همي الدعوه
04 Jul 2010, 01:16 AM
إنهنَّ عائدات وإنهم عائدون
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هنَّ العائدات؟ ومن هم العائدون؟ إنهنَّ التائهات الحائرات، وإنهم التائهون الحائرون، ملايين الرجال والنساء في آفاق هذه الدنيا بهرتهم أضواء الحرية المطلقة التي لمعت على جثث ملايين القتلى أهدرت دماءهم حركات التحرُّر في أوروبا وأمريكا ودول الشرق الأقصى وفي أفريقيا البيضاء والسوداء، ملايين الرجال والنساء ركضوا وركضن وراء ذلك السراب الكاذب، سراب العدالة والديمقراطية الوهميين، سراب السعادة والاستقرار النفسي المزعومين.
وظلوا يركضون وظللن يركضن، لا يسمعون صوت واعظ، ولا تحذير مصلح، ولا نداءات موجه تتعالى من هنا وهناك، وأنى لهم وأنى لهن أن يسمعوا تلك الأصوات المحذرة المرشدة وضجيج العصر بآلاته ومعداته، وإعلامه ودعاياته، وأهوائه وضلالاته، ومروجيه ومحذِّراته، يحول بينهم وبين سماع كلمة طيبة، ورأي سديد.
إنهنَّ عائدات، وإنهم عائدون.. أولئك الذين سرقتهم المدنيَّة الزائفة من أرواحهم، وعقولهم، وفطرهم السليمة، واختطفتهم وسائل الإلهاء والفساد الخلقي من نقائهم، وعفتهم وتماسك مجتمعاتهم، والتئام شمل أسرهم، أولئك الذين ذهبوا في المتعة المحرمة كل مذهب، وركبوا إلى التفلت من القيم كل مركب، ومضوا - بلا هوادة - ضاحكين مستبشرين، ومن قيمهم وأخلاقهم السابقة ساخرين مستهزئين، وإلى النهايات السعيدة الموهومة راكضين... نعم أولئك هم العائدون الذين نتحدث عنهم هنا.
هذا أنيس منصور يقول في مقالة له نشرت في الشرق الأوسط قبل أيام بقلم فصيح عريض الحروف: (في هذه الأيام تنشر الصحف والمجلات الإنجليزية ظاهرة جديدة، وهي: أن المرأة تريد - بكل إصرار - أن تعود إلى البيت، فلم تجد في المساواة التي ركضت إليها ما يسعدها.. لقد تعبت المرأة الانجليزية فهي لم تعد أماً، ولا زوجة، ولا عشيقة، إنها تريد الأمومة، وتريد المنزل.. لقد خرجت المرأة المصرية - مقلدة للمرأة الغربية ولكنها ستعود..) السبت 21-3-1431هـ - بتصرف -.
ونقول لأنيس، شكراً على إبرازك لهذا الموضوع في وقت ينشغل فيه بعض كتابنا وكاتباتنا بتزيين باطل الغرب، والدعوة إلى دخول جُحْر الضبّْ، كما نقول: إن المرأة المصرية قد بدأت رحلة العودة منذ زمن ليس بالقصير، ولقد رأيت من نماذج المسلمات المصريات العائدات إلى واحة الفطرة السليمة في زيارتي الأخيرة التي كنت فيها ضيفاً على الجناح السعودي في معرض الكتاب في القاهرة ما أشعرني بالسعادة، وقد قال لي بعضهن بعد الأمسية، ادع لنا بالثبات، فنحن الآن متحجبات، موقنات مقتنعات، وقد كنَّا في حالة أخرى قبل سنوات.
نعم، أيها الهاربون والهاربات، من المسلمين والمسلمات، أرجو أن تتوقفوا قليلاً، وتتأمَّلوا ما حولكم ومن حولكم، قبل أنْ تصلوا إلى ما وصل إليه الآخرون، ثم تعودوا في رحلة عناءٍ مضنية مرهقة، وقد يحول الموت بينكم وبين هذه العودة فتخسرون - رجالاً ونساءً - خسارة هائلة، وتندمون ندامةً لا تغني عنكم - حينها - فتيلا.
لقد استشهدت هنا بقول (أنيس منصور) لعلَّه يقنعكم أيها الهاربون والهاربات، لأنه ليس ب(عالم دين) ولا (مفتي) ولا (رجل هيئة) ولا (مطوّع) ولكنَّه كاتب متحرِّر على حسب تصنيفكم، ميَّال إلى كثير من مظاهر المدنيَّة الغربية في كثير مما يقول ويكتب، ولربَّما لفت نظركم كلام مثله، وحرَّك كوامن (الوعي) عندكم، بعد أن وضعتم بينكم وبين دعوات العلماء والدعاة والمصلحين ألف حاجز وحاجز.
نعم، ثم نعم.. إنهنَّ عائدات.. وإنهم عائدون، فمَّا أشدَّ خسارة منْ لا يَعِيْنَ ولا يَعُون.
إشارة:
أنفسنا بالروح تسمو -- وما أجسامنا إلاَّ كمثل الإطار
صيدالفوائد
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هنَّ العائدات؟ ومن هم العائدون؟ إنهنَّ التائهات الحائرات، وإنهم التائهون الحائرون، ملايين الرجال والنساء في آفاق هذه الدنيا بهرتهم أضواء الحرية المطلقة التي لمعت على جثث ملايين القتلى أهدرت دماءهم حركات التحرُّر في أوروبا وأمريكا ودول الشرق الأقصى وفي أفريقيا البيضاء والسوداء، ملايين الرجال والنساء ركضوا وركضن وراء ذلك السراب الكاذب، سراب العدالة والديمقراطية الوهميين، سراب السعادة والاستقرار النفسي المزعومين.
وظلوا يركضون وظللن يركضن، لا يسمعون صوت واعظ، ولا تحذير مصلح، ولا نداءات موجه تتعالى من هنا وهناك، وأنى لهم وأنى لهن أن يسمعوا تلك الأصوات المحذرة المرشدة وضجيج العصر بآلاته ومعداته، وإعلامه ودعاياته، وأهوائه وضلالاته، ومروجيه ومحذِّراته، يحول بينهم وبين سماع كلمة طيبة، ورأي سديد.
إنهنَّ عائدات، وإنهم عائدون.. أولئك الذين سرقتهم المدنيَّة الزائفة من أرواحهم، وعقولهم، وفطرهم السليمة، واختطفتهم وسائل الإلهاء والفساد الخلقي من نقائهم، وعفتهم وتماسك مجتمعاتهم، والتئام شمل أسرهم، أولئك الذين ذهبوا في المتعة المحرمة كل مذهب، وركبوا إلى التفلت من القيم كل مركب، ومضوا - بلا هوادة - ضاحكين مستبشرين، ومن قيمهم وأخلاقهم السابقة ساخرين مستهزئين، وإلى النهايات السعيدة الموهومة راكضين... نعم أولئك هم العائدون الذين نتحدث عنهم هنا.
هذا أنيس منصور يقول في مقالة له نشرت في الشرق الأوسط قبل أيام بقلم فصيح عريض الحروف: (في هذه الأيام تنشر الصحف والمجلات الإنجليزية ظاهرة جديدة، وهي: أن المرأة تريد - بكل إصرار - أن تعود إلى البيت، فلم تجد في المساواة التي ركضت إليها ما يسعدها.. لقد تعبت المرأة الانجليزية فهي لم تعد أماً، ولا زوجة، ولا عشيقة، إنها تريد الأمومة، وتريد المنزل.. لقد خرجت المرأة المصرية - مقلدة للمرأة الغربية ولكنها ستعود..) السبت 21-3-1431هـ - بتصرف -.
ونقول لأنيس، شكراً على إبرازك لهذا الموضوع في وقت ينشغل فيه بعض كتابنا وكاتباتنا بتزيين باطل الغرب، والدعوة إلى دخول جُحْر الضبّْ، كما نقول: إن المرأة المصرية قد بدأت رحلة العودة منذ زمن ليس بالقصير، ولقد رأيت من نماذج المسلمات المصريات العائدات إلى واحة الفطرة السليمة في زيارتي الأخيرة التي كنت فيها ضيفاً على الجناح السعودي في معرض الكتاب في القاهرة ما أشعرني بالسعادة، وقد قال لي بعضهن بعد الأمسية، ادع لنا بالثبات، فنحن الآن متحجبات، موقنات مقتنعات، وقد كنَّا في حالة أخرى قبل سنوات.
نعم، أيها الهاربون والهاربات، من المسلمين والمسلمات، أرجو أن تتوقفوا قليلاً، وتتأمَّلوا ما حولكم ومن حولكم، قبل أنْ تصلوا إلى ما وصل إليه الآخرون، ثم تعودوا في رحلة عناءٍ مضنية مرهقة، وقد يحول الموت بينكم وبين هذه العودة فتخسرون - رجالاً ونساءً - خسارة هائلة، وتندمون ندامةً لا تغني عنكم - حينها - فتيلا.
لقد استشهدت هنا بقول (أنيس منصور) لعلَّه يقنعكم أيها الهاربون والهاربات، لأنه ليس ب(عالم دين) ولا (مفتي) ولا (رجل هيئة) ولا (مطوّع) ولكنَّه كاتب متحرِّر على حسب تصنيفكم، ميَّال إلى كثير من مظاهر المدنيَّة الغربية في كثير مما يقول ويكتب، ولربَّما لفت نظركم كلام مثله، وحرَّك كوامن (الوعي) عندكم، بعد أن وضعتم بينكم وبين دعوات العلماء والدعاة والمصلحين ألف حاجز وحاجز.
نعم، ثم نعم.. إنهنَّ عائدات.. وإنهم عائدون، فمَّا أشدَّ خسارة منْ لا يَعِيْنَ ولا يَعُون.
إشارة:
أنفسنا بالروح تسمو -- وما أجسامنا إلاَّ كمثل الإطار
صيدالفوائد