همي الدعوه
25 Jun 2010, 01:58 PM
السفهاء الجدد
الجمعة 25, يونيو 2010
أبو لـُجين إبراهيم
لجينيات ـ
بين الفينة والأخرى يطل علينا من (ينأى) بعيداً عن الجماعة بفتوى غريبة ، يستنكرها صغار طلبة العلم قبل كبارهم ..!
وليس المعني بالكلام هنا واحداً بعينه ، وإنما هي – بالفعل – تكاد تكون ظاهرة جديدة في سلسلة فتن العصر المستجدة ..!!!
وهؤلاء - في حقيقة أمرهم ــ ممن ألهاهم التكاثر ، ليس تكاثر المال فحسب ، بل تكاثر الناس و(الجاه) ، فهم يسعون بهذا السلوك لتكثير السواد و(حب الرئاسة) .
لذلك تجدهم يستعذبون الشذوذ في مخالفة ما عليه أهل العلم ، منقبين في بطون الكتب عن آراء فقهية تعينهم على تسجيل السبق والتميز في الفتوى ، حتى ليظهر لمن يستمع لهم أنهم اكتشفوا في الإسلام أو في (الفقه) شيئاً لم تبلغه عقول فقهائنا وعلمائنا ودعاتنا ، وما يحدث في العادة من حب للشهرة والرئاسة (الشهوة الخفية) والتطلع إلى ( الجاه عند أصحابه ) وافتقار هؤلاء للتأصيل الفقهي من جهة والورع من جهة أخرى ، هذا كله يؤدي بهم إلى الانزلاق والأخذ بشذوذ الأقوال والفتاوى ، لاسيما .. لاسيما .. في وطيس الأحداث ، كأنهم مدفوعون لها دفعاً ..!!
وإلا فإن العلماء الربانيين قد وقفوا قبل هؤلاء على تلك الأقوال ، لكن رسوخ تأصيلهم الفقهي وفهمهم للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة أبى عليهم أن يأخذوا بها ، أو يدعوا إليها ، أو يصححوها ، علماً وأمانة وديانة منهم ، لا جهلاً وغفلة ، بل إن العلماء الربانيون لا ينظرون إلى المسائل من حيث قوة أدلتها فقط ، وإنما ينظرون إليها أيضاً من حيث ما قد يترتب عليها من المفاسد والمضار حتى مع إباحتها ، فالقاعدة أن المباح إذا أفضى إلى المحرم يكون حراماً ، ولذلك لم يبن الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام خوفاً من حدوث فتنة ..!
ومن هذا المنطلق تستطيع أن تدرك الفرق بين نظرة العلماء الربانيين للأحداث وبين هؤلاء ، سواءاً في مسألة السينما ، أو الاختلاط ، أو السحر ، أو في تصحيح مذاهب الشيعة ، أو غيرها من المواضيع الكثيرة التي تجد لهؤلاء فيها فتاوى جامحة ، تستميت في نصرة الباطل بحجة أن هناك من قال بها من الفقهاء ..!!
المحير في الأمر أن هذه الفتاوى الشاذة تأتي في سياق حراك فكري مشحون يسعى جهده لإعادة بناء الفقه الإسلامي برمته ، وذلك بالتشكيك في الأحاديث التي بين أيدينا ، والدعوة إلى إلغاء فهوم الفقهاء للنصوص ، والتشكيك في تدوين السنة بل وفي التفاسير القرآنية المعتمدة ، وهذا الكلام دندن حوله كتاب سعوديون – بصراحة - في كتاباتهم الصحفية – انظر مثلاً مقالات خالد الدخيل - وغيره ، كما يسعى هذا الاتجاه إلى بعث ما شذ من الأقوال الفقهية لإعادة تشكيل الخريطة الاجتماعية بما يتناغم مع تطلعات مشاريع الأمركة ..!!!
في قلب هذا الحراك .. تأتي الفتاوى الغريبة ، من دعاة كان من المفترض أنهم على وعي بما يجري ، وأن يكونوا في صف الأمة والحفاظ على (بيضة الدين) لا عليها مع من يستدرجها بمكره إلى الضلال ..!
والله المستعان !
أبو لـُجين إبراهيم
الجمعة 13ـ7ـ1431هـ
الجمعة 25, يونيو 2010
أبو لـُجين إبراهيم
لجينيات ـ
بين الفينة والأخرى يطل علينا من (ينأى) بعيداً عن الجماعة بفتوى غريبة ، يستنكرها صغار طلبة العلم قبل كبارهم ..!
وليس المعني بالكلام هنا واحداً بعينه ، وإنما هي – بالفعل – تكاد تكون ظاهرة جديدة في سلسلة فتن العصر المستجدة ..!!!
وهؤلاء - في حقيقة أمرهم ــ ممن ألهاهم التكاثر ، ليس تكاثر المال فحسب ، بل تكاثر الناس و(الجاه) ، فهم يسعون بهذا السلوك لتكثير السواد و(حب الرئاسة) .
لذلك تجدهم يستعذبون الشذوذ في مخالفة ما عليه أهل العلم ، منقبين في بطون الكتب عن آراء فقهية تعينهم على تسجيل السبق والتميز في الفتوى ، حتى ليظهر لمن يستمع لهم أنهم اكتشفوا في الإسلام أو في (الفقه) شيئاً لم تبلغه عقول فقهائنا وعلمائنا ودعاتنا ، وما يحدث في العادة من حب للشهرة والرئاسة (الشهوة الخفية) والتطلع إلى ( الجاه عند أصحابه ) وافتقار هؤلاء للتأصيل الفقهي من جهة والورع من جهة أخرى ، هذا كله يؤدي بهم إلى الانزلاق والأخذ بشذوذ الأقوال والفتاوى ، لاسيما .. لاسيما .. في وطيس الأحداث ، كأنهم مدفوعون لها دفعاً ..!!
وإلا فإن العلماء الربانيين قد وقفوا قبل هؤلاء على تلك الأقوال ، لكن رسوخ تأصيلهم الفقهي وفهمهم للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة أبى عليهم أن يأخذوا بها ، أو يدعوا إليها ، أو يصححوها ، علماً وأمانة وديانة منهم ، لا جهلاً وغفلة ، بل إن العلماء الربانيون لا ينظرون إلى المسائل من حيث قوة أدلتها فقط ، وإنما ينظرون إليها أيضاً من حيث ما قد يترتب عليها من المفاسد والمضار حتى مع إباحتها ، فالقاعدة أن المباح إذا أفضى إلى المحرم يكون حراماً ، ولذلك لم يبن الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام خوفاً من حدوث فتنة ..!
ومن هذا المنطلق تستطيع أن تدرك الفرق بين نظرة العلماء الربانيين للأحداث وبين هؤلاء ، سواءاً في مسألة السينما ، أو الاختلاط ، أو السحر ، أو في تصحيح مذاهب الشيعة ، أو غيرها من المواضيع الكثيرة التي تجد لهؤلاء فيها فتاوى جامحة ، تستميت في نصرة الباطل بحجة أن هناك من قال بها من الفقهاء ..!!
المحير في الأمر أن هذه الفتاوى الشاذة تأتي في سياق حراك فكري مشحون يسعى جهده لإعادة بناء الفقه الإسلامي برمته ، وذلك بالتشكيك في الأحاديث التي بين أيدينا ، والدعوة إلى إلغاء فهوم الفقهاء للنصوص ، والتشكيك في تدوين السنة بل وفي التفاسير القرآنية المعتمدة ، وهذا الكلام دندن حوله كتاب سعوديون – بصراحة - في كتاباتهم الصحفية – انظر مثلاً مقالات خالد الدخيل - وغيره ، كما يسعى هذا الاتجاه إلى بعث ما شذ من الأقوال الفقهية لإعادة تشكيل الخريطة الاجتماعية بما يتناغم مع تطلعات مشاريع الأمركة ..!!!
في قلب هذا الحراك .. تأتي الفتاوى الغريبة ، من دعاة كان من المفترض أنهم على وعي بما يجري ، وأن يكونوا في صف الأمة والحفاظ على (بيضة الدين) لا عليها مع من يستدرجها بمكره إلى الضلال ..!
والله المستعان !
أبو لـُجين إبراهيم
الجمعة 13ـ7ـ1431هـ