أبولؤى
25 Jun 2010, 11:17 PM
البخاري وثقب أوزون
للشيخ/ أبو الهيثم محمد درويش (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=652)
http://www.islamway.com/images/banners/alb7ary_w_thqab_azon.gif
الحمد لله القائل [ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] [ 78] آل عمران .
خرج نكرة مغمور يريد الشهرة والظهور على أمة الإسلام بما لم يأت به الأوائل , فقد خرج دجال يدعى أوزون بسلسلة تجنيات على أئمة الإسلام ورموزه بما يعد طعنا في صميم الدين يحاول وهو وأمثاله به شد الانتباه والصعود للهاوية من خلال الإتيان بشواذ الأفكار , غافلين عن جهلهم بما ومن يحاربون .
الرجل يحارب البخاري ويحارب الشافعي ويحارب سيبويه , وكأنما حاز العلم من جميع جوانبه , فكل من قبله متجني أما هو فحامي حمى الفكر والصواب المطلق .
بالطبع كتابات أوزون لا تعدوا كونها محاولات فاشلة للنيل من الإسلام من خلال ضرب الصحابة والتشكيك فيمن حملوا شعلة الإيمان للبشرية وصولاً إلى خير البرية صلى الله عليه وسلم.
والعيب ليس عيب الرجل فحسب وإنما عيب أمة سمحت من خلال ضعفها بعلو صوت نكرة كهذا , وعيب حكام تركوا شريعة ربهم وارتموا في أحضان أعدائهم فهانوا وهانت أمتهم , وعيب دعاة قصروا في إيصال دعوة الحق حتى أصبحت الأمة مرتعاً للرويبضة .
فيا أوزون وكل طالب للشهرة على حساب الدين ابحث عن مطية غير الإسلام تصل بها لمأربك وأبشر بمزبلة التاريخ تنتظرك وتنتظر أمثالك , وأرفع يدي متضرعاً إلى الله تعالى إن لم تتب أنت وأمثالك أن يعاملك بما تستحق ويفضحك في الدنيا على رؤوس الخلائق وفي الآخرة على رؤوس الأشهاد , وأن يفضح سرك وعلانيتك ويجعلك عبرة لكل معتبر أنت ومن وراءك .
وما خرجت به لا يعدوا كونه ثقباً في عقلك لتكون اسماً على مسمى فأنت لا تعدو كونك أوزون مثقوب.
وأنقل لكم أحبتي بشاعة بعض ما جاء عن هذا المثقوب ثم رأي أهل التخصص من أساتذة علم الحديث والذين لايرقى أوزون وأمثاله إلى مجرد خدمة أحدهم ومسح نعاله :
يقول المثقوب فيما نقله عنه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف :
عقد مجمع البحوث الإسلامية مؤخرا جلسة طارئة انصبت حول ما اعتبره إساءة للرسول وصحابته الكرام من جانب بعض الصحف ودارت المناقشات الموسعة تحديدا حول ما نشرته صحيفتان إحداهما مستقلة شهيرة والأخرى خاصة غير معروفة .. حيث نشرت الأولى موضوعا عن الإمام البخاري عرضت فيه كتابا بعنوان 'جناية البخاري .. انقاذ الدين من إمام المحدثين' لكاتب سوري يدعي زكريا أوزون وحمل الكتاب نقدا واسعا لما جاء في صحيح البخاري واعتبر ما جاء فيه جناية علي سنة الرسول 'صلى الله عليه وسلم' كما حمل هذا الموضوع عناوين رأي أعضاء المجمع فيها إساءات بالغة للرسول وثوابت الدين ومنها ما يلي:
"الرسول يبارك اغتيال معارضيه ويجامل أقاربه على حساب أصحابه".
"الرسول يظهر في أحاديث البخاري محرضا على القتل ولم يكتف بتطبيق القصاص بل طبق حد الحرابة دون وجه حق..".
"لو أن أحد خصوم الرسول التاريخيين أراد تشويه صورة الرسول والإساءة إليه لما استطاع أن يفعل مثلما فعل البخاري...".
'الرسول قال لحسان اهجهم وجبريل معك .. فهل كان معه عندما قال بالإفك على السيدة عائشة...' وهو العنوان الذي رأى فيه أعضاء المجمع تهكما وإساءة بالغة للرسول وللسيدة عائشة.
"حديث في البخاري ينفي أن تكون اقرأ أول آية في القرآن".
"بعض الأحاديث تؤكد ان هناك تعديلا في آيات القرآن ليصبح ملائما لمتطلبات وملاحظات الصحابة".
كما نشرت الصحيفة في عدد آخر كتابا يحمل هجوما واسعا على أبي هريرة.
أما الصحيفة الثانية فقد نشرت موضوعا عن خالد بن الوليد يصفه بأنه زير نساء وانه كان يقتل من أجل اغتصاب النساء.
وبعد مناقشات مطولة في الجلسة العادية التي سبقت الجلسة الطارئة حيث تم ارجاء كل الموضوعات التي كان مقررا مناقشتها وقرر المجمع تشكيل لجنة مصغرة تضم الدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ رجائي عطية وذلك لاعداد صيغة حاسمة ومفصلة تجاه ما أسموه تطاولا حتي يقوم المجمع من خلالها بمخاطبة رئاسة الجمهورية ومناشدتها التدخل لوقف هذه الإساءات وبشكل يضمن عدم المساس بشخصيات الصحابة أو الإساءة للإسلام وثوابته وهو ما يعد خروجا علي القانون. أ . هـ
ويقول أوزون عن سيبويه واللغة العربية فيما نقلته عن موقع الدفاع عن السنة :
و بالبحث على شبكة الانترنت تبين أنه صدر سابقا لنفس المؤلف كتاب تحت اسم
جناية سيبويه.. وجاء الكتاب الذي أصدرته دار رياض الريس للكتب والنشر في 176 صفحة من القطع الوسط واشتمل على مقدمة وسبعة فصول وقائمة مراجع. وفيه يعبر المؤلف بجدية عن حال لا يمكن تجاهلها.
يرى اوزون ان قواعد اللغة العربية شكل بلا مضمون وتعلمها مضيعة للوقت وتشتيت للتفكير وهي معطيات متخبطة خالية الدلالة مليئة بالوهم والحشو لذلك لم ولن يتعلمها معظم الشعب العربي لاستخدامها في الحياة اليومية العملية والعلمية. ولا يمكن للأمة العربية أن تتطور فكريا وأن تعرف الدقة.. سمة هذا العصر.. دون إعادة النظر في كثير من قضايا اللغة العربية وعلى رأسها تلك القواعد السائدة.
وجاء في مقدمة الكتاب أن لغات العالم المتداولة اليوم شهدت تطوراً في ألفاظها وتراكيبها وقواعدها أما لغتنا العربية المعقدة فبقيت جامدة لا بل تراجعت عالميا ولم يعد يهتم بها حتى أهلها. أ هـ
وبالطبع هذا الكلام يتضح منه مدى بعد الرجل عن اللغة وأهلها حتى أنه يتهم أهلها بالبعد عنها وعدم الاهتمام بها والحقيقة أنه يفصح عن جهل نفسه ليس إلا .
وأكمل الرجل جهالاته الواضحة بالتجني على الشافعي وفقه الأئمة حتى يكمل الطعن في الإسلام , أسأل الله أن ترتد طعناته في صدره المثقوب .
وفيما يلي أنقل لكم بعض ردود أهل العلم على كلام هذا النكرة :
- يستنكر الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية تناول هذه الموضوعات بغير علم أو الإساءة عن عمد لرموز لها تقديرها لدى جمهور المسلمين وتساعد بشكل مباشر في فهمهم لأمور دينهم.
مؤكدا أن علم الحديث هو علم نضج حتي احترق وانه يعتبره العلم المعلم للمعلم يتعلم منه الناس كيف يتلقون العلم ويدققون السند والرواية وأنه لا يوجد علم تم تنقيته بدقة مثله مشيراً إلي أن صحابة رسول الله من رواة الحديث وناقلي السنة النبوية ومن كذب عليهم متعمدا عليه أن يتبوأ مقعده من النار حيث أنهم كانوا يحرصون على نقل السنة بكل دقة فيدققون فيمن يسمعون منهم ويشترطون فيهم أن يكونوا عدولا.
ويضيف الشيخ الراوي أن محاولة النيل والطعن من السنة النبوية عن طريق النيل من رواة الحديث وكتب صحيح السنة كالبخاري وهو الكتاب التالي بعد القرآن الكريم هي محاولات للنيل من الدين حيث تعهد الله بحفظ القرآن والسنة في قوله تعالى
[ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ] [القيامة 19 ] .
مؤكدا أن السنة النبوية هي التي فصلت وفسرت أحكام القرآن الكريم ويتساءل من الذي علمنا إذن كيفية الصلاة والزكاة وتوضيح الكثير من أمور الشريعة ومن الذي علمنا مناسك الرسول الذي قال« خذوا عني مناسككم » وهو ما نقله لنا صحابة رسول الله ورواة أحاديثه وصحيح سنته، مشيرا إلى أن صحيح البخاري تحديدا هو كتاب يجب أن تتعلم منه الأمة كيف يكون الصدق والعمل والمثابرة للوصول للحقيقة وكيف أن هذا الرجل كان يقطع البلاد سفرا ليتأكد من كلمة ويتثبت من الأحاديث وينقيها بالتلقي والسفر ولقاء الناس وهو أصح كتاب بعد القرآن كما انه مقدم على صحيح مسلم.
وعن القول بان إعادة النظر في هذه الأحاديث، وفيما ورد عن السنة النبوية هو دعوة لإعمال العقل يري الشيخ الراوي أن هذه مجرد إدعاءات لتبرر التطاول فاستعمال العقل والنقد له ضوابطه ويجب أن يتكلم الإنسان فيما يعلم ولا يتجاوزه إلى ما لا يعلم وخاصة إذا كان فيما يتعلق بالثوابت من الدين والسنة.
يذكر أن الكتاب ليس الجناية الأولى للكاتب السوري 'زكريا أوزون' وإنما له في الأسواق ثلاث جنايات في ثلاثة كتب هي 'جناية سيبوبه .. الرفض التام لما في النحو من أوهام' و'جناية الشافعي .. تخليص الأمة من فقه الأئمة' و'جناية البخاري .. انقاد الدين من إمام المحدثين' وقد صدر بيان من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت وتوصيات لمنع تداول ودخول الكتاب الأخير، والكتاب ليس جديدا وإنما صدر في عام 2004 وكما هو واضح من عناوين كتب 'أوزون' الثلاثة فانه يسعى إلى هدم الثوابت فيما يسميه البعض اجتهادا وفكرا مغايرا.
لماذا البخاري؟!
ويتساءل د.العجمي الدمنهوري الرئيس السابق لقسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر واستاذ فلسفة الحديث لماذا البخاري دائما؟! .. ان الأحاديث التي يطنطنون بها لم ينفرد بها البخاري وإنما هي موجودة في موطأ مالك قبل البخاري وموجودة في صحيح مسلم وفي كتب التفسير التي ظهرت بعد البخاري كابن كثير على سبيل المثال ويؤكد د.العجمي ان هدم صحيح البخاري على اعتبار انه أصح كتب السنة هو هدم للسنة المطهرة كلها وهو ما يقصده تماما من يدعون هذه الافتراءات موضحا ان كلام الكاتب عن عدم تدقيق الإمام البخاري يعد خيالا في خيال وليس تدقيق الإمام البخاري ذلك ان هناك علوما تبحث في صحة الحديث والدليل علي ذلك اننا نجد الحديث الصحيح والحديث الحسن والضعيف والموضوع وهناك كتب في الغريب وكتب في أسباب ورود الحديث كما ان لمدرسة الحديث رجالا قاموا بخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل ناحية من نواحي العلم وكل الشبهات التي جاءت علي الأحاديث النبوية ليست جديدة ومردود عليها من علماء الحديث.
ويضيف د.العجمي أن البخاري إذا أخطأ فهو بشر يصيب ويخطئ ولكنه هنا يدافع عن صحة السنة بكاملها وليس عن البخاري كشخص جمع في كتابه بين علوم كثيرة في الحديث منها علوم الاسناد وعلوم العلل وعلوم الجرح والتعديل وعلوم الرجال وعلم الفقه وأصوله وعلوم اللغة وآدابها إلى آخر تلك العلوم وقد شهد له الإمام النسائي والمحدث الفقيه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري وأحد أئمة القرن الرابع الهجري وكذلك العقيلي أحد أئمة نفس القرن، كلهم شهدوا بأن البخاري اصح كتب السنة ويؤكد د.العجمي أن حديث الهجاء الذي ذكره هذا الكاتب 'اهجهم وجبريل معك' هو حديث عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت «أهج المشركين فإن جبريل معك».
فهو هجاء وارد في زمان الحرب مثله مثل الشعر الذي يلهب الحماسة أو يضعف من معنويات العدو فكيف يعقد الكاتب هذه المقارنة غير المقبولة بتساؤله هل كان جبريل مع حسان بن ثابت في كلامه في حادث الإفك؟!! .. أي شطط هذا الذي جعله يعقد هذه المقارنة خاصة وفي صحيح مسلم قالت عائشة سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لحسان «إن روح القدس لايزال يؤيدك ما نافحت (مادافعت) عن الله ورسوله » .. أي أن التأييد لا يكون إلا في الدفاع عن الله ورسوله وهو أمر طبيعي والتفكير في غيره وكتابته بهذا الاسلوب يدل على سوء القصد دون شك.
ويؤكد د.العجمي أن أول مانزل من القرآن الكريم على الإطلاق هو [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ] [العلق 1] وأن الأقوال المتعددة التي اختلفت في أول آية نزلت هي أقوال واجتهادات للصحابة ليس فيها شيء مرفوع إلى الرسول صلي الله عليه وسلم فلا يمكن ان نقول انها أحاديث متضاربة وإنما قد قال كل بما علم ولم يترك العلماء الأمر دون شرح ففسروا ذلك بان هناك أول مانزل على الاطلاق وهو 'اقرأ' وهناك أول آية نزلت لتخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بنبوته ورسالته 'يا أيها المدثر' ونفس القول ينطبق على آخر مانزل من القرآن فنقول ان هناك آخر ما نزل على الإطلاق وأن هناك آخر مقيد بمعنى انه آخر مانزل في حكم من الأحكام أو آخر مانزل في العقيدة وكما سبق وأشرنا ان الاقوال كلها ليس فيها قول مرفوع إلى النبي صلي الله عليه وسلم كأن يقال أن آخر آية نزلت في أمور العقيدة 'اليوم أكملت لكم دينكم' وأن آخر آية نزلت في الأحكام 'ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها'.
افتراءات
ويؤكد د.عبدالمهدي عبدالقادر استاذ الحديث بكلية أصول الدين أن التجرؤ على رسول الله صلي الله عليه وسلم بالقول بانه يبارك اغتيال معارضيه هو جرم غير مقبول وينم عن عدم دراسة للتاريخ أو فهم للواقعة التي حدثت وهي التصفية الجسدية لكعب بن الاشرف كما يقولون، فكعب بن الأشرف هذا يهودي كان يقيم في المدينة حيث كان بينهم وبين المسلمين عهد لا يجوز بمقتضاه ان يحرضوا على المسلمين أو يساعدوا أعداءهم ومع ذلك فقد نقض الرجل العهد وحرض قريش على المسلمين وعرض برسول الله صلي الله عليه وسلم وقتل من المسلمين وافسد كثيرا وحالف قريش عند أستار الكعبة على قتال المسلمين وهنا قال النبي صلي الله عليه وسلم 'من لنا بابن الأشرف فانه قد استعلن بعداوتنا'.
فنحن أمام معاهد خائن وقاتل ومحرض على القتل بان كان يحرض قريشا على الأخذ بثأر قتلاها في بدر وأنشد الاشعار التي آذت الرسول وصحابته ولم يبادر الرسول صلى الله عليه و سلم مع كل ذلك بقتله وإنما أسدي اليه الكثير من النصح بالالتزام بالمعاهدة التي ابرمها مع قومه إلا ان كعب غالى في الشر وهو ما يعرفه تماما الباحث في كتب التاريخ وليس الملتقط لما يريد أن يزيف به الحقائق .. مع العلم أن حدود الله لا عفو فيها ولا تسامح وأن التسامح يكون في الحقوق الشخصية فليس للإمام أن يصفح في الحقوق العامة أو حقوق الآخرين .. وحقوق الدولة ولهذا لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت.
ويؤكد د.عبدالمهدي أن القول بأن بعض الآيات كان يضاف إليها أو كما يقول الكاتب أن المولى عز وجل كان يستدرك حاش لله فيضيف أو يحذف فان هذا الكلام يدل أيضا على جهل تام بالأسلوب الإلهي في تعليم خلقه وتربيتهم لان المولى سبحانه كان كثيرا ما يتدرج في تحريم الشيء كما حدث في تحريم الخمر وفي أحيان أخرى فإن الله ينزل الآية بالحكم حتى إذا ما استقر الحكم وقرأت الآية على هذا النحو أضاف المولى إليها أمرا للفت الأنظار إلى أهمية الشيء الذي أضافه وفي السنة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أن من جاهد في سبيل الله فقتل فهو من أهل الجنة ثم أتى جبريل فقال ' إلا الدين' .. وهي اضافة بعد تمام النص لترسخ في ذهن المسلم خطورة الدين وضرورة سداده وهي طريقة تعليمية تربوية معروفة وليس استدراكا أو حذفا أو أمورا تظهر لربنا فهو الذي احاط بكل شيء علما.
أما عن نسخ لفظ آية الرجم من التلاوة مع بقاء الحكم الشرعي فيؤكد د.العجمي الدمنهوري أن في ذلك حكمة بالغة بعد ان استقر الحكم ووعاه الخلق لان الذي يرجم هو من تزوج وصار محصنا، فزناه دليل على انحطاط مسلكه وفساد فطرته ورفع الآية مع بقاء الحكم دليل على أن هذا الأمر لا ينبغي ان يوجد إطلاقا في المجتمع المسلم ولا ينبغي أن يتلي به قرآن فهناك نسخ للفظ مع بقاء الحكم وهناك نسخ للحكم مع بقاء اللفظ.
وبعد ما نشر عن البخاري واصلت الصحف هجومها على أبي هريرة استنادا إلى كتاب آخر وجه أبشع الاتهامات إليه وهو ما رأى فيه أعضاء مجمع البحوث الاسلامية اصرارا على تشويه السنة النبوية وتطاولا على رموز كبار المحدثين.أ هـ
هذا واختم بحسبي الله ونعم الوكيل
لك الله يا أمة الإسلام منقولطريق الاسلام
للشيخ/ أبو الهيثم محمد درويش (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=652)
http://www.islamway.com/images/banners/alb7ary_w_thqab_azon.gif
الحمد لله القائل [ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ] [ 78] آل عمران .
خرج نكرة مغمور يريد الشهرة والظهور على أمة الإسلام بما لم يأت به الأوائل , فقد خرج دجال يدعى أوزون بسلسلة تجنيات على أئمة الإسلام ورموزه بما يعد طعنا في صميم الدين يحاول وهو وأمثاله به شد الانتباه والصعود للهاوية من خلال الإتيان بشواذ الأفكار , غافلين عن جهلهم بما ومن يحاربون .
الرجل يحارب البخاري ويحارب الشافعي ويحارب سيبويه , وكأنما حاز العلم من جميع جوانبه , فكل من قبله متجني أما هو فحامي حمى الفكر والصواب المطلق .
بالطبع كتابات أوزون لا تعدوا كونها محاولات فاشلة للنيل من الإسلام من خلال ضرب الصحابة والتشكيك فيمن حملوا شعلة الإيمان للبشرية وصولاً إلى خير البرية صلى الله عليه وسلم.
والعيب ليس عيب الرجل فحسب وإنما عيب أمة سمحت من خلال ضعفها بعلو صوت نكرة كهذا , وعيب حكام تركوا شريعة ربهم وارتموا في أحضان أعدائهم فهانوا وهانت أمتهم , وعيب دعاة قصروا في إيصال دعوة الحق حتى أصبحت الأمة مرتعاً للرويبضة .
فيا أوزون وكل طالب للشهرة على حساب الدين ابحث عن مطية غير الإسلام تصل بها لمأربك وأبشر بمزبلة التاريخ تنتظرك وتنتظر أمثالك , وأرفع يدي متضرعاً إلى الله تعالى إن لم تتب أنت وأمثالك أن يعاملك بما تستحق ويفضحك في الدنيا على رؤوس الخلائق وفي الآخرة على رؤوس الأشهاد , وأن يفضح سرك وعلانيتك ويجعلك عبرة لكل معتبر أنت ومن وراءك .
وما خرجت به لا يعدوا كونه ثقباً في عقلك لتكون اسماً على مسمى فأنت لا تعدو كونك أوزون مثقوب.
وأنقل لكم أحبتي بشاعة بعض ما جاء عن هذا المثقوب ثم رأي أهل التخصص من أساتذة علم الحديث والذين لايرقى أوزون وأمثاله إلى مجرد خدمة أحدهم ومسح نعاله :
يقول المثقوب فيما نقله عنه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف :
عقد مجمع البحوث الإسلامية مؤخرا جلسة طارئة انصبت حول ما اعتبره إساءة للرسول وصحابته الكرام من جانب بعض الصحف ودارت المناقشات الموسعة تحديدا حول ما نشرته صحيفتان إحداهما مستقلة شهيرة والأخرى خاصة غير معروفة .. حيث نشرت الأولى موضوعا عن الإمام البخاري عرضت فيه كتابا بعنوان 'جناية البخاري .. انقاذ الدين من إمام المحدثين' لكاتب سوري يدعي زكريا أوزون وحمل الكتاب نقدا واسعا لما جاء في صحيح البخاري واعتبر ما جاء فيه جناية علي سنة الرسول 'صلى الله عليه وسلم' كما حمل هذا الموضوع عناوين رأي أعضاء المجمع فيها إساءات بالغة للرسول وثوابت الدين ومنها ما يلي:
"الرسول يبارك اغتيال معارضيه ويجامل أقاربه على حساب أصحابه".
"الرسول يظهر في أحاديث البخاري محرضا على القتل ولم يكتف بتطبيق القصاص بل طبق حد الحرابة دون وجه حق..".
"لو أن أحد خصوم الرسول التاريخيين أراد تشويه صورة الرسول والإساءة إليه لما استطاع أن يفعل مثلما فعل البخاري...".
'الرسول قال لحسان اهجهم وجبريل معك .. فهل كان معه عندما قال بالإفك على السيدة عائشة...' وهو العنوان الذي رأى فيه أعضاء المجمع تهكما وإساءة بالغة للرسول وللسيدة عائشة.
"حديث في البخاري ينفي أن تكون اقرأ أول آية في القرآن".
"بعض الأحاديث تؤكد ان هناك تعديلا في آيات القرآن ليصبح ملائما لمتطلبات وملاحظات الصحابة".
كما نشرت الصحيفة في عدد آخر كتابا يحمل هجوما واسعا على أبي هريرة.
أما الصحيفة الثانية فقد نشرت موضوعا عن خالد بن الوليد يصفه بأنه زير نساء وانه كان يقتل من أجل اغتصاب النساء.
وبعد مناقشات مطولة في الجلسة العادية التي سبقت الجلسة الطارئة حيث تم ارجاء كل الموضوعات التي كان مقررا مناقشتها وقرر المجمع تشكيل لجنة مصغرة تضم الدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ رجائي عطية وذلك لاعداد صيغة حاسمة ومفصلة تجاه ما أسموه تطاولا حتي يقوم المجمع من خلالها بمخاطبة رئاسة الجمهورية ومناشدتها التدخل لوقف هذه الإساءات وبشكل يضمن عدم المساس بشخصيات الصحابة أو الإساءة للإسلام وثوابته وهو ما يعد خروجا علي القانون. أ . هـ
ويقول أوزون عن سيبويه واللغة العربية فيما نقلته عن موقع الدفاع عن السنة :
و بالبحث على شبكة الانترنت تبين أنه صدر سابقا لنفس المؤلف كتاب تحت اسم
جناية سيبويه.. وجاء الكتاب الذي أصدرته دار رياض الريس للكتب والنشر في 176 صفحة من القطع الوسط واشتمل على مقدمة وسبعة فصول وقائمة مراجع. وفيه يعبر المؤلف بجدية عن حال لا يمكن تجاهلها.
يرى اوزون ان قواعد اللغة العربية شكل بلا مضمون وتعلمها مضيعة للوقت وتشتيت للتفكير وهي معطيات متخبطة خالية الدلالة مليئة بالوهم والحشو لذلك لم ولن يتعلمها معظم الشعب العربي لاستخدامها في الحياة اليومية العملية والعلمية. ولا يمكن للأمة العربية أن تتطور فكريا وأن تعرف الدقة.. سمة هذا العصر.. دون إعادة النظر في كثير من قضايا اللغة العربية وعلى رأسها تلك القواعد السائدة.
وجاء في مقدمة الكتاب أن لغات العالم المتداولة اليوم شهدت تطوراً في ألفاظها وتراكيبها وقواعدها أما لغتنا العربية المعقدة فبقيت جامدة لا بل تراجعت عالميا ولم يعد يهتم بها حتى أهلها. أ هـ
وبالطبع هذا الكلام يتضح منه مدى بعد الرجل عن اللغة وأهلها حتى أنه يتهم أهلها بالبعد عنها وعدم الاهتمام بها والحقيقة أنه يفصح عن جهل نفسه ليس إلا .
وأكمل الرجل جهالاته الواضحة بالتجني على الشافعي وفقه الأئمة حتى يكمل الطعن في الإسلام , أسأل الله أن ترتد طعناته في صدره المثقوب .
وفيما يلي أنقل لكم بعض ردود أهل العلم على كلام هذا النكرة :
- يستنكر الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية تناول هذه الموضوعات بغير علم أو الإساءة عن عمد لرموز لها تقديرها لدى جمهور المسلمين وتساعد بشكل مباشر في فهمهم لأمور دينهم.
مؤكدا أن علم الحديث هو علم نضج حتي احترق وانه يعتبره العلم المعلم للمعلم يتعلم منه الناس كيف يتلقون العلم ويدققون السند والرواية وأنه لا يوجد علم تم تنقيته بدقة مثله مشيراً إلي أن صحابة رسول الله من رواة الحديث وناقلي السنة النبوية ومن كذب عليهم متعمدا عليه أن يتبوأ مقعده من النار حيث أنهم كانوا يحرصون على نقل السنة بكل دقة فيدققون فيمن يسمعون منهم ويشترطون فيهم أن يكونوا عدولا.
ويضيف الشيخ الراوي أن محاولة النيل والطعن من السنة النبوية عن طريق النيل من رواة الحديث وكتب صحيح السنة كالبخاري وهو الكتاب التالي بعد القرآن الكريم هي محاولات للنيل من الدين حيث تعهد الله بحفظ القرآن والسنة في قوله تعالى
[ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ] [القيامة 19 ] .
مؤكدا أن السنة النبوية هي التي فصلت وفسرت أحكام القرآن الكريم ويتساءل من الذي علمنا إذن كيفية الصلاة والزكاة وتوضيح الكثير من أمور الشريعة ومن الذي علمنا مناسك الرسول الذي قال« خذوا عني مناسككم » وهو ما نقله لنا صحابة رسول الله ورواة أحاديثه وصحيح سنته، مشيرا إلى أن صحيح البخاري تحديدا هو كتاب يجب أن تتعلم منه الأمة كيف يكون الصدق والعمل والمثابرة للوصول للحقيقة وكيف أن هذا الرجل كان يقطع البلاد سفرا ليتأكد من كلمة ويتثبت من الأحاديث وينقيها بالتلقي والسفر ولقاء الناس وهو أصح كتاب بعد القرآن كما انه مقدم على صحيح مسلم.
وعن القول بان إعادة النظر في هذه الأحاديث، وفيما ورد عن السنة النبوية هو دعوة لإعمال العقل يري الشيخ الراوي أن هذه مجرد إدعاءات لتبرر التطاول فاستعمال العقل والنقد له ضوابطه ويجب أن يتكلم الإنسان فيما يعلم ولا يتجاوزه إلى ما لا يعلم وخاصة إذا كان فيما يتعلق بالثوابت من الدين والسنة.
يذكر أن الكتاب ليس الجناية الأولى للكاتب السوري 'زكريا أوزون' وإنما له في الأسواق ثلاث جنايات في ثلاثة كتب هي 'جناية سيبوبه .. الرفض التام لما في النحو من أوهام' و'جناية الشافعي .. تخليص الأمة من فقه الأئمة' و'جناية البخاري .. انقاد الدين من إمام المحدثين' وقد صدر بيان من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت وتوصيات لمنع تداول ودخول الكتاب الأخير، والكتاب ليس جديدا وإنما صدر في عام 2004 وكما هو واضح من عناوين كتب 'أوزون' الثلاثة فانه يسعى إلى هدم الثوابت فيما يسميه البعض اجتهادا وفكرا مغايرا.
لماذا البخاري؟!
ويتساءل د.العجمي الدمنهوري الرئيس السابق لقسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر واستاذ فلسفة الحديث لماذا البخاري دائما؟! .. ان الأحاديث التي يطنطنون بها لم ينفرد بها البخاري وإنما هي موجودة في موطأ مالك قبل البخاري وموجودة في صحيح مسلم وفي كتب التفسير التي ظهرت بعد البخاري كابن كثير على سبيل المثال ويؤكد د.العجمي ان هدم صحيح البخاري على اعتبار انه أصح كتب السنة هو هدم للسنة المطهرة كلها وهو ما يقصده تماما من يدعون هذه الافتراءات موضحا ان كلام الكاتب عن عدم تدقيق الإمام البخاري يعد خيالا في خيال وليس تدقيق الإمام البخاري ذلك ان هناك علوما تبحث في صحة الحديث والدليل علي ذلك اننا نجد الحديث الصحيح والحديث الحسن والضعيف والموضوع وهناك كتب في الغريب وكتب في أسباب ورود الحديث كما ان لمدرسة الحديث رجالا قاموا بخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل ناحية من نواحي العلم وكل الشبهات التي جاءت علي الأحاديث النبوية ليست جديدة ومردود عليها من علماء الحديث.
ويضيف د.العجمي أن البخاري إذا أخطأ فهو بشر يصيب ويخطئ ولكنه هنا يدافع عن صحة السنة بكاملها وليس عن البخاري كشخص جمع في كتابه بين علوم كثيرة في الحديث منها علوم الاسناد وعلوم العلل وعلوم الجرح والتعديل وعلوم الرجال وعلم الفقه وأصوله وعلوم اللغة وآدابها إلى آخر تلك العلوم وقد شهد له الإمام النسائي والمحدث الفقيه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري وأحد أئمة القرن الرابع الهجري وكذلك العقيلي أحد أئمة نفس القرن، كلهم شهدوا بأن البخاري اصح كتب السنة ويؤكد د.العجمي أن حديث الهجاء الذي ذكره هذا الكاتب 'اهجهم وجبريل معك' هو حديث عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت «أهج المشركين فإن جبريل معك».
فهو هجاء وارد في زمان الحرب مثله مثل الشعر الذي يلهب الحماسة أو يضعف من معنويات العدو فكيف يعقد الكاتب هذه المقارنة غير المقبولة بتساؤله هل كان جبريل مع حسان بن ثابت في كلامه في حادث الإفك؟!! .. أي شطط هذا الذي جعله يعقد هذه المقارنة خاصة وفي صحيح مسلم قالت عائشة سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لحسان «إن روح القدس لايزال يؤيدك ما نافحت (مادافعت) عن الله ورسوله » .. أي أن التأييد لا يكون إلا في الدفاع عن الله ورسوله وهو أمر طبيعي والتفكير في غيره وكتابته بهذا الاسلوب يدل على سوء القصد دون شك.
ويؤكد د.العجمي أن أول مانزل من القرآن الكريم على الإطلاق هو [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ] [العلق 1] وأن الأقوال المتعددة التي اختلفت في أول آية نزلت هي أقوال واجتهادات للصحابة ليس فيها شيء مرفوع إلى الرسول صلي الله عليه وسلم فلا يمكن ان نقول انها أحاديث متضاربة وإنما قد قال كل بما علم ولم يترك العلماء الأمر دون شرح ففسروا ذلك بان هناك أول مانزل على الاطلاق وهو 'اقرأ' وهناك أول آية نزلت لتخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بنبوته ورسالته 'يا أيها المدثر' ونفس القول ينطبق على آخر مانزل من القرآن فنقول ان هناك آخر ما نزل على الإطلاق وأن هناك آخر مقيد بمعنى انه آخر مانزل في حكم من الأحكام أو آخر مانزل في العقيدة وكما سبق وأشرنا ان الاقوال كلها ليس فيها قول مرفوع إلى النبي صلي الله عليه وسلم كأن يقال أن آخر آية نزلت في أمور العقيدة 'اليوم أكملت لكم دينكم' وأن آخر آية نزلت في الأحكام 'ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها'.
افتراءات
ويؤكد د.عبدالمهدي عبدالقادر استاذ الحديث بكلية أصول الدين أن التجرؤ على رسول الله صلي الله عليه وسلم بالقول بانه يبارك اغتيال معارضيه هو جرم غير مقبول وينم عن عدم دراسة للتاريخ أو فهم للواقعة التي حدثت وهي التصفية الجسدية لكعب بن الاشرف كما يقولون، فكعب بن الأشرف هذا يهودي كان يقيم في المدينة حيث كان بينهم وبين المسلمين عهد لا يجوز بمقتضاه ان يحرضوا على المسلمين أو يساعدوا أعداءهم ومع ذلك فقد نقض الرجل العهد وحرض قريش على المسلمين وعرض برسول الله صلي الله عليه وسلم وقتل من المسلمين وافسد كثيرا وحالف قريش عند أستار الكعبة على قتال المسلمين وهنا قال النبي صلي الله عليه وسلم 'من لنا بابن الأشرف فانه قد استعلن بعداوتنا'.
فنحن أمام معاهد خائن وقاتل ومحرض على القتل بان كان يحرض قريشا على الأخذ بثأر قتلاها في بدر وأنشد الاشعار التي آذت الرسول وصحابته ولم يبادر الرسول صلى الله عليه و سلم مع كل ذلك بقتله وإنما أسدي اليه الكثير من النصح بالالتزام بالمعاهدة التي ابرمها مع قومه إلا ان كعب غالى في الشر وهو ما يعرفه تماما الباحث في كتب التاريخ وليس الملتقط لما يريد أن يزيف به الحقائق .. مع العلم أن حدود الله لا عفو فيها ولا تسامح وأن التسامح يكون في الحقوق الشخصية فليس للإمام أن يصفح في الحقوق العامة أو حقوق الآخرين .. وحقوق الدولة ولهذا لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت.
ويؤكد د.عبدالمهدي أن القول بأن بعض الآيات كان يضاف إليها أو كما يقول الكاتب أن المولى عز وجل كان يستدرك حاش لله فيضيف أو يحذف فان هذا الكلام يدل أيضا على جهل تام بالأسلوب الإلهي في تعليم خلقه وتربيتهم لان المولى سبحانه كان كثيرا ما يتدرج في تحريم الشيء كما حدث في تحريم الخمر وفي أحيان أخرى فإن الله ينزل الآية بالحكم حتى إذا ما استقر الحكم وقرأت الآية على هذا النحو أضاف المولى إليها أمرا للفت الأنظار إلى أهمية الشيء الذي أضافه وفي السنة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أن من جاهد في سبيل الله فقتل فهو من أهل الجنة ثم أتى جبريل فقال ' إلا الدين' .. وهي اضافة بعد تمام النص لترسخ في ذهن المسلم خطورة الدين وضرورة سداده وهي طريقة تعليمية تربوية معروفة وليس استدراكا أو حذفا أو أمورا تظهر لربنا فهو الذي احاط بكل شيء علما.
أما عن نسخ لفظ آية الرجم من التلاوة مع بقاء الحكم الشرعي فيؤكد د.العجمي الدمنهوري أن في ذلك حكمة بالغة بعد ان استقر الحكم ووعاه الخلق لان الذي يرجم هو من تزوج وصار محصنا، فزناه دليل على انحطاط مسلكه وفساد فطرته ورفع الآية مع بقاء الحكم دليل على أن هذا الأمر لا ينبغي ان يوجد إطلاقا في المجتمع المسلم ولا ينبغي أن يتلي به قرآن فهناك نسخ للفظ مع بقاء الحكم وهناك نسخ للحكم مع بقاء اللفظ.
وبعد ما نشر عن البخاري واصلت الصحف هجومها على أبي هريرة استنادا إلى كتاب آخر وجه أبشع الاتهامات إليه وهو ما رأى فيه أعضاء مجمع البحوث الاسلامية اصرارا على تشويه السنة النبوية وتطاولا على رموز كبار المحدثين.أ هـ
هذا واختم بحسبي الله ونعم الوكيل
لك الله يا أمة الإسلام منقولطريق الاسلام