
ـــــــــــــــ
(1) المصدر السابق .
(2) الاقتصادية ، العدد 2650 .

المبلغ ). (1)
وقال الدكتور أحمد بن سليمان العريني :
( عندما درّسنا لمادة العقيدة في كلّية الشريعة بالقصيم ، وأجرى لنا امتحان أعمال السنة ، كان الامتحان يوم الأحد ، وفي السّبت الذي يليه أحضر أوراق الإجابة مصحّحة ، بينما عدد الطّلاب يفوق الثمانين ، فسلّم لنا الأوراق وقال : اقرؤُوها ، ومن وجد أنّي ظلمته في شيء من الدرجات أثناء التصحيح فليُراجعني ، وأذكر أن أحد الزّملاء راجعه في نصف درجة فأضافها له ) . (2)
وقال الشيخ بدر بن نادر المشاري :
( كان رحمه الله لا يستخدم أقلام وأوراق الدوائر الحكومية في أعماله الخاصة والشّخصية ، حدّثني أحد طلاب الشيخ : أنه في أيّام الحج يقول : كنّا في صحبة الشيخ ، وقد وفّرت لـه الدّولة وفّقها الله هاتفاً مجّانياً بالصّفر الداخلي ، وإذا أراد أن يتصل الشيخ اتصالاً شخصياً اتصل بهاتفه الخاص ، وكان يقول : هذا هاتف يستقبل ولا يرسل ، بل ويقول نفس طالب الشيخ :
اتصل بي في إحدى المحاكم بالمملكة وقال : لديّ ورقة خاصة أريد أن أرسلها لك بالفاكس ، أعطني رقم الفاكس ، فقلت : هذا الرقم يا شيخ يتحول إلى فاكس ، فقال الشيخ : أليس هذا رقم المحكمة ؟ قلت : بلى ،
ـــــــــــــــ
(1) شريط 100 فائدة من العلامة ابن عثيمين .
(2) الدعوة ، العدد 1777 .
قال : والفاكس أليس للمحكمة ؟ قلت : نعم ، قال : كيف أرسل ورقة خاصة على حساب بيت مال المسلمين ؟ اذهب واشتري فاكساً لأرسل لك الورقة ، وتم ذلك ) . (1)
وقال الشيخ عقيل بن عبد العزيز العقيل :

( دعاني الشيخ ابن عثيمين للطعام ، وكان نوعاً واحداً على السفرة ، وبعد أن تناولنا الغداء أعطاني كيساً فيه مبلغ كبير من المال جُمع في المسجد لصالح المسلمين ، ولما خرجت لحقني الشيخ مسرعاً قبل ركوبي ، ويناديني ، فقلت : ماذا تريد يا شيخ ؟ فقال : انتبه ، إن في الكيس نصف ريال ، فقلت : أبشر يا شيخ، وعندما فتح الكيس وعددنا الأموال وجدنا نصف ريال، وكان الشيخ من حرصه على أموال النّاس وصدقاتهم خائفاً أن ننسى هذا النصف .. ) . (2)

قائد_الكتائب
01 Aug 2010, 03:17 AM
قال الأخ خالد بن صالح الشبل :
( كان للشيخ محاضرة في إحدى الدور الصيفية للبنات التابعة لجمعية تحفيظ القرآن في عنيزة ، ولما حضر كنت أحضرت معي إناءً صغيراً فيه رطب ، وكان الرطب في بدايته ، ولما قَدّمته للشيخ أكل منه اثنتين أو ثلاثاً ، واستغرب أن يوجد هذا في ذلك الوقت ، لكني قلت له : إن هذا من نخلة عندنا بجوار المسجد ، وتُسقى من ماء المسجد ، ويأكل منها جماعة المسجد والمارة ، فتغيّر وجهه وقال لي ولم يكن معنا أحد : يعني

ـــــــــــــــ
(1) شريط ( أحبّ لقاء ربّه ) نقلاً عن صفحات مشرقة لحمود المطر .
(2) جريدة الرياض ، العدد 11891 .

ليست عندك في البيت ؟ قلت : لا ، فأخرج من جيبه عشرين ريالاً ، ومدّها لي ، فحاولتُ ردّه ، لكنه رفض بشدّة ، فأدخلت المبلغ للمسجد، وندمت إن كنت أسأت إلى الشيخ من حيث لا أريد ذلك ، وإنّما أحببت أن يطعم منها حُبّاً له ) . (1)

وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الغفيص :
( ذات مرة ونحن في الغرفة التي يجلس بها في المسجد الحرام للرد على أسئلة المستفتين ازدحمت الغرفـة كثيراً بسبب وفود قدمت من الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي ، وجاء وقت الإفطار ، فأخذ يوزّع التمر على الضيوف بنفسه رحمه الله ، وقام أحد الطلبة بإدخال أحد ترامس الماء التي خارج الغرفة بجوار الباب لكثرة الناس داخل الغرفة ، وكان التّرمس الذي بداخلها لا يكفي ، فقال الشيخ : لا تُدخله ، فهذا لم يوضع لنا داخل الغرفة ، وإنما للمصلين الذين بالخارج .

ومن ذلك أيضاً : أنه كان يقتصد في الإضاءة داخل الغرفة ، فعندما أشعل الأنوار وقد تكون ثلاثاً أو أربعاً ، يقول : يكفي واحدة أو اثنتان ويأمرني بذلك ) . (2)

وقال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي :
( من عجائب ورعه ودقّته أنه إذا تغيّب عن إمامة الجامع بسفرٍ أو نحوه دفع ما يقابل راتب الإمامة لمن استخلفه ، وكان إبان تدريسه بالمعهد

ـــــــــــــــ

(1) الجزيرة ، العدد 10339 .
(2) ملحق الأربعاء ، عدد يوم 29/10/1421هـ .
العلمي كما حدّثونا من سبقونا أنه إذا تأخّر عن الدّوام ولو لبضع دقـائق أثبت ذلك في سجلّ الحضور والانصراف ، وكتب أمامه : بغير عذرٍ ) . (1)


ومن أبرز مظاهر الورع عند الشيخ رحمه الله تعالى ما اشتهر عنه من رفضه للمناصب الكبرى ، ومنها منصب القضاء .
فقد أصدر الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس قضاتها أمره بتولّي الشيخ – المترجم – القضاء في محكمة الإحساء رئيساً لها .

فاعتذر الشيخ ولم يقبل الشيخ ابن إبراهيم رحمه الله تعالى اعتذاره لما يجده في الشيخ ابن عثيمين من القدرة على تولّي هذا المنصب الهام والخطير في نفس الوقت ، لكن الشيخ محمد ألحّ في رفضه ، وبعد اتصالات مع الشيخ ابن إبراهيم - رحمه الله تعالى - قبِل اعتذاره .

وقال الشيخ عبد القادر محمد العماري ، رئيس المحاكم الشرعية بقطر سابقاً :
( فابتعاده رحمه الله عن القضاء على الرّغم من إلحاح فضيلة الشيخ محمد ابن إبراهيم عليه يدلّ على زهده وورعه ، ولكن إلحاح الشيخ محمد باعتباره رئيس القضاء كان مبنياً على أن من مسؤوليته أن يتولّى الأكفاء



ـــــــــــــــ

(1) جريدة البلاد، العدد 16244 .


والنُزَهاء ، وأن من واجبهم المشاركة في المسؤولية حتى لا تخلو الساحة
من الأكفاء والمخلصين ، ويترك الحبل على الغارب ، وتكون النتيجة عكسية ، فيتحمل مسؤوليتها الجميع أمام الله ... ) . (1)





` ` `