همي الدعوه
03 Jul 2010, 12:32 AM
يا دعاة الإسلام انزلوا إلى الشباب
املنا في الجيل القادم ...... فتيات اليوم هن أمل المستقبل لأنهن أمهات جيل النصر والتمكين ...... نعمل قدر طاقتنا لصناعة جيل المستقبل ....
كلمات جميلة تحمل تحت طياتها الكثير من المعاني النبيلة، ولكنها في الحقيقة تحمل معها الإحباط الحقيقي للجيل الحالي .
كثير من الدعاة هؤلاء الذين يتحدثون مع جيل الشباب على أنهم جيل فاشل والأمة منهارة بسببه والأمل كل الأمل في الأجيال القادمة، وكأنهم بلسان حالهم يقولون لا أمل في هذا الجيل.
هذا الخطاب اليائس يشترك في صياغته العديد من الأطياف الاجتماعية سواء مؤسسات الحكم أو المؤسسات التربوية أو حتى الأسر التي هي المادة الأساسية للنسيج المجتمعي .
إن دور الدعاة إلى الله لا يقتصر على مجرد الوعظ والإرشاد والتنبيه وفقط وإنما هم مطالبون بصناعة جيل المستقبل وإصلاح الجيل الحالي للخروج منه بأفضل النتائج .
تاريخ الأمة الإسلامية يبشر بأن الأمة يمكنها النهوض في زمن قياسي بل وكم من حادثة يرصد لنا فيها التاريخ إفاقة الأمة الإسلامية في سنوات معدودة وتحولها من الضعف إلى العافية والتمكين، وراجع إن شئت عصر الفتوحات الإسلامية الأول في عصر عمر والذي تحولت فيه الدولة الإسلامية من أمة صحراوية ناشئة إلى قائدة للعالم تنير له الدرب وتخرجه من شتى ظلمات الجهل والظلم والجبروت .
تكررت نفس الأحداث عبر التاريخ الإسلامي ولعل أشهرها كان التحول الكبير من الضعف والتفرق إلى الظفر والتمكين في عصر صلاح الدين وفي عصر قطز .
ولازال دور علماء الأمة هو المحرك الأول والأوحد والرئيس للمجتمعات الإسلامية للنهوض من كبوتها، مستخدمين في سبيل ذلك الدواء الفعال لأمراض الأمة وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدواتهم في العلاج هي جيل الشباب الذي هو وقود الأمة وساعدها القوي، فبهم تقوى الجيوش ومن خلالهم تصل دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها وبأفواههم تنطلق دعوة الحق .
إذا فدور العلماء والدعاة هو إصلاح الجيل الحالي وتكوين جيل المستقبل، وليس فقط محاولة إنشاء جيل جديد، وإهمال جيل حاضر.
هذه الحلقة المفقودة يجب أن تكتمل وهذا الثغر المفتوح يجب أن يغلق حتى يجري نهر الدعوة متصلاً من جيل إلى جيل دون أن يتحول مجراه أو تضعفه كثرة المنعطفات والشقوق .
وإذا كان الإعلام الموجه يختطف الشباب ويربي الناشئة على مبادئه فعلى الدعاة استغلال كل وسيلة دعوية ممكنه لمنع هذا الإعلام الذي يحمل تحت جلده السم الزعاف من الوصول لأفئدة هؤلاء الشباب .
ولا نريد أن يتوقف دور الدعاة على صد الهجمات وتصحيح السلوكيات والاعتقادات الناشئة عن تأثير الإعلام الموجه وإنما ننبه الجميع بأن خير وسيلة للدفاع الهجوم، فعلينا أن نبادر بالوصول للشباب في أماكنهم ومنتدياتهم وتجمعاتهم بخطاب سهل يفهمونه ولغة هي الأقرب لقلوبهم، وللأسف حتى الآن فهذا الكلام لم يترجم إلى واقع ملموس إلا من خلال الفضائيات الإسلامية والتي سكتت عنها مؤسسات الحكم في معظم البلدان لا لشيء إلا لأنها تلهي الدعاة عن العمل الصحيح من خلال التواجد الدائم بين الشباب في مساجدهم وتجمعاتهم وأنديتهم، فالفضائيات الإسلامية مع ما لها من دور طيب إلا أنها ليست أبداً البديل عن تواجد الدعاة بين الشباب وتوليهم مسئولية التربية والتوجيه المباشر .
اكتفاء الدعاة بالدعوة الفضائية فخ كبير، لا لأن الدعوة من خلال الفضائيات سيئة وإنما لأنها وحدها لا تكفي، هي فقط جزء من نسيج دعوي كبير ينبغي أن يتواجد من خلال المسجد والنادي والشارع والفضائيات والشرائط والإنترنت وغيرها .
وتقول إحدى الدراسات التربوية :
لا شك أن طبقة الشباب من الطبقات المستهدفة لجميع الجهات، إذ لا يخفى ما لهذه الفئة من تأثير على مجتمعاتها وبالتالي على مكانة بلادهم – سلبًا أو إيجابًا – في الواقع المعاش. فكان التركيز على الشباب من جهة الأعداء لتشويه الفكر وتحريف المعتقد وتهميش الدور وتفريغ الفاعلية، أمرًا مبيتًا ثم صار واقعًا محسوسًا لمس الجميع أثره.
وكان المفترض أيضًا أن يكون تركيز وسائلنا الإعلامية – وعلى رأسها الفضائيات العربية – على هذه الفئة الخطيرة، والهشة في آن، كبيرًا لإصلاحها وتنشئتها بعناية فائقة أمام دور هذه الوسائل الفعالة.. وهو ما لم يحدث للأسف الشديد.
ومن خلال (السلطة الناعمة) أو ما يسمى بالسلطة الرمزية، أو من خلال الإعلام الموجه، تمكن الغرب من تكوين نخبة متشبعة بقيمه ومبادئه في الأجيال السابقة وأصبحت تتحكم في كثير من مواقع النفوذ والتأثير في بلادنا وعلى رأسها السلطة الإعلامية التي آتت ثمارها في واقع الشباب على طول رقعة الوطن العربي.
وتقول دراسة للـ"يونيسيف" إن الشباب المراهق يقبل على المسلسلات الأجنبية والرياضة. وتقول: "إن أكثر البرامج التي تلاقي استحسان المراهقين هي الأفلام والمسلسلات وبرامج المنوعات والفيديو كليب، تليها بعض البرامج الأخرى. وهم نادراً ما يشاهدون النشرات الإخبارية أو أية برامج دينية أو ثقافية جادة". أ هـ .
مما سبق يتضح أن دور العلماء والدعاة وتواجدهم في أوساط الشباب بصورة دائمة هو الأساس بينما الإصلاح الفضائي هو وجه مكمل لأن الجانب الإغرائي أقوى أثراً إلى الآن للأسف الشديد .
فيا دعاة الحق صححوا مساراتكم وانطلقوا بين إخوانكم وأبناءكم بالحنو والعطف والتربية والتوجيه .
علموهم حب الله، علموهم حب رسوله صلى الله عليه وسلم، عودوهم على تحمل المسئولية، أعلموهم أنهم أصحاب رسالة ولا وقت أمامهم للاستهتار وتضييع الطاقة في الضار .
يا دعاة الإسلام تواجدكم يعني انتشال هذا الجيل من براثن الجهل والمخدرات والخلاعة التي أتتهم حتى مخادعهم وهاجمتهم في بيوتهم .
يا علماء الإسلام : أيها الربانيون : أنزلوا لأبنائكم و مدوا لهم أيديكم، ولو منعتم من ذلك أو ذقتم ما تخافون فهو في سبيل الله .
{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران].
أين نحن من شيخ الإسلام رحمه الله حين قال :
" ماذا يفعل أعدائي بي: إن إيماني في قلبي ، و قلبي بيد ربي:
- إن سجنوني فسجني خلوة .
- و إن نفوني فنفيي سياحة .
- و إن قتلوني فقتلي شهادة ."
وأخيراً إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله .
أبو الهيثم محمد درويش
طريق التوبة
منقول
املنا في الجيل القادم ...... فتيات اليوم هن أمل المستقبل لأنهن أمهات جيل النصر والتمكين ...... نعمل قدر طاقتنا لصناعة جيل المستقبل ....
كلمات جميلة تحمل تحت طياتها الكثير من المعاني النبيلة، ولكنها في الحقيقة تحمل معها الإحباط الحقيقي للجيل الحالي .
كثير من الدعاة هؤلاء الذين يتحدثون مع جيل الشباب على أنهم جيل فاشل والأمة منهارة بسببه والأمل كل الأمل في الأجيال القادمة، وكأنهم بلسان حالهم يقولون لا أمل في هذا الجيل.
هذا الخطاب اليائس يشترك في صياغته العديد من الأطياف الاجتماعية سواء مؤسسات الحكم أو المؤسسات التربوية أو حتى الأسر التي هي المادة الأساسية للنسيج المجتمعي .
إن دور الدعاة إلى الله لا يقتصر على مجرد الوعظ والإرشاد والتنبيه وفقط وإنما هم مطالبون بصناعة جيل المستقبل وإصلاح الجيل الحالي للخروج منه بأفضل النتائج .
تاريخ الأمة الإسلامية يبشر بأن الأمة يمكنها النهوض في زمن قياسي بل وكم من حادثة يرصد لنا فيها التاريخ إفاقة الأمة الإسلامية في سنوات معدودة وتحولها من الضعف إلى العافية والتمكين، وراجع إن شئت عصر الفتوحات الإسلامية الأول في عصر عمر والذي تحولت فيه الدولة الإسلامية من أمة صحراوية ناشئة إلى قائدة للعالم تنير له الدرب وتخرجه من شتى ظلمات الجهل والظلم والجبروت .
تكررت نفس الأحداث عبر التاريخ الإسلامي ولعل أشهرها كان التحول الكبير من الضعف والتفرق إلى الظفر والتمكين في عصر صلاح الدين وفي عصر قطز .
ولازال دور علماء الأمة هو المحرك الأول والأوحد والرئيس للمجتمعات الإسلامية للنهوض من كبوتها، مستخدمين في سبيل ذلك الدواء الفعال لأمراض الأمة وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدواتهم في العلاج هي جيل الشباب الذي هو وقود الأمة وساعدها القوي، فبهم تقوى الجيوش ومن خلالهم تصل دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها وبأفواههم تنطلق دعوة الحق .
إذا فدور العلماء والدعاة هو إصلاح الجيل الحالي وتكوين جيل المستقبل، وليس فقط محاولة إنشاء جيل جديد، وإهمال جيل حاضر.
هذه الحلقة المفقودة يجب أن تكتمل وهذا الثغر المفتوح يجب أن يغلق حتى يجري نهر الدعوة متصلاً من جيل إلى جيل دون أن يتحول مجراه أو تضعفه كثرة المنعطفات والشقوق .
وإذا كان الإعلام الموجه يختطف الشباب ويربي الناشئة على مبادئه فعلى الدعاة استغلال كل وسيلة دعوية ممكنه لمنع هذا الإعلام الذي يحمل تحت جلده السم الزعاف من الوصول لأفئدة هؤلاء الشباب .
ولا نريد أن يتوقف دور الدعاة على صد الهجمات وتصحيح السلوكيات والاعتقادات الناشئة عن تأثير الإعلام الموجه وإنما ننبه الجميع بأن خير وسيلة للدفاع الهجوم، فعلينا أن نبادر بالوصول للشباب في أماكنهم ومنتدياتهم وتجمعاتهم بخطاب سهل يفهمونه ولغة هي الأقرب لقلوبهم، وللأسف حتى الآن فهذا الكلام لم يترجم إلى واقع ملموس إلا من خلال الفضائيات الإسلامية والتي سكتت عنها مؤسسات الحكم في معظم البلدان لا لشيء إلا لأنها تلهي الدعاة عن العمل الصحيح من خلال التواجد الدائم بين الشباب في مساجدهم وتجمعاتهم وأنديتهم، فالفضائيات الإسلامية مع ما لها من دور طيب إلا أنها ليست أبداً البديل عن تواجد الدعاة بين الشباب وتوليهم مسئولية التربية والتوجيه المباشر .
اكتفاء الدعاة بالدعوة الفضائية فخ كبير، لا لأن الدعوة من خلال الفضائيات سيئة وإنما لأنها وحدها لا تكفي، هي فقط جزء من نسيج دعوي كبير ينبغي أن يتواجد من خلال المسجد والنادي والشارع والفضائيات والشرائط والإنترنت وغيرها .
وتقول إحدى الدراسات التربوية :
لا شك أن طبقة الشباب من الطبقات المستهدفة لجميع الجهات، إذ لا يخفى ما لهذه الفئة من تأثير على مجتمعاتها وبالتالي على مكانة بلادهم – سلبًا أو إيجابًا – في الواقع المعاش. فكان التركيز على الشباب من جهة الأعداء لتشويه الفكر وتحريف المعتقد وتهميش الدور وتفريغ الفاعلية، أمرًا مبيتًا ثم صار واقعًا محسوسًا لمس الجميع أثره.
وكان المفترض أيضًا أن يكون تركيز وسائلنا الإعلامية – وعلى رأسها الفضائيات العربية – على هذه الفئة الخطيرة، والهشة في آن، كبيرًا لإصلاحها وتنشئتها بعناية فائقة أمام دور هذه الوسائل الفعالة.. وهو ما لم يحدث للأسف الشديد.
ومن خلال (السلطة الناعمة) أو ما يسمى بالسلطة الرمزية، أو من خلال الإعلام الموجه، تمكن الغرب من تكوين نخبة متشبعة بقيمه ومبادئه في الأجيال السابقة وأصبحت تتحكم في كثير من مواقع النفوذ والتأثير في بلادنا وعلى رأسها السلطة الإعلامية التي آتت ثمارها في واقع الشباب على طول رقعة الوطن العربي.
وتقول دراسة للـ"يونيسيف" إن الشباب المراهق يقبل على المسلسلات الأجنبية والرياضة. وتقول: "إن أكثر البرامج التي تلاقي استحسان المراهقين هي الأفلام والمسلسلات وبرامج المنوعات والفيديو كليب، تليها بعض البرامج الأخرى. وهم نادراً ما يشاهدون النشرات الإخبارية أو أية برامج دينية أو ثقافية جادة". أ هـ .
مما سبق يتضح أن دور العلماء والدعاة وتواجدهم في أوساط الشباب بصورة دائمة هو الأساس بينما الإصلاح الفضائي هو وجه مكمل لأن الجانب الإغرائي أقوى أثراً إلى الآن للأسف الشديد .
فيا دعاة الحق صححوا مساراتكم وانطلقوا بين إخوانكم وأبناءكم بالحنو والعطف والتربية والتوجيه .
علموهم حب الله، علموهم حب رسوله صلى الله عليه وسلم، عودوهم على تحمل المسئولية، أعلموهم أنهم أصحاب رسالة ولا وقت أمامهم للاستهتار وتضييع الطاقة في الضار .
يا دعاة الإسلام تواجدكم يعني انتشال هذا الجيل من براثن الجهل والمخدرات والخلاعة التي أتتهم حتى مخادعهم وهاجمتهم في بيوتهم .
يا علماء الإسلام : أيها الربانيون : أنزلوا لأبنائكم و مدوا لهم أيديكم، ولو منعتم من ذلك أو ذقتم ما تخافون فهو في سبيل الله .
{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران].
أين نحن من شيخ الإسلام رحمه الله حين قال :
" ماذا يفعل أعدائي بي: إن إيماني في قلبي ، و قلبي بيد ربي:
- إن سجنوني فسجني خلوة .
- و إن نفوني فنفيي سياحة .
- و إن قتلوني فقتلي شهادة ."
وأخيراً إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله .
أبو الهيثم محمد درويش
طريق التوبة
منقول