أبولؤى
26 Jun 2010, 11:59 AM
العُميـان عـن خطـر إيــران
للشيخ/ حامد بن عبد الله العلي (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=500)
بعد عام سينعقـد مؤتمـر ما يسمـّى بـ : ( المجمـّع العالمي لأهل البيت ) ، ليناقش نتائج عمل أربع سنوات بعد المؤتمر الماضي قبل 3 سنوات ، والذي انعقد في طهران ، وصدر عنه ما يلي :
1ـ إنشاء ، و إقامة المساجد ، والمراكز الدينية مثل الحسينيات بصفتها مراكز تجمع عشّاق أهـل البيت ، وإقامة المراكز الثقافيـّة ، ورياض الأطفال ، والمدارس ، والحوزات العلمية ، والمستوصفات ، بالإضافة للملاعب الرياضية ، وعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء مسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في بانكوك ، ومسجد إمام الزمان ، في مقاطعة (سين كيانغ تشين) في الصين ، وحسينية فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ في سنغافورة ومسجد الزهراء _ رضي الله عنها _ في مدغشقر ، ومسجد وحسينية الزهراء _ رضي الله عنها _ في تونس ، ومسجد المصطفى في جنوب إفريقيا ، ومسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في قرغيزيا ، ومسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في أفغانستان ، ومدرسة الإمام الباقر في منطقة هيلمند في أفغانستان ، وجامع غلغيت في الباكستان ، والقسم الداخلي لمدرسة الإمام الباقر في منطقة كشمير والقسم الداخلي لحوزة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ العلمية في الباكستان!
2ـ تأسيس جمعيـات محلية في الدول (المناسبة) ! من الناحية السياسية ، والاجتماعية !
3ـ إقامة المخيمات الثقافية ، والتعليمية ، للتعرف على الثقافة الإيرانية الإسلامية ، وزيارة مختلف المراكز العلمية ، والثقافية ، والدينية ، والسياحية ، حيث تم إقامة 20 مخيم ثقافي لحوالي 1000 شخصية من جمهورية أذربيجان وماليزيا ، ومدغشقر ، والباكستان ، وبريطانيا ، والبحرين ، والسعودية ، وألمانيا وبلجيكا ، وهولندا ، وكينيا ، ودولة الإمارات ، وتركيا
4ـ تقديم الدعم للتجمعات الشيعية ، والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الشيعة ، وإجراء دراسات شاملة عن وضع الشيعة في مختلف أنحاء العالم ، والاهتمام بمشاكلهم بما فيهم أولئك في العراق ، وتونس ، والمغرب ، وتنزانيا ، والنيجر ، وبوركينافاسو، وغينيا كوناكري ، وجزر القمر ، ومدغشقر ، والسودان ، والجزائر ، وسيراليون ، وكينيا!
5ـ تأسيس لجنة تتألف من 70 شخصية من أعضاء الجمعية العامة ، والناشطين الشيعة ، والمسئولين من منظمات حقوق الإنسان بالإضافة إلى المتطوعين ، والحقوقيين وذلك بهدف الدفاع عن حقوق كافة الشيعة في مختلف أنحاء العالم ، وإيصال صوتهم إلى منظمة الأمم المتحدة ، ومنظمات حقوق الإنسان ، ومحكمة العدل الدولية !
6ـ تأسيس الجمعية العامة للنساء المنتمين لأهل البيت ، والتخطيط لإقامة فروع للجمعية في الدول المختلفة ، وقامت هذه الجمعية حتى الآن بإقامة العديد من الاحتفالات ، والمناسبات ، ومراسم العزاء ، والمؤتمرات في داخل ، وخارج البلاد ، وكل ذلك بهدف تعزيز الصحوة لدى المرأة المسلمة ، والأطفال والناشئة !
7ـ القيام بإصدار ، ونشر 434كتاب ، لتنمية النشاط الفكري للناشئة ، والشباب للتعرف على مبادئ المذهب الشيعي وعشاق أهل البيت ، وإرسال نصـف مليون كتاب إلى 24 دولة ، وتتضمن كتب مثل المصحف الشريف ، ونهج البلاغة ، والصحيفة السجادية ، وتاريخ الإسلام ، وأفكار الإمام الراحل _ الخميني _ بالإضافة إلى كتب الأدعية ، والزيارات ، وتعليم الصلاة للأطفال ، كما تم إنشاء حوالي 400 مكتبة في مختلف أنحاء البلاد ، وأكثر من 600 مكتبة في العراق ، بالإضافة إلى العديد من المكتبات في أفغانستان ، وأنحاء أخرى من العالم !
8ـ إقامة العديد من الاجتماعات ، والندوات ، ومراسم تكريم العديد من الشخصيات العلمية ، والدينية الشيعية ، بهدف تعزيز المعتقدات ، والشعائر الإسلامية ، حيث تم استضافة أكثر من 2000 طالب من باكستان ، وألمانيا ، وآذربايجان في دورات تعليمية في إيران للعمل كمبلغين في بلدانهم !
9ـ افتتاح مواقع الكترونية ، وغرف دردشة باللغتين العربية ، والانجليزية ، بهدف التعرف على الثقافة ، والمذهب الشيعي ، والرد على الشبهات ضدهم ، بالإضافة إلى افتتاح مركز التعليم العالي لمذهب أهل البيت ، بهدف تربية الكوادر اللازمة التي تعمل للترويج للمذهب الشيعي في مختلف أنحاء العالم !
10ـ تشكيل لجنة إعلامية فنية بهدف وضع التمهيدات اللازمة لافتتاح قناة الثقلين الفضائية _ الآن تم إنشاء قنوات عديدة _ وهي قناة شيعية ، وسيكون مقرها المركزي في طهران ، وتبث عبر الأقمار الصناعية لكافة أنحاء العالم ، وتبلغ كلفة المشروع 30 مليون دولار يتحمل المجمع العالمي نسبة 50% من التكلفة ، والبقية يتطوع بها الخيرين !
11ـ التمهيد لإقامة اتحادات للصحفيين ، والحقوقيين ، والأطباء ، والمؤلفين ، والفنانين الذين ينتمون لأهل البيت !
وقد شارك أكثر من 600 شخصية شيعية ، في الجمعية العمومية لهذا التجمّع ، وقـد قدموا من أكثر من 110 بـلد ، وصدر عنه :
تشكيـل خمس لجان: لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية ، لجنة الشؤون الاقتصادية ، لجنة الشؤون السياسية ، والحقوقية ، وكذلك لجنة خاصة بشؤون العراق ، ولبنان ، ولجنة شؤون المرأة ، ودورها في المجتمع.
وهذا النشاط ليس سوى جزءٍ يسير من مشروع التمدد الإيراني الذي ينفق عليه المليارات ، ولو على حساب مصالح الشعب الإيراني في الداخل .
ومن أوضح الأمثلة على نتاج مثل هذه المشاريع الخطيرة ، ما يجري في الكويت من إنتشار لمؤسسات إعلامية ، وتجمعات شيعيّة ، وأنشطـة محمومة لاتتوقف كلُّها مرتبطة بالسفارة الإيرانية .
ومنها ما أثيـر طرف يسير عنه في وسائل إعلام كويتية محلية ، عن شبكة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني ، أكتشف أول خيوطهـا في تورط وزير بحريني فيها ، ثـم تطـوّر الأمـر إلى إفتضـاح إمتداد لهذه الشبكة في الكويت ، وظهر في التحقيقات أنَّهـا مكلفة بمخطط تخريبي كبير يشمل إغتيالات سياسية ، وأنَّ لها مثيلات في دول الخليج ، وأنها ترتبط كلُّها بالحرس الثوري الإيراني في ضمن المخطط الإيراني التوسعي الذي ألقينا الضوء على بعض مشاريعه آنفا في سرد قرارات أحـد تجمعاته ( وهو المجمع العالمي لأهل البيت ).
والخطة التي تجري في الكويت ، هي شبه استنساخ لخطة الإستيلاء الإيراني على البحرين ، وننوه هنا إلى كتاب مهم جدا للدكتور هادف الشمري ، بعنوان ( الخطة الخمسينية وإسقاطاتها على مملكة البحرين ) ، حيث كشف عن الخطوات التي تم تحقيقها في البحرين من الخطة الخمينيّة للتوسع الإيراني على العالم الإسلامي.
وسننقل من هذا الكتاب نقول مهـمّة ، جازمين أنَّ كل من يقرأها من أهل الكويت سيتبين له التشابه العجيب بين خطة شيعة الكويت لضمهـا إلى إيران ، ونظيرتها في البحريـن :
وإليكم بعض النقول بتصـرف يسيـر : ( نصّت الخطة على أن تصدير الثورة على رأس الأولويات ، ولتحقيق هذا الهدف ، تأسّس عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني ... وفي البحرين ، تم التوجيه لهادي المدرسي بتكوين ( الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ) ومقرها طهران ).
( وقـد سعت الجبهة منذ بدايتها لإسقاط حكم آل خليفة (السني) ، وإقامة نظام شيعي، موافق للنظام الإيراني ، ثم سلخ هذا البلد عن محيطه الخليجي ، وربطه بالجمهورية الإيرانية ) .
( طالب صادق روحاني بضم البحرين إلى إيران في صيف عام 1979م ، وهذه المطالبة من أحد قادة النظام الإيراني كانت بمثابة الإعلان عن بداية المـدّ الشيعي في البحرين ، وقد تبعها حوادث شغب ، عمّت العاصمة المنامة وغيرها ، ومنذ ذلك الوقت تعددت في البحرين محاولات الانقلاب ، وحوادث الشغب ، والتخريب التي تراق فيها الدماء ، وتدمر فيها المرافق العامـّة ، وتشل الحركة الاقتصادية )
( في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تم إنشاء ( حزب الله البحريني ) ليكون الجناح العسكري للجبهة ، وقد قام هذا الحزب بأعمال خطيرة ، ومن أبرز قادته في الماضي والحاضر: علي سلمان ، أمين عام جمعية الوفاق ، ومحمد علي محفوظ ، وسعيد الشهابي، وحسن مشيمع ، أمين عام حركة "حق" غير المرخصة ، ومنصور الجمري ، رئيس تحرير صحيفة الوسط، وعبد الوهاب حسين، ومجيد العلوي، وزير العمل الحالي، وعلي العريبي ، القاضي بالمحكمة الجعفرية الكبرى )
(نصّت الخطة الإيرانية الخمسينية على أن حكومة إيران حكومة مذهبية ، تأخذ على عاتقها نشر التشيع ، وتشييع المنطقة ، وقد عملت إيران على تحقيق هذا الهدف من خلال سفاراتها في الخارج ، ومن خلال المراكز الثقافية التابعة لها ، ومن خلال المكتبات الشيعية ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية )
( وفي البحرين فإنه لا تخلو مدينة أو قرية ، إلاّ يوجد بها عدد من المكتبات الشيعية مثل ( فخراوي ، الماحوزي ، العرفان ، الريف ، أهل البيت ) إضافة إلى المشاركة الشيعية النشطة في معارض الكتاب.
( وإضافة إلى الكتب والمكتبات والمعارض، فقد بادر الشيعة في البحرين مستغلين تساهل الحكومة ، إلى إقامة المآتم والحسينيات حتى بلغ عددها في سنة 2007م، بحسب ما هو مسجل رسمياً: 1122 مأتماً وحسينية ، في مقابل 500 مسجد لأهل السنة ، كما سمحت الدولة لهم بإظهار شعائرهم الدينية في شهر محرم ، وعرضها في التلفزيون ، حتى صـار تلفزيون البحرين الرسمي في التاسع ، والعاشر من محرم ، تلفزيوناً شيعياً صرفاً )
( من جملة ما دعت إليه الخطة التآمرية أن يمتلك الشيعة السلاح والقوة، باعتبار أن القوة هي إحدى الأسس التي تبنى عليها الدولة ، وشيعة البحرين يقيمون منذ سبعينيات القرن المنصرم المعسكرات التدريبية في مزارعهم وحسينياتهم ، على استخدام السلاح بأنواعه المختلفة ، كما أن إيران فتحت أراضيها ومعسكراتها لتدريبهم، وقد تدرّب منهم الآلاف )
( وبين الحين والآخر، تكتشف المخابرات البحرينية مخابئ للأسلحة في مناطق وقرى الشيعة، تلك الأسلحة التي يتم إنزال بعضها في القرى الساحلية الشيعية من خلال البواخر والقوارب الإيرانية )
( إنَّ امتلاك شيعة البحرين للسلاح والتدرب عليه، جعل المجتمع الشيعي في البحرين مجتمعا شبه عسكري ، ينتظر ( يوم الحسم والمفاصلة ) وما يزيد الأمر خطورة ، أنَّ شيعة البحرين استعملوا السلاح ضد بلدهم مرات عديدة ) .
( دعت الخطة العملاء إلى شراء الأراضي ، والبيوت ، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة ، وإمكانياتها ، لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ، ويزيدوا عدد السكان ، وقد جاء في الخطة القول: ( ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السُنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكني والعمل والتجارة) ) .
( وفي شهر سبتمبر/ أيلول سنة 2006، اكتشفت الحكومة قضية سعي الشيعة من ذوي الأصول الإيرانية إلى شراء مناطق ، وأحياء بأكملها في مدينة المحرق ، من خلال تمويل مالي بأقساط ميسرة ، قُدم للشيعة من خلال أحد البنوك الإيرانية ) .
وذكـر المؤلـف أن تحرك الدولة تجاه هذه القضية جاء متأخراً ، بعد أن سيطر الشيعة على أحياء لم تـزل تعرف بأنها سنيّة ، مثل حي (البنعلي) ، وحي (أبو ماهر) في المحرق ، واشتروا الأراضي ، والمنازل بكثافة في بعض أحياء المنامة ، مثل : الحورة ، والقضيبية ، والذواودة ، إلى أن أصدرت الحكومة قراراً بمنع بيع ، وشراء هذه المناطق إلاّ لأهلهـا ، الأمر الذي لم يعجب شيعة البحرين فشنوا هجوماً كاسحاً على الحكومة واتهموها بالطائفية ، والعنصرية )
ثم كشف المؤلـف النـقاب عن مخـطط آخر لشراء الأراضي تم الكشف عنه في السعودية ، وتحديداً في حفر الباطن ، المحاذية للعراق ، ذي الكثافة الشيعية ، حتى يسهل تهريب السلاح وتخزينه، إضافة إلى مراقبة قوات درع الجزيرة، وإرسال تحركاتها إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية .
وقد حـذر المؤلـف من دخول الشيعة في أجهزة الدولة المدنية ، والعسكرية ، بحسب ما جاء في الخطة الخمسينية الخمينية التي دعت الشيعة إلى ( أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكوميـة ، والانخراط خاصة في السلك العسكري) .
وذكر المؤلـف أنَّ الاختراق في البحرين ، وصـل كافة الأجهزة الحساسة مثل وزارة الدفاع ، ومركز الإحصـاء ، ورئاسة الوزراء ، وجامعة البحرين ، حتى إنَّ الشيعة صاروا يعرفون مسبقاً بتحركات سيارات الشرطة ، وكذلك أخبار المسؤولين السنة وتحركاتهم ومهماتهم.
وذكر المؤلف أن تكثير النسـل الشيعي من أهـم ما مخططات الشيعة في البحرين ، وذلك من خلال تعدد الزوجات، والتشجيع على التوسع في زواج المتعة .
وكذلك الحراك المحموم في تجنيس الشيعة خلال عقود مضت في البحرين ، وسط غفلة المسؤولين .
ثم ذكر المؤلف تطبيق شيعة البحرين للخطة الخمسينية في ناحيتها الإقتصادية حيث طالبـت الشيعة بإقامة علاقات مع أصحاب رؤوس الأموال ، وذوي النفوذ ، وذكر أن الشيعة في البحرين طوّروا من ثقلهم الإقتصادي ، حتى سيطروا على أسواق مثل الذهب ، والدواء ، والمواد الغذائية ، والصناعات الخفيفة.
وأنّ أثرياء الشيعة نشطوا في مساعدة شيعة البحرين عبر الصناديق الخيرية، ودعم المشاريع الإسكانية ، و تزويج الشباب ، وتمويل البعثات الدراسية للطلبة الشيعة.
ثم ذكر المؤلف تطبيقهم لشعار ( بالعلم ، والعمل ، والولد سوف نحكم البلد ) وكيف أستغلوا نظام البعثات ، لتقديم الشيعة على السنة ، وكذلك إستغلالهم فتـرة إبراهيم الهاشمي رئاسة جامعة البحرين ، حـيث كان إذا أرسل سبعين طالبا للبعثات يجعل خمسة منهم فقط من أهل السنة !
ولاريب أنّ كلّ متابع لنشاط الجيوب الإيرانية في الكويت ، من شيعة الكويت ، يلحظ بوضوح أنَّ كل ما حدث ، ويحدث في البحرين ، يجري مثله تماما في الكويت ، ويزيد الطين بلـّة في الكويت أنّ الدولة لازالت في غيّها سادرة ، وتنظر إلى هذا الخطر العظيم نظر المنقاد إلى حتفه وهو كالأبله لايدري ما الذي يقدم عليه !
هذا وإنَّ من أعظم الأخطار الإعتماد على التجاذب الغربي الإيراني في حـلّ الملف الإيراني ، وعلى حماية الغرب مصالحه في المنطقـة ، ذلك أنّ الغرب لايهمه في المنطقة إلاّ نفوذه ، وثرواتها ، فخطر إيران ليس على الكيان الغربـي نفسه ، بل على مصالحه المادية ، وحينـذٍ متى ما ضمن هذه المصالح سينتهي عنده الخطر ، وهذا ما يجري التفاوض عليه مع النظام الإيراني سـرّا !
أما الخطر على الخليج ، وعلى البلاد العربية ، من إيران ، فهو خطر على الكيانات نفسها ، ولا أعني هنا الأنظمة السياسية فحسـب ، بل كلِّ الكيان الإجتماعي ، فالمشروع الإيراني يستهـدف أسس الحضارة الإسلامية ، وهويتها ، ومعالم ثقافـتها ، وهو يهدد العروبة حاملة الإسلام ، ووعائه ، كما يهـدد الإسلام ، كما بينا ذلك في عدة مقالات سابقة ، كما يهدد النسيج الإجتماعي ، والأمن ، والإستقرار الحاضر ، والمستقبل.
والواجـب التحرك السريع لتطويق هذا الخطـر ، وأهـم وسيلة لحربه هو تحريك الملفات الداخلية في إيران لتشغل النظام بنفسه .
ذلك أنه لايوجد دولة في المنطقة فيها تعدد أعراق تتعرض لظلم داخلي مثل إيران ، وعلى رأسها الشعب الأحوازي ، ولهذا السبب يلجأ النظام إما إلى الحرب ، أو الإستعداد لها ، والتهويل بالخطر الخارجي ، لتصدير مشكلات النظام الناشئة من البون الشاسع بين شعارات الثورة ، وواقع الشعب الإيراني المزري ، تصديرها إلى الخـارج .
كما أنَّ فضح هذا النظام ، وكشف أهدافه ، وتعرية حقيقته من أهـم الأسلحة في إحباط خططه الشيطانية ،
هذا .. وإنَّ من أعجب الأشياء هذه الأيام ، عمى من يعمى عن شر النظام الإيراني ، وخطورته على الإسلام وأمـّة الإسلام ، ودجـله ، ونفاقـه ، وإسراره الأحـقادَ على المسلمين .
وقد سألني ذات مرة مشتغل بالفكر السياسي ، لماذا تتكلم عن خطر إيران على الخليج ، وليس تهديده لهـا إلاَّ لأنهـا ليست دولا إسلامية ، فقلت له فما بال هذا التحالف الإيراني مع النظام السوري هـل هو نظام إسلامي ؟! أليس هو نظام علماني ، ومن أشد الأنظمة العربية وحشية ؟!!
فأجاب : لكنه نظام مقاوم للهيمنة الغربية ، فقلت : فلماذا إذاً عادى النظام الحاكم في إيران ، النظامَ العراقي السابـق ، وكان أشدَّ من النظام الإيرانـي والسوري عداءً للغرب ، وأوضـح منهما ، وأصدق ، حتى المواجهة العسكرية التي انتهت بإعدام رئيس الدولة قائد الجيش العـراقي فـي أول معركـة عربيـة ضـدّ الإستعمار الإمبريالي الغربـي الحـديث ، بل كان النظام الإيراني بإعترافه السبب الرئيس في هزيمة هذا الجيش العربي ، ونجاح الإحتلال الأمريكي للعراق ؟!
فقال : لأنَّ النظام العراقي السابق كان محاربا لإيران من منطـلق قومي وهو الذي صنع هذا الجدار بينه وبين (الثورة الإسلامية) في إيران ، فقلت لـه فلماذا إذاً عادى النظام الإيراني نظام طالبان الإسلامي الذي لايحمل إلاّ مشروعا إسلاميا ، ومعـلوم أن طالبان حركة إسلامية نقيـّة خالصة ، وهـي من غير العرب أصلا ، ونظام طالبـان أيضا أشـدَّ عداوة للمشروع الغربي من النظام الإيراني ، وحركة طالبـان لازالت في حالة حرب مع الدول الغربية ، وتضـرب أروع الأمثلة في جهاد إسلامي مشرف ضد الإمبريالية الغربية الإستعمارية الحديثة ، بينما إيران أصـلا ليست في حالـة حرب ، لماذا عادت إيران نظام طالبان ، وأعلنت متبجّحة أنها لولاها ما سقط نظام (طالبان الإرهابي) ؟!
فبُهـت ، ولم يـدر ما يقول ؟!!
وقلت له أيضا : ولماذا كلّ هذا التعصـب الإيراني المهووس ضـد تسميـة الخليج بالعربي ؟!! ولماذا يحارب النظام الإيراني الأقلية العربية في الأحـواز حربا عنصرية مقيتة لاتعرف الرحمـة ، وكذا يحـارب السنـّة من غير العـرب في إيران ، ويبطش بهـا بطش مـن لايرقب في مؤمـن إلاَّ ولا ذمـّة .
ولماذا جرائـمه في العراق منذ إجتياحها جرائـم من يتمنّـى تدميـر كلَّ ما يمت إلى العرب ، وأهل السنة بصـلة ؟! ويبتغـي أن لاتقوم لهـم قائمة ؟!! وحتـَّى الفلسطينيين الذين كانوا في العراق سامهم سوء العـذاب قبل تهجيرهـم.
ولماذا ينفق كـلّ هذه المليارات التي لاتحصى لنشر الرفض ، وعقائده الباطنية في الدول السنيّة ، لتحريك الفتن فيها ، أليس يزعم أنه لافرق بين السنة والشيعة ؟!
إذاً لماذا يدسُّ فتنـه بين الشعوب السنية ، بتحريك الشيعة في البلاد الإسلامية ، وبإغـراء الفقراء السنـّة بالمال ، مستغـلاّ فقرهم ، وعوزهـم ليحولهم إلى الرفض ، وعقائده الخرافية الباطنية ، ليكونـوا مع الشيعة الذين يتم تجنيدهـم بؤر أضغـان ، وأوكـار أحـقاد على المسلمين ، ثم أذرعة سياسية له ، وشبكات للتجسّس ؟!
ولما سألني فلماذا يتبنّي النظام الإيراني القضية الفلسطينية ، قلت له إنه شعار يستفيد منه ثلاثة أشـياء ، ورقة يفاوض بها الغرب ليرفع شروط صفقته لتقاسم النفوذ ، وشعار يدر عليه تأييد الشعوب السنية ليمرر من تحته مشروعه التوسعي ، وغطاء يستر جرائمـه التي لاتحصى في داخل إيران وخارجها .
وبعد هذا أصبح هذا المحاور يقرأ عن المشروع الإيراني وفكره الباطني من زاوية أخرى ، متحررا من زيف شعاراته ، فتبين له كم كان مخدوعا به ، وتحول إلى داعية ضده.
هذا وقد آن الأوان لتكاتف جميـع المنابر الإسلامية ليصدر عنها موقف واحد مثل الموقف الشجاع للمؤتمر السادس لخريـجي الأزهـر الذي أصدر بيانا يحذر من إنتشار التشيع ومن أهدافه السياسية ، وينبثق عن تكاتف هذه المنابر عمل إسلامي ضخم مشترك يواجه هذا التحـدي الخطيـر الذي يهجـم على أمتنا .
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصيــر.
للشيخ/ حامد بن عبد الله العلي (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=500)
بعد عام سينعقـد مؤتمـر ما يسمـّى بـ : ( المجمـّع العالمي لأهل البيت ) ، ليناقش نتائج عمل أربع سنوات بعد المؤتمر الماضي قبل 3 سنوات ، والذي انعقد في طهران ، وصدر عنه ما يلي :
1ـ إنشاء ، و إقامة المساجد ، والمراكز الدينية مثل الحسينيات بصفتها مراكز تجمع عشّاق أهـل البيت ، وإقامة المراكز الثقافيـّة ، ورياض الأطفال ، والمدارس ، والحوزات العلمية ، والمستوصفات ، بالإضافة للملاعب الرياضية ، وعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء مسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في بانكوك ، ومسجد إمام الزمان ، في مقاطعة (سين كيانغ تشين) في الصين ، وحسينية فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ في سنغافورة ومسجد الزهراء _ رضي الله عنها _ في مدغشقر ، ومسجد وحسينية الزهراء _ رضي الله عنها _ في تونس ، ومسجد المصطفى في جنوب إفريقيا ، ومسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في قرغيزيا ، ومسجد الإمام علي _ رضي الله عنه _ في أفغانستان ، ومدرسة الإمام الباقر في منطقة هيلمند في أفغانستان ، وجامع غلغيت في الباكستان ، والقسم الداخلي لمدرسة الإمام الباقر في منطقة كشمير والقسم الداخلي لحوزة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ العلمية في الباكستان!
2ـ تأسيس جمعيـات محلية في الدول (المناسبة) ! من الناحية السياسية ، والاجتماعية !
3ـ إقامة المخيمات الثقافية ، والتعليمية ، للتعرف على الثقافة الإيرانية الإسلامية ، وزيارة مختلف المراكز العلمية ، والثقافية ، والدينية ، والسياحية ، حيث تم إقامة 20 مخيم ثقافي لحوالي 1000 شخصية من جمهورية أذربيجان وماليزيا ، ومدغشقر ، والباكستان ، وبريطانيا ، والبحرين ، والسعودية ، وألمانيا وبلجيكا ، وهولندا ، وكينيا ، ودولة الإمارات ، وتركيا
4ـ تقديم الدعم للتجمعات الشيعية ، والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الشيعة ، وإجراء دراسات شاملة عن وضع الشيعة في مختلف أنحاء العالم ، والاهتمام بمشاكلهم بما فيهم أولئك في العراق ، وتونس ، والمغرب ، وتنزانيا ، والنيجر ، وبوركينافاسو، وغينيا كوناكري ، وجزر القمر ، ومدغشقر ، والسودان ، والجزائر ، وسيراليون ، وكينيا!
5ـ تأسيس لجنة تتألف من 70 شخصية من أعضاء الجمعية العامة ، والناشطين الشيعة ، والمسئولين من منظمات حقوق الإنسان بالإضافة إلى المتطوعين ، والحقوقيين وذلك بهدف الدفاع عن حقوق كافة الشيعة في مختلف أنحاء العالم ، وإيصال صوتهم إلى منظمة الأمم المتحدة ، ومنظمات حقوق الإنسان ، ومحكمة العدل الدولية !
6ـ تأسيس الجمعية العامة للنساء المنتمين لأهل البيت ، والتخطيط لإقامة فروع للجمعية في الدول المختلفة ، وقامت هذه الجمعية حتى الآن بإقامة العديد من الاحتفالات ، والمناسبات ، ومراسم العزاء ، والمؤتمرات في داخل ، وخارج البلاد ، وكل ذلك بهدف تعزيز الصحوة لدى المرأة المسلمة ، والأطفال والناشئة !
7ـ القيام بإصدار ، ونشر 434كتاب ، لتنمية النشاط الفكري للناشئة ، والشباب للتعرف على مبادئ المذهب الشيعي وعشاق أهل البيت ، وإرسال نصـف مليون كتاب إلى 24 دولة ، وتتضمن كتب مثل المصحف الشريف ، ونهج البلاغة ، والصحيفة السجادية ، وتاريخ الإسلام ، وأفكار الإمام الراحل _ الخميني _ بالإضافة إلى كتب الأدعية ، والزيارات ، وتعليم الصلاة للأطفال ، كما تم إنشاء حوالي 400 مكتبة في مختلف أنحاء البلاد ، وأكثر من 600 مكتبة في العراق ، بالإضافة إلى العديد من المكتبات في أفغانستان ، وأنحاء أخرى من العالم !
8ـ إقامة العديد من الاجتماعات ، والندوات ، ومراسم تكريم العديد من الشخصيات العلمية ، والدينية الشيعية ، بهدف تعزيز المعتقدات ، والشعائر الإسلامية ، حيث تم استضافة أكثر من 2000 طالب من باكستان ، وألمانيا ، وآذربايجان في دورات تعليمية في إيران للعمل كمبلغين في بلدانهم !
9ـ افتتاح مواقع الكترونية ، وغرف دردشة باللغتين العربية ، والانجليزية ، بهدف التعرف على الثقافة ، والمذهب الشيعي ، والرد على الشبهات ضدهم ، بالإضافة إلى افتتاح مركز التعليم العالي لمذهب أهل البيت ، بهدف تربية الكوادر اللازمة التي تعمل للترويج للمذهب الشيعي في مختلف أنحاء العالم !
10ـ تشكيل لجنة إعلامية فنية بهدف وضع التمهيدات اللازمة لافتتاح قناة الثقلين الفضائية _ الآن تم إنشاء قنوات عديدة _ وهي قناة شيعية ، وسيكون مقرها المركزي في طهران ، وتبث عبر الأقمار الصناعية لكافة أنحاء العالم ، وتبلغ كلفة المشروع 30 مليون دولار يتحمل المجمع العالمي نسبة 50% من التكلفة ، والبقية يتطوع بها الخيرين !
11ـ التمهيد لإقامة اتحادات للصحفيين ، والحقوقيين ، والأطباء ، والمؤلفين ، والفنانين الذين ينتمون لأهل البيت !
وقد شارك أكثر من 600 شخصية شيعية ، في الجمعية العمومية لهذا التجمّع ، وقـد قدموا من أكثر من 110 بـلد ، وصدر عنه :
تشكيـل خمس لجان: لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية ، لجنة الشؤون الاقتصادية ، لجنة الشؤون السياسية ، والحقوقية ، وكذلك لجنة خاصة بشؤون العراق ، ولبنان ، ولجنة شؤون المرأة ، ودورها في المجتمع.
وهذا النشاط ليس سوى جزءٍ يسير من مشروع التمدد الإيراني الذي ينفق عليه المليارات ، ولو على حساب مصالح الشعب الإيراني في الداخل .
ومن أوضح الأمثلة على نتاج مثل هذه المشاريع الخطيرة ، ما يجري في الكويت من إنتشار لمؤسسات إعلامية ، وتجمعات شيعيّة ، وأنشطـة محمومة لاتتوقف كلُّها مرتبطة بالسفارة الإيرانية .
ومنها ما أثيـر طرف يسير عنه في وسائل إعلام كويتية محلية ، عن شبكة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني ، أكتشف أول خيوطهـا في تورط وزير بحريني فيها ، ثـم تطـوّر الأمـر إلى إفتضـاح إمتداد لهذه الشبكة في الكويت ، وظهر في التحقيقات أنَّهـا مكلفة بمخطط تخريبي كبير يشمل إغتيالات سياسية ، وأنَّ لها مثيلات في دول الخليج ، وأنها ترتبط كلُّها بالحرس الثوري الإيراني في ضمن المخطط الإيراني التوسعي الذي ألقينا الضوء على بعض مشاريعه آنفا في سرد قرارات أحـد تجمعاته ( وهو المجمع العالمي لأهل البيت ).
والخطة التي تجري في الكويت ، هي شبه استنساخ لخطة الإستيلاء الإيراني على البحرين ، وننوه هنا إلى كتاب مهم جدا للدكتور هادف الشمري ، بعنوان ( الخطة الخمسينية وإسقاطاتها على مملكة البحرين ) ، حيث كشف عن الخطوات التي تم تحقيقها في البحرين من الخطة الخمينيّة للتوسع الإيراني على العالم الإسلامي.
وسننقل من هذا الكتاب نقول مهـمّة ، جازمين أنَّ كل من يقرأها من أهل الكويت سيتبين له التشابه العجيب بين خطة شيعة الكويت لضمهـا إلى إيران ، ونظيرتها في البحريـن :
وإليكم بعض النقول بتصـرف يسيـر : ( نصّت الخطة على أن تصدير الثورة على رأس الأولويات ، ولتحقيق هذا الهدف ، تأسّس عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني ... وفي البحرين ، تم التوجيه لهادي المدرسي بتكوين ( الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ) ومقرها طهران ).
( وقـد سعت الجبهة منذ بدايتها لإسقاط حكم آل خليفة (السني) ، وإقامة نظام شيعي، موافق للنظام الإيراني ، ثم سلخ هذا البلد عن محيطه الخليجي ، وربطه بالجمهورية الإيرانية ) .
( طالب صادق روحاني بضم البحرين إلى إيران في صيف عام 1979م ، وهذه المطالبة من أحد قادة النظام الإيراني كانت بمثابة الإعلان عن بداية المـدّ الشيعي في البحرين ، وقد تبعها حوادث شغب ، عمّت العاصمة المنامة وغيرها ، ومنذ ذلك الوقت تعددت في البحرين محاولات الانقلاب ، وحوادث الشغب ، والتخريب التي تراق فيها الدماء ، وتدمر فيها المرافق العامـّة ، وتشل الحركة الاقتصادية )
( في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تم إنشاء ( حزب الله البحريني ) ليكون الجناح العسكري للجبهة ، وقد قام هذا الحزب بأعمال خطيرة ، ومن أبرز قادته في الماضي والحاضر: علي سلمان ، أمين عام جمعية الوفاق ، ومحمد علي محفوظ ، وسعيد الشهابي، وحسن مشيمع ، أمين عام حركة "حق" غير المرخصة ، ومنصور الجمري ، رئيس تحرير صحيفة الوسط، وعبد الوهاب حسين، ومجيد العلوي، وزير العمل الحالي، وعلي العريبي ، القاضي بالمحكمة الجعفرية الكبرى )
(نصّت الخطة الإيرانية الخمسينية على أن حكومة إيران حكومة مذهبية ، تأخذ على عاتقها نشر التشيع ، وتشييع المنطقة ، وقد عملت إيران على تحقيق هذا الهدف من خلال سفاراتها في الخارج ، ومن خلال المراكز الثقافية التابعة لها ، ومن خلال المكتبات الشيعية ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية )
( وفي البحرين فإنه لا تخلو مدينة أو قرية ، إلاّ يوجد بها عدد من المكتبات الشيعية مثل ( فخراوي ، الماحوزي ، العرفان ، الريف ، أهل البيت ) إضافة إلى المشاركة الشيعية النشطة في معارض الكتاب.
( وإضافة إلى الكتب والمكتبات والمعارض، فقد بادر الشيعة في البحرين مستغلين تساهل الحكومة ، إلى إقامة المآتم والحسينيات حتى بلغ عددها في سنة 2007م، بحسب ما هو مسجل رسمياً: 1122 مأتماً وحسينية ، في مقابل 500 مسجد لأهل السنة ، كما سمحت الدولة لهم بإظهار شعائرهم الدينية في شهر محرم ، وعرضها في التلفزيون ، حتى صـار تلفزيون البحرين الرسمي في التاسع ، والعاشر من محرم ، تلفزيوناً شيعياً صرفاً )
( من جملة ما دعت إليه الخطة التآمرية أن يمتلك الشيعة السلاح والقوة، باعتبار أن القوة هي إحدى الأسس التي تبنى عليها الدولة ، وشيعة البحرين يقيمون منذ سبعينيات القرن المنصرم المعسكرات التدريبية في مزارعهم وحسينياتهم ، على استخدام السلاح بأنواعه المختلفة ، كما أن إيران فتحت أراضيها ومعسكراتها لتدريبهم، وقد تدرّب منهم الآلاف )
( وبين الحين والآخر، تكتشف المخابرات البحرينية مخابئ للأسلحة في مناطق وقرى الشيعة، تلك الأسلحة التي يتم إنزال بعضها في القرى الساحلية الشيعية من خلال البواخر والقوارب الإيرانية )
( إنَّ امتلاك شيعة البحرين للسلاح والتدرب عليه، جعل المجتمع الشيعي في البحرين مجتمعا شبه عسكري ، ينتظر ( يوم الحسم والمفاصلة ) وما يزيد الأمر خطورة ، أنَّ شيعة البحرين استعملوا السلاح ضد بلدهم مرات عديدة ) .
( دعت الخطة العملاء إلى شراء الأراضي ، والبيوت ، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة ، وإمكانياتها ، لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ، ويزيدوا عدد السكان ، وقد جاء في الخطة القول: ( ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السُنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكني والعمل والتجارة) ) .
( وفي شهر سبتمبر/ أيلول سنة 2006، اكتشفت الحكومة قضية سعي الشيعة من ذوي الأصول الإيرانية إلى شراء مناطق ، وأحياء بأكملها في مدينة المحرق ، من خلال تمويل مالي بأقساط ميسرة ، قُدم للشيعة من خلال أحد البنوك الإيرانية ) .
وذكـر المؤلـف أن تحرك الدولة تجاه هذه القضية جاء متأخراً ، بعد أن سيطر الشيعة على أحياء لم تـزل تعرف بأنها سنيّة ، مثل حي (البنعلي) ، وحي (أبو ماهر) في المحرق ، واشتروا الأراضي ، والمنازل بكثافة في بعض أحياء المنامة ، مثل : الحورة ، والقضيبية ، والذواودة ، إلى أن أصدرت الحكومة قراراً بمنع بيع ، وشراء هذه المناطق إلاّ لأهلهـا ، الأمر الذي لم يعجب شيعة البحرين فشنوا هجوماً كاسحاً على الحكومة واتهموها بالطائفية ، والعنصرية )
ثم كشف المؤلـف النـقاب عن مخـطط آخر لشراء الأراضي تم الكشف عنه في السعودية ، وتحديداً في حفر الباطن ، المحاذية للعراق ، ذي الكثافة الشيعية ، حتى يسهل تهريب السلاح وتخزينه، إضافة إلى مراقبة قوات درع الجزيرة، وإرسال تحركاتها إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية .
وقد حـذر المؤلـف من دخول الشيعة في أجهزة الدولة المدنية ، والعسكرية ، بحسب ما جاء في الخطة الخمسينية الخمينية التي دعت الشيعة إلى ( أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكوميـة ، والانخراط خاصة في السلك العسكري) .
وذكر المؤلـف أنَّ الاختراق في البحرين ، وصـل كافة الأجهزة الحساسة مثل وزارة الدفاع ، ومركز الإحصـاء ، ورئاسة الوزراء ، وجامعة البحرين ، حتى إنَّ الشيعة صاروا يعرفون مسبقاً بتحركات سيارات الشرطة ، وكذلك أخبار المسؤولين السنة وتحركاتهم ومهماتهم.
وذكر المؤلف أن تكثير النسـل الشيعي من أهـم ما مخططات الشيعة في البحرين ، وذلك من خلال تعدد الزوجات، والتشجيع على التوسع في زواج المتعة .
وكذلك الحراك المحموم في تجنيس الشيعة خلال عقود مضت في البحرين ، وسط غفلة المسؤولين .
ثم ذكر المؤلف تطبيق شيعة البحرين للخطة الخمسينية في ناحيتها الإقتصادية حيث طالبـت الشيعة بإقامة علاقات مع أصحاب رؤوس الأموال ، وذوي النفوذ ، وذكر أن الشيعة في البحرين طوّروا من ثقلهم الإقتصادي ، حتى سيطروا على أسواق مثل الذهب ، والدواء ، والمواد الغذائية ، والصناعات الخفيفة.
وأنّ أثرياء الشيعة نشطوا في مساعدة شيعة البحرين عبر الصناديق الخيرية، ودعم المشاريع الإسكانية ، و تزويج الشباب ، وتمويل البعثات الدراسية للطلبة الشيعة.
ثم ذكر المؤلف تطبيقهم لشعار ( بالعلم ، والعمل ، والولد سوف نحكم البلد ) وكيف أستغلوا نظام البعثات ، لتقديم الشيعة على السنة ، وكذلك إستغلالهم فتـرة إبراهيم الهاشمي رئاسة جامعة البحرين ، حـيث كان إذا أرسل سبعين طالبا للبعثات يجعل خمسة منهم فقط من أهل السنة !
ولاريب أنّ كلّ متابع لنشاط الجيوب الإيرانية في الكويت ، من شيعة الكويت ، يلحظ بوضوح أنَّ كل ما حدث ، ويحدث في البحرين ، يجري مثله تماما في الكويت ، ويزيد الطين بلـّة في الكويت أنّ الدولة لازالت في غيّها سادرة ، وتنظر إلى هذا الخطر العظيم نظر المنقاد إلى حتفه وهو كالأبله لايدري ما الذي يقدم عليه !
هذا وإنَّ من أعظم الأخطار الإعتماد على التجاذب الغربي الإيراني في حـلّ الملف الإيراني ، وعلى حماية الغرب مصالحه في المنطقـة ، ذلك أنّ الغرب لايهمه في المنطقة إلاّ نفوذه ، وثرواتها ، فخطر إيران ليس على الكيان الغربـي نفسه ، بل على مصالحه المادية ، وحينـذٍ متى ما ضمن هذه المصالح سينتهي عنده الخطر ، وهذا ما يجري التفاوض عليه مع النظام الإيراني سـرّا !
أما الخطر على الخليج ، وعلى البلاد العربية ، من إيران ، فهو خطر على الكيانات نفسها ، ولا أعني هنا الأنظمة السياسية فحسـب ، بل كلِّ الكيان الإجتماعي ، فالمشروع الإيراني يستهـدف أسس الحضارة الإسلامية ، وهويتها ، ومعالم ثقافـتها ، وهو يهدد العروبة حاملة الإسلام ، ووعائه ، كما يهـدد الإسلام ، كما بينا ذلك في عدة مقالات سابقة ، كما يهدد النسيج الإجتماعي ، والأمن ، والإستقرار الحاضر ، والمستقبل.
والواجـب التحرك السريع لتطويق هذا الخطـر ، وأهـم وسيلة لحربه هو تحريك الملفات الداخلية في إيران لتشغل النظام بنفسه .
ذلك أنه لايوجد دولة في المنطقة فيها تعدد أعراق تتعرض لظلم داخلي مثل إيران ، وعلى رأسها الشعب الأحوازي ، ولهذا السبب يلجأ النظام إما إلى الحرب ، أو الإستعداد لها ، والتهويل بالخطر الخارجي ، لتصدير مشكلات النظام الناشئة من البون الشاسع بين شعارات الثورة ، وواقع الشعب الإيراني المزري ، تصديرها إلى الخـارج .
كما أنَّ فضح هذا النظام ، وكشف أهدافه ، وتعرية حقيقته من أهـم الأسلحة في إحباط خططه الشيطانية ،
هذا .. وإنَّ من أعجب الأشياء هذه الأيام ، عمى من يعمى عن شر النظام الإيراني ، وخطورته على الإسلام وأمـّة الإسلام ، ودجـله ، ونفاقـه ، وإسراره الأحـقادَ على المسلمين .
وقد سألني ذات مرة مشتغل بالفكر السياسي ، لماذا تتكلم عن خطر إيران على الخليج ، وليس تهديده لهـا إلاَّ لأنهـا ليست دولا إسلامية ، فقلت له فما بال هذا التحالف الإيراني مع النظام السوري هـل هو نظام إسلامي ؟! أليس هو نظام علماني ، ومن أشد الأنظمة العربية وحشية ؟!!
فأجاب : لكنه نظام مقاوم للهيمنة الغربية ، فقلت : فلماذا إذاً عادى النظام الحاكم في إيران ، النظامَ العراقي السابـق ، وكان أشدَّ من النظام الإيرانـي والسوري عداءً للغرب ، وأوضـح منهما ، وأصدق ، حتى المواجهة العسكرية التي انتهت بإعدام رئيس الدولة قائد الجيش العـراقي فـي أول معركـة عربيـة ضـدّ الإستعمار الإمبريالي الغربـي الحـديث ، بل كان النظام الإيراني بإعترافه السبب الرئيس في هزيمة هذا الجيش العربي ، ونجاح الإحتلال الأمريكي للعراق ؟!
فقال : لأنَّ النظام العراقي السابق كان محاربا لإيران من منطـلق قومي وهو الذي صنع هذا الجدار بينه وبين (الثورة الإسلامية) في إيران ، فقلت لـه فلماذا إذاً عادى النظام الإيراني نظام طالبان الإسلامي الذي لايحمل إلاّ مشروعا إسلاميا ، ومعـلوم أن طالبان حركة إسلامية نقيـّة خالصة ، وهـي من غير العرب أصلا ، ونظام طالبـان أيضا أشـدَّ عداوة للمشروع الغربي من النظام الإيراني ، وحركة طالبـان لازالت في حالة حرب مع الدول الغربية ، وتضـرب أروع الأمثلة في جهاد إسلامي مشرف ضد الإمبريالية الغربية الإستعمارية الحديثة ، بينما إيران أصـلا ليست في حالـة حرب ، لماذا عادت إيران نظام طالبان ، وأعلنت متبجّحة أنها لولاها ما سقط نظام (طالبان الإرهابي) ؟!
فبُهـت ، ولم يـدر ما يقول ؟!!
وقلت له أيضا : ولماذا كلّ هذا التعصـب الإيراني المهووس ضـد تسميـة الخليج بالعربي ؟!! ولماذا يحارب النظام الإيراني الأقلية العربية في الأحـواز حربا عنصرية مقيتة لاتعرف الرحمـة ، وكذا يحـارب السنـّة من غير العـرب في إيران ، ويبطش بهـا بطش مـن لايرقب في مؤمـن إلاَّ ولا ذمـّة .
ولماذا جرائـمه في العراق منذ إجتياحها جرائـم من يتمنّـى تدميـر كلَّ ما يمت إلى العرب ، وأهل السنة بصـلة ؟! ويبتغـي أن لاتقوم لهـم قائمة ؟!! وحتـَّى الفلسطينيين الذين كانوا في العراق سامهم سوء العـذاب قبل تهجيرهـم.
ولماذا ينفق كـلّ هذه المليارات التي لاتحصى لنشر الرفض ، وعقائده الباطنية في الدول السنيّة ، لتحريك الفتن فيها ، أليس يزعم أنه لافرق بين السنة والشيعة ؟!
إذاً لماذا يدسُّ فتنـه بين الشعوب السنية ، بتحريك الشيعة في البلاد الإسلامية ، وبإغـراء الفقراء السنـّة بالمال ، مستغـلاّ فقرهم ، وعوزهـم ليحولهم إلى الرفض ، وعقائده الخرافية الباطنية ، ليكونـوا مع الشيعة الذين يتم تجنيدهـم بؤر أضغـان ، وأوكـار أحـقاد على المسلمين ، ثم أذرعة سياسية له ، وشبكات للتجسّس ؟!
ولما سألني فلماذا يتبنّي النظام الإيراني القضية الفلسطينية ، قلت له إنه شعار يستفيد منه ثلاثة أشـياء ، ورقة يفاوض بها الغرب ليرفع شروط صفقته لتقاسم النفوذ ، وشعار يدر عليه تأييد الشعوب السنية ليمرر من تحته مشروعه التوسعي ، وغطاء يستر جرائمـه التي لاتحصى في داخل إيران وخارجها .
وبعد هذا أصبح هذا المحاور يقرأ عن المشروع الإيراني وفكره الباطني من زاوية أخرى ، متحررا من زيف شعاراته ، فتبين له كم كان مخدوعا به ، وتحول إلى داعية ضده.
هذا وقد آن الأوان لتكاتف جميـع المنابر الإسلامية ليصدر عنها موقف واحد مثل الموقف الشجاع للمؤتمر السادس لخريـجي الأزهـر الذي أصدر بيانا يحذر من إنتشار التشيع ومن أهدافه السياسية ، وينبثق عن تكاتف هذه المنابر عمل إسلامي ضخم مشترك يواجه هذا التحـدي الخطيـر الذي يهجـم على أمتنا .
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصيــر.