المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ما حدث في خيمة أبها يا سمو الأمير !!



همي الدعوه
30 Jun 2010, 12:41 AM
هذا ما حدث في خيمة أبها يا سمو الأمير !!
الثلاثاء 29, يونيو 2010



د. خليل بن عبد الله الحدري
لجينيات ـ
شهد حي ( المنح ) بمدينة ( أبها ( الساحرة ملتقى الخيمة الدعوية السياحية عام 1429/1430هـ وكان موقع الخيمة على الطريق العام بين أبها والخميس ليكون حدثا جماهيريا ملفتا للأنظار يثبت للجميع أن دولتنا السعودية الكريمة لا تقف عند مجرد التنظير في حفظ دين المجتمع وأخلاق أهله ، بل تعدت ذلك إلى البرامج العملية القائمة على منهج التوسط والاعتدال الذي قام عليه كياننا الكبير ، فكانت خيمة أبها الدعوية ، وإن شئت فقل : ( جامعة أبها الدعوية السياحية ) .

وقد رغب فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بأبها في أن تكون الخيمة في مكان قريب من الناس مولودة تحت شعاع شمس أبها الدافئة ، في منطقة مفتوحة يتردد التيار الهوائي اللطيف – المادي منه والمعنوي - على أروقتها فينعش فؤاد المرتاد ويكون بلاغا للحاضر والباد .

انطلقت مسيرة الخيمة في ( خمسة عشر ) يوما خلت من غرة شهر شعبان عام 1430هـ كانت حديث أهل المنطقة ، بل حديث السياح من داخل المملكة وخارجها .

بنيت الخيمة الدعوية السياحية على مساحة تقارب الـ ( مائة ألف متر مربع ) بمواصفات عالية الجودة شبهها بعض الحاضرين بـ ( فندق 5 نجوم ) لتلبية البرامج المنوعة التي خطط لها القائمون على الخيمة في جو من الارتياح الجسدي والنفسي .

حيث اشتملت الخيمة على قاعتين للمحاضرات العامة للرجال والنساء ، وقاعات أخرى للتدريب على مهارات الحياة للجنسين ، وملاعب رياضية للشباب جمعت عددا من الفرق الرياضية في تنافس رياضي واع يستهدف حفظ الشبيبة في أوقات الفراغ ببرامج رياضية هادفة .

أما الصغار فحدث عن مسرحهم التربوي الهادف وحدث عن الملاهي التي يقضون فيها وقتا طويلا دون ملل .

وحين تعرج على الخيمة النسائية التي يتقاطر النساء لها من بعد صلاة العصر إلى ما بعد منتصف الليل فلا تسأل عن متعة النساء في أروقتها وهن يتنقلن بين حلقات التعارف في الساحة المفتوحة الفسيحة جدا المفروشة بالبساط الأخضر وبين قاعة المحاضرات المشتركة مع الرجال تارة والمقتصرة على النشاط النسائي تارة أخرى ، وحدث عن موائد الإفطار أيام الصيام النفل ، وليتك ترى البيوت وهي تتسابق إلى تفطير الصائمين في مشهد من التكافل والتراحم والتعارف والعمل الاجتماعي الذي يجل عن الوصف ، حتى غدت ليالي الخيمة تغص بالحاضرين والحاضرات الذين يقدر عددهم في اليوم الواحد بالآلاف من الجنسين .

وليتك – يا رعاك الله - تسمع أهازيج الصدور وهي تلاحق أميرنا المحبوب بالدعاء الصادق أن يمده الله بالعون والتوفيق في أمور دينه ودنياه وأن يحفظ الله ولاة أمرنا ذخرا للبلاد والعباد .

إنها متعة الصيف الأبهاوي المميز وهو يفتح ذراعيه لأبناء الخليج كله سعيا إلى تلبية احتياجات الأسرة من الرجال والنساء والأطفال في برامج منوعة جاوز عددها ( 280 ) فعالية في ( خمسة عشر ) يوما فقط ، من الساعة الرابعة والنصف عصر إلى الواحدة ليلا ، ترددت بين المنشط الثقافي والتدريبي والمسرحي والأدبي والرياضي والفكري بمصاحبة المعارض المتنوعة التي شاركت فيها القطاعات الحكومية والخاصة .

ولهذا لم يستغرب الناس أن تكون أبها في تصنيف اللجنة العليا للسياحة في طليعة مدن مملكتنا السياحية التي حصلت على المركز الثاني بعد سياحة مدينة بريدة ، فقد دفعت الخيمة الدعوية سياحة أبها بما نسبته من التقدير 90% لهذا المركز ، لتسقط الفرضية التي شككت الناس في نوايا المصلحين وجعلت منابر الدعوة ومناشطها غرضا للوقيعة وبابا للتشوية ، وأوهمت الناس أن أرباب هذه المناشط لا يجيدون الجمع بين المتعة السياحية والمحافظة على هوية البلد وعاداته الأصيلة .

وبالتالي فقد أثبت القائمون على منابر الدعوة أنهم أقدر على الإبداع في نفع الناس ، وأنهم أصدق لهجة ، وأنفع بذلا ، وأن مصلحة الدين والوطن تحتل من اهتماماتهم حيزا كبيرا بل هي الحيز كله دون شك ، ومع ذلك فقد كان نجاحهم الكبير مرتهن بالعمل الجاد الذي شاركت فيه مؤسسات الدولة في المنطقة ، المدنية منها العسكرية ، ليرسل الجهد الجماعي لهذه المؤسسات رسالة اجتماعية إيحائية إيجابية تقول : ها نحن يد واحدة في البذل ، وكف واحدة في الاجتماع ، وجسد واحد في العطاء .

إن خيمة أبها الدعوية بكل فرقها العاملة المباشرة وغير المباشرة لم تكن موطنا للتشدد ، ولا موئلا للخلاف ، ولا محضنا للإرهاب ، ولا مكانا لتصدير الأفكار الضالة .. بل كانت منارة اعتدال في المنهج ، ومئذنة توسط في الفكر والتربية ، شهد الجميع من داخل المملكة وخارجها بنجاحها المشرف ومنحوها تقدير (الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة المنتج الدعوي والثقافي والتربوي والتدريبي للخيمة وتداوله بين المدائن والمحافظات ) .

وحين يؤمن الواعون بأن العمل المنتج لا بد له من تاج يتربع على هامة نجاحه فقد جعل القائمون على هذه الخيمة تاجها تشريف صاحب السمو الملكي الأمير الإنسان فيصل بن خالد بن عبدالعزيز برعايته الكريمة حفلها الختامي ، ليضع عليها بصمته المعبرة عن سياسة الدولة – حرسها الله – في قيامها بحفظ دين الناس ودنياهم ، وبذل كل مستطاع في دعم برامج الدعوة إلى الله تعالى على هدي بصيرة .

تلك هي الخيمة الدعوية السياحية الأبهاوية ، وهؤلاء هم بُناتها ، وأولئك هم رعاتها ، وهذه أهدافها ، وتلك ثمراتها .. إنها رصيد ضخم في منجزات وطننا الكبير بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ، بعد توفيق الله تعالى ، ثم بالعين الساهرة على مطالب الناس في منطقتنا الحبيبة صاحب المبادرات الكريمة الأمير الإنسان فيصل بن خالد ، ثم تأتي في أثر ذلك جهود المخلصين من محبي الدين والوطن .

فلتهنأ عيوننا بهذا النتاج المميز ما دامت مؤسساتنا الدعوية تنجح في خدمة الدين والوطن بهذه الصورة المبهجة ، ولنرفع لمقامكم الكريم – يا صاحب السمو – تجديد التهنئة القلبية الخالصة بحصول أبها البهية على المركز الثاني في منظومة العمل السياحي الهادف ، وفي انتظار المركز الأول لصيفنا الأبهاوي القريب إن شاء الله . والله من وراء القصد .

د . خليل بن عبدالله الحدري
جامعة أم القرى – مكة المكرمة

أنهاري
06 Jul 2010, 04:59 PM
مشكور اخي

حفيد السلف
06 Jul 2010, 05:17 PM
جزاك الله خيرا .. و بارك فيك .